ملف خاص
فى هوليوود استقبل خبراء السينما الفيلم المصرى الوثائقى «الميدان»
بالورود والوعود والأوسكار.. أما فى مصر فانشغل السينمائيون ودور
العرض بأفلام الشذوذ والمثليين والعلاقات المحرمة.
الفيلم الأول كان محور اهتمام رجال السينما والنشطاء فى مصر لكن
فرحة الجميع بترشحه لجائزة الأوسكار كأول فيلم مصرى يقترب من هذه
الجائزة العريقة والمرموقة تحول إلى حزن فى سرادق عزاء كبير تبادل
فيه البعض الاتهامات حول أحداثه التى يرونها خبيثة وأنها رسالة
شاهد من أهلها على معاناة المصريين واستمرار سياسات القمع فى حين
تحفظ أتباع الجماعة الإرهابية عليه ومازال الانقسام مستمرا!..
«فى المقابل أعدت دور العرض العدة لاستقبال باقة من أفلام تحمل
شعار لـ«الكبار فقط» على عكس المزاج العام للمصريين المنشغلين
بمكاسب ثورة 30 يونيو فى مقدمتها فيلم «جرسونيرة» ثم «أسرار
عائلية» وفى الطريق «حلاوة روح» المشهد يعيد للأذهان أفلام
الانكسارات والهزائم والانفتاح
والأفلام التى أنتجتها السينما للكبار فقط والمناخ الذى ساهم فى
انتشارها وروزاليوسف تفتح صفحاتها للآراء المتعارضة حول الميدان
وأفلام «الكبار» فى ملفين للإبداع فقط.
فيلم.. توهان شعب
كتب : محمد عادل
فيلم «الميدان» أو
The Square
لِلمُخرجة (المصرية - الأمريكية) «جيهان نُجيم»، المُرشح هذا العام
لِجائزة الأوسكار، يعتبر أول فيلم وثائقى مِصرى يُرشح لِجائزة
كبيرة..وبسبب تسريب الفيلم على موقعى
Vimeo Youtue
كاملاً، كان محورا لاهتمام النقاد والصحفيين بِشكلٍ فردى، كُل فى
منزلهِ، أمام شاشة الكمبيوتر الخاصة بِهِ، ليكتب عنهُ، وهى واقعة
نادرة فى أى بلد أن يُرشح فيلم لهُ لِجائزة كُبرى!.. ومِثلما كان
الجدل الدائر حول الفيلم، كان هُناك جدل آخر حول مَنع الفيلم مِن
العَرض فى دورة بانوراما الفيلم الأوروبى الأخيرة بِدون إبداء
أسباب - رغم الإعلان عن عرضه.
ولا ننسى أن نذكُر «شُبهة» الجدل حول وصول الفيلم للأوسكار، لِدرجة
أن أحد النُقاد وصانعى الأفلام المِصريين ذكر بِأن الفيلم سيكون
بِمَثابة «فيلم مُستشرق»، جيد الصُنع، يقف بِالتفكير عند نُقطة
صارت ماضياً، يُعادى المؤسسات السُلطوية برمتها، ويتوافق مع
الأجندة الأمريكية فى المنطقة، أو قد تكون وِجهة نظرهِ «خاطئة»
وهذا قبل مُشاهدتِهِ للفيلم أصلاً!.. ليعود بعدها بعد مُشاهدة
الفيلم ليؤكد وِجهة نظرهِ الأولى، بل ويزيد عليها بِأن الفيلم «لا
يستحق حتى المُشاهدة»!.. فى الوقت الذى يُدافع فيهِ «المُعتدلون»
ونُقاد آخرون عن الفيلم، فى الوقت الذى لم يُعلق الإخوان فيهِ على
الفيلم، رُبما لأنهُ يُدينهُم كما يُدين المَجلس العَسكرى فى فترة
توليهِ الحُكم!.
ظروف غير تقليدية يُعرض فيها فيلم «الميدان»، لهذا ليس مِن
المُستبعد أن تختلف قِراءة الفيلم وِفقاً لِلظُروف المَعروض فيها..
إذن كيف يكون الحال الآن عِند عرض فيلم «الميدان» مع حلول ذِكرى
«25 يناير» فى الوقت الذى يعتبرها البعض فيهِ «نكسة»؟!.
ظروف غير تقليدية أخرى مع عرض فيلم «الميدان»، مِنها دعوة الإخوان
لِلنُزول، بل دعوة مُعارضيهِم للاحتشاد معهُم- بعد أن خانوهُم!- فى
ذِكرى 25 يناير، فى الوقت الذى تُعلن فيهِ نتيجة الاستفتاء بِفوز
«نعم» بِنتيجة ثار عليها الجَدل هى الأخرى، بين الحديث عن عُزوف
الشباب أو العكس.. لهذا يبدو فيلم «الميدان» وكأنهُ مُرتبط
بِالأحداث المُتواصلة التى ما زِلنا نعيش فيهِا، رغم أننا فى
النِهاية أمام «فيلم» اتفقنا أو اختلفنا حولهُ.. فى ذات الوقت
هُناك حيرة بين الحاجة لِمُشاهدة الفيلم واستعادة الماضى أو حتى
النظر إليهِ بِزاوية أخرى، مِن بعيد، مِن خارج الصندوق، وبين
الحاجة إلى الإكتفاء بِمَا نُعايشهُ، فلا حاجة لِفتح الحديث
مِراراً وتِكراراً فى موضوع «الثورة»، التى يبدو أنها لن ولم تنتهِ
إلا بعد حِين.. لهذا تأتى أهمية الفِيلم، ولهذا أيضاً هُناك مُبرر
للابتعاد عن مُشاهدتهِ كُلياً!.. ولهذا أيضاً يُمكن اعتبار تعدُد
الآراء ظاهرة صِحية، بعيداً عن الإساءة للفيلم نفسُهُ أو لِشُخوصهِ
كوصف بطل الفيلم «أحمد حسن» بِـ «الكولجى»!.
وعلى هذا الأساس يُمكن اعتبار الفيلم وثيقة عن 25 يناير وحتى بعد
30 يونيو- رغم إهمالهِ بعض الأحداث كـ«موقعة الجَمل»- كما يُمكن
اعتبارهِ إدانة لِطرفى الصِراع الحقيقى على الأرض «النِظام القديم»
و«الإخوان»، ويظل الشَعب فى مُنتصف دائرة الصِراع هذهِ، ويُمكن
بِالمِثل اعتبارهِ فيلماً مُتوازناً- كعرض الفيلم لِرأى مُعسكر
الجيش فيما حدث- أو العكس، ويُمكن اعتبارهِ فيلماً لا يرقى
لِمُستوى أفلام الأوسكار وأننا شاهدناه أكثر مِنهُ بِكثير فى
الفضائيات، أو حتى يُمكن اعتبارهِ «فيلما مُستشرقا جيد الصُنع»!..
بِصَرف النظر عن رأيك فى الفيلم- المُتبع بِالطبع بإنتمائك لِتيار
بِعينِهِ- فلا يُمكن بِأى حال إغفال حالة «النوستالجيا» وقت
مُشاهدة الفيلم، فالفيلم يُعيد لك ذِكرياتك الشَخصية عن كُل ما حدث
فى المَيدان- سواء كُنتُ مؤيداً أو العكس أو حتى فى المُنتصف-
ولهذا تتبع حالة رأيك فى الفيلم حالة لِلمُعسكر الذى تتبعهُ،
وأعتقد أنهُ إذا كان الفيلم قُد عُرِضَ وقت الذِكرى الأولى لِـ 25
يناير، فكانت الأصوات المُستنكرة ستكون أقل بِكثير مِمَا هى عليهِ
الآن، بل وأظُن أننا سنجد إشادة بِهِ، حتى مِمَن انتموا لِـ 25
يناير ثُم كفروا بِها الآن!.. «كُل وقت ولهُ آذان»!.
الحيرة فى قِراءة الفيلم، فأنت لا تستطيع أن تنفصل عما يحدُث، فى
الوقت ذاتهِ يجذبك الكلام عن الفيلم «فنياً» لأنهُ هو الأبقى،
خاصةً أنهُ بعد أعوام ستتغير قِراءة الفيلم، طِبقاً لِلظروف التى
نتعايش فيها.. من يدرى؟!.
فى مَشهد ما قبل افتتاحية ثورة 30 يونيو- قُرب نهاية الفيلم - يقف
«أحمد حَسن» فى ميدان «التحرير»، يقول فى لقطة مُقربة: «الجيش جاى
جاى، بس يا ترى الجيش اللى جاى هو بِتاع زمان؟!».. تُعلق الإجابة
على السُؤال، فالسائل لم يُجِب عنهُ، تاركاً لك الفُرصة لِتسأل ذات
السُؤال، وتِلك التفاصيل البسيطة- التى لا تعلم إن كانت مَقصودة!-
تُعمق مِن الفيلم، الذى يُحاول أن يُحلل الأُمور بِشكل مُبسط، غير
مُعقد، خاصةً أن السُؤال ما زال مَطروحاً حتى الآن، حيثُ كان يُمكن
إغلاق السُؤال بإجابة لِـ«أحمد حسن»، وإن كانت الإجابة تستطيع أن
تستشف بِأنها إيجابية، أو سلبية أيضاً، وِفقاً لِلمُعسكر الذى
تنتمى إليهِ، إلا أن الانطباع الإيجابى يغلُب هُنا، خاصةً مع طُول
إدانة الفيلم- بِشخوصِهِ تحديداً- لِفترة تولى رِئاسة المجلس
العسكرى لِلحُكم بعد 25 يناير، لِيظهر فى النهاية «الجيش» وكأنهُ
المُخلص مِن حُكم الإخوان، حتى وإن أتبعها هذا بِرأى «خالد عبدالله»-
بطل الفيلم الشَهير The
Kite Runnerوأحد
شخصيات «الميدان»- بِأن «المَدنية» وإبعاد الجيش عن السياسة هو
المُستقبل الأفضل لِمِصر.
الغريب أن الفيلم يُمثل إدانة للإخوان أكثر مِمَا يُنصفهُم-
والأغرب أن كارهى الإخوان هُم مَن هاجموا الفيلم أيضاً!- فالفيلم
يُدين- حتى نهايتهِ- الإخوان، رغم أن الفيلم يترك فى الوقت نفسهِ
المِساحة لأحد شخصيات الفيلم «إخوان» ليُعبر عن نفسهِ، ورغم أن
شخوص الفيلم تبدو مُتماسكة وثابتة على مَواقفها، سواء النُشطاء أو
المُعسكر التابع لِلجيش، بِدليل أن أحد الخُبراء الاستراتيجيين فى
الفيلم يؤكد أنهُ يثق تماماً بِالمؤسسة العسكرية التى عمل بِها، فى
الوقت الذى يستعين فيهِ بِمَقولة رئيس وزراء بِريطانيا «ديفيد
كاميرون»: «لا تُحدثنى عن حُقوق الإنسان حين يتعلق الأمر بِالأمن
القَومى»!.
على العكس تماماً تبدو شخصية «الإخوانى» فى الفيلم مُتذبذبة، مِمَا
يزيد إدانة الفيلم للإخوان، ففى مَشهد يجتمع «خالد عبدالله» بـِ«الإخوانى»
بابنهِ فى مَنزل الأول، يسأل «خالد عبدالله» ابن الإخوانى ما إذا
كان قد نزل لِفض خِيام المُعتصمين أمام قصر الإتحادية وقت حُكم
الإخوان، فيُجيب الابن بِأن «الإخوة» أمروهُ بِهذا، فيعرض «خالد
عبدالله» أمامهُما عِدة فيديوهات لِطريقة فض الاعتصام والوحشية فى
التعامُل مع المُعتصمين، ولا يجد «الإخوانى» سوى أن يقول لابنه:
«فكر فيما تراه واختِر بِنفسك ولا تجعل شخصاً آخر يتحكم بِك
وبِعقلك»!.. فى الوقت ذاتهِ نجد «الإخوانى» فى تتابعات- يُحاول أن
يُبرر للإخوان تارة، أو يكفر بِهِم تارةً أخرى، وإن كانت نغمة
الكُفر هذهِ تنتهى تماماً، حينما يختار «الإخوانى» أن يقف أمام
إحدى بوابات الدُخول لاعتصام «رابعة العدوية''، مُعللاً ذلك بِأنهُ
لا يستطيع أن يقوم بِما هو أكثر، فلا يُمكنهُ تصور نفسهِ وهو يعتدى
على «بيير»- أحد شُخوص الفيلم- فى ميدان التحرير، خاصةً أن «بيير»
كان معهُ فى الميدان، بل إنهُ كان يستضيفهُ وآخرون وقت 25 يناير فى
منزلهِ!.
وبِرغم مُحاولات الفيلم فى أن يكون مُتوازناً، لكنهُ يقع فى فخ
العكس، فمِثلما لم يعرض الفيلم الكثير مِن الأحداث المهمة فى عُمر
الثورة- كأحداث مَجزرة «بورسعيد» وغيرها- فهو ذاتهِ الذى يُحاول أن
يكون موضوعياً فى تناولهِ، عدا اقترابهِ مِن منطقِة النُشطاء أو
الحُقوقيين، ورغم الإيمان بِأن كُل فِئة لها ما لها وعليها ما
عليها، إلا أن النُشطاء والحُقوقيين دُون هذا فى الفيلم، ففى
بِداية الفيلم، يتقاطع حديث «أحمد حسن» عن نفسهِ بِلقطاتٍ لِطفلٍ
فى الميدان، وكأنهُ مُنذ صِغرهِ فى «التحرير»!.. يتبع هذا بِقولهِ:
«أنا كُنت ببيع ليمون مِن وأنا عندى 5 سنين عشان أصرف على نفسى»،
هى الجُملة التى يبدأ بِها الفيلم تعريفهِ بِبطلهِ الأساسى، وكأنهُ
يربُط فى الوقت نفسهِ بين الثُورة وبين أبطالها وهُم شُخوص الثورة
التى تنتصر لِلفقُراء، دُون النظر ولو بِموضوعية حول أن الثورة لم
يكُن القائمين عليها مُتحدين حتى فى تنصيب زعيماً لهُم عليها!..
الطريقة نفسها لم تتوقف طُوال الفيلم تقريباً، فـ «أحمد حسن» فى
الفيلم ينتقد الإخوان، يُدافع عن الحَق بِقوة، بل إنه مُتسامح حتى
النِهاية، كمَشهد اتصال «أحمد حسن» بِـ«الإخوانى» فى فترة 30 يونيو
لِيقول لهُ أنهُ لا يستطيع نِسيان وقوفهِما معاً فى 25 يناير!..
التحيُز لِلسالِف ذِكرهِ أنقص كثيراً مِن قيمة الفيلم الذى يتناول-
كما جاءت فى خاتمتهِ- ثورة شعب.
تبدو مَشاهد الفيلم الصامتة أقوى مِن تِلك المَشاهد التى مِن
المُفترض أن يكون فيها الحِوار بِمثابة إضافة لا تفريغ لما عُرِضَ،
فلاحظ معى تتابعات مَشاهد الجرافيتى طِوال الأحداث السياسية التى
تمُر بِها مِصر، ستجدها أقوى كثيراً مثلاً مِن مَشهد المواجهة بين
«أحمد حسن» وصديقهِ «الإخوانى» الذى يقول لهُ: أنا بحبك بس بكره
الإخوان!.. رغم إنهُ مِن المُفترض أن المَشهد يُمثل بِداية تآكُل
الثورة مِن الداخل لِصالح آخرين والإخوان أنفسِهِم!.. ولِهذا يبدو
الفيلم مُزعجاً بعض الشيء فى بعض المَناطق، كمَشاهد الحِوارات
الدَائرة والمُكررة بعض الوقت بين النُشطاء، على عكس مَشهد «أحمد
حسن» الذى يُقرر فيهِ الدُخول فى شارع «محمد محمود»، فتتبعه
الكاميرا، نرى استعداداتهِ، رش وجهِهِ بِالمياه الغازية، ثُم
دُخولهِ لِـ «محمد محمود»، وإصابتهِ فى النِهاية، وهى تُعتبر مِن
أقوى مَشاهد الفيلم، حيثُ إن الصُورة والحدث نفسُه أقوى مِن أى
كلام مِن المُمكن أن يُقال فى تِلك اللحظة، إلا أن «جيهان نُجيم»
يبدو وكأنها تُحب الإسترسال فى مَقاطع، فمِثلاً فى أحداث «المَتحف
المِصرى» ودُخول البلطجية ميدان التحرير، لكننا نجد «أحمد حسن»
يظهر فى حالة يُرثى لها، لِيُعلق، دُون حاجةٍ تُذكر!.. فيكفينا أن
نُشاهد حالتهِ فقط، أيضاً ظُهور شخصيات واختفائها المُفاجئ، كشخصية
المُحامية والناشطة الحُقوقية التى حاولت استخراج تصاريح دفن
لِضحايا أحداث «ماسبيرو»، أو شخصية «بيير»، أو الإعلامية «بُثينة
كامل» التى لا تفهم سِر ظُهورها أصلاً!.
يبدو الفيلم وكأنهُ لديهِ الكثير لِيقولهَ، ويُريد أن يقول كُل شىء
فى الوقت نفسهِ، لكنك لا تفهم لِمَ يعرج فى مَناطق كان مِن المُمكن
تكثيفها، كمَشهد زيارة «الإخوانى» لِمَنزلهِ أو زيارة «أحمد حسن»
لِمنزلهِ!.
نحنُ فى النِهاية أمام فيلم يُعبر عن فترة عايشناها، سواء اتفقنا
أو اختلفنا حولها، بِالتالى التساؤل حول مؤهلاتهِ لِلترشُح
للأوسكار وغيرها لا قيمة لها، فـ «الميدان» فى النهاية فيلم وثائقى،
بسيط، يستطيع أن يلمس شيئاً فيك، ليس فقط لِتميُز «جيهان نُجيم»-
رغم تفرُعاتِها- فى ربط الكثير مِن الأحداث الكبيرة بِشخوصٍ بسيطة،
بل لأن الفيلم يحكى عن شعب، ما زال ميدان «التحرير» بِالنسبةِ لهُ
يُمثل الكثير، رغم استمرار حالة «التوهان» فى التعبير عَمَا يُرمُز
لهُ الميدان، حتى بعد مُرور 3 سنوات مِن عُمر الثورة.
«الميدان»
الذى لن يرضى عنه الفلول ولا الإخوان
كتبت: شيماء سليم
مصر تصل إلى الأوسكار لأول مرة فى التاريخ. الجائزة الأهم والأقوى
فى عالم السينما والتى ترفع من شأن المتنافسين عليها، حيث تلفت
إليهم انتباه العالم. وتمنحهم وبلادهم تقديراً فنيا كبيرا. مصر
تدخل الأوسكار من خلال الفيلم الوثائقى «الميدان» إخراج «جيهان
نجيم» والذى يحكى فى مائة دقيقة حكاية مصر فى ثلاث سنوات. الفيلم
الذى ربما لن يراه الجمهور المصرى، فقط لأنه لن يرضى الكثيرين
الآن.. الكثيرين الذين يشككون فى ثورة يناير وكل من شارك فيها،
الذين يروجون لهذه الثورة على أنها نكسة ومؤامرة.
الكثيرين ممن يرفضون النظر للماضى القريب جداً والذين يريدون
ويتمنون محوه من الذاكرة القصيرة للمصريين. والسبب أن الفيلم يعيد
علينا عرض الصور الحقيقية لكل ما حدث فى ميدان التحرير. ليكون كما
لو أنه المطرقة التى تدق على بطحة الرأس التى لن تزول ولا بملايين
العمليات التجميلية. للثورة شبابها النقى، الذين لم يكتفوا بالجلوس
باسترخاء على المقاعد المريحة فى الاستوديوهات المكيفة ليظهروا فى
مختلف القنوات الفضائية البراقة. ليتحدثوا حول السياسة والثورة ودم
الشهداء. أصحاب هذه الثورة كما يقدمهم «الميدان» - هم كل شباب مصر
البسطاء، الذين لم نعرف أسماءهم ولا مهنهم ولم نصادف وجوههم إلا فى
الشوارع والحارات.
منذ عدة أسابيع انفردت «روزاليوسف» بحوار مع المخرجة «جيهان نجيم»
حول فيلم «الميدان». الفيلم الذى كان حينها على بعد خطوات قليلة من
الوصول لجائزة الأوسكار. والذى وصل بالفعل قبل أيام قليلة إلى
الخطوة الأخيرة لها. بحصوله على الترشح النهائى للجائزة. ليذكر اسم
مصر للمرة الأولى فى 95 عاما هى عمر الجائزة، كدولة تنافس بفيلم من
صناعة واحدة من بناتها.
إعلان ترشح «الميدان» للجائزة يأتى قبل أيام من الذكرى الثالثة
لثورة 25 يناير. كما لو أنه الهدية التى يمنحها بعض من أبناء هذه
الثورة لها.
«الميدان» ينقسم نصفين: النصف الأول يقدم ثورة يناير وما تبعها من
حكم المجلس العسكرى وارتباكه فى الأزمات الثورية والنصف الثانى عن
الإخوان وانتهازيتهم وقفزهم على الثورة لجنى المكاسب السياسية ثم
سقوطهم المدوى فى 30 يونيو.
أهم أبطال الفيلم وربما واحد من أهم أبطال الثورة. «أحمد
حسن» مؤكداً لم نسمع اسمه من قبل فى الإعلام فهو ليس نجما ولكنه
شاب مصرى حقيقى وليس مزيفا. غيور على وطنه، شرس فى الدفاع عن مبادئ
الثورة: العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. لا
ينتمى لأية أحزاب ولا توجهات سياسية، ينتمى فقط لمصر. «أحمد» الذى
لم يترك ميدان التحرير إلا قليلاً، يترك الميدان ثم يعود إليه.
يخرج منه فى أحد المرات بعد أن امتلأ بالإخوان يرددون «إسلامية
إسلامية» فيخرج صارخاً «خدوا الميدان.. بس الثورة جايه جايه».
«أحمد» هو كلمة السر فى الميدان، هو الشباب الذين تواجدوا فى
الميدان، «أحمد» هو «مينا دانيال» و «علاء عبد الهادى» و«جيكا»
ومئات الشهداء الذين سقطوا فى الميدان.
هو كل شاب كان يكذب على أمه عندما تتصل به وتسأله أين أنت؟. فيقول
لها إنه على المقهى مع أصدقائه بينما هو واقف يواجه بطش الأمن فى
شارع محمد محمود. «أحمد» وأمثاله هم من أسقطوا ثلاثة أنظمة فى
عامين ونصف.
وعلى خلاف «أحمد» فكريا ولكن على شاكلته إنسانيا تظهر شخصية «مجدى»
واحد من المنتمين لتنظيم الإخوان المسلمين. يشعر بالثوار ولكنه
يتبع الإخوان. يتألم ويبكى من أفعال الإخوان ولكنه لا يتركهم،
إيجابى فى مشاعره، شديد السلبية فى أفكاره. ينزل أحيانا لميدان
التحرير مخالفاً أوامر الجماعة. ولكن «مجدى» يتقدم خطوة نحو
متطلبات وطنه ثم يتراجع خطوات لمتطلبات جماعته، يوبخ ابنه على
الوقوف أمام أصدقائه الثوار فى أحداث الاتحادية ولكنه ينضم لاعتصام
الإخوان فى رابعة.
فيلم «الميدان» يعنى كثيراً بالحالة الفنية التى صاحبت ثورة 25
يناير. من التصفيق والهتاف على نغمات متجانسة بشعارات الثورة
مروراً بالأغانى ورسومات الجرافيتى.. ومن خلال الفنانين تظهر
شخصيات رئيسية فى الفيلم وهم الممثل «خالد عبد الله» والمطرب «رامى
عصام».. «خالد عبد الله» الذى ولد وعاش خارج مصر لسنوات. يعود إلى
وطنه قبل الثورة ليظل فى مصر مشاركاً فى كل أحداثها. محاولاً
المشاركة الإيجابية. باستخدام الكاميرا الخاصة به لتصوير كل ما
يحدث فى الميدان. وعرضه فيما بعد على الموقع الإلكترونى «مصرين»
الذى قام بتأسيسه لينشر كل الفيديوهات المتعلقة بما يحدث للثوار.
«خالد» ينحدر من أسرة معارضة عاشت تناضل من أجل الحرية لثلاثة
عقود. أما «رامى عصام» فقد اشتهر بأنه مطرب الثورة كان من معتصمى
ميدان التحرير من الأيام الأولى للثورة وقد اعتقل وعذب فى المتحف
المصرى أثناء حكم المجلس العسكرى. «رامى» قام بالغناء ضد مبارك وضد
المجلس العسكرى وضد الإخوان.
وينتهى الفيلم بعد أن زال نظام الإخوان مع كلمات «أحمد» قائلاً «احنا
مبندورش على قائد يحكمنا احنا بندور على ضمير». وتنزل عناوين
الفيلم على صوت «رامى» يغنى «يا نظام غبى افهم بقى مطلبى حرية..
حرية.. حرية».
السينمائيون يحتفلون بـ25
يناير بأفلام للكبار فقط
كتبت: ايناس كمال
فتح «أسرار عائلية»، وفى الطريق: حلاوة روح، ملف أفلام «الكبار
فقط» التى تناقش موضوعات صادمة وأفكارًا حساسة بعضها ظل لأعوام
عديدة حبيس أدراج الرقابة. الخطير هنا هو تزايد عرض هذه النوعية من
الأعمال بعد ثورة يناير وهذا العام تحديدا تحولت إلى ظاهرة تعيد
للأذهان فترات النكسة والهزيمة والانفتاح، وبينما يلتفت الجميع نحو
مطالب الثورات يتجه السينمائيون إلى استثمار سقف الحرية المفتوح
على مصراعيه الآن وكأن صناع السينما يحتفلون بالثورة بالأعمال
الممنوعة.
«للكبار فقط» هى العبارة الأشهر على الإطلاق التى عرفتها السينما
المصرية، وتفرضها رقابة المصنفات الفنية على الموضوعات الجريئة
التى لا يفهمها إلا الكبار (18+) مثل الاغتصاب وزنى المحارم
والشذوذ وغيرها من الأفلام التى تتضمن مشاهد عرى قد تخدش مشاعر
الأطفال والمراهقين.
فى رسالة علمية مهمة بعنوان: البغاء فى السينما المصرية المقدمة من
المخرج خالد بهجت والتى نشرها رئيس الرقابة وأكاديمية الفنون
الأسبق د. مدكور ثابت وافتتحها مؤكدا أن بعض الأفلام المصرية فى
مطلع السبعينيات حاولت ربط البغاء والجنس والفساد بالحالة العامة
للبلاد «بعد هزيمة 1967» كما جاء فى (حمام الملاطيلى) لصلاح أبوسيف
و«ثرثرة فوق النيل» لحسين كمال (أكثر من قدم أفلاما بها شخصيات
لبغايا أو شخصيات تتحول الى بغايا) وكما تعرض فيلمه أبى فوق الشجرة
لانتقادات عدة لاحتوائه على مشاهد قبل وملابس غير لائقة «مايوهات»
طوال أحداث الفيلم.
السينما المصرية شهدت أيضا موجة أفلام الانفتاح التى تستثمر معاناة
الجماهير بأكثر ما يحلل أو يتناول الأسباب خلال السنوات العشر موضع
الدراسة، حيث أنتج 542 فيلما بمعدل 54 فيلما فى العام الواحد منها
29 فيلما ناقشت البغاء مثل دائرة الانتقام وأمواج بلا شاطئ وعندما
يسقط الجسد والسقا مات وشفيقة ومتولى ولا عزاء للسيدات والمشبوه
وحب فى الزنزانة وخمسة باب وشوارع من نار.
وقال إن معظم هذه الأفلام واكبت المناخ الاجتماعى الاقتصادى السائد
فكان شباك التذاكر هو هدف صناع الفيلم فى المقام الأول وإثارة
غرائز المتفرج هو الهدف الأسمى بالعديد من المشاهد الجنسية العارية
والقبلات الحارة والنكات الجنسية.
ولم تشهد مصر قبل السبعينيات أفلاما من هذه النوعية إلا نادرا، أما
الثمانينيات فكانت هى الحقبة التى غيرت «تيمة» الأفلام التى تقدم
للجمهور فانخفض معدل البغاء والأفلام التى ناقشت قضايا تمس الجنس
وراحت تنسج من الواقعية خيوطا لموضوعاتها بعيدا عن الابتذال تلاها
فترة التسعينيات ثم ما لبثت أن عادت أفلام المقاولات تقدم فى شكل
جديد مثير يناسب المجتمع فى هذا مدعومة بإفيهات كوميدية تجذب شريحة
معينة من الجمهور.
للنقاد آراء أخرى تنوعت لتضع شكلاً موحدًا لميثاق شرف رقابى يحترم
عقلية المشاهد ويحترم الأعمال الفنية التى تقدم حلولا لمشكلات
مجتمعية لم تجرؤ السينما المصرية على طرحها سابقا.
الناقد الفنى محمود قاسم قال إن السينما المصرية شهدت انفراجة فى
فترة من الفترات تحدثت فيها عن جميع الموضوعات الشائكة والحساسة
لكبار الفنانين والتى منعت من العرض والبعض الآخر كتب عليه لافتة
«للكبار فقط».
أول فيلم منع من العرض - والكلام لقاسم-كان «بلاعودة» لرشدى أباظة
ومريم فخر الدين والذى تدور قصته حول إدمان الشباب للمخدرات وهو
أول فيلم تتخلى فيه فخرالدين عن براءتها وتقوم بدور مدمنة مخدرات
تتحول لفتاة ليل.
وأضاف قاسم: شهدت الفترة ما بين عامى 1962 إلى 1978 أفلاما جريئة،
وقد بدأ رشدى أباظة فيها بأفلام «قلب فى الظلام» إنتاج «1961»
و«بلا عودة» «1961»، أباظة نفسه قدم فى عام «1964» فى لبنان أيضا
فيلم «فتاة شاذة» وهو من بطولته مع مديحة كامل وأحمد رمزى ويوسف
فخر الدين وعادل أدهم ومن إخراج أحمد ضياء الدين، وهو أول فيلم
عربى يتطرق إلى قضية زنى المحارم، حيث تدور قصته حول فتاة يقوم
أبوها باغتصابها فتعمل بعد ذلك فى البغاء.
ثم فيلم «زوجتى والكلب» بطولة سعاد حسنى ومحمود مرسى ونور الشريف
ومن إخراج سعيد مرزوق، وهو من إنتاج عام 1971 وكان الفيلم يتحدث عن
الخيانة الزوجية.
ومن أهم الأفلام التى لاقت رفض الرقابة أيضا لخوضها فى الحديث عن
فضائح المجتمع المصرى والشارع السياسى كان فيلم «المذنبون» من
إنتاج عام 1971 للكاتب نجيب محفوظ ومن إخراج سعيد مرزوق أيضا، لم
يٌبت فى أمر الفيلم إلا حينما تشكلت لجنة وبحثت فى أمر عرض الفيلم
وحذفت العديد من المشاهد.
السينما المصرية ناقشت الشذوذ - كما يقول قاسم- فى السبعينيات فى
فيلم «جنون الشباب» بطولة ميرفت أمين وأحمد رمزى، وهو من إنتاج
1977 وإخراج سعيد مرزوق، وظل ممنوعا من العرض حتى عام 1981 لأنه
تطرق إلى ظاهرة انحراف الشباب فى المجتمع المصرى ودخوله لعالم
الهيبز وانتشار ظاهرة «السُحاق» بين الفتيات وحينما عرض الفيلم لم
يكن أوان هذه الظاهرة ولم يلق نجاحا كبيرا وقتها ففقد الفيلم قيمته
ومعناه.
الناقد الفنى الكبير مصطفى درويش قال إنه لم تعد تستعمل كلمة
«للكبار فقط» لتصنيف الأفلام السينمائية حاليا، لأن السينما
المصرية أصبحت لا ترتضى أن يمنع فيلم أو يحدد بفئة عمرية الآن لأن
رواد السينما أصبحوا شبابًا وأفلام «السبكى» هى خير دليل على ذلك
لما تحويه من عبارات مسيئة وكلمات بذيئة، ومع ذلك يختلط الحابل
بالنابل ويشاهدها الأطفال بصحبة الكبار.
واستنكر درويش أن تبيح الرقابة المصرية الرعب والعنف فى الوقت الذى
تمنعه دول أوروبية مثل السويد والتى تكتب هذه العبارة على الأفلام
التى تحتوى مشاهد عنف، أما أفلام الكبار فقط فى مصر فلا تشمل العنف
لأنه مباح بها، ومشاهد جنسية واستعمال ألفاظ بذيئة، كما أن هناك
أفلامًا ممنوعة كالتى تتحدث عن أمراض لها علاقة بالجنس كمرض الإيدز
وإظهار التعاطف معه.
السينما المصرية أيضا تكتب هذه العبارة على الأفلام التى تحتوى
مشاهد ولقطات لمثليى الجنسية سواء رجالاً أو سيدات، وبحسب درويش
فإن المشاهد التى بها عرى تصيب الرقابة بنوع من القشعريرة
والغثيان.
ويقول درويش: إن أمريكا نفسها تفرض رقابة على الأفلام وتصنفها حسب
الفئات العمرية، فهناك أفلام تصلح للعائلة وأخرى لما فوق الـ18
وكذلك لما فوق الـ,21 خوفا على شعورهم وأخلاقهم وتصرفهم الاجتماعى؛
لكن هذه الكلمة فى مصر أصبحت للتشجيع على دخول الفيلم ونوعًا
مبتذلا من الدعاية.
درويش رفض الرقابة على الأفلام وتحديدها بالفئات العمرية، معللا
ذلك بأن الأفلام سيتم عرضها فى جميع تليفزيونات العالم فى وقت واحد
عن طريق الأقمار الصناعية كما أن الإنترنت سهل هذا الأمر، نحن ما
زلنا نعيش فى العصر الحجرى لا نستطيع التغير وفقا للظروف
الاقتصادية والاجتماعية الجديدة وذلك أدى إلى أن صناع السينما
أصبحوا «خارج العصر».
«لا يجوز استمرار فرض الرقابة على الأفلام السينمائية لكن ليس وقته
أيضا منعها، لسنا مهيئين لرفع يد الرقابة عن الأفلام؛ ريثما تهدأ
الأمور وتستقر أحوال البلد وبعد أن تعود الأمور لطبيعتها آمنة
أستطيع وقتها فرضها» هكذا رأت د. غادة جبارة عميد المعهد العالى
للسينما، وأضافت أن الدش والفضائيات أصبحت تعرض كل شىء وكذلك
الإنترنت وهى أصبحت لعبة سهلة فى يد الطفل المصرى.
جبارة ترى أن رقابة التليفزيون أشد لأنه وسيلة انتشار أكثر من
السينما وله جمهور أكبر، قائلة: «أنا ضده لأنه عادة ما يتجه
الأطفال والشباب إلى الأفلام الكوميدية أما الأفلام الاجتماعية
والتى تتحدث عن مشاكل تخص المجتمع وأمراض دخيلة عليه فلا تلقى نفس
الكمية من الجمهور والتفاعل معها».
أما ماجدة موريس الناقدة الفنية فقالت إن هناك أفلامًا لا تليق
بالأطفال والشباب أحيانا لموضوعها وهو عرف متبع فى العديد من دول
العالم المتحضرة التى تحترم عقلية ونفسية المشاهد، وله مثيل أيضا
فى الرقابة على التليفزيون.
واقترحت موريس أن تكون هناك جهة تابعة للمجتمع لديها من رشاد العقل
والحكمة أن تقدر وتقيم ما هو الجيد وما هو السيئ وأن يكون لها
سلطات قانونية واجتماعية وسياسية وممثلون عن كافة فئات المجتمع.
وأن تجتمع هذه المنظمات المدنية مع وزارة الثقافة وممثلين عن
الدولة لوضع ميثاق شرف رقابى لتقييم الأعمال التى يتم تناولها
ومشاهدتها سينمائيا بعيدا عن هيئة الرقابة التى أصبحت تتحسس طريقها
الحالى فى الأعمال الفنية ونحن فى زمن يطالب لمزيد من الحريات؛ لكن
بشرط ألا تسىء إلى الآخرين ولا لأى فئة وهى الحرية المسئولة. وتضع
هذه الجهة ضوابط ومعايير المشاهدة والتى تتحدد بالزمن وأخلاقيات
المجتمع وتقبل المشاهدين ووجود قيم مؤقتة مرتبطة بمرحلة ما.
وبحسب موريس فإن أفلام السبعينيات وهى ما يطلق عليها أفلام
«المقاولات» كان بها قدر من السذاجة والتدنى فى معالجة الموضوعات
وكان بها مشاهد عرى، أما الثمانينيات فظهر بها جيل الواقعية
الجديدة من أمثال المخرجين رأفت الميهى ومحمد خان وعاطف الطيب
وداوود عبدالسيد وكانت تتحتم أن تُقدم لقطات من المشاهد الحقيقية
دون فبركة.
«ظاهرة صحية» هكذا يراها دكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع
السياسى بالجامعة الأمريكية والذى يقول إن دور الفن هو طرح كل
الموضوعات وليس التغاضى عن مناقشة بعضها الذى يفتح المجال
لانتشارها بكثرة فى المجتمع دون وجود حلول لها، مضيفا أن المجتمع
الذى لا ينظر إلى مشاكله بنظرة عميقة هو مجتمع متخلف، المجتمعات
المتقدمة لا تجد حرجا من التحدث بشأن مشاكلها الخاصة أما المجتمعات
المتخلفة فتنكر وجود مشاكل.
ما يقال عن أننا مجتمع متدين هراء فهذا ليس معناه أننا لا ينبغى أن
نناقش كافة القضايا والموضوعات، قائلا: «لدينا مرض لو لم نناقشه
سنموت بنفس المرض»، مؤكدا أن طريقة العرض والمناقشة هى التى تميز
عمل عن الآخر ومن الممكن أن أناقش مواضيع جنسية حساسة جدا بأسلوب
راق وهادف. |