كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

أفلام "الحريف" محمد خان في النبطية... العروض ابتداء من الأحد

المصدر: "الوكالة الوطنية للإعلام"

عن رحيل

محمد خان..

ملك الشخصيات والتفاصيل الصغيرة

   
 
 
 
 

ينظم #مسرح_إسطنبولي في مدينة #النبطية "أسبوع أفلام للمخرج الراحل محمد خان"، وذلك من خلال عرض مجموعة من  أفلامه وهي "الحريف" بطولة عادل إمام وفردوس عبد الحميد وفيلم "زوجة رجل مهم" بطولة الراحل أحمد ذكي وميرفت أمين وفيلم "في شقة مصر الجديدة" الحائز على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان دمشق السينمائي، من بطولة غادة عادل وخالد أبو النجا. وتعرض الافلام إبتداء من الاحد 8 كانون الثاني الحالي عند الساعة 4:00 مساء في سينما ستارز النبطية.

ويعد خان من أبرز مخرجي السنيما ورواد المدرسة الواقعية في مصر، حيث كون تيارا سينمائيا جديدا وتناولت أعماله الواقع السياسي والاجتماعي وشكلت علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية، ومن أبرزها "زوجة رجل مهم" و"أيام السادات" و"موعد على العشاء" و"ضربة شمس" الذي حصل على جائزة من مهرجان القاهرة السينمائي في أولى دوراته عام 1979، وهو أولى أفلامه بعد عودته من مدرسة لندن للفنون عام 1978، بالإضافة إلى فيلم "فتاة المصنع" الذي حصد العديد من الجوائز العربية والدولية، وجمعته بالراحل أحمد ذكي مسيرة فنية كبيرة.

وتتضمن مسيرة الراحل 24 فيلما طويلا منها: مستر كراتيه، فارس المدينة، طائر على الطريق، خرج ولم يعد، أحلام هند وكاميليا، سوبر ماركت، فتاة المصنع. كما ساهم بالقصة والسيناريو لفيلم "سواق الأتوبيس" للمخرج عاطف الطيب، بينما ظهر كممثل في أفلام "ملك وكتابة، بيبو وبشير، عشتم"، وله كتاب وحيد هو "مقدمة السينما المصرية" وآخر أعماله فيلم " قبل زحمة الصيف".

وشارك كعضو لجنة تحكيم في العديد من المهرجانات الدولية وتم تكريمه من قبل المهرجان المصري القومي للسينما عام 2008، وفاز خلال مسيرته الفنية بعدة جوائز من بينها جائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين في مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2013. هذا وتوفي خان في 26 تموز 2016 عن عمر 73 عاما جراء أزمة قلبية مفاجئة نقل على إثرها إلى المستشفى.

النهار اللبنانية في

04.10.2015

 
 

مهرجان جمعية الفيلم فى دورته الـ43 يضع جائزة باسم محمد خان وأخرى للنقاد

كتب عمرو صحصاح

كشف مدير التصوير السينمائى محمود عبد السميع رئيس مهرجان جمعية الفيلم لـ"اليوم السابع"، عن العديد من مفاجآت الدورة الـ43، والمقرر انطلاقها يوم 28 يناير الجارى تحت شعار "نحو سينما مصرية"، حيث أوضح أنه حرص من خلال هذه الدورة أن يكرم كل من أبدع فى المجال السينمائى بمختلف فروعه من "المظلومين"، حتى لو لم يكن نجما تولى بطولة الأعمال التى شارك فيها، مثل الفنانان عبد العزيز مخيون وسهير المرشدى، واللذان برعا فى جميع الأدوار التى قدموها على حد قوله، ولا يستطيع أحد أن ينكر دورهما على مدار سنوات طويلة فى المساهمة بإنعاش الحركة الدرامية والسينمائية والمسرحية، هذا اضافة إلى الفنان الكبير محمود حميدة سيكون ضيف شرف هذه الدورة.

وأضاف رئيس مهرجان جمعية الفيلم، أن من المكرمين أيضًا هذا العام، المخرج حسن إبراهيم مخرج فيلم "البيه البواب"، للنجم الكبير الراحل أحمد زكى، مضيفا: "لو أن "البيه البواب" هو الفيلم الوحيد فى أرشيف حسن إبراهيم، لأستحق هذا التكريم، حيث يعد هذا العمل أحد أهم كلاسيكيات السينما المصرية، فضلا عن أعمال أخرى هامة قدمها فى أرشيفه الفنى مشيرًا إلى أنه فى هذه الدورة أيضًا تم وضع نقاد السينما فى الحسبان وأصحاب المؤلفات السينمائية المهمة، حيث سيتم تكريم الناقد محمود قاسم، صاحب العديد من الكتب السينمائية المهمة، أيضا سيتم تكريم شفيع شلبى المؤلف السينمائى للأفلام التسجيلية، فكان مؤلف وموسيقى ومخرج لأفلامه، وكان صاحب دورا فعالا فى توثيق عدد كبير من الأحداث السينمائية والأفلام التى أنتجت منذ أكثر من قرن.

وأشار "عبد السميع"، إلى أنه خصص بمساعدة جميع القائمين على المهرجان، جائزة باسم الناقد الكبير الراحل أحمد الحضرى، تمنح فى النقد السينمائى لشباب النقاد دون سن الـ40، لافتا إلى أن هذا الامر يعد وفاءا لهذا الرجل، الذى أعطى كثيرا لعالم الكتابة السينمائية والنقد، فضلا عن دورها البارز والفعال فى تأسيس جمعية الفيلم، هذا بالإضافة إلى تخصيص جائزة باسم المخرج الكبير الراحل محمد خان، تمنح للمخرجين الشباب الفائزين، على الرغم من أن "خان" له فيلم مشارك بالمهرجان، وهو "قبل زحمة الصيف"، من بطولة هنا شيحة وماجد الكداونى، لكونه يقع تحت بند إنتاجات سينما 2016.

وأكد رئيس مهرجان جمعية الفيلم، أن الجوائز سيتم إعلانها يوم 11 فبراير المقبل، عقب مشاهدة لجنة التحكيم لكل أفلام عام 2016، بحسب قوانين المهرجان، حيث سيتم مشاهدة 42 فيلما، ليتم اختيار أبرزها، ليحصلوا على جوائز هذه الدورة، وفقا لأراء النقاد وصناع السينما والمهتمين بالحركة السينمائية الذين يشاهدون هذه الأعمال، وتمنح الجوائز فى فروع مختلفة منها التمثيل والإخراج والمونتاج والصورة.

وكشف عبد السميع عن الـ8 أفلام التى تم اختيارها من وسط 42 فيلما تم إنتاجها عام 2016، من قبل لجنة التحكيم التى يترأسها المخرج سمير سيف، وهى فيلم "يوم للستات" للمخرجة كاملة أبو ذكرى، و"زى عود الكبريت" للمخرج والفنان الراحل حسين الإمام، و"الماء والخضرة والوجه الحسن"، للمخرج يسرى نصر الله، و"اشتباك"، للمخرج محمد دياب، و"من 30 سنة"، للمخرج عمرو عرفة، و"قبل زحمة الصيف" للمخرج الراحل محمد خان، و"نوارة" للمخرجة هالة خلال، من بطولة منة شلبى، وهو الفيلم الفائز بجائزة أفضل ممثلة من عدة مهرجانات عالمية كبرى.

وأوضح "عبد السميع" أن أهم ما يميز هذا المهرجان، أنه منذ نشأته عام 75 لم يتوقف على الإطلاق، ويقام بدعم من صندوق التنمية الثقافية ونقابة المهن السينمائية والشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائى.

اليوم السابع المصرية في

21.01.2017

 
 

شهادة محمد خان الأخيرة عن واقع شديد الملل «قبل زحمة الصيف»

القاهرة ـ «القدس العربي» من كمال القاضي:

عرض مهرجان جمعية الفيلم في دورته الفائتة الفيلم الأخير لمحمد خان «قبل زحمة الصيف» فسلط الضوء مجدداً عليه، وبالطبع لم يكن عرض الفيلم هو مسوغ التكريم الوحيد للمخرج الراحل، وإنما تم الاحتفاء به بإهدائه الدورة الـ43 كنوع من الوفاء له كونه أحد السينمائيين الكبار. ويستدعي المقام هنا قراءة الفيلم على ضوء هذا الاحتفال باعتبار أن التكريم حق مكتسب للمبدع لا يسقط بالتقادم، فإلى الفيلم.

في سينما محمد خان ليس شرطاً أن تكون هناك حدوته ذات بداية ووسط ونهاية، ولكن يكفي أن تستنتج ما تحمله الصورة وتشي به الحالة الكلية كي يصلك المعنى كاملاً، وهي فلسفة خان التي اعتدنا عليها في غالبية أفلامه، فهو لا يستخدم الرموز وإنما يعتمد على ما يمكن تسميته بالتورية، وهو أسلوب أكثر بلاغه لأنه لا يبالغ في التعقيد ولكنه يترك المفاهيم تتداعى في ذهن المتلقي، ليكون رؤيته الخاصة عبر معطيات الفيلم، من سيناريو وحوار وموسيقى وديكور وإكسسوار وإضاءة وخلافه.

في فيلمه المذكور يقدم بالتعاون مع السيناريست غادة شهبندر حالة واقعية جديدة لحياة مختلفة تبدو في ظاهرها ترفيهية، بينما لا يدل جوهرها على ما تعكسه الصورة المبهرة لمجتمع أولاد الذوات أو الطبقة الأرستقراطية فكل شخص يمثل حالة منفردة تنطوي على كثير من الهموم والمشكلات وأوجه الملل، ويمثل ذلك النفاذ داخل كل شخصية، محاولة للتفتيش عن أسرار ومكنون تلك الطبقة التي تثير الدهشة والتساؤل عن مصدر سعادتها ورفاهيتها المطلقة، دون النظر إلى ما تعانيه من مشكلات نفسية واجتماعية، وهو وقوف عند حدود الشكل فقط يراه المخرج الراحل قصورا في الرؤية أساسها الخدعة التي تقوم عليها المفاهيم الاجتماعية المغلوطة غير الدقيقة.

ووفق وجهة نظره يقدم لنا المضمون الحقيقي لذلك المجتمع الأرستقراطي الجديد متمثلاً في شخصية هنا شيحا، السيدة الغنية المطلقة التي تعيش حالة من الملل بعد انفصالها عن زوجها، وتحت ضغط الحالة النفسية تلجأ إلى إقامة علاقة عاطفية فاشلة مع ممثل مغمور يبتزها مادياً، وتنتهي علاقتها معه بمشاجرة، وإزاء هذا التخبط تعاني من إحباطات كثيرة تحاول مقاومتها بالعزلة داخل المجتمع المغلق، ويعرض محمد خان لنموذج آخر يمثله ماجد الكدواني، طبيب ومدير مستشفى خاص يتسبب في جريمة طبية، نتيجة خطأ قام به أحد مرؤوسية، فيهرب إلى الساحل الشمالي بصحبة زوجته، وهناك يعيش حياة رتيبة متكررة لا تخرج عن قراءة الصحف اليومية وري الزرع المحيط بالشاليه الذي يقطنه.

ويأتي النموذج الثالث، الممثل الشاب أحمد داوود عامل بسيط قادم من جنوب مصر، جاء للساحل الشمالي ليحل محل شقيقة في خدمة الكبار، وهنا نجد تشكيلة اجتماعية متوافقة ومتناقضة طبقياً، يجمعها هم واحد يؤدي بها إلى نتائج متشابهة، فالجميع محبط وعاطل عن العمل ومفتقد للسعادة الحقيقية، ويتحايل على الرتابة والروتين كي يوهم نفسه بالتغيير، وأمام هذا التوقف القسري عن فعل أي شيء ذي جدوى، يشغل نفسه بإشباع غرائزه الأساسية، فالطبيب ينصرف إلى الأكل ومداعبة السيدة الغريبة الجميلة المتحررة التي تسكن في الشاليه المجاور ويقضي وقتاً في محاولة الوصول إليها والاقتراب منها، ليعوض النقص العاطفي الذي يعانيه في علاقته مع زوجته التي تهرب بدورها إلى رياضة اليوغا لتقاوم رغبتها المكبوتة.

يحرك خان الشخصيات في اتجاهات مختلفة، ولكن في الدائرة نفسها، فهم رغم اختلاف ثقافاتهم، إلا أنهم متشابهون في الهموم، بدءاً من الطبيب الهارب والسيدة المتمردة، وانتهاءً بالشاب الجنوبي البسيط الذي يحلم بإيجاد فرصة عمل ثابت تعفيه من الخدمة والإجهاد والمشاوير، وهنا إشارة بليغة إلى المعنى الأهم وهو، أن الرفاهية البادية على الشخص لا تنفي همومه ومشاكله الشخصية، وأن الإنسان في النهاية خاضع في تكوينه السيكولوجي للحالة المزاجية، ومرتبط بالتوازن العام للحياة والمجتمع، وأي خلل يحدث في المنظومة الاجتماعية الكلية يؤثر بالضرورة على الأفراد.

ولكن يؤخذ على المخرج الراحل بعض المبالغات في إبراز جرأة البطلة هنا شيحا في الملابس الساخنة، والعلاقة غير المتكافئة بينها وبين الممثل المغمور، وكذلك النهم الزائد في الأكل للطبيب واستخدامه للأسماك كغذاء شهي له علاقة بتحسين الصحة والكفاءة الجنسية، وهي إشارة من بعيد لوح بها خان ليعطي للمشاهد دلالاتها المقصودة من غير ضرورة تحتمها الأحداث، وكذلك وقع خان في إشكالية التكثيف الدرامي الشديد نتيجة المعالجة المقتضبة في السيناريو، وعدم إعطاء الفرصة لبعض الشخصيات كي تتمدد في مساحات أكبر تكشف عن هويتها وأسباب وجودها، كالبواب الذي ظهر في مشهدين فقط، وشخصية أحمد داوود التي اقتصرت على مجرد الظهور العابر والاختفاء المفاجئ.

لقد اعتقد المخرج الراحل محمد خان أن الصورة المبهرة والموسيقى الناعمة وباقي المفردات الفنية ستعوض النقص في السيناريو، وتوحي بما هو مقصود ولكن خانه التقدير في تجربته الأخيرة، فجاء فيلمه خفيفاً أكثر مما ينبغي يحمل مفهوما حقيقيا ومعنى دلاليا كبيرا ولكن ينقصه العمق.

القدس العربي اللندنية في

09.03.2017

 
 

سمر مجدي السيد تكتب عن:

نوجة التي نحت خان ملامحها بعذوبة في شقة مصر الجديدة

 “نوجة الأقرب لقلبي بين شخصيات (محمد خان)، نحت ملامحها بمنتهى العذوبة في فيلمه (في شقة مصر الجديدة).

وقعت في غرامها مع أولى خطواتها المرتعشة الخجولة في شوارع القاهرة.
خطفتني فتاة الصعيد التي تترك العالم الذي تعرفه جيدًا خلف ظهرها، لتبحث عن عالمها ممسكةً وحدها ببوصلة اتجاهاته، يكمن نصف جمالها في عدم رؤيتها له، ونصف قوتها فى اتكائها على ذاتها، حاملة حقيبة بها كل ما يقيها مفاجآت السفر، تتمايل بشعرها المربوط برباط مقدس من عادات وتقاليد أتت بها من بلادها البعيدة، باحثةً عن الحب متمثلًا في أبلة تهاني”.
بين الونس والحياة التي تزينها أبلة حياة بحكاياتها وحضنها المفتوح دائمًا كبيتها، ورعاية عم عيد ميلاد غير المشروطة، وأم نوجة المحملة بأفكار جموع لا يستهان بها تحيط بنا؛ نتداخل جميعًا مع مفردات الحياة، تمثلنا نوجة، ويوثق لنا خان، وتقودنا جميعًا ليلي مراد بصوتها وبثقتها أن قلب الجميع دليله
.

بين الحياة المُعدة مسبقًا التي تنتظرها في الصعيد، والحياة التي دبت في عروقها وتعرفت عليها للمرة الأولى في شقة مصر الجديدة وبنسيون حياة القلوب”. أتوبيس مدرسة تدّخل ليحسم القرار.

تمنيت كثيرًا مقعد نوجة أمام أبلة حياة على طاولتها الصغيرة بمطبخها الوحيد الشاهد على فنجان قهوة يظبط الدماغ والجلب، سأطرح عليها تساؤلاتي التي سأمَت الطرق على باب رأسي، مؤكد سأخبرها عن جروحي التي تلتئم، وعن كل الهراء الذي يسبح في رأسي، وعن تأقلمي مع تعكير صفو نومي الرابعة صباحًا بسبب خوف من فكرة ببشاعة ماذا لو توقفت الشركة المنتجة لمعجون أسناني المفضل عن إنتاجه ذات صباح؟

وعن عمرو صديقي الأقرب والأمان متجسدًا في هيئة رجل، عائلتي الوحيد وخط دفاعي في الحياة، هدية العالم لي دون مناسبة، سأخبرها عن كل الورود التي نبتت في رأسي فور وصولها إلى صدره، بعدما كانت رأسي هي الأرض الخصبة لألغام القلق، وعن دعواتي له كل مساءٍ، ومسحة يده على قلبي.

أشارك نوجة في خوفي من الأيام بتجرى، صاحبة الـ 28 عامًا لا تختلف كثيرًا عني في رحلتي للـ 23، نعتنق نفس دين الخوف، لا أحتاج لأنسى خوفي هذا سوى أن نجتمع حول سفرة البنسيون ونرقص، نرقص حتى ننسى ما دفعنا للرقص من الأساس.

جابت نوجة شوارع القاهرة حتى لا تنجرف إلى 28 عامًا أخرى في حذاء شخص آخر تراه يوميًا في المرآة كأمر واقع وليس طواعيةً. وأجوب أنا في خبايا عقلي لتلافي خسارة يوم آخر من حياتي يسير وفق خطط وضعت لي رغمًا عني.

لن أجد أنيسًا بدفئ قلبك أطلعه على طرقي الخاصة في التعامل مع الندوب العالقة بي، مع أول صورة التقطتها عيني للدنيا والناس، طرق إن دلت على شيءٍ فلن يكون إلا تكيفًا مع الأمر الواقع، من حينٍ لآخر أطلق عليه نضج عوضًا عن تكيف، من أجل جملةٍ أكثر ثقلٍ تساعدني على تصديقها بضع خطوطٍ حلت ضيفًا تحت عيني، أعتز بها كثيرًا وأعتبرها ضيفا مرحبا به.

فكرت بنهم فيما بعد نهاية خان المفتوحة، هل عودتي للصعيد وعضضتِ على أصابعك نادمةً على الاستجابة لنداهة القاهرة؟ لديكِ الآن شقة وحديقة جميلة بأحد شوارع مصر الجديدة مع يحيى؟ نسيتي رقم يحيى من الأساس؟

تخليت عن نسبةٍ كبيرةٍ من سذاجتي تمنعني من توجيه أي اتهامٍ لكِ في حالة اختيارك نهاية غير مرضية لي، أو على الأقل منصفة للحدوتة وأحداثها برأسي، صعبة هي الحياة وغير مسبقة النتائج كمعادلات الكيمياء التي تنخر رأسي، الاختيارات دائمًا صعبة وغير مشبعة، وقعت في غرام فكرة تكلفة الاختيار حتى مع كرهي لأثرها، لكني أؤمن تمامًا بفكرة دفع ثمن الاختيار وبعيدًا عن مثاليةٍ لا أطمح لها، أؤمن أيضًا ببعض التنازلات وبعض الخيبات وكثيرًا من التأقلم فى حالة عدم توفر الثمن، هذه هي سنة الحياة الحقيقية وليس ما يدعوها، لم يبلع أحد من قبل مرارة خسارات غيره، نجرها على قدر استطاعتنا ونسير فحسب، نراهن على الوقت دائمًا، وحده كفيل بتطييب الخاطر

يكفي محاولات أتعبت قدميك قبل رأسك في البحث بإخلاص شديد، يكفي ما نلته من شغفٍ، دعيني أعود لسذاجتي التي تخليت عنها للتو، وأخبرك بأنه يكفي حقًا أن تعودي للصعيد متخليةً عن رابطة شعرك.

أحيطك دائمًا بدعواتي أن تنبض بك الحياة تحت أي ظرفٍ، أن تتركي الجمع وتذهبي للبحث والتفتيش بمفردك.

موقع "زائد 18" في

25.03.2017

 
 

تحية إلى سينما محمد خان

أحمد رمضان

في ناس بتلعب كورة في الشارع.. وناس بتمشي تغني تاخد صورة في الشارع.. في ناس بتشتم بعض تضرب بعض في الشارع (من مقدمة فيلم الحريف)..

هذه المقدمة ببساطة تقدم ما يدور بخلد محمد خان.. الذي يعتبر فيلمه "الحريف" أحد أروع الأفلام في تاريخ السينما المصرية فهو الأقرب إلى قلب وعقل هذا المبدع الذي ولد لأب باكستاني وأم مصرية والذي أحب السينما بسبب إقتراب إحدى دور العرض من بيته الذي كان يشاهد منه تلك الشاشة الكبيرة التي جذبته اليها بسحرها وما يدور بداخلها.

سافر خان لإكمال دراسة الهندسة في إنجلترا وهناك تعرّف علي شاب سويسري حدّثه كثيرا عن معشوقته وألهمه بها فجاء إلى مصر وأصدر كتابين عن السينما المصرية والتشيكية، ثم عمل مع أكثر من مخرج وسيناريست لعل أبرزهم رائد الواقعية في السينما المصرية (صلاح ابو سيف) وقرر خان أن ينتج أول افلامه الروائية وهو (ضربة شمس) 1978 بطولة نور الشريف والذي لا يقارن بجمالية أعماله الأخري.

وبدأ بزوغ نجم خان في الثمانينات وهي مرحلة شهدت الكثير من المخرجين الذين قدموا سينما خاصة جدا مثل عاطف الطيب، خيري بشارة، علي عبد الخالق، داود عبد السيد.. وغيره.

لكن خان جاء منفردا بعبقريته عندما قدم فيلم "الحريف".

من يستطيع أن يتجول في حواري وأزقة القاهرة القديمة بذاك الابداع وهذا الاختيار العجيب لأماكن عفا عليها الزمن، ومن أين أتي بتلك المشاهد بدءا من القهوة والمباني العتيقة والوجوه الكلاسيكية بل ومزج كل هذا بمعشوقة الناس انذاك (الكرة الشراب)؟ أي عقلية فذة تستطيع أن تُلحم تلك الأشياء ببعضها فيجعلك تغوص مستمتعا بسحر الثمانينات.. سحر المقهى والطاولة والأغاني القديمة والشخصيات التي نسيها المجتمع وظلت تبحث عن بارقة أمل مثل الاستاذ اسماعيل والكابتن مورو، ناهيك عن موسيقي هاني شنودة المصحابة لمشاهد الشوارع.

إن فيلم "الحريف" هو عمل وثائقي سينمائي درامي عن القاهرة القديمة، علي الرغم من انتقاد الكثيرين له وفشله الذريع في دور العرض عام 1983 فان ذلك لا يؤكد أبدا فشل الفيلم فثقافة المشاهدين عموما لدينا لا تستوعب مشاهد الفيلم ولا المغزي منه، والأهم أنه قُدم بواسطة ممثل لم يكن يعرف الجمهور عنه آنذاك سوى أنه يستطيع أن يولد الضحك والكوميديا (عادل امامعلما بأن الدور كان من الممكن ولو بمقدار قليل، أن يجعل للفيلم طعما آخر لو قام بببطولته العبقري أحمد زكي، ولكن اصراره علي عدم قص شعره واختلافه مع خان أسند الدور لعادل امام ولكن علي العموم البطل الحقيقي في فيلم "الحريف" هي الحواري والازقة.  إنه أشبه بروايات النجيب محفوظ مع إختلاف المجال فمن لم يستوعب عبقرية محفوظ الأدبية خصوصا في ثلاثيته التاريخية لن يستوعب سحر وجمالية ونوستالجيا (الحريف) فمحمد خان هو نجيب محفوظ السينما.

عمل مع خان أصدقاؤه ورفاق دربه (بشير الديك، سعيد شيمي) اضافة الي الاسم الثابت (احمد زكي) وقبل "الحريف" قدم هؤلاء الصحبة واحدا من أفضل أفلام الرومانسية في تاريخ السينما المصرية  هو فيلم "موعد علي العشاء" 1982 وتدور قصته حول امرأة (سعاد حسني)تكره زوجها (حسين فهمي) وتطلب منه الطلاق فيطلقها ولكنه مازال يحبها. وبعد فترة تقع في حب مصفف شعرها (أحمد زكي) فينتقم طليقها من حبيبها في النهاية بقتله  تلك النهاية الكلاسيكية، فتذهب لالقاء نظرة عليه في ثلاجة الموتي وكان يجب علي زكي الخضوع لسينما خان بضرورة وجوده في ثلاجة الموتي والتي رفضت مبدئيا سعاد أن تُلقي نظرة عليها حسب سيناريو الفيلم، ولكنها خضعت ايضا كي تبهرنا ببكائها الحقيقي في مشهد محفور في ذهن الكثيرين بأداء متميز تماما كما أراده خان، والفيلم يجذبك لعالم خيالي مليء بالرومانسية والتضحية والتراجيديا ولعله الفيلم الرومانسي الوحيد لخان.

يتجه خان فيما بعد لعالم السيكولوجي والنفسية المنكسرة عندما يصور انكسار ضابط أمن الدولة بعد أن كان يأمر وينهي في فيلم "زوجة رجل مهم" 1987 هذا الضابط المجروح نفسيا بعد أن وجد نفسه خارج الوزارة بعد ما كان يتمتع به من سلطة فيضطرب ويجنّ جنونه مما أدى في النهاية لقتل حماه (علي الغندور) وفي النهاية قتل نفسه. إنه عمل ميلودرامي رائع آخر يحسب لخان في قائمة أفلامه.

عمل خان فيما بعد علي تقديم صورة القهر والذل في المجتمع الفقير ومال باحساسه بالفقر والفقراء وبدا واضحا وجليّا في تحفته "أحلام هند وكاميليا" 1988 فهما امرأتان فقيرتان تعملان في بيوت الطبقة الوسطى كخادمات.  ومرة اخري ينزل خان للشارع ويتجول في المناطق البسيطة ويشعرك بمدي قهر هؤلاء الفقراء وغلبهم (أحمد زكي، نجلاء فتحي، عايدة رياض) هؤلاء منّا.. ممن نراهم يوميا في مجتمعنا الغائب عن الوعي وهم ممن لا يهمه سوي كسب قوت يومه.

جسّد خان هذا الألم مجدداً في "مستر كاراتيه" 1993 مرة اخري مع احمد زكيالشاب الفلاح الذي يترك بيته وأرضه للعمل مكان ابيه المتوفي، سايس الجراج بالعاصمة ويمزج ذلك بإنبهار المصريين مطلع التسعينات بشرائط فيديو الكاراتيه خصوصا أفلام بروس لي. وكعادته يمزج الاشياء ببعضها دون أن يشعر المشاهد فتلك هي العبقرية تماما.

ان سينما محمد خان هي "سينما الاستثنائية" فبدون خان كان من الممكن حرماننا من طرح فكرة جديدة علي السينما المصرية وهي السينما الواقعية لكن بزيّ آخر علي غرار سينما صلاح أبو سيف، وكان خان أستاذاً في اختيار موسيقاه التصويرية في جميع افلامه وتجد الموسيقي لدي كل فيلم كأنها فُصّلت له تماما وكأنها (صدفة العبقرية) الصدفة التي جعلت موسيقي "الحريف" لا يطرحها إلا وسط المباني كيّ تشعر بسحر النوستالجيا، وموسيقي البيانو الغريبة في "موعد علي العشاء"، وموسيقي القهر والفقر في "أحلام هند وكاميليا"، وموسيقي القوة والحماسة مفّعمه بالاثارة في "مستر كاراتيه".

إنها سينما المزج بين المواضيع ، سينما طرح المعاناة والألم، سينما الحقيقة الكلاسيكية بين الحواري والأزقة. هي سينما محمد خان.

عين على السينما في

30.03.2017

 
 

عرض 12 فيلما لمحمد خان ضمن احتفالية تكريمه فى البرازيل

كتب على الكشوطى

قال عمرو السعودى منظم مهرجان السينما المعاصرة فى مدينة ساو باولو البرازيلية إن احتفالية تكريم خان بمثابة الدورة الأولى لمهرجان سيخصص سنويا لعرض الأفلام المصرية المعاصرة على الجمهور العربى فى البرازيل والمتعطش لمشاهدة أفلام السينما المصرية، وأيضا الجمهور البرازيلى المهتم بالثقافة العربية، حيث يعرض المهرجان 12 فيلما على مدار 10 أيام منها "فتاة المصنع"، "كليفتى"، "زوجة رجل مهم "، "قبل زحمة الصيف"، "أيام السادات"، "أحلام هند وكاميليا".

وأضاف السعودى عن أسباب اختيار محمد خان للتكريم فى هذه الدورة "أن أفلام خان يطغى عليها الطابع الإنسانى، ورغم محليتها الشديدة إلا أنها تهتم بواقع الإنسان فى كل مكان، كما أنها تهتم بقضايا المرأة، وتركز على المهمشين والمقهورين وأن تقديم أفلام خان فى البرازيل يتيح للجمهور فرصة التعارف على واحدة من أفضل المدارس والاتجاهات السينمائية فى مصر".

الاحتفالية تشهد إقبالا جماهيريا كبيرا وينظمها المركز الثقافى "أورينتى سى" بالتعاون مع وزارة الثقافة البرازيلية ووزارتى الثقافة والخارجية المصرية، وبدعم عدد من الشركات فى مصر وأسرة الراحل محمد خان.

اليوم السابع المصرية في

01.04.2017

 
 

مهرجان السينما المعاصرة بالبرازيل يكرم المخرج الراحل محمد خان

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

بدأ في مدينة ساو باولو البرازيلية، احتفالية كبيرة لتكريم المخرج المصري الراحل محمد خان، وذلك ضمن إطار مهرجان السينما المعاصرة الذي سيقوم بعرض 12 فيلمًا من أعماله على مدى 10 أيام منها فتاة المصنع،  كليفتي، زوجة رجل مهم،  قبل زحمة الصيف،  أيام السادات،  أحلام هند وكاميليا”.

يقول عمرو السعودي منظم المهرجان: “إن احتفالية تكريم خان هي بمثابة الدورة الأولى لمهرجان سيخصص سنويًا لعرض الأفلام المصرية المعاصرة على الجمهور العربي في البرازيل والمتعطش لمشاهدة أفلام السينما المصرية، وأيضًا الجمهور البرازيلي المهتم بالثقافة العربية، وعن أسباب اختيار محمد خان للتكريم في هذه الدورة يضيف سعودي أن أفلام خان يطغى عليها الطابع الإنساني، ورغم محليتها الشديدة إلا أنها تهتم بواقع الانسان في كل مكان ، كما أنها تهتم بقضايا المرأة، وتركز على المهمشين والمقهورين”.

وأن تقديم أفلام خان هنا في البرازيل سيتيح للجمهور فرصة التعارف على واحدة من أفضل المدارس و الاتجاهات السينمائية في مصر”.

الجدير بالذكر أن الاحتفالية تشهد إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، وينظمها المركز الثقافي أورينتي سي بالتعاون مع وزارة الثقافة البرازيلية ووزارتي الثقافة والخارجية المصرية.

سينماتوغراف في

02.04.2017

 
 

المرأة في عيون (خان)

يسرا سمير

يعد (محمد خان) -وبجانب كونه أحد رواد مدرسة الواقعية في السينما المصرية منذ سبيعينيات القرن الماضي- واحدا من أهم المخرجين الذين قدموا المرأة في أفلامهم بمنظور أشد اختلافا مما عهدناه قبلا في السينما.

برغم أنه لا يقدم أبدا شخصيات خارقة أو خيالية، وإنما نساء وفتيات عاديات تماما من النوعية التي يمكن أن يقابلها محمد خان في الشارع، أو في الجامعة،أو المحطة، أو النادي!

لكننا ندرك منذ اللحظة الأولى أن الأمر ليس بهذه البساطة..!

فإنه حتى عندما يقدم تنوعا غير مسبوق في شخصيات أفلامه مثقفة كانت أو بسيطة ساذجة، غنية أو فقيرة، زوجة أو عزباء، عاشقة أو زاهدة في الحب ! إلا أن صفة أصيلة تجمع بين هؤلاء جميعا وهي (التميز)

دائما بنات أفكار (خان) –إذ إنه كتب 12 قصة من أصل 21 فيلما قام بإخراجه- أو حتى بنات (عدسته) متميزات.. متفردات.. مغردات بعيدا عن السرب!!

دائما ما تأسرنا شخصياتهن على بساطتها، ويجعلننا نحلق معهن في عالمهن الخاص المليء بالسحر والأحلام، وكثيرا ما تلهمنا رؤيتهن المختلفة للحياة والمستقبل والناس.

لذا؛ سنغوص الآن -بحرية- داخل أبرز الشخصيات النسائية التي قدمها لنا (خان) طوال مشواره الفني المليء بالإبداع.

موعد على العشاء-1981

بالرغم من كونه أحد أوائل أعماله، فإنه قد ترك به بصمة لن تمحى بسهولة من تاريخ السينما عموما، ومن ذاكرة كل من شاهدوه، خصوصا على مر السنين وتعاطفوا مع شخصياته المتناولة بدقة وعناية .

(نوال) -سعاد حسني – المرأة الحالمة، والمذعورة في الوقت نفسه من مصير غامض تشعر به ولا تراه.!

والتي برع (خان) منذ الدقيقة الأولى في الفيلم أن يصور لنا شعورها تجاه زوجها دون أي كلام خلال نظرات عينيها فقط، والتي تعكس قلقا وتجهما غير مبررين لعروس في ليلة زفافها!

وبرع أيضا أن يقوي لدينا ذلك الانطباع أكثر وأكثر مع بدايات الفيلم خلال نفورها منه وإهماله الواضح لها!

في خلال دقائق نجح أن ينقل لنا حالة الغربة التي تعيشها (نوال) داخل عش الزوجية السعيد في ظاهره، والخاوي في باطنه.

ثم ينتقل بسلاسة ليغوص أكثر داخل روحها الشفافة المرهفة خلال مشاهد تضم تفاصيل قد يظنها المشاهد لأول وهلة غير مهمة، لكنها ضرورية لاكتمال الصورة في الأذهان، مثل المشهد الذي صور فيه لهفتها للحصول على لوحة في مزاد علني ثم بكاءها كالأطفال عندما عجزت عن ذلك.

ولأنها -كما سنعرف لاحقا- قد رأت نفسها خلال تلك اللوحة (كما الطفلة بداخلها) مقبلة على طريق مجهول لا تعرف له نهاية!

وأيضا نظرة الخوف بعينيها عند رؤيتها لامرأة على وشك السقوط من شرفة عالية وهي تصرخ طالبة النجدة بلا جدوى، وزيارتها لكوابيسها بعد ذلك.. الأمر الذي يشي بما تشعر به (نوال) على الدوام من أرق وهلع وعدم استقرار.

وعجزها عن الإنجاب رغم عدم وجود ما يمنع بشهادة الأطباء، وشعورها بالاختناق وسط الناس، وميلها للبكاء والعزلة، كل ذلك مكننا أن نتصور بسهولة طبيعة حياتها ومشاعرها القلقة كاملة دون نقصان.

لكنها ترفض الواقع وتطلب الطلاق مدفوعة لذلك بحبها للحياة، وتمسكها بالحلم، وأملها في واقع أفضل برغم رفض كل من حولها بلا استثناء حتى والدتها نفسها!

وبرغم محاولاته المستميتة لإعادتها إليه مجددا –لا حبا فيها وإنما رغبة في إخضاعها لسيطرته- يفشل في كل مرة، ومع ذلك يظل يحاول!

بل تزداد محاولاته ضراوة عندما يجدها قد وقعت في الحب ربما لأول مرة في حياتها عندما تقابل (شكري) -أحمد زكي- الفنان الحالم بدوره، وأنها –أخيرا- قد ذاقت السعادة التي لم تعرفها معه طوال سنوات، كالعصفور في يديه يحاول الطيران بعيدا بينما يصر هو على إدخاله القفص مرة أخرى.

لكننا ندرك -بفضل براعة (خان) في التصوير وتوجيه الأداء والإسقاطات العديدة في أول الفيلم- أن طريق (نوال) الحلو والمر في آن واحد قد بدأت تتبين ملامحه، وأن خوفها الدائم كان له ما يبرره في مشهد ختامي أكثر من رائع.

نجح (خان) في هذا الفيلم أن يصور قوة المرأة في أشد حالات ضعفها واحتياجها، كما يسلط الضوء على نموذج لزوجة -وغيرها كثيرات- تعاني التعاسة والوحدة في صمت، حتى إذا ثارت على ذلك؛ هاجمها المجتمع الذي لا يمكنه أن يرى من الزواج سوى قشرته الخارجية فقط!!

أحلام هند وكاميليا -1988

يتطرق (خان) في هذا الفيلم إلى طبقة مختلفة تماما قلما تناولها أحد قبله بهذا العمق، وهي طبقة (الخادمات)، فنجده يصحبنا في رحلة شائقة طوال ساعتين لنتعرف على (هند) و(كاميليا).. الخادمتان البسيطتان اللتان جمعتهما الظروف المتشابهة، والمعاناة اليومية الواحدة للحصول على (لقمة العيش)، فربطتهما بصداقة متينة أساسها الود والعطف والرغبة المشتركة في حياة أخرى بعيدة عن هذا الدور الذي لعبتاه طويلا لحد السأم.

وبالرغم من قربهما لبعضهما، فإنهما مختلفتان تماما!

(هند) -عايدة رياض- أقرب للسذاجة والتسليم بالأمر الواقع، وطموحها الوحيد هو الزواج الذي سيجعلها (ست بيت) كما خلقت لتكون-على حد اعتقادها- بعد تجربتها الأولى والتي انتهت للأسف بموت زوجها، واستغلال خالها لها من بعده للحصول على مبلغ ضئيل مطلع كل شهر جراء خدمتها في المنازل!

وتتحقق رغبتها فعلا فتقابل السائق (عيد) -أحمد زكي- والذي نعرف أنه (نصاب) بينما لا تعرف هي بعد وتحبه، لكنه يحاول استغلالها بدوره فينتهي به الأمر بعد أحداث كثيرة وتغيرات مثيرة بأن يحبها ويتزوجها!

أما (كاميليا) -نجلاء فتحي- فهي مثلها قد جربت حظها في الزواج مرة، إلا أنها فشلت فكرهته وهامت بالحرية عشقا.

وبالرغم من حياتها الصعبة مع أخيها وزوجته وأولاده، وإعالتها -شبه الكلية- لهم، فإنها لم تتوقف عن الحلم، ولطالما تاقت نفسها للخلاص دون الحاجة لذلك العمل الشاق، ولا لتحكم أخيها السافر في كل أمورها وإجبارها على الزواج مجددا حتى وهي كارهة !

رحلتهما الحقيقية -كما رسمها (خان)- بدأت بعدما هربت (كاميليا) من زوجها البخيل الذي تمقته، مع (هند) التي تهرب من المنزل الذي تعيش وتعمل به نتيجة لظروف وملابسات معينة، ليشكلا معا فريقا قويا صقلته الهموم والتجارب القاسية لا يرغب سوى في العيش بحرية، والعمل بشرف بعيدا عن أي أحكام مسبقة أو تحكمات ظالمة.

مجددا ينجح (خان) في تقديم نموذج للمرأة القوية بمفهوم مختلف، المشبعة بحب الحياة والشجاعة في مواجهة الظروف، والصمود في وجه العقبات بابتسامة متفائلة وروح منطلقة.

فنجدهما –رغم حاجتهما للمال- حريصتين على الاستمتاع بوقتهما فتدخلان السينما، وتذهبان إلى الملاهي طمعا في تجربة كل جديد، وتحقيق ولو حلم بسيط من قائمة أحلامهما الطويلة.

وحتي في مشهد النهاية –بعد إخفاقات وإحباطات متكررة- نجدهما يهرعان جريا بأقدام حافية على شاطئ الأسكندرية الأثير –الذي كان أحد أحلامهما أيضا- يرددان في لهفة اسم (أحلام) مرة بعد مرة، وكأنهما لا يبحثان فقط عن طفلة (هند) التائهة، وإنما ليعلنا لنفسيهما والعالم أجمع أنهما أبدا لن تتنازلا عن أحلامهما ما دام فيهما نفس يتردد، وصوت يدوي.

في شقة مصر الجديدة-2007

أخيرا -وليس آخرا – مع ذروة إبداع (خان) السينمائي، والفيلم الذي ترشح مبدئيا لسباق الأوسكار لعام 2008.

موعدنا مع (نجوي) -غادة عادل- أو (نوجة) كما كانت تلقب.

الفتاة الصعيدية ومعلمة الموسيقى البريئة التي اعتادت أن تحلم بالحب منذ كانت لا تزال طالبة في مدرسة الراهبات بالمنيا، وقد كانت معلمتها الأقرب إلى قلبها -مس (تهاني)– تحكي لهن عن الحب المثالي كما يجب أن يكون، وعن فتى الأحلام الذي ينتظر كل واحدة منهن في مرحلة ما من حياتها، حيث يصبح عندها للانتظار معنى.

ولأن (نجوى) حالمة بطبعها؛ رافقتها تلك الكلمات العذبة والأحلام المشرقة طوال حياتها حتى بلغت السادسة والعشرين ولما تتزوج بعد.. الأمر الأشبه بمغامرة في مجتمع الصعيد المتحفظ الصارم الذي لا يفهم أن تظل الفتاة حتى هذه السن دون زواج!

لكنها واجهت ذلك بشجاعة فطرية وإن كانت لا تفهم بعد كيف يمكن للفتاة أن تتزوج بأول شخص (مناسب) يطرق بابها! هكذا دون حب أو لهفة كما كان يحلو لها أن تتصور!

ويطرق ذلك الشخص بابها فتعود لحيرتها مجددا، لكنها تقرر أن تقابل (مس تهاني) بعد طول غياب، ورسائل لا يرد عليها أبدا علها تجد عندها الإجابات أو تستمد منها القوة لمواصلة كفاحها للدفاع عن مبادئها وأحلامها الخاصة.

فتستغل فرصة وجودها في القاهرة مع فريق مدرستها، وتبدأ رحلتها للبحث عن (تهاني) بعدما اختفت فجأة دون أن تخبر أحدا بوجهتها تاركة شقتها بكل ما فيها من بيانو وصور وذكريات ليسكنها بعدها (يحيي) -خالد أبو النجا-موظف البورصة العازب.

وستقابل (نجوي) (يحيي) أثناء رحلتها لتفاجأ بنفسها قد وجدت الحب الذي حلمت به أولا! فبرغم الأيام القليلة التي قضياها معا؛ فإن كل ما خاضته معه خلالها قد رسخ داخل قلبها –الخاوي على عروشه من المغامرات العاطفية- ذلك الشعور الذي انتظرته طويلا ولم تيأس منه أبدا.

الفيلم المهدي إلى (ليلي مراد) في أوله امتنانا للرومانسية الحالمة التي تركتها خلفها لكل الأجيال، والذي ظللته أغنية (قلبي دليلي ) الأيقونية كخلفية موسيقية طوال أحداثه، يعد سيمفونية سينيمائية ساحرة عزف فيها (خان) على أوتار قلوبنا جميعا جاعلا إيانا نحب (نجوى) ونتعاطف معها ونحسدها في الوقت ذاته!

جعلنا نستمد من تفاؤلها، وقوتها الناعمة، وخجلها العذب، وتمسكها بالحب الكثير والكثير مما سيظل معنا طوال حياتنا.

أما التصوير الحالم والتفاصيل الصغيرة التي اعتاد أن يكمل بها الصورة، فقد نقلانا –كالعادة- من حالة الحلم إلى الانبهار التام ليحصد جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان دمشق السيمائي، والخنجر الفضي في مهرجان مسقط 2008، ويحصد مع ذلك قلوب عاشقة ستظل تحلم بالفيلم طويلا.

لكن مسيرته الطويلة المثمرة للأسف قد انتهت بوفاته في يوليو 2016 بعد أن قدم للسينما المصرية عموما وللمرأة خصوصا الكثير من الفن والرقي بإخلاص، جدير بالذكر أن آخر إبداعاته كان فيلمي (فتاة المصنع-2014) و (قبل زحمة الصيف-2015 ).

المقال لا يمثل بالضرورة وجهة نظر فريق تحرير الموقع

موقع "إضاءات" في

03.04.2017

 
 

بمناسبة مرور عامين على تأسيسه «ذات» يكرم محمد خان

كتب : ايمان القصاص

احتضن العديد من المواهب الشابة وأقام لهم ورشا متنوعة فى جميع المجالات الخاصة بالفن وأثبت وجوده على الرغم من الفترة القصيرة التى بدأ العمل بها، فقد احتفل الفنان شادى خلف بمرور عامين على تأسيس استديو ذات فى احتفالية خاصة بمقر الاستديو بمصر الجديدة بحضور عدد كبير من الوسط الفنى وخريجى الاستديو الذين قدموا عرضا حركيا فنيا.

حضر الحفل المخرج الكبير خيرى بشارة والسينارست وسام سليمان والفنانة ابتهال الصريصى وبريهان أبوزيد مؤسسة منصة المتدربين

وقال مؤسس الاستديو شادى خلف، استلمت هذا المكان على «المحارة» وكنت أنتظر العمال فى البداية ويعطونى مواعيد كثيرة ولم يأتوا، شعرت بالإحباط وتملكنى الشك فى نجاح المشروع وسرعان ما قاومت ذلك والآن تخرج فى هذا المكان  المئات من الطلبة وأقيم به العديد والعديد من الورش الفنية فى مختلف المجالات الفنية.

وأضاف قائلا: أنا مثل كثيرين من جيلى لا يرضى عن بعض الأعمال الفنية وشعرت أن هناك شيئا ما مفقودا، فسعيت لتطوير نفسى وخضعت للعديد من الورش وسافرت للخارج للدراسة فى أمريكا وإنجلترا، وأصبح لدى مبادئ التدريب، وقررت أن أقدم هذا المشروع ومن أجله تنازلت عن سيارتى الخاصة وأشياء أخرى من أجل تمويل استديو «ذات» والآن نحتفل بنجاحه ومرور عامين على تأسيسه، والفترة المقبلة نسعى لإنتاج أفلام قصيرة والحلم الأكبر لنا أن نقدم أول أفلامنا الروائية الطويلة

تخرج من ستوديو «ذات» أكثر من 800 متدرب، وقدّم 40 ورشة فى 8 مجالات مختلفة، كما تعاون مع مدربين يحملون خبرات فنية مثل النجم القدير محمود حميدة، مديرى التصوير أحمد المرسى ومحمود لطفي، والمايسترو محمد عثمان، وكذلك الممثل الاسكتلندى لورنس روديك، مصممة الرقصات البريطانية زوسيا جو، الكاتبة والممثلة الكندية سارة وارين ومدربة الرقص الارتجالى الفرنسية فلورنس موتين.. وكرّم ستوديو ذات المخرج الراحل محمد خان لتعاونه مسبقاً فى تقديم ورشة الإخراج السينمائى لطلبة الاستوديو، وتسلمت زوجته السيناريست وسام سليمان الدرع التقديرى وعرض فيديو قصير عن أهم أعماله السينمائية ومقتطفات من أحاديثه. •

صباح الخير المصرية في

04.04.2017

 
 

في الدورة الرابعة لمهرجان طرابلس..

محمد خان حاضرا بـقبل زحمة الصيف وهند صبري بـ الببغاء‏..‏ وتكريم فيلم كتير كبير

شريف نادي

استقرت إدارة مهرجان طرابلس السينمائي في دورته الرابعة علي الفيلم اللبناني بالأبيض إخراج دانيا بدير ليكون فيلم الافتتاح الذي ينطلق في السادسة والنصف مساء‏27‏ أبريل الجاري‏,‏ وتستمر الفعاليات حتي‏4‏ مايو‏,‏ ومن المقرر أن تهدي الدورة المقبلة لـأب السينما اللبنانية المخرج الطرابلسي العالمي جورج نصر من خلال استعادة بعض أعماله‏,‏ إضافة إلي تكريم الفيلم اللبناني كتير كبير للمخرج مير جان بو شعيا‏,‏ بحضور نجوم ومخرج الفيلم وذلك بعد ما لقيه هذا الفيلم من نجاحات مميزة في لبنان وخارجه كان آخرها تمثيله لبنان في مسابقة الأوسكار الأخيرة‏.‏

كما يشارك بالمهرجان الفيلم المصري وقبل زحمة الصيف آخر أفلام المخرج الراحل محمد خان, وبطولة هنا شيحا, وماجد الكدواني, في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة, إلي جانب أفلام بركة يقابل بركة, وجسد غريب, وفي مسابقة الأفلام القصيرة الدولية فيلم الببغاء بطولة هند صبري, بالإضافة إليSubmarine وتحت الأثواب في مسابقة الأفلام اللبنانية القصيرة.

ويترأس لجنة التحكيم لهذا العام المخرج اللبناني الفرنسي فيليب عرقتنجي وتضم في العضوية كلا من الفنانة جوليا قصار, المخرج اللبناني هادي زكاك, الناقد السينمائي المصري أحمد شوقي والمنتج والمبرمج اللبناني سام لحود.

ومن المقرر أن يقام علي هامش المهرجان قسم المنتدي المتخصص والذي ينظم للعام الثاني علي التوالي وعلي مدي يومين متتاليين, وتتناول محاوره إشكالية الإنتاج السينمائي في لبنان وفرص التمويل المتاحة ويشارك في حلقاته سينمائيون واختصاصيون من آفاق متعددة محليا وعالميا.

الأهرام المسائي في

12.04.2017

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)