مهرجان
كان: منافسة أمريكية طاغية وغياب الأفلام الإيطالية وعودة الأعمال
الألمانية
لم ينجح أي فيلم أو مخرج عربي في دخول حلبة المسابقة الرسمية
حسام عاصي
للمرة الثالثة يفتتح فيلم من اخراج وودي آلن، وهو «كافي سوسياتي»،
مهرجان كان السينمائي. ويتألق على البساط الأحمر برفقة المخرج ابن
الثمانين سنة نجوم الفيلم وهم جيسي ايزينبرغ، كريستين ستيوارت
وبليك لايفلاي. ويدور الفيلم حول شاب يصل إلى هوليوود في ثلاثينيات
القرن الماضي ويفتن بعالمها.
«كافي سوسياتي» لن ينافس على جائزة السفعة الذهبية. كما سيعرض
المهرجان أفلاما اخرى خارج المنافسة وهي فيلم الخيال
BFG
من اخراج ستيفين سبيلبرغ ومن بطولة مارك ريلانس، وفيلم جودي فوستر
التشويقي «وحش المال» من بطولة جورج كلوني وجوليا روبرتس، وفيلم
شون بلاك الكوميدي «نايس غايز» من بطولة راسل كرو ورايان غازلينغ
وفيلم الكوري نا هونغ جين البولوسي «غاكسونغ».
ما يلفت النظر أن كل المخرجين المذكورين أعلاه هم من زبائن
المهرجان، الذين شاركوا في منافساته في دوراته السابقة. ويبدو أن
المهرجان لن يغير عادته في اختيار أفلام زبائنه السابقين في شتى
التظاهرات إذ أن 15 من 20 الأفلام المشاركة في المنافسة الرسمية هي
من مخرجين كانوا شاركوا بها أو فازوا بالسعفة الذهبية من قبل
والآخرين اشتركوا في تظاهرات اخرى.
ومن ضمن هؤلاء المخرجين البريطاني كين لوتش، الذي اقتنص السعفة
الذهبية عن «الريح التي هزت الشعير» عام 2006 ويقدم هذا العام
«أنا، دانئيل بلاك»، الذي يحكي قصة نجار، يترك عمله بعد اصابة، وأم
عزباء يحاولان العيش بدخل الخدمة الاجتماعية. ومن بريطانيا ايضا،
تشارك اندريا أرنولد، التي حازت على جائزة لجنة التحكيم مرتين عن
فيلميها «طريق احمر» و»حوض سمك»، بفيلمها الامريكي الاول «عسل
أمريكي»، الذي يلاحق زمرة من شباب مشاغبين يسافرون من بلد إلى بلد
لبيع اشتراكات بمجلات، ويقوم ببطولته ساشا لين وشيا لابوف. يٌذكر
أن الأفلام البريطانية غابت عن المنافسة العام الماضي.
حصة الأسد في منافسات مهرجان كان تكون عادة من نصيب الأفلام
الفرنسية، وهذا العام تشارك أربعة منها. اوليفير أوساياس يعود مرة
اخرى بفيلم «مشتر شخصي»، الذي يسبر عالم الازياء في باريس وهو
ممزوج بعناصر ما فوق الطبيعة وتقوم ببطولته الامريكية كريستين
ستيوارت، التي فازت بجائزة السيزار عن دورها في فيلمه الاخير «غيوم
سيلس ماريا».
وللمرة الثالثة تشترك نيكول غرسيا في المنافسة بفيلم يتناول
مغامرات رومانسية حقيقية وخيالية تقوم بها أمرأة ، تجسدها ماريون
كوتيلارد، منذ 1943 حتى منتصف الستينيات وهو «من الأرض حتى القمر».
وأيضا للمرة الثالثة يخوض المنافسة برونو دوما بـ»سلاك بي» من
بطولة جولييت بينوش وفابريس لوشيني. أما ألين غويرادي، الذي تنافس
سابقا في تظاهرة «نظرة ما»، فهو يشارك بالمنافسة الرسمية للمرة
الأولى بـ»باقي عامودي».
ثلاثة أفلام أخرى ناطقة باللغة الفرنسية هي: «الفتاة المجهولة»،
الذي يدور حول طبيب يبحث عن هوية مريضة توفيت بعد أن رفضت العلاج
وهو من اخراج الاخوين البلجيكيين جون- بيير ولوك داردين، الذيْن
شاركا بالمنافسة 7 مرات وفازا بالسعفة الذهبية مرتين عن «رويتا»
عام 1999 وعن «الطفل» عام 2005.
و»هذه فقط نهاية العالم»، الذي يحكي قصة كاتب يرجع إلى أهله ويعلن
عن اقتراب موته، وهو من بطولة ماريون كوتيلارد، ليا سيدو وفينسينت
كاسيل ومن اخراج الكندي الشاب، خافيير دولان، الذي فاز بجائزة
الحكام قبل عامين عن فيلمه «أمي». و»هي» من بطولة الفرنسية ايزابيل
هوبير، التي تلعب دور مديرة شركة تسعى للانتقام من مغتصبها، ومن
اخراج الهولندي، بول فيرهوفين، الذي يعود للمهرجان بعد غياب طويل
وذلك منذ أن طرح فيلمه «غريزة اساسية» عام 1992.
ومن الولايات المتحدة يشارك زبائن المهرجان المعروفون وهم: شون
بين، الذي كان رئيس لجنة تحكيم المهرجان عام 2008 ويقدم هذا العام
«الوجه الأخير»، الذي تؤدي فيه شارليز ثيرون دور مديرة منظمة إغاثة
دولية في ليبيريا تقع في حب طبيب (خافيير بارديم) يعمل معها وسط
اضطرابات سياسية. وجيف نيكولس، الذي شارك في المنافسة بـ»وحل» عام
2012، يعود مع «عشق»، الذي يسرد قصة رجل ابيض وأمرآة سوداء حُكم
عليهم بالسجن في ولاية فيرجينيا بسبب علاقتهم الرومانسية. أما جيم
جارموش، الذي كانت تنافست ستة من افلامه على السعفة الذهبية، يحضر
بـ»باترسون»، الذي تدور احداثه حول سائق باص مهووس بالشعر. كما
سيعرض المهرجان فيلم آخر لجرموش في قسم «عروض منتصف الليل» وهو «اعطني
خطرا».
فيلم أمريكي في المضمون والنجوم واللغة، وهو «الشيطان النيون»
يطرحه المخرج الدنماركي نيكولاس ويندينج ريفين، الذي شارك في
المنافسة من قبل بفيلم «درايف». وتقوم ببطولة الفيلم الامريكية إل
فانينيغ، التي تجسد دور عارضة أزياء شابة تتعرض لمعاملة وحشية من
قبل منافساتها.
وللمرة الرابعة يخوض المخرج الاسباني المخدرم، بيدرو المودوفار،
المنافسة بـ»جوليتا»، المقتبس عن ثلاث قصص قصيرة للكاتبة الكندية
الشهيرة أليس مونرو. ويحكي قصة إمرأة عبر 30 عاما.
وللمرة الأولى منذ 2008 يشارك فيلم الماني بالمنافسة وهو «طوني
اردمان» من ماري أدي، وهي واحدة من ثلاث المخرجات التي تتنافس هذا
العام على السعفة الذهبية.
وبينما غابت الأفلام الايطالية، التي حضرت بكثافة في المنافسة
الرسمية العام الماضي، يسلط المهرجان هذه العام على الأفلام
الرومانية. إثنان منها يشاركان في المنافسة الرسمية وهما
«بكالوريا» من كرستيان مونجيو، الذي فاز بالسعفة الذهبية عام 2007
عن «4 أشهر، 3 أسابيع ويومان». و»سييرا نيفادا» من كريستي بييو،
الذي يخوض المنافسة الرسمية للمرة الأولى، ولكنه كان شارك مرتين في
منافسة «نظرة ما». كما يشترك فيلم روماني ثالث وهو «كلاب» من
المخرج لبوغدان ميريسا في مسابقة «نظرة ما».
ويمثل آسيا في المنافسة الرسمية فيلمان وهما: «الخادمة» من زبون
كان الكوري المعروف ومخرج فيلم «آولد بوي»، بارك تشان ووك. و»ما
روزا» من الفلبيني بريلانتي ميندوزا، الذي شارك المنافس الرسمية
مرتين عام 2009 بـ»كيناتاي» وعام 2008 بـ»سيربيس». أما أمريكا
اللاتينية فيمثلها الفيلم البرازيلي «أكواريوس» من فيلو كليبر
مندونك.
وبعد اسبوعين من الإعلان عن قائمة الأفلام المتنافسة، أُعلن عن
انضمام الفيلم الإيراني من أصغر فارهادي، الذي أطل مرتين من قبل
بـ»افتراق»، الذي فاز لاحقا بجائزة الأوسكار، و»الماضي». كما ستحضر
السينما الإيرانية في مسابقة «نظرة ما» في فيلم بينهان بيهازادي
وهو «اينفيرشين».
وللعام الثاني على التوالي لم ينجح أي فيلم أو مخرج عربي من دخول
حلبة المسابقة الرسمية. آخر فيلم عربي تنافس على السعفة الذهبية
كان «تيمبكتو» للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو عام 2014 وفاز
بها المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش عن فيلمه الفرنسي «حياة اديل»
عام 2013.
ولكن هناك فيلما عربيا يشارك في مسابقة «نظرة ما» ويفتتحها وهو
«اشتباك» من المصري محمد دياب. وتدور أحداث الفيلم في شاحنة شرطة
يتشاجر فيها مناصري الإخوان المسلمين ومناهضيهم بعد اندلاع مظاهرات
الاحتجاج على خلع الرئيس السابق محمد مرسي.
وينافسه فيلم عربيا آخر، يحضر تحت هوية إسرائيلية، وهو «قضايا
شخصية» من المخرجة الفلسطينية مها حاج، التي تعالج العلاقات
الزوجية في المجتمع العربي. وعللت حاج هوية الفيلم الإسرائيلية عن
كونه ممولا ماديا من قبل صناديق دعم إسرائيلية.
فيلم إسرائيلي آخر يتنافس في هذا القسم هو «ما وراء الجبال
والتلال» من إيران كوليرين، الذي طل عام 2007 في هذه المسابقة
بـ»زيارة الفرقة»، الذي تناول زيارة فرقة موسيقية مصرية إلى
اسرائيل.
كما يتنافس فيلم قصير عربي وهو «صوف على الظهر» للمخرج التونسي
لطفي عاشور في مسابقة الأفلام القصيرة.
وتشارك أفلام فرنسية من مخرجين عرب في تظاهرات اخرى في المهرجان
مثل تظاهرة «أسبوعي المخرجين» التي تضم فيلم المخرجة المغربية –
الفرنسية هدى بنيامينا «الهيات»، الذي يحكي قصة دنيا التي تعيش في
حي يعج بالإسلاميين، وفيلم رشيد جعيداني «دورة فرنسا»، الذي يدور
حول قصة حب بين شاب مهاجر ومدربة سباحة في باريس. وفي فعاليات
«أسبوع النقاد»، سوف يتم عرض فيلم المخرجة اللبنانية فاتشيه
بولغورجيان «ربيع»، الذي يتناول البحث عن الجذور من خلال شخصية مغن
أرمني أعمى.
وسوف تعلن لجنة تحكيم المنافسة الرئيسية، التي يترأسها المخرج
الأسترالي، جورج ميلر، عن فائز السعفة الذهبية في يوم المهرجان
الأخير وهو 23 مايو/آيار. وقبل ذلك بيوم، سوف يتم الاعلان عن جوائز
مسابقة «نظرة ما» على يد لجنة تحكيمها، التي يترأسها الممثلة
السويسرية مارثا كيلير.
«مهرجان
كان» يسجل بزوغ مواهب جديدة في مجال الاخراج السينمائي
كان ( فرنسا) – د ب أ:
يمكن لمهرجان «كان السينمائي الدولي»، الذي تبدأ فعالياته اليوم أن
يبدو، في كثير من الأحيان، على أنه حدث مألوف بصورة ما لعرض أحدث
أفلام المخرجين المخضرمين المعترف بهم، عاما بعد عام.
ولكن في النسخة التاسعة والستين وهي نسخة العام الحالي، تتنافس على
الجوائز الكبرى مجموعة من الأفلام لمخرجين واعدين لم يبرزوا إلا
كقوى صاعدة في عالم السينما، وذلك من بين تشكيلة من الأفلام
المشاركة التي تضم 21 فيلما.
ومن بين المواهب الجديدة المرشحة للسعفة الذهبية – وهي واحدة من
أكثر الجوائز المرموقة في عالم السينما – البرازيلي كليبر ميندونكا
فيلهو، والفرنسي آلان جيرودي، إضافة إلى مارين آدي، وهي أول مخرجة
ألمانية تدرج في المسابقة الرسمية لمهرجان كان منذ ثماني سنوات.
غير أن كثيرا من الأسماء المعتادة، أيضا، سيعودون هذا العام إلى
«لا كروازيت» – الشارع الممتد على شاطئ المتوسط، الذي تصطف على
جانبيه أشجار النخيل مخترقا المنتجع الصغير، والذي سيكون مركزا
لعروض صناعة السينما العالمية لـ 10 أيام.
وللمرة الثالثة، يعطي المخرج الأمريكي وودي آلن إشارة انطلاق من
خلال فيلم مرصع بالنجوم تدور أحداثه في هوليوود خلال ثلاثينيات
القرن الماضي ويشارك في بطولته جيسي أيزنبرغ وكريستين ستيوارت.
وحقا، فإنه من المتوقع أن تزيد حملة السحر والبريق في المهرجان هذا
العام، وبشكل ملحوظ، من جاذبية النجوم على السجادة الحمراء الشهيرة
في كان.
وخلال كشفه النقاب عن قائمة الأفلام التي سيتم عرضها خلال الدورة
الـ69 المرتقبة، قال المدير الفني للمهرجان، تييري فريمو، الشهر
الماضي، «سيكون النجوم حاضرين بصورة كبيرة».
ومن بين نجوم الصف الأول، الذين سيصطفون لتقديم أفلامهم الجديدة،
إيزابيل هوبير، وآدم درايفر، وجورج كلوني، وريان جوسلينج، وستيف
كاريل، وجوليا روبرتس، وماريون كوتيار، وخافيير بارديم.
ومن المتوقع حتى أن يكون في المدينة، الفنان الأمريكي إيجي بوب،
لحضور عرض فيلم وثائقي عن حياته، التي عرف فيها كعراب لموسيقى
البانك، في واحدة من الأقسام الجانبية للمهرجان، وأحد الأفلام
الموسيقية المعروضة في مهرجان كان هذا العام ويشمل أيضا تكريما
لنجم موسيقى البوب الأمريكي الراحل حديثا «برنس».
وعلى الأرجح فإن ما تحتاجه فرنسا حاليا هو جرعة من بهرجة مهرجان
كان، في الوقت الذي لا تزال البلاد فيه تكافح من أجل التغلب على
آثار سلسلة من الهجمات الإرهابية المروعة، وأزمة اقتصادية طال
أمدها.
غير أن السينما الفرنسية لا تزال تبدو، في حالة جيدة، بشكل ملحوظ.
وافتتح المهرجان في العام الماضي بفيلم للمخرجة والممثلة الفرنسية
إيمانويل بيركو، واختتم مع مخرج فرنسي آخر، هو جاك أوديار، الذي
فاز بالسعفة الذهبية لفيلمه الشجاع عن اللاجئين «ديبان».
وعند منح الجوائز الكبرى في المهرجان يوم 22 آيار/ مايو الجاري،
ستضع لجنة التحكيم المكونة من تسعة أعضاء برئاسة جورج ميلر مخرج
فيلم «ماد ماكس» (ماكس المجنون)، في اعتبارها أيضا أفلام جديدة
لبعض من الأسماء المخضرمة في كان.
ومن بين هؤلاء، فيلم «جولييتا» للمخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار،
إلى جانب «ذي أنون جيرل» (الفتاة المجهولة) للأخوين البلجيكيين جان
بيير، ولوك داردين، اللذين يبذلان محاولة لحصد سعفتهما الذهبية
الثالثة.
كما تستمر علاقة حب مهرجان كان مع المخرج البريطاني، كين لوتش، هذا
العام مع عرض فيلمه الجديد / آي دانييل بليك / أو «أنا دانييل
بليك»، الذي تدور قصته حول معركة زوجين للمطالبة بالحصول على
إعانات الرعاية الاجتماعية من الدولة، في حين يسجل المخرج الفلبيني
بريلانتي مندوزا رابع ظهور له في المهرجان.
لقد مضت 15 عاما منذ ساعد الكاتب والمخرج، كريستي بويو، في انطلاق
الموجة الجديدة للسينما الرومانية، ولكن، ستكون هذه، بشكل ملحوظ
أول سنة يتمكن فيها المخرج المولود في بوخارست، من حجز مكان في
المسابقة الرسمية.
وسيكون العرض الأول لفيلمه «سييرا نيفادا» هذا العام، جنبا إلى جنب
مع فيلم «جراديواشن» أو (التخرج) لمواطنه الحائز على جائزة السعفة
الذهبية، كريستيان مونجيو.
ومن المتوقع أن تتواجد في كان أيضا كتيبة أمريكية كبيرة، مع عودة
رئيس لجنة تحكيم مهرجان كان سابقا، شون بين، إلى المهرجان هذا
العام بفيلمه الخامس كمخرج منذ فيلمه الرائع الذي حقق نجاحا كبيرا
في عام 2007 « إنتو ذى وورلد» أو «نحو العالم».
وحتى الآن، فقد انصب أغلب التركيز المتعلق بفيلم، «ذا لاست فيس» أو
(الوجه الأخير)، رغم ذلك، على قيام «شون بين» باخراجه للفيلم الذي
تقوم ببطولته صديقته السابقة النجمة الشهيرة، جنوب إفريقية المولد،
تشارليز ثيرون .
وسيعود إلى كان المخرج المولود في ولاية أركانسو، جنوبي الولايات
المتحدة، جيف نيكولز، للمرة الثالثة لتقديم فيلم جديد يتضمن
انتقادات لاذعة وشديدة اللهجة حول الزواج المختلط بين ابناء أعراق
وجنسيات وقبائل وديانات مختلفة في أمريكا خلال خمسينيات القرن
الماضـي.
المخرج
الإسباني بيدرو ألمودوفار في فيلمه «جولييتا: الشغف باق»
ربط بين «فضيحة بنما» واستهداف نجاحاته
باريس ـ «القدس العربي» ـ من سليم البيك:
ينافس المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار بفيلمه الجديد «جولييتا»
للحصول على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الذي سيجري بين
11 و22 مايو الحالي، إذ يعود إلى
لمدينة مدريد، ليروي حكاية أرملة تفقد زوجها ثم تهرب ابنتها
المراهقة، لتبدأ في البحث عنها فتكتشف أنها لم تكن تعلم شيئاً عن
حياة ابنتها.
ويوضح ألمودوفار في حديث مع مجلّة «تيليراما» الفرنسية أن الشغف
الذي صوّر فيه أفلامه ما زال كما هو، منذ صوّر فيلمه الأوّل، وحتى
جولييتا، فيلمه العشرون.
ويضيف «الفرق الآن هو الحاجة لتصوير الأفلام لأجل العيش، فاللذة
التي أشعر بها أثناء تصوير الفيلم تختلط بذلك القلق الملازم للشغل.
والقلق والضغط الذي أجد نفسي فيهما يستحضرهما متقصّداً من اللحظة
التي يبدأ فيها بالتّحضير للفيلم. صناعة الأفلام هي التجربة
الوحيدة التي يمكن أن تسيطر عليه تماماً».
ويبين أن الرّغبة في العمل في السينما بدون شهادة، وفي مرحلة ما
تزال فيها إسبانيا متأثّرة بحقبة الديكتاتور فرانكو، أجبرته على
الحفاظ على انضباط ما. لكنّه أحبّ أساساً أن يكون منتهِكاً للسائد،
أن يقوم بأعمال فاضحة. هذه المشاعر المتناقضة كانت حاضرة دائماً،
والعزلة كانت دائماً حاضرة إلى جانب الحياة الصاخبة مع الآخرين.
بعد حديثه عن الشّغف والوحدة تحدث عن «أوراق بنما» التي تزامن
خروجها مع عروض الفيلم في إسبانيا. لا يريد أن يتّخذ موضع الضحيّة،
يقول في ذلك، لكنّها كانت تجربة مريعة. من اليوم التالي وجد نفسه
في واحد من العروض الوحشيّة من تلفزيون الواقع، كان كمن يصحو من
منتصف كابوس، لم يعرف أبداً ما تمَّ نشره في الأوراق.
في اليوم التالي نشر أخوه أوغستان بياناً اعترف فيه بأنّه وبيدرو
كانا قد أسّسا شركة خارج البلاد، استمرّت من 1991 حتى 1994. وهذه
شركة لم تقم بأي نشاط أبداً، وقد ماتت الوكالة مفلسةً. وأوغستان
كانت تنقصه الخبرة في كيفية إدارة شركة. الحديث هنا عن وثائق تمّ
توقيعها قبل 25 سنة، وبالتالي لم يكونا يدركان ما يدركانه الآن،
يقول، ولو كانا يدركانه لرفض أوغستان تماماً التّوقيع على ما وقّع
عليه في حينها. في شركة الإنتاج التابعة لهما، أوغستان هو الذي كان
يتولى المسائل الماليّة، ولبيدرو الناحية الإبداعيّة، وهو، أي
بيدرو، جاهل في المسائل المالية.
ينتهي الحوار بسؤال إن كان العام الذي تم توقيع الوثائق فيه وهو
1991، مرتبطاً بالنّجاح العالمي الذي حققه في حينه. يجيب بأنّه
مقترن به تماماً، فمباشرةً بعد النجاح الكبير لفيلم «نساء على حافة
الانهيار العصبي»، ثم لفيلم «قيّدني» بدأ باستقبال عروض خياليّة من
كلّ العالم، وبعد «كعوب عالية» أقاما تشاركات إنتاجيّة مع فرنسا،
وكان لديهما إمكانية للتعاون والعرض في أماكن بعيدة من العالم،
وكانت مرحلة مهمة جداً في حياته واعتمدت على قرارات حاسمة، وعلى
الرغم من كل العروض الهائلة التي وصلتهما، فقد قرّرا أن يبقى مقر
شركتهما في مدريد. لم يرد أن يغيّر البلد، فثقافته هي الإسبانيّة،
يقول منهياً الحوار. |