'الميدان'
اول فيلم مصري في نهائيات الأوسكار
ميدل ايست أونلاين/ القاهرة
جنسية المخرجة المزدوجة تثير جدلا حول الفيلم واعتباره متوافقا مع
السياسة الأميركية، والمخرجة تؤكد انه شريط يحكي هموم المصريين.
وصل الفيلم التسجيلي المصري "الميدان" إلى الترشيحات النهائية
لجائزة الأوسكار، ليصبح بذلك أول فيلم مصري يصل إلى النهائيات.
فيلم "الميدان" من الأفلام القليلة التى مضت في رحلة طويلة في
خبايا الثورة المصرية وما يتخطى الجانب الإخباري؛ لترسو عند شباب
الثورة المتسلحين بالكاميرات، ووسائل التواصل الاجتماعي،
و"الفيديوهات" التي يرفعونها على "يوتيوب"، وكلهم إصرار على تحرير
مصر من الاستبداد.
ويروي في 95 دقيقة أحداث ثورة يناير من خلالِ يوميات نشطاء في
الميدان، وينتهي الفيلم بقيام ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكمِ
الإخوان.
وأخرجت جيهان نجيم، مخرجة الفيلم المصرية الأصل أميركية الجنسية،
العديد من الأفلامِ التسجيلية، ودخلت مع حشود المحتجّين في ميدان
التحرير وقت ثورة يناير لتسجيل ورصد أحداث الثورة.
وتتحرّك الأحداث بالفيلم من خلال شخصياتٍ رئيسيةٍ ثلاثٍ في
الميدان، أحمد حسن وهو رجل من الطبقة العاملة في أواسط العشرينات
يتسم بالدهاء لكنه يواجه صعوبة في الحصول على وظيفة، وخالد عبدالله
وهو ممثل بريطاني مصري في أواسط الثلاثينات ويمثل جسرا بين النشطاء
والاعلام الدولي، ومجدي عاشور وهو عضو في جماعة الاخوان المسلمين
في منتصف الأربعينات تعرض للتعذيب في عهد مبارك ويمر بأزمة ثقة
بخصوص الثورة والاخوان.
وقد فاز الفيلم بجوائز دوليةٍ وعربيةٍ عدة منها مهرجان تورونتو
وجائزة المهر العربي في مهرجان دبي.
وجاء الإعلان عن حصول المخرجة يناير/ كانون الثاني على جائزة رابطة
المخرجين الأميركية لأفضل مخرجة فيلم وثائقي عن فيلم "الميدان"
ليقترب بها كثيراً من الفوز بجائزة الأوسكار؛ حيث تُعد جوائز رابطة
المخرجين مؤشراً مهماً للفوز بجوائز الأوسكار عن الفئة نفسها.
وقالت المخرجة الأميركية المصرية الأصل جيهان نجيم، إنها سعيدة بأن
يكون فيلمها هو أول فيلم مصري يصل إلى مسابقة أوسكار، موضحة أن
جميع الأفلام المرشحة للجائزة التي يتنافس عليها فيلمها على درجة
عالية من الجودة، سواء من ناحية المستوى الفنى أو من ناحية
المواضيع المقدمة.
واثارت الجنسية المزدوجة للمخرجة جيهان (الاميركية من اصل مصري)
جدلا حول جنسية الفيلم، وأعتبر البعض أن ترشيح الفيلم يأتي بسبب
توافقه مع السياسات الأميركية.
وقالت المخرجة "لا أعرف لماذا يريد البعض افساد أي فرحة أو نجاح؟
الفيلم يمثل صورة واقعية لما حدث في مصر ولا علاقة للسياسة
الأميركية بالأمر، والفيلم إذا كان يعني للمصرين ثورة وسياسة وحياة
واقعية ملهمة عاشوها، إلا أنه وبالنسبة لغيرهم من الشعوب هو قصة
نضال من أجل الحرية والكرامة والمساواة".
واستطردت نجيم "الفيلم يعرض على مدار ساعة ونصف تقريباً، وقائع من
الثورة المصرية بدأً من 25 يناير 2011 وبعدها بعامين ونصف.
وأشارت أنها كانت متواجدة في مصر وقت اندلاع الثورة، وتقطن مكاناً
قريباً من الميدان، وأنها واجهت في البداية مشكلة في تكوين فريق
العمل، فلم يكن من السهل أن تتحمل مسؤولية فريق من خارج الميدان،
فقررت أن يكون الفريق من الشباب الثوار.
واضافت أن الفريق كان مكونا من أكثر من 40 مصرياً تعرض الكثير منهم
لمخاطر أثناء التصوير ومنهم تم اعتقاله لأيام.
وأكدت نجيم أن الفيلم يعرض الاتجاهات والتيارات المختلفة من الشعب
المصري أثناء الثورة من خلال ثلاثة شباب، أولهم من الطبقة العاملة،
والثاني من شباب التيارات الإسلامية، والثالث يساري، وكيف ارتبطوا
ببعضهم البعض رغم اختلافهم، وأنهم اتفقوا على عدم التنازل عن
مبادئهم، فكان ذلك سر قوتهم.
يذكر أن نحو 29 فيلماً مصرياً كانت ترشحت للأوسكار، لكن أيّاً منها
لم يصل للترشيحات النهائية، وكانت أولى هذه المحاولات للمخرج يوسف
شاهين عام 1985 بفيلم "باب الحديد". |