موجة حزن عميق في هوليوود لرحيله بعدما أضحك الملايين سنين طويلة
روبين وليامز .. صانع البهجة يموت منتحراً من الاكتئاب
خورشيد حرفوش
(لوس أنجلوس ـ وكالات): أعلنت شرطة مارين كاونتي في مقاطعة
كاليفورنيا الأميركية منتصف ليلة أمس الأول الاثنين «12,02» العثور
على الممثل الأميركي روبن وليامز «63 عاما» متوفياً، وأن السبب
المرجح لذلك «الانتحار اختناقا»، وأن التحقيق لا يزال جاريا حول
تحديد أسباب الوفاة وظروفها على وجه الدقة، مشيرة إلى أن الممثل
المشهور شوهد حيا للمرة الأخيرة في منزله حيث يقيم مع زوجته حتى
«قرابة الساعة 22,00»، وأن مكتب رئيس شرطة المقاطعة تلقى مكالمة في
منتصف النهار تقريبا بالتوقيت المحلي تقول أن «وليامز فاقد للوعي،
ولا يتنفس في منزله بالقرب من تيبورون إلى الشمال من سان
فرانسيسكو.
بعدها أوضحت وكيلته الإعلامية «مارا بوكسبوم» في بيان أن الممثل
كان يعاني «في الفترة الأخيرة من اكتئاب حاد، وأن وفاته مفاجئة
ومأساوية»، فيما أعلنت دائرة الطب الشرعي في مقاطعة مارين أمس
الأول أنها تشتبه في أن الممثل الكوميدي مات منتحرا عن طريق
«الاختناق» إلا أن سبب الوفاة لا يزال قيد التحقيق، وأن تشريح
الجثة سيتم أمس الثلاثاء.
وفي أول تصريح لها عقب الوفاة، قالت زوجته الثالثة «سوزان شنايدر»
التي اقترن بها عام 2011، في بيان منفصل «لقد فقدت زوجي هذا الصباح
وأفضل صديق لي فيما فقد العالم أحد أفضل فنانيه المحبوبين، إنه كان
إنسانا جميلا، وقلبي مفطور، لقد خسرت زوجي وأفضل صديق لي، في حين
فقد العالم أحد أكثر الفنانين المحبوبين وأحد أروع الأشخاص، إن
قلبي محطم».
وطلبت «ألا يتم التركيز على وفاته» بل على لحظات الفرح والضحك التي
لا تحصى التي منحها إلى الملايين من الناس».
وبعد الإعلان عن الوفاة، بعض معجبيه وجيرانه خارج المنزل ووضعوا
الزهور، وتحدثوا عن الرجل الذي كان يركب دراجته ويجول في أرجاء
المنطقة، وكان يبتسم ويلوح دائماً للأطفال في الشارع.
وكان وليامز الذي عانى في الماضي من الإدمان على الكحول، قد دخل
إلى مركز إعادة تأهيل في مينيسوتا الشهر الماضي لمساعدته في الحفاظ
على اتزانه النفسي بعد برنامج عمل شاق.
وهز نبأ وفاة وليامز هوليوود، ورثى زملاؤه خسارة فنان كان يعتبره
الكثيرون «ذا قلب كبير وأحد أكثر الكوميديين ابتكارا في عصره»،
وقال المخرج ستيفن سبيلبرج «إن عبقرية روبن الكوميدية كانت بمثابة
عاصفة صاعقة، وكان ضحكنا هو الرعد الذي كان يبقيه مستمرا».
ووصف الرئيس الأميركي باراك أوباما وليامز في بيان له بأنه ممثل
«فريد من نوعه» وأنه جعل الناس يضحكون ويبكون عبر الشخصيات التي
أداها في أفلامه.
كان طبيباً وعبقرياً ومربياً ورئيساً وأستاذاً جامعياً، وبيتر بان
طائراً، مضيفاً «كان يضحكنا وكان يبكينا».
كانت بدايات وليامز كمؤدي وصلات كوميدية فردية في بعض نوادي سان
فرانسيسكو وبعدها التحق باستوديوهات إن بي سي في أول دور رئيسي له
في مسلسل
HappyDaysبعدها
أدى العديد من الأدوار التلفزيونية الرئيسية والثانوية وفي نفس
الوقت وخلال فترة السبعينيات والثمانينيات استمر بتأدية وصلاته
الكوميدية الفردية والتي حظيت بشهرة كبيرة.
ومن ثم قام بدور البطولة في عدد من الأفلام التي لم تلاق نجاحا
كبيرا، وتدرج في المسرح الارتجالي بعد تخرجه من كلية «جوليارد سكول».
وكان معروفا بقدرته الفريدة على تقليد اللهجات وعلى تغيير صوته
الذي أعاره لشخصية «علاء الدين» في فيلم من إنتاج «ديزني» أو عندما
يصرخ في المذياع مطولا «جود مورنينج فيتنام» عندما جسد دور عسكري
متمرد في فيلم باري لفينسون.
وكان لا يزال لديه ثلاثة أفلام باتت في مرحلة ما بعد الإنتاج من
بينها جزء جديد من «نايت آت ذي ميوزيوم» سيعرض في نهاية السنة
الحالية.
وقد حاز الممثل جائزة أوسكار عام 1997 عن أفضل ممثل في دور ثانوي
عن فيلم «جود ويل هانتينج» ورشح للفوز بهذه الجائزة ثلاث مرات
أخرى.
وفاز أيضا بأربع جوائز «جولدن جلوب» منها عن دوره في الفيلم
التلفزيوني «ورك آند ميندي» وفي «جود مورنينج فيتنام».
تزوج وليامز ثلاث مرات آخرها عام 2011 من شنايدر ولديه ثلاثة
أبناء.
وقد خضع الممثل لعملية ناجحة في القلب العام 2009 وروى الطاقم
الطبي يومها أنه بدأ بإضحاكهم بعد ساعتين على خروجه من غرفة
العمليات، لكنه كان يخفي وراء الضحكة، مشاكل كثيرة. |