رأفت الميهى..
"رجل سينما" حمل مشروعا متفردا فى التجريب والفانتازيا
كتب جمال عبد الناصر
المخرج الراحل رأفت الميهى لم يكن مخرجا ومنتجا وكاتبا فقط للسينما لكنه
حمل مشروعا متكاملا وكان "رجل سينما" بكل ما تحمله الكلمة من عمق وفلسفة
فقد كان صاحب مدرسة متفردة فى السينما المصرية له رؤية فلسفية ونقدية عميقة
استخدم الفانتازيا والتجريب فى السينما وخرج عن كل ما هو مألوف ومعتاد فى
الكتابة والإخراج. رأفت الميهى دائما كانت أفلامه تغرد خارج السرب لأنه كان
يرصد ويحلل العلاقات المجتمعية بكل تناقضاتها بأسلوب مختلف اعتمد فيه على
السخرية وكان جريئا جدا فى تقديم افكاره ويكفى لمن يريد أن يتعرف على سينما
رأفت الميهى أن يشاهد ثلاثيته الشهيرة فى السينما التى قدم فيها الأوضاع
المتردية والعلاقات المهترئة فى المجتمع وهى أفلام (السادة الرجال وسيداتى
سادتى وسمك لبن تمر هندى) ففى هذه الثلاثة تكتشف انهيار القيم والسلوك فى
المجتمع. وعلى سبيل المثل سنجده فى فيلم (السادة الرجال) تناول فكرة التحول
الجنسى فعندما شعرت المرأة بظلم المجتمع لها وقهر الرجال قررت التحول لرجل
الأمر الذى دفع الرجل أيضا ليلعب نفس دور المرأة ليؤكد الميهى على أن لكل
دوره ولكن عليه ألا يقهر الآخر حتى لا تختل قوانين الطبيعة. أما فيلمه
العبقرى (سيداتى آنساتى) فقد تناول موضوع تعدد الزوجات ولم يكن تقليديا فى
الطرح فقد بدأ فكرته بافتراض رغبة أربعة سيدات فى الزواج من رجل وليس العكس
كما هو معروف وهذا الطرح المختلف للأفكار هو أهم ما يميز المخرج الكبير
رأفت الميهى فهو دائما يقلب الاوضاع لكشف الخلل أو يذهب بذهنه للفانتازيا
التى تحولت حاليا فى عصرنا لواقع وهذا هو رأفت الميهى الذى كانت أفكاره
سابقه لعصره خاصة فيما يخص القيم والسلوكيات والعلاقات الزوجية والأسرية.
أما فيلمه الثالث فى ثلاثيته (سمك لبن تمر هندى) فقد قرر من خلاله تقديم
الفانتازيا السياسية من خلال مواطن يتم ملاحقته ومطاردته بدون سبب واضح
ليؤرخ لفترة مهمة كان المواطن المصرى فيها بالفعل مطاردا وملاحقا فدائما
كان الميهى مشتبكا مع الحدث فى مجتمعه سواء أكان هذا الحدث سياسيا أو
اجتماعيا أو اقتصاديا. بمناسبة الحديث عن تناوله الحدث فى أفلامه بشكل
مختلف سنجده كسيناريست عندما قرر تحويل رواية "شىء فى صدرى" لإحسان عبد
القدوس لفيلم سينمائى من إخراج كمال الشيخ، كانت له رؤية فلسفية، ونقطة
أخرى مهمة لابد من الإشارة إليها وهى أن أى مخرج يقوم بالتعامل مع رأفت
الميهى كسيناريست نجد أفلامه مع الميهى تختلف عن بقية أفلامه الأخرى فهو
يكون له بصمة ورؤية تضطر المخرج الذى يتعامل معه أن يسير فى اتجاه أفكاره.
رحم الله المخرج رأفت الميهى الذى قدم للسينما المصرية عددا من الأفلام
سيؤرخ بها وستكون مدرسة متفردة كما أنه قدم للساحة عددا من الوجوه الجديدة
التى تحولت بعد تقديمه لها لنجوم فى السينما والدراما فهو أول من قدم ماجد
المصرى وداليا البحيرى وأحمد رزق وحتى فى تعامله مع النجوم الكبار كان
ظهورهم معه له طابع خاص واختلاف فى الشكل والمضمون.
"دولار
فيلم" ناعية رأفت الميهى:
السينما المصرية خسرت واحدا من رواد التجريب
كتب محمود ترك
نعت شركة دولار فيلم وفرعها الإنتاجى نيو سينشرى رحيل المخرج والسيناريست
الراحل رأفت الميهى الذى وافته المنية مساء أمس الجمعة، عن عمر يناهز 74
عاما، وقالت إدارة الشركة فى بيان إعلامى "إن السينما المصرية خسرت واحدا
من رواد التجريب، وكاتبا من أبرز كتاب السيناريو عبر تاريخها الطويل". وذكر
البيان أن الميهى الذى ولد يوم 25 سبتمبر عام 1940 يعد واحدا من أهم
المخرجين الذين أبدعوا فى مجال التجريب، وتخرج فى كلية الآداب قسم اللغة
الإنجليزية، ثم حصل على دبلوم معهد السينما سنة 1964، وكتب رأفت الميهى أول
سيناريوهاته فيلم "جفت الأمطار"سنة 1966، وأصبح أبرز أبناء جيله من كتاب
السيناريو، وفى السبعينيات من القرن العشرين تعاون مع المخرج كمال الشيخ فى
أفلام "غروب وشروق" و"شىء فى صدرى" و"الهارب" و"على من نطلق الرصاص". وفى
عام 1981 أعلن رأفت الميهى عن نفسه كمخرج سينمائى عندما عرض فيلمه الأول
"عيون لا تنام" عن مسرحية "رغبة تحت شجرة الدردار" ليوجين او نيل، ثم تلى
ذلك الفيلم سبعة أفلام "الأفوكاتو" 1984 "للحب قصة أخيرة" 1986 "السادة
الرجال" 1987 "سمك لبن تمر هندى" 1988 "سادتى آنساتى" 1990 "قليل من الحب
كثير من العنف" 1995 "ميت فل" و"تفاحة" 1996 "ست الستات" 1998 "عشان ربنا
يحبك" 2001. شاركت أفلامه فى أكثر من مهرجان دولى وحصلت على جوائز عدة، حيث
حصل فيلم "الأفوكاتو" على جائزة لجنة التحكيم فى مهرجان
V. V
سنة 1985، وكما حصل فيلم "للحب قصة أخيرة" على جائزة خاصة فى مهرجان كارلو
فيفارى، وحصد فيلم "قليل من الحب كثير من العنف" الجائزة الأولى فى
المهرجان القومى الخامس للأفلام الروائية سنة 1995. والجائزة الأولى فى
المهرجان القومى الخامس للأفلام الروائية سنة 1995، وكانت آخر أعماله مسلسل
"وكالة عطية".
السبت، 25 يوليو 2015 - 01:22 م
نجوم الفن يودعون رأفت الميهى..
خالد يوسف: رحل المعلم ذو القلب الأخضر..
والنبوى يؤكد: بقدر المتعة فى أفلامك بقدر ما تعلمنا منها..
الصاوى: أعطيتنى فرصة أن أنضم لطاقم مساعديك فنلت شرف التعلم
كتب العباس السكرى - تصوير إسلام أسامة
ودع نجوم الفن المخرج الكبير الراحل رأفت الميهى من خلال كتابة كلمات
ينعونه فيها على صفحاتهم على مواقع التواصل معبرين عن حزنهم لفقدان السينما
المصرية مخرجا وسيناريست بحجم رأفت الميهى حيث كتب الفنان خالد الصاوى على
حسابه على "تويتر" "أعطيتنى فرصة أن أنضم لطاقم مساعديك فنلت شرف التعلم
منك ولا زالت ذكرياتى تضم كل أيام التحضير والتنفيذ الغالية، وداعاً
أستاذنا رأفت الميهى"، بينما كتب خالد النبوى على فيس بوك: "أين عقلى، شروق
وغروب، شىء فى صدرى، الأفوكاتو، الساده الرجال. السينمائى الكبير رأفت
الميهى رحمك الله.. بقدر المتعة فى أفلامك بقدر ما تعلمنا منها". حنان
مطاوع فى الجنازة أما الفنان آسر ياسين فكتب "الله يرحم الأستاذ
السينارِيست والمخرج المبدع رأفت الميهى.."من جهتها ودعته سيمون على "تويتر"
أيضاً فكتبت: "للحب قصة أخيرة.. وداعا رأفت الميهى..."، كما ودّعه المخرج
خالد يوسف أيضاً على "فيسبوك" قائلا " رحل المعلم ذو القلب الأخضر... رحل
رجل آخر من الكبار لنشعر بفراغ أشد... منه كنا نستمد القوة لأنه كان أصلب
الأساتذة.. ومن روحه المفعمة بالأمل تعلمنا التفاؤل حتى فى أحلك درجات
الظلام، ومن مرحه الدائم عرفنا معنى الفرح... رحم الله فقيدنا وعلنا نكون
قد استفدنا من علمه وفنه وطيبته وكرم أخلاقه.. هاتوحشنا يا أستاذ".
السبت، 25 يوليو 2015 - 02:18 م
غياب مخزٍ لتلاميذ رأفت الميهى عن تشييع جثمانه
كتب العباس السكرى تصوير إسلام أسامة
تغيًب جميع تلاميذ المخرج القدير الراحل رأفت الميهى عن تشييع جثمانه
لمثواه الأخير، إذ اقتصر الحضور على عدد قليل جدا من الوسط السينمائى فى
مقدمتهم محمود حميدة، على إدريس، يسرى نصر الله، حنان مطاوع، محمد العدل،
وحضر المحامى خالد على، والشاعر زين العابدين فؤاد، وغاب عن تشييع الجثمان
النجوم الذى قام باكتشافهم منهم داليا البحيرى وأحمد رزق وماجد الكدوانى.
وكان الموت قد غيب المبدع الكبير رأفت الميهى مساء أمس الجمعة، فى مستشفى
المعادى العسكرى، بعد صراع شديد مع المرض، عن عمر ناهز الـ75 عاما، إذ كان
يعانى منذ فترة من الإعياء الشديد الذى أفقده القدرة على الكلام.
السبت، 25 يوليو 2015 - 12:16 م
المهرجان الدولى للفيلم بالدار البيضاء ينعى المخرج رأفت الميهى
كتب جمال عبد الناصر
نعى المهرجان الدولى للفيلم بالدار البيضاء بالمغرب المخرج الكبير الراحل
رأفت الميهى فى بيان رسمى أرسلته إدارة المهرجان مؤكدين فيه على الخسارة
الكبيرة التى لحقت بالفن والسينما المصرية بعد رحيل سينمائى مصرى صاحب فكر
متفرد استطاع أن يقدم سينما جديدة لها طابع خاص ومميز. وأوضح المخرج
السينمائى محمد المشترى مؤسس المهرجان ورئيسه أن الراحل كان من المرشحين
لتكريمهم فى الدورة القادمة من عمر المهرجان بعدما كرم المهرجان من قبل
كبار المخرجين فى السينما المصرية أمثال على بدرخان وسمير سيف. |