كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

ياسمين رئيس:

أعيش مرحلة الانطلاق والاستمتاع بالتمثيل

كتب: سعيد خالد 

عن محمد خان وفيلمه الجديد «فتاة المصنع»

   
 
 
 
 

هى الأكثر ظهورا الآن فى برامج الفضائيات، بعد نجاح المخرج محمد خان فى توظيفها لتقوم ببطولة فيلمه «فتاة المصنع»، هى المذيعة والفنانة الشابة «ياسمين رئيس»، التى حصدت مؤخرًا جائزة أفضل ممثلة عن الفيلم فى الدورة العاشرة لمهرجان دبى السينمائى.

هل توقعت أن يحقق لك الفيلم كل هذا الانتشار؟

- «فتاة المصنع» هو الخطوة الأصعب فى مشوارى، ونقطة التحول التى كنت أنتظرها، لكنى حاولت و«تعبت» جدًا فى هذا العمل، لإثبات نفسى ووجودى.

أين كانت صعوبة هذه التجربة؟

- فى كل شىء، لأن معظم مشاهدها خارجية فى حى «الباطنية»، وأصر المخرج محمد خان على أن نصور داخل هذا الحى، رغم صعوبة ذلك، كما أن الشخصية تطلبت منى مجهودا كبيرا فى مشاهدها، خاصة نظرات عيونها المعبرة لتنقل دون حوار ما تحتويه نفسها من مشاعر سواء حب، أو رغبة أو ذل أو انكسار وقوة وانتصار.

وماذا عن الشخصية؟

- هى «هيام»، فتاة من حارة شعبية تضطرها ظروفها المعيشية للنزول إلى سوق العمل فى سن مبكرة، حتى تساعد أسرتها، وتمر بتجربة حب لتكتشف أنها تقف وحيدة أمام مجتمع يخاف من الحب ويخبئ رأسه فى رمال تقاليده القاسية، وهناك مشاهد غير راضية عنها بالكامل، وأعتقد أنه كان من الممكن أن أؤديها بشكل أفضل، وكان هناك دائماً وسواس يطاردنى بأننى قد لا أصبح شبيهة بفتيات المصنع.

للمرة الثانية تمثلين بالحجاب، لماذا؟

- أنا ممثلة تجسد الواقع ولا تنفصل عنه، وظهورى بالحجاب أثبت إمكانياتى وقدراتى فى التمثيل بعيدا عن المؤثرات الخارجية من مكياج وجمال وملابس، وأؤكد لك أننى ضد فصل السينما عن الواقع الذى تعيش فيه، وأن الفتاة المحجبة هى الأصل فى مجتمعنا فلماذا نتجاهلها؟!

خوضك البطولة هل سيؤثر على اختياراتك فى المستقبل؟

- مازالت فى مرحلة الانطلاق والظهور، لذلك أفضل أن أعيش التمثيل بكل تجاربه وأشكاله، وسأتمتع فقط بالتمثيل، أتمنى أن أقدم أفلاماً بها أفكار تؤثر فى الناس وتقوم بتوعيتهم، وذلك مثل الأفلام التى أثرت فىّ، فأنا لا أبحث عن تأدية شخصيات وأدوار معينة.

هل تأثرت حياتك كمذيعة من العمل فى السينما؟

- التمثيل أبعدنى عن عملى كمذيعة، ولم يعد لدى الوقت الكافى لأمارس مهنتى، وانشغلت بالسينما والتمثيل بشكل عام، لكن ليس معنى ذلك أننى اعتزلت الإذاعة نهائيًا، فمن الممكن أن أعود لتقديم البرنامج مرة أخرى إذا استطعت تنظيم الوقت فى عملى.

المصري اليوم في

29.03.2014

 

شريف مدكور يستضيف مخرج وبطلة فتاة المصنع

كتب - محمد فهمي

يستضيف الإعلامي شريف مدكور اليوم في برنامج ساعة مع شريف الذي يُذاع على شاشة المحور المخرج الكبير محمد خان والفنانة سلوى محمد علي، للتحدث عن فيلمهما الأخير فتاة المصنع، وتذاع الحلقة في الخامسة مساءً.

ويستمر فيلم فتاة المصنع للأسبوع الثاني على التوالي في دور العرض بالقاهرة والمحافظات، ذلك بواسطة شركة MAD Solutions التي تتولى توزيع وتسويق الفيلم في العالم العربي وجميع أنحاء العالم، وقد تم إطلاق الفيلم أمس في دور العرض بدول الإمارات، الكويت، قطر والبحرين على أن يتم إطلاقه بسلطنة عمان في الثالث من أبريل المقبل.

وسيحدد قريباً تاريخ افتتاحه في باقي الدول العربية، وسوف تكون نسخ الفيلم مترجمة للإنجليزية بسبب طبيعة الجمهور متنوع الجنسيات.

وقد كشفت MAD Solutions عن إطلاق فتاة المصنع في 8 شاشات بالإمارات و5 دور عرض بالكويت، وتستقبل العاصمة القطرية الدوحة فيلم فتاة المصنع في 4 دور عرض، وفي البحرين يُعرض فتاة المصنع من خلال شاشتي عرض.

الوفد المصرية في

29.03.2014

 

المخرج محمد خان :

روبي لم تتحمل معي ظروف إنتاج {فتاة المصنع

كتب الخبرهيثم عسران 

حصل المخرج محمد خان على الجنسية المصرية، أخيراً، بالتزامن مع طرح أحدث أعماله السينمائية {فتاة المصنع} .

في حواره مع {الجريدة} يتحدث خان عن الفيلم وسبب استبعاده لروبي، بالإضافة إلى كواليس التصوير.

·        كيف استقبلت خبر حصولك على الجنسية المصرية رسمياً؟

سعدت بالخبر بعد إبلاغي به رسمياً، إذ زارني المستشار الإعلامي للرئيس عدلي منصور في منزلي وسلمني القرار، وازدادت سعادتي لأنني حصلت  على الجنسية بالتزامن مع طرح فيلم {فتاة المصنع} .

·        لماذا وضعت صورة ياسمين رئيس فحسب على الملصق الدعائي للفيلم رغم أنها وجه غير معروف نسبياً للجمهور؟

لم يعد الملصق الدعائي العامل الأبرز في التسويق للفيلم، وبيعه للمحطات الفضائية، والدليل تراجع الملصقات سواء في الشوارع أو في الصحف، كونها مكلفة بالنسبة إلى المنتجين،  وبات الجمهور يقصد دور السينما لمشاهدة الفيلم إما عبر التواصل الشخصي بين الزملاء والمعارف الذين ينصحون بدخوله أو مشاهدة التريلر الدعائي له على شاشة التلفزيون، تغيرت وسائل الدعاية في السنوات الأخيرة.

·        ما سبب إدراج الجائزة في الملصق الدعائي للفيلم؟

وضع جائزة أحسن ممثلة في مهرجان دبي السينمائي التي حصدتها ياسمين رئيس لم يكن لي دخل فيه.

·        لماذا أهديت الفيلم إلى روح الفنانة الراحلة سعاد حسني؟

ولِمَ لا أختارها؟ فهي في وجدان كل فتاة وسيدة مصرية، كما أن روحها وأغانيها حضرتا في الثورة، ورفعت صورها في ميدان التحرير، لذا اعتبرت أن صوتها سيضيف إلى الفيلم، واخترت أغانيها لتكون بمثابة المعلق على الأحداث، فضلا عن علاقة الصداقة التي جمعت بيننا، فأردت أن أوجه إليها  تحية خاصة من خلال الفيلم وتعريفها إلى الشباب الذين لم يشاهدوا أعمالها كاملة.

·        لكن أغاني سعاد لم تكن بصوتها الذي اعتاده الجمهور.

اختيار الأغاني كان من مقابلات أجرتها سعاد في الإذاعة والتلفزيون بعدما تقدم بها العمر، وكانت درجة صوتها مختلفة، أردت من خلال المقاطع واختلاف التوقيتات التي سجلت فيها أن تصل إلى الجمهور في حالاتها كافة: الفرح أو الحزن أو الضعف، وساعدتني في ذلك الكاتبة وسام سليمان التي تعتبر أحد محبي سعاد وتحتفظ بتسجيلات مختلفة لها، استعنا بها خلال الفيلم.

·        هل قصدت أن تضيف الثورة من خلال صوت سعاد في {فتاة المصنع} ؟

الثورة موجودة في الفيلم، ليس من خلال صوت سعاد حسني ولكن في مشهد مرور تظاهرة مطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، كذلك مرور فتيات أمام غرافيتي مرسوم في شارع محمد محمود، بالإضافة إلى صوت سيارات الشرطة في مشاهد عدة.

·        نستنتج، إذاً،  أن الثورة حاضرة في الفيلم بطريقة غير مباشرة.

صحيح، لأني لم أرد إقحامها في الفيلم واكتفيت بالتعبير عنها فحسب.

·        كيف اخترت الفتيات المشاركات في الفيلم؟

أجريت اختباراً للكاميرا لهن، وهن من خريجي معهد الفنون المسرحية، وكانت لديهن رغبة حقيقية بالمشاركة فيه وتقديم أفضل ما يمتلكن من إمكانات، بغض النظر عن الأدوار التي سيؤدينها، ما ساهم في إضفاء جو من الحب في التصوير، ساعد على إنجازه بشكل جيد، بغض النظر عن الصعوبات التي واجهتنا خلال التصوير.

·        رصدت تفاصيل خاصة بعمل الفتيات في المصنع، فهل قصدت ذلك؟

قدمنا الفيلم من دون أن تكون ثمة نظرة تعال تجاه البيئة الشعبية التي عكسناها في الأحداث، لذا تعمقنا في التفاصيل الخاصة، وزار فريق العمل  المصنع خلال التحضير لرصد التفاصيل وتقديمها أمام الكاميرا، لذا ساهمت حالة الحب والتعايش مع المجتمع في تقديمه بصورة أقرب إلى الواقعية فوصلت إلى الجمهور.

·        كيف تعاملت مع هذه التفاصيل؟

هنا تأتي خبرتي كمخرج، فهذا الفيلم هو رقم 23 في مسيرتي الفنية، ووردت التفاصيل الدقيقة للفتيات في المصنع على الورق، لكن طريقة التصوير لم تكن موجودة في السيناريو، فاستخدمت فيها خبرتي وأنجزت مشاهد كثيرة من المرة الأولى.

·        لماذا استغرقت وقتا طويلا في التصوير؟

لم أقدم الفيلم لأي منتج، وعندما حصل على دعم من وزارة الثقافة تعرفت إلى المنتج محمد سمير، وبدأنا محاولات إنتاج الفيلم والبحث عن طرق للتمويل ودعم من جهات مختلفة، حتى أننا صورنا مشاهد متفرقة من الفيلم في شوارع القاهرة، لنحصل على الدفعة الأولى من دعم وزارة الثقافة التي اشترطت وجود مشاهد مصورة تثبت جدية فريق العمل في الإنتاج لصرف دفعات الدعم.

·        ما سبب طرح الفيلم بعشرين نسخة فحسب؟

هذا العدد جيد بالنسبة إلى الكلفة المرتفعة لنسخة الفيلم الواحد، كما أن إقبال الجمهور سيحدد ما إذا كان المنتج سيطبع نسخاً أخرى أم لا.

·        ما سبب استبعادك روبي من بطولة الفيلم؟

لم تتحمل روبي الظروف الإنتاجية معي، فلم تكن للفيلم  موازنة  كبيرة واشترطت عليها في البداية، بعدما تحمست له، التفرغ الكامل طوال فترة التصوير وعدم الارتباط بأعمال أخرى، لأن طبيعة الفيلم تتطلب ذلك، وتحدثت معي أكثر من مرة قبل بداية التصوير عن عروض لها، فأخبرتها أنها، في حال موافقتها على أي منها، لن تكون معي في الفيلم، وعندما تعاقدت على مسلسل درامي أبلغتها  اعتذاري عن استكمالها للدور وأسندته إلى ياسمين رئيس.

·        كيف تفسر اعتذارها؟

حاجتها إلى المال في ذلك الوقت.  لم يسبب لي اعتذارها أي مشكلة خصوصاً  أنني كنت أفكر في ياسمين منذ فترة، بعدما أجرت اختبار الكاميرا معي، وأسندت إليها الدور من دون تردد.

·        هل ساعد عدم معرفة الجمهور بشخصيتها في الحقيقة في تسهيل التصوير؟

بالتأكيد، في بعض الأماكن الشعبية، لا سيما وكالة البلح التي صورنا فيها وهي ممتلئة بالمواطنين، كوني كنت حريصاً على التصوير في أماكن حقيقية، في منطقة الإباجية تحديداً، رغم الظروف الجوية الصعبة والرطوبة التي تسيطر على المكان، علما بأن الشركة المنتجة وفرت لنا مكاناً مشابهاً يمكن التصوير فيه لكني لم أقتنع به.

الجريدة الكويتية في

31.03.2014

 

“فتاة المصنع” يساهم في الارتقاء بالسينما المصريه

كتبت: عبير سرى 

في الفترة التي يقول عليها النقاد هي فترة تعاني منها السينما من حالة التردي والافتقار والتراجع الحاد ليأتي المخرج محمد خان بواحد من الأفلام الرائعة “فتاة المصنع” بشهادة النقاد السينمائيين والجمهور ايضا ويعتبر فيلم “فتاة المصنع” نموذجًا لما تقدمه السينما المصرية عن المرأة، الفيلم مأخوذ عن قصص حقيقية، وهو فيلم نسائى اجتماعى يناقش مشاكل الفتاة المصرية، والصراع بين الطبقات فى الحب، كما يعكس الكثير من صورة المرأة فى المجتمع المصرى.

فتاة المصنع من اخراج محمد خان وبطولة سلوى خطاب وياسمين رئيس وهاني عادل يعبر عن قصة الشابة “هيام” التي تعمل في المصنع وتعيش في احدى عشوائيات القاهرة تعمل في مصنع ملابس تحب الحياة وتظن ان “صلاح” المشرف على الفتيات في المصنع هو الفارس الذي سيخطفها على حصانة الابيض وتظن انه  الامل نحو مستقبل وحياة افضل رغم الفوارق الاجتماعيه بينهما ولكن تنتشر شائعة زواجه منها وبعد ذلك تحاول الانتحار هروبا من المجتمع ولكنها تنجو وبعد ذلك يكتشف الجميع انها مازالت عذراء وفي النهايه يتزوج صلاح من فتاة اخرى وتذهب هيام الي حفل زفافه وتحظى باعجاب الجميع وتقرر عدم الاستسلام لمثل هذا المجتمع .

عرض الفيلم في مهرجان دبي وحصلت ياسمين رئيس على جائزة افضل ممثلة وحصل الفيلم على جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما «فيبريسكي» عن فئة الأفلام الروائية العربية

وتأتي أهم جائزة ايضا تواكبت مع اول ايام عرض الفيلم وهي حصول المخرج محمد خان على الجنسية المصرية. فقد صدر قرار جمهوري وحقق واحداً من أهم أحلام المخرج محمد خان، بعدما منحته الرئاسة الجنسية المصرية حيث انه باكستاني الاصل. وتعد هذه هي الخطوة التي جاءت بعد مناشدات من خان، صرّح ببعضها عبر وسائل الإعلام، وتولى كتابة البعض الآخر عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

ويذكر ان آخر المناشدات التي أطلقها، وقت حكومة الدكتور حازم الببلاوي، حينما قال: “هل من الممكن لحكومة الدكتور الببلاوي أن تمنحني الجنسية وأنا في العقد السابع من عمري قبل فوات الأوان؟”.

الأهالي المصرية في

01.04.2014

 

فتاة المصنع 

كمال رمزي 

تذكرت، على نحو حميمى، قصيدة صلاح عبدالصبور «الناس فى بلادى»، ومطلعها «الناس فى بلادى جارحون كالصقور ــ غناؤهم كرجفة الشتاء، فى ذؤابة الشجر ــ وضحكهم يئز كاللهب فى الحطب ــ خطاهم تريد أن تسوخ التراب ــ ويقتلون، يسرقون، يشربون، يجشئون ــ لكنهم بشر».. هكذا، لأن شاعرنا المرهف، منذ ما يقرب من الثلاثة أرباع قرن ــ 1957 ــ يبدو كأنه يجسد أحوال الأهالى، فى أحدث أفلام الراسخ، الصارم فى جديته، العابث فى مزاحه، السبعينى المتقد بروح الشباب، الطموح صاحب الإنجازات المتلألئة، محمد خان.

الحارة التى تسكنها بطلتنا هيام ــ ياسمين رئيس ــ ليست عشوائية، فقط موغلة فى القدم، شعبية، بيوتها متداعبة، ضيقة، خانقة، متساندة إلى بعضها، تماما مثل قاطنيها، يعيشون مع بعضهم بعضا، بحكم الصورة، تندلع الخلافات بينهم، تتحول إلى مشاجرات، خصومات، عداءات، لكن الحياة لابد أن تستمر، والعلاقات المتوترة تظل على حالها، هنا، شقق صغيرة، قليلة الأثاث، تعبر عن أوضاع أصحابها.. الفيلم أكبر وأوسع وأعمق من حكاية «هيام»، العاملة فى مشغل ملابس، ترنو بآمالها نحو المشرف الشاب، المهندس صلاح ــ هانى عادل ــ ابن الطبقة الأعلى منها درجة السلم الاجتماعى، فهو، ابن ما تحت الطبقة الوسطى، أى أن الفارق بينهما ليس واسعا، ومع هذا، فى مواقف قليلة، يظهر الاستعلاء الطبقى جليا، فى موقف والدته المتعجرف من «هيام».. محمد خان، مع كاتبته المتمكنة، وسام سليمان، بطريقة، يروى العديد من القصص، بطريقته المختزلة، الموحية، التى تبدو الواحدة منها، كرأس جبل الجليد العائم، تخفى أكثر مما تظهر، ولكن تعبر عن حجم الحكاية. فمثلا، تدور معركة كلامية، تنذر بعاقبة سيئة، بين زوج والدة هيام، الضئيل الجسم، وأحد جيرانه، بسبب عربة نصف نقل، متشاركان فى ملكيتها، وبمعلومة واحدة، وهى أن السيارة لا تحقق ربحا، ندرك أن الرجلين البائسين، دخلا فى مشروع فاشل، جعلهما يضيقان ذرعا بالشراكة وبالحياة.. كذلك فى مشهد واحد، نرى، من وجهة نظر «هيام» الواقفة فى الشرفة، المهندس، المتهم بالتسبب فى حملها الكاذب، مضروبا، متورم الوجه، ممسوكا كاللصوص، يجرجره أعمامها.. طبعا، لم نشهد كيف ذهبوا له، وكيف استدرجوه، ومتى انهالوا عليه باللكمات، فعند محمد خان، لقطة واحدة تكفى، وتبين أن الناس، فى لحظة ممكن أن يتحولوا إلى صقور جارحة.. ينتهى الموقف بواحدة من دعابات خان: «هيام»، تضغط على سور الشرفة التى تعلم أنه متآكل. تسقط معه، لكن حبال غسيل الدور السفلى تنقذها من الموت.

رءوس جبال الجليد العائمة، لا تتناثر فى الفيلم على نحو عبثى، فبينها وشائج تخدم بعضها بعضا، فمثلا، ها هو زوج الأم، فى موقف لاحق، يبنى سور الشرفة، مستبدلا الأخشاب بقوالب الطوب، مما يعنى أن هؤلاء المنسيين، يملكون القدرة على ترميم حياتهم.

شطر كبير من الفيلم، يدور داخل المشغل، تتجلى فيه واقعية محمد خان الناعمة، فبعيدا عن الشاعرية، أو الخشونة، تطالعنا وجوه الشابات العاملات، بطموحاتهن الصغيرة، المشروعة، كالحصول على حوافز الإنتاج، أو قضاء نهار فى رحلة إلى شاطئ البحر.. وبإشراق، يسترسلن فى حلم ذلك الزوج، الفارس، الذى ينقل الواحدة منهن، من حال لحال، إن حظهن ضنين، يقتاتون بالأمل.

ببراعة، اختار محمد خان، نماذجه البشرية. كلها قادمة من قلب الحياة، يتمتع أداؤهم بقدر كبير من العفوية الطبيعية، سواء من المحترفين، سلوى خطاب، وأختها فى الفيلم، سلوى محمد على، بنقارهم الدائم، أو من غير المحترمين، مثل المرأة العجوز، البدينة، التى أدت دور الجدة القاسية، الأنانية، ذات النزعة الوحشية، إنها مذهلة تبدو كما لو أنها تكره الجميع، ربما بسبب وفاة ابنها واقتران زوجته ــ سلوى خطاب ــ برجل آخر.. وها هى الجدة، كالصقر، تنقض على حفيدتها، هيام، المكبلة، لتدهس وجهها بقدمها، وتقص شعرها، بلا تردد.. إنها تعطى للفيلم مذاق الحقيقة.

يستدرجنا محمد خان، فى لعبة من ألاعيبه، إلى الظن بأن بطلتنا، بعد انقطاع الدورة، حامل من المهندس، لكن، عقب ذهابها للمستشفى، إثر سقوطها من الشرفة، نعلم أنها لا تزال عذراء.. وندرك أن الدورة لم تنقطع إلا بسبب الأنيميا، وسوء التغذية.

فى مشهد جميل، مصرى تماما، تلقى سلوى خطاب بشعر ابنتها فى النيل، وهى تترنم بالدعاء: يا كبير، يا نيل يا كبير، ادى لبنتى شعر طويل.. وتواصل تغنيها، كما لو أنها تلخص أسلوب الفيلم، فى تدفقه النهرى، وقدرته على البقاء والاستمرار والعطاء، برغم العناء.

الشروق المصرية في

01.04.2014

 

"فتاة المصنع" يحقق 400 ألف جنيه إيرادات فى الـ10 أيام الأولى لعرضه

كتب العباس السكرى 

حقق الفيلم السينمائى "فتاة المصنع" بطولة ياسمين رئيس، سلوى خطاب، إخراج محمد خان، إيرادات وصلت لـ400 ألف جنيه، فى الـ10 أيام الأولى من عرضه، حيث تم طرحه بدور العرض السينمائية 19 مارس الماضى.

فيلم "فتاة المصنع" يدور فى إطار اجتماعى حول مشاكل المرأة المصرية العاملة، ويكشف صراع بين الطبقات فى الحب، والعمل يشارك فى بطولته هانى عادل، سلوى محمد على، ابتهال الصريطى، تأليف وسام سليمان، وإخراج محمد خان.

اليوم السابع المصرية في

01.04.2014

 

فتاة المصنع يصل إلى المليون الأول في أقل من أسبوعين

كتبت - ناهد عرفات 

حقق فتاة المصنع زيادة غير مسبوقة في إيراداته بدور العرض المصرية من خلال 19 شاشة فقط، حيث قفزت نسبة الزيادة في الإيرادات للأيام الأربعة الأولى من أسبوعه الثاني %48 دفعة واحدة مقارنة بنفس الفترة من أسبوعه الأول، وحقق الفيلم في الأيام الأربعة الأولى من الأسبوع الثاني 290 ألف جنيه. وقد احتل الفيلم المركز الأول في معظم المجمعات السينمائية التي يعرض بها في مصر، ووفق فريق مراقبة العروض السينمائية في شركة MAD Solutions الموزعة للفيلم في مصر وأنحاء العالم، لوحظ أن أغلب الجمهور تحت سن 30 سنة، كما أن معظم العروض السينمائية للفيلم تشهد إقبالاً من مجموعات من الأصدقاء لمشاهدة الفيلم

وفي دول الخليج، حقق فتاة المصنع نجاحاً جديداً، حيث جمع في 3 أيام فقط ما يعادل ربع مليون جنيه من عروضه في الإمارات العربية المتحدة، قطر، الكويت والبحرين، وبذلك ينطلق فتاة المصنع في جمع مليونه الثاني بدءاً من غداً الثلاثاء. وسيبدأ عرض الفيلم في سلطنة عمان يوم الخميس 3 أبريل - نيسان، على أن يُعرض لاحقاً في الأردن ولبنان

ومن خلال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، حقق فتاة المصنع انتشاراً ملحوظاً وأرقاماً قياسية، فقد بلغ مجموع مشاهدات مقدمات الفيلم الإعلانية على يوتيوب ربع مليون مشاهدة تقريباً، وتتوزع تلك المشاهدات عبر حسابي MAD Solutionsوداي دريم للإنتاج الفني المنتجة للفيلم، إضافة إلى القنوات غير الرسمية والحسابات الشخصية التي تقوم بإعادة عرض المقدمات. أما مقطع الفيديو أغنية نهاية الفيلم بابتسم التي قدمتها يسرا الهواري، فقد حقق 60 ألف مشاهدة منذ إطلاقها يوم 21 مارس - آذار من خلال العرض التلفزيوني البرنامج مع باسم يوسف، والذي استضاف صناع الفيلم في تلك الحلقة، كما حظيت الأغنية نفسها بـ 90 ألف عرض تقريباً على موقع ساوند كلاود

وفي موقع فيسبوك وصل عدد المستخدمين المعجبين بصفحة فتاة المصنع إلى أكثر من 43 ألف معجب، وتقوم الصفحة يومياً بنشر عشرات الصور ومقاطع الفيديو التي يرسلها المعجبون بالفيلم من الدول المعروض بها، كما وصل عدد المعجبين بالصفحة الرسمية لبطلة الفيلم ياسمين رئيس إلى أكثر من 170 ألف مستخدم، بزيادة 110 ألف منذ بدء عرض الفيلم

ويُعد فتاة المصنع هو أول فيلم مصري يكون له حساب على موقع تويتر، وقد بلغ عدد متابعي الحساب 7 آلاف مستخدم، وهو أيضاً أول فيلم عربي يكون له حساب على موقع إنستغرام لتبادل الصور، وقد بلغ عدد متابعيه 300 من مستخدمي الموقع، ويُعد هذا رقماً كبيراً بالنسبة لعدد المتابعات على إنستغرام

وعبر خاصية Google+ Hangout للتواصل عن طريق الفيديو، قدم فتاة المصنع خدمة رائدة لأول مرة من خلال فيلم مصري، حيث يُتاح لجمهور الفيلم من كل أنحاء العالم أن يحاور ويناقش المخرج الكبير محمد خان، ونجمة الفيلم ياسمين رئيس، مع بطله هاني عادل، حيث يقوم موقع في الفن (FilFan.com) برعاية هذا الحوار الذي ينطلق في الساعة السادسة مساءً اليوم الإثنين

فتاة المصنع هو فيلم المخرج الكبير محمد خان، وقامت بتأليفه وسام سليمان، وتدور أحداث الفيلم حول هيام، وهي فتاة في الواحد والعشرين ربيعاً، تعمل كغيرها من بنات حيها الفقير في مصنع ملابس، تتفتح روحها ومشاعرها بانجذابها لتجربة حب تعيشها كرحلة ومغامرة بدون أن تدري أنها تقف وحيدة أمام مجتمع يخاف من الحب ويخبئ رأسه في رمال تقاليده البالية والقاسية

الجمهورية أونلاين المصرية في

02.04.2014

 

نادي السينما

فتاة المصنع

يكتبه هذا الاسبوع: فتحي أمين* 

فتاة المصنع للمخرج الكبير محمد خان فيلم ينتمي لتقاليد السينما المصرية الراسخة وفي نفس الوقت هو فيلم مفارق ومضاد لهذه التقاليد. يتشابه معها في هيكله الخارجي أو حبكته الدرامية الظاهرية التي تدور حول تعلق إحدي فتيات المصنع التي تبلغ من العمر 21 عاما بأحد المهندسين العاملين بالمصنع بالرغم من الفروق الاجتماعية والطبقية بينهما. ويختلف عنها من خلال تقديم بورتريه صادق وأمين لتلك الفتاة وتؤدي دورها ياسمين رئيس بأداء فائق بتحريرها من قمع النموذج والنمط الاجتماعي ومنحها وجودا مستقلا وحيا في مزيج من البراءة والعفوية والحسية وأيضا في القدرة علي التعامل مع الشخصيات التي رسمتها بعناية كاتبة السيناريو وسام سليمان بقدر كبير من النضج والحنو والتفهم. 

نحن هنا أمام فيلم لا يتعالي علي شخصياته ولا يقع في أسر الرثاء المبالغ فيه لظروفهم الإنسانية القاسية. كما بدت براعة كاتبة السيناريو في خلق أزمة من لا شيء وتعد ذروة للأحداث عندما عثرت مشرفة العنبر علي شريط لاختبار الحمل وسط مخلفات المصنع وكشفت لنا من خلاله عيوب مجتمع بالكامل وتشوهاته الأخلاقية والروحية وازدواجيته السلوكية وتبني قطاع من نسائه لقيم ذكورية دميمة ربما بشكل يفوق الرجال أنفسهم. كما في مشهد قص شعر هيام بواسطة جدتها وهو مشهد موجع ومؤلم للمتلقي. 

كان اختيار أغاني سعاد حسني التي تصاحبنا من بداية الأحداث ثم استخدامها عدة مرات داخل سياق السرد موفقا ولم نشعر بتنافر أسلوبي بين الأغاني وبين تتابع المشاهد. بدا وكأن هناك نوعًا من التكامل والانصهار بين الجمالي وبين الاجتماعي وتمتع السرد بقدر كبير من الحيوية والتدفق والاقتصاد في التعبير السينمائي وبتعشيق التفاصيل الصغيرة داخل ثنايا المشهد. ومن وجهة نظري "وفي تقديري" أن ما يعطي الكثير من المشاهد فرادتها وغناها هي مشاهد تخص هيام وحيدة بعد الأحداث الكثيرة أو بعد المواجهات المتعددة سواء داخل المصنع أو البيت أو مع المهندس. مثل مشهدها وهي تنظر مكسورة لصورتها في زجاج فاترينة أحد المحلات. أو مشهد خروجها من مترو الأنفاق وسيرها منكسرة في الشارع الذي يجاوره في لقطة طويلة عقب إصرار والدة المهندس علي منحها عشرين جنيها نظير خدماتها. 

فيلم فتاة المصنع هو فيلم ينتمي للحظتنا الاجتماعية والإنسانية البالغة التعقيد التي نحياها الآن ولعل ميزته الأساسية هو ذلك الجدل الحادث بين السينما كمرجعية وبين الحياة المعاشة. 

* ناقد سينمائي عضو مجلس إدارة جمعية نقاد السينما المصريين

الجمهورية المصرية في

02.04.2014

 

محمد خان وأحمد عبدالله

في سينما الثورة وعلى هامشها

هوفيك حبشيان 

يروي محمد خان ان فكرة فيلم "فتاة المصنع"، الذي اعاده الى الواجهة بعد ستة أعوام من الانقطاع، أشبه ببذرة زرعها. فهو كان يريد انجاز فيلم عن فتاة تعمل في مصنع، مثلما يشير اليه العنوان. كانت فكرة بسيطة، ثم تبلورت. ذهبت كاتبة السيناريو وسام سليمان - وهي زوجة خان - لتختبر التجربة في مصنع، كما يفعل الأميركيون عادة عندما يقدمون على انشاء تقارب بين الحياة وتجسيدها. ذهبت لتعمل في مصنع لنحو عشرة أيام من دون ان تكشف هويتها. تظاهرت بأنها تعمل. كانت ترغب في لمس الأجواء والغوص في تفاصيل عمل المصنع اليومي. تطلّب الموضوع سنتين قبل ان يكون هناك سيناريو جاهز. هذا كله حصل قبل اندلاع الثورة. خلال فترة غيابه التي استغرقت نحواً من ستّ سنوات، حاول تحقيق ثلاثة مشاريع لكنها فشلت لأسباب انتاجية. في حديثنا معه، يستذكر النوبة القلبية التي تعرض لها عام 2005، الأمر الذي منعه من مواصلة العمل.

آنذاك، كان يحمل في احشائه فيلماً ظلّ يلازمه لأكثر من 15 سنة: "نسمة في مهب الريح". كانت الممثلة غادة عادل التي شاركت في "شقة مصر الجديدة"، فيلم خان ما قبل الأخير، تريد الانضمام الى هذا الفيلم الحلم. عودتها عن قرار المشاركة أضرّت بصحة المعلّم المصري فتضايق كثيراً، الأمر الذي تسبب له بنوبة وتبذير أشهراً عدة من حياته. في هذه الاثناء، كان سيناريو "فتاة المصنع" في طور الكتابة وتلقى دعماً مالياً لأفلمته. تعرف إلى المنتج الشاب محمد سمير الذي كان يعمل في مجال المونتاج، فاتفقا على العمل معاً، وإن لم يكونا يعلمان كيف لأن سمير كان بدأ لتوه في الانتاج ولم يكن يملك المال. تشرين الثاني 2012 شهد أول ضربة مانيفيل لتصوير "فتاة المصنع"، وبعد عام بالتمام والكمال، كان الفيلم جاهزاً للعرض. استغرقت عملية تصوير المَشاهد ستة أشهر، وعندما تسأله بأيّ كلام يصفها، يقول خان: "كانت رحلة شاقة".

يطرح الفيلم معاناة المرأة في المجتمع المصري من خلال شخصيات عصرية تعيش مأزق انها مرأة في مجتمع ذكوري. موضوع راهن استطاع خان ان يترجمه الى واقع يومي تعيشه هيام وبسمة، فنكتشف ما في داخلهما من أحلام وعاطفة وطموحات تتبلور وتصمد في بيئة "معاكسة" ذات قسوة واضحة. السيناريو يحمل توقيع إمرأة وخان نفسه محاطا بنساء كثيرات في هذا الفيلم. هذه ليست المرة الاولى يروي فيها خان حكاية من وجهة نظر إمرأة. لنتذكر "أحلام هند وكاميليا"، أحبّ الأفلام الى قلب المعلّم. يعترف لي انه ليس عنده ايّ مشكلة في هذا الصدد، ربما لأنه يعشق البنات كما يعلّق ممازحاً. "في معظم أفلامي البطل رجل. "فارس المدينة"، "الحريف"، "ضربة شمس". ربما هذا تأثير السنّ فيّ، بتّ احتاج الى المزيد من الرقة والحنان. هذا احتمال. لا اعرف. لكن هذا لم يكن شيئاً مخططاً له".

يرى خان ان المرأة ضحية الرجل مئة في المئة في مجتمع كالمجتمع المصري. ولكن لا يحبّ ان تبدو الأشياء إما أسود وإما أبيض. بالنسبة إليه، زوج أمّ هيام "دا جدع بردو". يتضح ذلك عندما يقول لها: "وضعتُ الفلوس تحت المخدة، وسنتحاسب لاحقاً". يعلّق: "اردتُ ان ابيّن جدعنة الرجل ونزاهته في آن واحد. هناك توازن. ولكن اذا نظرنا في اطار اوسع، رأينا ان المرأة ضحية الرجل مهما علا شأنها. حتى لو صارت عضواً في البرلمان او رئيسة للجمهورية. مَن يضع القوانين؟ الرجل. مَن يطبّق القوانين؟ الرجل. حتى الأديان ذكورية. الستّ مظلومة، وهذا ما يدفعني الى الاهتمام بشخصيات نسائية".

يعتبر خان ان "فتاة المصنع" فيلم حبّ أولاً وأخيراً بين فتاة تعيش في العشوائيات وشاب من عائلة ميسورة الحال. لكن خان يذهب أبعد من الحدوتة. فهيام (ياسمين الرئيس نالت جائزة أفضل ممثلة في الدورة الأخيرة من مهرجان دبي) فتاة قوية تكسر القيود الاجتماعية وتتغلب على الاحباطات، أمّا الشاب فتنعدم فيه تلك القوة. في مجتمع على شفير اليأس وفوق بركان مدينة متوترة تعرف هيام كيف تفكك أغلالها لتصل الى الحرية المنشودة. يعرف خان كيف يلتقط روح الشارع المصري من خلال الصراع الطبقي ووضع المرأة راهناً، في فيلم ممسوك اخراجياً وديناميكي نصاً وممتاز ايقاعاً تحضر فيه روح الراحلة سعاد حسني التي يعتبرها خان "جزءاً من الثورة"، ثورة لم تكتب بعد جملتها الأخيرة.

"هناك روح الثورة في الفيلم، وهيام شخصية ثورية بامتياز"، يقول خان، مذكّراً بحركتها الأخيرة في الفيلم عندما تنزع الحجاب. لهذا السبب اهدى الفيلم الى سعاد حسني، "تلك التي تسكن في وجدان البنت المصرية والعربية". أسأله عنها، وعن علاقته بها: "سعاد بالنسبة إليَّ حالة شخصية. أنجزتُ معها "موعد على العشاء". نذرتُ أن أهدي اليها هذا الفيلم. هدفي من الاهداء ان يتذكرها مَن نسيها وان يتعرف إليها من يجهلها".

بالنسبة إلى خان، "فتاة المصنع" عودة الى تيمة العدالة الاجتماعية التي طغت على سينما أبناء جيله. في رأيه ان من الطبيعي ان يتكلم عن الثورة الاجتماعية بعد التجربة التي عبر بها مع زملائه في الماضي. امّا اذا كان شعر بالاحراج لعدم تطرقه الى واقع الثورة في مصر، فيقول انه لم يكن مهموماً بهذا البتة. في البداية، كان يرغب في إدخل اصوات مثل صوت الاسعاف والشرطة الى الشريط الصوتي، او أن يلتقط تفاصيل اخرى مثل تلك التي تجعلنا نعلم بوجود ثورة من خلال جريدة او غرافيتي على الجدار، وكل ما يثبت وجود توتر في مدينة ثائرة. لكنه لم يكن يريد أن يزيح عن خطه الدرامي لأيّ سبب من الأسباب.

* * *

خلال الأيام الـ18 التي امضاها في ميدان التحرير أثناء "ثورة يناير"، شهد المخرج المصري أحمد عبدالله الذي جاءنا أخيراً بفيلم "فرش وغطا" على ما يعرف بـ"الميديا تانت". كان بعض الشبان ينصبون خيمة كبيرة مع نحو 20 كومبيوتراً تحتها وكانوا يؤرشفون كلّ الصور والشهادات المسجلة لتُنشر لاحقاً على الشبكة العنكبوتية. يروي عبدالله ان بعض الناس صوّروا معارك الكوبري وآخرين صوّروا أنفسهم يعبرون الطرق الصحراوية وصولاً الى القاهرة. أمّا عبدالله، فكان مهتماً بالحكي المسموع في التسجيلات ومعظمها مصوّر بصيغة اللقطة الواحدة. أحياناً، كان يكتشف فيها أفلاماً حقيقية مصوّرة بكاميرا التلفون المحمول.

يقول عبدالله: "خلال الأيام الـ18، رأينا أناساً يموتون أمام عيوننا. تحمّلنا أعباء نفسية كبيرة حاولت تفريغها من خلال فيلم "فرش وغطا". أنا اليوم عندما أشاهد الفيلم عام 2014، أقول في سرّي، ترى لماذا كنتُ مصراً على قتل البطل في نهاية الفيلم. كان يمكن الفيلم أن ينتهي بطرق أخرى لا تضرّ بسياقه. ولكن، كانت عندي تلك الرغبة في قتله. فالموت خلال كلّ تلك الفترة كان يحوم من حولنا في كل مكان. كانت فكرة الموت تطاردني. وهذا يجعلني أفكر في السينما اللبنانية تحديداً. نحن في مصر، كنا نسأل دوماً لماذا كلّ الأفلام اللبنانية مرتبطة بالحرب. كان هاجس الحرب قائماً حتى في فيلم تدور أحداثه في الراهن. هناك أشياء تثقل على وجداننا ويصعب التخلص منها. كمية الموت التي شاهدناها أمامنا تجعلنا دوماً نرسم مسار قصتنا عبرها".

في بعض تلك الأفلام، اكتشف عبدالله شيئاً لم يتوقف عنده كثيرون وهو هرب السجناء وما حلّ بهم. وسائل الاعلام كانت تتحدث دائماً عن هذا الموضوع باعتباره مصيبة حلّت بالقاهريين فقط. بحسب عبدالله هناك نحو 6 سجون دارت فيها حوادث مختلفة. ثمة روايات تحكي عن سكان المناطق المجاورة للسجون الذين هدموا الأسوار واخترقوا القضبان وسمحوا للسجناء بالهرب. روايات اخرى تقول ان انتفاضات جماعية حصلت في بعض السجون، ما ادى الى تمكن السجناء من الهرب.

نتيجة هذا كله، وجد بعض السجناء أنفسهم في وضع لم يرغبوه. بعضهم كان سيخرج بعد اسبوعين فقط، وهربه كان يتسبب له بالضرر. كان هناك سجناء لا يعرفون الى أين يذهبون. لم يكن ممكناً البقاء في وسط الصحراء. معظم السجون كانت على طرق صحراوية ورحلة الهرب شكلت بالنسبة إلى عبدالله لحظة سينمائية مبهرة. هؤلاء كانوا سجناء بلباس السجن في وسط الصحراء... وكان المجتمع يتعامل وإياهم وكأنهم حشرات، وكأنهم لا يرتقون الى الانسانية. علماً ان المئات منهم سلّموا أنفسهم، معتبرين انهم وضعوا خارج السجن غصباً عنهم.

كان عبدالله من أوائل الناس الذين حكوا عن تلك الأزمة. حينذاك لم يتعاطف مع كلامه أحد، على قوله. كان يشعر بأن هناك حالة ترسيخ صورة رومنطيقية عن الميدان، صورة لم تكن واقعية في الاساس. لم يكن الميدان المكان الذي تآلفت فيه القلوب كلها. أشياء كثيرة حصلت. في الأفلام عن الثورة، لم نرَ الصورة الكاملة. يعلق عبدالله: "خرجتُ من تلك التجربة وأنا مدرك ان ثورتنا لم تكن في التحرير. الثورة كانت "في كل حتة". كلّ الناس عرفوا ماذا حصل في التحرير، لكن الكثيرين يجهلون ماذا حصل في الاحياء المتاخمة للتحرير. ماذا حلّ بالسجناء؟ ماذا حلّ بالناس الذين قامت الثورة من أجلهم؟ حياة هؤلاء لم تتغير البتة. اذا طالعت الكتب القديمة، رأيت ان سكان حيّ المقابر كانوا يعيشون بالطريقة عينها التي يعيشون فيها الآن. الشيء المغري في الميدان انك تجد فيه كل النماذج. هناك تلتقي المتعلم والليبريالي والاسلامي والسلفي. كانت لوحة جميلة ورائعة أسعدتنا في وقت من الأوقات، لكن مصر أكبر من ذلك. أما المواقف والاستنتاجات، فأتركها للمُشاهد. حتى كمخرج، ليس لي قرارات حاسمة في شيء. أحبّ ان يخاطبني الفيلم وأنا أصنعه".

hauvick.habechian@annahar.com.lb

النهار اللبنانية في

03.04.2014

 

انفراد.. «التحرير» مع المخرج محمد خان خلال حصوله على الرقم القومى

محمد خان من مصلحة الأحوال المدنية: أنا الآن مصرىٌّ فعلاً

مفاجأة.. والد خان ووالدته مصريان طبقًا للأوراق الرسمية

دعاء سلطان 

مصلحة الأحوال المدنية بالعباسية.. مكان مزدحم بالوجوه العابسة والموظفين المشبعين بالملل، والمُصدِّرين لطاقة سلبية تكفى الكون بأكمله، وبشر يقضون فى المكان وقتا روتينيًّا مزعجًا، بين أختام وإمضاءات ووثائق مطلوبة، وصور شخصية رديئة للرقم القومى، تكشف عن قهر المواطن المصرى فى صورة هويته التى تلاصقه كظله.

لم أتصور أبدا أننى سأقابل فى مصلحة الأحوال المدنية بالعباسية شخصًا سعيدًا ضاحكا وباش الوجه فى هكذا المكان، ولكن المعجزات تحدث!

المخرج محمد خان، هو أول شخص سعيد أقابله فى هذا المكان الذى استخرجت منه الرقم القومى ثلاث مرات من قبل!

وعدنى المخرج محمد خان بأن أكون أول من يصوره وهو يحمل الرقم القومى الذى يعد أحد أبرز اعترافات الدولة بكونه مواطنًا مصريًّا صميمًا، عقب حصوله على الجنسية المصرية بقرار صادر من رئاسة الجمهورية، وقد أوفى بالوعد. 

توجهت إلى المكان، وكان قد سبقنى إلى هناك مع ابنته المخرجة نادين خان مخرجة فيلم «هرج ومَرج»، بادرنى قائلا: تصورى.. عندما استخرجوا شهادة ميلاد أبى وأمى كان مكتوبا فى كلا الشهادتين فى خانة الجنسية «مصرى».. أى أننى مصرى طبقا للأوراق الرسمية، دون أن أحتاج لكل هذه السنوات التى سعيت فيها للجنسية المصرية!

..نعم؟!

كان هذا ردى، وأكد هو الأمر، وقال: نعم.. أنا فوجئت اليوم ومن واقع الأوراق الرسمية أن شهادة ميلاد والدى «الباكستانى» مكتوب فيها أنه مصرى وكذلك أمى، التى هى مصرية إيطالية، وهو ما يعنى أننى انتظرت سنوات كثيرة للحصول على ورقة بالجنسية المصرية، بينما كان يمكننى أن أحصل عليها دون أن يمنحها لى أحد، وأضاف: ولكن من الجيد أن أحصل على الجنسية المصرية كتكريم لى، وهذا ما أردته، وهو ما تم.

فى أثناء وجودنا فى المصلحة، اتصل أحمد المسلمانى المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية بالمخرج محمد خان، ليطمئن على الإجراءات.

كان جميع من فى المكان عندما يعرفون أنه محمد خان.. يباركون له حصوله على الجنسية المصرية ثم يردفون المباركة بسؤال: هو حضرتك كان جنسيتك إيه أصلا؟! كان رده الحاضر دائما: أنا مصرى طول عمرى.. بس والدى باكستانى.

فى هذا اليوم المفعم بالأمل وببهجة محمد خان الطفولية لحصوله على صك الاعتراف الرسمى بمصريته، قابلنا كثيرين، قالوا له إنهم شاهدوا فيلمه الثالث والعشرين «فتاة المصنع»، وإنهم استمتعوا به، وبعضهم قال إنه لم يشاهد الفيلم ولكنه سيشاهده حتما.. فرحة محمد خان مزدوجة اليوم، ففيلمه حقق المليون الأول من حيث الإيرادات، كما أن الناس تتفاعل مع مخرجه وتعرب له عن إعجابهم بالفيلم. فى أثناء انتظارنا لبطاقة الرقم القومى، قال خان: بعد حصولى على الرقم القومى سأتوجه لاستخراج جواز السفر المصرى.

قلت له: فيه حد يسيب جواز السفر البريطانى ويسافر بالمصرى؟!

قال بلا تردد: أنا.

هذا رجل سعيد جدا لأنه حصل أخيرا على الجنسية المصرية، فهل يسعد من يحملون هذه الجنسية بها؟!

ندعو الله فقط أن يهب المصريين.. كل المصريين، ربع سعادة محمد خان وكل فخره بالجنسية المصرية، وهو يحمل بطاقة الرقم القومى المصرى لأول مرة فى حياته، فقد قال خان بمجرد تسلمه بطاقة الرقم القومى بفخر وسعادة لا يمكن وصفهما بمجرد الكلمات: أنا الآن مصرىٌ فعلا!

أن تراقب فرحة شخص فى عقده السابع بحلم عزيز يتحقق.. تلك عطية وهدية من الله، أدعوه أن يمنحها لكل من أحبهم ليشعروا ببعض سعادة أشعر بها الآن.

وأخيرا.. لو أننى لم أفعل شيئا فى حياتى سوى المساهمة الضئيلة فى تحقيق حلم حصول المخرج محمد خان على الجنسية المصرية.. فهذا كافٍ جدًّا بالنسبة لى.

التحرير المصرية في

04.04.2014

 

رسائل تضيف للكُتّاب وتمتع القراء

سمير فريد 

غيرت وسائل التواصل الاجتماعى الإلكترونية أشياء كثيرة، ومنها السرعة فى التعليق دون تفكير طويل أو تمعن كما هو الحال عند قراءة المطبوعات الورقية، والاندفاع فى إبداء الرأى دون مراعاة استخدام الألفاظ المناسبة باستغلال الحرية المطلقة، أو بالأحرى عدم وجود رقيب غير ضمير من يكتب.

رسالة من قارئ يلومنى بشدة ويعتبر أننى تهربت من التعليق على قضية «حساسة» هى قضية عرض أو منع فيلم «نوح»، بينما كانت موضوع مقال «صوت وصورة» فى عدد العاشر من مارس الماضى فور أن أثيرت، وآخر يصر على أننى قلت فى المؤتمر الصحفى الذى عقدته بوصفى رئيساً لمهرجان القاهرة أن الفيلم الإماراتى «أحمر أصفر أزرق» سيعرض فى الافتتاح، وأننى قلت إن اختياره يرجع إلى موقف الإمارات السياسى من مصر بعد ثورة 30 يونيو، بينما المؤتمر مسجل صوتاً وصورة، ولم أقل أبداً إنه فيلم الافتتاح، وقلت إن اختياره يرجع إلى مستواه الفنى الرفيع، وكذلك تقديراً لموقف الإمارات السياسى، وذلك على طريقة «لا تقربوا الصلاة».

ولكن تظل هناك رسائل من قراء يضيفون إلى الكُتّاب ويمتعون القراء، ومنها رسائل الدكتور يحيى نور الدين طراف، وأحدثها عن فيلم «فتاة المصنع»، وفيما يلى نص الرسالة:

شاهدت فيلم «فتاة المصنع» للمخرج محمد خان، فكم تمنيت ألا ينتهى لفرط حلاوته وواقعيته وجودته، عرض الفيلم لواقع الطبقة المصرية الكادحة من خلال فتاة تعمل فى أحد مصانع المنسوجات مع فتيات كثيرات، وتعيش فى حارة ضيفة مكتظة بناسها البسطاء، تقع فى حب المشرف الفنى الجديد للقسم الذى تعمل به، والذى ينتمى للطبقة المتوسطة وتعيش أسرته فى المنيرة، وكانت أغنيات سعاد حسنى تصدح كموسيقى تصويرية خلال أحداث الفيلم، فأضفت طابعاً مصرياً بسيطاً على أجوائه.

نجح الفيلم بدرجة امتياز فى نقل صورة صادقة لحياة المجتمع المصرى البسيط الكادح، وفى تصوير حياته داخل الحوارى والعشوائيات، وفى دائرة عمله وحياته اليومية وتعاملاته ومشكلاته، ونقل فى صورة سريعة وذكية ما آلت إليه مبانى القاهرة وعماراتها من تهالك، وكيف تلاصقت وعلت بغير تخطيط، والعشوائيات التى تمددت كخلايا السرطان، وذلك فى لقطات عابرة تصل بين أحداث الفيلم، وعرض الفيلم فى صدق واقتدار لوتيرة الحياة فى هذه الحارة التى تمثل ملايين الشعب المصرى، من خلال تلك الفتاة وأسرتها وجيرانها، وكذلك أسرة معشوقها التى تنتمى للطبقة المتوسطة الدنيا، وذلك فى تسلسل درامى شيق وبديع، خال من أى إسفاف أو ابتذال أو إساءة متعمدة لشخص أو لمكان.

ونجوم الفيلم هم جميعاً من الوجوه الجديدة باستثناء سلوى خطاب التى مثلت فى إتقان دور أم فتاة المصنع بطلة الفيلم، والتى مثلت دورها فنانة شابة تدعى ياسمين رئيس، كانت قمة فى الأداء الصادق الطبيعى، وكذلك كل ممثلى وممثلات الفيلم، الذين كانوا طبيعيين لدرجة أن المرء ليشعر وهو يشاهد الفيلم بأنه يعيش وسطهم، كانت مشاهدة الفيلم متعة، وددت أن تستمر ولا تنتهى، ولكن لابد لكل فيلم من كلمة النهاية، هذا الفيلم هو مثال حى للفن الراقى الصادق الممتع لأبعد الحدود.

المصري اليوم في

04.04.2014

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)