تترسخ تقاليد مهنة التمثيل في الحضارة العربية منذ قرون
تكامل العناصر الثقافية المكونة والمنتجة لها، فقد ارتبط مصطلح التمثيل
الذي نعرفه في القرن العشرين بمصطلحين سابقين له في الثقافة العربية هما:
المخايلة والإخراج لكل منهما يحمل معنى الأداء الحركي الذي استقر في القرن
العشرين في مصطلح التمثيل بالإضافة إلى مصطلحات مزدوجة أدعى إليها التنوع
في الأداء، مثل: المحبظين والظرفاء واللطاف وسواها. غير أن المهم هو بأن
العروض ذات الأداء الحي -التمثيل البشري أو مسرح الدمى أو خيال الظل-
موجودة في الثقافة العربية وقد طورتها عبر عواصمها المتوالية في الصعود
والسقوط، مثل الحضر وصرواح والجرعاء وبترا حتى دمشق وبغداد والقاهرة
وغرناطة منذ الألف الأول قبل الميلاد حتى الآن.
نشأت تلك التقاليد وتطورت عن الطقوس الدينية ما بين النص
والحدث باعتبارهما المصدرين الأساسي لكل عمل ثقافي، فانتقلت إلى أن تكون
تقاليد ثقافية عدة، أي منذ خربشات الصيد والرقص من العصر الثمودي وطقوس
التعاويذ من العصر النبطي ثم في القرن السابع والثامن الميلادي في مشهديات
النقائض عبر الفخر والهجاء بين الشعراء "جرير والفرزدق والأخطل" تكرّس
الموضوع التاريخي والأسطوري، فقد أخذ الأخيران لقبيهما من أدوارهما
التمثيلية كذلك ألبستهم ومجاميعهما. وتطورت الرقصات المصاحبة لتلك
المشهديات التمثيلية مثل رقصة الكرج كما ذكرها المسعودي في القرن العاشر ثم
أعاد ذكرها الفيلسوف موسى بن ميمون في القرن الثالث عشر، فإنه توالت النصوص
تخلقها الأحداث فنشأت المقامات بوصفها مادة هزلية للتمثيل عند الهمذاني في
القرن الحادي عشر والحريري في القرن الثاني عشر، وتوصلت الثقافة إلى وضع
البابات التي تؤدى في طيف الخيال عند ابن دانيال في القرن الرابع عشر
الميلادي.
وقد تنامى مسرح العرائس أو الدمى الذي تجلى منه الأراجوز
حيث انتشر في القرن السابع عشر وانتقل من البلاد العربية إلى تركيا والصين
والهند. وفي مدونات "عجائب الآثار" رصد المؤرخ الجبرتي في القرن التاسع عشر
كذلك الرحالة الإنجليزي وليم لين بعض العروض ذات الأداء الحي الموسمية في
مصر التي عرفت عن فرقة تدعى ابن رابية أسسها ومثل فيها أحمد فهيم الفار.
إن هذا التاريخ الطويل هو الذي جعل تنوع النصوص الأدبية
المخصصة للأداء الحركي في صور مختلفة ما أدعى إلى تطور التمثيل العربي مع
تجدد الوسائل كالمسرح والإذاعة والتلفزيون في القرن العشرين كما أنه رسخ
التنوع في فنون الأداء الجادة والهزلية بموضوعات اجتماعية وتاريخية
وأسطورية ودينية.
إن تاريخ الممثلين بوصفهم الكوادر الأساسية في تاريخ العروض
ذات الأداء الحي، فقد نشط المسرح العربي في القرن التاسع عشر، وهو انتقال
ارتبط بالتطور الصناعي مثلما ارتبط التمثيل في التلفزيون أي العروض
المرئية، وهو انتقال ارتبط بالتطور التقني في نهايات القرن العشرين وبدايات
الواحد والعشرين. احتكم تاريخ التمثيل، كذلك الغناء، بوصفهما الفنين الأكثر
جماعية في الوضع والأداء، أي أنهم يرتبطان بالنص سواء شعراً أو سرداً، غير
أن آلة الغناء هي الصوت، فإن آلة التمثيل الجسد.
إن تاريخ السينما العربية لم تكن له قائمة ما لم يعرف أن
ترسخ تاريخ المسرح العربي الذي سبقها بما يقارب القرن الواحد منذ القرن
التاسع عشر، هو الدافع لها في النماء والتطور كما أن الأعمال التلفزيونية،
المسلسلات تحديداً، لم تكن لها تلك القائمة دون تكرس فن السينما غير أن
الأخيرة ترتبط بالخيال المادة المعجمية الأولى للتمثيل بينما المسرح في
خشبة والمسلسل في استوديو يرتبطان في المادة الثانية هي الإخراج أي الإدارة
التمثيلية. وقد تهربت مادة المحبظ والمشخصاتي إلى المجال الساخر التي راحت
إلى فنون وارثة في التلفزيون مثل برامج المنولوجستات حتى الكاميرا الخفية.
إن الإرث التاريخي لفن التمثيل، وهو يتعلق بالأدب أيضاً،
بالإضافة إلى ارتباطه بالتطور الصناعي والتقني قد منح الممثل تعدداً في
الوسائل والإمكانيات التي تمظهر وجوده الثقافي. والمسرح العربي الذي ظهر
فيه عظام فن التراجيديا مثل جورج أبيض ويوسف وهبي يقابلهما علي الكسار
ونجيب الرحياني، دون نسيان المسرح الغنائي والسينما الغنائي لاحقاً، فإن في
السينما ظهر ما يماثل تلك الطاقات الملهمة. فقد ظهر عمر الشريف في لحظة
شديدة الحساسية على المستوى الثقافي والاقتصادي والسياسي.
لم يكن يحمل الشريف العبء المسرحي لا في التاريخ أو الأداء
مثلما نراه ماثلاً في شخصيات يوسف وهبي وزكي رستم، ولم يكن يمثل الأداء
الأكاديمي عند حسين رياض وسراج منير، فقد فضل عن آخرين بأنه يعبر عن ثلاثية
واضحة الأولى ترتبط بشخصية الإنسانية لكونه فارساً يحمل صفات الوسامة
والنبل والشجاعة، والثانية شخصية الخواجة أي الدالة على التعددية الثقافية
في الأعراق والأديان والطوائف التي استوعبتها قاهرة العشرينات والثلاثينات
والأربعينات، والثالثة هي صورة السلوك المتمرد فقد انقلب الشريف على
محاولات نمذجته عبر التثقيف والخبرة والجهوزية.
إن مسيرة العقود الخمسة للشريف لتكشف، والمقالة معنية
بتجربته التمثيلية في مصر، عن تطور مذهل لهذا الممثل الذي صنع نفسه بعصامية
مفرطة على أن الإعلام استهلكه عبر ممثلين ظل هاجس الطمع إلى نيل مكانته
بالتمثيل في هوليوود هدفاً غير أن كثيراً من هؤلاء الممثلين العرب من مصر
وسورية وتونس لم يحققوا شيئاً يذكر إذ إن السبب الموهبة وثقافتها وحظوظها.
ففي كل عقد تمكن مجموعة كبيرة من المؤلفين والمخرجين
والمصورين، بالإضافة إلى زملائه وزميلاته من فن التمثيل، إلى الإسهام في
صناعة مخرجات هذه الموهبة التي ظلت بين التكريس ورفض التصنيم عبر عوامل
الفروسية والخواجة والتمرد لبناء شخصيته في عناصرها الأساسية من لغتها
وحركتها وتعبيرها التمثيلي. إن اختيار نماذج، مقصودة في الهدف والتحليل،
لتكشف عن الهموم الاجتماعية والسياسية والتاريخية عند الشريف في تجسيدها.
ففي عقد الخمسينات الذي انطلق بأول أفلامه تحت إدارة يوسف
شاهين، وهو "صراع في الوادي" -1954- يتضح الوعي القومي في حقوق الطبقات
العمالية والنضالية الذي تكرس عبر فيلمي "صراع في المينا" -1956- و"أرض
السلام" -1957- الذي يعد من سلسلة أفلام القضية الفلسطينية في السينما
المصرية كما أن رسم صورة عن الطبقة الوسطى في همومها الاجتماعية
والاقتصادية واضح في نموذجي "لا أنام" -1957- الذي كان مبارزة تمثيلية بين
يحيى شاهين وهند رستم وفاتن حمامة و"سيدة القصر" -1958-.
وفي عقد الستينات تستمر الموضوعات الاجتماعية في أفلام عدة
غير أن اللافت هو اكتشاف الحس الساخر عبر فيلم "إشاعة حب" -1960- مع قامة
تمثيلية كبرى هي يوسف وهبي غير أن الموضوع السياسي يعود ثانية ليضع شخصية
المناضل ضد الاستعمار الإنجليزي في فيلم "في بيتنا رجل" -1961- المأخوذ من
رواية لإحسان عبدالقدوس، وقد تمايز أداء الممثل الشريف في هذه الأفلام التي
كرست شخصيته التمثيلية المتخذة من شخصيته ذات الطابع الفروسي والمتمرد
علامة لارتفاع مستوى الأداء تحت إدارة مخرجين متميزين مثل هنري بركات.
على أن الشريف واتته فرصة العمل على موضوع سياسي آخر في أول
أفلامه الهوليوودية "لورنس العرب" -1962- يتصل بالثورة العربية الكبرى 1916
ضد الإمبراطورية العثمانية بالتعاون مع ضابط انجليزي هو بطل العمل لورنس
قابلته شخصية الشريف علي التي أداها عمر الشريف باقتدار، ويمكن اعتبار فيلم
"المماليك" -1965- نقلة في شخصية الفارس الذي يعد ملهماً شعبياً حين يستمد
موضوع المقاومة من التنويع في الموضوع السياسي لكن في صياغة تاريخية من أحد
العصور السابقة من التاريخ المصري أي عصر المماليك بين القرن الثالث عشر
والسادس عشر، وكان سجالاً تمثيلياً بين أداء حسين رياض وعماد حمدي وأمينة
رزق ونبيلة عبيد الناشئة آنذاك.
حقق الشريف مجموعة من الأفلام باللغة الإنجليزية والفرنسية
بين النصف الثاني من عقد الستينات حتى بدايات الثمانينات التي أعادته إلى
تحقيق أفلام مصرية جعلت التعامل مع الشريف بين مطرقة الإعلام وسندان
الإنتاج بينما اكتسب الشريف خبرة الممثل في طابع الإنساني، خارج عقد
التخويج من الخواجة، بغض النظر عن كونه ممثلاً مصرياً أو أميركياً أو سواه،
وقد برز في صورة ممثلين قلائل في العالم مثل الشريف نفسه وأنطوني كوين
وبيتر أوتول وفي العالم العربي هناك محمود مرسي وجميل راتب.
في فيلم "أيوب" -1983- عن قصة لنجيب محفوظ ظهرت شخصية
الممثل الصقيلة إذ تراكمت التجربة في التثقيف ونفاسة الموهبة مقابل الخبرة
الأدائية في الحركة والتعبير مع أن الفيلم كشف عن لعبة مضمرة حين يحقق
المخرج هاني لاشين التناغم بين ممثل مسرحي ساخر مثل فؤاد المهندس وممثل
سينما بامتياز هو الشريف، ففي التناقض ما جعل موضوع أسرار الأثرياء
ونكباتهم مجالاً لإنجاز قصة إنسانية بين الخيبة والفجيعة.
يحقق نفس المخرج فيلماً آخر يعتمد على عامل من التراث
الثقافي هو الأراجوز وترميز لفساد الأجيال بعنوان "الأراجوز" 1989 يؤكد
لاشين بأن الممثل قابل لأداء ما هو مضاد لما اختبره من أدوار أي أن التجربة
هي محك الارتقاء والصقل الدائمين الذي لم يستوعبه ممثلون وممثلات يعدون من
الكبار والكبيرات أضاعوا فرصاً لجهلهم وسوء تقديرهم. إن ما تميز به هذا
الفيلم هو أن الشريف أسهم في كشف طاقة تمثيلية عند مشاركته البطولة مرفت
أمين التي كانت فرصة لم تتكرر لها بعد.
تمكن المخرج صلاح أبوسيف من جعل الموضوع الاجتماعي/السياسي
ذي صيغة ملحمية حين أدار مجموعة مبهرة من الممثلين في فيلم "المواطن مصري"
-1991- عن قصة يوسف القعيد "الحرب في بر مصر" -1978- مستوحاة من حرب 1973،
فقد تلاقت مواهب صفية العمري وعزت العلايلي وحسن حسني وعبدالله محمود
وإنعام سالوسة وأشرف عبدالباقي وخالد النبوي في تناغم مبهر يماثل تناغم
فيلم "باب الحديد" -1958- وطاقم الممثلين الذي كان من بينهم شاهين نفسه مع
تألق كل من فريد شوقي وهند رستم وآخرين.
إن شخصية العمدة التي أداها الشريف تقابل شخصية الفتوة التي
عرفت عن فريد شوقي ومحمود المليجي في أفلام الستينات والسبعينات ثم شخصية
مثري النعمة من غسيل الأموال لاحقاً في الثمانينات والتسعينات غير أن
ممثلاً في قامة عبدالله غيث بأدائه المسرحي استلهم شخصية العمدة في صورة
عمر الشريف حين أدى فيلم "ديك البرابر" -1992-.
يعيد طارق التلمساني صياغة شخصية أخرى في ذات الحدث أي حرب
1973 حين يجعل من شخصية العمدة رجل الأعمال العصامي في فيلم "ضحك وجد ولعب
وحب" -1993- إن التوازن ما بين الشريف وصفية العمري وخالد النبوي صار ما
بين الشريف ويسرى وعمرو دياب غير أنه غاب عن الفيلم الطابع الملحمي لكونه
حين يتجنب البعد الأسطوري بوصفه الأرضية المضمرة ينكشف الحس الواقعي في وضع
طبقي معقم لموضوع تدار من دفة جبروت العمدة لحماية ابنه من التجنيد إلى
وسائل رجل الأعمال لحماية ابنه من الفساد.
وفي ما بعد الألفية الثالثة حقق الشريف لأول مرة مسلسل
"حنان وحنين" -2007- الذي يعرض لشخصية مغترب يعود إلى بلده. صار الشريف في
هذا المسلسل قريباً من الشاشة يحمل جودة الخبرة وهموم السنين. وقد عاد
ليحقق فيلم "حسن ومرقص" -2008- الذي سبق وأن قدم في صياغة سينمائية بعنوان
"حسن ومرقص وكوهين" -1954- ثم في صياغة مسرحية "حسن ومرقص وكوهين" -1960-
غير أن التفاوت في القصص لا يلغي محاولة عرض التنوع الإثني والديني في
القاهرة بين اليهود والمسلمين والمسيحيين. وقد تنامت الطائفية ما جعل إحدى
الروايات الفرنسية تصدر بعنوان "السيد إبراهيم وزهور القرآن" لإيريك شميت
فتتحول إلى فيلم "السيد إبراهيم" -2003- لترصد علاقة بين بائع مسلم عجوز
وصبي يهودي يتيم مستوحاة من أحداث في ستينات القرن العشرين لتقدم صورة عن
تناغم ممكن حين يرث الصبي محل البائع بعد وفاته بعد علاقة التبني بين
العجوز والصبي.
لكن يأتي موضوع الطائفية بصورة مختلفة في الثقافة العربية
بعيداً عن الرومانسية الفرنسية نحو الواقع العربي في فيلم آخر. فقد تبارت
المواهب المتضادة في هذا الفيلم عبر صيغته المحدثة "حسن ومرقص" -2008- لقصة
يوسف معاطي وإدارة المخرج رامي إمام لمناقشة القضية الطائفية في التطرف في
الإسلام والمسيحية على مبدأ أن الأضداد تظهر بعضها، فقد كان بين موهبة
الشريف وعادل إمام صراع التضاد الذي مكن كل واحد منهما أن يتجلى في منطقته
المختلفة عن الآخر على أن الفيلم يجمعهما معاً لكن لكل طريقة ومنهج.
يختتم الشريف مسيرته التمثيلية المصرية في فيلم "المسافر"
-2011- الذي يعد مغامرة فنية لصناع الفيلم إلا أن المشكلة تكمن في أن
الفيلم تناول أجيالاً عاصرت أحداثاً سياسية عاصرها الشريف بينما لم يعاصرها
الممثلون والمؤلف الذي هو المخرج نفسه. السؤال الذي يتبدى للمشاهد عن
الرابط بين أحداث هي نتيجة حروب عدة مثل الحرب العربية الإسرائيلية -1948-
ثم الحرب العربية الإسرائيلية -1973- ثم تفجيرات 11 سبتمبر 2001. هل تكفي
شخصية ساعي البريد في مراحل عمرية مختلفة كان من نصيب الشريف مرحلة
الشيخوخة؟.
واجه هذا الفيلم إشكاليات بيروقراطية في الإنتاح وظروف في
توقيت العرض والمشاركة غير أن هناك دلالة تنكشف أن الشريف شاهد تاريخي على
صناعة السينما التي حين تخلت عن تراثها الثقافي الذي بدأ من الجذور
الاجتماعية للطوائف والأعراق ثم نزع عنها، ومن ثم عدم اعترافها بالتطور
التقني في عالم الفرجة عبر الوسائل الإلكترونية، وثالث أمر هو أن هناك
تقنيات جديدة تخص سينما المؤلف التي بدأ إرثها مع يوسف وهبي ثم يوسف شاهين
في مرحلة وفي أخرى مع رأفت الميهي وداوود عبدالسيد غير أنها تتطلب الانقلاب
على هذا الإرث لا استعارة إرث خارج الجذور الثقافية.
لطالما يلمع الصوت من الحنجرة فتتوارى الكلمة والنغم كذلك
حدث تجلت الحركة من جسد الممثل أي الشريف فتوارى السيناريو والإخراج.. هذا
العمر الشريف وليد الإسكندرية عام 1932 من أب جاء من قرية زحلة في لبنان،
والدارس في كلية فيكتوريا ثم جامعة القاهرة متخصصاً في العلوم التطبيقية ثم
في الأكاديمية الملكية للدراما بلندن. تزوج من فاتن حمامة عام 1955 منجبين
ولداً اسمه طارق، ثم انفصلا عام 1974، ولم يتزوج بعدها.
حقق أفلاماً عده في خمسينات القرن العشرين ثم جاءت فرصة
للعمل في هوليوود منذ الستينات والسبعينات، فعاد إلى السينما المصرية في
الثمانينات غير أن عروض الأفلام الأوروبية والأمريكية ظلت مستمرة حتى آخر
فيلم ظهر فيه "روك القصبة" -2013- للمخرجة المغربية ليلى مراكشي. ففي هذا
الفيلم شهد مولانا حسن أي الأب صراع عائلته حول حياته ومماته يعدون الجنازة
لكن الحياة تأخذهم إلى تهلكتها ويبقى الأب ذلك العاري أمام العائلة. فهو
عار من الحياة إلا من ظلال الصوت والروح التي تترك كثافة هائلة من شخصية
جمعت الفروسية والخواجة والمتمرد.. فعلاً، مضى؟. لا لم يمض ذلك الفارس عنا
سوى ليزور الحبيبة فاتن حمامة. وسيبقى في حياتنا ذلك الرجل الذي اسمه عمر
الشريف. |