ورحل سعيد صالح ..
صانع الابتسامة وسلطان الكوميديا
القاهرة –أشرف عبد الحميد
لم يتخيل الفنان المصري الكبير عادل إمام أن مشهد النهاية الذي
أداه أمام قبر رفيق عمره، وصديقه سعيد صالح في فيلم "سلام يا
صاحبي" سوف يتجسد في الحقيقة بعد ربع قرن.
توفي سعيد صالح أمس الجمعة وودعه رفيقه عادل إمام كما ودعه زملاؤه
الفنانون والملايين من جمهوره ومحبيه إلى مثواه الأخير في قرية
مخربيا بمركز اشمون بمحافظة المنوفية في دلتا مصر.
أضحك سعيد صالح الملايين بأعماله الفنية الخالدة التي مازالت ترسم
البسمة في مصر والوطن العربي ومنها مسرحية "العيال كبرت"، و"مدرسة
المشاغبين"، و"هاللو شلبى"، وأفلام "رجب فوق صفيح ساخن"، و"سلام يا
صاحبي"، وغيرها من الأعمال التي أثرت تاريخ الفن المصرى.
كما قام ببطولة الكثير من أفلام الفيديو والسينما، وعمل في أكثر
من 500 فيلم والعديد من المسرحيات، وكان يقول دائمًا "السينما
المصرية أنتجت 1500 فيلم.. أنا نصيبي منهم الثلث".
توقع له النقاد والجمهور أن يكون نجم الكوميديا الأشهر بعد بزوغ
نجمه في مدرسة المشاغبين والعيال كبرت، لكن حياته الشخصية
والاجتماعية المضطربة أثرت بالسلب على مشواره فتراجع بمرور الوقت.
بداياته ومشوار حياته في الفن
ولد سعيد صالح في 31 يوليو من العام 1938 فى محافظة المنوفية وتوفي
بعد ذكري عيد ميلاده السادس والسبعين بيوم واحد.
حصل على ليسانس الآداب عام 1960 واكتشفه الفنان الكبير حسن يوسف
وقدمه إلى المسرح، وكانت أولى مسرحياته "هالو شلبي"، ثم قدم بعد
ذلك المسرحية الخالدة "مدرسة المشاغبين"، التي ظلت تعرض على المسرح
لمدة 6 سنوات متواصلة، واتبعها بمسرحية "العيال كبرت" مع غالبية
طاقم العمل احمد زكي ويونس شلبي وحسن مصطفي .
كان سعيد صالح فنانا شاملا، تخطت قدراته الفنية التمثيل الكوميدي،
حتى إنه لحّن عدة أغنيات وغناها في المسرحيات، بل لحن قصيدة
"بلقيس" للشاعر نزار قباني، وحصل بعدها على نقابة الموسيقيين عام
1984.
دخوله السجن وخروجه الكثير عن النص
كانت العقبة الكبرى في مشواره الفني هو إيداعه السجن عام 1991
وقضاء مدة عقوبة بسبب تعاطيه مخدر "الحشيش"، وهي الفترة التي قال
عنها سعيد صالح فيما بعد إنها أفضل فترات حياته، وإنه عرف الله
أكثر في السجن وتعلم الكثير عن الدنيا والدين.
لم يكن السجن غريبًا على سعيد صالح، فقبل ذلك قضى 6 أشهر به عام
1983، لأسباب سياسية بسبب جملته الإرتجالية التي قالها في أحد
مسرحياته وهي: "أمي إتجوزت ثلاث مرات.. الأول أكلنا المش.. والتاني
علمنا الغش.. والثالث لا بيهش ولا بينش".
سعيد صالح الذي عُرف عنه الخروج عن النص، كثيرا ما أغضب منه الفنان
والمخرج المسرحي الراحل عبد المنعم مدبولي لدرجة أنه تخلى عن العمل
معه في مسرحية مدرسة المشاغبين بسبب ضيقه من كثرة خروج سعيد صالح
عن النص.
لكن باقي المخرجين اعتادوا على ذلك حتى صار جمهوره والفنانون
المشاركون أمامه بالمسرحيات يسعدون دائمها بإفيهاته وقد تعودوا على
ارتجالاته وخروجه الدائم عن النص.
استعان الفنان الراحل بالإفيهات السياسية التي لم تقتصر على ذلك
التعبير الشهير الخاص بـعصر الانفتاح والذي أطلقه في مسرحية
"العيال كبرت"، بل تكرر كثيرا ومنها ما حدث في مسرحية "كعبلون"،
لدرجة جعلت البعض يطلق عليه لقب "ملك المسرح السياسي" كما اشتهر
بإفيهاته التي مازالت خالدة في وجدان المشاهد العربي مثل الإفيه
الشهير «شراب أستك منه فيه»، و"مرسي إبن المعلم الزناتي اتهزم
يارجالة" و"يامتعلمين يا بتوع المدارس".
كون ثنائيا ناجحا مع عادل إمام
كون النجم سعيد صالح ثنائيا فنيا ناجحا مع صديق عمره النجم عادل
إمام، وقدما أهم الأعمال الفنية فى تاريخ المسرح والسينما المصرية
منها مسرحية "مدرسة المشاغبين" ، كما قدما سويا أفلام "رجب فوق
صفيح ساخن"، "أنا اللي قتلت الحنش"، "سلام يا صاحبى"، "الهلفوت"،
"على باب الوزير"، "المشبوه"، "الأزواج الشياطين"، ومسلسل "أحلام
الفتى الطائر"، وآخر أعمالهما معا فيلم "زهايمر" وجمعت بينهما
صداقة طويلة استمرت حتى وفاته.
أداء أدوار البطولة
تمكن سعيد صالح من أداء أدوار البطولة في أفلام كثيرة، اختلفت بين
أدائه لدور البطل أو صديق البطل، الذي كان في أغلب الأوقات عادل
إمام، وبين البطولة المطلقة أو الجماعية في أفلام أخرى خاصة في
السبعينيات والتي أطلق عليها لقب "أفلام المقاولات" وكانت أغلبها
مع سمير غانم ويونس شلبي.
وفي آخر أعوامه، ظهر سعيد صالح في أدوار ثانوية سواء مع صديقه عادل
إمام أو مع النجوم الجدد مثل محمد هنيدي في فيلم "الواد بلية
ودماغه العالية"، دون أن يسبب له الأمر أي إزعاج، لأنه كان يرى في
نفسه دائمًا فنانا شاملا، قادرا على الإضحاك في أي وقت ومع أي فنان
أمامه.
ومن أشهر الأعمال التي قدمها في التليفزيون مسلسل "السقوط في بئر
سبع" مع النجمة إسعاد يونس عام 1994، والتي قدم فيها دور شفيق
الجاسوس الذي يبيع وطنه من أجل المال، كما شارك فى مسلسلات
"المصراوية"، و"آن الأوان"، و"رجل بلا ماضي"، "البراري والحامول"،
و"المارد"، و"العبقري"، "عودة الروح"، "أشجان"، "هارب من الأيام".
تعرض صالح في حياته للعديد من الأزمات والنكبات، وتنازل عن أدوار
كبيرة، حبّا في أصدقائه، مثل الواقعة الشهيرة بتنازله عن دور "بهجت
الأباصيري" لصديقه عادل إمام في مسرحية "مدرسة المشاغبين". كما
تعرض لأزمات عديدة بسبب المشكلات والخلافات العائلية بين زوجته
الثانية وابنته الوحيدة هند والتي خرجت من الإطار العائلي لتنتشر
في وسائل الإعلام وتسبب ألما نفسيا ومعنويا للفنان الراحل.
حسن يوسف : كان عبقريا ولم يحصل على حقه
الفنان الكبير حسن يوسف مكتشف سعيد صالح وصاحب الفضل الأول عليه في
اقتحامه عالم المسرح كما قال صالح بنفسه يقول للعربية نت "إن سعيد
صالح كان عبقريا وموهوبا ونقي السريرة وطيب القلب ومن الأجيال
المظلومة إعلاميا حيث لم يحظ بحقه كفنان قدير قدم أروع المسرحيات
والأفلام في تاريخ السينما المصرية، مضيفا أن الحديث عن اكتشاف
سعيد صالح لايساوي شيئا الآن بعد فقدان فنان أصيل وقدير مثله أمتع
جمهوره ورسم البهجة والضحكة على شفاه ووجوه الملايين في الوطن
العربي وأصبح سلطان الكوميديا.
ويضيف يوسف قائلا لقد اكتشفته فى الستينيات وكان موهوبا بحق ويستحق
الحصول على فرصة، وكان أول عمل مسرحي له هو مسرحية "هالو شالبي"،
التي انطلق منها إلى عالم المجد والشهرة، ولاقت نجاحا كبيرا، ثم
توالت أعماله.
ويقول يوسف إن سعيد كان له من اسمه نصيب فقد كتبت له السعادة
بوفاته يوم الجمعة وهو من الأيام المباركة وأدعو الله أن يكتبه من
الصالحين ويغفر له مطالبا الملايين من محبيه بالدعاء له بالرحمة
والمغفرة.
الصريطي : كان من جيل العمالقة
الفنان سامح الصريطي وكيل أول نقابة المهن التمثيلية رافق جثمان
الفنان الكبير منذ إعلان نبأ وفاته وحتى مثواه الأخير، وقال إن
سعيد صالح يعد واحدا من جيل العمالقة في الفن المصري، وأعماله
الفنية تدل على ذلك وسيذكرها التاريخ.
ويضيف أن صالح كان عفيف النفس ورغم شقاوته في السينما إلا أنه كان
ودودا ومحبا لزملائه وأصدقائه، ولم يبخل بنصائحه على الفنانين
الجدد سواء الذين شاركوه أعماله أو لم يشاركوه، مضيفا أن سرادق
عزاء الفنان الراحل سيقام يوم الاثنين المقبل، في مسجد عبد الرحمن
الكواكبي بالعجوزة بعد صلاة المغرب.
عادل إمام والفنانون ينعون الراحل على مواقع التواصل
على الجانب الآخر كان وقع خبر رحيل سعيد صالح سيئا على زملائه
الفنانين الذين تلقوا الخبر بالصدمة والحزن والبكاء والتأثر الشديد
وحرص عدد من الفنانين ومشاهير الوسط الفني على نعي الفنان الراحل
على صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر".
فمن جانبه نعى الفنان عادل إمام، صديق عمره، بصورة تجمع بينه وبين
النجم الراحل تعبيرًا عن مدى حزنه لفقدان رفيق دربه.
كما نعت الفنانة الكبيرة نادية الجندى الفنان الراحل وقالت عبر
صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك : "وداعا سعيد
صالح ستبقى أعمالك خالدة بعدما رسمت البسمة على وجوهنا"، كما طالبت
الشعوب العربية بالدعاء له لأنه كان قد أسعدهم طوال مشواره الفنى
بأعمال مميزة.
كما قالت نادية الجندى، إن الراحل سعيد صالح كان قد شاركها فى عدة
أعمال سينمائية مميزة ورائعة وأول أفلامها كبطلة وهو فيلم "بمبة
كشر" وأول بطولات الراحل فى السينما كانت أيضا من خلال هذا الفيلم
ومن الأفلام الأخرى التي شاركها بطولتها "عزبة الصفيح" و"الضائعة"
و"جبروت إمرأة" و"شهد الملكة" و"الخادمة".
ونعت الفنانة يسرا اللوزي سعيد صالح، وكتبت على موقع "فيسبوك":
"رحم الله الأستاذ سعيد صالح...الحمد لله أن جاءتني فرصة العمل معه
ولو مرة واحدة في فيلم "بالألوان الطبيعية".
وكتبت الفنانة شيريهان من خلال تدوينة عبر "تويتر" إنا لله وإنا
إليه راجعون في المبدع المصري، النجم الفنان سعيد صالح.
وكتب المطرب إيهاب توفيق: "البقاء لله في وفاة الفنان الكبير سعيد
صالح.. الله يرحمه ويصبر أهله.. إنا لله وإنا إليه راجعون".
وكتب محمد رمضان على "فيسبوك": "بحق هذا اليوم المبارك.. الله
يرحمك ويحسن إليك.. أستاذي سعيد صالح.. وداعا يا عاشق الابتسامة".
الجمعة 4 شوال 1435هـ - 1 أغسطس 2014م
الموت يغيب نجم الكوميديا المصري سعيد صالح
القاهرة - أحمد الريدي
عن عمر يناهز الـ75 عاما، توفي نجم الكوميديا المصري، سعيد صالح،
بعد تدهور حالته الصحية قبل فترة، ومعاناة استمرت طويلا مع المرض.
سعيد صالح الذي ولد في الحادي والثلاثين من شهر يوليو عام 1939
بمحافظة المنوفية، رحل ظهر الجمعة الأول من أغسطس، بعد يوم واحد من
عيد مولده، وهو ما أكده لـ"العربية.نت" نقيب الممثلين أشرف
عبدالغفور.
وأشار النقيب إلى أن أسرة النجم الراحل، قررت أن يتم دفنه بمحافظة
المنوفية، على أن تقيم النقابة عزاء في القاهرة للراحل، سيتم
الاتفاق على تفاصيله خلال الساعات القليلة المقبلة.
وجاءت الوفاة، بحسب تأكيدات النقيب، بعد صراع مع المرض، حيث كان
يعاني الراحل من أوجاع سرطانية في المخ، كما أن حالته الصحية كانت
قد تدهورت خلال الساعات الماضية، ونقل إلى غرفة العناية المركزة
بأحد المستشفيات، ودخل في غيبوبة.
الراحل يعد واحدا من أبرز نجوم الكوميديا في مصر، ورحل بالتزامن مع
عرض اثنين من أبرز مسرحياته خلال إجازة عيد الفطر، هما "العيال
كبرت" و"مدرسة المشاغبين"، حيث شارك يونس شلبي وأحمد زكي بطولة
الأولى، بينما اقتسم بطولة الثانية مع عادل إمام وزكي وشلبي. |