عمر الشريف: خسرت فاتن لعدم استقراري... وحليم أعز أصدقائي
كتب الخبر: مصطفى
ياسين
عرض عليّ شاهين دوراً في فيلم إسكندرية كمان وكمان وعندما
رفضته مثله هو
هو النجم الذي انطلق للعالمية في أسرع وقت.
كان قنبلة من الموهبة فجرها المخرج الكبير يوسف شاهين في
فيلمه «صراع في الوادي».
جذب الانتباه بوسامته وأدائه وأسلوبه وأحاسيسه.
وتحول عمر الشريف إلى بطل له ملامح خاصة وتحولت أفلامه إلى
جزء عزيز وغال من تاريخ السينما المصرية.
وإنه مشوار من الجهد والعبقرية والفن وضعه على خريطة واحدة
مع أشهر نجوم العالم.
عمر الشريف رغم الغربة الطويلة التي عاشها كان يحمل روح ابن
البلد وتلقائيته تسبق كلامه وصراحته تؤكد ثقته بنفسه وجرأته في التعامل مع
مشاعره وحياته جعلت منه نموذجا خاصا للفنان الذي منحته الدنيا الشهرة
والمجد والأضواء.
وكانت ابتسامته هي عربون الصداقة الذي يقدمه لمن يرتاح له
رغم أنه من الصعب أن يستريح لأحد، فقد كان حذرا في علاقاته، ومتمردا في
أفكاره، وساخنا في التعبير عما يدور بأعماقه.
●
من يقرأ ملف حياتك الشخصية والفنية يكتشف أنك تعرف ماذا تريد.
-
بالعكس أنا رجل لا يعرف كيف يخطط لحياته وأعيش الحياة يوما بيوم ولا أعمل
حسابا للغد وإنما أعمل حسب مزاجي وحسب ظروفي المادية فمثلا لو أن مزاجي
معتدل أشتغل ولو كنت مفلسا أضطر أن أشتغل.
فيلم الأراجوز مع المخرج هاني لاشين لم أكن حددت موعدا
لتصويره لكن الدور عجبني واعتبرته نوعا من التحدي وارتبطت بكلمة شرف أني
سأمثله وبدون أي تخطيط دخلت الاستديو وصورته.
●
تيجي نعمل فلاش باك لمشوارك الفني؟
-
دخولي الحياة الفنية لم يكن سهلا وواجهتني صعوبات كثيرة ومتاعب عديدة لكني
استفدت منها، عندما عرض عليّ يوسف شاهين أول أفلامي ظللت ستة أشهر كاملة في
تمرينات وتدريبات مستمرة، كان يطلب مني أن ألقي أمامه بعض أجزاء من مسرحيات
شكسبير وعملت عشرات البروفات قبل الوقوف أمام الكاميرا.
وما حدث مع شاهين حدث مع دافيد لين في فيلم لورانس العرب
فقد أجرى لي اختبارا أمام الكاميرا في الصحراء ولمدة 4 أشهر قبل التصوير
كنت أتعلم ركوب الخيل.
وأنا عملت مع كثير من مخرجي العالم مثل تيرنس يانج في فيلم
(دكتور زيفاجو) وويليام وايلر في فيلم (فتاة مرحة) وسيدني لومييت في فيلم
(الميعاد) وريتشارد فليتشر في فيلم (جيفارا) ومن كل هؤلاء المخرجين اختزنت
الخبرة وعرفت اختلاف الأساليب.
●
ماأصعب فيلم في حياتك؟
-
لورانس العرب لأن مدة تصويره وصلت الى عشرين شهرا أقمنا فيها إقامة دائمة
في الصحراء وقضيت هذه المدة بعيدا عن زوجتي وابني.
●
يقال إنك ترفض كل ما يعرض عليك من سيناريوهات؟
-
أذكر أن يوسف شاهين عرض عليّ الدور الذي قدمه محمود حميدة في فيلم المصير
لكني رفضته وقبلها عرض عليّ فيلم إسكندرية كمان وكمان ولم يعجبني الدور
وعمله هو، وفي مسلسل زيزينيا رفضت الدور الذي قدمه جميل راتب والمسلسل نفسه
لم يعجبني. أنا لازم أحب الدور اللي حأعمله وإلا ما أعملوش خالص.
●
يقال إنك تعشق 3 أشياء: البريدج والخيل والنساء؟
-
أحب البريدج والخيل أما المرأة فهذه أكذوبة.
●
معقول؟
-
هناك ميل لدى الصحافة العالمية لإلصاق تهمة الدون جوان العربي بشخصي وهذا
غير صحيح، وإذا كنت أزامل ممثلة تشترك معي في فيلم بحكم العمل فإن هواية
الصحافة الفنية إعطاء الأمور أبعادا وأحجاما غير حقيقية للموضوع وأنا كنت
مادة خصبة دائما للشائعات.
وأنا أعيش حياة متعبة للغاية ولا يمكن أن يكون فيها مكان لامرأة تبحث عن
الاستقرار خاصة أن معظم عمري أقضيه في الفنادق فأنا غريب في كل مكان أذهب
إليه ولا توجد عندي مواعيد نوم واستيقاظ وطعام وبصراحة كمان أنا لا أتفق مع
(الستات الأجانب).
●
كيف؟
-عقليتي
لاتتفق معهن، أسلوب كلامهن وتصرفاتهن فوق قدرتي على الاحتمال فأنا أستطيع
التعامل مع المرأة الأجنبية مدة معينة لكن بعد 24 ساعة لا أتحملها ولو كنت
في مصر طوال الفترة الماضية من عمري لتزوجت أربع مرات على الأقل.
●
هل الأجنبية تتصرف بعقلها أكثر من مشاعرها؟
-
ليست حكاية عقل. العلاقة عندهم علاقة (عافية) وأنا لست من النوع الذي يقول
إن الرجل أهم من المرأة أو العكس، فأنا متحضر جدا لكن هناك أسلوبا لابد
للمرأة أو بالذات الزوجة أن تعامل به رجلها. هذا الأسلوب هو أسلوب الأنوثة،
أسلوب المشاعر وليس أسلوب القوة والعافية. وأنا غير معتاد أن الست تكلمني
بطريقة مستعفية. وعلى فكرة أؤكد لك أن العرب يعاملون المرأة أفضل من أي
إنسان آخر.
●
هل تقصد الحنان عند المرأة الشرقية؟
-
بالضبط. نقطة (الحنية) هذه عند الشرقية هي أهم ما يميزها ونحن الرجال نهتم
بمن ريحنا لأن عقلنا صغير وأشبه بعقل الأطفال.
●
لماذا أطلقوا عليك لقب فالنتينو؟
-
أشعر بالخجل من هذا الموضوع لكن ربما لأنني لعبت أدوارا كثيرة فيها حب إلى
جانب ملامحي الشرقية.
●
هل صحيح أنك كنت ستتزوج الممثلة والمغنية اليهودية بربارا
سترايسند؟
-
ما حدث في بعض الصحف المصرية ضدي جعلني أشعر بالأسى والحزن فأثناء بروفات
استعراضات فيلم فتاة مرحة التقطوا صورا للدعاية وكان من بين هذه الصور صورة
لي مع بربارا وقبل انتهاء تصوير الفيلم وقعت حرب 67 وفوجئت بمراسل
الأسوشيتد برس يتصل بي ويقول إن مصر ستسحب مني الجنسية المصرية وطلب
مقابلتي وعندما قابلته أعطاني نسخة من مجلة المصور فيها مقال بعنوان
(امنعوا الجنسية العربية عن هذا الممثل الرقيع) وبجوار العنوان صورتي مع
بربارا اليهودية.
●
من أكثر صديقة لك من الممثلات العالميات؟
-
صوفيا لورين التي التقيت بها في ثاني أفلامي (سقوط في الامبراطورية
الرومانية) الذي أعتبره وصمة عار في حياتي الفنية لأنه كان سيئا جدا.
-
بدون الدخول في خصوصيات دعنا نفتح ملف انفصالك عن السيدة فاتن حمامة
●
لقد تركت مصر عام 62 وحدث انفصال لمدة طويلة ثم حدث الطلاق
في أغسطس 69 فهل التمثيل في الخارج كان السبب الرئيسي في القضاء على هذا
الزواج القوي؟
-
دعني أقل إن فاتن كانت حلم كل شاب طموح يفكر في شق طريقة مع الفن وكانت
نموذجا للسيدة التي أتمناها فأنا احب الأنثى الدقيقة التكوين الصغيرة الحجم
المخلصة في التعبير. وعشت معها في مصر 7 سنوات وكان كل الوسط الفني
والصحافي يردد أننا صورة للزواج المثالي الناجح. لكني أعترف بأن الزواج
يحتاج لاستقرار والسفر والانشغال ساهما فعلا في الانفصال.
●
هل ممكن نسمع خبر زواجك مرة أخرى؟
-
ممكن جدا فأنا أفعل أي شيء في أي وقت وقد استيقظ في الصباح وأتزوج امرأة
أقتنع بها.
-
حدثني عن الأولاد.
-
طارق ونادية التي ربيتها منذ أن كان عمرها 3 سنوات وعاشت كابنتي فهي ابنة
المخرج عزالدين ذوالفقار.
أما طارق فعاش فترة طويلة مع أمه في لندن ودرس وكبر وأنا
أحبه لأنه ذكي وفنان يعشق الرسم والموسيقى والتمثيل ونجح في السينما عندما
مثل دور الطفل جيفاجو ونادية اشتغلت معي فترة طويلة كسكرتيرة وهي ذكية جدا
ودرست العلاقات العامة والترجمة في معاهد جنيف ثم تزوجت وأنجبت فاتن.
●
هل شعرت بأي نوع من الألم وأنت تتحول تدريجيا من أدوار
البطولة إلى الأدوار الثانبة في السينما العالمية؟
-
عانيت في الفترة الأولى من عدم قدرتي على تحديد المرحلة السنية لشخصيتي
وبعد ظهور الشعر الابيض في رأسي أصبحت الأدوار تأتيني لتقديم شخصيات في سن
متقدمة وهذه المرحلة أخذت مني 7 سنوات حتى استقروا على شخصيتي.
●
ما هي حكايتك مع العطور؟
-
كانت هواية ثم أصبحت احترافا بعد أن اتفقت معي شركة عطور على إنتاج عطر
يحمل اسمي تستخدمه المرأة والغرض منه أن يكون نموذجا للعطر الذي أفضله
واخترت بنفسي تركيبة العطر من الياسمين وزهر البرتقال.
●
لماذا؟
-
لأني أحب رائحة الصابون. أنا مثلا من هواة جمع الصابون ذي الرائحة الجميلة
والمميزة واختياري للياسمين والبرتقال يرجع إلى أنهما يمثلان كل ما هو شرقي
وأحس فيهما برائحة طفولتي.
●
هل قبولك الإعلانات سببه عدم وجود سينما تعمل بها؟
-
أفضل تقديم إعلان أكسب منه الفلوس بدلا من أن أعمل فيلما لا يعجبني ولابد
أن أكسب فلوسا لأن لا أحد ينفق عليّ.
●
القمار... هل أضاع جزءا كبيرا من ثروتك؟
-
لا أريد أن أنفي أو أؤكد ولا أحب الكلام في هذا الموضوع.
●
ما حكاية الصحافية الإيطالية التي ادعت أنك والد ابنها الذي
يشبهك؟
-
لا أدري وقد يكون الولد نتيجة علاقة عابرة ولا أتذكر إن كنت التقيت بها أم
لا.
●
ماذا يعمل ابنك طارق الآن؟
-
الولد طلع بتاع قمصان. عنده تجارته ومحلاته ومصانعه الناجحة وحبه للتجارة
كبير مثل حبه للفن.
●
من أكثر صديق لك في زمن الفن الجميل؟
-
عبدالحليم حافظ وبدأت صداقتنا في فيلم أيامنا الحلوة الذي أخرجه حلمي حليم
عام 55 وعندما سافرت إلى الخارج كان حليم يسافر معي كثيرا للعلاج خاصة في
لندن.
●
هل لك أشقاء غيرك؟
-
شقيقتي ماجدة عاشت مع والدتي ومعي في إسبانيا وتزوجت رجلا إسبانيا وأنجبت
منه اثنين ثم انفصلت عنه وتزوجت رجلا أميركيا.
●
ووالدتك؟
-
اسمها كلير وماتت في إسبانيا وكنت أحبها جدا. ماتت عام 98 ودفنت في مدريد.
●
هل فكرت تكتب مذكراتك؟
-
أنا من النوع الذي لا يحتفظ بأسرار لأني كتاب مفتوح وأنا أيضا حريص على
أناس آخرين وما ذنبهم حتى أحكي حكايتهم في طريقي وهم يعيشون الآن حياة
هادئة بعيدا عن الفن والضجيج.
قصة هذا الحوار
عمر هذا اللقاء 13 عاما
وبالتحديد في مايو 2002
كنت وقتها في إحدى دورات مهرجان "كان" السينمائي الدولي
وكان من بين الحضور في هذه الدورة النجم الكبير عمر الشريف الذي ترددت
كثيرا قبل أن أطلب منه الحوار بعد أن نصحني أحد الأصدقاء بألا أفعل ذلك لأن
عمر عصبي جدا ويرفض الحوارات ومن الممكن أن أسمع منه كلاما لا يرضيني لكني
قررت انتهاز الفرصة التي لا تتكرر كثيرا وفوجئت به يوافق بعد أن منحني فترة
زمنية معينة على ألا أتجاوزها وهو ما حدث بالفعل. |