نيكول
كيدمان
لـ"العربي
الجديد":
السعفة
الذهبيّة
لي
باريس ـ نبيل مسعد
إنها من ألمع نجمات السينما في العالم وأكثرهن موهبة، يكفي للتأكد
من ذلك النظر إلى قائمة الأفلام التي ظهرت فيها تحت إدارة أبرز
السينمائيين وفي صحبة أكبر النجوم، إضافة إلى صعوبة الأدوار التي
تتولاها.
وها هي نيكول
كيدمان(49
سنة)
تصنع الحدث في مهرجان
"كان"
السينمائي
2017 عن
طريق مشاركتها في أربعة أعمال دفعة واحدة، وهو أمر لم يحدث، حتى
الآن، في تاريخ هذه المناسبة السينمائية الأشهر في العالم، وهي
مرشحة بقوة لنيل السعفة الذهبية عن جائزة أحسن ممثلة.
ولقد جاءت كيدمان إلى باريس قبل توجهها إلى
"كان"
فالتقتها
"العربي
الجديد"
وكان هذا الحوار.
·
أكد لنا تييري فريمو، مندوب عام مهرجان
"كان"
أنها المرة الأولى التي يشارك فيها أي نجم في أكثر من فيلمين في
هذا المهرجان، وها أنت موجودة في أربعة أعمال دفعة واحدة، الأمر
الذي يعني أنك ستصعدين الدرج المفروش بالسجادة الحمراء أربع مرات.
ما هو شعورك تجاه هذا الحدث الاستثنائي؟
أنا فخورة إلى أبعد حد، خصوصاً أن الموضوع اتخذ أهمية لم تخطر
ببالي إطلاقاً، إذ طلب مني تييري فريمو الحضور إلى باريس قبل
التوجّه إلى المهرجان، خصوصاً من أجل لقاء الإعلام وتسليط الضوء
على هذه النقطة.
لذا حرصت على التواجد في اليوم نفسه لانعقاد الندوة الإعلامية
الخاصة بالإعلان عن مضمون المهرجان في موسمه لهذا العام.
أما عن شعوري، غير حكاية الفخر، فهو الاعتزاز برضا أهل المهنة
السينمائية عني وعن الأعمال التي أشارك فيها، وأود القول إنني لم
أتمتع في شكل دائم على مدار الأعوام بمثل هذا الحظ، فقد عرفت فترات
من الركود وأخرى من المجد، فالتمثيل ليس مهنة ثابتة، ومطباته كثيرة
وغير متوقعة، أي أنها تحدث من دون سابق إنذار.
وعن السجادة الحمراء فأنت نسيت أنني سأخطو عليه كذلك في سهرة
الافتتاح وفي حفلة الختام، أي على الأقل ست مرات.
·
تتقاسمين بطولة فيلمين من الأفلام الأربعة مع النجم، كولين فاريل،
أولاً في
"الفريسة"
من إخراج صوفيا كوبولا، وهو إعادة لفيلم شهير يحمل العنوان ذاته
وأدى بطولته كلينت إيستوود في العام
1971،
ثم في
"إعدام
الحيوان المقدس"
للسينمائي اليوناني يورغوس لانتينوس.
حدثينا عن العملين وعن تعاونك مع كولين فاريل.
أنا أعثر على ناحية كوميدية بحتة في هذه الحكاية، خصوصاً في كون
الفيلمين سيعرضان في المهرجان في الأسبوع نفسه، بينما الأمر يختلف
في ما يخص تصوير العملين، إذ إننا قضينا سنة كاملة من دون أن نرى
بعضنا بعضاً، بين انتهاء
"إعدام
الحيوان المقدس"
وبدء
"الفريسة".
وما أعنيه بالناحية الكوميدية هو أنني في الفيلم الأول أمثل شخصية
زوجة الطبيب الجراح الذي يؤدي دوره ببراعة فائقة كولين فاريل،
وأسانده في كفاحه ضد المجتمع الذي يرفض الاعتراف بمدى عبقريته في
عمله.
ثم في
"الفريسة"
أؤدي دور رئيسة مدرسة للفتيات تفتح باب المدرسة ذات ليلة لرجل مصاب
بجروح خطيرة إثر حادث سيارة مروع، وتبادر الى علاجه رافضة اللجوء
إلى الأطباء والإسعاف والسلطات الرسمية، ومانعة تلميذاتها من البوح
بالأمر لأي شخص.
ويتحول الجريح مع الأيام إلى فريسة، وسيذوق العذاب المر بين أيدي
مجموعة النساء المحيطات به.
أنا أتخيل كيف أن النقاد في المهرجان سيسخرون منّا ويعتبرون فاريل
ضحيتي في المرتين، إذا نظرنا إلى رباط الزواج على أنه حبس.
وفي ما يتعلق بالعمل مع فاريل فهو شيء أسعدني لأنني مولعة بمشاركة
العمالقة أعمالهم، والتمثيل في مواجهة فنان عبقري أسهل ألف مرة من
فعل الشيء نفسه أمام ممثل عادي، لأن الموهوب يرفع من شأن زميله
وبالتالي من مستوى الفيلم ككل.
وكولين فاريل بلا شك من عباقرة زمننا.
·
وماذا عن الفيلمين الآخرين؟
الفيلم الثالث لا يشبه أي شيء معروف في السينما، وقد أخرجه، جون
كاميرون ميتشيل، تحت عنوان
"كيف
تتحدث إلى الفتيات في السهرات"،
فيه أؤدي دور ملكة هبطت من كوكب آخر فوق الأرض لتكتشف بدهشة كبيرة
العادات التي يمارسها الجنس البشري في السهرات، وكيف يستغل كل من
الجنسين مثل هذه المناسبات بهدف التعرف إلى أفراد من الجنس الآخر.
والذي يحدث هو وقوع شاب مراهق في حبها فتستغله وتمارس عليه قدراتها
غير البشرية من دون أن يدري المسكين بشيء.
والفيلم من النوع الفكاهي، لكنه في الوقت نفسه يتعرض، عبر
الكوميديا، للعيوب البشرية، وحتى لتلك التي يتصف بها كائن الكوكب
الغريب والتي لا تقل بشاعة عن الأولى.
أما العمل الأخير فهو عبارة عن نقل إحدى حلقات المسلسل التلفزيوني
الناجح
"أعلى
البحيرة"
إلى الشاشة الكبيرة على يد الأسترالية جين كامبيون.
وأنا في الفيلم أتعاون مع مفتشة بوليس تحقق في جريمة بشعة راحت
ضحيتها امرأة آسيوية شابة في سيدني بأستراليا.
ومثلما ترى بنفسك لا يوجد أدنى تشابه بين الأدوار الأربعة التي
سأفرض نفسي من خلالها على شاشة سينما قصر مهرجانات
"كان"
هذا العام.
·
لقد عملت في الماضي تحت إدارة المخرجة، جين كامبيون، ذاتها في فيلم
"بورتريه
امرأة"،
فهل لعب هذا التعاون السابق دوره في اختيارها لك مرة جديدة؟
تعود المشاركة الأولى بيننا إلى العام
1995،
وتجمعنا منذ ذلك الحين صداقة كبيرة لا شك في أنها تتدخل في بحث كل
واحدة منا عن فرصة العمل مع الثانية، ومع ذلك لم تتكرر الفرصة إلا
بعد مرور عشرين سنة على الحدث الأول.
·
هل تأملين مغادرة
"كان"
حاملة جائزة أفضل ممثلة عن أحد أدوارك المعنية؟
هذا طبيعي!
أليس كذلك؟
·
وإذا لم يحدث الأمر؟
سيكون الحق على بدرو ألمودوفار، رئيس لجنة التحكيم هذا العام،
بمعنى أنه لم يرض عني ولا عن الأفلام التي سيشاهدني فيها، وهذا شيء
ممكن بطبيعة الحال.
·
ما هو فيلمك المفضل بين الأربعة التي ستقدمينها؟
لا أستطيع البوح إطلاقاً بمثل هذا الأمر للإعلام، على الأقل قبل أن
ينتهي المهرجان، وإلا اعتبرت لجنة التحكيم الأمر بمثابة خيانة مني
تجاه خصوصية الحدث وأسراره.
·
ذكرت في السابق أنك مررت بفترات من الركود في مسيرتك الفنية، فهل
تقصدين بذلك تلك الفترة التي شهدت طلاقك من توم كروز، والجميع
يتذكر مدى التأثير السلبي لهذا الحدث على حياتك ونفسيتك؟
نعم، صحيح أن طلاقي لعب دوراً في انهياري على الصعيد النفسي،
وبالتالي على قبولي الظهور في أفلام متوسطة النوعية، بل رديئة في
بعض الأحيان، لأنني لم أهتم بما كنت أفعله، ساعية فقط إلى الانغماس
في العمل بهدف النسيان.
لكنني عشت فترات أخرى من الركود لم تتعلق بنفسيتي بل فقط بالوضع
العام في هوليوود في شأن دور المرأة في الأفلام.
·
الفارق الشاسع بين أجور الممثلين والممثلات في هوليوود موضوع مطروح
باستمرار، فهل أنت من المناضلات ضد هذا الوضع؟
أجل بطبيعة الحال، والموضوع لا يمكن اعتباره أكثر أو أقل من ظلم
تجاه الممثلات، إلا أن الأوضاع بدأت تتحسن إثر تولي فئة من النساء
رئاسة بعض شركات الإنتاج وأستوديوهات السينما في هوليوود.
·
أنت من أشهر نجمات هوليوود، فهل تعانين بدورك من أجر منخفض،
بالمقارنة مع ذلك الممنوح لزملائك الرجال؟
في الحقيقة لا، وساعدتني شهرتي منذ حوالى عشرين سنة على تجاوز مثل
هذه المشكلة، بل على تقاضي أجر يفوق ذلك الذي يحصل عليه العديد من
زملائي الرجال.
·
أنت ممثلة سينمائية ومسرحية، فأي من هذين النشاطين تفضلين؟
لا أفرّق بينهما طالما أن العمل الذي أشارك فيه يثير إعجابي
واهتمامي ويجعلني أنسى كل شيء غيره.
فإذا مثلت في المسرح لا أجد ما هو أحلى منه، والشيء ذاته بالنسبة
الى السينما.
لقد وقفت فوق خشبة أحد أكبر مسارح لندن في
2016
مؤدية شخصية روزاليند فرانكلين، وهي امرأة عاشت في عالم الواقع،
وساهمت في اكتشافات علمية جبارة لم يعترف بها عالم الطب إلا بعد
سنوات طويلة.
أفخر بمشاركتي في هذه المسرحية الفذة التي تسلط الضوء على شخصية
امرأة عظيمة.
وقد حصلت على جائزة أفضل ممثلة مسرحية لعام
2016
عن دوري المذكور.
####
تييري فريمو:
"كلّ
شيء اليوم خاضع للتقييم"
كانّ ــ نديم جرجوره
لم يكن تييري فريمو
(1960)،
غريباً عن مهرجان
"كانّ"
السينمائي، عندما طُلب منه أن يتولّى منصب
"المندوب
الفني"،
عام
1999.
فهو،
القادم من دراسة
"التاريخ
الاجتماعي"،
التي وضع فيها بحثاً أكاديمياً عن بدايات
"بوزيتيف"،
إحدى أعرق وأهم المجلات السينمائية النقدية في فرنسا، كان مسؤولاً
رسمياً عن برمجة الأفلام، منذ الدورة الـ57
(12
ـ
23
مايو/
أيار
2004).
كما أنه منخرطٌ في الهمّ السينمائيّ، منذ شبابه،
بتأثير من والده، عاشق الفن السابع.
تابع
دراسات جامعية أتاحت له التنقيب التحليلي الأكاديمي في شؤون
السينما، قبل أن يعمل إلى جانب المخرج الفرنسي برتران تافيرنييه،
كمدير فني لـ"مؤسّسة
لوميير"،
أي تلك المعنية بالأخوين أوغست ولوي لوميير، صانعي السينماتوغراف،
ما جعله يجتهد في ترميم أفلامهما، وصولاً إلى تحقيق فيلم وثائقي
عنهما، بعنوان
"لوميير!
المغامرة بدأت"
(2017).
يُعتَبر فريمو صانع مهرجانات وتظاهرات سينمائية
مختلفة.
انجذابه إلى الأخوين لوميير جعله يُفاوض إدارة مهرجان
"كانّ"
على
مسألة أساسية:
في
مقابل موافقته على أن يُصبح المندوب الفني للمهرجان، على الإدارة
أن تسمح له بالبقاء رئيساً لـ"مؤسّسة
لوميير".
ومنذ
نهاية عام
2003،
بدأ يدير لجنتي استشارة واختيارات:
أولى
مهتمة بالأفلام الفرنسية، وثانية معنية بالأعمال الأجنبية.
أما
منصب المندوب العام، فاستلمه عام
2007،
مُكلَّفاً بمهمتين أساسيتين، في وقتٍ واحد:
المحتوى الفني للمهرجان، وأجهزته الإدارية واللوجستية.
أعاد تييري فريمو الاستديوهات الأميركية الكبيرة
إلى الـ"كروازيت"،
فاتحاً أمام أفلامها ونجومها أبواب
"قصر
المهرجانات"،
ومادّاً لهم
"السجادة
الحمراء"،
انطلاقاً من قناعة لديه، تتمثّل بقوله، ذات مرة: "أفضِّل
فيلماً تجارياً ناجحاً، على فيلم مؤلِّف فاشل".
في
الوقت نفسه، أتاح فرصاً عديدة لمخرجين مختلفي الأساليب، لتقديم
أفلامهم في المهرجان، أكانت أفلامَ نوع أو تحريك.
كما
خصّص حيزاً كبيراً للأفلام الوثائقية، والتزم
"سينما
نضالية"،
مع ما يُمكن أن تُشكّله من تساؤلات ثقافية وفنية وإيديولوجية.
من لمساته التجديدية، اختياره ـ عام
2007
ـ فيلم
"بيبي
لو موكو"
(1937)،
للفرنسي جوليان دوفيفييه، ليكون أول فيلم كلاسيكي مُرمَّم حديثاً،
يعرض في خانة
"كلاسيكيات
كانّ"
(التي
أُنشئت عام
2004).
والخانة هذه ساهمت في إعادة مشاهدة بعض أجمل كلاسيكيات الفن
السابع، بترميم تقني حديث، علماً أن الفيلم الفرنسي هذا رُمِّم
بتقنية
"ديجيتال".
يقول تييري فريمو:
"فيلمٌ
جيّد في مهرجانات برلين وتورنتو والبندقية، يُمكنه إنقاذ
الاختيارات.
لكن
فيلماً سيئاً في
(كانّ)
يقتل
فعل الاختيار".
لكنه،
عشية بدء الدورة الـ70،
يُفسّر ما قاله سابقاً
(2010): "هذه
طريقة متسرّعة لاختصار الأمور.
علينا
ألاّ ننسى أن
(كانّ)
مهرجانٌ خاص بالمحترفين وأهل المهنة والصحافة، بينما يستقبل
مهرجانا برلين وتورنتو جمهوراً من المُشاهدين".
يُضيف
أن الفرق
"جوهريٌّ"
بين
الوضعين:
"في
(كانّ)،
يُمكننا إخفاء فيلم هشّ، وإطلاق فرضيات، والسماح لمؤلِّفٍ بأن يكبر.
اليوم،
كل شيء بات يخضع لتقييم مستقل، ولأحكام متعلّقة بمقاييس المطالب
والحاجات".
إلى ذلك، يرى فريمو أن السينمائيّ الإسباني بدرو
ألمودوفار
(1949)
ـ رئيس
لجنة التحكيم الخاصّة بالمسابقة الرسمية، في الدورة الجديدة هذه ـ
"يحتفظ
بعلاقات معقّدة مع مسابقة تنافسية لم تجعله يضحك أبداً".
يُضيف
أنه بات يراه اليوم أهدأ وأكثر ميلاً إلى تصالح مع فكرة السباق نحو
الجوائز:
"تمكّن
من تجاوز مسألة عدم حصوله على
(السعفة
الذهبية)،
عن فيلمه
(كل
شيء عن أمّي)
(1999)".
يصفه
بالقول إنه يُدرك تماماً موقعه في تاريخ السينما:
"إنه
شخص مليء بالشكوك"،
فعندما طلب فريمو منه أن يكون رئيس لجنة التحكيم، للمرة الأولى،
رفض متسائلاً:
"هل
سأكون بالمستوى المطلوب؟".
يُعبِّر فريمو عن إعجابه الكبير بتواضع ألمودوفار، وبهذا التساؤل
النقدي عن الذات.
نديم...
####
مونيكا بيلّوتشي...
السحر
كانّ ـ العربي الجديد
كالعادة، تحتل الممثلات واجهة المشهد السينمائي، في
مهرجان "كان".
الدورة
الـ
70 (2017)
ستكون،
كغالبية سابقاتها، مساحة واسعة لهنّ، بظهورهنّ في حفلات العروض
الرسمية الأولى لأفلام يُمثلن فيها
(استعراض
"السجادة
الحمراء"
على
مدخل
"قصر
المهرجانات")،
أو بمشاركتهنّ في سهرات وأمسيات، بعضها مخصّص بأعمال خيرية
وإنسانية، أو بزيارتهنّ المهرجان لظهور إعلامي، أو لأجل مشروع جديد.
مع كل ظهور، تكثر التعليقات والتقارير الصحافية
والإعلامية المتنوّعة، المتعلّقة بأزيائهنّ ومجوهراتهنّ وعطورهنّ،
بشكل خاص، فتوزّع أخبار عن مُصمّمي الأزياء
"الأكثر
طلباً"
من
قِبلهنّ، وعن صانعي المجوهرات وغيرها من الـ
"إكسسوارات".
إحدى ميزات الدورة هذه، حضور الإيطاليةمونيكا
بيلّوتشي
(1964)،التي
ستكون عريفة حفلتي الافتتاح والختام، وهي مهمّة أدّتها سابقاً في
دورة عام
2003،
للمهرجان نفسه.
بالإضافة إلى مشاركتها في نشاطات سينمائية مختلفة.
لا تكتفي مونيكا بيلّوتشي كونها سيّدة الجمال
والأناقة، لأنها تُعتبر ممثلة محترفة وآسرة وصادمة، في عدد من
أدوارها السينمائية، في أوروبا وهوليوود:
"المرتاحة
في الأنواع كلّها"،
كما تصفها المحطة التلفزيونية الفرنسية
"كانال
بلوس"،
تُدرك كيفية الانتقال التمثيلي من الكوميديا إلى الدراما:
"إنها،
بهذا، تعكس خيارات فنية جريئة وانتقائية".
عارضة الأزياء تُصبح نجمةً، من دون أن تفقد بريق
المهنة التمثيلية، وجمال حضورها أمام الكاميرا، وبراعة التقاطها
نبض شخصيات كثيرة، وإنْ كانت تؤديها، أحياناً، في أفلام أقلّ
أهمية، على المستوى الفني والإبداعي والجمالي.
مع
هذا، تمتلك بيلّوتشي سمة التمثيل الاحترافي، القادر على تحصينها من
بساطة بعض الأعمال، وعاديتها.
بالإضافة إلى كونها عريفة الدورة الـ
70
لمهرجان
"كان"،
ستُقدِّم بيلّوتشي الحلقتين الأولى والثانية من الموسم الـ
3
للمسلسل التلفزيوني
"توين
بيكس"
لديفيد
لينش، في أمسية احتفالية، هي التي تمثّل فيهما أيضاً؛ علماً أنها
تنتظر بدء العروض التجارية الفرنسية لـ
On The Milky Road
لأمير كوستوريتزا، في
12
يوليو/
تموز
2017.
لمونيكا بيلّوتشي حكاية صداقة طويلة الأمد مع
مهرجان
"كان":
عام
2000،
شاركت فيه للمرة الأولى بفضل
"اشتباه"
Suspicion،
لستيفن هوبكنز.
بعد
عامين، عادت إلى الـ
"كروازيت"
مع
Irreversible
لغاسبار نُوِي، الذي صدم جمهور المهرجان، وأثار حماسة
"سينيفيليين"
كثيرين، ودهشتهم أمام لغته السينمائية، وجرأة معالجته أحوال أفرادٍ
واقعين في اضطراب الذات والروح.
كما
شاركت في لجنة التحكيم الخاصة بالمسابقة الرسمية، عام
2006،
التي ترأسها وونغ كار ـ واي
(هونغ
كونغ)،
قبل زيارتها
"كان"
مجدّداً بفضل تمثيلها في فيلمي
"حكاية
إيطالية"
(2008)
لتولّيو جيوردانا، و"لا
ترجع أبداً"
(2009)
لمارينا دو فان.
عام
2014،
فاز
Les Merveilles،
للإيطالية آليس رورواتشر، بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم.
الابنة الوحيدة لباسكال بيلّوتشي، مالك شركة نقل
برّي، وللرسّامة برونيلا بريغانتي، أدّت الممثلة دور
"فتاة
جيمس بوند"
وهي في
الـ
50
من
عمرها، في
Spectre
لسام مانديس.
بدأت
حياتها المهنية عارضة أزياء، كي تُسدِّد أقساط الدراسة، بدءاً من
عام
1987،
وعملت في الإعلانات، قبل أن تمارس التمثيل، بدءاً من مطلع تسعينيات
القرن الـ
20.
####
"كان
الـ
70":
تمويل الأفلام تأكيد على دعم الشباب
الدوحة ــ العربي الجديد
تُشارك أفلام عديدة في الدورة الـ
70 (17
ـ
28
مايو/
أيار
2017)
لمهرجان
"كان"
السينمائي الدولي، حصلت على دعم من"مؤسّسة
الدوحة للأفلام".
وهذا
يؤكد استمرارية حضور الأفلام التي تدعمها المؤسسة في المحافل
السينمائية الدولية المختلفة، وتعكس أهمية الدور الإبداعي الذي
تؤدّيه المؤسّسة في علاقتها بصناعة السينما، المحلية والعربية
والدولية.
والأفلام المُشاركة في
"كان
الـ
70"
حصلت
على دعم من
"برنامج
المنح"
في
المؤسّسة:
ثلاثة
منها حظيت بإشراف وتوجيه من خبراء
"قمرة"،
الملتقى السينمائي الذي تقيمه
"مؤسّسة"
الدوحة
للأفلام، بهدف تعزيز حِرفية الجيل المقبل من المواهب السينمائية.
بهذا الصدد، قالتفاطمة
الرميحي،الرئيسة
التنفيذية لـ
"مؤسّسة
الدوحة للأفلام"
إن
استمرار الحضور القوي لأفلام حظيت بدعم المؤسّسة في مهرجان
"كانّ"
السينمائي،
"دليل
قوي على الجودة العالية للمشاريع التي ندعمها، من خلال مبادرات
التمويل والتدريب والإشراف".
أضافت:
"نحن
سعداء حقاً بأن أعمال صنّاع الأفلام
الشباب الموهوبين،
من المنطقة والعالم، تمكّنت مرة أخرى من تقديم عروضها الأولى في
أحد أهم المهرجانات السينمائية العالمية، ومنافسة الأفلام الأخرى
من أنحاء العالم كلّه".
ورأت
أنه من خلال
"برنامج
المنح"
هذا،
"سنستمر
في تركيز جهودنا لمساعدة الأصوات الجديدة، والقصص الرائعة، القادرة
على تشكيل اتجاهات جديدة في السينما العالمية".
إلى ذلك، تضمّ لائحة الأفلام التي تعرض، للمرة
الأولى عالمياً، في
"نظرة
ما"،
على ما يلي:
"الجميلة
والكلاب"
(إنتاج
تونسي/
فرنسي/
سويدي/
نرويجي/
لبناني/
سويسري/
ألماني/
قطري
مشترك،
2017)
للتونسية كوثر بن هنية، و"طبيعة
الحال"
(إنتاج
جزائري/
فرنسي/
ألماني/
قطري
مشترك،
2017)
للجزائري كريم موسوي.
يُذكر أن
"الجميلة
والكلاب"
حصل
على منحة في دورة خريف عام
2016،
وعُرض في
"قمرة
2017"،
ويدور حول مريم، التي أرادت الاستمتاع بليلتها، لكن شيئاً فظيعاً
يحدث معها، ما يضطرّها إلى طلب العدالة من مرتكب الجريمة ضدها.
ويسرد
"طبيعة
الحال"،
الحاصل على منحة في دورة خريف عام
2015،
وعُرض في
"قمرة
2016"،
قصّة ثلاثة أشخاص من أيام الحرب في الجزائر عام
2000،
يواجه كلّ واحد منهم خياراً صعباً في حياته، الأمر الذي أدّى إلى
فقدانهم لمبادئهم الأخلاقية.
بالإضافة إلى هذين الفيلمين، سيعرض
"القطعة
35" (إنتاج
فرنسي/
قطري،
2017)
لإيريك
كارافاكا في
"قسم
العروض الخاصة"،
وهو حصل على منحة في دورة خريف عام
2016:
يحمل
المشاهدين إلى مكامن الشغف عند الإنسان، فالقطعة
35
هي
مكان لم يذكره أيّ من أفراد العائلة من قبل.
إنه
المكان الذي دفنت فيه أخت البطل، التي توفيت وهي في الثالثة من
عمرها فقط.
أما الأفلام التي تعرض في فئة
"العروض
الموازية"،
في قسم
"الشاشة
الصغيرة"،
فهي:
"والي"
(بوركينا
فاسو، فرنسا، قطر
/ 2017)
لبيرني
غولدبلات، و"علي،
معزة وإبراهيم"
(مصر،
الإمارات العربية المتحدة، فرنسا، قطر
/ 2016)
للمصري
شريف البنداري.
حصل فيلم
"والي"
على
منحة في دورة خريف عام
2016،
وشهد عرضه العالمي الأول في
"فئة
الجيل"،
في
"مهرجان
برلين السينمائي
2017".
تدور
قصته حول المراهق الفرنسي إدي، المتحدّر من بوركينا فاسو، والذي
أرسله والده إلى قريته في بلده.
لكن
الترحيب الذي لقيه لم يكن كما كان يأمل.
أما
"علي،
معزة وإبراهيم"،
الحاصل على منحة في دورة خريف عام
2012،
والذي شارك في
"قمرة
2016"،
ضمن مشاريع قيد التنفيذ، فيروي قصة علي وإبراهيم، وهما شخصان
وحيدان وغريبان، رفضهما مجتمعهما.
وعند
التقاء طريقيهما، يقومان برحلة معاً، ستُغيّر حياتهما.
في قسم
"أسبوعي
المخرجين"
في
المهرجان، يعرض فيلم
"نوثينغوود"
(إنتاج
فرنسي ألماني قطري مشترك،
2017)
لسونيا
كرونلاند.
حصل
الفيلم على منحة في دورة ربيع عام
2017،
وهو فيلم وثائقي حول سليم شاهين، الممثل والمخرج والمنتج الأكثر
شعبية في أفغانستان، الذي يعشق السينما والأفلام، وينتج، دائماً،
أفلاماً حول بلده الذي يعيش حالة حرب، منذ أكثر من
30
عاماً.
بالإضافة إلى ذلك، تمّ اختيار أربعة مشاريع حاصلة
على منح في
"سوق
كانّ للأفلام"،
هي:
"علم"
(إنتاج
فلسطيني فرنسي قطري مشترك،
2017)
لفراس
خوري.
حصل
على منحة في دورة ربيع عام
2015.
و"المترجم"
(إنتاج
سوري أردني فرنسي قطري مشترك،
2017)
لرنا
كزكز وأنس خلف، الذي سيعرض في ورشة
"سيني
فونداسيون".
و"بركة
العروس"
(إنتاج
لبناني ألماني قطري مشترك،
2017)
لباسم
بريش، الحاصل على منحة في دورة خريف عام
2016،
وشارك في
"قمرة
2017":
تمّ
اختياره للعرض في قسم
"مصنع
سينما العالم".
هناك أيضاً:
"ستموت
في العشرين"
(إنتاج
سوداني مصري قطري مشتركن
2017)
لأمجد
أبو العلاء، الحاصل على منحة في دورة ربيع عام
2016،
وشارك في
"قمرة
2017"،
كمشروع في مرحلة التطوير.
سيعرض
في النسخة الأولى من برنامج
"سيني
فيليا باوند"،
بالشراكة مع
"دار
كتاب السيناريو الفرنسي".
في العام الماضي، حصلت أفلام على دعم من
"مؤسّسة
الدوحة للأفلام"،
في فئات رئيسية، في مهرجان
"كانّ"
السينمائي، منها المسابقة الرسمية، وحصلت على
5
جوائز
رئيسية في مختلف الفئات.
وكجزء
من دور المؤسسة في الترويج لصناعة السينما الناشئة في قطر، على
المسرح الدولي، ستقوم المؤسّسة، مرة أخرى، بتقديم عرض خاص لأفلام
في قسم
"صنع
في قطر"،
في القسم الجديد
"عروض
السوق"،
وفي رُكن الأفلام القصيرة.
####
كوتيار وغاينسبور تفتتحان دورة العام
كانّ ـ العربي الجديد
تُشارك الممثلتانماريون
كوتيار وشارلوت غاينسبور،
إلى جانب ماتيو آمالريك، في
"أشباح
إسماعيل"،
للفرنسي آرنو ديبلشان
(1960)،
الذي يفتتح الدورة الـ
70
لمهرجان
"كانّ"،
مساء اليوم الأربعاء.
يتابع الفيلم تفاصيل من سيرة مخرج سينمائيّ، يُدعى
إسماعيل فيلار
(آمالريك)،
يواجه ارتباكاً نفسياً وانفعالياً، لحظةلقائه
كارلوتا
(كوتيار)التي
ارتبط معها بعلاقة حبّ، قبل أن تختفي من حياته كلّياً، منذ
20
عاماً،
والتي لم يستطع أن يمارس الحِداد على الفراق الصادم هذا، أبداً.
صديقته
الجديدة، سيلفيا
(غاينسبور)،
تلوذ بالفرار، وإسماعيل يتخلّى عن كارلوتا، لكنه سيُصاب بنوع من
تردّد واضطراب، ما يدفعه إلى إيقاف تصوير فيلمه الجديد، والذي
يتناول حكاية إيفان، الدبلوماسي غير التقليدي وغير النمطي،
مستوحياً إياه من شقيقه، ويغادر المكان باتّجاه المنزل العائليّ،
بعيداً عن كلّ شيء، حيث يواجه أشباحه كلّها.
السينمائيّ الفرنسي يجمع ممثلتين في حكاية واحدة،
لكلّ منهما سيرة فنية تثير حماسة كثيرين لمُشاهدة ما يُمكن أن
تُقدّماه من إضافة أدائية ودرامية وجمالية، وهي إضافة اختبرتها
كوتيار وغاينسبور في مسارهما السينمائيّ السابق، في أدوار متنوّعة.
الفرنسية كوتيار
(1975)
تقول
إن التماهي بشخصية كارلوتا، وفهم حاجتها إلى الاختفاء، أمران
"يسهل
على المرء التماهي بهما، وعيشهما".
تقول
أيضاً:
"أعتقد
أننا عرفنا جميعنا هذه الحاجة في لحظة ما.
في
مراهقتي، كنت أشعر دائماً برغبة في الذهاب، وفي إعادة بناء حياتي
في مكانٍ آخر، لا يعرفني أحدٌ فيه.
مكان
أشعر فيه أني قادرة على أن أكون أنا نفسي، كما أنا".
تعترف
أن هناك أموراً كثيرة يجب إزالتها أو غسلها، بالإضافة إلى الكثير
من
"سوء
التفاهم والفهم"
مع
محيطها، حول شخصيتها.
وتُشير
إلى أن أبرز
"سوء
فهم"
كامنٌ،
حينها، في مسألة التواصل مع الآخرين:
"لم
يكن الأمر هكذا، بالنسبة إليّ.
أنا
كنت أرغب في الذهاب والخروج من المكان الذي أُقيم فيه، والبدء
مجدّداً من نقطة الصفر، وإعادة بناء حياة مع أناسٍ يكتشفوني،
وأستطيع أن أمنحهم ما أنا عليه فعلياً".
لعلّ هذا كلّه ينعكس في شخصية كارلوتا، وفي علاقتها
باسماعيل قبل اتخاذها قرار الاختفاء، في مكانٍ لا يعرفها أحدٌ فيه.
أما
العودة إليه، فستكون محاولة لفهم أسئلة معلّقة عن العلاقة، والرحلة
التي قامت بها، ومعنى الانفعال والتواصل.
من جهتها، لم تتحدّث الفرنسية البريطانية شارلوت
غاينسبور
(1971)
كثيراً
عن الفيلم، مكتفية بتصحيح بعض المتداول عن علاقتها بالمشروع،
وبمخرجه
(ديبلشان).
تقول
إنها كانت تحلم بتأدية دور
"إستر
كان"،
في فيلمٍ يحمل اسمها
(2000)،
لكن المخرج لم يخترها حينها.
تقول
إن الأمر أصابها بنوع من الخيبة، قبل أن تجري محاولات عديدة من دون
أن تنجح في العمل معه:
"لا
أتذكر متى أرسلت له رسالة، لا لأقول له فيها إني أحلم بالعمل معه،
بل لإعلامِه كم أنا مُعجبةٌ به.
كنت،
حينها، أتمنّى أن تؤدّي الرسالة إلى تحقيق تعاون بيننا.
كنتُ
يومها في الولايات المتحدة الأميركية، بعيدة عن فرنسا.
ربما
لهذا، كانت لديّ جرأة أكبر لتحقيق خطوة كهذه
(كتابة
الرسالة، وإرسالها إليه)".