"كان" 2014:
ميول يسارية وسير ذاتية
خالد الإختيار
يستهل مهرجان "كان" السينمائي دورته الـ 67 هذا العام باعتراضات
"أميرية" على فيلم الافتتاح "غريس.. أميرة موناكو" (خارج المسابقة
الرسمية) للفرنسي أوليفييه داهان. وذلك بعد أنّ أبدى أبناء الممثلة
الأميركية الشهيرة "غريس كيلي" امتعاضهم من أنّ تفاصيل سيرة
والدتهم (تزوجت الأمير رينييه الثاني عام 1956) التي يتناولها
الفيلم بعيدة عن الحقيقة. ما استتبع رداً من بطلة العمل الأسترالية
"نيكول كيدمان" أكدت فيه أنّها طالعت أزيد من 10 مؤلفات عن حياة
"كيلي" قبل أن تجسّد شخصيتها المثيرة للجدل.
القيل والقال الذي يسلّط مزيداً من الأضواء على واحد من أهم
مهرجانات الفن السابع في العالم (من 14 حتّى 25 أيار/ مايو المقبل)
يزيد من اللغط الدائر حوله ـ إيجابياً هذه المرة ـ تعيين
النيوزلندية جين كامبيون على رأس لجنة التحكيم؛ وذلك إثر انتقادات
وُجّهت للمنظمين حول تواضع عدد المشاركات النسائية في المسابقة
الرسمية للمهرجان تاريخياً. لكنّ المندوب العام للمهرجان تيري
فريمو نفى مجدداً وجود أي تحيز ضد المرأة في كواليس الكروازيت
(الشارع الذي يقع فيه قصر المهرجان).
السجاد الأحمر في "كان" ممدود هذا العام لـ 14 فيلماً سبق لمخرجي
نصفها أن نالوا السعفة الذهبية في دورات سابقة.
ويطبع هذه الدورة النفَس اليساري (الأوروبي) والميل إلى تناول
السير الذاتية للمشاهير، إضافة إلى مشاركة عدد من المخرجين
المكرسين (داخل المسابقة وخارجها) من أمثال السينمائي البوسني أمير
كوستاريكا بفيلمه "الحب والسلام" (مع مونيكا بيلوتشي) الذي يعود به
إلى ثيمته المفضلة عن الحرب العرقية التي قسمت يوغوسلافيا السابقة،
عبر حكاية امرأة بوسنية تترمل وهي شابة إثر مقتل زوجها الضابط خلال
إحدى معارك الحرب إيّاها.
والبريطانيان كين لوتش بفيلمه الجديد "صالة جيمي" المقتبس عن سيرة
الزعيم الشيوعي الإيرلندي جيمي غرالتون، ومايك لي بفيلمه الأحدث
"سيد ترنر" حول سيرة مواطنه التشكيلي الرومانطيقي الشهير ويليام
تورنر.
وجان بيير داردِن بفيلمه "يومان وليلة" الذي يعرض لقصة عاملة تناضل
في سبيل شراء المصنع الذي تعمل فيه بغرض إنقاذه من إفلاس قد يصل
بها وبزملائها إلى طوابير العاطلين عن العمل؛ ويشارك فيه التوأم
البلجيكي جان بيار ولوك داردين.
والأميركي تيرينس مالك، مُخرج "الأراضي الوعرة" (1973) الذي حظي
بحفاوة نقدية رشّحته ليكون أهمّ فيلم أميريكي منذ "المواطن كين" (لأورسون
ويلز). وسيشارك هذه المرة بفيلمه الملحمي "ليلة الكؤوس" (مع كيت
بلانشيت) الذي يتناول فيه "الانفجار العظيم" ونشأة الكون انطلاقاً
من قصة أبوين ينتابهما هوس وجودي بعد وفاة أحد أبنائهما.
كذلك يعود هذا العام (بفيلم "مقبرة الملوك") التايلاندي أبيشاتبونغ
ويراسيتاكول، الذي خطف فيلمه "العم بونمي يتذكر حيواته السابقة"
السعفة الذهبية في 2010 من "سنة أخرى" للبريطاني مايك لي، و"شعر"
للكوري الجنوبي شانغ دونغ لي، و"رجال وآلهة" للفرنسي كزافيه بوفوا.
وهذا الأخير يجرب حظه هذا العام أيضاً مع فيلمه الجديد "ضريبة
الشهرة" عبر اقتباس قصة حقيقية لسويسريين خارجين على القانون خططوا
في سبعينيات القرن الماضي لسرقة جثمان شارلي شابلن بهدف الحصول على
فدية مالية لقاء إعادته.
أمّا الفرنسي الآخر في المسابقة فليس سوى لوران كانتيه عبر شريطه
"عودة إلى إيتاك"، والذي يطمح من خلاله إلى إبقاء السعفة الذهبية
في فرنسا هذه المرة، مكرراً سيناريو 2008 عندما فاز بالجائزة
المشتهاة عن فيلمه "بين الجدران". وكانت تلك المرة الأولى التي
ينال فيها مخرج فرنسي السعفة الذهبية في "كان".
ورقة النخيل ذات الـ 118 غراماً من الذهب الخالص (اعتمدت في 1955)
هدف مشروع كذلك لستة مخرجين آخرين، على رأسهم كنديون ثلاثة هم
ديفيد كروننبرغ بفيلم "خرائط نحو النجوم"، وآتوم إيغويان عن فيلم
"رهائن"، ودنيس أركان بشريطه "مملكة الجمال".
وتعود الأفلام الثلاثة الباقية للمكسيكي أليخاندرو جونزاليس
إيناريتو بفيلم "الرجل العصفور"، واليابانية ناعومي كاواسي بفيلم
"ثبّت المياه"، والتركي نوري بيلج سيلان بفيلم "سُبات شتوي".
وتجول حبكات الأفلام الأخيرة في عوالم سينمائية مختلفة، من قصة "كاواسي"
عن عاشقين تُلقي إليهما الأمواج بجثة على شاطئ البحر، فينخرطان في
عملية البحث عن هوية الضحية وملابسات مقتلها، الأمر الذي ينتهي
بهما إلى خسارة حبّ كل منهما للآخر؛ إلى قصة "غونزاليس" حول ممثل
ذهبت أمجاده في هوليود (يلعب دوره مايكل كيتون) فيحاول العودة إلى
شغفه القديم بالمسرح. وهي قصة قريبة بعض الشيء من ثيمة الفيلم
التركي الذي اختار هذه المرة ممثلاً متقاعداً يدير فندقاً صغيراً
في الريف إلى جانب زوجته وأختها، قبل أن تتصاعد الأحداث بشكل درامي
يصل معه أبطال العمل إلى اكتشاف سر دفين كانت العائلة تحاول دائماً
تجنب الحديث عنه.
ويختتم المهرجان الأوروبي العريق (انطلق في 1939) عروضه الشهر
المقبل بشريط موسيقي رومانطيقي مع لمسات كوميدية يحمل توقيع الممثل
والمخرج الأميريكي كلينت إيستوود بعنوان "فتيان جيرسي".
لكنّ الجمهور يظلّ مدعواً إلى مزيد من سينما السير الذاتية، مع
فيلم "سان لوران" (مقاربة جديدة لحياة المصمم إيف سان لوران بعد
شريط "جليل ليسبير" 2014) للفرنسي بيرتران بونيلو الذي واجه
محاولات بيار بيرجيه (صديق سان لوران) منع فيلمه من العرض لاتهامه
بالكذب؛ إضافة إلى "مرحباً في نيويورك" للأميركي أبيل فيرارا الذي
يتناول فضيحة المدير السابق لصندوق النقد الدولي (ووزير المالية
الفرنسي الأسبق) "دومينيك شتراوس كان" الذي لاحقته عدة دعاوى في
قضايا اعتداء جنسي وتسهيل دعارة، ما أدى إلى انفصاله عن زوجته
الصحافية الفرنسية المعروفة آن سانكلير.
وكان من المفترض أن تلعب دور سانكلير في الفيلم الممثلة الفرنسية
(من أصل جزائري) إيزابيل أدجاني، لكنها اعتذرت عن ذلك في النهاية
وعدّت تناول حياة هاتين الشخصيتين من قبل فيرارا "تدخلاً هدّاماً
في حياتهما الشخصية". وذهب الدور فيما بعد إلى جاكلين بيسيه، بينما
لعب دور شتراوس كان الممثل الفرنسي جيرار دوبارديو.
مقال فضيحة عن مهرجان كانّ
1
ــ يتحدث الكاتب عن مشاركة كوستوريتسا (كوستاريكا بالنسبة للكاتب)،
مع ان البرنامج الرسمي اعلن ومن المعروف ان الفيلم لم ينته بعد (هههههه).
2
ــ يتحدث عن ان "السجاد الأحمر ممدود لـ 14 فيلماً" (قصده في
المسابقة؟) والصحيح 18، "مخرجي نصفها ــ اي 7 ــ نالوا السعفة في
دورات سابقة"، والصحيح 3.
3
ـــ يتحدث عن انه سيُعرض الفيلم الجديد لتيرينس ماليك عن "الانفجار
الكبير ونشأة الكون انطلاقاً من قصة ابوين" (هههههههه)، الفيلم
انعرض يا بيه من 3 سنين ونال "السعفة".
4
ــ يتحدث عن عرض أفلام غير موجودة في البرنامج المعلن لكزافييه
بوفوا وابيشاتبونغ فيراسيتاخول وكلينت ايستوود واليخاندرو غونزاليث
ايناريتو وابيل فيرارا (الأخير اعلن ان الفيلم سيعرض مباشرة على
الانترنت)، ولوران كانتيه. عن كانتيه، يقول انه "اول مخرج فرنسي
ينال "السعفة" في كانّ. غير صحيح: اول فرنسي نال "السعفة" هو لوي
مال عام 1956 مناصفة مع جاك ايف كوستو.
هوفيك
حبشيان ـ عن الـ
Facebook |