رأفت الميهى.. رحل حزينا و«شىء فى صدره»
وليد أبو السعود
·
ظل يعانى ألم المرض وألم نكران الجميل من تلاميذه وأصدقائه
شاء القدر أن يرحل مريضا حزينا شاعرا بنكران الجميل من تلاميذه وممن قدمهم
وأعطاهم الفرصة الأولى فى البطولة المطلقة.
نظرات عينيه الحادة المنبعثة من تحت نظارته تعلن التحدى والتمرد والجنون
الذى لا يعرف حدودا ولا يهتم إلا بخلق حالة فنية متمردة، المخرج
والسيناريست رأفت الميهى.
عانى الراحل خلال السنوات الأخيرة من عمره من أزمة صحية جعلته طريح الفراش
بضعة أعوام، عانى خلالها، ليس من ألم المرض وحده، ولكن أيضا ألم نكران
الجميل من الأصدقاء والتلاميذ، ورغم وجوده لعدة أشهر فى المستشفى الا أن
أغلبهم اكتفى بزيارات تليفزيونية وتجاهل بعدها زيارته أو الاطمئنان عليه.
رحل الميهى حزينا مكتئبا لاعنا نكران الأصدقاء وتجاهل الدولة.
وخلال سنوات مرضه الأخيرة لم يتوقف الميهى عن متابعة الأكاديمية التى تحمل
اسمه والتى كان قد أنشأها فى استوديو جلال وقدمت عدة مخرجين واعدين للسوق.
كانت بدايته عام 1964 بعد تخرجه فى معهد السينما ليظل منتظرا لعامين كاملين
قبل أن يحصل على فرصته الأولى ويظهر اسمه معانقا الشاشة الفضية كمؤلف لفيلم
«جفت الأمطار» عام 1966،
والذى تم عرضه عام 1967 ولعب بطولته كل من شكرى سرحان وسميحة أيوب وسهير
المرشدى ومحمد الدفراوى، وأخرجه سيد عيسى.
وعام 1970 يلتقى الميهى بواحد من كبار مؤسسسى السينما المصرية المخرج كمال
الشيخ فى أحد كلاسيكيات السينما المصرية «غروب وشروق» الذى لعب بطولته رشدى
اباظة وسعاد حسنى وصلاح ذو الفقار ومحمود المليجى.
وفى عام 1971 يقدم مع كمال الشيخ أيضا فيلمه «شىء فى صدرى» الذى لعب بطولته
رشدى أباظة وشكرى سرحان وماجدة الخطيب وصلاح منصور.
وانشغل عام 1972 بتقديم سيناريو «صور ممنوعة» مع المخرج والرقيب الراحل
مدكور ثابت ولعب بطولته محمود المليجى ومحيى اسماعيل.
وعام 1973 التقى مع المخرج الشاب وقتها على بدرخان وفيلم «الحب الذى كان»
الذى لعبت بطولته سعاد حسنى ومحمود ياسين وايهاب نافع.
وعام 1974 قدم «أين عقلى» مع المخرج عاطف سالم ولعب بطولته سعاد حسنى ورشدى
أباظة ومحمود ياسين وعماد حمدى ومصطفى فهمى.
وفى العام نفسه قدم «الرصاصة لا تزال فى جيبى» مع المخرج حسام الدين مصطفى
ولعب بطولته كل من حسين فهمى ومحمود ياسين ونجوى ابراهيم وعبدالمنعم
ابراهيم ويوسف شعبان.
ليصبح عاما 1972 و1974 من أكثر سنواته الفنية نشاطا.
وختم العام بالتعاون الثانى له مع كمال الشيخ وفيلم «الهارب» وهو من بطولة
شادية وحسين فهمى وكمال الشناوى.
وقدم عام 1975 ومع كمال الشيخ فيلما واحدا هو «على من نطلق الرصاص» والذى
لعب بطولته كل من سعاد حسنى ومحمود ياسين وعزت العلايلى ومجدى وهبة وجميل
راتب واحمد توفيق وعلى الشريف.
وهنا قرر الميهى أنه يجب أن يضع توقيعه على أفلامه كمخرج أيضا ويبدأ معركته
مع السوق التجارى باحثا عن تمويل لأفلامه وتستغرق هذه المرحلة ست سنوات حيث
أخرج «عيون لا تنام» وكتب له القصة والسيناريو والحوار عام 1981 ولعب
بطولته كل من فريد شوقى وأحمد زكى ومديحة كامل وعلى الشريف ونعيمة الصغير.
وليخوض بعدها عام 1983 معركة كبيرة مع القضاء والمحامين بفيلمه «الأفوكاتو»
الذى بدأ معه الميهى تجربته الفانتازية التى استمرت حتى وفاته، الفيلم كان
تعاونه الأول مع عادل إمام ومعه يسرا واسعاد يونس ومعهم محمد الشرقاوى
وصلاح نظمى وحسين الشربينى وعلى الشريف، الفيلم رفعت ضده العديد من القضايا
بسببه وحكم عليه بالسجن والغرامة وكان من حكم عليه هو مرتضى منصور وهو
الحكم الذى حدثت تدخلات وطعون عليه ليتم الاكتفاء بالغرامة.
وعام 1986 كتب وأخرج فيلم «للحب قصة اخيرة» ولعب بطولتها يحيى الفخرانى
وعبلة كامل وعبدالعزيز مخيون.
ويقرر عادل إمام عدم إكمال الثلاثية التى كان قد اتفق عليها مع الميهى
ليبدأ الأخير مع محمود عبدالعزيز رحلتهما الأسطورية نحو قراءة متنقاضات
المجتمع المصرى من خلال الفانتازيا. والتى بدأت عام 1987 وفيلمهم «السادة
الرجال» ولعب بطولته مع عبدالعزيز كل من معالى زايد وهالة فؤاد.
وأتبعوه بفيلمهم «سمك لبن تمر هندى « عام 1988 ولعب بطولته محمود عبدالعزيز
ومعالى زايد ويوسف داوود وهو امتداد لشخصية سبانخ التى قدمها من قبل فى
«الافوكاتو».
وتختتم هذه الثلاثية بين محمود ورأفت ومعالى بفيلمهم « سيداتى أنساتى » عام
1989 وشاركهم بطولته عبلة كامل وصفاء السبع وعائشة الكيلانى واشرف
عبدالباقى.
ويغيب الميهى ستة أعوام كاملة قبل العودة بفيلمه «قليل من الحب كثير من
العنف» ولعب بطولته ليلى علوى ونجاح الموجى وهشام سليم ويونس شلبى ليبدأ
الميهى ثنائية جديدة مع ليلى علوى قدما فيها «تفاحة» عام 1996 والذى يعد
اولى بطولات ماجد المصرى وبعده «ست الستات» عام 1999.
وعام 1996 أيضا قدم فيلم «ميت فل» والذى لعب بطولته شيريهان وهشام سليم
واشرف عبدالباقى وحسن حسنى.
وليكون آخر أفلامه التى اكتملت عام 2000 هو فيلم «علشان ربنا يحبك» والذى
قدم من خلاله أحمد رزق وداليا البحيرى وجيهان راتب فى أولى بطولاتهم
السينمائية.
وكان آخر أعمال الراحل مسلسله «وكالة عطية» عام 2009 والذى أخرجه وكتب له
السيناريو والحوار ولم يحقق النجاح المطلوب.
وانتج الميهى أيضا 14 عملا بدأها عام 1979 بفيلم «المتوحشة» وقدم فيها عام
1996 المخرج مجدى أحمد على بفيلمه « يا دنيا يا غرامى» لليلى علوى وهالة
صدقى والهام شاهين وهشام سليم. |