وفاة المخرج رأفت الميهي عن 74 عاما
كتب: وائل عادل
توفي، مساء الجمعة 24 يوليو، المخرج رأفت الميهي عن عمر يناهز 74 عاما، بعد
تدهور حالته الصحية أثناء خضوعه للعلاج في مستشفى القوات المسلحة بالمعادي.
وأعلنت المخرجة نفين شلبي، وفاة رأفت الميهي في مستشفى القوات المسلحة
بالمعادي، عبر حسابها الشخصي على موقع
Facebook.
وكان رأفت الميهي يتلقى العلاج في المستشفى بعد تدهور حالته الصحية، لدرجة
أن الأطباء قرروا منع الزيارة نهائيا.
ودخل رأفت الميهي العناية المركزة في أيامه الأخيرة في صراعه مع المرض، إثر
مضاعفات صحية ألمت به بسبب ضعف عضلة القلب وإصابته بماء على الرئة، لدرجة
عدم قدرته على الكلام.
ولد رأفت الميهى عام 1940، وتخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، قبل
أن ينال دبلوم معهد السينما عام 1964، وبدأ الميهي مسيرته السينمائية
كسيناريست بفيلم "جفت الأمطار"، ولمع بعد شراكته مع المخرج كمال الشيخ الذي
قدم معه أفلام "غروب وشروق"، و"على من نطلق الرصاص"، و"الهارب"، و"شيء في
صدري".
اتجه بعدها رأفت الميهي إلى الإخراج عام 1981 بفيلم "عيون لا تنام" الذي
أشاد به النقاد، وتبعه بفيلم "الأفوكاتو" مع عادل إمام عام 1983 ثم "للحب
قصة أخيرة" مع يحيى الفخراني عام 1986.
وقدم الميهي الكثير من أفلام الفانتازيا الغريبة على المشاهد العربي كان
أخرها "علشان ربنا يحبك" الذي أنتجه بنفسه عام 2001 معتمداً فيه على وجوه
جديدة، ولكن عدم تحقيق الفيلم للإيرادات المنتظرة أدى إلى ابتعاد الميهي عن
الإخراج وإنشاءه أكاديمية تحمل اسمه لتدريس السينما، وكان
آخر أفلامه "سحر العشق" لجمال سليمان، أما بالنسبة للتلفاز فأخرج الميهي
مسلسل واحد للتلفزيون هو "وكالة عطية" عام 2009 عن رواية للكاتب خيري شلبي.
من المعروف أن رئيس الوزراء إبراهيم محلب كان قد أصدر قرارا بعلاج المخرج
الكبير رأفت الميهي على نفقة الدولة. (التفاصيل).
4
معارك في حياة رأفت الميهي.. أبرزها مرتضى منصور
كتب: محمد الشماع
كان شرسا جدا في معاركه. عنيدا في اختياراته. راهن على الفانتازيا ونجح.
راهن على الشباب ونجح. راهن على أن يحفر اسمه في تاريخ السينما المصرية
ونجح. واليوم رحل عن دنيانا. اليوم رحل رأفت الميهي وبقت أفلامه شاهدة على
واحد من أهم رموز الفن في مصر.
"الأفوكاتو"
ومرتضى منصور
واقعة شهيرة حدثت في أواخر عام 1983، عندما قدم رأفت الميهى واحدا من أهم
وأنجح الأفلام في تاريخ السينما المصرية وهو فيلم "الأفوكاتو"، والذي صدم
به الرأي العام، حيث قدم بصورة ساخرة الفساد المستشري في السلطة القضائية
والداخلية وعالم المحاماة، فكان من الطبيعي أن يقف أكثر من 150 محام، ضد
الفيلم.
بالفعل استشاط الجميع غضبا من شخصية "حسن سبانخ" الذي قدمها عادل إمام،
وكذلك كل الرموز التي قدمها الميهي في الفيلم الذي جسّد انحلال مجتمع خارج
لتوه من سياسة اقتصادية "منفتحة" في السبعينيات، وأقيمت الدعاوى ضد الميهي
وضد الفيلم، مطالبين بوقف عرضه، وحصولهم على تعويض مؤقت 101 جنيه، لأن
الفيلم يصور رجال القضاء والمحاماة بصورة غير لائقة ومشينة، ما يسئ إلى
سمعة مصر.
شاهد- فيلم "الأفوكاتو" (1984) بطولة عادل إمام ويسرا
ولسوء طالع الميهي أن القضية كان يحكم فيها مرتضى منصور، الذي قيل إنه شاهد
نسخة الفيلم، وشاهد القاضي وهو يقوم بمغازلة الشاهدة "إسعاد يونس" في
المحكمة بطريقة لا تليق، فانفعل مرتضى، وحكم بحبس رأفت الميهى ويوسف شاهين
(موزع الفيلم) وعادل إمام، سنة مع الشغل، وكفالة عشرة آلاف جنيه لإيقاف
التنفيذ.
لكن بعد تدخل نقابة السينمائيين وبعض الشخصيات أصدر المحامي العام لنيابات
الجيزة قرارا بإيقاف حكم مرتضى، فما كان للأخير أن يقدم استقالته، وتحول
خصما في المعركة، بعد أن اتهمه عادل إمام بمحاولة الحصول منه على رشوة،
فتقدم بدعوى سب وقذف، حُكم على الزعيم بسببها بالحبس ستة أشهر وغرامة مليون
جنيه، إلا أنها ألغيت بعد اعتذار إمام لمرتضى في الصحف.
الرهان على الشباب
يعتبر كثير من النقاد، فيلم "إسماعيلية رايح جاي" لمحمد هنيدي ومحمد فؤاد،
عام 1997، هو أول أفلام موجة سينما الشباب الجديدة، إلا أن الفيلم اعتمد
على نجوم الصف الثاني وقتها، ثم أتى رأفت الميهي عام 2001 ليصنع أول تجربة
سينمائية مصرية تعتمد على وجوه جديدة بالكامل، وهو فيلم "علشان ربنا يحبك"،
الذي قام ببطولته أحمد رزق وداليا البحيري ولؤي عمران وجيهان راتب، حيث كان
الرباعي وجوها جديدة.
شاهد- "علشان ربنا يحبك" (2001)
لقد غامر الميهي بالتجربة، محاولا الوقوف أمام موجة كاسحة لأفلام الكوميديا
كان أبطالها هنيدي والراحل علاء ولي الدين وأحمد آدم، لكنه لم ينجح على
المستوى الجماهيري ولا النقدي، بسبب طبيعة الفيلم الغريبة التي لم تكن
تستهوي جمهور السينما في هذا الوقت.
الفانتازيا
لم يتوقع أحد أن من قدم في أوائل الثمانينيات أفلاما كـ "عيون لا تنام"
لفريد شوقي وأحمد زكي ومديحة كامل، و"للحب قصة أخيرة" ليحيى الفخراني، أن
يتحول هذا التحول الرهيب لأفلام الفانتازيا في منتصف التسعينيات، بل ونال
بعضها نجاحا جماهيريا مقبولا.
راهن الميهي على موهبته الفذة في تقديم أفلام غريبة المضمون، تميل إلى
الكوميديا في محتواها، مثل "السادة الرجال" لمحمود عبد العزيز ومعالي زايد،
و"سمك لبن تمر هندي" للثنائي نفسه، و"ميت فل" لشريهان، و"ست الستات"
و"تفاحة" لليلى علوي. راهن أن يعرفه الجمهور بصاحب "الأفلام الغريبة" ففاز
بالرهان.
المرض
كان مسلسل "وكالة عطية" الذي كتبه وأخرجه الميهي عام 2009 هو الأخير له على
شاشة التليفزيون، بينما كانت له تجربة سينمائية أخيرة بعنوان "سحر العشق"
لجمال سليمان، بعدها داهمته متاعب القلب، فكان يعانى منذ فترة بإعياء شديد
أفقده القدرة على الكلام، حتى رحل عن دنيانا اليوم عن عمر ناهز 74 عاما. |