الذين يتفقون مع الفنانة اللبنانية هيفاء وهبى، والذين يختلفون
معها، يجمعون على شىء واحد، وهو أنها دائما محط اهتمام الجميع، فهى
الأنثى المدللة، التى تخطف الأنظار بمجرد ظهورها أو حتى ترديد
اسمها، كثيرا ما يصفها من تعاملوا معها عن قرب بالذكاء الشديد
والقدرة على اختيار أعمالها وأغنياتها، وعلى العكس تماما يجد آخرون
أنها بارعة فقط فى إظهار أنوثتها وجمالها وهو ما لفت إليها
الانتباه.
وبين هذا وذاك ترفض هيفاء أن تضع نفسها فى أى تصنيف أو مقارنة،
مكتفية بالقول إنها فنانة ناجحة تمتلك مواهب متعددة وتسعى بشتى
الطرق أن تخرجها للنور، وعلى هذا الأساس قررت أن تخوض أولى
بطولاتها السينمائية «حلاوة روح»، معوّلة عليه الكثير من الآمال فى
إظهار جانب آخر من هيفاء التى لا يعرفها الجمهور.
وإلى نص الحوار الذي أجرته صحيفة «الشروق» الورقية مع هيفاء وهبي..
·
لماذا اخترت «حلاوة روح» ليكون أولى بطولاتك المطلقة فى السينما؟
ــ كنت أبحث عن سيناريو مناسب يقدمنى فى السينما بعد «دكان شحاتة»،
وبعد فترة وضع الله فى طريقى فيلم «حلاوة روح»، ووافقت على بطولته
لعدة أسباب أهمها جمال وحرفية السيناريو والذى كتبه المؤلف على
الجندى، بالإضافة إلى القضية التى يحملها الفيلم وأجدها شديدة
الخصوصية والأهمية فى آن واحد، هذا فضلا عن المخرج سامح عبدالعزيز
الذى يعتبر من أهم مخرجى السينما والذين تشرّفت بالتعامل معهم،
وأيضا فريق العمل الذى ضم أسماء كبيرة بينها باسم السمرة وصلاح
عبدالله ومحمد لطفى ونجوى فؤاد وأحلام الجريتلى وغيرهم، واعتقد أن
كل الأمور السابق ذكرها مع اجتماعها توفر نجاحا مبهرا لأى فيلم.
·
ولكن ما سر إصرارك على تجسيد الفتاة الشعبية وبحثك الدائم عن
سيناريو مناسب لتقديمها؟
ــ صدقينى ما من سر وراء هذا، فهى مجرد مصادفة أن السيناريو الذى
يعجبنى يكون دور البطولة فيه لفتاة عادية من المجتمع، وأحب أن أقول
لك إن هناك استغرابا انتاب الناس لحد كبير وذلك لأن صورتى على
المسرح فى الغناء تختلف عن تلك التى أقدمها فى التمثيل أو حتى عن
تلك التى قدمتها الفنانات اللبنانيات فى مصر، ولكن الفنان الحق هو
من يبرع فى أداء كل شىء وهنا مربط القوة.
·
ألا تعتقدين أنها مجازفة منك التعاون مع سيناريست يخوض تجربته
الأولى؟
لا أعتبرها مجازفة على الإطلاق، لأن سيناريو على الجندى مكتوب
بحرفية كبيرة، هذا فضلا عن أن أسلوبه قريب من الناس ويمس القلب
والروح وقضايا المجتمع، بالإضافة إلى أن بناء الشخصيات فى العمل
لافت للانتباه أيضا، وتشعرين عند قراءة السيناريو أن الشخصيات حية
جدا وتفاصيلها واضحة للغاية، وبالتأكيد هذا يحسب له، وبرأيى القوة
الحقيقية تكمن عند المخرج فى قدرته على تحويل القصة إلى صورة قريبة
من الناس.
·
كيف استقبلت الهجوم على «التريلر» الدعائى للفيلم بمجرد طرحه على
الفيس بوك؟
ــ ترد بثقة: ما عندى شعور فالتريلر الذى يقال إنه تمت مهاجتمه،
حصد نسبة مشاهدة غير عادية منذ طرحه على اليوتيوب وحتى وقتنا هذا،
أما بالنسبة للكلام الدائر فأحب أقولك إن الجدل سوف يثار حول أى
شىء أفعله.
·
لكن الاتهام الأساسى موجه لك بأنك تقلدين مونيكا بيلوتشى فى فيلمها
«مالينا»، وأن «حلاوة روح» مقتبس منه حتى فى البوستر الدعائى له؟
ــ استغرب جدا من هذا الهجوم والتشبيه، فقصة الفيلم بعيدة عن فيلم
«مالينا»، وإذا كان هناك من تشابه بسيط فى الشكل الخارجى أى فى
البوستر والتريلر فأعتبر هذا أمرا إيجابيا، ودعينى أتحدث بصراحة،
ففيلم «مالينا» لمونيكا بيلوتشى مقتبس عن كتاب
Malena
للكاتب
Edgardo David
، وهذا الكتاب متاح فى أماكن شتى، ويحق لأى سينمائى أو مخرج التأثر
بكتاب أو قصة معينة أيا كانت، وهذه هى حال السينما مثل الصور التى
يتأثر بها المخرج.
·
جانب آخر مثير للجدل بشأن الفيلم، حيث طالبت الرقابة بحذف 27 لفظا
خادشا للحياء من الفيلم؟
ــ ترد متسائلة: هل رأيت ذلك بعينك أم أنه مجرد كلام؟، فما حدث هو
أن الرقابة مارست دورها الطبيعى الذى تمارسه مع أى فيلم، وبعدين
دعينى أسأل أكثر هل يا ترى تم طرح هذا السؤال على أى ممثل آخر فى
أى فيلم سينمائى آخر؟ أم فقط لأننى موجودة فى الفيلم؟، ودعينى أجيب
عليك بصراحة أكثر، فالصحافة هى من أعطت حجما لهذا الموضوع أكثر من
اللازم وأكثر من الرقابة نفسها، ولم أكن اعتقد أنه يستحق كل هذا
الجدال.
·
ما أهم الصعوبات التى واجهتك أثناء تصوير الفيلم؟
ــ فى الحقيقة الصعوبات كانت على مستويين الأول نفسية، فقد بذلت
مجهودا كبيرا لأتمكن من الدخول فى أعماق شخصية روح وتقمصها لتواجه
الظلم الذى يحيط بها من الجميع، أما جسديا فقد تعرضت أثناء تصوير
المشهد الأخير من الفيلم لشرخ فى كاحل قدمى حيث وقعت أرضا ورغم أنه
كان لابد أن أرتاح، إلا أننى أكملت المشهد رغم الألم الشديد.
·
لاحظنا أنك لم تقومى بالغناء ضمن أحداث الفيلم وقررتم الاستعانة
بحكيم؟
ــ أردت منذ البداية الفصل التام بين كونى ممثلة وكونى مغنية، فأنا
فى الفيلم أؤدى شخصية روح وهى سيدة تعيش فى حى شعبى وتعانى ظلم
الآخرين، وروح ليست مطربة ضمن الأحداث، وقد يظن كثيرون أنه مادمت
أنا مغنية فى الأساس فلماذا أستعين بمغن آخر فى عمل من تمثيلى،
ولكنى كما قلت لك لا أحب أن أخلط الأوراق ببعضها.
·
وهل صحيح أنك من اخترت حكيم للغناء؟
ــ حكيم فنان كبير، وقد أسعدنى تواجده معى فى الفيلم، ومن اختاره
هو المنتج محمد السبكى والمخرج سامح عبدالعزيز، وعادة لا أتدخل فى
القرارات لأننى ممثلة ولست المنتجة.
·
إذا انتقلت إلى مجال آخر.. فما سر حماسك للمشاركة فى مسلسل «كلام
على ورق» كأول عمل تليفزيونى لك؟
ــ «كلام على ورق» للمخرج محمد سامى اعتبره أصعب وأهم مشروع تمثيلى
فى حياتى المهنية، وأؤكد لك أنه الذى سيحدد مصيرى كممثلة، وأنا
مسئولة عن كلامى وبكل ثقة.
·
وماذا عن دورك به؟
ــ لا أحب الحديث عن دورى فى المسلسل واعتبره مفاجأة للجمهور، وكما
قلت لك هو الأهم فى حياتى المهنية وخطوة يتوقف عليها الكثير
مستقبلا.
·
وما هو مصير مسلسل «مولد وصاحبه غايب» ولماذا لم يعرض حتى الآن؟
ــ ردت باقتضاب شديد: اسألى المنتج محمد فوزى.. فهو الأدرى بموعد
العرض.
·
دعينى أسألك ما سر تركيزك فى الفترة الحالية على التمثيل أكثر من
الغناء؟
ــ احترت فى أمركم بصراحة، فعندما ابتعدت عن التمثيل سئلت مئة مرة
عن سبب ابتعادى عن التمثيل، ولكن دعينى أرد عليك فأنا اليوم أعطى
وقتى لمشروعين كبيرين يحتاجان فعلا إلى مجهود كبير، وأنا تعودت أن
أعطى كل عمل أقوم به حقه الكامل من الوقت والتركيز، وانتظر انتهائى
منهما أولا بالشكل الذى يرضينى ثم أخطط لمشروعات مقبلة.
·
الكثيرون من المتابعين لأعمالك يسألون إلى متى ستظل هيفاء وهبى
تعتمد بالدرجة الأولى فى نجاح أعمالها الفنية على جمالها وأنوثتها؟
ــ تجيب ضاحكة: لست أنا من يعتمد على هذا، فأحيانا العين تلهى عن
المضمون وتركز على الشكل الخارجى، وكل مشاهد يرانى من وجهة نظره،
فمن يريد أن يرى المضمون سيلاحظ جدية كبيرة فى العمل، ومن يريد أن
يرى فقط الشكل فهذه مشكلته الخاصة وليست مشكلتى، وعامة أنا لا
يزعجنى هذا الأمر ولن أدافع عن نفسى فى هذا الإطار لأنه عندما تكون
الممثلة عادية، يركز المشاهد فقط على تمثيلها، أما عندما تكون
جميلة ينسى أحيانا التركيز على المضمون.. فماذا يمكن أن أفعل بخصوص
هذا الموضوع؟ ورغم ذلك فإننى فى السينما وفى الدراما لم أعتمد يوما
إلا على المضمون الذى أقدمه.
·
من الممثل أو الممثلة التى يمكن أن تكون قدوة لك؟
ــ أحب تمثيل جاك نيكلسون، وألباتشينو، وبراد بيت، وكايت ونسلت،
وناتلى بورتمان، وميريل ستريب، ودرو بيرى مور.
·
أخيرا.. ما تعليقك على قول إليسا أنك «صنعت نفسك من لا شىء»؟ وفى
أى خانة تصنفين هذا الكلام (مدحا أم ذما)؟
ــ من هى إليسا لتقيمنى؟!.. إذا كان فى كلامها خير فشكرا لها..
وإذا كان فى كلامها سوء نية فأيضا شكرا لها ولغيرها.
رغم «الانتقادات»..
«حلاوة روح» الأربعاء في دور العرض
القاهرة - أ ش أ
يضع فيلم «حلاوة روح»، الذي يتم طرحه غدًا "الأربعاء" بدور السينما
، الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي في أصعب اختبار في مشوارها الفني ،
ليس فقط لأنه أول بطولة سينمائية مطلقة لها، ولكن أيضًا لما أثير
من ضجة سبقت عرض الفيلم باحتوائه على ما وصف بـ«مشاهد وألفاظ غير
لائقة».
وتراهن هيفاء على الفيلم لتثبت مواهبها التمثيلية أمام الكثير من
المشككين الذين يتهمونها بالاعتماد على جمالها فقط، كما تراهن على
إقبال جماهيري واسع على دور العرض، يقودها إلى نجوم الصف الأول
سينمائيا.
وكان المنتج محمد السبكي يرغب في عرض الفيلم خلال إجازة منتصف
العام ، إلا أنه تقرر تأجيله لطرح يوم غدًا الأربعاء 9 إبريل،
بعدما أبلغ مديري دور العرض بهذا الموعد.
وقال إنه "متفائلا بنجاح «حلاوة روح»، موضحا أن الفيلم سيحدث ما
وصفه بـ«ضجة» في الأوساط الفنية عند عرضه بسبب القضية التي يحملها
الفيلم.
وبدأت الشركة المنتجة بالفعل في عرض أفيش الفيلم فى جميع دور
السينما ، والفيلم يشارك في بطولته محمد لطفي وصلاح عبد الله وكريم
الأبنودي ، إخراج سامح عبد العزيز، تأليف علي الجندي، ويدور في
إطار إجتماعي رومانسي حول إمرأة تدعى «روح» «هيفاء وهبي» تواجه
الكثير من المشكلات في حياتها بعد سفر زوجها وعدم اكتراثه لها
ولإبنها فتحاول التغلب عليها ومواجهة المجتمع.
وأثار الفيلم الكثير من الجدل قبل طرحه حيث قررت الرقابة على
المصنفات الفنية مؤخرا تأجيل منح التصريح بعرض الفيلم لحين مشاهدته
كاملا ، بعد أن وجد رئيس جهاز الرقابة أحمد عواض أنه يتضمن ألفاظا
وصفت بـ«خادشة للحياء»، ومنها مشهد «اغتصاب» هيفاء من قبل محمد
لطفي ومشاهد «قبلاتها»، فضلا عن ورود العديد من «الألفاظ النابية»
على لسان طفل بالفيلم.
ورفض مخرج الفيلم سامح عبدالعزيز الحملة ضد الفيلم ، وأكد أنه
"يشعر باستياء إزاء ما أسماه بـ«الحملة الشرسة» التي يتعرض لها
الفيلم قبل طرحه في دور العرض السينمائي"، مشددا على ضرورة مشاهدة
الفيلم قبل الحكم عليه أو التطرق إليه أو انتقاده.
وقال عبدالعزيز، "قمت بتصوير فيلم له قصة ومضمون يدور حول شخصية
«روح» وليست الفنانة هيفاء وهبي ، ولن أقع في فخ الانجراف وراء تلك
الهواجس التي يرددها البعض من أجل محاربة الفيلم قبل أن يشاهدوه".
وحول موقف الرقابة، أوضح أنها "رفضت ثلاثة ألفاظ فى الفيلم كله وتم
حذفهم نهائيا، وانهيت مهمتي في هذا الفيلم وسلمته للمنتج وهو الذي
يقرر مصير الفيلم في النهاية".
وقللت هيفاء في تصريحات لها، من أهمية الهجوم على الفيلم، منوهة
إلى أنها "اشترطت على المخرج أن يكون مشهد اغتصابها الذي يجمعها
بالممثل محمد لطفي «غير مقزز»، لأنها تريد أن يتعاطف الناس مع
الموضوع لا أن «يثير غرائزهم»، وهو ما حرص عليه سامح فعلا"، بحسب
وصفها.
ولفت أحمد عواض، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، الى انه
"تقرر عرض الفيلم «للكبار فقط»، وأنه سيتابع عمليات دخول دور العرض
في الفترة القادمة مع طرح فيلم «حلاوة روح»، للتأكد من عدم دخول
الصغار والمراهقين للفيلم بعد وضع شارة للكبار فقط ، وقال إن هناك
حملات تفتيش على السينمات لقياس مدى التزامها بقرارات الرقابة". |