أفلام موسيقية جديدة على أبواب العام الجديد
«لا
لا لاند»
فتح شهية هوليوود للسينما الراقصة
لندن:
محمد رُضا
حين
يتحدث المخرج داميان شازيل عن فيلمه
«لا
لا لاند»،
وهو فعل ذلك بضع مرّات بدءًا من الساعات التي صاحبت عرض الفيلم
لأول مرّة في إطار مهرجان فينيسيا الأخير، فهو يميل إلى التذكير
بأن فيلمه هذا خُطط له قبل فيلمه الأول الذي خرج للعرض قبل سنة وهو
«ضربة
السوط»
(Whiplash):
«في
الحقيقة كتبت
(لا
لا لاند)
قبل
سبع سنوات وعندما واجهت عزوف المنتجين عن الاهتمام به قمت بتحقيق
(ضربة
السوط)
قبله...
هذا
فتح لي الطريق جيدًا لتنفيذ فيلمي الموسيقي».
وشركة
«ليونزغايت»
التي
موّلت الفيلم سعيدة بأنها فعلت ذلك، لقد تكلّف الفيلم ثلاثين مليون
دولار وأنجز حتى الآن
140
مليون
دولار عالميًا.
يضيف:
«كان
هناك ضغط شديد لإنجاز التصوير في موعده...
لم يكن
مسموحًا لنا أن نخطئ، لذلك عمدت إلى تدريبات رقص وغناء وعزف طويلة
قبل التصوير لكي يتم كل شيء بسهولة خلال عملية التصوير ذاتها».
حين
سألته عن مثال، قال: «أوضح
مثال في اعتقادي هو المشهد الراقص عند الغروب مع رايان غوزلينغ
وإيما ستون.
كنت
أريد تصويره قبل الغروب، كان عندي نصف ساعة فقط لتصوير استعراض
يستمر سبع دقائق وكان علينا أن ننجزه من المرة الأولى».
*
حشد جديد
حين
نظرت هوليوود إلى
«لا
لا لاند»
على
ضوء نجاحه الجماهيري وعلى ضوء التقاطه سبع جوائز، غولدن غلوبس
وترشيحاته الحالية للبافتا، وتلك المتوقعة خلال أيام قليلة
للأوسكار، أخذت بعض استوديوهاتها تنقب عن مشاريع كانت عرضت عليها
ووضعتها في غارور البرّاد آنذاك على أساس أن أحدًا لا يكترث بالقدر
الكافي لاسترجاع فيلم موسيقي
-
استعراضي لكلفته، ناهيك عن تحقيق أرباح منه.
المنتج
ألبرت رودي، الذي أنتج، فيما أنتجه، سلسلة أفلام
«العرّاب»
وفيلم
كلينت إيستوود
«مليون
دولار بايبي»،
من بين المراقبين الذين لم يتوقعوا حدوث هذا النجاح الحالي.
رغم
ذلك يعتقد أن الغالب، في رأيه، أن
«النجاح
الذي حققه فيلم شيزيل ليس مؤشرًا أكيدًا لنجاحات أخرى»
وهو
يذكر بأن نجاح فيلم
«البائسون»
لتوم
هوبر، قبل أربعة أعوام كان محدودًا ولم ينتج عنه فورة ما.
إلى
ذلك، هناك حشد من الأفلام الجديدة التي تتعامل والموسيقى والغناء
في بوتقة استعراضية واحدة...
ليس
منها ما يستند إلى المرحلة الذهبية من هذا النوع من الأفلام
السابقة، لكنها تدور في فلك ذلك النوع بالتأكيد.
أقرب
هذه المشاريع إلينا
«الجميلة
والوحش»
الذي
سيحط على الشاشات الكبيرة في منتصف الشهر الثالث هذا العام، وهو من
إخراج بل كوندون
(الذي
سبق له أن كتب
«شيكاغو»
قبل
14
سنة)
وبطولة
إيما واتسون ودان ستيفنس والفرنسي جوش غاد.
إنها
الحكاية التي حققتها هوليوود بأكثر من
«فورميلا»
(غنائية
ودرامية وسينمائية وتلفزيونية ورسوم)
من
بينها نسخة سابقة لاستوديو وولت ديزني، ذلك الذي ينتج النسخة
الحالية، تم إنتاجها بنجاح تجاري جيد سنة
2012.
في
التصوير فيلم لتوم غستافسون عنوانه
«مرحبًا
مرّة أخرى»
(Hello Again)
التي سينصرف لبطولتها شايين جاكسون وأودرا ماكدونالد وسام أندروود،
المأخوذ عن مسرحية عرضت في نيويورك.
وتوم
هوبر، مخرج
«البائسون»،
منكب على كتابة فيلم موسيقي جديد بعنوان
«قطط»
تحرص
شركة يونيفرسال على التكتم عليه الآن، ولو أن المؤكد أن هذا الفيلم
سيكون ترجمة سينمائية لمسرحية البريطاني أندرو لويد وَبـر
المستوحاة من رواية لتي إس إليوت.
والمخرج الأسترالي فرد شيبيسي يعود إلى الأضواء بعد غياب ملحوظ
ليقدّم مشروعا كان غرق في النسيان منذ سنتين، ويجد الآن في الفورة
التي أحدثها
«لا
لا لاند»
معينًا
يساعده على دفع المشروع إلى الأمام، الفيلم هو
«الوصيفة
النعسانة»
التي
سيقوم ببطولتها كل من هيو جاكمان وآن هاذاواي وجفري رَش.
في هذه
الأثناء، يقال إن باربرا سترايسند جددت البحث مع المخرج باري
ليفنسون لتقديم فيلم موسيقي جديد لها هو
«غجرية»،
وهو في الواقع إعادة لكوميديا أخرجها الراحل مرفن ليروي سنة
1962
من
بطولة روزيلاند راسل ونتالي وود.
ما
سيقدم عليه منتجو الفيلم الجديد هو تحويل أحداثه بحيث تستوعب قيام
سترايسند بتمثيل وغناء الشخصية الرئيسية التي تقوم بها.
واستعادة الأفلام القديمة وارد أيضًا بالنسبة لفيلم آخر سيقوم هيو
جاكمان بتمثيله والغناء فيه، وهو الذي اضطلع بذلك عندما شارك في
بطولة
«البائسون»،
وهو
«ساوث
باسيفيك»
الموضوع حاليًا على طاولة شركة باسم
«شيكاغو
فيلم».
ففي
عام
1958
قام
المخرج جوشوا لوغان، ذو الخلفية المسرحية، بتحقيق فيلم غنائي
بالعنوان ذاته مع ممثلين لم يكتب لأحدهم الشهرة، ومنهم روزانو
براتزي وميتزي غاينور.
ليس
صحيحاً أن السينما الاستعراضية كانت توقفت تمامًا إلى أن جاء
«لا
لا لاند»
فأعاد
وضعها على سكة الحديد، لأن هذا النوع من الأفلام قد يتوارى، من حين
لآخر على صعيد الإنتاجات المكلفة أو الإنتاجات المتخصصة فقط بشروط
النوع، لكنه يبحث عادة عن فرص ظهور في أعمال أصغر شأنًا أو على
صفحة فيلم من الرسوم المتحركة، كما هو حال الفيلمين الجديدين
«موانا»
و«غنّـي».
ما
فعله فيلم داميان شازيل، من دون تخطيط منه، هو أنه نجح في تقديم
عمل شغوف بالموسيقى أعاد إلى هذه السينما بعض ما خسرته عبر سنواته
الطويلة.
وفي
الواقع لم يكن
«لا
لا لاند»
ولا
«موانا»
أو
«غنّــي»
وحدها
الموسيقية في الأشهر الأخيرة، بل سبقها جميعًا فيلم للمخرج المعروف
سبايك لي عنوانه
«شي
-
إراك»
(جمعًا
ما بين كلمتي شيكاغو والعراق ونسبة لمستوى الجرائم المرتفع في
الأولى).
وجد
سبايك لي في مسرحية
«ليسيستراتا»
لكاتبها أريسطوفانيس إلهامًا فنقل ما فيها إلى ما يناسب المكان
والزمان المختارين لفيلمه.
طلة
«ليسيستراتا»
دعت
نساء اليونان للامتناع عن الاستجابة لمطالب أزواجهن العاطفية
والجنسية احتجاجًا على حروب بيلوبونسيان
(الحرب
الإغريقية
-
الإسبارطية التي امتدت
31
سنة من
عام
404
قبل
الميلاد)،
استعار لي وكاتبه كَـفن ولموت الفكرة ليبنيا عليها عملاً يتطرّق
إلى البيئة الأفرو
-
أميركية التي تعاني من عصاباتها وقيام النساء بالامتناع عن الحب
إلى أن يتوقف العنف تمامًا، وعمد المخرج إلى الشعر حوارا، وإلى
الاستعراضات الغنائية
-
الموسيقية بديلا للدراما منجزًا عملاً فريدًا في نوعه وطريف
التكوين رغم صعوبته ضمن ميزانية محدودة.
لا أحد يقول إن سبايك لي سبق الموجة، لكن فيلمه الموسيقي، الذي شهد
عرضه العالمي الأول في مهرجان برلين في العام الماضي، يبدو الآن
مبشرًا بها. |