كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

محمود عبد العزيز «مين يعرف يقلد الشيطان»

رامي عبدالرازق

عن رحيل الساحر (صانع البهجة)

محمود عبدالعزيز

   
 
 
 
 

ذات يوم سأل مدرس بأحدى المدراس الابتدائية تلاميذه و هم يستعدون لتقديم مسرحية على مسرح المدرسة ( مين يعرف يقلد الشيطان ؟) فنهض أحدى التلاميذ و قال انا يا استاذ و راح يقلد الشيطان بحركات ساذجة لكنها كانت كفيلة بأقناع المدرس بأسناد الدور له، كان الشيطان هو الشيطان ولكن كان اسم التلميذ الذي قلده هو محمود عبد العزيز محمود.

لم يكن احد يعلم ان ذلك الصغير سوف يلتصق بمهنة التشخيص فيما بعد ليصبح واحدا من  (شياطين) هذا الفن و"قبطان تعشقه الأمواج ولا تعانده ابدا"، ولم يكن احد يعلم ان اسم هذا الاستاذ الذي اسند اليه دور الشيطان في تلك المسرحية المدرسية هو محمود عبد العزيز ايضا !! فهل كانت مجرد مصادفة ام علامة من تلك العلامات التي يتركها القدر كي تشير لنا عن المواضع التي يبدأ عندها تاريخ الفنان .

ولد محمود عبد العزيز بحي الورديان في الأسكندريه عام 1946 و منذ ان صعد على خشبة المسرح وهو في المدرسة الابتدائية لم يفارقه حتى بعد ان التحق بكلية الزراعة جامعة الاسكندرية طالبا بقسم الحشرات ثم معيدا بذات القسم بل انه اضطر لتسجيل نفسه في الماجيستير فيما بعد لمجرد ان يظل منتسبا لمسرح الجامعة.

وبتعبير مقتبس من رائحة البحر التي طالما ملئت"خياشيم"ذلك الشاب الاسكندراني على شاطئه مختلطة بأحلاما كثيرة عن الفن والتمثيل والحياة التقطته صنارة المخرج نور الدمرداش حين شاهده في احدى العروض المسرحية على خشبة مسرح جامعة الاسكندرية وبحرفنة صانع النجوم الذي اعتاد ان يضع كل ممثل في توب الشخصية التي تناسبه عرض على محمود عبد العزيز ان يقوم بتمثيل دور ضابط مخابرات في مسلسل " كلاب الحراسة" الذي كان من بطولة عبد الرحمن ابو زهرة، ولكن محمود توجس من ان يكون الدور لضابط مخابرات اسرائيلي نظرا لملامحه التي تعطي انطباعا اجنبيا، كان يخشى ان تتم قولبته في ادوار الاجانب مما يفقده القدرة على ممارسة التشخيص في مفهومه الذي لا يعترف بالقوالب.

لكن الدور كان لضابط مخابرات مصري وبعد انتهاء المسلسل قال له نور الدمرداش ان التليفزيون يحتوى على 5740 ممثل لم يحققوا أنفسهم وانا اريدك اسما لا مجرد رقم اخر ولم تكن هناك سوى الايام التي اثبتت للفنان الشاب ان نظرة ملك الفيديو كانت نحو الزاوية التي سوف تمكنه من تسديد اول هدف فني في حياته، فبعد عشرات العروض التي رفض نور الدمرداش ان يقبلها محمود عبد العزيز جاءه مسلسل" الدوامة" ليقوم فيه بدور مميز جعل من الحلم الذي طالما راوده في ان يتعاون مع المنتج الكبير رمسيس نجيب حقيقة سوف تستمر (حتى اخر العمر)

كان "حتى اخر العمر"الذي انتج عام 1975 هو اول بطولة مطلقة للفنان الشاب بعد دور صغير في فيلم "الحفيد" مع المخرج عاطف سالم 1974 وبعدها جاء "وجها لوجه" امام مصطفى فهمي عام 1976 ليثبت ان هذا الفنان لا ينقصه سوى التقدم نحو القمة دون ان يكون هناك ما يمكن ان يعوقه من الوصول إليها، حتى مع ظهور تلك الدعاوي التي اطلقها البعض من انه سوف يكون دوبلير حسين فهمي ! اي ان الافلام التي سوف يرفضها حسين فهمي سوف تذهب لمحمود عبد العزيز.

لكنه لم يكترث لذلك بقدر ما أذاذ توجسه من ذلك الطريق الذي اصبح من الاكيد انه ماض فيه لا محالة، لنجده في العام التالي1977 يقوم ببطولة 7 افلام دفعه واحدة منها " طائر الليل الحزين" إخراج يحيى العلمي ليكون اول لقاء بينه و بين المؤلف الشاب انذاك وحيد حامد في اول تجاربه السينمائية وفي العام الذي يليه يقوم بتصوير 8 افلام ليصبح رصيده 18 فيلم في اربع سنوات فقط .

 اصبح الان هناك محمود عبد العزيز في" ضاع العمر يا ولدي" وفي" شباب يرقص فوق النار" ومن الموسيقي الهارب في طائر الليل الحزين الي الشاب الذي يبيع فحولته للنساء في  "شفيقة و متولي" ومن ابن الذوات  الذي يعشق البنت الفقيرة و يبيت طوال الليل امام بيتها في سيارته الفاخرة في "المتوحشة "1979 إلى رجل الاعمال الانفتاحي الذي يعاني من رغبة في تدمير الاخرين في "ولا يزال التحقيق مستمرا" .

لقد اصبحت ملامحه وسنوات عمره الثلاثون تؤهله لكي يصبح الفتى الوسيم الذي يعرف  (البنات عايزه ايه) لكنه وكما سيعرف عنه كل من سوف يكتب له او يرشحه للوقوف امام عدسة كاميرته لا يفلح معه مبدأ الثبات على المألوف وان التمرد ليس فقط جزء من شخصيته ولكنه جزء من نزعته الفنيه، اي انه يكاد يكون مُصيرا في تمرده، ولكن هذا التمرد هو الذي سوف يدفعه فيما بعد ان يعلن (انا اعتزلت من فترة طويلة..اعتزلت الفن الردئ) فها هو يأتي مع عام 1981 ليقوم بدوره الغريب في"وكالة البلح" وبعده في ذات العام يقف فوق مركب في الملاحات ليكتشف ان تفييش الهوامش لم يفلح وان الجنون يمكن ان يصيب حتى الاطباء النفسيين حين يلحق بهم "العار" فيغنون والملاحة والملاحة وحبيبتي ملو التراحة.

وتبدأ قدرة عبد العزيز على امتصاص الشخصيات واعادة افرازها في شكل تصبح معه صفة التشبع بالشخصية لازمة لوصف هذا الفنان تزداد تدريجيا مقتربا من عام 1985 وهو العام الذي شهد توهجا ادائيا وتنوعا في الادوار التي اصبحت افلامها تقترن باسمه.

العام الذي شهد "الشقة من حق الزوجة"و"الصعاليك"و"اعدام ميت"و"الكيف" لا شك هو العام الذي اصبح على الجميع التوقف لدراسة هذا الفنان الظاهرة فكما اعترف انه (اذا كان اصعب انواع الكتابات هي الكتابة الكوميدية فان الاصعب منها هو طريقة اداء الممثل لهذا الشئ المكتوب) لذلك فأن الخيط الشفاف بين اضحاك الناس والضحك عليهم كان ولا يزال العفريت الذي لا يكف عن تخويفه كلما تذكر ان همه هو اسعاد الناس وهو ذاته الذي جعله يقذف نعيمة الصغير حماته في الشقه من حق الزوجة بالغسيل في حركة عفوية تماما غير مكتوبه بالسيناريو لانه احس ان هذا الزوج المقهور لا يستطيع ان يمنع نفسه عن ذلك، والذي جعل من شخصية المطرب الشعبي (بتاع الكيمي كيمي كا) ( يشرشر شراشير الشهرة) علشان يبقى (اكوس) مما هو عليه في "الكيف"وبينهما يأتي"اعدام ميت" لتصبح العفوية إلى جانب التقمص والغطسان في الشخصية هما ادوات هذا المشخصاتي الاصيل.

سوف تمكنه تلك الأدوات التي احترفها في العام التالي من تمثيل 3 ادوار فقط  ولكنها تصلح كتاريخ كامل لاي فنان، الضابط السادي الذي يعاني من حالة اشبه بحالات الفصام التي تظهر في المجتمعات التي تعاني من فساد يأكل الروح  في " البرئ " مع وحيد حامد وعاطف الطيب والفتوة الواقع في مأزق السلطة المطلقة في "الجوع" مع على بدر خان عن قصة نجيب محفوظ ثم اخيرا الشقي الذي يهبط من الجبل على قرية جاهلة في ثوب شيخ مبروك يصنع المعجزات ليكشتف ان جهل النفوس اخطر بكثير من جهل العقول في" الحدق يفهم" مع احمد فؤاد .

وفي عام 1987 تنتهي ثلاثيته مع الكاتب محمود ابو زيد والمخرج على عبد الخالق التي بدأها بالعار ثم الكيف وأخيرا "جري الوحوش" بشخصية المنجد الفحل الذي يسعى ورء المال فيفقد  (الترلوب بتاعه) وتبدأ في ذات العام ثلاثية الفانتازيا الاجتماعية مع سيد الواقعية العبثية رأفت الميهي "السادة الرجال" ثم " سمك لبن تمر هندي" 1988 ثم" سيداتي انساتي" 1990 لتصبح ملامحه وعينيه التي تأخذ اوضاع تعطيه صفات الاحول او الأهوج او اللعيب او النشنجي مقترنة بقهقهته المجلجلة ماركة مسجلة بأسمه .

ان كل من تابع رحلة سائق التاكسي رضا رشدي مع زبونته العائدة بعد 15 سنة غربة في "الدنيا على جناح يمامة "1989 لوحيد حامد وعاطف الطيب لابد وان يتوقف امام القفزة التالية التي سوف يقوم بها محمود عبد العزيز بعد ان صارت قدرته على التقمص تكاد تكون لا نهائية ليبدأ عام 1991  ب"ابو كرتونة" وينتهي بالدور الأيقوني الأعظم في مجده الشيخ حسنى/ الكيت كات، اروع ادواره على الاطلاق واكثرها نفاذا إلى الروح والقلب، لقد درس محمود عبد العزيز الشخصية جيدا حتى انه ذهب لاحدى دور المكفوفين واستعلم عن انواع العمى والتي منها ذلك النوع الذي يفقد الانسان السيطرة فيه على ملامح وجهه اذا ما كان فقدان البصر ليس منذ الولادة ولكن في سن متاخر مثل الشيخ حسني  لدرجة ان المخرج داود عبد السيد كان يكتب في هوامش السيناريو (هذا المشهد متروك لابداع الفنان) ولكن هذا الفنان الذي قال (هدفي من الفن ليس الشهرة والنسوان) هو ذاته الذي يستعير عقب النجاح الهائل لفيلم "الكيت كات" مقولة الممثل العالمي مارلون براندو (ليس هناك فيلم قمة..ليس هناك فيلم نهاية هناك فيلم به شخصية جيدة فقط).

اثناء تمثيله لدور ضابط المخابرات المصري في فيلم" فخ الجواسيس" وهو الفيلم الوحيد الذي قام بتمثيله عام 1992 كان رأفت الهجان قد صنع اسطورته التي جعلت من محمود عبد العزيز يعلن بعدها انه سوف يتوقف عن التمثيل للتليفزيون اذا لم يجد المسلسل المناسب الذي يعود به بعد ان صار الناس ينادونه في الشارع يا هجان وهو الذي كان قد اعتاد على لقب الشيخ حسنى الذي يعترف بأنه كان يتمنى ان يكون في قوة هذا الرجل الذي لا يحني رأسه للأحباطات والذي صنع اسطورة من بصيرته بعد ان فقد بصره.

ويظهر مشروع مسلسل "احمد سالم" الذي طرح فكرته الكاتب محفوظ عبد الرحمن واثناء فترة اعداد المادة يخجل محمود عبد العزيز من ان يسأل الفنانة مديحة يسري التي كانت زوجة لاحمد سالم عن تفاصيل علاقتها بزوجها، كانت اخلاق ابن البلد تمنعه من ذلك ولكنها كانت تشير ايضا إلى تلك المرحلة التي اصبح فيها اولاد البلد او الحارة محور اهتمامه بل انه البعض قال عنه انه مغرق في المحلية من اجل ان يصل إلى العالمية ولكن محمود عبد العزيز راى ان الحارة هي اصلنا جميعا مهما كانت مهامنا ومراكزنا ولما كانت قراراته نابعة من ذاته ومن وعيه الفني المتذايد جاءت افلامه"تلاتة على الطريق"1993و"البحر بيضحك ليه" و"الجنتل"1996 الذي حقق 5 ملايين جنية ايرادات قبل هوجة "اسماعيلية رايح جاي" ثم "هارمونيكا" 98  و" النمس" 99 وكلها افلام تأتي من داخل الحارة او من داخل صورة اولاد البلد في تلك الفترة، كان تركيزه على الحاره راجع إلى انه يرى ان انفلات المعايير والطموحات والتهليب تحتاج إلى العودة للبساطة والقيم الطيبه التي توجد في الحارة المصرية ولم يكن عرض " الجنتل" في 30 دار عرض بالنمسا كأول فيلم مصري يعرض عرض تجاري هناك  ولم تكن جوائز مهرجان دمشق والقاهرة والاسكندرية كأحسن ممثل الا تعبيرا صادقا عن أصالة هذا الفنان ولم يكن استقباله في مطار القاهرة بفرقة حسب الله بعد رحلة علاجة في فرنسا من مرضه الذي لا يصيب سوى شخص كل 10 ملايين شخص في العالم وهو وجود كيس دموي على البنكرياس ادى إلى الاشتباه بوجود مرض خبيث سوى تعبير عن حب جمهوره له.

ومع حالة التخبط التي اصابت السينما المصرية نجده يرفع شعار (لا للرائحة الكريهة التي تفوح من سينما متخبطة تعكس حالة التخبط التي يعيشها المجتمع ) فنجده يتوقف لثلاثة سنوات قبلا ان يختار تمثيل سيناريو واحد ويعترض على شعار السينما الشبابية ويصرح بان جيل هنيدي  وعلاء ولي الدين في ورطة حقيقية لان الناس وضعت ثقتها فيهم ومن ثم فإن عليهم ان يقدموا المختلف دائما وهو امر ليس بالهين.

ورغم توقف مشروع مسلسل احمد سالم ورغم عدم اكتمال مشروع مسلسل عن حياة مصطفى امين الذي طلب قبل وفاته ان يقوم محمود عبد العزيز بتمثيل دوره ورغم تعاقده على بطولة "اوان الورد" ثم حدوث تغيرات ورغم حماسه لمسلسل"الكومي" لم يفقد محمود عبد العزيز رغبته في العودة بعمل جيد وعلى الرغم من انه يوقن من اننا (نعيش عصر سينما الموبيل  والفيشار) الا ان"الساحر"الذي في داخله شجعه على اقتناص هذا الدور الذي كان اخر ما افرزه المخرج رضوان الكاشف.

إنه يشتاق لجمهوره بقدر ما يشتاق جمهوره له حتى عندما اذيعت شائعات حول اسرار حياته الشخصية ردد مقولة مصطفى امين (اقف فوق الحجارة التي يقذفونني بها فأعلو) ان محمود عبد العزيز كما قالوا عنه متأمل، حائر ومتألم ايضا، فنان من طراز نادر لا تملك حياله سوى الحب. فبعد اكثرمن 80 فيلم و 25جائزة محلية ودولية كان يزال يشعر بالقلق لانه مهما كانت فرحة الجائزة فأن القلق لا ينتهي من التفكير في ما سوف يقدمه بعدها من اعمال كان محمود عبد العزيز يرى ان الفنان يسعى دوما نحو الكمال ويرفض اعتبار ان اي من اعماله الفنية امتداد لعمل اخر تاركا تقييم مشواره إلى النقاد ورغم ان الكثيرين كانوا يرون ان حلمه بالكمال قد تحقق مع الشيخ حسني في مرحلة مبكرة نسبيا في رحلة اي فنان لكن يظل حضور عبد الملك زرزور الطاغي والمنفلت وغير المقنن والممتد هو حالة من أعادة تحقق هذا الكمال الباهي المتفرد من العسير ان يقدم احدنا على تقييم اداء محمود عبد العزيز في الكثير من أدواره لكن حين تجلى عبد الملك زرزور تجلى معه عبد العزيز كملك حقيقي على عرش التشخيص ليس من السهل منازعته على سلطة الاداء وفنون التقمص.

الدور الوطني لـ«الساحر»..

عندما هزم «عز الدين ورأفت الهجان» المخابرات الصهيونية

أحمد عبد التواب

رحل الفنان محمود عبد العزيز عن عالمنا أمس، إلى مثواه الأخير عن عمر ناهز الـ70 عامًا بعد صراع مع المرض، ليغيب الحزن والأسى على عشاقه ومحبيه من الشعب المصري.

غادر الساحر الحياة حقًا، ولكن ستظل أعماله الفنية خالدة في قلوب الكثير من جماهيره العريضة، التي تمتعت بها على مدار مشواره الفني الطويل بأدائه الراقي وأدواره المتنوعة الممتعة.

الساحر كان يؤدي أدواره، وكأنها حقيقة يعيشها، وليس تمثيلًا، فكنا نتفاعل معه ونحزن لحزنه ونفرح لفرحه، وظهر ذلك جليًا حينما قدم الدور الوطني في أعماله الفنية العديدة، والتي جعلتنا نشك بأن ذلك تمثيلًا.

حتى آخر العمر

في فيلم "حتى آخر العمر" 1975، الذي جسد فترة النكسة حتى نصر أكتوبر، عاش محمود عبد العزيز دور الطيار جلال، ضابط القوات المسلحة.

فكان جلال محبًا لوطنه وكان لايتوانى في خدمته والدفاع عنه بروحه، فحينما كان يسند إيه مهام عسكرية لضرب العدو الصهيوني بطائرته الحربية على أرض سيناء كان يسعد بذلك وينفذ المهام على أكمل وجه.

ورغم ذلك لم يمنعه دوره الوطني من الحب، فالتقى بـ"منى"، فتاة من فتيات النوادي فيعجب بها ويتقدم لخطبتها والزواج منها، ويوافق الأب ويتزوجان، ويعيشان حياة سعيدة.

ولكن نتيجة حب قديم لمنى مع شاب يدعى "أحمد" الذي حاول أن يتقرب منها، وتظهر مظاهر الارتباك عليها وتتأكد تلك الحالة عندما يراها "محمود" مع "أحمد" في النادي، لذا يقرر طلاقها.

 هذه المشاكل الزوجية لم تمنعه من واجبه الوطني فيذهب إلى الجبهة، وتنفيذ العمليات المكلف بها، إلا أنه في إحدى العمليات يستهدف العدو طائرته ليصاب بالشلل، ويعود إلى المنزل مشلولًا، ويطلب منها الرحيل إلا أنها تتمسك به، يسافران إلى الإسكندرية ويتجدد الأمل فى شفاء "محمود" بعد عودة أحد الزملاء من الخارج وقد شفي من إصابة شبيهة بإ صابة "محمود".

إعدام ميت

أما في "إعدام ميت" 1985، عاش محمود عبد العزيز الوطني، دور ضابط المخابرات المصري عز الدين، الذي اخترق صفوف الجيش الصهيوني وأجهزته المخابراتية في سيناء، واستطاع نقل المعلومات العميقة عن العدو وأسلحته إلى المخابرات المصرية، في فترة ما بين 67 و73، غير مهاب الموت.

ففي هذا الفيلم يحكم على منصور  بالإعدام شنقا لتخابره مع الكيان الإسرائيلي قبل حرب أكتوبر، فيتم تكليف ضابط المخابرات محي (فريد شوقي) بالتحقيق في الأمر، ويقرر وضع خطة بإحلال الضابط المصري عز الدين بدلًا من منصور "الجاسوس"، مستغلا الشبه الكبير بينهما حتى يتمكن من الحصول على معلومات وأسرار مهمة عن مفاعل ديمونة.

يبدأ "عز الدين" التعايش بصفته "منصور" وسط أهله وعشيرته، حتى ترتاب سحر (بوسي)؛ عشيقة منصور في أمره وتخبر ضابط المخابرات الإسرائيلي؛ أبو جودة (يحيى الفخراني) بذلك ويكتشف الأمر، ويتم تبادل عز الدين بمنصور الذي يقتله والده لخيانته للوطن.

رأفت الهجان

وقبل مسلسل رأفت الهجان 1987، لم يكن المصريين يعرفون حقيقة دور البطل المصري رفعت علي سليمان الجمال، الذي حمل اسم "رأفت الهجان"، وعاش ربع قرن في إسرائيل، استطاع من خلال دوره المخباراتي المساهمة في انتصار مصر على إسرائيل في حروب الاستنزاف وحرب أكتوبر 73.

فجسد محمود عبد العزيز سيرة هذا البطل  المصري في مسلسل رأفت الهجان في ملحمة وطنية في ملفات المخابرات المصرية من خلال 3 أجزاء درامية.

عاش محمود عبد العزيز دور رفعت علي سليمان الجمال، الذي تم زرعه داخل المجتمع الإسرائيلي تحت اسم حركي "رأفت الهجان" للتجسس لصالح مصر، فرحل إلى تل أبيب بتكليف من المخابرات المصرية في إطار خطة منظمة في يونيو عام 1956، وتمكن من إقامة مصالح تجارية واسعة وناجحة في تل أبيب وأصبح شخصية بارزة في المجتمع الإسرائيلي، وقام لسنوات طويلة بالتجسس وإمداد جهاز المخابرات المصرية بمعلومات مهمة منها موعد حرب يونيو 1967، وكان له دور فعال في الإعداد لحرب أكتوبر 1973 بعد أن زود مصر بتفاصيل عن خط برليف. 

ومات محمود عبد العزيز، مساء أمس السبت، عن عمر ناهز الـ70 عامًا بعد صراع طويل مع المرض، ولكن ستظل أعماله الفنية خالدة في القلب، فقدم خلال مشواره الفني 84 فيلمًا تنوعت ما بين الرومانسية الكوميديا والواقعية والاجتماعية والسياسية، وأخرج واحدًا هو فيلم "البنت الحلوة الكدابة"، وشارك في بطولة 9 مسلسلات درامية.

آخرهم «محمود عبد العزيز».. 9 فنانين غيبهم الموت في 2016

معاذ محمد

العديد من الأحداث القاسية شهدها عام 2016، والتي كان من بينها «الموت»، الذي غيب عدد كبير من الفنانين المصريين المؤثرين لدي الجمهور خلالها، بعدما تركوا بصمة كبيرة نتيجة لأعمالهم الجيدة.

رحلة الموت بدأت مبكرًا في يناير الماضي بالفنان ممدوح عبد العليم، والذي توفي في الخامس من الشهر المذكور، عن عمر يناهز 60 عامًا، إثر تعرضه لأزمة قلبية أثناء ممارسته الرياضة في «الجيم»، وهو الذي بدأ حياته الفنية صغيرًا وكان أول ظهور له على الشاشة مع الفنانة كريمة مختار في فيلم «الجنة والعذراء»، ثم توالت مشاركاته الفنية في التليفزيون والسينما والتي كان منها «القاهرة والناس، الحب وأشياء أخرى، وخالتي صفية والدير، والحب والصياد، وليالي الحلمية، والضوء الشارد، والطارق».

لم تمر سوى ثلاث أيام فقط حتى وافت المنية الفنان الكبير حمدي أحمد، في صباح الثامن من يناير، عن عمر يناهز الـ83 عامًا، بعد تعرضه لأزمة صحية، وبلغ رصيده الفني حوالي 35 مسرحية و25 فيلم سينمائي، بالإضافة إلى 89 مسلسل تليفزيوني، ومن أبرز أعماله السينمائية «أبناء الصمت، والمتمردون، ولقاء مع الماضي، والأرض، وفجر الإسلام، وصرخة نملة»، والتليفزيونية «الحارة، والجبل، وجمهورية زفتى، وإمام الدعاة، واللص والكلاب، وشارع المواردي، والوسية، وينابيع العشق».

وفي نفس الشهر وبيوم 18 تحديدًا رحل الفنان عبد العزيز ميكوي، في دار مسنين بالقاهرة الجديدة، عن عمر ناهز الـ82 عامًا، بعد أن تعرض لظروف صعبة في أيامه الأخيرة اضطرته لـ«التسول» في الشوارع.

لم يظهر «ميكوي» في العديد من الأعمال الفنية، ولكنه شارك في بعض الأفلام المهمة، مثل «القاهرة 30» أمام السندريلا سعاد حسنى، ولا تطفئ الشمس» أمام فاتن حمامة وشكرى سرحان، و«لا وقت للحب» مع رشدى أباظة، بالإضافة إلى مسلسل «أوراق مصرية».

يناير لم يمر بوفاة 3 فنانين فقط، ولكنه ومع يوم 30 كان القدر يحمل خبر رحيل الفنانة «فيروز الصغيرة»، عن عمر 73 عامًا، بعد تعرضها لأزمة صحية، والتي كان من أشهر أعمالها السينمائية فيلم «ياسمين، وفيروز هان، وصورة الزفاف، ودهب    ، والحرمان، وعصافير الجنة، وإسماعيل يس للبيع، إسماعيل يس طرزان».

«سي سي سيبوه يا حامد»، صاحب هذه الجملة في فيلم «المتسول» الفنان سيد زيان غيبه الموت في 13 إبريل الماضي، بعد صراع مع المرض، وهو في عمر الـ73، ومن أشهر الأفلام التي شارك فيها «أبناء الصمت، وأريد حلًا، وعفوًا أيها القانون، وليلة ساخنة»، بجانب بعض المسلسلات «المال والبنون، وعمر بن عبدالعزيز، والتوأم»، كما كان له دور بارز في مسرحيتي «حركة واحدة أضيعك، وسيدتي الجميلة».

أزمة قلبية مفاجئة داخل شقته بمنطقة العجمي بالإسكندرية، توفي على أثرها الفنان وائل نور، في الثاني من مايو الماضي، عن عمر ناهز الـ56 عامًا، وهو الذي اكتشفه المخرج أحمد فؤاد وقدمه في العديد من الأعمال التليفزيونية والسينمائية، والتي كان أشهرها مسلسل «البخيل وأنا» مع الفنان فريد شوقي، بجانب العديد من المسلسلات الأخرى والتي كان منها «ذئاب الجبل، وصابر يا عم صابر، على باب الوزير، المال والبنون»، كما قدم بعض الأفلام السينمائية مثل «الاحتياط واجب، سنوات الخطر، البيه البواب، ومراهقون ومراهقات، والجبلاوي».

الفنان محمد كامل توفي في 26 يوليو الماضي بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز الـ72 عامًا، وشار في العديد من الأفلام «أحلام هند وكاميليا، ومبروك وبلبل، وسواق الأوتوبيس، وحب في الزنزانة»، بالإضافة إلى مسلسلات «قضية معالي الوزيرة، وعباس الأبيض فى اليوم الأسود، والليل وأخره».

المسؤول الكبير وأستاذ الجامعة والسفير في العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات التليفزيونية الفنان مدحت قاسم رحل عن عالمنا في الثالث من أغسطس الماضي، في عمر الـ72، ومن أشهر الأفلام التي شارك فيها «أحلام حقيقية، ومطب صناعي، ووش إجرام، وبوشكاش، وحلم العمر»، ومن المسلسلات «أزمة سكر، واغتيال شمس، ومنتهى العشق، وامرأة في ورطة، وسقوط الخلافة، والمنتقم، وابن موت».

ومع اقتراب رحيل عام 2016، غاب الفنان محمود عبد العزيز، مساء أمس السبت، بعد صراع طويل مع المرض، وهو في سن الـ70 من عمره، والذي شارك في الكثير من الأعمال التليفزيونية والتي كان منها «باب الخلق، ورأفت الهجان، ومحمود المصري، وشجرة اللبلاب، والدوامة، ولقيطة»، والعديد من الأعمال السينمائية «الحفيد، والساحر، وسوق المتعة، والكيف، والكيت كات، والشياطين، وامرأة بلا قلب، وعشاق تحت العشرين، والمعتوه، وإعدام ميت».

9 معلومات عن زوجة «الساحر» الأولى..

ساندته في مرضه ورفعت عليه قضية «نفقة»

أحمد رضا

صدمة عاشها الوسط الفني، عقب وفاة الساحر محمود عبدالعزيز، الذي توفي بعد صراع طويل مع المرض، وكان من أبرز ما شهدته جنازته، هو ظهور زوجته الأولى السيدة جيجي زويد، وهي التي حرصت على الابتعاد التام عن الأضواء عقب انفصالها الهادئ عن الساحر.

وفي هذا التقرير نستعرض لكم أبرز المعلومات المتوفرة عنها..

1-  تزوجت الساحر لمدة 20 عامًا، أنجبت له خلالها اثنين اتجها للفن، وهما كريم الذي عمل ممثلاً، ومحمد الذي أسس شركة للإنتاج الفني.

2-  في أحد حواراته الصحفية، وصفها محمود عبدالعزيز بأنها "تحمل صفات الفتاة المصرية والعربية بكل جمالياتها، وأنها كانت إنسانة محترمة تنتمي لعائلة طيبة مستعدة للوقوف إلى جانب زوجها والدفع به للأمام".

3- عام 1984، تحدث عبدالعزيز مع المذيعة سهير شلبي، عن زوجته، وأكد أنه غيّر بعض عاداته المرتبطة بالعيد بسببها، لأنها لا تحب رائحة اللحم والذبح. 

4-  في العام 1997 تعرض لوعكة صحية كبيرة، سافر على إثرها إلى باريس حيث أُجريت له جراحة لإزالة كيس مائي فوق البنكرياس، وهي عملية دقيقة تصيب واحدًا في كل مليون.

5-  بعدها في أوائل العام 1998، فوجئ معجبو الساحر بخبر طلاقه من زوجته، وانتهاء قصة حبهما الطويلة.

6-  برر عبدالعزيز سبب ذلك بأن المشاكل بينهما زادت في الفترة الأخيرة، حتى أنها أصبحت "غير قابلة للتحكم" فلم يعد هناك بديلاً عن الانفصال، وأنه حتى أثناء مرضه اتفقا على الطلاق بعد انتهاء إجراءات العملية الجراحية.

7-  رفعت عليه طليقته دعوى قضائية تطالبها فيها بالنفقة والمؤخر، وهي الخطوة التي انتقدها الساحر من خلال تصريحاته الصحفية، ولكنه بعدها أعلن تسوية هذه المشكلة بصورة نهائية.

8-  تزوج بعدها من الإعلامية بوسي شلبي، والتي كانت صديقة لها.

9-  آخر ظهور إعلامي لها كان في جنازة والدتها، والتي رافقها بها ولديها، وعلى الرغم من حضور الساحر الجنازة، إلا أنه فضل البقاء داخل سيارته.

سِحر عبدالعزيز امتد للغناء..

بدأ بـ«تعالى تاني الدور التحتاني» وانتهى بـ«الهاشا باشا»

معاذ محمد

لم يكن الفنان محمود عبد العزيز، الذي وافته المنية مساء أمس السبت، مجرد فنان عادي، فلم يترك دور إلا جسده فقدم «الضابط، والمدرس، والموظف، والعجلاتي، بجانب العديد من الأدوار الأخرى والتي كان من بينها «المطرب»، 

ففي عام 1985، جسد الفنان محمود عبد العزيز دور «جمال» في فيلم «الكيف» الذي فشل في الدراسة، وقرر أن يعمل مطربًا في فرقة شعبية لإحياء الأفراح، وقدم العديد من الأغاني خلال الفيلم والتي كان منها «يا حلو بانت لبتك، تعالى تاني في الدور التحتاني نأكل لحمة ضاني، والكيمي كيمي كا والكيمي كيمي كو».

في حي الكيت كات، جسّد "الساحر" شخصية الشيخ «حسني الكفيف» في فيلم «الكيت كات» عام 1991، والذي عمل كراصد ليوميات أبناء الحي ونبض لهمومه الحقيقية التي يتسامر عليها رغم فقدانه البصر وزوجته وعمله، وخلال الفيلم قدم أغنية «يالا بينا تعالوا» بالاشتراك مع الفنان شريف منير، بالإضافة إلى «يا صحبجية».

أيضًا أثناء فيلم «سوق المتعة» جسد «عبد العزيز» دور «أحمد حبيب»، الذي سجن 20 عامًا ظلمًا، وقدم فيه أغنية «الهاشا باشا تاكا».

آخر 10 مناسبات ظهر فيها «الساحر» بالنظارة السوداء..

وسر ارتدائه الدائم لها

طارق عزام

دائمًا ما كان الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، مميزًا في اختياراته لأعماله الفنية، كما كان لإطلالته سحرًا خاصًا لدى الجمهور، فيتفنن في اختيار ملابسه ويهتم بتناسقها، وفي أغلب المناسبات  لم تفارقه النظارة السوداء أو البنية، حتى أن عدد كبير من الجمهور اعتقد أنه يرتديها حتى يخفي عينيه عن عيون الصحافة والإعلام، وهو ما نفاه بنفسه.

وخلال لقاءه مع زوجته الإعلامية بوسي شلبي، على هامش تكريمه من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، منذ سنوات، قال  "الساحر" إنه لا يرتديها "عياقة"، بل لأن نظره ضعيف والإضاءة ترهق عينيه بشدة، فيرتديها تفاديًا لوقوع أي موقف محرج.

وفي هذا التقرير نستعرض 10 مناسبات ظهر فيها "أبو هيبة" بنظارته المعهودة خلال الآونة الأخيرة.

في العرض الخاص لفيلم "اللي اختشوا ماتوا" من بطولة نجله محمد يوم 19 أبريل 2016

عزاء الممثلة زهرة العلا في 24 مارس 2016

عزاء المخرج الراحل يسري الإبياري في 14 يناير 2016

في العرض المسرحي "بعد الليل" للمخرج خالد جلال بدار الأوبرا المصري يوم 6 يناير 2015

في عزاء نور الشريف يوم 14 أغسطس 2015

زفاف ابنة رجل الأعمال عماد نصحي في 23 يناير 2014

خلال تكريمه من مهرجان الداخلة السينمائي الدولي بالمغرب في دورته الخامسة يوم 10 نوفمبر 2014

حين كرمته مؤسسة "الأهرام" كأحسن ممثل عن دوره في مسلسل "جبل الحلال" يوم 8 سبتمبر 2014

عندما تسلم جائزة "إنجاز العمر" من مهرجان دبي السينمائي الدولي خلال دورته التاسعة يوم 12 ديسمبر 2012

في عزاء والدته يوم 31 يوليو 2012

ورحل عن عالمنا الفنان القدير محمود عبدالعزيز، مساء أمس، عن عمر ناهز الـ70 عامًا، بعد صراع مع مرض السرطان.

هل يحضر «الزعيم» جنازة «الساحر» بعد خلاف استمر سنوات ؟

محمد فوزي

فقد الوسط الفني أمس الساحر محمود عبد العزيز، والذي توفي أمس فى مستشفي الصفا بالمهندسين عن عمر 70 عاماً بعد صراع مع المرض ،والذي كثرت الأقاويل حوله وأنه كان يعاني من نقص نسبة الهيموجلوبين في الدم و وجود أنسجة داخل الفم أدت لتورم باللثة وتمت إزالته جراحيًا ،وعانى أيضا من مشكلات في التنفس والبعض يقول أنه كان سرطان فى الرئة والبعض الأخر يرجح أنه كان سرطان فى الفم .

الساحر الراحل لم يلتقي بالزعيم عادل إمام فى أى أعمال فنية على مدار السنوات الماضية ، ولكن الخلافات هى التى كانت عاملاً مشتركاً بينهما وذلك بسبب مسلسل "رأفت الهجان" ، والذي قام محمود عبد العزيز ببطولته فى منتصف الثمانينات والخلاف كان بسبب ترشيح المخابرات للزعيم عادل إمام لبطولة المسلسل خاصة بعد نجاحه فى مسلسل "دموع فى عيون وقحة" ،ولكن المؤلف يقول أن الزعيم لم يكن متحمساً للدور وقرر بعدها المؤلف والمخرج اختيار الراحل عبد العزيز للقيام بالدور .

امتدت الخلافات بينهما الى الأحاديث الصحفية ،واستمر الخلاف نحو 12 عاماُ وانتهى بلقائهما في زفاف ابنة الفنانة الراحلة زهرة العلا والمخرج الراحل حسن الصيفي.

عادت الخلافات مرة أخري بين الزعيم والساحر ،بسبب فيلم "حسن ومرقص" الذي كان من المقرر ان يجمع بينهما وعلى الرغم من الاتفاق الذى تم بينهما الا انهما كانا على موعد مع اختلاف فى اختيار المؤلف ، حيث اصر عادل امام على وجود يوسف معاطى، بينما اختار محمود عبد العزيز ان يكون وحيد حامد هو مؤلف الفيلم ،وهو الامر الذى رفضه الزعيم ورفضه محمود عبد العزيز فقرر الاول ان يستعين بالفنان عمر الشريف.

وبعد دخول الساحر فى غيبوبة منذ فترة اتصل الزعيم به للاطمئنان عليه ولكن الزيارة والمكالمات تم منعها عنه بعد دخوله المستشفي، وبهذا يكون الزعيم قد أزال الخلافات بينهما ولكن السؤال هل يحضر الزعيم جنازة الساحر أم لا ؟

22 صورة على سبيل المثال لا الحصر من موهبة محمود عبد العزيز

حسن خالد

مشوار طويل للراحل محمود عبد العزيز في السينما المصرية أهّله ليكون أحد أبرز وجوهها في النصف قرن الأخير.

عبد العزيز الذي بدأ حياته في دور "الجان" لم يخضع لهذا التصنيف الضيق، لتنفجر موهبته في أدوار عديدة ومتنوعة ومتباينة للغاية قدم بها الدليل القاطع على موهبته الفنية.

أكثر من 80 فيلما مثل فيها عبد العزيز من انطلاقته في بداية السبعينيات، لم تسر على منوال واحد، حتى ليصدق قول الجمهور بأن الراحل كان دولة فن بذاته.

لن نتحدث كثيرا، بل سندع الصور تتحدث، إذ نعرض لكم 22 صورة من 22 فيلما، وهي على سبيل المثال من تاريخ الراحل لا الحصر، أولها سنة 1974 وآخرها في 2009، وبدون تدقيق كثير سنلاحط كيف تجلت هذه الموهبة من خلال لعب كل ما هو ممكن من الأدوار.

ويمكن أن نقول إن محمود عبد العزيز بدأ ممثلا عاديا لكنه وبدافع من موهبته- انتهى مع التجريب والتنوع طيلة مشواره إلى ممثل ناضج وعملاق. 

وداعًا محمود عبد العزيز.. أشهر 5 أفلام لـ«الساحر» علّمت مع الجمهور

أحمد عبد التواب

"مات محمود عبد العزيز".. خبر سقط على المصريين كالصاعقة المدوية على رؤوسهم، ليغيب الحزن والأسى على الشارع المصري، باكيًا الفنان الراحل عن عمر يناهز الـ70 عامًا، والذي أمتعهم عبر مسيرته الفنية الطويلة بأعماله السينمائية والدرامية الرائعة.

الساحر رحل عن عالمنا ولكن سيظل موجودًا في قلوبنا من خلال أعماله الفنية المتنوعة، التي أمتعنا بها عبر مشواره الفني الطويل، والتي نعرض لكم في التقرير التالي أبرز أفلامه عبر مراحل عمره المختلفة..

الحفيد

فيلم الحفيد، هو أول أعمال الفنان الراحل محمود عبد العزيز، في السينما والذي أنتج عام 1974، وقام بطولته الفنان عبد المنعم مدبولي، وكريمة مختار، ونور الشريف، وميرفت أمين، ومنى جب.

وقام محمود عبد العزيز فيه بدور جلال، الذي تزوج أحلام ابنة الزوجين حسين وزينب، اللذين لديهم 7 أبناء، في حين أن شفيق يتزوج الابنة الثانية نبيلة، التي تحمل بعد نقد اتفاقهما مع زوجها، ليترك البيت، ويعود في نهاية العمل ليحتفل بحفيده.

الكيف

ومن أفلامه الشهيرة، التي علقت في أذهان المصريين وقام ببطولته الفنان الراحل، فيلم "الكيف"، الذي عرض في سبتمبر 1985، وتدور قصته حول جمال (محمود عبدالعزيز)، الذي فشل في الدراسة، ويقرر العمل كمطربًا في فرقة شعبية لإحياء الأفراح، ويحاول شقيقه الكيميائي صلاح إقناعه بالإقلاع عن المخدرات، فيقوم بإعطائه قطعة حشيش تم تصنيعها في المعمل من مواد عطارة غير ضارة وينصحه باستخدامها وتقديمها لأصدقائه بدلًا من الحشيش للحفاظ على صحتهم. 

يعرض جمال القطعة المصنعة على أحد تجار المخدرات فيقوم التاجر بتوصيلها إلى رئيس العصابة الذي تعجبه هذه التركيبة، وتتوال الأحداث ويكتشف صلاح خدعة العصابة بخلط تركيبته بالمادة المخدرة، فيتوقف عن إمدادهم، ولكن يكتشف صلاح وجمال أنهم دخلوا في صراعات معهم.

الكيت كات

أيضًا من الأفلام التي أمتع بها الراحل محمود عبد العزيز جمهوره، هو فيلم "الكيت كات"، والذي عرض في سبتمر 1991، وتدور أحداثه في حي "الكيت كات"، من خلال شخصية الشيخ حسني الكفيف، الذي، يعش مع أمه المسنة وإبنه الشاب المحبط، ويرصد يوميات أبناء الحي في إطار كوميدي خفيف.

الساحر

أما فيلم "الساحر"، الذي عرض عام 2001، وقام الفنان الراحل ببطولته، وعلم مع المصريين، وتدور أحداثه في أحد الأحياء الشعبية بمصر القديمة، ويعيش الساحر منصور بهجت، مع ابنته نور، التي تحب حمودة، وتقتحم حياته سيدة مطلقة تدعى شوقية، جاءت مع ابنها لتسكن في المنزل ويصطدم (منصور) بها عدة مرات، حتى يتعاطف معها، ويقع في حبها، ويقرر مساعدتها ومساعدة ابنها المصاب بورم في المخ. 

إبراهيم الأبيض

آخر أفلام محمود عبد العزيز السينمائية كانت في 2009،  فيلم "إبراهيم الأبيض" ، الذي قام فيه الفنان الراحل بدور رئيس عصابة، وأكبر تاجر للمخدرات، الذي يدخل في صراع مع إبراهيم الذي يحب حورية (هند صبري)، ويريد الانتقام منه.

وجدير بالذكر أن الفنان محمود عبد العزيز وفاته المنية، مساء السبت، عن عمر يناهز الـ70 عامًا بعد صراع طويل مع المرض، وقدم خلال مشواره 84 فيلمًا تنوعت ما بين الرومانسية الكوميديا والواقعية ولاجتماعية والسياسية، وأخرج واحدًا هو فيلم "البنت الحلوة الكدابة"، وشارك في بطولة 9 مسلسلات درامية.

اليوم الجديد المصرية في

13.11.2016

 
 

فانتازيا محمود عبد العزيز في السينما لمن يجرؤ فقط

محمدعاشور

الفنان محمود عبد العزيز قدم العديد من الأعمال الفنية المختلفة في أشكالها ونوعيتها والتي حازت على إعجاب الجميع وستظل في ذاكرة المشاهد، لكونه استطاع أن يثبت نفسه ونجاحه في جميعها برغم اختلافها.

ومن أهم الأعمال التي قدمها وانفرد بتفوقه فيها سينما "الفانتازيا"، حيث قدم محمود عبد العزيز مجموعة من الأفلام من هذه النوعية، والتي قتت المعادلة الصعبة على الصعيدين الفني والجماهيري، لأن معظم تجارب هذا الشكل الفني لا تبرهر الجمهور ولكن مع محمود عبد العزيز اختلف الأمر، كما يعد هو الممثل الوحيد الذي تجرأ وقدم كل هذه الأعمال من نوع الفانتازيا فيما اكتفى من دخل هذه المنطقة غيره من الفنانين بعمل واحد أو اثنين على استحياء.

"السادة الرجال" .. 1987

الفيلم بطولة محمود عبد العزيز ومعالي زايد، ويتناول حياة زوجين "أحمد" و"فوزية" التي تقرر أن تجري عملية تغيير جنس، وذلك نتيجة خلافات بينهما والضغوط التي تتعرض لها لكونها امرأة، فتستغل سفر زوجها وتجري العملية، لتتحول إلى رجل، وتبدأ العيش داخل عالم الرجال مما يعرضها لمواقف كوميدية لها مضمون إنساني.

"سمك لبن تمر هندي".. 1988

الفيلم بطولة محمود عبد العزيز ومعالب زايد أيضا، يتناول الفيلم قصة الطبيب البيطري "أحمد"، الذي يرتبط بفتاة "قدارة" ويخططان للزواج، ليفاجأ أحمد بوفاة والده الذي يعمل بالخارج، ويجد أحمد نفسه متورطا في شبكة إرهاب دولية، ويبدأ ضابط من الإنتربول في ملاحقته.

"سيداتي آنساتي".. 1989 

الفيلم بطولة محمود عبد العزيز، وكل من معالي زايد، صفاء السبع، عبلة كامل، عائشة الكيلاني، يتناول الفيلم حياة "محمود" الذي يعمل كساعي فى أحد المصانع بالرغم من حصوله على الدكتوراة في الطبيعه لعدم الاعتراف بشهادته وتقرر أربع صديقات "درية" و"عزيزة" و"آمال" و"كريمة" الزواج من رجل واحد حتى يتجنبن مشاكل الحياة والمصاريف وأن تكون العصمه فى أيديهن، ويخترن "محمود" الذي يعمل معهن في نفس المصنع لهذه التجربة ويوافق، وبعد الزواج تحدث عده مفارقات ليدخلوا في مشاكل وخلافات كوميدية وغير منطقية.

"البحر بيضحك ليه".. 1994

الفيلم بطولة محمود عبد العزيز، حنان شوقي، نهلة سلامة، نجاح الموجي، شوقي شامخ، محمد لطفي، ويتناول لفيلم حياة "حسين"، الذي يصاب بحالة من الاكتئاب بسبب الروتين وضغوطات التي يعيشها فيقرر أن يهرب من عمله وأسرته، ويتعرف على "نعيمة" التي تعمل "حاوية" مع إحدى الفرق الجوالة في الشوارع فيعجب بها ويتزوجها ويعيش حياة جديدة ومختلفه عن العالم المزيف الذي كان يعيش فيه.

محمود عبد العزيز.. الساحر المزاجنجي واللقب رقم 13

مي فهمي

رحل محمود عبد العزيز عن عالمنا مساء أمس السبت الموافق الـ12 من نوفمبر الجاري، حيث فقدنا واحد من أهم فناني مصر والوطن العربي، الذي قدم للسينما والدراما العربية العديد من الأعمال الفنية المتميزة التى ستبقى للأبد.

محمود عبد العزيز فنان من طراز خاص ومدرسة مختلفة، وكان الممثل الوحيد الذي مع كل عمل يقدمه يحفر دوره في أذهان المشاهدين، وكان يجيد الاهتمام والتركيز حتى مع التفاصيل الصغيرة لشخصياته.

وكان محمود عبد العزيز هو الممثل الوحيد الذي كان يمتلك العديد من الألقاب، فكان كل شخصية يقدمها تقترن باسمه حتى يخلق شخصية جديدة في عمل أخر يبهر بها جمهوره.

وكانت من أبرز الألقاب التى أطلقت على محمود عبد العزيز :

1- مزاجنجني وهي شخصيته في فيلم "الكيف" عام 1985.

2- رأفت الهجان من دوره في مسسلسل "رأفت الهجان" عام 1987.

3- الشيخ حسني من فيلم "الكيت كات" عام 1991.

4- أبو كرتونه من فيلم "أبو كرتونة" عام 1991.

5- الجنتل وشخصيته في فيلم "الجنتل" عام 1996.

6- القبطان ودوره في فيلم "القبطان" الذي قدمه عام 1997.

7- النمس من فيلم "النمس" عام 2000.

8- الساحر وشخصيته في فيلم "الساحر" عام 2001.

9- المصري من مسلسل " محمود المصري" عام 2004.

10- عبد الملك زرزور ودوره في فيلم "إبراهيم الأبيض" عام 2009.

11- أبو هيبة وشخصيته التى قدمها في مسلسل "جبل الحلال" عام 2014.

12- راس الغول وهو دوره فى أخر أعمال "راس الغول" عام 2016.

من الصعب أن تجد فنانا يستطيع أن يحفر اسم الشخصية التي يقدمها في أذهان الجمهور، فما بالنا بفنان استطاع أن يجعل كل شخصية يقدمها وكأنها حاضرة وتعيش بيننا، وأن يصبح اسمها لقبا يطارده، وذلك مع تعددها وتنوعها، واختلافها عن بعضها إلى درجة التباين والتضاد، حيث أن محمود عبد العزيز الذي قدم شخصية "أبو هيبة" و"عبد الملك زرزور" وجعلها راسخا في الأذهان هو نفسه الممثل الذي أضحكنا مع شخصيتي "مزاجنجي" و"الشيخ حسني"، محافظا في كل مرة على مفردات خاصة ولغة جسد خاصة يطيعها وفق احساسه بالشخصية.

لكن رغم كل هذه الألقاب الـ12، إلا أننا نرى أن اللقب الأكثر الذي يستحقه محمود عبد العزيز هو اسمه نفسه.

وداعا الساحر- بالفيديو..

9 مشاهد لمحمود عبد العزيز تفسر لماذا بكينا على رحيله

يارا عماد

رحل عن عالمنا الفنان محمود عبد العزيز مساء أمس السبت الموافق الـ 12 من نوفمبر وكان خبر وفاته بمثابة صدمة للعالم العربي بأجمعه، فهو فنان لا يمكن أن يتكرر مرة أخرى ليس فقط لأنه قدم العديد من الأعمال الفنية المتميزة التي لا يمكن أن ينساها الجمهور، لكن لأنه يعد واحدا من الفنانين أصحاب البصمة المميزة التي لا نجد شبيها لها.

محمود عبد العزيز ممثل مصري ولد في مدينة الإسكندرية وتخرج في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، ثم بدأ مشواره الفني وكانت البداية من خلال مسلسل "الدوامة" ثم انطلق ليصل إلى عالم النجومية من خلال العديد من الأفلام التي قدمها، والتي رسخت في أذهان الجمهور وهناك مشاهد لا يمكن نسيانها.

هذه المشاهد تكفي فقط لتفسير سر حالة الحزن والبكاء والإنهيار الذي أصاب النجوم ومحبي الفنان الراحل سواء في المستشفى أمس التي توفي بها أو في صلاة الجنازة عليه اليوم وتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير.

مشاهد وبصمة محمود عبد العزيز

فيلم "الشقة من حق الزوجة" والذي تدور قصته حول موظف في إحدى المصالح الحكومية يتزوج من ابنة رئيسه في العمل وتبدأ المشاكل المادية ثم يشترى تاكسي بالتقسيط للعمل عليه لتلبية احتياجات أسرته المادية ثم تشعر زوجته بملل بسبب انشغال زوجها عنها وتشجعها والدتها على التمرد وطلب الطلاق ويتم الطلاق ويبدأ النزاع بينهما حول ملكية الشقة.

فيلم "الكيف" ويقوم محمود عبد العزيز بدور شخصية ( جمال) والذي يفشل في دراسته و يقرر العمل كمطرب في فرقة شعبية لإحياء الأفراح ثم يحاول شقيقه وهو الفنان (يحى الفخراني) إقناعه بالإقلاع عن المخدرات فيقوم بإعطائه قطعة حشيش تم تصنيعها في المعمل من مواد عطارة غير ضارة وينصحه باستخدامها وتقديمها لأصدقائه بدل من الحشيش للحفاظ على صحتهم.

فيلم "العار" وتدور قصته حول تاجر عطارة متدين ومعروف بالتقوى يسافر إلى الإسكندرية للإتفاق على صفقة مخدرات يدفع فيها ثروته ثم يلقى مصرعه عند عودته، ثم يعترف ابنه الأكبر للعائلة بحقيقة مصدر الثروة التي يمتلكونها ليقع الجميع أمام إختيار صعب ما بين إتمام الصفقة والحصول على المال، أو رفض الصفقة من الأساس، ثم يخضعوا إلى إتمام الصفقة والتي تنهي حياتهم جميعا.

فيلم "الكيت كات" ويقوم قيه محمود عبد العزيز بدور الشيخ حسني الكفيف الذي يعيش مع والدته المسنة وابنه الشاب المحبط في حي الكيت كات، ويرصد يوميات أبناء الحي ويغني في جلسات تدخين المخدرات لكي ينسى الواقع المؤلم الذي يعيشه بعد بيع منزله وتتوالى الأحداث حتى يكشف عن فضائح بعض أهالي الكيت كات ليسمعها الجميع.

فيلم "أبو كرتونة" وتدور أحداثه حول شخص يدعى مهران يترأس مجلس إدارة شركة ويقوم بعمليات اختلاس ونهب مع مدير الشركة حتى يتفشى الفساد في الشركة ثم يكتشف العمال هذا الفساد ويتصدون له ثم يأتي دور محمود عبد العزيز والذي يؤدي دور (أبو كرتونة) ليتولى رئاسة مجلس إدارة الشركة ويتم توريطه لتتوالى الأحداث بعد ذلك.

فيلم "ابراهيم الأبيض" وتدور أحداثه حول طفل صغير يتعرض والده للقتل امام عينيه على يد عصابة كبيرة تتاجر فى المخدرات ولم ينسى الطفل هذا المشهد ويتمنى أن تدور الأيام سريعا حتى يتمكن من الانتقام لوالده وفى مقدمتهم زعيم العصابة والذي يؤدي دوره (محمود عبد العزيز) ثم يعمل مع هذه العصابة حتى يثقون به ويتم إلقاء القبض عليه فى إحدى العمليات ويتمكن زعيم العصابة من تهريبه وفى نفس الوقت يقع فى غرام ابنة هذا الزعيم، ووتوالى الأحداث بينه وبين زعيم العصابة.

مسلسل "جبل الحلال" وتدور أحداثه حول رجل أعمال من إحدى قرى سوهاج له علاقات مع المافيا الأوروبية ويتاجر في الأثار والسلاح والمخدرات ويتعرض إلى محاولة اغتيال كانت من الممكن أن تنهي حياته ولكنه يخرج منها ليقرر بعدها تغيير حياته و الطريقة التي كان يعيش بها.

مسلسل "راس الغول" وتدور أحداثه حول شخص يدعى (فضل الغول) ويقوم بدوره (محمود عبد العزيز) وهو يمتلك محل للهواتف المحمولة ويقع فى يده هاتف مسروق يخص وزيرة الصحة وأثناء محاولته لإعادة الهاتف لها يتورط فى العديد من المشكلات.

مسلسل "رأفت الهجان" وهو قصة مستوحاة من قصة الجاسوس المصري (رفعت علي سليمان الجمال) أو رأفت الهجان الذي تم زرعه داخل المجتمع اﻹسرائيلي للتجسس لصالح المخابرات المصرية.

موقع "في الفن" في

13.11.2016

 
 

وداعا ساحر السينما المصرية ” محمود عبد العزيز

ياسمين محمود

الشيخ حسني … رأفت الهجان… أبو كرتونة …. الساحر… محمود المصري… أبو هيبة… الغول، ألقاب نالها الفنان المصري المبدع محمود عبد العزيز، فهو ساحر السينما المصرية وأيقونة نشطة للفن السابع، استطاع أن يحفر اسمه في التاريخ فيشد إليه الأنظار منذ أول عمل قام به في تاريخه الفني، فلم يهدأ ولن يمل في أن يقدم الجديد والمتميز سواء في الدراما والسينما المصرية، حتى ترك كل دور قام به صدى واسع جدا مازال يردده الجماهير إلى الآن، فكان بمعنى الكلمة هو الساحر والمتألق دائما، فقد فقدته السينما المصرية أمس حيث وافته المنية عن عمر يناهز ال 70 عاما من بعد صراع مع المرض، فقد عمل لآخر لحظه في حياته قبل أن يدخل في حالة المرض الشديدة، وفي هذا المقال نعرض لمسيرة ناجحة من حياة الفنان المصري محمود عبد العزيز.

وفاة الفنان محمود عبد العزيز

توفي الساحر محمود عبد العزيز عن عمر يناهز أل 70 عاما بسبب تعرضه لأزمة صحية بسبب نقص نسبة الهيموجلوبين في الدم، وقد أثير حول وفاته الكثير من الإشاعات فيما أثبتت زوجته الإعلامية بوسي شلبي أنه قد سافر إلى فرنسا في الفترة الأخيرة لإجراء بعض الفحوصات الدورية المعتادة ولكي يستجم بعد فترة كبيرة الإرهاق قد تعرض لها خلال تصوير مسلسله ” رأس الغول” وقد تم اكتشاف وجود سرطان حميد في اللثة قام على أثرة بإجراء عملية جراحية لاستئصاله مما عرضه لنزيف حتى أصيب بفقر الدم، وقد تكتمت عائلته عن البوح بحقيقة مرضه رغبة منه وإلى الآن لم تكشف عائلته عن الأسباب الحقيقة، وهو الذي طلب العودة إلى وطنه مصر حتى وافته المنية بمستشفى الصفا بمنطقة المهندسين بمصر.

وقد أقيمت صلاة الجنازة على الفنان المصري الراحل محمود عبد العزيز، الأحد، في مسجد الشرطة بمدينة السادس من أكتوبر جنوب القاهرة، قبل أن ينقل جثمانه إلى مسقط رأسه في مدينة الإسكندرية، حيث سيدفن.

نبذة عن حياة محمود عبد العزيز

ولد محمود عبد العزيز محمود في عام 1946 بحي الورديان بمدينة الإسكندرية، درس هناك ثم انتقل إلى القاهرة ليبدأ حياته الفنية طالبا الشهرة على الرغم من معارضة والدته، فلم يدرس الفن على الرغم من حبه لها إلا أنه درس الزراعة وحصل على البكالوريوس ثم الماجستير في نفس التخصص، ثم اتجه إلى التمثيل في مطلع السبعينيات من القرن الماضي مستندا إلى موهبته، تزوج في بداية حياته من امرأة خارج الوسط الفني وأنجب منها أولاده هم محمد وكريم، ثم تزوج مرة ثانية بالإعلامية المصرية بوسي شلبي.

محطات فنية في حياة الساحر

قدم الفنان الكثير من المحطات الفنية سواء في الأعمال الدرامية أو السينمائية وفي كل عمل يقوم به يثبت جدارة ونجاح غير مسبوقين، وقد كانت بداياته الفنية في السبعينات من خلال المخرج نور الدمرداش حينما أسند إليه دورا مهما في مسلسل “الدوامة” مع محمود ياسين ونيللي، كذلك انطلق في السينما من خلال فيلم “الحفيد”، والذي يعد أحد كلاسيكيات السينما المصرية، ومن هنا كانت الانطلاقة الحقيقية لمحمود عبد العزيز حيث بدأ في المشاركة في الكثير من الأعمال السينمائية والتي ظهر بها في دور الشاب الرومانسي، حيث قام ببطولة 25 عملا خلال فترة 6 سنوات كاملة، ولكنه تمكن من تغيير جلده تماما مع مشاركته في فيلم العار، وبعد ذلك أفلام المعتوه ووكالة البلح ودرب الهوى والعذراء والشعر الأبيض وتزوير في أوراق رسمية والذي قدمه في عام 1984، وفقراء يدخلون الجنة.

وفى عام 1985 قدم الساحر محمود عبد العزيز واحدا من أفضل أعمال الجاسوسية من ملفات المخابرات المصرية من خلال فيلم “إعدام ميت” وهو من أهم أعمال الفنان محمود عبد العزيز ومن المحطات الفنية المهمة في حياته الفنية، والذي كان نقلة حقيقية في تاريخ الساحر، ثم فيلم الطوفان وعفوا أيها القانون، قدم أفلام أبناء وقتلة والسادة الرجال ويا عزيزي كلنا لصوص وسمك لبن تمر هندي وسيداتي أنساتي، وأغلبها أعمال مع رأفت الميهى الذي قدم عبد العزيز في شكل جديد من خلال الفانتازيا، ومع بداية التسعينيات قدم عبد العزيز للسينما أفلام مثل أبو كرتونة والكيت كات مع داوود عبد السيد وفخ الجواسيس والبحر بيضحك ليه وهارمونيكا والقبطان، أما في الألفية الجديدة فقدم الساحر أعمالا أيضا قيمة ومهمة منها سوق المتعة والنمس وفيلم الساحر مع رضوان الكاشف والذي كان اكتشاف منه شلبي ورحلة المشبوه وليلة البيبى دول، ثم آخر أعماله إبراهيم الأبيض، الذي نجح فيه نجاحا كبيرا.

أما على المستوى الدرامي قدم عبد العزيز أعمالا ليست في حجم أعمال السينما، ولكنها أيضا علامات مهمة في الدراما، منها شجرة اللبلاب والبشاير، ثم قدم رائعته رأفت الهجان من 3 أجزاء، والتي تعد مرجعا لكل الأعمال الجاسوسية التي قدمت فيما بعد، ثم مسلسل محمود المصري وباب الخلق وأبو هيبة في جبل الحلال وأخيرا مسلسل رأس الغول، الذي ختم به حياته الفنية.

الجوائز التي حصل عليها

1- حصل على جائزة أحسن ممثل عن أفلام “الكيت كات”، “القبطان”، “الساحر” من مهرجان دمشق السينمائي الدولي.

2- حصل على جائزة أحسن ممثل عن فيلم “سوق المتعة” من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

3- حصل على جائزة أحسن ممثل عن فيلم “الكيت كات” من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي.

4- جائزة أحسن ممثل مشاركة مع الفنان عمار محمد حسان. فى فيلم الليالي المقمرة.

آخر تغريدة له على تويتر

على الرغم أن الساحر لم يكن مهتما بمواقع التواصل الاجتماعي إلا أنه قد دخلها في شهر يونيو الماضي وقد دخل بحسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر ليشاهد ردود الأفعال حول مسلسله الأخير ” رأس الغول” والذي قد عرض في شهر رمضان الماضي حيث أثارت تغريدة له الجدل خاصة بعد وفاته وقد ذكر فيها ” رأس الغول هيكون آخر عمل ليا وهيتعرض في رمضان أتمنى من ربنا انه يعجبكم ” وقد أثارت تلك التغريدة الجدل بين متابعيه والذين قد ظنوا أنه ينوي اعتزال الفن، إلا أنه خرج ليوضح القصد من تغريدته ليقول ” انتو مسكتو في كلمة آخر؟ أنا مش ح اعتزل قصدي أحدث، اصبروا عليا شوية في تويتر لسه في الأول،#راس_الغول لا يمكن يعتزل” وقد تحققت بالفعل هذه التغريدة ليصبح رأس الغول هو آخر أعماله.

الوسط المصرية في

13.11.2016

 
 

بالفيديو والصور: رحل "الساحر" محمود عبدالعزيز...

فكيف نعاه وودعه زملاؤه والمحبون؟!

الوسط- محرر منوعات

خيم الحزن على الوسط الفني العربي بعد رحيل الفنان #محمود_عبدالعزيز، الذي أضحك الملايين في الكوميديا، وفي التراجيديا دمعت أعيننا معه، فكان سفيرا للفن ومن آخر الحبات في عنقود الفن الجميل الذي بتنا نفتقده اليوم.

وقد توافد عدد كبير من الفنانين والمحبين على مسجد الشرطة في منطقة الشيخ زايد بمدينة 6 أكتوبر، لأداء صلاة الجنازة على جثمان الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، وتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، ومن أبرز الحضور من الفنانين الذي وقفوا مع زوجته وأبنائه كانوا: الفنان خالد النبوي، الإعلامي محمود سعد، الفنانة لبلبة، الفنانة نهال عنبر، الفنان أحمد صلاح السعدني، الفنان جمال سليمان، المذيعة ريهام سعيد، والإعلامي عمرو الليثي، إلهام شاهين، رجاء الجداوي، دلال عبدالعزيز، إسعاد يونس، ماجدة زكي وغيرهم.

وخلال الجنازة سادت حالة من البكاء نجلي النجم الراحل "كريم ومحمد عبدالعزيز"، إلا أنهما حرصا على حمل نعش والدهما والصلاة عليه، فيما انهارت زوجته الإعلامية بوسي شلبي أثناء صلاة الجنازة، ودخلت في نوبة بكاء كبيرة.

خبر الوفاة يتصدر الإعلام

خبر الوفاة تصدر عناوين الصحف المصرية والعربية والعالمية، وقد كان أبرز تلك العناوين: "الساحر" رحل... وداعا محمود عبدالعزيز (صحيفة النهار اللبنانية)، أما قناة "سكاي نيوز" بالعربية، فكتبت تحت عنوان "رحيل.. ساحر السينما المصرية" وأبرزت أهم أعمال الراحل، فيما وضعت قناة "الحرة" الأميركية عنوانا عريضا للفنان الراحل هو "الساحر يودع محبيه.. رحيل محمود عبدالعزيز"، وأشارت إلى مجمل أعماله وتاريخه الفني.

ومن جانبها، وضعت قناة "روسيا اليوم" عنوان "وفاة الفنان المصري محمود عبدالعزيز بعد صراع مع المرض" وأبرزت أهم أعماله ومواقفه الفنية، فيما بثت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سى" تقريرا فنيا عن الفنان الراحل بعنوان "محمود عبدالعزيز قبل وبعد رأفت الهجان" وتحدثت عن مشواره الفني وتاريخ أعماله.

سقطت ورقة من شجرة الفن المصري

بعد إعلان خبر الوفاة، نعى كثير من الفنانين والإعلاميين والمحبين في الوطن العربي الفنان الراحل، إذ أكد الكاتب والسيناريست مدحت العدل، أن شجرة الفن تسقط منها ورقة أخرى بوفاة الفنان محمود عبد العزيز، ناعيا الوطن العربي في وفاة الفنان الكبير. وأضاف مدحت العدل- خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صباح أون" المذاع على فضائية "أون تي في لايف" اليوم الأحد، أنه تعامل مع الفنان محمود عبد العزيز كصديق قبل أن يتعامل معه فنينا، مشيرا إلى أنه هو من جعله يكتب للتلفزيون رغم أنه لم يكن مقتنع بالكتابة له. وأشار إلى أنه لم يشاهد فنان مثل محمود عبدالعزيز في التزامه، بالإضافة إلى البهجة التي يضفيها على كل مكان يتواجد فيه.

نعي وبكاء

أما الفنان حسين فهمي فقد نعى باكيا الفقيد قائلا: "مش فاضل في الشلة غيري"، وذلك خلال مداخلة له عبر إحدى البرامج الحوارية المصرية.فيما نشرت الفنانة إلهام شاهين صورة للساحر على صفحتها وعلقت عليها: "وداعا الأخ والصديق محمود عبد العزيز، اللهم أجعل محمود من الذين إذا أحسنوا استبشروا اللهم أنى أسألك يا أرحم الراحمين، أن يكون محمود ممن بشر عند الموت بروح وريحان ورب راضى"، ونشر الفنان أحمد رزق صورة لمحمود عبد العزيز معلقا عليها " ربنا يرحمك ويغفر لك يا أستاذ".

ونشرت الفنانة أيمي سمير غانم صورة لها مع "الساحر" وعلقت عليها "ربنا يرحمك ويغفر لك ويجعلك من أهل الجنة و يصبر كل اللي بيحبوك ويصبرنا ... بحبك من قلبي يا أجمل راجل يا أسطوره الفن".

وفي الوطن العربي، غرد عدد من الفنانين والإعلاميون عبر صفحتهم علي "تويتر"، ناعين الفنان القدير وقد كان من أبرز تلك التغريدات:

راغب علامة: ‏خبر مؤلم ومحزن أن نخسر فناناً وأن أخسر صديقاً، ‏رحم الله حبيب القلب العملاق محمود عبدالعزيز، ‏إنا لله وإنا اليه راجعون، البقاء لله.

نانسي عجرم: أتقدّم بأحرّ التعازي من عائلة الفنان الكبير محمود عبدالعزيز الشعب المصري والعربي الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته

هند صبري: ‏محمود عبدالعزيز في ذمة الله، أحد أهم الممثلين الذين عرفهم العالم العربي، سيضل خالدا بأعماله... يوم حزين، الله يرحمه و يصبر أهله.

أحلام: ‏ترجّل الفارس ترجّل الهجان. خسر الفن العربي "الساحر"، واحد من عباقرة الجيل في الفن والطيبة والشهامة. ‏الله يغفر له ويرحمه.

ناصر فقيه: ‏برأيي المتواضع كان أهم ممثل من جيله ... الله يرحمك محمود عبدالعزيز.

قصي خولي: ‏وداعا أيها الساحر وداعا رأفت الهجان وداعا الأستاذ محمود عبدالعزيز رحمة الله عليك وأسكنك الله فسيح جناته.

ميس حمدان: ‏لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ‏محمود عبدالعزيز في ذمة الله، ربنا يرحمك ويعوض تعبك ومرضك خير يا رب. ‏هتوحشنا يا ساحر.

يُذكر أن محمود عبدالعزيز قد غادر دنيانا مساء أمس (السبت) بعد صراع مع المرض، وهو من مواليد الرابع من يونيو/ حزيران 1946 في حي الورديان بمدينة الإسكندرية، وتخرج في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية عام 1966.

بدأ في التمثيل مع فريق مسرحي تابع لكلية الزراعة حيث كان يتابع دروسه إلى حين تخرجه منها منتصف الستينات.

ثم انتقل إلى الاحتراف، وكانت انطلاقته في مسلسل الدوامة لنور الدمرداش الذي يعتبر احد المؤسسين للدراما التلفزيونية في مصر في بداية السبعينات.

وفي العام 1974، انتقل إلى الشاشة الكبيرة، مشاركا في فيلم "الحفيد" لعاطف سالم، وسرعان ما انتقل إلى أدوار البطولة ابتداء من فيلمه الثاني "حتى آخر العمر" لأشرف فهمي.

وشارك في أكثر من تسعين فيلما، منها ما طبع الوجدان الشعبي المصري والعربي مثل دور الشيخ الضرير حسني في فيلم "الكيت كات" لداود عبد السيد المقتبس عن رواية "مالك الحزين" للروائي الراحل إبراهيم أصلان، ودور الساحر في فيلم "الساحر" لرضوان الكاشف، واطلق عليه منذ ذلك الحين لقب ساحر السينما المصرية.

ومن الأفلام التي اشتهر فيها أيضا "الصعاليك" و"البريء" و "العار" و"الكيف" و"سوق المتعة" و"العذراء و"الشعر الأبيض" و"القبطان"، وكان آخر الأفلام التي شارك في بطولتها "إبراهيم الأبيض".

وقدم للتلفزيون أكثر من 15 مسلسلا أشهرها على الإطلاق "رأفت الهجان" عن الجاسوس المصري الشهير الذي زرعته الاستخبارات المصرية في إسرائيل، ولقي هذا المسلسل إقبالا كبيرا جدا في مصر والعالم العربي، وجعل اسم بطله مقرونا باسم "رأفت الهجان"، والأسماء التي تخفى فيها في المجتمع اليهودي في مصر ومن ثم في إسرائيل "ليفي كوهين" و"ديفيد شارل سامحون".

ومن المسلسلات التي قدمها " شجرة اللبلاب" والبشاير" و"أبو هيبة في جبل الحلال" و"محمود المصري"، وكان آخر أعماله التلفزيونية التي قدمتها الشاشة في شهر رمضان الماضي "رأس الغول".

ونال الكثير من الجوائز خلال حياته الفنية من المهرجانات السينمائية المحلية مثل المهرجان القومي للسينما المصرية ومهرجان الإسكندرية لسينما حوض البحر الأبيض المتوسط إلى جانب المهرجانات العربية خصوصا مهرجان دمشق الدولي.

ولمحمود عبد العزيز ابنان، محمد الذي يعمل في مجال الإنتاج الفني وقد أنتج عددا من المسلسلات التي أدى والده دور البطولة فيها في السنوات الأخيرة، وكريم وهو ممثل شاب شارك في بطولة عدة أفلام ومسلسلات.

الوسط البحرينية في

13.11.2016

 
 

رحيل محمود عبد العزيز.. بطل «رأفت الهجان»

فارق الدنيا عن عمر يناهز 70 عاما

لندن: «الشرق الأوسط»

توفي الممثل المصري محمود عبد العزيز مساء أمس (السبت) عن عمر يناهز 70 عاما بعد صراع قصير مع المرض.

وقال الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين في مصر إن جنازة الفنان المصري محمود عبد العزيز ستشيع غدا (اليوم) بعد صلاة الظهر من مسجد الشرطة بمدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة غربي العاصمة المصرية، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

ونعاه وزير الثقافة المصري حلمي النمنم في بيان واصفا اياه بالساحر، وهو اللقب الذي اشتهر به عبد العزيز في الوسط السينمائي بعد تقديمه فيلما بنفس الاسم عام 2001. وقال النمنم في البيان {محمود عبد العزيز فنان مصري عظيم أثرى الحياة الفنية المصرية بموهبته التي جعلت منه ساحرا بحق}.

كما نعاه عدد كبير من الممثلين والفنانين المصريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي من بينهم الممثلون محمد صبحي أحمد حلمي والممثل محمد هنيدي والكاتب الصحفي عماد الدين أديب والفنانون أنغام وعمرو دياب. ولد محمود عبد العزيز في الرابع من يونيو (حزيران) 1946 في حي الورديان بمدينة الاسكندرية المطلة على البحر المتوسط وتخرج في كلية الزراعة بجامعة الاسكندرية عام 1966.

قدم نحو 90 فيلما للسينما المصرية وأكثر من 15 مسلسلا تلفزيونيا واذاعيا اضافة الى عدد قليل جدا من المسرحيات.

بدأ مشواره مع التلفزيون في 1973 بمسلسل {الدوامة} وهو من إخراج نور الدمرداش لكنه سريعا ما اتجه الى السينما ليشارك في أفلام كبيرة مثل {غابة من السيقان} عن قصة للكاتب احسان عبد القدوس، واخراج حسام الدين مصطفى، وفيلم {الحفيد} من تأليف عبد الحميد جودة السحار وإخراج عاطف سالم.

ومع نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات نجح في اكتساب ثقة المخرجين والمنتجين في تحمل دور البطولة فقدم {العذراء والشعر الابيض} أمام نبيلة عبيد في 1983 و{تزوير في أوراق رسمية} أمام ميرفت أمين في 1984 و{اعدام ميت} في 1985، و{الجوع} أمام سعاد حسني في 1986، وفقا لـ{رويترز}.

وفي 1987 سجل عبد العزيز بصمته الابرز في عالم الفن بالمسلسل التلفزيوني {رأفت الهجان} المأخوذ من ملفات المخابرات المصرية والذي جاء في ثلاثة أجزاء.

بلغ قمة تألقه في عقد التسعينات وهو ما ظهر في فلمه {الكيت كات} وهو من اخراج داود عبد السيد في 1991 الذي نال عنه عدة جوائز محلية ودولية.

الشرق الأوسط في

13.11.2016

 
 

10 أفلام لمحمود عبد العزيز..لا تُنسى

محمد جابر

بدأ محمود عبد العزيز مسيرته الطويلة في السينما المصرية منذ بداية السبعينيات، وقدم عدداً لا يحصى من أهم الأفلام، وهذه قائمة بـ10 منها.. لا تنسى:

(10) سيداتي آنساتي – رأفت الميهي (1989)

أفضل فيلم في ثلاثية "الميهي وعبدالعزيز"، إذ وصلا إلى قمة التفاهم، في كوميديا هزلية عن زواج 4 سيدات من رجل واحد، والعيش معاً في البيت نفسه.

 (9) نص أرنب – محمد خان (1983)

مع بداية الثمانينيات، وثورية المخرج محمد خان في التصوير في الشوارع، أنتج هذا الفيلم المميز جداً، ولا يمكن للمشاهد أن ينسى العلاقة الرائعة بين موظف البنك (عبد العزيز) والنشال (سعيد صالح) واللص الثري (يحيى الفخراني)، كذلك مشاهد الحركة والصراع والركض في شوارع وسط المدينة، وبجرأة لم تتكرر كثيراً.

(8) العار – علي عبد الخالق (1982)

الفيلم الذي أسس طريقاً جديداً في سينما الثمانينيات، تراجيديا ملحمية لأخوة يكتشفون بعد وفاة والدهم أنه كان تاجراً للمخدرات، لتكشف الأحداث مدى هشاشة المنظومة الأخلاقية في حياة كل واحد منهم.

(7) الساحر – رضوان الكاشف (2001)

آخر أفلام المخرج المميز رضوان الكاشف قبل وفاته، عن أب يعمل ساحراً ويصف نفسه بأنه "يحب البهجة ويهرب من الحزن"، ولكنه ممتلئ بالهواجس بشأن ابنته المراهقة، ويحاول حمايتها من العالم، هذا التداخل بين البهجة والقلق كان شديد التميز، وأدى "عبد العزيز" الشخصية بكثير من النضج والتحكم في تفاصيلها المختلفة، ليؤدي من خلالها أهم أدواره.

(6) الدنيا على جناح يمامة – عاطف الطيب (1989)

دراما مختلفة وجميلة أداها عبد العزيز أولاً في الراديو قبل أن يقرر الكاتب وحيد حامد والمخرج عاطف الطيب نقلها إلى فيلم سينمائي، عن العلاقة بين سائق تاكسي يساعد أرملة ثرية (ميرفت أمين) عائدة لتوها إلى مصر، وتتطور العلاقة بينهما ليحميها من عائلتها الطامعة ويخطف معها حبيبها السابق من مستشفى المجانين، في إيقاع متلاحق وفيلم ممتع.

(5) إبراهيم الأبيض – مروان حامد (2009)

على الرغم من أن بعض طموحات هذا الفيلم لم تتحقق كما أراد صنّاعه، ولكنه في النهاية ملحمة حقيقية ببعد أسطوري، يستطيع أن يخلق عالماً يسيطر عليه عبد الملك زرزور، الذي يمنحه محمود عبد العزيز أيقونية وحضوراً طاغياً يساهم في زيادة قيمة الفيلم، مع تصاعد لعلاقة حب ثلاثية بينه وبين إبراهيم الأبيض (أحمد السقا)، وحورية (هند صبري)، وتداخل بين معطيات "الجريمة/الخيانة/الانتقام/الحب" بشكل مختلف عن أي فيلم مصري آخر. 

(4) الصعاليك – داوود عبد السيد (1984)

الفيلم الأول للمخرج الكبير داوود عبد السيد، وهو ملحمة عن الصداقة، يشترك في بطولته نور الشريف ومحمود عبد العزيز، في قرار جريء وداعم لمخرج شاب حينها، ويتتبعهم الفيلم لسنوات طويلة، منذ وقت "الصعلكة" وبداية صداقتهم، مروراً برحلة طويلة من الصعود الطبقي ومحاولة استغلال معطيات اللحظة الراهنة في مصر، حيث زمن الانفتاح الاقتصادي، وكيف أثر هذا على علاقتهم مع الوقت، وصولاً لنهاية مأساوية، ولأن هذا الفيلم مخلص جداً لحكايته عن تلك الصداقة فإن ثنائية "عبد العزيز والشريف"، كانت مفيدة جداً للعمل.

(3) الكيف – علي عبد الخالق (1985)

مرة ثانية يجتمع المخرج علي عبد الخالق والكاتب محمود أبو زيد مع محمود عبد العزيز في دراما صاخبة عن المخدرات، بعد ثلاث سنوات من نجاح فيلم "العار"، ليحققوا نجاحاً أكبر في تراجيديا جديدة، عن شقيقين يحاول أحدهما أن يقنع الآخر بخدعة المخدرات، فيشتركان معاً في لعبة تتحول في النهاية إلى مأساة. وكان حوار الفيلم وتحديداً الجمل التي يقولها "مزاجنجي" أحد أهم عوامل نجاح الفيلم الكبيرة وشهرته حتى الآن. 

(2) الحفيد – عاطف سالم (1974)

في بدايات محمود عبد العزيز المبكرة كان هذا الفيلم، حيث يستكمل فيه المخرج عاطف سالم أحداث فيلمه العظيم "أم العروسة" بفيلم آخر لا يقل قيمة، واحد من أهم الأفلام التي تعاملت بحميمية مع الأسرة المصرية، حيث العائلة المكونة من 7 أبناء، والتي تنتظر قدوم حفيدها الأول، ومن الصعب جداً تذكر فيلم مصري آخر امتلك أبطاله هذا القدر العظيم من التفاهم والكيمياء بقدر ما امتلك أبطال "الحفيد"، لتكون النتيجة فيلم دراما كوميديا رفيع المستوى، ومن الكلاسيكيات المصرية دون شك.

(1) الكيت كات – داوود عبد السيد (1991)

سواء كان الحديث عن أفضل فيلم لمحمود عبد العزيز أو أفضل أداء له، فلا شك أن فيلم "الكيت كات" وبشخصية الشيخ حسني سيكونان في المقدمة، البصمة الأهم لـ"عبد العزيز" في السينما، حيث الشيخ الضرير الذي يعيش في منطقة الكيت كات بالقاهرة، ولكنه يرفض الاعتراف بعجزه أو التعامل بمحدودية مع العالم نتيجة له، فيتخذ المدينة بيتاً، ويقرر أن يكون سعيداً دون تنازل. يتحرك وسط الناس ويعزف ويغني على العود ويشرب الحشيش وسط جلسات الأصدقاء، وفي النهاية يحاول الحفاظ على علاقته بابنه.

ويتجاوز "عبد العزيز" في هذا الفيلم العظمة الخارجية في تفاصيل الشخصية (حركة عينيه وجسده مثلاً كشخص أعمى)، ويصل إلى نقطة أعمق كثيراً في روح الشيخ حسني، وحين يحادث في أحد المشاهد جسد العجوز الميت "عم مجاهد"، يصل عبد العزيز إلى أهم وأجمل لحظة سينمائية وأدائية في مشواره الطويل.

هذا ما قاله الفنان محمود عبدالعزيز عن مبارك ومرسي

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

كان الفنان الراحل محمود عبدالعزيز مُقلّا للغاية في أحاديثه السياسية، لكنه وفي مرة نادرة تطرّق مع الإعلامي مجدي الجلاد، باستفاضة، عن لقاء سابق جمع أحد الحكام العرب بالرئيس المخلوع، محمد حسني مبارك، وكان الحديث عن توريث الحكم.

ونقل هذا الحاكم الحديث لمحمود، وكان هذا اللقاء منذ 17 عاما، حيث قال له الحاكم "إن مبارك تحدّث معه عن ابنه جمال بعد الهجوم الذي حدث له، لتفكير الشعب المصري أنه سيرث الحكم"، وأنه قال لجمال: "طالما ما بتخطفش اللقمة من بُق حد اعمل اللي انت عايز".

ونقل الحاكم العربي لـ"الساحر" أيضاً قوله لمبارك: "إنه في اليوم الذي تفكر فيه أن يرث نجلك جمال الحكم، ستقوم ثورة في هذا البلد"، وهو ما يشير إلى تنبؤ هذا الحاكم، الذي رفض الساحر ذكر اسمه، بثورة 25 يناير.

وعند سؤاله عن إمكانية أن يجسد شخصية حسني مبارك على الشاشة، قال الفنان إنه يوافق، لبيان مساوئ هذه الفترة، وجزاء نهاية هذا الحاكم. وأوضح الساحر أن مصر فيها كل مقومات الحياة أكثر من أي دولة أخرى، فكثيرة هي البلاد التى تقوم حضارتها على تمثال أو على بحيرة، أما مصر ففيها بحيرات وشلالات ونهر وحضارة ومناخ وصحراء وبحران وكل شيء، ويكفي أن فيها أساليب عديدة للمعيشة.

وتطرّق الفنان القدير، في اللقاء الذي أجري خلال فترة رئاسة محمد مرسي لمصر، إلى شخصية الرئيس، فرد قائلا "إنه يرى فيه شخصية جيدة ويخشى الله سبحانه وتعالى، لكنه لو كان بعيدا عن من حوله كان أفضل كثيرا، فعمل الرؤساء وسط تحكّمات أحزاب ليس جيدا أبدا، فكيف يتحدث أحد من الحزب الذي كان يتبعه مرسي، بلسانه!"، مؤكداً أنه "كان عليه أن يخرج هو بنفسه فيما يتعلق بموقعه".

وأكمل عبد العزيز قائلا: "إننا في حالة افتقاد للقدوة وللبطل منذ أيام الرئيس جمال عبد الناصر"، واستشهد بشخصية رأفت الهجان التي سبق وجسدها على الشاشة الصغيرة، قائلا "إننا نريد هذا البطل المحب للوطن، من دون أي أهداف أو مصالح".

مواقع التواصل خيمة عزاء بعد وفاة محمود عبد العزيز

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

خيمت حالة من الحزن الشديد على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نبأ وفاة الفنان القدير، محمود عبد العزيز، وسارع عشرات الفنانين المصريين والعرب إلى نعيه والتعبير عن أسفهم لرحيله، عبر صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعية.

فعلقت الفنانة وفاء عامر التي شاركته منذ عامين في مسلسله "هيبه جبل الحلال" قائلة على فيسبوك: "خلاص يا هيبة رايح مش راجع، هناك أحسن أصلهم هنا وحشين أوي بس وجع البعاد، أخويا الساحر في ذمة الله".

من ناحيته نعى المطرب تامر حسني رحيل الفنان المصري قائلاً: "البقاء لله إنا لله وإنا إليه راجعون بخالص الحزن والأسى نتقدم بالعزاء لأسرة وجمهور النجم الكبير الساحر محمود عبد العزيز نسألكم الدعاء والفاتحة".

وعلقت الفنانة أصالة نصري على خبر الوفاة: "مشوار وخلص ... رحله وانتهت ... موهوب وغفي ... واللي بقي ذكريات... ضحكته لطفه اهتمامه وقبل كل شي فنّه... الله يرحمه ويصبّر أهله وأوّلهم بوسي الحبيبه الوفيّه".

ونعاه المخرج عمر عبد العزيز قائلا: "البقاء لله أنعى صديقي الفنان الكبير محمود عبد العزيز الذي وافته المنيه منذ لحظات بمستشفى الصفاء بالمهندسين وإنا لله وإنا إليه راجعون". واكتفت الفنانة مي عز الدين التي شاركت الساحر في مسلسل "محمود مصري" بنشر صورة له على حسابها بفيسبوك وعلقت عليها قائلة: "إنا لله وإنا إليه راجعون".

وأعربت المطربة نادية مصطفى عن حزنها فقالت: "قلبي وجعني عليه، الله يرحمك ويجعل مثواك الجنة ويصبر أهلك وحبايبك على فراقك يا رب". أما الفنان شريف منير فقال: "رحل محمود عبد العزيز ... مش قادر أتكلم الله يرحمك الله يرحمك الله يرحمه".

من ناحيته قال الفنان أحمد السقا الذي شارك محمود عبد العزيز في فيلم "إبراهيم الأبيض"، والذي كان آخر أعمال محمود قائلاً على حسابه: "الله يرحمك كنت خير الأب وخير الصديق وخير الأخ دعواتكم بالرحمة، محمود عبد العزيز في ذمة الله".

وقال المطرب السوري سامو زين: "خبر موجع البقاء لله في وفاة الأستاذ الفنان الكبير الساحر محمود عبد العزيز، إنا لله وإنا إليه راجعون كل التعازي لأسرة الفقيد".

وأعرب نقيب الموسيقيين، المصري هاني شاكر عن حزنه لرحيل الساحر قائلاً: "رحمة الله على صديقي الفنان محمود عبد العزيز نسأل الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته 
ويلهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان".

وكتبت المطربة سميرة سعيد: "فقيدنا الفنان الكبير محمود عبد العزيز لك الرحمة من أرحم الراحمين والتعازي لكل الأسرة ولصديقتي الغالية بوسي... يموت الإنسان وتبقى محبة الناس للأبد".
وبكلمات حزينة نعى رحيل الساحر، الفنان السوري جمال سليمان قائلاً: "محمود عبد العزيز أخذت البهجة ورحلت سيتذكرك جمهورك وأصدقاؤك طويلا. اسمك محفوظ في القلوب وعلى أشجار الإبداع. اسمك قرين الموهبة الساطعة والإبداع الذي لا ينضب. يعرفك جمهورك بأدوارك التي لا تنسى، والتي باتت علامات مضيئة في تاريخ التمثيل في عالمنا العربي".

وتابع سليمان: "لكن أصدقاءك يعرفون المطبخ الذي كان يخرج منه كل هذا الإبداع، يعرفون أنك بقيت حتى آخر لحظة وكأنك ممثل في دوره الأول، لا غرور ولا ثقة مفرطة بالنفس، ولا استسهال، وإنما قلق وتفكير وبحث متعب عن مفاتيح شخصية تريدها لها أن تكون حية وطازجة وابنة واقعها. بخلاف معظم الممثلين، رغم كل النجاحات ورغم كل الإحباط والمرارة التي تشعر بهما ورغم سنين كثيرة في هذه المهنة الشاقة إلا أنك لم تستسلم لا لها ولا للإحباط والمرارة. ولم تركن يوماً لرصيدك الكبير من النجاحات. لا تعرف أنني في كل مرة غادرت بيتك بعد سهرة طويلة كنت أفكر في نفسي كيف لهذا الرجل أن يعيش الحب الأول بكل لوعته وتفاصيله وفرحه وقلقه رغم أنه قد عاش مائة قصة حب. كيف له أن يحافظ على كل ذاك الشغف في دور لم ينته السيناريست من كتابته بعد؟!!.

وختم سليمان نعي صديقه الراحل قائلاً: "جمهورك يعرف كم كنت مبدعا ويعرف أنك تحترمه ولكنه قد لا يعرف كم كان ذاك الاحترام كبيرا وأصيلا. رحلت كبيراً يا محمود، رحلت وأخذت معك دفق حب لا ينتهي وبهجة لا يعرف غيرك كيف ينشرها على من حوله. كان لي الشرف أنني كنت صديقك، وسأبقى ممتنا لمحبتك ولهفتك اللتين غمراني، وفخوراً أنني عملت معك يا أستاذ".

في وداع محمود عبد العزيز...أفلام طغى عليها "رأفت الهجان"

سلامة عبد الحميد

شكل المسلسل التليفزيوني "رأفت الهجان" جزءا مهما من مخيلة عدة أجيال عربية، إذ كان نموذجا لحالة مفتقدة تمثل الانتصار على العدو الصهيوني، وقت أن كان العرب يعادونه صراحة شعبيا ورسميا، ولا شك أن المسلسل منح بطله محمود عبد العزيز جزءا كبيرا من بريقه كنجم.

لكن التعاطي مع النجم الراحل باعتباره صاحب "رأفت الهجان" فيه الكثير من الظلم لممثل موهوب قدم عشرات الأعمال المهمة، وتجول في أدوار متنوعة مخالفا قوالب التصنيف الشائعة في الفن العربي.

حظي المسلسل بنجاح واسع، وما زال، لكنه حظي أيضا بإمكانات لم تتوفر لغيره من الأعمال، حيث وفر له منتجه التليفزيون المصري كل عوامل النجاح؛ ميزانية مفتوحة، ونجوم أمام الكاميرا وخلفها، ودعاية ضخمة، وكان كل ذلك ضمن أسباب نجاحه إلى جانب نص مهم للكاتب المتمرس في أعمال الجاسوسية والمخابراتصالح مرسي وإدارة المخرج الكبير يحيى العلمي.

وبغض النظر عن بعض المبالغات الدرامية والأخطاء التاريخية، فإنها تظل هامشية في مسلسل طويل من ثلاثة أجزاء يستعرض سنوات ممتدة شهدت أحداثا كثيرة.

يبقى "رأفت الهجان" درة محمود عبد العزيز جماهيريا، لكن المتتبع لتاريخ الفنان الراحل يدرك جيدا أنه ليس أهم أعماله، وربما ليس ضمن الأعمال العشرة الأهم في مسيرته.

بدأ عبد العزيز مشواره الفني منتصف السبعينيات من القرن الماضي، حيث قدمه المخرج المبدع نور الدمرداش، والذي مرت يوم السبت ذكرى ميلاده في صمت (1925- 1994)، في مسلسل "الدوامة"، قبل أن يقدمه المخرج عاطف سالم في فيلم "الحفيد" الذي يعد واحدا من أبرز كلاسيكيات السينما المصرية. 

"قدم محمود عبد العزيز أفلاماً عدة، تتطلب موهبة غير عادية، خاصة تلك التي تعالج مشكلات النفس البشرية"

لكن بدايته الحقيقية مع النجومية كانت في الثمانينيات، رغم أنه قدم في السبعينيات أكثر من 25 فيلما، بينها أفلام من بطولته، استغل معظمها وسامته بدلا من موهبته الطاغية.

في مطلع الثمانينيات انتبه محمود عبد العزيز إلى محاولات حصره في أدوار الشاب الوسيم، فقرر التمرد على هذا التصنيف. في فيلم "العار" للمخرج علي عبد الخالق، وهو أحد أفلام قائمة المائة الأهم في تاريخ السينما المصرية، قدم شخصية الطبيب النفسي الذي يصاب بلوثة عقلية بعد أن يضحي بكل مبادئه لصالح خطة مزعومة لإنقاذ العائلة من الفضيحة، ويبقى مشهد نهاية الفيلم الذي يغني فيه "الملاحة.. الملاحة" شاهدا على ميلاد جديد لنجم كبير.

في العام التالي 1983، وبينما كان لم يتجاوز السابعة والثلاثين من عمره، قام بتأدية دور والد فتاة مراهقة، قدمتها النجمة شريهان في فيلم "العذراء والشعر الأبيض" إلى جوار نبيلة عبيد. وبعد عامين، قدم خلالهما أفلاما متباينة، استعاده المخرج علي عبد الخالق مجددا في "إعدام ميت"، والذي كان بداية جديدة للنجم الموهوب، حيث قدم الملحمة الوطنية المغلفة بالكوميديا، كما كان مقدمة للاستعانة به لبطولة "رأفت الهجان".

في العام نفسه، قدم أحد أشهر أعماله على الإطلاق "الكيف"، والذي ثبت فيه أقدامه كنجم كوميديا حقيقي في السينما المصرية التي لم تكن تعترف بالكوميدي الوسيم، فالوسيم عادة هو نجم أفلام الرومانسية، منذ أنور وجدي ورشدي أباظة وكمال الشناوي وعمر الشريف وأحمد رمزي، بينما نجوم الكوميديا هم علي الكسار ونجيب الريحاني وإسماعيل يس.

بعد النجاح الواسع لفيلم "الكيف" الذي شاركه بطولته يحيى الفخراني، واصل محمود عبد العزيز البطولات الجماعية رغم أنه بات اسما مطلوبا للبطولات الفردية، حيث قدم دور العقيد توفيق شركس في فيلم "البريء"، وهو أيضا أحد أفلام قائمة أفضل مائة فيلم مصري. وهذه المرة ظهرت بوضوح موهبته المتفردة في دور غاية في الصعوبة، أجاد كتابته وحيد حامد واختاره له المخرج عاطف الطيب، رغم أنه قبل عام واحد قدم في "الكيف" دورا لا يتصور معه القسوة والانفصام النفسي، الذي يتطلبه دور ضابط السجن السادي متقلب المزاج.

قدم محمود عبد العزيز أفلاماً عدة، تتطلب موهبة غير عادية، خاصة تلك التي تعالج مشكلات النفس البشرية، ومنها فيلم "الحدق يفهم" الذي يدور حول شخصية المجرم الهارب الذي يتنكر في زي شيخ، فيظنه أهل قرية مصرية بسيطة شيخا حقيقيا صاحب كرامات.

ولا يمكن في السرد، تجاهل فيلم "الدنيا على جناح يمامة" لوحيد حامد وعاطف الطيب، حيث تظل شخصية "بلحة" نزيل مستشفى الأمراض العقلية في الفيلم، رغم أنها لم تظهر على الشاشة إلا دقائق معدودة، أحد أهم أدواره الكثيرة المتميزة، وربما هي أيقونة الفيلم الذي لم يحظ بنجاح واسع.

استثمر محمود عبد العزيز نجاح "الكيف" في تقديم الأفلام الكوميدية والساخرة، وبينها "السادة الرجال" الذي قدم فيه بعفوية حالة الاضطراب التي تصيب رجلا تجري زوجته جراحة حديثة فتتحول إلى رجل مثله بعد أن رفض طلاقها، وفيلم "سمك لبن تمر هندي" الذي يتناول اتهام الشرطة لأي شخص بالإرهاب دون أدلة، وفيلم "سيداتي آنساتي" الذي تقرر فيه ثلاث صديقات الزواج من رجل واحد يخترنه معا، والأفلام الثلاثة من إخراج رأفت الميهي.

لكن درة أفلامه الكوميدية يظل "الكيت كات" من إخراج داوود عبد السيد، فدور الشيخ حسني تجاوز به محمود عبد العزيز نجاحه المدوي في دور المطرب الشعبي في "الكيف"، وإن كرر فيه الأداء الغنائي المحبب للجمهور، وبينما لا ينسى الجمهور أغنية "يا قفا" وتعبير "أحبك يا ستاموني" في "الكيف"، فإن كثيرين يحفظون أغنية "يلا بينا تعالوا" وتعبير "بتستعماني يا هرم" من "الكيت كات".

وعلى عكس فورة النشاط والتميز التي شهدتها مسيرة محمود عبد العزيز في ثمانينيات القرن الماضي، فإن التسعينيات لم تكن على نفس القدر من الوهج، فبعد عرض الجزء الثالث والأخير من "رأفت الهجان" في 1992، تراجعت أسهمه كثيرا خلال هذا العقد، وإن واصل تقديم فيلم بشكل شبه سنوي. ربما حافظ على شيء من بريقه في فيلمي "سوق المتعة" و"الساحر" مطلع الألفية الثالثة، لكن هذا العقد لا يقارن أبدا بسابقيه.

أما الفيلمان الأخيران في مسيرته "ليلة البيبي دول"، و"إبراهيم الأبيض"، فيمكن اعتبارهما محاولتين شبه ناجحتين لاستغلال اسمه في التسويق، الفيلم الأول توفرت له أغلب عوامل النجاح لكنه لم يحقق النجاح، والفيلم الثاني طغى فيه دور محمود عبد العزيز القصير على دور بطله أحمد السقا.

وكما تم استغلال اسمه في الفيلمين السابقين، فإن المسلسلات الخمسة الأخيرة التي قام ببطولتها كانت نوعاً من المشروعات التجارية التي اعتمد تسويقها على اسمه وتاريخه، دون أن تقدم له شخصيا أي إضافة فنية، وإن دعمت موقفه المالي.

مظاهرة حب ودموع في جنازة محمود عبد العزيز

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

ودّع نجوم الفن جثمان الفنان الراحل محمود عبد العزيز بالدموع، وسط تشديد أمني، إذ شيّعت الجنازة من مسجد الشرطة في القاهرة وسط حضور عشرات الفنانين، وشارك الجمهور أيضاً في وداع نجمه الذي لطالما ارتبط بأعماله التي قدمها على مدار أكثر من ثلاثين عاماً.

وحضر كل من الفنانين نادية الجندي، وخالد النبوي، وتامر حسني، وأحمد السقا، وكريم عبد العزيز، ويسرا، ولبلبة، ورجاء الجداوي، وفيفي عبده، ونهال عنبر، وأحمد السعدني، وجمال سليمان، والمخرج جلال الشرقاوي، والمخرج عادل أديب، وزوجته الفنانة منال سلامة.

كما حضر أيضاً من الفنانين دنيا سمير غانم وزوجها رامي رضوان، وسهير رمزي، وهدى رمزي، ورجاء حسين، وعزت العلايلي، وحسن حسني، والمخرج رامي إمام، وأحمد بدير، والفنان محمد ثروت، وفاروق الفيشاوي.

وشارك في الجنازة نقيب الممثلين أشرف زكي، وأحمد فهمي، ومحمود حميدة، وإلهام شاهين، ورانيا محمود ياسين، والمخرجان شريف وعمرو عرفة، ودلال عبد العزيز، وميرفت أمين، ويوسف شعبان، وسعد الصغير، ومن الإعلاميين حضر كل من عمرو الليثي، وريهام سعيد، ومحمود سعد، وطارق علام، وحرص كذلك على الحضور وزير الثقافة الدكتور حلمي النمنم.
وكان الفنان قد 
توفي مساء أمس السبت بعد صراع مع المرض في مستشفى الصفا بالقاهرة عن عمر يناهز 70 عاماً، ومن المقرر أن تتلقّى أسرته العزاء يوم الأربعاء القادم بمسجد الشرطة.

الفنانون يلقون النظرة الأخيرة على محمود عبد العزيز (صور)

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

بمجرد إعلان خبر وفاة الفنان محمود عبد العزيز، مساء أمس السبت، تهافت الفنانون على مستشفى الصفا بالقاهرة، لمؤازرة أسرته، وإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه، إذ رحل عن عمر يناهز الـ 70 عاماً، بعد صراعٍ مع المرض، استمر نحو عام كامل.

وكان من أوائل الفنانين الذين حرصوا على وداعه، أحمد السقا، الذي ربطته بالراحل وأبنائه علاقة قوية.

كما حضر إلى المستشفى الفنان السوري جمال سليمان، الذي شارك الراحل في فيلم "ليلة البيبي دول"، وكريم عبد العزيز، وأحمد فهمي، ومحمد هنيدي، ونقيب الممثلين أشرف زكي، وإيهاب فهمي عضو مجلس إدارة النقابة، وسامح الصريطي، والممثلة لقاء الخميسي، وزوجها حارس المرمى محمد عبد المنصف، والمنتج أحمد السبكي.

ومن المقرر أن تقام صلاة الجنازة بعد ظهر اليوم، الأحد، في مسجد الشرطة، وسينقل جثمان الفقيد بعد ذلك إلى مدينة الإسكندرية، حيث سيدفن هناك في مقابر الأسرة. وتقام مراسم العزاء يوم الأربعاء المقبل بمسجد الشرطة في القاهرة.‏

العربي الجديد اللندنية في

13.11.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)