أحد ألمع نجوم هوليوود وحائز «أوسكار»
روبن وليامز.. نهاية مفاجئة ومأساوية
لوس انجلوس - أ. ف. ب - توفي الممثل الاميركي روبن وليامز احد المع
ممثلي جيله والفائز بجائزة اوسكار عن دوره في فيلم «غود ويل
هانتينغ» أمس الأول بعدما اقدم على الانتحار على ما يبدو.
وفي بيان اوضحت شرطة مارين كاونتي في كاليفورنيا (جنوب شرق
الولايات المتحدة): «اعلنت وفاة مواطن ذكر حددت هويته على انه روبن
ماكلورين وليامز (63 عاما) المقيم في تيبرون في كاليفورنيا عند
الساعة 12,02 (الاثنين)» والسبب المرجح لذلك «الانتحار اختناقا».
واضافت ان التحقيق «لا يزال جاريا حول اسباب الوفاة وظروفها».
بعد انتشار نبأ وفاة روبن وليامز، اوضحت ملحقته الاعلامية مارا
بوكسبوم في بيان ان الممثل كان يعاني «في الفترة الاخيرة من اكتئاب
حاد». واضافت «ان وفاته مفاجئة ومأساوية».
وللممثل وأصله من شيكاغو (شمال) ثلاثة اولاد. وقالت زوجته الثالثة
سوزان شنايدر التي اقترن بها في العام 2011 «خسرت زوجي وافضل صديق
لي في حين فقد العالم احد اكثر الفنانين المحبوبين واحد اروع
الاشخاص». واضافت «قلبي محطم» طالبة الا يتم التركيز «على وفاته بل
على لحظات الفرح والضحك التي لا تحصى التي منحها لملايين الاشخاص».
مسيرة حافلة
امتدت مسيرة روبن وليامز على اربعة عقود تقريبا انتقل خلالها من
مجال الى آخر، من الدراما الى الكوميديا مرورا بالتلفزيون.
وبعدما درس المسرح في مدرسة جوليارد سكول العريقة، بدأ مسيرته مع
عروض منفردة (وان مان شو) في نواد ليلية.
وقد برز في احدى حلقات مسلسل «هابي دايز» في العام 1974 ومن ثم في
فيلم تلفزيوني مستوحى من شخصية مورك التي جسدها بعنوان «مورك اند
ميندي»، وحاز جائزة غولدن غلوب على هذا الدور.
أدوار مؤثرة
وقد حصد اربع جوائز غولدن غلوب في المجموع ولا سيما عن دوره في
«غود مورنينغ فيتنام» من اخراج باري ليفينسون الذي حقق له شهرة
عالمية.
وقد سحر الجمهور في العالم باسره بدور مؤثر جدا هو الاستاذ الجامعي
اللامع امام مجموعة من المراهقين في «ديد بويت سوساييتي» (1989)
وفي المجال الكوميدي مع افلام مثل «ميسيز داوتفاير» (1993) الذي
حاز عن دوره فيه جائزة غولدن غلوب ايضا وفي سلسلة الافلام الموجهة
للصغار والكبار «نايت آت ذي ميوزيوم».
وبفضل ادائه في فيلم «غود ويل هانتينغ» حاز جائزة الاوسكار الوحيدة
في مسيرته العام 1998 في فئة افضل ممثل في دور ثانوي. وقد رشح
للفوز بجائزة اوسكار ثلاث مرات اخرى.
وكان يفترض ان يشارك في جزء ثان لفيلم «ميسيز داوتفاير» تقرر
الغاءه بعد اعلان وفاته.
ولا يزال لديه ثلاثة افلام باتت في مرحلة ما بعد الانتاج من بينها
جزء جديد من «نايت آت ذي ميوزيوم» سيعرض في نهاية السنة الحالية.
عبقري في الضحك كما في البكاء
لعب روبن وليامز بعبقرية على مدى اربعين عاما ادوارا تراوحت بين
الضحك والدموع، من والد متنكر على هيئة مربية ومنسق موسيقى ثائر في
الجيش واستاذ ادب متمرد وقاتل.
كان قادرا على حبس انفاس قاعات تكتظ بالاف الاشخاص حتى يسترسلوا في
الضحك. وكان يقدم بانتظام سهرات تلفزيونية ولا سيما حفلات تيليتون
خيرية. وقد تدرج في المسرح الارتجالي «ستاند اب كوميدي» بعد تخرجه
من كلية «جوليارد سكول» احد اعرق مدارس التمثيل في الولايات
المتحدة.
وقد غاص الممثل صاحب العينين الثاقبتين والوجه اللافت الذي يتأرجح
دائما بين الضحك والبكاء، في سجل العواطف البشرية كاملا.
فكان معروفا بقدرته الفريدة على تقليد اللهجات وعلى تغيير صوته
الذي اعاره لشخصية علاء الدين في فيلم من انتاج ديزني، او عندما
يصرخ في المذياع مطولا «غود مورنينغ فيتنام» عندما جسد دور عسكري
متمرد في فيلم {باري لفينسون}.
وتعتبر مشاركته في «ميسز داوتفاير» احد اشهر ادواره، ويجسد فيه
شخصية والد مطلق يحاول بكل الوسائل البقاء قريبا من اطفاله فيتنكر
على هيئة مربية مسنة.
وقبل سنوات قليلة على ذلك جسّد دور استاذ جامعي مثالي في فيلم «ديد
بويت سواساييتي» الذي اثر في جيل كامل.
فصرخته «كابتن او ماي كابتن» التي يحض فيها تلاميذه على الاستمتاع
بالحياة تردد صداها لدى كل الذين حضروا الفيلم ذا النهاية
المأساوية. وقد جسد ايضا شخصيات معذبة وسوداوية اكثر مثل السفاح في
«إنسومنيا».
لكن الممثل كان يخفي وراء الضحكة، مشاكل كثيرة. فقد كان يعاني من
«اكتئاب حاد»، وتحدث علنا عن مكافحته لادمان المخدرات والكحول
وتابع علاجات عدة للاقلاع عنها.
صديق الأطفال
خارج منزل وليامز وضع معجبوه وجيرانه الأزهار وتحدثوا عن الرجل
الذي كان يركب دراجته ويجول في أرجاء المنطقة وكان يبتسم ويلوح
دوما للأطفال في الشارع.
زهور ودموع
فور معرفتهم بنبأ وفاته توافد المعجبون بالممثل الراحل إلى لوس
أنجلوس لوضع باقات من الزهور ورسائل الحب والصور على نجمته على
رصيف الفن في هوليوود، وذرف الكثيرون الدموع على فنان كبير لم
يعرفوه شخصيا، لكنهم ارتبطوا به كثيرا، كما قام أحدهم بوضع تمثال
أوسكار صغير عليها. وكان لديه محبون في العالم بأسره وفي اوساط
السينما ايضا حيث تصفه التعليقات بأنه كان «لطيفا» و«رائعا» يرسم
البسمة دائما على شفاه الذين يلتقيهم.
ردود أفعال
أوباما: فريد من نوعه
قال عنه الرئيس باراك اوباما «كان طبيبا وعبقريا ومربية ورئيسا
واستاذا جامعيا وبيتر بان طائرا.. كان يضحكنا وكان يبكينا».
وأضاف: «موهبة شاسعة كان الممثل يوفرها بكل حرية وبسخاء للذين هم
بامس الحاجة اليها من قواتنا المسلحة المنتشرة في الخارج الى
الاشخاص المهمشين في شوارعنا.. كان فريدا من نوعه. تتقدم عائلة
أوباما بتعازيها لعائلة روبن واصدقائه وكل من وجدوا لهم صوتا ومثلا
بفضل روبن وليامز».
قلب كبير
هز نبأ وفاة وليامز هوليوود ورثى زملاؤه خسارة فنان كان يعتبره
الكثيرون ذا قلب كبير وأحد أكثر الكوميديين ابتكارا في عصره. وقدم
مشاهير هوليوود وكثير ممن عرفوا وليامز التعازي بالفنان الراحل.
قال المخرج ستيفن سبيلبرغ «روبن وليامز كان برقا من عبقرية كوميدية
وكانت ضحكاتنا الرعد الذي يدفعه الى الامام. كان صديقا ولا يسعني
ان اصدق انه لم يعد بيننا».
وغرّد الممثل جون كراير على موقع تويتر «سنحاول أن نكمل الحياة..
لكنها لن تكون ممتعة من دونك».
وقال الممثل نيل باتريك هاريس أيضا في تغريدة على موقع تويتر «أنا
مصدوم ولا ازال اترنح من نبأ وفاة روبن وليامز. أدخل كثيرا من
السعادة على قلوب الملايين».
أما الممثلة ميني درايفر فقالت في تغريدتها «قلبي مفطور.. روبن كان
جميلا ورقيقا. لا استطيع تحمل رحيله. اشعر بأسى شديد لعائلته».
وكتب مقدم البرامج الساخر جيمي كيمل في تغريدته «روبن كان إنسانا
لطيفا بقدر ما كان كوميديا. اذا كنت تشعر بالحزن... من فضلك ابلغ
شخصا ما بذلك». |