تحفة من توقيع وبطولة الأميركي تومي لي جونز
فيلم «ذا هاوس مان» عن العلاقات في الزمن الصعب
مقتدر هو النجم الاميركي تومي لي جونز امام الكاميرا او خلفها.
حضور سينمائي عالي المستوى واختيارات ترسخ مكانته وقيمته الابداعية
كواحد من الرموز السينمائية الهامة في هوليوود والعالم.
في فيلمه الجديد
«ذا
هاوس مان»او
«رجل
البيت»المقتبس
من رواية بنفس الاسم للروائي الاميركي جيندون سوروث يذهب تومي لي
جونز الى موضوع في غاية الاهمية حيث العلاقات الانسانية في الزمن
الصعب. عبر لغة سينمائية عالية الجودة مقرونة بحضور صفوة من اهم
نجوم العمل السينمائي في العالم. وفي مقدمتهم النجمة القديرة ميريل
ستريب وايضا مواطنتها هيلاري سوانك.
قبل الذهاب الى الفيلم نتوقف عند المخرج والممثل تومي لي جونز
ونشير الى انه حاصل على الاوسكار كافضل ممثل مساعد عن فيلم
«الهارب».
وهو هنا يقدم تجربته السينمائية الثانية في الاخراج بعد فيلمة
الاول
«الميتات
الثلاثة لميلقيدس استرادا»وتومي
لي من مواليد سان سابا في تكساس الولايات المتحدة الاميركية 1946.
الحكاية باختصار شديد حيث تكلف امراة من قبل اهل قريتها بان تقوم
بايصال ثلاثة نساء مجنونات من اقصى الحدود الاميركية الى الجانب
الاخر من اميركا. انها مهمة
«ماري
بي كودي»تقوم
بالدور هيلاري سوانك وخلال التحضير للرحلة وفي احدى البراري
البعيدة تشاهد رجلا معلقا على احدى الاشجار واي حركة لحصانه ستعمل
على شنقة. وتبادر الى مساعدته مقابل ان يساعدها في المهمة الصعبة
وستمنحه ايضا 300 دولار. ويوافق جورج
«تومي
لي جونز»..
رجل قاس بلا رحمة ساخر.. وامراة ترافقه خلال الرحلة مع ثلاث نساء
مجنونات خطرات يتم تقييدهن داخل عربة مصفحة.. وتمضي الرحلة..
عذابات وتعب ومشاكل وكلما مضت الرحلة تتطور العلاقات بين عناصر
الرحلة الذين عصفت بهم الاقدار لبلوغ هذه الرحلة الصعبة للوصول الى
الطرف الاخر من اميركا حيث وجود دار متخصصة في علاج المرضى
النفسيين.
ماري تحاول استمالة الشرير جورج
«تومي
لي جونز»ولكنه
لا يفكر بشيء سوى الثلاثمئة دولار. غير عابئ باحاسيس المرأة التي
ترافقه او حتى بألم النساء المختلات عقليا واللاتي يتحولن الى وحوش
كاسرات تارة وتارة اخرة يصرخن ألما... وحزنا. رحلة وصراع مع الظروف
المناخية الصعبة والمشبعة بالقسوة وايضا التحديات.. رحلة خالية من
العواطف.. الا من اكمال المهمة لبلوغ الهدف. حيث تفكر ماري بانجاز
المهمة والعودة ويفكر جورج بالحصول على الاجر واعاده تكوين نفسه...
عندها تنمو الاحاسيس.. وتأخذ ابعادها من التطور ولكن علاقات على
خلفية الزمن الصعب.. علاقات تتطور لذات اللحظة وليس لهدف ابعد
واعمق.. لهذا حينما تبادر ماري بطلب ان يتزوجها جورج يعتذر..فتصاب
بخيبة امل بعد عناء اكثر من اربعة اسابيع وسط مناخات ولحظات مجلجلة
بالتعب.. بعدها تقوم بالانتحار.. وعندها ايضا يترك جورج السيدات
المجنونات لوحدهن... ليمضي وحيدا ولكنه يكتشف بانهن يسرن خلفه
وتكاد احداهن ان تغرق ليبادر الى انقاذها وتكمله المشوار معهن
نادما على رفضه الارتباط بماري التي اكتشف بانها كانت صادقة وتمتلك
المبادرة وهو من قام باحباطها بل انه سبب موتها بعد ان قدمت كثيرا
من التضحيات بما فيها انقاذ حياته.. حتى حينما يصل جورج الى حيث
العنوان المطلوب ويسلم السيدات الثلاث الى زوجة محافظ المنطقة
لادخالهن المصحة يبادر الى صناعة شاهد لقبر
«ماري»التي
كان قد دفنها في تلك البراري البعيدة وكانه يحاول ان يرد شيئا من
الجميل عن علاقة لم يتمكن من المحافظة عليها او تطويرها لانها
علاقة جاءت في زمن صعب زمن من الماديات والمخاطر عندها يكون من
الصعوبة بمكان النظر الى الامور والى العلاقات الانسانية بشكل
حقيقي وواضح.
هكذا هو المحور الدرامي للفيلم الذي يأتي مقرونا باداء عالي
المستوى للنجمة
«هيلاري
سوانك»الحاصلة
على الاوسكار وهكذا الامر بالنسبة لتومي لي جونز في كافة مشهديات
العمل والتحول الذي طرأ على الشخصية من المجرم المطارد الى الانسان
المشبع بالعاطفة الباحث عن السلام. سينما خارج النمط الهوليوودي
حيث الاحتفاء بالرواية والقدرات التمثيلية العالية المستوى بالذات
هيلاري سوانك وميريل ستريب بمشهد صغير وثري وايضا هايلي ستون
فيلد.. ازدحام لعدد من النجوم عبر مشهديات سريعة ولكن لكل شخصية
حضورها ومضامينها وقيمها التي تؤكد عليها عبر قراءة ذكية لعمل
روائي قد يبدو بعيدا عن المرحلة حيث العلاقات الانسانية في الزمن
الصعب وليس اصعب من هذا الزمن وعلاقاته ووحشيته الضاربة وماديته
المطلقة. جرأة عالية في اختيار تومي لي جونز لهذا النص الصعب.
وايضا تلك الشخصية المثيرة للجدل. شارك تومي لي جونز في كتابة
السيناريو السيناريست كيرن فيتزجيرالد.وويسلي اوليفييه وهما كانا
قد تعاونا معه في تجربة السينمائية الاولى ويمتلكان لغة عالية في
ترسيخ مفردات المشهديات البصرية بعيدا عن الاسفاف في الحوار.
فيلم كبير لنجم كبير ومخرج كبير يدهشنا حينما يقدم موضوعا ثريا
بالقيم الانسانية في زمن صعب... يخلو من الاحاسيس.. والنبض
الانساني.
سينما تقول الكثير وتحلل الكثير وتدعونا لان نذهب الى داخلنا لنعيد
اكتشاف علاقاتنا مع كل من حولنا.. فما اروع ان نعيد الاكتشاف
لعلاقاتنا.
سلمى حايك:
أشعار جبران خليل جبران تتحول إلى فيلم كارتوني
عبرت النجمة المكسيكية عن سعادتها الغامرة لاختيارها لتقديم عدد من
قصائد الشاعر اللبناني جبران خليل جبران بالذات من كتابه
«النبي»وذلك
بمناسبة افتتاح عروض الفيلم الكارتوني العالمي
«النبي».
وهو من انتاج مؤسسة الدوحة للافلام
«دولة
قطر».
واشارت حايك في تصريح الى ان هذا المشروع يعود الى عام 2011. حيث
بادرت عدة جهات انتاجية عالمية لإعادة صياغة اشعار جبران خليل
جبران التي صدرت عام 1923 وتحويلها الى عمل سينمائي كارتوني ثنائي
الابعاد وبمواصفات انتاجية عالمية الجودة.
واكدت سلمى حايك في تصريحها ان ميزانية انتاج الفيلم الكارتوني
«النبي»والمقتبس
من اشعار وقصائد جبران بلغت 12 مليون دولار. ضمن فريق عمل ضم تسعة
مخرجين من اهم صناع الافلام الكارتونية من انحاء العالم من بينهم
المخرج الشاب محمد سعيد حارب الذي كان وراء العديد من الاعمال
التلفزيونية الكارتونية العربية الناجحة. بالاضافة الى المخرج
الاميركي هلمر روجر الذي اخرج فيلم
«ليون
كينج».
واشادت النجمة المكسيكية سلمى حايك بمبادرة
«مؤسسة
الدوحة للافلام»في
دعم انتاج فيلم «النبي»ووصفتها
بانها مبادرة تعمل على تطوير مفردات التعاون الفني المشترك وترسخ
دور مجلس التعاون الخليجي في دعم الانتاج السينمائي المتميز
عالميا. ووصفت التحرك السينمائي القطري في دعم المشاريع السينمائية
الكبرى هو توجه يليق بالمكانة التي تتمتع بها دولة قطر في هذه
المرحلة الهامة من تاريخها السياسي والاقتصادي.
هذا وشهد حفل افتتاح فيلم «النبي»هنا
في مدينة كان جنوب فرنسا وضمن احداث مهرجان كان السينمائي الدولي
اقبالا جماهيريا كبيرا اشادوا بالتجربة واهميتها في تقديم اشعار
مبدع عربي ترجمت اعماله الى جميع اللغات ضمن فيلم كارتوني رفيع
المستوى سيجد طريقه الى صالات العرض في صيف العام الحالي. وقد شارك
في تقديم الفيلم والاشعار بالاضافة الى سلمى حايك النجم الفرنسي
القدير جيرار دو بارديو.
نوري جيلان يحلم بالسعفة الذهبية
اعترف المخرج التركي نوري بليج جيلان بحلمه ورغبته بالفوز بالسعفة
الذهبية ليكرر الفوز للسينما التركية التي كانت قد فازت بالسعفة
الذهبية عام 1982 من خلال المخرج التركي الراحل يلمز غونية بفيلمة
«يول».
وأشار نوري جيلان في تصريح خاص انه يحرص كل الحرص على التواجد هنا
في كان جنوب فرنسا والعمل على تقديم اعماله السينمائية لنقاد
مهرجان كان وجمهوره معتبرا مهرجان كان المهرجان الاهم عالميا.
وأكد المخرج التركي جيلان ان فوزه عام 2011 بالجائزة الكبرى
للمهرجان عن فيلمه «حدث ذات يوم في الاناضول» ساهم في تطوير تلك
الرغبة العارمة بالفوز بالسعفة الذهبية والتي اشترط الفوز بها
بأقصى درجات التكامل الفني.
وحول فيلمه الجديد الذي عرض في المسابقة الرسمية قال جيلان ان
فيلمه «البيات الشتوي» والذي تجري احداثه في منطقة الاناضول ايضا
يتحدث عن العلاقات الانسانية التي دخلت حيز التجمد وتحولت الى فعل
مادي بحت يعتمد لغة المصالح والطموحات الفردية البحتة.
كما قال نوري جيلان بان السينما الشرق أوسطية تحتل موقعها البارز
على خارطة الانتاج لما تمتاز به من قيمة وخصوصية مؤكدا بان السينما
التركية راحت تحتل موقعها البارز على خارطة المهرجانات والاسواق
سواء داخل تركيا او اوروبا.
هذا ولا يزال الفيلم التركي «البيات الشتوي» للمخرج التركي نوري
بليج جيلان يتقدم الترشيحات للتنافس على السعفة الذهبية لمهرجان
كان السينمائي في دورته السابعة والستين التي تتواصل اعمالها هنا
في مدينة كان جنوب فرنسا. مع الفيلم الموريتاني «كمبكتو»
لعبدالرحمن سيساكو.
كان.. حكايات واخبار
-
المخرج المكسيكي الفونسو كوران مخرج فيلم
«جاذبية»الفائز
بسبع جوائز اوسكار أعلن عن مشروعة السينمائي الجديد بعنوان
«فورسكن».
-
شاركت النجمة الاسترالية كيت بلانشيت في افتتاح فيلمها الكارتوني
الجديد
«دراجون
2-»الذي
وصفته بانه يقدم المتعة الحقيقية لاطفال العالم
.
-
النجمة المكسيكية حملت على البساط الاحمر يافطة تحمل الجملة
الشهيرة«اعيدوا
لنا اطفالنا»التي
تأتي تضامنا مع اهالي الطالبات المختطفات في نيجيريا.
-
الجناح القطري في مهرجان كان يستقطب يوميا العشرات من الموزعين
ومدراء المهرجانات السينمائية بالاضافة الى عدد من صناع السينما
والنجوم-
عرض الفيلم الكويتي القصير
«عربة
الفلافل»في
ركن الافلام القصيرة والفيلم من توقيع المخرج الشاب عبدالله الوزان
.
-
ضمن الترشيحات وفي المقدمة خلال الاسبوع الاول يأتي فيلم
«تمبكتو»للموريتاني
عبدالرحمن سيساكو وفيلم
«البيات
الشتوي»للتركي
نوري جيلان.
-
وصل الى كان المخرج الكويتي عبدالمحسن الخلفان حيث يتابع سنويا
فعاليات المهرجان الجديدة
.
-
الجناح المصري اقام مجموعة من التظاهرات وقد أكدت مسؤولة النجاح ان
عددا من كبار شركات الانتاج العالمية تحضر لتصوير اعمالها في عدد
من المواقع المصرية.
وجهة نظر
كان (9)
عبدالستار ناجي
تترأس النجمة الفرنسية نيكول غارسيا لجنة تحكيم الكاميرا الذهبية،
والتي تتوزع على جميع الافلام الخاصة بالاختيارات الرسمية، والتي
تمثل التجربة السينمائية الاولى لمخرجها.
وكانت اللجنة المنظمة لمهرجان كان السينمائي، قد اطلقت على 1978
هذه الجائزة، لتسليط الضوء على المواهب الشابة وفتح افاق عالمية
امامها.
وقد تعاقب على رئاسة هذه اللجنة عدد بارز من الاسماء منهم المكسيكي
غايل غارسيا بيرنال لهذا العام في لجنة التحكيم الكبرى والفرنسية
انييس فاردا في العام الماضي.
ومن ابرز الذين فازوا بهذه الجائزة المخرج البريطاني ستيف ماكوين
الذي فاز هذا العام بجائزة الاوسكار عن فيلم عيد لـ 12 عاما،
والمخرجه الايرانية سميرة مخملياف وغيرهما من القامات السينمائية
الكبرى، حيث تؤسس هذه الجائزة لعلاقة متطورة مع اهم صناع الانتاج،
الذين يرون في الفائزين بهذه الجائزة كوادر قادرة على تحمل
المسؤولية والمضي بالمسيرة السينمائية.
ولهذا فان جملة الاعمال التي تحمل الاشارة الخاصة بالكاميرا
الذهبية بمعنى المتنافسة على الكاميرا الذهبية، تستحوذ اقبالاً
كبيراً، حيث تمتد الطوابير لمسافات طويلة، وان كان الافضلية لعدد
قليل من النقاد الدائمين هنا في كان، ولي الشرف ان اكون احدهم حيث
تتاح لنا الفرصة لتجاوز الصفوف علميا باننا قد عشنا طويلا من أجل
الوقوف في الصفوف الطويلة ومن هنا تأتي اهمية كان في التقييم
والتكريم.
ونعود للكاميرا الذهبية، حيث نتوقع اكتشافاً جديداً تحت مظلة هذه
الجائزة التي لا تقل اهمية بالنسبة للشباب عن السعفة الذهبية
بالنسبة للكبار.
وعلى المحبة نلتقي |