كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

الناقد العماني عبد الله حبيب

يتحدث عن آفاق السينما الخليجية

حوار أجراه:  خالد ربيع

مهرجان الخليج السينمائي السابع

   
 
 
 
 

الحوار مع عبد الله حبيب، المخرج والناقد والمثقف، لا غنى عنه أبداً، فعندما تضيع البوصلة ينبغي علينا أن لا نبحث عنها كثيراً، فهذا العماني الدمث الخلق ماثل بين أيدينا، نسترشد برأيه ونحدد مواقعنا وجهاتنا، ومنه نبني أفكارنا للمستقبل، وبه نستعين في إرساء كثير من الأسس والمفاهيم التي ينبغي أن تنشأ عليها الأجيال الناهضة. 

من هذا المنطلق برزت لدينا فكرة إجراء حوار مع قامة مديدة مثل قامة هذا المفكر الهادىء في طبعه والممتليء وعياً وفكراً ونضجاً.  ها هو عبدالله حبيب بكل وضوح الرؤية التي يمتلكها، وبكل وداعته وعمقه ورحابة أفقه نجلس أمامه ونحاوره.

·        ما أهم خصائص السينما الخليجية.  بمعنى هل لها سمات تميزها عن السينمات العربية الأخرى؟

* يؤسفني للغاية، وبصورة مريرة وحانقة إلى الكثير من الحدود، ان بعض أشقائنا من النقاد السينمائيين العرب لا يزال يصر على إنكار ان هناك سينما خليجية أصلاً، وذلك في تكريس مقيت للشوفينية المركزية الكلاسيكية ذات "الثنائيّة الضديّة"(binary opposition) التي لا تزال لا ترى فينا إلا جِمالاً، و"كروشاً" منتفخة مليئة بالشحم، والمني، والتفاهة، وآبار النفط فقط (وقاسم حداد، بالمناسبة،قال كلاماً بديعاً في هذا الشأن:  لم يكن النفط لنا جميعاً، لكنه سيكون علينا جميعاً، أو بما معناه).  أما عن خصائص السينما الخليجية فأظن انها لا تزال في طور التبلور والتكوين، وليس في هذا ما يخيف، أو ما يبعث على الاستعجال.

قصدت انه لا نستطيع بعد ان نتحدث عن خصائص السينما الخليجية بالمعنى الذي يمكن لنا ان نتحدث فيه، على سبيل المثال، عن الخصائص الجمالية والفكرية لسينما "الموجة الجديدة" الفرنسية (الثورة ضد كل تراث سينما الـ "بابا"، والارتباط الضمني بحركة 1968 خاصة لدى المناضل السينمائي العتيد والعنيد جان – لوك غودار) أو سينما "الواقعية الجديدة" الإيطالية (الاهتمام بقصص الناس البسطاء، والعاديين، والمهمَّشين، واستقطاب ممثلين غير محترفين، والتصوير في أماكن عامة وليس في استوديوهات احترافية وكاملة التجهيز التقني، إلخ)، أو "السينما الفقيرة" في افريقيا وأمريكا اللاتينية (لجهة تناغم شروطها الإنتاجية مع التقشف والشظف الذي يعيشه الواقع الاقتصادي والسياسي المحلي)؛ فهناك، إذاً، رؤية نظرية حصيفة وتقاليد عملية راسخة جاءت في تلك البلدان من حراك الوعي السياسي والفني وتطوره في حركة الواقع الفعلي (كيف نستطيع مثلاً أن نفصل مآثر سينما الواقعية الجديدة الإيطالية من التجربة الفريدة غير المسبوقة وغير الملحوقة للحزب الشيوعي الإيطالي في أوروبا الغربية عهدذاك؟

لقد أثَّرت سينما "الواقعية الجديدة" الإيطالية في كل سينما الدنيا لأن الحزب الشيوعي الإيطالي كاد أن يكون الحزب الشيوعي الوحيد في أوروبا الغربية – آنذاك – الذي يصل إلى سدة الحكم بالتصويت الشعبي  المباشر عبر صناديق الاقتراع، وذلك لولا المؤامرة الدنيئة المعروفة التي قامت بها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.  كيف نستطيع، مثلاً، أن ننسى فيلماً مثل "لِصُّ الدراجات الهوائية" لفيتوريو دي سيكا الذي يجعل العالم يتفتت أمام عينيك وأنت تشاهده.  شخصياً، وبعد مرور الذكريات والسنوات، لا أرى درّاجة هوائية من دون أن أتذكر ذلك الفيلم الخالد.  أظن أن الهراء بعينه أفضل من هذا بكثير، وأنا لا أقدر على أن أثير غضب غرامشي وبازوليني معاً ودفعة واحدة).

فيما يخصني، ومن خلال مشاهدتي للأفلام الخليجية التي عرضت في الدورات المتكررة من مهرجان الخليج السينمائي لغاية الآن فإني أرى أن ثيماتها متذبذبة وغير مركزة، ولا أقصد بالضرورة ان هذا من المثالب التي ستتعجل في حدوث يوم القيامة.  قد يكون هذا انعكاساً طبيعياً لما تمر به مجتمعاتنا وثقافتنا في الخليج خلال هذه البرهة الرجراجة من الزمن، ولا أخال أن في هذا ما ينبغي أن يبعث على القلق؛ فالقلق، إذا كنتَ جادّاً معه، لا يمكن إلا أن يبعث بك إلا إلى الحوار معه. 

لكن عودة إلى الموضوع الأصل قد يكون استثناء ما ذكرتُ هو السينما العمانية الشابة التي تنزع إلى الاحتفاء بالمكان القديم (وبازوليني لديه مقولة مهمة تذهب إلى ان السينما الشعرية، بنحوٍ من الأنحاء، هي الوجه القديم، والمكان القديم، والزمان القديم.  ولا تنسَ ان بازوليني  كان قد أنجز جزءاً من تحفته "وردة ألف ليلة وليلة" في اليمن القريبة إلى أفئدتنا وأراضينا في هذي البلاد.  لكن الزملاء السينمائيين العمانيين الشباب الذين "تسللت" لديهم الفكرة من إيطاليا، إلى اليمن، إلى عمان بوعي أو بلا وعي  قد استمرأوا الأمر أكثر مما ينبغي في اجتهادي المتواضع).  لقد كرست السينما العمانية الشابة نفسها منذ البداية باعتبارها "سينما قرية" وليس "سينما مدينة".  غير أن هذا الأمر المحمود في البداية تمت المبالغة فيه من قِبل السينمائيين العمانيين الشباب لأنهم في أفلامهم – واحداً تلو الآخر (وأعتقد انني تابعت هذا الأمر بصورة معقولة بعض الشيء، إن لم يكن كاملة، في الحقيقة) - يجعلوننا نشعر ان عمان لا تزال أُحفورة أثرية محنطة في قرى جبلية سحيقة ذات بيوت طينية، وأفلاج، ومزارع، وعربات أوليّة تجرُّها البغال، وليست باعتبارها مكاناً حديثاً ومعاصراً في القرن الحادي والعشرين فيه سيارات ومراكز تسوق (مولات) حديثة، مثلاً، زاخرة بالثيمات، والموتيفات، والإشكاليات التي لا أول لها ولا آخر، والتي كان يمكن للسينما العمانية الشابة أن تسلط الضوء عليها لو أرادت.

لقد جعلنا معظم تلك الأفلام نشعر اننا "موضوعاً" (object) وليس"ذاتاً" (subject) "للنظرة" “gaze” (بالمعنى الذي استعارت به نظرية السينما المفهوم من علم النفس).  لذلك فإن علينا أن نبقى في "المتحف التاريخي" من أجل أن "يُنظَرَ" إلينا كما فيما هو شبيه بنزهة استشراقية ترويحيَّة وعابرة عوضاً عن أن "ننظرَ إلى من ينظرُ إلينا" (طبعاً أفضل من نظّر إلى ذلك هي فاطمة توبنغ روني في كتابها الممتاز "العين الثالثة:  العِرق، السينما، والمَشْهَدَانيُّ الانثروبوروغرافي"، والذي لم يُترجم إلى العربية لغاية الآن للأسف الشديد، والذي على الرغم من انه يتصل بالوثائق السينمائية الأنثروبولوجية الكولونياليّة فإنه يتلاقح مع السينما الروائية الغربية والعربية أيضاً. 

وقد كان إدوارد سعيد قد نبهنا إلى خطورة "المَشْرَقَةِ الذاتيّة" self-Orientalization).  لعلك لاحظت، على سبيل المثال، ان الكثير من أفلام السينمائيين العمانيين الشباب قد تم تصويرها في قرية "مسفاة العبريين" في المنطقة الداخلية من عمان (وهي قرية جبلية ساحرة جداً بالتأكيد، وهي من أكثر القرى العمانية التي أعشقها شخصياً إلى أبعد الحدود، وآخذ كل ضيوفي من خارج البلاد لزيارتها)؟.  لكن الكارثة – من وجهة نظري الضئيلة – هي ان وعي/ لا وعي السينمائيين العمانيين الشباب قد تناغم وتساوَقَ (بصورة تكاد أن تكون مشبوهة فعلاً، وإن يكُ من غير نية ولا قصد) مع خطاب المؤسسة الرسمية التي تروّج لنا، من الناحية الضمنية، وطوال العقود الفائتة، اننا شعب "قديم"، و"عريق"، و"مجيد"، و"تليد"، واننا من مفردات المقابر الأثرية، والأفلاج، والقلاع، والحصون، وأبراج المراقبة، أما الحاضر والمستقبل فلا بأس من الإنخراط فيهما من باب المصادفةفقط.  إلى متى سنعيش في الماضي ونحن نحيا في الحاضر ونرنو إلى المستقبل؟.  أظن ان في هذا سوء حظ كبير من وجهة نظري الصغيرة.

·        هل دخلت السينما الخليجية حيز الصناعة أم ما زالت في بدايات التكوين؟

* قطعاً لم ندخل حيز الصناعة بعد.  هذا مع مراعاة ان مفردة "صناعة" فيما يخص السينما كما أصبحت اليوم صارت مفردة ملتبسة بعض الشيء، وبعيدة من الدقة، وذلك من حيث الاستغناء عن الكثير من مكونات البنية السينمائية التحتيّة تقليديّاً؛ فالمرء اليوم صار بوسعه الآن أن ينجز فيلماً كاملاً بهاتفه المحمول فقط.  لا أقول هذا بمعنى اني ضد إقامة صناعة سينمائية خليجية متطورة من الناحية التجهيزية (معامل، إلخ) لا سمح الله، ولكن بمعنى ان البشر يتقدمون دوماً على الشروط التقليدية الموروثة.

·        وما هي الشروط الواجب توفرها حتى تتأسس في الخليج صناعة سينمائية؟

* أظن ان من أهم الشروط وجود الدعم الكافي من الجهات المسؤولة، وقبل ذلك تمتعها بالحس الحضاري المطلوب من أجل الاعتراف بأن السينما فن راقٍ ورفيع مثل الأدب والمسرح وغيرهما.  للأسف الشديد لا يزال كثير من المسؤولين الكبار في الجهات الثقافية في بلدان منطقتنا ينظرون إلى السينما على انها "تهريج" و"كلام فارغ" ومجرد تزجية للوقت، وزَبَدٌ يذهب جفاءً ولا ينفع الناس.  ما لم تتغير هذه النظرة القاصرة والقصيرة فأظن ان علينا ان نتوقع المزيد من المشاكل.

·        إذا كانت هناك صعوبات تعيق التقدم السينمائي في الخليج، فما هي هذه الصعوبات وكيف يمكن التغلب عليها؟

* بالطبع هناك صعوبات، وهي غير قليلة بالتأكيد.  لكني أود الحديث عن صعوبة يندر الحديث عنها، ألا وهي مشكلة غياب التأسيس والتأصيل الأكاديمي والنظري فيما يخص السينما في بلداننا الخليجية.  طبعاً صارت لدينا معاهد، وكليات، ومؤسسات علمية تقوم بتدريس الطلبة مساقات فيما يخص التصوير، والإخراج، والمونتاج، إلخ.

لكن ليست لدينا جامعة خليجية واحدة لديها قسم متخصص بتدريس النقد السينمائي.  إلى متى سيستمر هذا الإخفاق الشنيع؟.  إننا ننتج أفلاماً ولكننا لا نستطيع أن نقرأها بالأدوات النقدية والتحليلية المطلوبة -هذا وضع مؤسف للغاية ولا يشبه سوى الكارثة فيما أظن.  أقول هذا من واقع تجربتي المباشرة من خلال الحديث مع مبدعين سينمائيين خليجيين ناضجين أحترمهم ويحترمونني بالمقابل وذلك في الدورات السابقة من مهرجان الخليج السينمائي، والتي حضرتها جميعاً إما باعتباري مُحَكِّمَاً أو بوصفي عضواً في اللجنة الإعلامية.  صحيح ان هناك فرقابين "المبدع" و"الناقد" (وإن كان هذا ليس دقيقاً جداً، وذلك من حيث ان "الإبداع" بالمعنى الجوهري للكلمة مطلوب مِن وفي الإثنين)، ولكن أذهلني لدرجة الرعب والفزع ذلك الغياب الباهظ لأبسط درجات الوعي النقدي والنظري لدى سينمائيين يتطرقون في افلامهم لموضوعات دقيقة وحساسة في بلدانهم ومجتمعاتهم، وهذا أمر يُحسب لهم بالتأكيد.  ولكنك ما ان تبدأ بالحديث معهم حتى تضطر إلى بتر المحادثة قسراً، فهم لا يدركون، مثلاً، ان "المونتاج الجدلي" (dialectic montage)إنما تكمن جذوره في تراث الفلسفة الماركسيّة.  ويحدث أحياناً أن تتحدث إلى سينمائي خليجي طالع وموهوب عن الأخاديد التي تفصل بين "اللقطة الذاتيّة"  (subjective shot) و"اللقطة الموضوعيَة" (objective shot)، أو عن مفهوم "التركيب المشهدي" (mise-en-scene)  البسيط، والمبدئي، والبَدَهِي، على سبيل المثال، فينظر إليك شزراً عبوساً قمطريراً وكأنك من سُكّان المريخ، أو عطارد، أو زحل.  ولا داعي البتّة أن تحاوره في الفروق الجوهرية بين مفهوم "التركيب المشهدي" ونظرية المونتاج في الأفلام الأمريكية والفرنسية على وجه الخصوص، مما يدفعك فوراً إلى الذهاب وحيداً إلى الحانة، والأسف والأسى يترنحان بك ذات اليمين وذات الشمال على طريقة تقنية "تلويح آلة التصوير السينمائي يميناً ويساراً بسرعة خاطفة"، الـ “swatch pan”.  إنني هنا لا أتحذلق، ولا أتفلسف أكثر مما ينبغي، وإنما أطالب بوجود الحد الأدنى من المعرفة النظرية السينمائيةذات الصلة الوثيقة بما حدث أو يحدث في العالم في علاقته بالسينما، والتي لا غنى عنها فيما أخال من منظوري الصغير إلى الأشياء.

·        هل حققت الأفلام الخليجية تواجدا بين الجماهير العربية أو العالمية؟

* لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال بصورة موضوعية ودقيقة، لأنه لا تتوافر لدي مؤشرات، أو إحصائيات، أو استبيانات موثَّقَة حول الموضوع.  لكنني أود النظر إلى النصف المليء من الكأس فيما يخص هذا الجانب.  أظن ان السينما الخليجية لم تعد مجهولة عربياً وعالمياً على الإطلاق.  وأعتقد ان أشقاءنا الإماراتيين هم أفضل من فعل ذلك سواء في فئة الأفلام الروائية القصيرة (وليد الشّحي مثلاً في معظم – ان لم يكن كل- أعماله القصيرة.  والحقيقة ان هذا ينطبق أيضاً على أعمال معظم الشباب الذين خرجوا من معطف مجموعة "إنعكاس")، أو فئة الأفلام الروائية الطويلة (لديك "ظل البحر" لنواف الجناحي على سبيل المثال، والذي لا يزال يحقق النجاحات المتوالية)، أو فئة الأفلام الوثائقية الطويلة (طبعاً نجوم الغانم هي المثال الأبرز في أفلامها الوثائقية الطويلة الثلاثة - "المريد"، و"حمامة" و"أمل"، والأخير فعلاً هو تحفة كبيرة واستثنائية في السينما الوثائقية الخليجية الطويلة خاصة لجهة المونتاج الفَطِن والبديع الذي تم بإشراف مباشر من المخرجة نفسها).  أظن أن السينما الإماراتية هي الأهم خليجياً اليوم.  ويذهلك السعوديون أيضاً بصورة تراكميّة، خاصة لجهة النظرة التقليدية المؤسفة إلى السينما في بلادهم.  وأنا أحترم كثيراً التحدي، والجرأة، وطرق موضوعات "التابو"  لدى المخرجين السعوديين (فيلم "وجده" لهيفاء المنصور الذي حصد عدة جوائز عالمية بما في ذلك في مهرجان البندقية السينمائي، ومؤخراً في مهرجان مراكش أيضاً، وفيلم "عايش" لعبد الله آل عياف، وفيلم "حسب التوقيت المحلي" لمحمد الخليف – هذا فيلم بديع فعلاً، إلخ).

البحرينيون تراجعوا مؤخراً على الرغم من إرثهم التأسيسي، وتخونني الفِراسة في فهم ذلك.  وقد تحدثت مع بسام الذوادي غير مرة في ذلك فأسقط في يده أيضاً.  القطريون لا يزالوا يتلعثمون ويتأتون على الرغم من بحبوحة الإمكانات المالية، ولا أدري إلى متى سيستمر هذا.  الكويتيون يتفاوضون مع أنفسهم، وأتمنى أن تنجح المفاوضات (وليد العوضي في "تورا بورا" حاول بجدارة أن يوقظ النعاس، ولا أظن أن سعد الفرج يستطيع أن يكون ممثلاً مبدعاً أكثر مما فعل في هذا الفيلم، ولا بأس في أن يتقاعد إذا أراد، وقد قلت له هذا في لقاء قصير بيننا في إحدى دورات مهرجان الخليج السينمائي). 

وعلينا نحن العمانيين أن لا نكون مسرفين أكثر مما ينبغي في الإجحاف بحق أنفسنا على الرغم من شح الإمكانيات، فعلى سبيل المثال فاز فيلم "فرّاخ" لزميلنا المتميز ميثم الموسوي بجائزة مهمة في مهرجان مالمو السينمائي في السويد مؤخراً، وحسن جداً أن قامت الجمعية العمانية للسينما بتكريمه مؤخراً (وأظن أن ميثم الموسوي هو أفضل من يمثلنا في الجنس السينمائي المعروف بـ "النظر إلى العالم من خلال عيني الطفولة" الذي ابتدأته السينما السويدية من خلال بيرغمان كما في "فاني وألكسندر"، ثم جذَّرته السينما الإيرانية في كل أفلامها المعاصرة تقريباً).  وها هي عزيزتنا الموهوبة مزنة المسافر قد أنجزت لتوّها فيلماً روائياً قصيراً (حوالي عشرين دقيقة) تم تصويره في زنجبار بعنوان "تشيلو"، وسيتم عرضه في مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته القادمة في ديسمبر من هذا العام، وأنا سعيد وفخور جداً بذلك.

وأعتقد أن مزنة المسافر من كبار مراهناتنا السينمائية بدءاً من فيلمها التمردي البديع "نقاب"، كما أظن أنها خير من يمثل بذور شيء يمكن أن نسميه في أرحام ما سيأتينا من الأيام القادمات "السينما النسويّة العمانية الشابة".  وهنا يؤسفني للغاية ان مريم الغيلاني قد توقفت عن السينما بعد أن أدهشتنا في فيلمها الوحيد "عقدة حبل" الذي كان جريئاً بما فيه أكثر من الكفاية، وأنت تعلم انني معجب بهذا الفيلم كثيراً، وقد كتبت عنه.  وباختصار شديد فإن السينما الخليجية لم تعد مجهولة تماماً إن عربياً أو عالمياً.  لا تنسى، على سبيل المثال، ان فيلم "بَسْ يا بحر" للكويتي خالد الصدّيق كان يُدرَّس في بعض الجامعات البريطانية في منتصف سبعينيات القرن الماضي بعد أن تمت ترجمة العنوان إلى إلإنجليزية هكذا:  ("البحر القاسي" (The Cruel Sea، فنحن، في نهاية المطاف، لسنا بالضبط أيتاماً على مأدبة لئام السينما كما يعتقد – أو ربما يريد - البعض.

عين على السينما في

18.11.2013

 
 

عبر «الحنين» و «كتمان» و «النفاف» و «الدلافين»

«فيلا سينما» تعد للمشاركة في مهرجاني الخليج ودبي السينمائيين

عبير زيتوني (الاتحاد) 

تعمل «فيلا سينما» التي تتخذ من رأس الخمية مقراً لها، حالياً على تحضير وتجهيز عدة أفلام روائية ووثائقية جديدة، بتمويل ذاتي للمشاركة في مهرجاني الخليج ودبي السينمائيين، عبر أفلام «الحنين» من سيناريو وإخراج ناصر اليعقوبي وفيلم «كتمان» من سيناريو وإخراج منى العلي وفيلم «النفاف» من سيناريو أمل دويلة وإخراج أحمد الحمادي، وفيلم «الدلافين» على جائزة iwc كأفضل نص سيناريو معد للإخراج، وهو من سيناريو أحمد سالمين وإخراج وليد الشحي، ولم يرد القائمون على «فيلا سينما» الإفصاح عن تفاصيل هذه الأفلام.

يشار إلى أن «فيلا سينما» تطمح بإمكانياتها المادية المتواضعة، إلى تشكيل قاعدة سينمائية متينة مبنية على أساس من التجربة العملية والثقافة الفكرية من الأجيال الشابة القادمة، لتكون النواة الحقيقية والصلبة لبناء مستقبل واعد نحو صناعة سينمائية إماراتية لها مكانتها العربية والعالمية، وإن كان القائمون يخشون على طموحاتهم ومشاريعهم من نقص التمويل وبقائه مرهوناً بالتمويل الذاتي الذي يرونه غير كاف للبقاء والاستمرارية والتنافس في هذا النوع من الفنون، الذي يحتاج إلى الرعاية المعنوية والدعم المادي المتواصلين.

وفي لقاء مع «الاتحاد» يقول المخرج السينمائي ناصر اليعقوبي عضو مؤسس في مشروع «فيلا سينما» عن مشروع «الفيلا» من بداياته ومراحل تحققه الحالية: «رحلتنا حلم طويل يشبه فيلما سينمائيا تجاوز مراحل الإعداد والتحضير، ووصل أخيراً إلى مرحلة الخلق والإبداع التي نعيشها حالياً»، ويضيف: «تعثرت خطواتنا في البداية ثم أدت جهودنا في النهاية إلى إيجاد بيئة حاضنة ونموذجية للصناعة السينمائية تحمل اسم إمارة رأس الخيمة، هذه الإمارة التي أنجبت عبر تاريخها نجوما في الفنون والآداب الإنسانية، والتي تشترك في المجمل مع توق دولة الإمارات العربية المتحدة لحجز مكانتها الثقافية التي تليق بها عربياً وعالمياً».

ويتابع اليعقوبي: «كنا كمن يحاول القبض على كل ثانية من هذه الرحلة الطويلة التي بدأت قبل خمسة عشر عاما، عبر مجموعة من الشباب الطامحين للإنتاج السينمائي الذين توزعوا في مجموعتين منفصلتين حملت كل منهما اسما مختلفا: «انعكاس» و«فراديس»، إلا أنهما تطابقتا في الحلم والهدف، فالتقتا لأول مرة في مكان صغير استطاع اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات أن يوفره لهما بإمكانياته المتواضعة والبسيطة، قبل أن يتوحدا في مكان واحد يحمل اسم «فيلا سينما» الذي يعود الفضل في توفيره إلى المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني في رأس الخيمة، الرئيس الفخري لـ «فيلا سينما» وأول وأكبر الداعمين للفريق، والذي تبنى طموحات الشباب وأحلامهم في بيئة حاضنة ومثالية للإنتاج السينمائي».

ويلخص اليعقوبي مفهوم «فيلا سينما» بأنه مكان «مستقل وحاضن للسينمائيين، يقوم على ثقافة ووعي فني يهدف للنهوض بالثقافة السينمائية ورعايتها عبر توفير كل مستلزماتها الفنية والفكرية من ورش وندوات وعروض سينمائية، واستوديوهات متكاملة للعمليات الفنية للإنتاج وصالة سينمائية مجهزة بالكامل للنشاط السينمائي من عروض أفلام سينمائية وتسجيلية وفيديوهات تخص شرائح كبيرة، ومكتبة سينمائية ضخمة تضم أعمالاً عالمية مهمة ويمكن تلخيص دور «فيلا سينما» بأنها المكان المخصص للالتقاء والإنتاج، فهو مقر مستقل للتجمع والإبداع والتواصل، لكل السينمائيين والمبدعين والشباب الموهوبين الراغبين في الإنتاج والمعرفة السينمائية».

الإتحاد الإماراتية في

15.02.2014

 
 

السينما في الخليج .. إصرار على التحدي

عمان - ناجح حسن 

تجري الاستعدادات في دبي على اطلاق الدورة الجديدة لفعاليات مهرجان الخليج السينمائي، وذلك خلال الشهر المقبل، وهو المهرجان الذي اصبح نافذة حقيقية لاكتشاف طاقات ومواهب سينمائية في منطقة الخليج، حيث اثر القائمون على المهرجان (مسعود امر الله ال علي وعبدالحميد جمعة ) اضافة السينما العراقية واليمنية الى محور اهتمامات المهرجان.

نجح المهرجان بدوراته السنوية الاولى، ان يسلط الضوء على هذه المواهب ورعايتها، الى ان غدت اليوم طاقات حقيقية ترسم معالم فورة سينمائية بمنطقة الخليج، ولم يكن ذلك حماسا او رغبة القائمين عليه في ولوج هذا الحقل التعبيري لشباب المنطقة فحسب ، بل عملوا على توفير مناخ ملائم للابداع من ناحية تطوير قدراتهم اكاديميا وانعاشا معرفيا وتدريبيا واشراكهم في ورش عمل متخصصة وارسالهم الى تلك المهرجانات السينمائية الشهيرة في ارجاء العالم للاقتراب من قامات الابداع السينمائي والاطلاع عن جوانب من حرفيتهم السينمائية، واشراكهم ايضا في نقاشات وجلسات وحوارات تعنى بجماليات الخطاب الجمالي والدرامي للافلام .

جاءت نتائج المهرجان الذي خرج من عباءة احتفالية بسيطة (افلام من الامارات) – كان يشرف عليها عاشق السينما مسعود امرالله – مشجعة ومثمرة وذات وقع شديد على مصائر الكثير من الشباب في منطقة الخليج، الذين بدأوا يهتمون بالثقافة السينمائية ومحاولات صنع افلامهم البسيطة بامكانيات محدودة، قبل ان يكبر الحلم العام تلو الاخر، وان يحققوا افلامهم اللافتة باساليب متباينة لا تفتقد الاحساس بالمفردات الجمالية والرؤى الانسانية البليغة .

من الصعب على المتابع بهذه العجالة احصاء منجز السينما الخليجية الحديثة الانتاج في السنوات القليلة الفائتة، لكنه قطعا يستذكر اسماء البعض منهم من الشباب الجدد الذين نجحوا في وضع بصماتهم الخاصة على المشهد السينمائي في الخليج وخريطة السينما العربية الجديدة، فهناك تجارب وابداعات: «دار الحي» لعلي مصطفى، «حنة» لصالح كرامة، «سبيل» و»بنت النوخذة» لخالد المحمود، «الدائة» لنواف الجناحي، «أحمر أزرق، أصفر» لنجوم الغانم و»الجارة» لنايلة الخاجة، جميعهم من الامارات بالاضافة، الى فيلم «وجدة» للسعودية هيفاء المنصور، «البوم» للعماني خالد الزدجالي، «، وسوى ذلك كثير من اشتغالات الشباب في الامارات والسعودية وقطر والبحرين والكويت واليمن والعراق.

وفي هذا المقام، لا بد من الإشارة، الى تلك المحاولات الريادية الاولى في صناعة الافلام بالمنطقة منهم: الكويتي خالد الصديق، السعودي عبدالله المحيسن، العماني خالد الزدجالي، البحريني بسام الذوادي، القطري اسماعيل العباسي، جميعهم ساهموا بتحفيز الجيل الجديد في خوض غمار الابداع السينمائي، الذي اخذ في يبرز بهذه الحيوية والتدفق في مجموعات من الافلام المتنوعة الموضوعات والاساليب كل عام، كحقيقة ناصعة في الحياة الثقافية، وهي تمتلك بنيتها الخاصة، من ناحية توفر: شركات التسويق والانتاج والتمويل، مؤسسات اكاديمية متخصصة بتدريس الفن السابع وتقنياته، ومجموعات من المتطوعين في اثراء زخم الثقافة السينمائية، وملتقيات ومهرجانات كبيرة كجسر تواصل مع ابداعات صناع الافلام في ارجاء المعمورة، وكل ذلك يسير في حالة عمل يومي باصرار متواصل على الاحتراف لبلوغ كنه وعوالم دنيا الاحلام والاطياف.

الرأي الأردنية في

22.02.2014

 
 

علي الريس :

مهرجان الخليج فضاء للحوار المستقبلي

عبدالستار ناجي 

أكد المدير العام لمؤسسة الانتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية علي الريس بان مهرجان الخليج للاذاعة والتلفزيون يمثل فضاء متميزا للحوار الاعلامي الذي يهدف الى بناء المستقبل بين صناع الاعلام في دول مجلس التعاون الخليجي . وثمن الريس في تصريح خاص بـ«النهار» الدور المتفرد الذي تقوم به مملكة البحرين الشقيقة في التحضير واستضافة هذا المهرجان الذي يستقطب المئات من صناع الاعلام في مجالات الاذاعة والتلفزيون، حيث تتحرك جميع القطاعات الاعلامية في مملكة البحرين من اجل العمل على ان يظهر المهرجان بالمستوى الرفيع الذي تنشده مملكة البحرين وقياداتها السياسية والاعلامية على حد سواء .

كما أشاد المدير العام لمؤسسة الانتاج البرامجي بالجهود العالية المستوى على صعيد الاعداد والتنسيق والتحضير من أجل اقامة هذا المهرجان من قبل جهاز اذاعة وتلفزيون الخليج بقيادة الاعلامي القدير الدكتور عبدالله ابو راس .

وقال علي الريس :

- الدعم الذي تحظى به مؤسسة الانتاج البرامجي المشترك من لدن وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس مجلس ادارة المؤسسة الشيخ سلمان الحمود الصباح كان له أبعد الاثر في رفد مسيرة المؤسسة التي ستظل دائما البيت الاعلامي الخليجي الذي نفتخر به ونعتز، بالاضافة الى رعاية مجلس ادارة المؤسسة الذي يظل الداعم الدائم لبقاء هذا الصرح الذي كان أحد أبرز ثمار التعاون الاعلامي الخليجي المشترك .

وحول مشاركات المؤسسة في مهرجان الخليج للاذاعة والتلفزيون في دورته الثالثة عشرة قال الريس :

مشاركات مؤسسة الانتاج البرامجي انطلقت مع البدايات الاولى لهذا المهرجان وراحت تتواصل في اطار من التعاون البناء والحوار الهادف المثمر. حيث يمثل مهرجان الخليج بالنسبة لنا في المؤسسة فضاء خصبا للحوار المستقبلي الذي من شأنه العمل على تطوير مفردات التعاون الاعلامي بين المؤسسة وأجهزة الاعلام في دول المنطقة بما يعبر عن آمال وطموحات ابناء دول المجلس في انبثاق اعلام خليجي متميز ومتطور وخلاق .

وفيما يخص المشاركة في المسابقات اشار المدير العام للمؤسسة قائلا:

فيما يخص البرامج التلفزيونية فان المؤسسة ستشارك من خلال الاعمال التالية في البرامج التوعوية برنامج «تماسك» الجزء الثالث من تأليف واعداد اسامة الروماني واخراج ناصر عويس وضمن برامج الاطفال المسلسل الكارتوني «أبطال الخليج» من اخراج سعد العنزي وبرنامج الكارتوني «ملسون دوت اورغ» سيناريو واخراج سلافة حجازي وضمن البرامج التسجيلية برنامج «الخليج مكمن الطاقة» فيلم «سلامة العيش» اخراج دايفيد وارد.

وضمن البرامج الاذاعية البرنامج المنوع «لحن وشجن» اعداد يوسف السريع وأحمد الصالحي واخراج عبدالله يوسف .

وتابع المدير العام لمؤسسة الانتاج البرامجي بان المؤسسة ستشارك ايضا وكما العادة بجناح خاص في سوق المهرجان والذي يشهد عاما بعد آخر حضورا علاميا ومشاركات راحت تتجاوز الفضاء الخليجي والعربي الى الفضاء الاعلامي الدولي .

كما ستشارك المؤسسة في جملة من الانشطة والفعاليات من بينها الندوات التي سينظمها جهاز اذاعة وتلفزيون الخليج .

وفي ختام تصريحه قال المدير العام لمؤسسة الانتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية علي الريس بان المهرجان في دورته الجديدة سيفتح الباب على مصراعيه أمام مزيد من الحضور الشبابي الذي يؤكد رهان دول المنطقة الدائم على جيل الشباب فهم البوابة صوب المستقبل.

النهار الكويتية في

23.02.2014

 
 

السينما الكويتية نافذة الترفيه والانفتاح على الثقافات 

يتعلق جزء مهم من الذاكرة الوطنية بدور العرض السينمائية الماثلة في وجدان الكويتيين لاسيما شركة السينما الوطنية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بمراحل مهمة من تاريخنا الحديث, فقد وضعت صالاتها ومسارحها في خدمة الجمهور دون أي مقابل ولاي عمل ذي صبغة اجتماعية أو وطنية خصوصا انها مثلت آنذاك وسيلة الترفيه والنافذة الاولى للكويتيين على الثقافات الأخرى.

وفي هذا الشأن قال الباحث في تاريخ الكويت الدكتور يعقوب الغنيم لوكالة الانباء الكويتية “كونا”: إن فكرة السينما ترجع الى ثلاثينات القرن الماضي وتحديدا على خلفية سفر البعض الى عدد من الدول العربية للدراسة والتجارة حيث كانوا يشاهدون الافلام بأنواعها في دور السينما هناك.

وأضاف الغنيم: ان شركة السينما الكويتية الوطنية تأسست في الخامس من أكتوبر عام 1954 وبدأت عملها عام 1955 بافتتاح دار السينما الشرقية على أرض مؤجرة مكشوفة صيفا وتغطى بالقماش السميك “الطربال” شتاء وتتسع لنحو 1500 شخص.

أصبحت تلك الشركة العارض الوحيد في البلاد والرائدة في مجال التوزيع والعرض للأفلام العربية والانكليزية والهندية ما جعلها وسيلة الترفيه الاولى قبل 85 عاما.

وذكر ان الشركة أنشأت أيضا دور عرض سينمائية حديثة في مجمعات تجارية بمختلف مناطق الكويت وكانت ثمار تلك الخطط افتتاح دور عرض حديثة كدور سينما “الفنار”, “بلازا”, “ليلى غاليري” و”مارينا مول” وكذلك “سينما الشعب” في حديقة الشعب الترفيهية وسينما “الشرقية” بمجمع سوق شرق وسينما “مترو” بمجمع مترو في الفروانية وسينما “اجيال” بمجمع اجيال بمنطق, الفحيحيل.

وشهد عام 2007 افتتاح “سينسكيب الافنيوز” التي تضم 11 شاشة عرض منها شاشتا عرض لكبار الشخصيات وتعتبر أكبر دار عرض في الكويت وتعمل بنظام رقمي “ديجيتال” متطور كما تضم 50 شاشة مسطحة لاغراض عرض مقدمات الافلام والبوسترات, ولفت الغنيم أنه في عام 2008 تم الانتهاء من مشروع مجمع 360 الذي يضم 15 شاشة عرض.

السياسة الكويتية في

28.02.2014

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)