كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

حصد جائزتين في «دبي السينمائي»:

المخرج محمد خان و«فتاة المصنع»: دعونا نحب!

الوسط - منصورة عبدالأمير

عن محمد خان وفيلمه الجديد «فتاة المصنع»

   
 
 
 
 

عند المشاهدة الأولى لآخر أفلام المخرج محمد خان «فتاة المصنع» الذي شهد عرضه العالمي الأول خلال الدورة العاشرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي، قد تظن أنك أمام فيلم يناقش المشكلات التي تواجهها الفتيات الفقيرات المنتميات إلى بعض الفئات المهمشة في الشارع المصري، أولئك العاملات في المصانع. ستفترض أنه يمكنك أن تطبق قضية الفيلم وحال بطلته، فتاة المصنع، على كل فتيات المصانع في باقي الدول العربية على الأقل، وربما على الفتيات المنتميات إلى ذات الفئات المهمشة التي تنتمي إليها فتاة مصنع محمد خان.

لكنك ستجد نفسك بعدها وأنت تغوص في عالم أكبر من عالم فتيات المصانع، أو أولئك المنتميات إلى طبقات مهمشة. في الواقع، سيطالعك الفيلم بمشكلات وصعوبات تواجهها المرأة المصرية، والعربية، بشكل عام. لا يهم لأية طبقة تنتمي ومن أية خلفية ثقافية أو مجتمعية تأتي، المشكلات متشابهة والصعوبات واحدة.

بنظرة أعمق؛ ستجد أن فيلم خان الذي كتبته زوجته وسام سليمان، لا يناقش مشكلات المرأة وحسب، إنه في الواقع يتعرض لأزمة مجتمعية تمر بها الشعوب العربية. لعلها أحد إفرازات ثورات الربيع العربي. هذه الثورات على أية حال كشفت المستور، ورفعت الغطاء عن واقع مرير مزرٍ. خان وسليمان يكشفان هنا عن أزمة إنسانية تمر بها مجتمعاتنا جميعها. ربما كشفتها الثورات العربية وربما جاءت كأحد إفرازاتها.

لا يهم. ما يهم هو أن المجتمعات العربية، التي تعيش ما بعد الربيع، تعاني من أزمة إنسانية خطيرة. هذه المجتمعات لم تعد قادرة على أن تحب نفسها ولا أبناءها. ربما فقدت الحب مع ما فقدته، وربما ذهب مع الريح التي حملت روائح دماء ضحايا الثورات والحركات الشعبية. لعل الضحايا دفعوا دماءهم ثمناً للحب، ولعله فُقد وذهب مع ذهابهم.

عودة إلى الفيلم الذي أطلق عليه خان اسم «فتاة المصنع» فقد فاز بجائزتين من جوائز مهرجان دبي السينمائي الدولي، هما جائزة المهر العربي الروائي لأفضل ممثلة وحصدتها بطلته الممثلة ياسمين رئيس، وجائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما للأفلام الروائية وذهبت إلى المخرج محمد خان، وهي الجائزة التي يمنحها الاتحاد الدولي لنقاد الأفلام «فيبرسكي» وتقدم سنويّاً خلال انعقاد المهرجان.

يحكي الفيلم قصة «هيام» (تقوم بدورها ياسمين رئيس)، الفتاة التي تنتمي إلى أسرة فقيرة تعيش في أحد شوارع مصر المهمشة، وهي عاملة بأحد مصانع الملابس. يتفتح ربيع شبابها مع بدايات عملها في المصنع ولقائها بصلاح «هاني عادل» حين تقع في حبه. تنسى الفوارق الطبقية بينها وبين صلاح، على رغم تحذيرات زميلاتها في المصنع وسخريتهن منها، بل وازدرائهن لها.

حب هيام البريء والصادق يشبه ذلك الحب الذي شاهدناه في الأفلام القديمة وربما قبلها، حين كان الحب على الشاشة، نقيّاً جميلاً بريئاً صافياً يثير المرح والسعادة في نفس البطل والمتفرج على السواء. ربما كان بسيطاً ونقيّاً كحياة أبطاله حينها، على الشاشة وخارجها. حين لم يكن العربي، كاتباً ومخرجاً وممثلاً، ومواطناً، مهموماً، متأزمة إنسانيته كما هو اليوم.

في «فتاة المصنع» تحب هيام صلاح وتندفع وراء عواطفها، ثم، يخبرنا المخرج بطريقة ما، أنها تقع معه في المحظور. تدفع لذلك ثمناً غالياً، تدفعه هي فقط، وليس صلاح. يبدأ الأمر بإهانتها من قبل والدته ثم بتهربه منها ثم بازدراء وسخرية زميلاتها في المصنع وصولاً إلى التهديد بالقتل من قبل أخوالها. نعيش معها كل تفاصيل ذلك الثمن الذي تدفعه، فتنقلنا من النوستالجيا والحنين للزمن الجميل إلى قبح الواقع المر الأليم. تنقلنا من صفاء الحب ونقاء ألوانه وعذب موسيقاه، إلى صخب حياتنا اليومية وقتامة ألوانها ورداءة أرواح البشر فيها. تتغير الموسيقى، تتبدل المشاهد، وبدل النظرات الصافية والابتسامات الوادعة، وخطوات هيام الراقصة وهي تطوي ممرات المستشفى فرحةً في طريقها لزيارة صلاح، إلى وجه زوج أمها المتجهم الصامت على الدوام، الذي لا يحتمل سؤال زوجته عما يكدر مزاجه، ثم يقرر أن يهدر دم الفتاة، ثم إلى عمة هيام وجدتها اللواتي يقررن تنفيذ القصاص في ابنتهن، ويعاقبنها بالضرب أولاً ثم التشويه وانتهاك جمالها، وأخيراً إلى مشادة كلامية عنيفة بينها وبين صلاح «الحبيب»، تخبره فيها برفضها إياه، ويعيرها هو بفقرها وبالفرق الطبقي بينهما... ثم بحبها له.

في الواقع ليس جديداً أن تأخذنا وسام إلى حال النوستالجيا هذه، تفعل ذلك في أفلامها عادة. فعلته في «شقة مصر الجديدة» وفي «أحلى الأوقات» وفي «بنات وسط البلد». لكنها في الأفلام السابقة لم تواجهنا بقساوة الواقع ووحشيته كما فعلت هذه المرة. لم تكن واقعية بهذه القسوة. هل هي إفرازات أحداث بلادها وتدهور الوضع الإنساني هناك. إنها تواجهنا بحقيقة قسوة ولا إنسانية المجتمع، هذا المجتمع الذي لم يعد أفراده يعيشون الحب ويعرفونه، بل ولا يحملون كثيراً من الإنسانية في دواخلهم. كل العلاقات أصبحت مشوهة، كل النفوس ممسوخة. أصبح هناك قليل جدّاً من الحب وكثير جدّاً من العنف.

يؤلمنا خان وزوجته بفيلمهما، وتبرع ياسمين رئيس في تقديم دور الفتاة الحالمة البريئة التي تمتلئ عاطفة وحبّاً وشغفاً بالحياة، ثم في دور الفتاة المقهورة، لكن القوية التي يعاقبها المجتمع بأكمله؛ لأنها تطالب بحقها في الحياة تحت الحب، لكنها تقف في وجه الجميع وتنتزع براءتها رغماً عن كل تخلف وقسوة وغباء يحيط بها.

لعل ما يعوضنا به الثنائي «وسام وخان» في ثالث تعاون لهما بعد «في شقة مصر الجديدة» و«بنات وسط البلد» هو أنهما ينتصران للحب ولهيام. يسقط الجميع ويكشفون عن لا إنسانيتهم وتظل هيام الأرقى والأعلى إنسانية. يفعلان ذلك حين يكشفان لنا أن هيام لم تخطىء، وأنه لم يقع أي محظور بينها وبين صلاح. هيام أحبت صلاح، وربما تبادلت معه قبلة عاقبت نفسها عليها قبل أن يعاقبها هذا المجتمع «المريض العفنة روحه» ويسعى إلى تجريدها من إنسانيتها بعدها.

الجميل أن هيام التي تثبت براءتها من كل شيء تنتصر لنفسها حين ترفض الزواج من صلاح، وهو الذي كانت تحلم به، وأخيراً حين تؤدي رقصة نصرها في مشهد يذكرنا بتلك الرقصة التي قدمتها سعاد حسني في فيلم «خلي بالك من زوزو» وهي التي تم تطعيم الفيلم بعدد لا بأس به من أغانيها.

على أية حال، دافعت سعاد حسني عن قضية، ربما بدت لصانعي ذلك الفيلم عادلة في وقتها، لسنا هنا بموضع نقاشها، لكن هيام انتصرت برقصتها لإنسانيتها، ولأنوثتها، و... للحب، أو لما تبقى منه.

في الواقع، هذا الفيلم برمته هو دعوة للحب ... وللإنسانية.

الوسط البحرينية في

28.12.2013

 
 

الوسط البحرينية في

28.12.2013

 

الطريق إلي الجنسية

محمد خان

نشر: 25/12/2013 6:00 ص

أتذكر قبل فيلم «ضربة شمس» ببضع سنوات أول نقد لأول فيلم لى كتبه الراحل سامى السلامونى عن فيلمى القصير «البطيخة» «١٩٧٢» تحت عنوان: «مصرى حتى النخاع»، وكم افتخرت به لدرجة أنى وضعته فى برواز وعلقته على الحائط فى أثناء أيامى الأخيرة فى لندن. اليوم وأنا فى العقد السابع من عمرى أحصل أخيرا على الجنسية المصرية، فكم كنت أتمنى أن يكون سامى لا يزال معنا لأذكره بمقولته ونحتفل معا، وكم كنت أقشعر كلما سمعت أم كلثوم تغنى «مصر التى فى خاطرى».. أتذكر صوتها يدوى صاعدا عبر منور إحدى العمائر وأنا راقد على سرير بجوار النافذة التى تطل عليه، أستمع إليها تُغرد فى حفلة من حفلاتها الشهرية بسينما قصر النيل، حيث كنت أقيم عند خالتى التى حولت جزءا من سطح العمارة فوق السينما إلى حجرات منفصلة تطوقها حديقة صغيرة.

فى المدرسة وفى حصة التعبير الشفهى كانت أيادى الفصل ترتفع والأصوات تنادى «خان.. خان يا بيه» ويستدعينى الأستاذ لأقف نافشا ريشى وأبدأ فى سرد قصة من تأليفى الفورى تدريجيا تجذب انتباه الجميع، وهم يسرحون معى فى خيالى، فكانت قصصى شبه أفلام التشويق قبل أن أكتشف هيتشكوك وأقع فى غرام سينما أصبحت اليوم جواز سفر حصولى على الجنسية بسجل أفلام عبرت عن عالمى المصرى حتى النخاع، بدءا من حامل البطيخة إلى شمس بكاميرته، وفارس سواق البيجو، أو حريف الكرة الشراب، أو اللى راح يبيع كل اللى حيلته عشان يسدد اللى عليه، وشاكر اللى رجع من الغربة غريب فى بلده، وعطية اللى لقى الجنة فى الريف، وعُمر اللى قابل عُمر تانى فى مشواره، ولّا هند وكاميليا اللى جمعتهما أحلام، وصلاح الفلاح اللى جاب حقه بالكاراتيه، وهشام الضابط اللى ماعرفش يتراجع، ونوال لقت الخلاص فى صينية مسقعة، وأميرة لقت الدنيا سوبرماركت كبير، والبنات اشتغلوا وسط البلد، ونجوى والبحث عن المدرسة اللى علمتها الحب، وأخيرا هيام بتاعة المصنع اللى عرفت تحرر نفسها. كل هذه الشخصيات والأفلام تنفست ومهدت الطريق إلى الجنسية ولها الفضل فى مصريتى. بعد كل سفرية وأنا أقف أمام ضابط الجوازات يفحص جواز سفرى الأجنبى وينظر إلىّ متسائلا «عندك جواز سفر مصرى» فبعد لحظة صمت الجواب «لأ». المرة الجاية سأظهر جواز سفر مصريا ولن يسألنى مرة أخرى.

حول دبى

محمد خان

نشر: 18/12/2013 10:28 ص

مهرجان دبى السينمائى من أقرب المهرجانات إلى قلبى، لأنه يدعوك بشغف أن تشاهد أفلامًا، وهذا هو هدفى دائمًا كلما دُعيت إليه. الحفاوة التى استُقبل بها «فتاة المصنع» من الإدارة ومن الجمهور الذى شاهد الفيلم، ربما أكثر مما حدث مع فيلمى «فى شقة مصر الجديدة» منذ بضع سنوات، رسخ علاقتى بالمهرجان دون ربط هذا مع حصول الفيلم على جائزتين، خصوصًا جائزة ياسمين رئيس كأحسن ممثلة، التى تمنيتها قبل ذهابى إلى دبى واستحقتها هى بلا منازع. زيارتى للمهرجان العام الماضى كانت سعيًا وراء دعم مادى عبر قسم السوق، ورتّب المهرجان مشكورًا عدة مقابلات مع ممثلى هيئات من أنحاء العالم، لطرح المشروع الذى كانت ثماره هو أن أصبح هناك فيلم بالفعل يشترك فى دورته العاشرة هذا العام فى مسابقة المهر العربى الرسمية. حصول فيلم نادين خان «هرج ومرج» على جائزة النقاد العام الماضى فى أثناء البحث عن دعم لـ«فتاة المصنع»، كان دون شك فال خير لجوائز هذا العام. ربما وجود الفيلم فى المسابقة حرمنى من مشاهدة أفلام كانت على القائمة التى أعدّها كل عام قبل سفرى إلى المهرجان، وهذا للتفرغ للمقابلات الصحفية والتليفزيونية التى رتّبها علاء كركوتى عبر شركته «ماد سولوشن» التى قامت بدورها الإعلامى بجدارة، والذى يؤكد الاهتمام الكبير بالفيلم من قبل النقاد هو أن نسبة مشاهدة الفيلم بعيدًا عن عرضه الأول والثانى كانت الأعلى عبر الفيديو المتاح لمن فاته العروض ولمن أراد مشاهدته مرة أخرى.

من المواقف الطريفة فى المهرجان فى أثناء الإفطار، كنت جالسًا مع يوسف شريف رزق الله، وبالصدفة وجدت نفسى بجوار جيم شيريدان رئيس لجنة التحكيم، فلم أتردد لحظة أن أعلن له أن فيلمى فى المسابقة وحين لمحت المخرج السورى محمد ملص مارًّا أسرعت أدعوه ليجلس معنا وأخبرت شيريدان أنه أيضًا له فيلم فى المسابقة وبهذا استرحت حتى لا يخطر ببال أى أحد أنها بالبلدى كده «كُوسة».. المزيد من الصدف حدث بعد يومين حين كنت فى المصعد مع وسام سليمان ودخل شيريدان مع كل أعضاء لجنة التحكيم المصعد وسلّم على شيريدان، فأشرت له على وسام ضاحكًا لأعلن له أنها أيضًا كاتبة سيناريو الفيلم.. لما اتصوّرنا، كل الفائزين على المسرح فى نهاية حفل توزيع الجوائز، وكنت بجوار شيريدان الذى لم يتردد أن يهنّئنى على جائزة ياسمين رئيس.

خارج الزمن

محمد خان

نشر: 11/12/2013 4:30 ص

مع نشر مقال اليوم «الأربعاء ١١ ديسمبر» سيكون قد تم عرض فيلمى الجديد «فتاة المصنع» فى مهرجان «دبى»، الذى بالطبع سأكون قد حضرته، فقد تم اختيار الفيلم للاشتراك فى مسابقة «المهر العربى»، وعرضه الأول فى حفل خاص بالفيلم العربى (Arabian Gala) فى أكبر قاعة عرض (ما يقترب من ١٠٠٠ مقعد) يوم الأحد ٨ فى الشهر. بل سيكون قد تم كذلك عرضه الثانى يوم الثلاثاء ١٠ فى الشهر بإحدى صالات مجمع السينمات الأصغر حجمًا بدبى مول. ففى هذه اللحظة التى أكتب فيها هذا المقال أجد نفسى فى ما يمكن وصفه خارج الزمن أو منتصفه، فهى مرحلة قبل النشر تعبر عن مرحلة بعد النشر. ما سيتم بين القبل والبعد هو شحنة من التوترات تشمل عملية الانتقال من بلد إلى آخر، وخليط من التنبوءات والتوقعات والتفاؤلات والإحباطات، كلها من خيال ذهن دؤوب يقلب الأوراق ويوزعها ثم يخلطها ويعيد توزيعها، ويرسو به الأمر أن يستسلم للمجهول. يكفى أن ما أكتبه الآن ولم أعايشه بعد، وسيقرأ فى ما بعد أى اليوم هو بين الزمنين وفى وضع سيكوباتى إلى حد ما، فمصير الفيلم أصبح تحت رحمة مشاهد لم يشاهده بعد فى أثناء كتابة المقال، والبعض سيكون قد شاهده عند نشرها.

الأنكى من ذلك أن احتمالات أن يكون قارئ هذا المقال قد وصله ردود أفعال عن الفيلم اليوم السابق فى زمن الإنترنت والفيسبوك والتويتر، هذا غير الصحافة المقروءة والفضائية والمرئية، وهناك طبعًا الاتصالات الإلكترونية والموبايلية والبركة فى خدمة الرُومنج. لقد أصبح النقد المكتوب والشفهى فوريًّا مثل الهُوم ديليفرى. ما يجهله البعض أن المخرج مهما تخفى ببدلة سمونكنج أو أصر على ملابس الكاجوال وهو يشق طريقه على السجادة الحمراء، حيث توقفه الميكروفونات والكاميرات من أجل بُوز وتعليق قبل عرض فيلمه فهو بعد العرض سيصبح عاريًّا تمامًا، فالفيلم دائمًا يكشف مخرجه أمام مشاهديه ليصبح فضيحة، عليه أن يغطى عورته فى إجاباته أمام وابل الأسئلة والانتقادات التى ستنهال عليه فى الندوة التى تتبع العرض، أو يقف فخورًا مدعى التواضع كاشفًا سحر أفعاله بإجابات مختزلة، وفى الصميم فهو على يقين أن مشوار فيلمه لم ينته بعد وأن الـ«مع» والـ«ضد» والـ«متردد» سيتطور إلى سلسلة آراء نقدية وتحليلية وتقيمية، وسيستقبل المخرج كل ما سيكتب أو يقال بروح رياضية يوافق على ما لم يقصده ويدلى بما ما كان يتمناه ولم يحققه. كل هذه الخزعبلات التى أكتبها هذه اللحظة عن لحظة أخرى لم تحدث بعد هى حالتى قبل النشر وبعد العرض.

مطاردة الأفلام

محمد خان

قبل الـ«DVD» والـ«Hard-desk» والـ«Flasher» والـ«Internet» كان من السهل جدا أن يفوتك فيلم، واحتمال عمرك ما تشوفه إلا إذا حالفك الحظ وتكرّم التليفزيون بعرضه. بالنسبة لى المسألة كانت ببساطة مافيش حاجة اسمها فيلم يفوتنى وليه وإزاى. اتعلمت فى لندن إزاى أبحث وأطارد أى فيلم جديد يكون فاتنى أو قديم أكون ماشفتهوش.

المجلة الأسبوعية «Whats On» هى دليل أسبوعى لكل سينمات لندن وضواحيها والأفلام المعروضة، ومع كل سينما مذكورة اسم الحى وأقرب محطة مترو أنفاق. محسوبكم كان زى المكوك رايح جاى من حى إلى حى ومن سينما إلى سينما، ومن فيلم إلى فيلم. فى باريس نفس الشىء، من لحظة وصولى المطار على طول اشترى مجلة «Pariscope» والفرنساوى ما يفرقش عن الإنجليزى ما دام اسم الفيلم الأصلى مكتوبًا، وميزة فرنسا اللى جمهورها بيحب ساعات الأفلام المدبلجة إن فيه نسخًا من الأفلام الناطقة باللغة الإنجليزية بتتعرض كما هى ومع علامة «VO» اختصار لـ«Original Version» ببقى عارف أن الفيلم اللى داخل أشوفه بلغته الأصلية وغير مدبلج. المشكلة تقع دايمًا لو حبيت أشوف فيلم فرنساوى فكان الأنسب أشوفه فى لندن، وعليه ترجمة إنجليزى. إحنا اتربينا سينمائيًّا على الترجمة للأفلام الأجنبية، وعمر الجمهور المصرى ما استطعم الأفلام المدبلجة لغاية أيامنا دى مع المسلسلات اليابانية والتركية فى التليفزيون، عكس الجمهور الألمانى والإيطالى اللى متعود على الأفلام المدبلجة كُل بلغته. والطريف هو تخصص بعض ممثلينهم سواء ألمان أو طلاينة، ليصبح صوته هو صوت نجم مُحدد، يعنى مثلًا صوت مارلون براندو أو آل باتشينو، كل واحد فيهما له الممثل المتخصص والدائم لدبلجة صوته فى كل أفلامه لدرجة أن صوت براندو أو باتشينو أصبح مرتبطًا بصوت ممثل تانى حسب البلد. النتيجة كانت أصحاب هذه الأصوات سواء رجال أو نساء أصبح أكل عيشهم معتمدًا على استمرارية نجومية من تخصصوا فى دبلجة أصواتهم. ده مش معناه أن المسألة صوت لائق للنجم الأصلى وخلاص، فأداء صاحب الصوت معتمد على مخرج الدوبلاج الذى يتابع الأداء الصوتى ليقربه بالأداء الأصلى. الطريف أن معظم أفلام الويسترن «الكاوبوى» التى انتشرت فى الثمانينيات، وكانت تصور معظمهم فى إسبانيا وسميت بالإسباجتى ويسترن، لأن معظم مخرجينها وممثلو الأدوار الثانوية إيطاليون أو إسبان وأحيانا ألمان ينطقون إنجليزيتهم بلكنة. ربما أشهر مخرج لهذه النوعية من الأفلام هو «سيرجيو ليونى» الذى أسهم فى نجومية كلينت إيستوود، واستطاع بأفلام مثل «The Good the Bad & the Ugly - الطيب والشرير والقبيح» أن يفتح لها سوقًا عالمية. هذه الأيام لا حاجة لمطاردة أى فيلم تريد مشاهدته فهناك مئة دليل ووسيلة لمشاهدته.

التحرير المصرية في

05.12.2013

 

محمد خان يقيم عرضا خاصا بمنزله للمشاركات في فيلم فتاة المصنع 

دعا المخرج محمد خان الفتيات المشاركات في فيلم "فتاة المصنع "لعرض خاص لمشاهدة الفيلم أمس بمنزله وعرض لهن نسخة خاصة ..وحضر العرض الخاص جدا ممثلات ومصورات ومشاركات في صناعة الفيلم وكتب علي صفحتة الخاصة بالفيس بوك

دعوة فتيات المصنع لمشاهدة الفيلم كانت متعة مشتركة ، يلتقون ببعضهم البعض بعد فراق بالأحضان ودموع الفرحة ويرون أنفسهم على الشاشة بفخر وجودهم فى هذا العمل .. كانت ليلة تشع بالحب وكانوا هم أبطالها .. أن أشاهد فيلمى معهم لأول مرة متعة فى حد ذاتها .. أشكر حضورهم ووجودهم في الفيلم

الوطن المصرية في

28.12.2013

 

محمد خان.. سجّل أنا مصري

كتب : محمد أبوضيف 

يجلس الصبي بوجهه الصبوح، يجمع إعلانات الأفلام من قصاصات الجرائد، وينصت بإمعان لصوت السينما المجاورة لمنزله، فلا يرى من شرفة المنزل سوى مقعدين منهما، فهو ابن لتاجر شاي بكستاني جاء إلى القاهرة قبل 1940 ساعيا وراء "لقمة العيش" ليتزوج من مصرية وينجب منها قبل 71 عاما طفلا "مصري بإبداعه" رغما عن كل الأوراق الرسمية.. إنه محمد خان المخرج السينمائي رائد السينما الواقعية.

عشم.. "نفسي أحصل عليها كتكريم لي، أنا عندي 71 سنة دلوقتي، وعايز أموت مصري، هل من الممكن لحكومة الدكتور الببلاوي أن تمنحني الجنسية قبل فوات الأوان؟".. كلمات قالها خان بامتعاض في أحد اللقاءا التليفزيونية بعد 30 يونيو، التي ربما عرضت أفلامه يوما ما "خرج ولم يعد".. "زوجة رجل مهم".. "ضربة شمس".. "أيام السادات".. و"مشوار العمر"، وحتى مشاركته التمثيلة في فيلم "عشم" الذي يناقش هموم الشارع المصري، فلـ"خان" 23 فيلمًا، اختير أربعة منها ضمن أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية.

مشوار العمر.. ظل طلب محمد خان بالحصول على الجنسية المصري، حبيس أحد أدراج سكرتارية الرئيس المخلوع "مبارك"، فبعد مشواره الفني، وما سطره من تاريخ كأحد رواد السينما الواقعية في مصر والتي ازدهرت في نهاية السبعينات وطوال عقد الثمانينات، بخلت الدولة على "خان" أن يكون مصريا بالبطاقة، بعد ما رفع اسمها في العديد من المحافل الدولية.

فتاة المصنع.. كان الفيلم الأخير لمحمد خان، وبارقة أمل، فبعد حصول الفيلم على جائزتين في الدورة الأخيرة لمهرجان دبي السينمائي الدولي، أصدر الرئيس المؤقت عدلي منصور قرارا جمهوريا بمنح الجنسية للمخرج العالمي محمد خان، بعد مطالبته بالحصول عليها للمرة الثالثة.

خرج لم يعد.. كانت الصدفة هي وحدها التي حملت إلى محمد خان خروجه عن حلمه القديم بالعمل مهندسا معماريا، ليتحول صوب شاشات السينما، الذي لم يكن يعرف عنها سوى أنها موهبة وليست دراسة، فلقاؤه بشاب سويسري يدرس السينما، وذهبا سويا إلى مدرسة الفنون، ولتوها قرر أن يترك الهندسة، التي سافر من أجلها إلى لندن عام 1956، ليلتحق بمعهد السينما هناك.

أيام السادات.. بعد عشر سنوات من العمل في لندن، حيث غادر القاهرة بعد هزيمة 76، هزمته النكسة كما هزيمة الجيش المصري، فأسس دار نشر هناك بعد أن شعر بالاحباط واستحالة العمل في السينما، وأصدر كتابين: واحد عن السينما المصرية، وآخر عن السينما التشيكية، وأخذ يكتب مقالات عن السينما حتى عاد إلى القاهرة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، والذي أخرج فيلما عن حياته بعدها "أيام السادات" عام2001.

ضربة شمس.. كان بداية مشروع فني لمخرج كان ظهوره طفرة حقيقية في تاريخ السينما المصرية، فهو أول تجارب "خان" الراؤية في عالم السينما بعد عودة من لندن، عام 1978، فتعاون المخرج الشاب مع النجم الشاب حينها نور الشريف ليعرض بشاشات السينما المصرية في زمن ما سمي بـ"سينما المقاولات"، إبداع جديد بدأ به رصيده السينمائي، الذي أثرى به تاريخ السينما المصرية.

مصر اليوم في

20.12.2013

 

مصطفى عمار يكتب:

نداء للرئيس عدلى منصور .. امنح خان جنسيته المصرية ! 

لا يعلم كثيرون أن المخرج محمد خان لا يحمل الجنسية المصرية، رغم سنوات عمره التى قضاها على أرض هذا البلد، يحلم بأحلام ناسها، ويتألم معهم ويفرح بما يسعد قلوبهم، خان الذى ولد على أرض مصر لأب باكستانى وأم مصرية، لم يفكر من قبل أن مسألة انتمائه لأرض هذا البلد، يحتاج مجرد ورقة، لتثبت انتماءه لها، لأنه ينتمى لها بفعل نشأته وتكوينه وثقافته وعشرات الأفلام التى قدمها خان، يرصد فيها كل تفصيلة تتنفس على أرض هذا البلد، ولكن المحزن والمخزى أن يكون صاحب قائمة مجموعة من أهم الأفلام فى تاريخ السينما، لا يحمل جنسية الأفلام التى يقدمها، والسبب مجموعة قوانين عقيمة وساذجة، تقف فى تحقيق حلم محبى خان فى منحه جنسية مصر.

سيسأل البعض عن سر طرحى للموضوع فى هذا التوقيت بالتحديد، رغم كمية الأحداث السوداء التى نعيشها، وفى الحقيقة أننى كلما نويت فى فتح الموضوع، أجد الوقت غير مناسب، بسبب حالة الارتباك التى نعيشها لثلاث سنوات متلاحقة، ولكننى قررت أن أتناول هذه القضية الآن بالتحديد، مستغلاً حالة النجاح التى حققها محمد خان للسينما المصرية بعد عرض فيلمه الجديد «فتاة المصنع» بالدورة العاشرة لمهرجان دبى السينمائى، وهو العرض الذى صاحبه حالة احتفاء غير عادية بمستوى الفيلم وحرفية مخرجه الذى يمثل مصر بالمهرجان وهو لا يحمل جنسيتها!، ولم يفكر يوماً واحداً أن يطالب بها لأنه كما ذكرت على يقين بأن انتماءه لمصر لا يحتاج ورقة أو وثيقة، فيكفيه ما قدمه لمصر من عشرات الأفلام التى شكلت وجدان وثقافة جيل تربى على سينما خان النقية، فى وقت سادت فيه أفلام مسممة بفيرس الانفتاح وما بعده، ليبقى خان وأبناء جيله «عاطف الطيب، وخيرى بشارة وداود عبدالسيد وبشير الديك» على عهدهم بعدم خيانة رسالتهم بتقديم أفلام تواجه كم الفساد المنتشر بمصر عقب فترة الانفتاح نهاية السبعينيات.

كل فيلم قدمه خان يعتبر وثيقة تثبت مصريته، راجعوا معى قائمة أفلام خان لتعرفوا معى أنه مصرى أكثر مننا جميعاً، خان قدم خلال مشواره أكثر من 22 فيلمًا هى بالترتيب، «ضربة شمس»، «الرغبة» و«الثأر»، «موعد على العشاء»، «نصف أرنب»، «الحريف»، «مشوار عمر»، «خرج ولم يعد»، «عودة مواطن»، «زوجة رجل مهم»، «أحلام هند وكاميليا»، «سوبر ماركت»، «فارس المدينة»، «مستر كارتيه»، «الغرقانة»، «يوم حار جداً» و«أيام السادات»، «كليفتي»، «بنات وسط البلد»، «فى شقة مصر الجديدة»، و«فتاة المصنع»، من منا لا يحفظ كل هذه الأفلام مشهدًا مشهدًا، ويردد الجمل الحوارية بها عندما يشاهدها.

ألا تكفى هذه الأفلام ليطالب وزير الثقافة المصرى «محمد صابر عرب «بأن يحصل خان على الجنسية المصرية، ألا تكفى هذه الأفلام ليطالب المثقفون والسينمائيون بمنح الجنسية المصرية لخان، ألا تكفى هذه الأفلام لأن يتحرك مستشار الرئيس «أحمد المسلمانى» ويطلب من الرئيس عدلى منصور منح محمد خان الجنسية المصرية، ألا تكفى كل هذه الأفلام لأن يكرم خان فى حفل ضخم من قبل الدولة ويتم منحه الجنسية المصرية على سنين عمره التى لم يبخل بها على مصر وفنها، من المخزى أن أطالب بمنح الجنسية لشخص أنا على يقين أنه مصرى أكثر من كثيرين يحملون جنسية هذا البلد ولا يترددون فى خيانتها كل وقت وحين.

أرجوكم أمنحوا خان جنسية وطنه لأنه لا يعرف وطنًا غيره، امنحوا خان حقه فى أن يقف فى مهرجانات العالم السينمائية وهو يمثل مصر وهو فخور بأنه يحمل جنسيتها، أنا أعرف أن الجنسية لن تضيف لخان، ولكنها ستضيف لنا الكثير، لأننا فى أمس الحاجة لأن نتأكد من أن هذها البلد ملك لمن أخلصوا له، وليس لمن خانوه ومازالوا يخونوه وهم يحملون جنسيته!!

الفجر المصرية في

16.12.2013

 

بعد نيله استحسان النقاد والجمهور في عرضه العالمي الأول

فتاة المصنع يحصد جائزتي فيبرسكي وأفضل ممثلة لـياسمين رئيس

في مهرجان دبي السينمائي الدولي

هشام سعد 

حصل فيلم فتاة المصنع للمخرج محمد خان على جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسكي) للأفلام العربية الروائية الطويلة، كما فازت بطلة الفيلم ياسمين رئيس بـجائزة أفضل ممثلة، وذلك بعد مشاركته وعرضه الأول ضمن مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة في الدورة العاشرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي

وبعد الإعلان عن الجائزة عبر منتج الفيلم محمد سمير عن سعادته بهذه الجائزة قائلاً "أنا في منتهى السعادة لأن أول مشاريع الشركة في مجال الأفلام الروائية الطويلة كان مع هذا المخرج الكبير والمتميز محمد خان، سعيد للغاية بالإشادة والترحيب الكبير الذي قوبل به الفيلم وتُوج بهذه الجائزة من أهم أحد المهرجانات الموجودة حالياً في الشرق الأوسط، وخاصة أن الأفلام المنافسة كانت أفلام جيدة الصنع، وكانت المنافسة قوية للغاية".

فيلم فتاة المصنع هو الفيلم الذي عاد به المخرج الكبير محمد خان إلى شاشة السينما بعد 7 سنوات من الغياب منذ أن قدم آخر أفلامه، وهو ثمرة التعاون مع المنتج محمد سمير من خلال شركته داي دريم للإنتاج الفني، وبدعم من 7 مؤسسات دولية.

وحضر حفل ختام المهرجان وتوزيع الجوائز مخرج الفيلم محمد خان، مع منتجه محمد سمير، مؤلفته وسام سليمان، ونجمة الفيلم ياسمين رئيس.

فتاة المصنع هو أول إنتاج روائي طويل للمنتج محمد سمير من خلال شركته داي دريم للإنتاج الفني، ويُعد الفيلم من أنجح قصص التعاون في السينما المستقلة بالعالم العربي، حيث حاز الفيلم على دعم عدد كبير من المؤسسات السينمائية حول العالم، وصل عددها إلى سبع مؤسسات، ومنها: صندوق إنجاز التابع لـمهرجان دبي السينمائي الدولي، صندوق سند التابع لـمهرجان أبوظبي السينمائي، مؤسسة GIZ، مؤسسة Global Film Initiative، مؤسسة Women in Film وصندوق دعم السينما التابع لـوزارة الثقافة المصرية.

أيضاً عمل محمد سمير على شراكة من نوع جديد في فتاة المصنع، حيث ساهمت في إنتاج الفيلم شركتا ويكا (منتجة هرج ومرج)، وأفلام ميدل وست (منتجة فيلمي: البحث عن النفط والرمال، فيلا 69).

قام ببطولة الفيلم: ياسمين رئيس، هاني عادل، سلوى خطاب وسلوى محمد علي مع مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة.

وتدور أحداث فتاة المصنع حول هيام، وهي فتاة في الواحد والعشرين ربيعاً، تعمل كغيرها من بنات حيها الفقير في مصنع ملابس، تتفتح روحها ومشاعرها بانجذابها لتجربة حب تعيشها كرحلة ومغامرة بدون أن تدري أنها تقف وحيدة أمام مجتمع يخاف من الحب ويخبئ رأسه في رمال تقاليده البالية والقاسية.

قناة ART في

16.12.2013

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)