إنتهى عرض جميع الأفلام المشاركة في مسابقة مهرجان كان السينمائي،
وستعلن يوم السبت- لجنة التحكيم، جوائز الدورة السابعة والستين من
المهرجان السينمائي الكبير، أي قبل يوم من الختام التقليدي وذلك
لدواع تتعلق بالانتخابات البلدية المحلية في فرنسا.
18 فيلما شاركت في المسابقة الرئيسية للأفلام الطويلة تتنافس أساسا
على جائزة السعفة الذهبية، التي تمنح الفيلم الفائز بها مكانا
بارزا في أسواق التوزيع الأوروبية على الأقل إن لم يكن على مستوى
العالم.
استطلاعات الرأي التي تجريها مجلتان تصدران يوميا في المهرجان رشحت
أفلاما معينة كعادتها للفوز بالسعفة الذهبية. أمامنا أولا استطلاع
مجلة "سكرين انترناشيونال" الذي شارك فيه 10 نقاد من استراليا
وبريطانيا والمانيا وفرنسا والبرازيل وأمريكا والدنمارك.
الأفلام التي حصلت على أعلى أصوات هي بالترتيب:
1- السيد تيرنر- مايك لي (بريطانيا)
2- البيات الشتوي- نوري بيلج جيلان (تركيا)
3- يومان وليلة- الأخوان داردان (بلجيكا)
4- صائد الثعالب Foxcatcher-
بنيت ميللر (أمريكا)
أما نقاد مجلة "الفيلم الفرنسي" (لو فيلم فرانسيه) وهم 8 نقاد
فرنسيون يمثلون الصحف اليومية والمجلات السينمائية المتخصصة فقد
منحوا أعلا الأصوات للأفلام التالية حسب الترتيب:
1- يومان وليلةTwo
Days, One Night -
الأاخوان داردان- بلجيكا.
2- البيات الشتوي Winter
Sleep-
نوري بيلج جيلان- تركيا.
3- موميmommy -
زافيير دولان- كندا.
4- تمبكتوTimbuktu -
عبد الرحمن سيساكو- فرنسا.
والملاحظ أن قائمة الأفلام الأربعة في استطلاع "سكرين" تتفق مع
قائمة "الفيلم الفرنسي" في فيلمين هما "البيات الشتوي" و"يومان
وليلة".
ومن جهتنا نحن نرشح الأفلام التالية كأفضل الأفلام الأربعة التي
شاهدناها من أفلام المسابقة ونتوقع ألا يخرج الفيلم الفائز بالسعفة
الذهبية عنها:
1- "البيات الشتوي"Winter
Sleep
2- "صائد الثعالب" foxcatcher
3- "السيد تيرنر" Mr
Turner
4- مومي Mommy
وقد استبعدنا فيلم "وداعا للغة" لجان لوك جودار لأنه فوق المسابقة
وفوق الجوائز بل ولم يكن يجب أن يشارك في المسابقة الرسمية لأن
جودار أستاذ لأجيال من السينمائيين، ورغم كونه في الثالثة
والثمانين من عمره إلا أن فيلمه هو الأكثر شبابا في أفلام المهرجان
كله، فهو مازال قادرا على إدهاشنا ببحثه في اللغة والأسلوب، ورؤيته
المعاصرة التي تنطلق من تأمله فيما يحدث في العالم من حوله.
رئيسة لجنة التحكيم المخرجة النيوزيلاندية جين كامبيون أقرب في
أسلوبها السينمائي وفهمها للسينما من فيلم مايك لي "السيد تيرنر"،
بل وحتى من الناحية الثقافية هي إبنة الثقافة الانجليزية وخصوصا
السينما الكلاسيكية البريطانية وبالتالي يمكن أن تميل أكثر الى منح
"السيد تيرنر" السعفة الذهبية التي سبق لمايك لي الحصول عليها من
قبل عن "أسرار وأكاذيب" عام 1996 وفي حالة فوزه مجددا ستكون المرة
الثانية التي يحصل عليها.
لكن يجب القول ان لجنة التحكيم تضم ثلاثا من الممثلات وممثلا
واحدا، وهؤلاء عادة يميلون أكثر الى الاهتمام بجائزتي التمثيل، ولا
يقدرون على تقيم الفيلم ككل، من ناحية اللغة والأسلوب، فالممثون
الغربيون تحديدا لا يشاهدون الافلام من العالم، بل يكتفون عادة
بمشاهدة الأفلام الأمريكية الرائجة وبعض أفلام بلادهم ولا يهتمون
مثلا بمشاهدة فيلم أرجنتيني أو روسي أو سوري.. ما لم يكونوا من تلك
البلدان!
ولذلك يمكن جدا أن يبهر الأداء التمثيلي هؤلاء الممثلين أعضاء
اللجنة في فيلم ما فيمنحونه أصواتهم حتى لو بدا اقل من الناحية
السينمائية ككل من غيره. وهنا يمكن أن يفوز فيلم الأخوين داردان
"يومان وليلة" رغم أنه من نوع "المنياتير" أي الأفلام التي تدور
حول شخصية واحدة وحدث واحد (صغير) وتظل تلف وتدور حول هذه الحالة،
لأن أداء ماريون كوتيار في الدور الرئيسي ممتاز بالتأكيد لكن منح
الفيلم الجائزة سيجعل الأخوين داردان الأكثر حصولا عليها في تاريخ
مهرجان كان (ستكون المرة الثالثة لهما) في حين أن رأي كاتب هذه
السطور أن الفيلم أقل كثيرا من مستوى غيره من الأفلام المرشحة بل
وأقل من مستوى فيلمي داردان الذين سبق لهما الفوز بالجائزة.
"البيات الشتوي" التركي يستحق السعفة الذهبية كما يستحق جائزة أحسن
ممثل، ولكن إذا حصل على الثانية فلن يحصل على السعفة، والعكس صحيح
أيضا- حسب لائحة المهرجان وقانونه الأساسي.
الفيلم المكتمل الأكثر بروزا في المسابقة من جميع النواحي أيضا هو
الفيلم الامريكي "صائد الثعالب" وهو بلا أدنى شك جدير بالحصول على
السعفة الذهبية، أو على الأقل، جائزة أحسن ممثل لستيف كاريل، لكن
لجان التحكيم في كان عادة لا ترغب في منح السينما الأمريكية ما
تستحقه بدعوى تشجيع السينما الفنية الأوروبية، سينما المؤلف، ما لم
تنجح جين كامبيون في اقناع أعضاء اللجنة وبينهم المخرج الدنماركي
نيكولاس ويندنج ريفين الذي يعمل في السينما الأمريكية، والممثل
الأمريكي وليم دافو، بمنح الفيلم الرائع الكبير السعفة الذهبية.
وينافس بقوة على جائزة أحسن ممثل الانجليزي تيموثي سبال بطل فيلم
"السيد تيرنر"، ويتميز أداؤه كثيرا بل وقد حمل الفيلم بأسره على
كتفه فهو يظهر في كل مشاهده تقريبا، وله حضور خاص مؤثر بأدائه
السلس لتلك الشخصية المعقدة.
فيلم "تمبكتو" الفرنسي الذي تدور أحداثه في مالي لا يتميز من حيث
اللغة والأسلوب ولكنه يعالج موضوعا يشغل الرأي العام حاليا أي
موضوع التطرف الاسلامي والعنف الذي ينتج عنه، وهناك حماس فرنسي له،
فسيساكو هو أحد "أطفال فرنسا".. وقد يحصل على جائزة فرعية ما.
والتأثير الواضح من الصحافة الفرنسية يتركز حاليا أيضا حول الفيلم
الكندي (من مقاطعة كيبيك) "مومي" Mommy وهو
جديد في معالجته وأسلوبه. ولاشك أنه من أفضل ما شاهدناه من أفلام،
ويعتبر كثيرون أن مخرجه زافيير دولان، عبقرية جديدة شابة (25 سنة)
ويرغب كثيرون في حصوله على السعفة الذهبية تتويجا لسينما شابة
جديدة متمردة.
وقد يفوز فيلم "حكايات وحشية" Wild Tales الأرجنتيني
بجائزة أحسن سيناريو (أرشحه شخصيا للفوز بها) بل وربما أيضا بجائزة
أحسن إخراج.
ونستيعد فوز فيلم "صالة جيمي" Jimmy’s Hall لكن
لوتش من سباق الجوائز رغم أنه فيلم ممتاز ومن أفضل أفلامه، لكنه
ليس على مستوى الفيلم السابق الحاصل على السعفة الذهبية عام 2006
وهو فيلم "الريح التي تهز الشعير".
وفي حالة حصول "البيات الشتوي" على السعفة الذهبية يمكن أن يحصل "مومي"
على الجائزة الكبرى التي تمنحها لجنة التحكيم وهي تأتي في المرتبة
التالية للسعفة في قيمتها وأهميتها، أو العكس اي حصول "مومي" على
السعفة، و"البيات الشتوي" على الجائزة الكبرى.
وقد تحصل الممثلة الفرنسية جوليت بينوش على جائزة أحسن ممثلة عن
دورها في "سحب سيبلس ماريا" للمخرج الفرنسي أوليفييه أسايس، كما قد
تحصل عليها "هيلاري سوانك" (أفضلها شخصيا) عن دورها في "رجل البيت"Homesman ولكن
من المستبعد منحها للفرنسية برنيس بيجو (بطلة "الفنان" و"الماضي")
التي حصلت عليهاالعام الماضي عن "الماضي" رغم تألقها في فيلم
"البحث" Search لزوجها
المخرج ميشيل هانازافيشيوس.
ورغم كل التكهنات يظل مبدأنا الراسخ "كذب المنجمون ولو صدقوا"!
جوائز الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية في مهرجان كان
كان- "خاص"
أعلنت لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية (فيبريسي)
جوائزها لأفضل الأفلام المشاركة في أقسام مهرجان كان السابع
والستين المختلفة على النحو التالي:
- أحسن فيلم في المسابقة الرئيسية: "البيات الشتوي" (أو نوم
الشتاء) للمخرج نوري بيلج جيلان (تركيا)
- أحسن فيلم في قسم "نظرة ما" فيلم "جاوجا" Jaujaللمخرج
ليساندرو ألونسو من الأرجنتين (مشترك مع الدنمارك والولايات
المتحدة)
- أحسن فيلم في "نصف شهر المخرجين": "الحب من أول مشاجرة" للمخرج
توماس جايلي من فرنسا.
وتكونت لجنة التحكيم من أيسن كوتشتمبنار (تركيا) وجان ميشيل فرودون
(فرنسا) وبيير باجو (كندا) وباولا كاسيلا (ايطاليا) وتيريزا
برديكوفا (التشيك) وأوليفييه بليسون (فرنسا) وأليسا سيمون (أمريكا)
وريتشارد ماوي (بريطانيا) وفريدريك جايجر (ألمانيا). |