ما بين احتفاء مهرجان سانتا باربرا بـ«بن أفليك» وظهور نتيجة جوائز
«جمعية المنتجين الأميركيين» وفوز فيلمه «آرغو» بالجائزة الأولى فرق ساعات
قليلة. لكن كلتا المناسبتين وجهت نقدا غير مباشر إلى أكاديمية العلوم
والفنون السينمائية، موزعة «الأوسكار»، التي وضعت الفيلم في عداد مسابقة
الأفلام الروائية لكنها حجبت عن بن أفليك ترشيحا لجائزة أفضل مخرج.
بإضافة هذين الانتصارين الأخيرين اللذين وقعا خلال الساعات الثماني
والأربعين الماضية، إلى ذاك الذي أنجزه أفليك بفوزه بجائزة «غولدن غلوب»
كأفضل مخرج، فإن حجم هذا النقد بات متسعا، وهو يشمل مقالات صحافية عديدة
تتساءل عن السبب الذي من أجله أغفلت الأكاديمية لا ترشيح بن أفليك وحده، بل
مخرجين أساسيين آخرين ترد أسماؤهم في قائمة وتغفل عنها قائمة أخرى، ومن
بينهم بالطبع كاثرين بيغلو وكوينتين تارانتينو.
بن أفليك من ناحيته يؤكد أنه لا يشعر بضيم ما: «في البداية كنت
مصدوما، لكني الآن نسيت كل شيء. من الأفضل لي أن أركز على الترشيحات التي
نالها الفيلم فعلا ونسيان تلك التي لم يرشح لها».
لكن إذا شئنا العد والحصر فإنها ليست المرة الأولى التي يمر فيها بن
أفليك بمخاض من هذا النوع. في الواقع كتب له الإعلام الأميركي، نقادا
وصحافيين، رسالة وداع منذ عام 2000، أي بعد ثلاث سنوات من نيله جائزة أفضل
سيناريو مشاركة مع زميله مات ديمون عن فيلم «غود ويل هانتينغ» سنة 1997،
فيما اعتبره معظمهم أنه كان مشروع نجاح ولم يتحقق. ونظروا إلى أدواره في «بيرل
هاربر» (2001) و«العفريت» (2003) و - خصوصا - «جيغلي» (2003)، وبعده «فتاة
جيرسي» (2004) على أساس أنها من أسوأ ما مر على الشاشة من أداءات.
وما لبث أن وافق الجمهور على ذلك فانحسر الإقبال عليه. أعلى إقبال
جماهيري لأي من أفلامه حدث سنة 1998 حين تولى بطولة «يوم القيامة» (Armageddon) من دون أن ننسى أنه في فيلم كوارثي أو في إنتاج
كبير كهذا فإن الجمهور يقبل على الفيلم بصرف النظر، في غالبية الأحيان، عمن
يتولى بطولته. فإذا أضفنا أن البطولة هنا كانت – أيضا - من نصيب بروس ويليس
وبيلي بوب ثورنتون، فإن الواضح أن كلا منهما يستطيع أن يدعي لو شاء أن هذا
الفيلم من أفضل أفلامه.
كذلك الحال مع فيلمه الناجح الآخر «بيرل هاربر» الذي توزّعت بطولته
على ثلاثة ممثلين أُول هم بن أفليك وجوش هارتنت وكيت بكنسال.
لكن أفليك وقف على قدميه بعد أعوام من الترنح. حدث ذلك سنة 2010 عندما
لعب شخصية موظف في مؤسسة مالية يخسر عمله في ظل أزمة 2008. الفيلم هو «صحبة
الرجال» الذي شاركه التمثيل فيه كل من تومي لي جونز وكريس كوبر وكيفن
كوستنر.
هذا الفيلم سبق مباشرة قيامه بإخراج فيلم «البلدة» وبطولته، وهو فيلم
بوليسي نال إعجابا كبيرا بين الجمهور والنقاد على حد سواء ورشح لبضعة
أوسكارات. كان هذا ثاني فيلم له مخرجا بعدما كان حقق «Gone,
Baby, Gone» الذي استقبل جيدا إلى حد. فجأة صار هناك من
يقترح على أفليك أن يكتفي بالإخراج ويترك التمثيل. لكن الواقع هو أن أفليك
أدار نفسه جيدا في كلا هذين الفيلمين، كما في فيلمه الثالث «آرغو» حيث يؤدي
شخصية عميل الـ«سي آي إيه»، الذي يحط في طهران لإنقاذ ستة أميركيين لجأوا
في ظل ما يسمى بثورة الخميني، إلى السفارة الكندية.
الجميع في لوس أنجليس يتحدثون عن أن الأكاديمية أساءت الترشيح هذه
السنة، وأن بن أفليك وكاثرين بيغلو كانا يستحقان دخولهما مسابقة أفضل
إخراج، وما يُخشى منه هو أن يؤثر ذلك على شعبية الحفلة ذاتها بين المشاهدين
التلفزيونيين (بيت القصيد ومعيار النجاح تبعا لنسبة المشاهدين) خصوصا أن
الكثيرين يقولون إن ستيفن سبيلبرغ هو المتوقع الأول لكي يربح في سباقي أفضل
فيلم وأفضل مخرج عن «لينكولن» لأن الحلبة باتت الآن تخلو ممن قد يشكلون
ندّا.
من المستبعد إلى حد ملحوظ أن ينجز «آرغو» جائزة أوسكار حين إعلان
الجوائز في الشهر المقبل، لكن استبعاده من مسابقة أفضل إخراج قد يدفع إلى
تعزيز احتمالات ربح آخرين مشاركين في مجالاتهم المختلفة من باب شعور البعض
بالذنب أو الاستياء أو ضرورة التعويض. لذلك نرى ارتفاع حظوظ الممثل آلان
أركين في مسابقة الممثل المساند عن دوره في «آرغو» وحظ فوز ويليام
غولدنبيرغ كأفضل مونتير ودور كريس تيريو كأفضل سيناريست.
الشرق الأوسط في
28/01/2013
يقدم الفيلم 7 سنوات من التصوير لنضال سكان قرية فلسطينية
ضد الجدار
«خمس
كاميرات مكسورة» المرشح للأوسكار يعرض في رام الله
رام الله (فلسطين): «الشرق الأوسط»
اختار المصور الفلسطيني عماد برناط أن يعرض فيلمه الوثائقي الطويل
«خمس كاميرات مكسورة» المرشح لجائزة أوسكار للأفلام الوثائقية أمام الجمهور
الفلسطيني. وقال برناط لـ«رويترز» بعد عرض فيلمه الذي يشاركه في إنتاجه
ناشط السلام الإسرائيلي غاي ديفيدي على خشبة مسرح قصر رام الله الثقافي
«لدي أمل كبير أن أفوز بجائزة الأوسكار بعد كل تلك الجوائز التي حصلت عليها
بعد سنة ونصف من عرض الفيلم في الكثير من المهرجانات الدولية».
ويقدم الفيلم على مدار ساعة ونصف الساعة حصيلة سبع سنوات من التصوير
لنضال سكان قرية بلعين شمال غربي مدينة رام الله ضد الجدار الذي أقامته
إسرائيل على أراضيهم من خلال قصة المصور الشخصية. وقال برناط: «هذا الفيلم
يمثل وجهة نظري الخاصة وشهادتي على أحداث قريتي في نضالها ضد الجدار،
عائلتي حاضرة في الفيلم لأنها تمثل حياة الفلسطينيين وأطفال ولدوا وكبروا
على أصوات الرصاص ومداهمة جيش الاحتلال لمنازلهم».
ويوثق الفيلم الصراع الدائر بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود على
الأرض وأساليب نضال سلمية متعددة بمشاركة متضامنين أجانب وإسرائيليين يجري
اتباعها لحماية الأرض. ويظهر الفيلم إصرار الفلسطينيين على التمسك بأرضهم
وعدم قبولهم بالأمر الواقع حتى بعد إقامة سياج حديدي يصادر آلاف الدونمات
من أرضهم حيث نجحوا في الحصول على قرار من محكمة إسرائيلية لتغيير مساره.
ويقدم الفيلم الكثير من الحوارات بين الناشطين في مواجهة الجدار وبين
أفراد من الجيش الإسرائيلي والمستوطنين التي تتحول في كثير من الأحيان إلى
عنف قتل فيه عدد من الفلسطينيين على مدار السنوات السبع التي صورها. ويجسد
الطفل جبريل الابن الرابع لبرناط الذي ولد مع بداية انطلاقة المقاومة
الشعبية لمواجهة الجدار عام 2005 حياة أطفال يكبرون قبل أوانهم على صوت
الرصاص وقنابل الغاز واعتقال ذويهم أمامهم.
ويبرز الفيلم مشاهد متعددة للأطفال ودورهم في هذه المقاومة الشعبية
منها قيامهم بمسيرة باتجاه الجدار حيث يتمركز الجنود مرددين شعار: «نريد أن
ننام». وفي مشهد آخر يظهر الفيلم جنودا إسرائيليين وهم يقتحمون القرية
لاعتقال أطفال من منازلهم على الرغم من صرخات أمهاتهم بمنع اعتقالهم. ويعرض
الفيلم مسيرة عدد من شباب القرية الذين دفعوا حياتهم ثمنا لمشاركتهم في
التصدي للجدار والتوسع الاستيطاني مستخدمين ألقابا عرفوا بها في القرية،
منها الفيل والضبع وكل له من اسمه نصيب. ويروي برناط حكاية عنوان الفيلم
التي تمثل الكاميرات الخمس التي تكسرت أثناء تصويره لمواجهات كانت تشهدها
القرية. ويحتفظ برناط بكاميرا من تلك الخمس كان لها الفضل في إنقاذ حياته
حيث استقرت فيها رصاصتان.
وقال: «أنا مؤمن بأن الموت قدر، ولكن في إحدى المرات قام جندي بإطلاق
النار علي من على بعد ثلاثين مترا.. لكن الرصاصات أصابت الكاميرا بينما كنت
أصور فيها مواجهات تجري بين الشبان وجنود الاحتلال».
وأضاف برناط الذي تعرض للاعتقال والإصابة خلال هذه السنوات السبع:
«كنت دائما أشعر أن الكاميرا تحميني وما زال لدي كاميرا ترافقني دائما فهي
سلاحي». وقاطع الجمهور الذي امتلأت به قاعة مسرح قصر رام الله الثقافي الذي
يتسع لما يقرب من 800 شخص الفيلم بالتصفيق مع كل مشهد نال إعجابهم. ومن تلك
المشاهد، نقد حاد وجهه المخرج لعدد من السياسيين الذين كانوا يحضرون إلى
القرية قبل بدء المواجهات لتحقيق المكاسب السياسية والتقاط الصور
والمغادرة. ودافع برناط عن إشراك إسرائيلي معه في إنتاج الفيلم وقال أمام
الجمهور بعد انتهاء العرض ردا على سؤال حول ذلك: «توجهت إلى الكثير من
المؤسسات الفلسطينية ولم أجد أحدا يساعدني لإنتاج الفيلم».
وأضاف: «هذا ليس تطبيعا، مساعدي غاي ديفيدي في إنتاج الفيلم هو متضامن
كان يأتي إلى القرية ليتضامن معنا، عرضت عليه الفكرة ووافق. هذا شيء وليس
تعاونا فلسطينيا إسرائيليا لإنتاج هذا الفيلم». وأوضح برناط أن وسائل
الإعلام تحدثت كثيرا حول الموضوع ومنها من قال إن الفيلم رشح للأوسكار على
أنه إسرائيلي: «وهذا غير صحيح لأن الأفلام الوثائقية ترشح بأسماء مخرجيها
لا دولهم».
وبدا سكان قرية بلعين الذين حضر عدد كبير منهم لمشاهدة الفيلم سعداء
بما قدمه ابن قريتهم من توثيق لنضالهم ضد الجدار والاستيطان. وقال أديب أبو
رحمة الناشط في مقاومة الجدار والاستيطان والذي يظهر كثيرا في الفيلم «لقد
أعدنا الفيلم إلى كل تلك الأيام، كنت أحس وأنا أشاهد الفيلم أنها تحدث
الآن».
وأضاف أبو رحمة الذي أمضى سنة ونصف السنة في السجن ثمنا لهذا النشاط
«هذا الفيلم يمكن أن يسهم في تعميم تجربة قريتنا ونضالنا ضد الجدار
والاستيطان لكل القرى الفلسطينية كما أنه يشكل مادة يمكن استخدامها لمحاكمة
إسرائيل على جرائمها».
الشرق الأوسط في
30/01/2013
أثار جدل السياسيين ومرشح لخمس جوائز أوسكار
«القاعدة» وأميركا في ميزان «زيرو دارك ثيرتي»
دبي ـ غسان خروب
أخيراً كان الجمهور العربي على موعد مع فيلم المخرجة كاثرين بيغلو «زيرو
دارك ثيرتي»، الذي أشعل فتيل الجدل بين النقاد وأقطاب السياسة الأميركية
على حد سواء، حيث اتخذ الفيلم من أسامة بن لادن وعملية اغتياله، محوراً
أساسياً لأحداثه، ورغم قوة الفيلم واستعراضه لعضلات الاستخبارات الأميركية،
إلا أنه بدا وكأنه وضع القاعدة وأميركا في كفتي ميزان.
رسالة قديمة
حتى اللحظة، حقق الفيلم إيرادات تجاوزت 77 مليون دولار، ورشح لخمس
جوائز أوسكار، من بينها أفضل فيلم، وقد حمل بين مضامينه رسالة قديمة، طالما
روجت لها السينما الأميركية، تتعلق بأهمية الأميركي، وتبرز مدى حرص قيادته
للمحافظة على سلامته أينما وجد، وهو ما يبرز بين تفاصيل الفيلم، الذي يبدأ
بمشهد قاتم تهيمن عليه أصوات استغاثة بثت أثناء وقوع تفجيرات 11 سبتمبر،
لتدخلنا مخرجته كاثرين بيغلو من بعدها في معمعة أروقة الاستخبارات العسكرية
والسجون، وما يصاحبها من تعذيب، وتطلعنا على تفصيلات غريبة، تعطينا إحساساً
بأن كلا الطرفين لا يستحقان المحبة أو التعاطف، سيراً على قاعدة أن الحقوق
البشرية تضيع بمجرد بدء القتال.
مسافة واحدة
على عكس فيلمها السابق «خزانة الآلام»، بدت بيغلو تقف هنا على بعد
مسافة واحدة من الطرفين، وتحاول جاهدة أن ترى الأمور بأكثر من عين، وهو ما
يفسر الهجوم الذي تعرضت له من قبل مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي،
الذين رأوا أن الفيلم يظهر أن الأميركيين وصلوا لابن لادن بواسطة التعذيب
الذي مارسوه ضد أبناء تنظيم القاعدة، ويبدو أن بيغلو قد توقعت مسبقاً هذا
الهجوم على فيلمها الذي يكشف، ودون إرهاق لعين الجمهور، عن مجموعة أساليب
تحقيق سادية مورست ضد أبناء القاعدة، والظروف السيئة التي يعيشها المعتقلون
في أماكن غير معروفة.
ولذلك نجدها قد أشارت بطريقة عابرة لا تخلو من الاستهزاء، بإظهارها
الرئيس الأميركي باراك أوباما وهو يقول في خطاب له إنه «يجب أن نعيد
لأميركا أخلاقها».
في المقابل، أظهر كاتب الفيلم مارك بول، ذكاءً ملحوظاً في طريقة ربطه
بين الأحداث وعميلة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «مايا» (جيسيكا
شاستين) تلك الشابة الجميلة والذكية، ما ساهم في إخراج الفيلم من أسلوب
التقريرية إلى الحياة الاجتماعية دون الخروج عن التفصيلات التوثيقية.
عنصر الإثارة
في هذا الفيلم، عادت بيغلو مجدداً لتثبت جدارتها في تقديم المؤثرات
والتفجيرات، مع إضافة عنصر الإثارة والتشويق والتلاعب بالأعصاب، والتي
زادها قوة استخدامها لموسيقا تصويرية أشبه بموسيقا ألعاب القتال
الإلكترونية، والتي أدت دورها بشكل جيد في تحقيق الترابط والانسجام بين
الأحداث والمتلقّي، وقد ساعدها في ذلك حركة الكاميرا المحمولة، وباهتزاز
الصورة عند التفجيرات وكأنها تقتلع الشاشة، وطريقة المزج الصوتي التي بدت
رائعة بحق، والذي ساهم في إخراج الفيلم من حالة الجفاف الذي يولده اعتماد
وجهة نظر واحدة.
بيغلو قدمت لنا فيلماً متميزاً، يمتد على أكثر من ساعتين ونصف، يتوزع
على ثلاثة أقسام رئيسة، يبدأ بمقدمة قصيرة تجمل الأحداث، وتلاحقها
التحقيقات والتوقعات، وتختتم في عملية إقناع القيادة باقتحام البيت ومباغته
ساكنيه، وتصوير لحظات الهجوم التي بينت فيها خلو جنود الوحدة التي نفذت
الهجوم من الرحمة في تعاملهم مع سكان بيت ابن لادن من النساء والأطفال
أثناء الهجوم عليه.
قاسم مشترك
حرص الأميركيين على وطنهم وأرواحهم كان قاسماً مشتركاً، جمع فيلمي
بيغلو الحالي والسابق (خزانة الآلام) الذي أثار الجدل إبان عرضه، وحاز على
الأوسكار، ففي هذا الفيلم، يبدو أن بيغلو اعتمدت كثيراً على هذا القاسم،
لتبرير استخدامها لمشاهد التعذيب، وعبارات مختلفة مثل «الجهاديين»
و«الإرهابيين» ومجموعة الأسماء العربية التي ترد في الفيلم.
في رحاب الإعلام
حصل الفيلم على تغطية إعلامية واسعة حول العالم، ونال استحسان النقاد
بشكل لافت، وهو ما أهله للترشح لخمس جوائز أوسكار، من بينها أفضل فيلم،
وأفضل ممثلة، وأفضل سيناريو، وكانت مجلة «هوليود ريبورتر» قد قالت فيه:
«تجنب الفيلم عرض الخلفية السياسية، ليركز بدلاً من ذلك على «مايا» عميلة
CIA، والتي تمكنت بمثابرتها من تعقب زعيم تنظيم القاعدة الراحل، ما أدى
إلى الهجوم الذي شنته قوات خاصة لأسره أو قتله، وليس هناك أي ذكر لبوش أو
تشيني أو حرب العراق أو أوباما، وهو يعلن نجاح هجوم الثاني من مايو 2011
على مجمع «ابن لادن» في باكستان».
البيان الإماراتية في
30/01/2013
عرض "خمس كاميرات
مكسورة" المرشح للأوسكار في رام الله
عماد برناط
اختار المصور الفلسطيني عماد برناط ان يعرض فيلمه الوثائقي الطويل
"خمس كاميرات مكسورة" المرشح لجائزة اوسكار للأفلام الوثائقية امام الجمهور
الفلسطيني.
وقال برناط لرويترز بعد عرض فيلمه الذي يشاركه في انتاجه ناشط السلام
الاسرائيلي جاي ديفيدي مساء أمس الاثنين على خشبة مسرح قصر رام الله
الثقافي "لدي امل كبير ان افوز بجائزة الاوسكار بعد كل تلك الجوائز التي
حصلت عليها بعد سنة ونصف من عرض الفيلم في العديد من المهرجانات الدولية."
ويقدم الفيلم على مدار ساعة ونصف الساعة حصيلة سبع سنوات من التصوير
لنضال سكان قرية بلعين شمال غرب مدينة رام الله ضد الجدار الذي اقامته
اسرائيل على اراضيهم من خلال قصة المصور الشخصية.
وقال برناط "هذا الفيلم يمثل وجهة نظري الخاصة وشهادتي على احداث
قريتي في نضالها ضد الجدار. عائلتي حاضرة في الفيلم لانها تمثل حياة
الفلسطينيين واطفال ولدوا وكبروا على اصوات الرصاص ومداهمة جيش الاحتلال
لمنازلهم."
ويوثق الفيلم الصراع الدائر بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود على
الارض واساليب نضال سلمية متعددة بمشاركة متضامنين اجانب واسرائيليين يجري
اتباعها لحماية الارض.
ويظهر الفيلم اصرار الفلسطينيين على التمسك بارضهم وعدم قبولهم بالامر
الواقع حتى بعد اقامة سياج حديدي يصادر الاف الدونمات من ارضهم الذي نجحوا
في الحصول على قرار من محكمة اسرائيلية لتغيير مساره.
ويقدم الفيلم العديد من الحوارات بين الناشطين في مواجهة الجدار وبين
افراد من الجيش الاسرائيلي والمستوطنين التي تتحول في كثير من الاحيان الى
عنف قتل فيه عدد من الفلسطينيين على مدار السنوات السبع التي صورها.
ويجسد الطفل جبريل الابن الرابع لبرناط الذي ولد مع بداية انطلاقة
المقاومة الشعبية لمواجهة الجدار في عام 2005 حياة اطفال يكبرون قبل اوانهم
على صوت الرصاص وقنابل الغاز واعتقال ذويهم امامهم.
ويبرز الفيلم مشاهد متعددة للاطفال ودورهم في هذه المقاومة الشعبية
منها قيامهم بمسيرة باتجاه الجدار حيث يتمركز الجنود مرددين شعار "نريد ان
ننام".
وفي مشهد اخر يظهر الفيلم جنودا اسرائيليين وهم يقتحمون القرية
لاعتقال اطفال من منازلهم لم تنفع صرخات امهاتهم بمنع اعتقالهم.
ويعرض الفيلم مسيرة عدد من شباب القرية الذين دفعوا حياتهم ثمنا
لمشاركتهم في التصدي للجدار والتوسع الاستيطاني مستخدمين القابا عرفوا فيها
في القرية منها الفيل والضبع ولكل له من اسمه نصيب.
ويروي برناط حكاية عنوان الفيلم التي تمثل الكاميرات الخمس التي تكسرت
اثناء تصويره لمواجهات كانت تشهدها القرية. ويحتفظ برناط بكاميرا من تلك
الخمس كان لها الفضل في انقاذ حياته حيث استقرت فيها رصاصتان.
وقال "انا مؤمن بان الموت قدر ولكن في احد المرات قام جندي باطلاق
النار علي من على بعد ثلاثين مترا.. لكن الرصاصات اصابت الكاميرا بينما كنت
اصور فيها مواجهات تجري بين الشبان وجنود الاحتلال."
واضاف برناط الذي تعرض للاعتقال والاصابة خلال هذه السنوات السبع "كنت
دائما اشعر ان الكاميرا تحميني وما زال لدي كاميرا ترافقني دائما فهي
سلاحي."
ودافع برناط عن اشراك اسرائيلي معه في انتاج الفيلم وقال امام الجمهور
بعد انتهاء العرض ردا على سؤال حول ذلك "توجهت الى العديد من المؤسسات
الفلسطينية ولم اجد احدا يساعدني لانتاج الفيلم."
واضاف "هذا ليس تطبيعا مساعدي (جاي ديفيدي) في انتاج الفيلم هو متضامن
كان ياتي الى القرية ليتضامن معنا. عرضت عليه الفكرة ووافق. هذا شيء وليس
تعاونا فلسطينيا اسرائيليا لانتاج هذا الفيلم."
البداية المصرية في
29/01/2013
من توقيع المخرج كونتين تارانتينو
«ديجانغو
بلا قيود» إيراداته تجاوزت 200 مليون دولار
منذ اسابيع كنا قد توقفنا في هذه الصفحات مع فيلم الغرب الاميركي «ديجانغو»
المثير للجدل ونعود مجددا للفيلم بعد ان تجاوزت مبيعاته 200 مليون دولار
وفي طريقه الى المزيد من الحصاد لمجموعة من المعطيات فهذه ليست المرة
الأولى التي تطل علينا بها هوليوود بأفلام رعاة البقر والغرب الأميركي التي
اشتهرت كثيراً في خمسينات وستينات القرن الماضي، حينها تمكنت تلك الأفلام
من تصوير جزء من التاريخ الأميركي الحديث، وبعد طول زمن عادت هوليوود من
جديد لتقدم لنا هذه النوعية من الأفلام، والمتمثلة في فيلم «ديجانغو بلا
قيود» للمخرج كوينتين تارانتينو، والذي نطل به على ماضي الولايات المتحدة
الأميركية المرعب.
الفيلم الذي اخترق حتى الآن في إيراداته حاجز 200 مليون دولار، ويلعب
بطولته الممثل جامي فوكس وكيري واشنطن وكريستوف والتز وليوناردو دي كابريو،
يتتبع حياة «ديجانغو» الذي يقع في يد رجل ألماني يمتهن مطاردة الهاربين
والقبض عليهم مقابل أجر، ويقوم بنزع قيود ديجانغو وتحريره من العبودية
مقابل أن يساعده على تنفيذ إحدى المهام التي يقوم بها. وبعد الانتهاء من
المهمة يواصل ديجانغو سعيه للبحث عن زوجته وإطلاق سراحها من عبودية شخص
وسيم، ولكنه شرير يدعى كالفن كاندي، الذي يمتلك مزرعة للعبيد يتم فيها
تدريب الرجال السود على الدخول في مباريات قتالية للملاكمة والمصارعة، ويتم
الرهان عليهم كنوع من تسلية للمتفرجين. الفيلم يحفل بقسوة تعكس طبيعة فترة
العبودية التي ظلت سائدة في أميركا حتى فترة قريبة، إلا أنه في المقابل جاء
حافلاً بعناصر الترفيه والكوميديا، مقتفياً بذلك خط مجموعة من الأفلام
الإيطالية القديمة التي قلدت رعاة البقر الأميركية، مثل فيلم «الطيب والشرس
والقبيح»، والتي عرفت فيما بعد بمصطلح «أفلام الاسباغيتي الغربية»، فضلاً
عن أن الفيلم يتمتع بكافة العناصر والزخارف التي تتسم بها أفلام الغرب
الأميركي الكلاسيكية، مع الفارق أن المخرج هنا ركز كثيراً على شخصية «العبد
الأسود» التي نادراً ما تظهر في هذه النوعية من الأفلام سواء الحديثة أو
القديمة. والمتابع لأفلام «الاسباغيتي الغربية»، وتحديداً تلك التي قدمها
المخرج الإيطالي سيرجيو ليوني صاحب فيلم «من أجل حفنة دولارات»، يشعر بأن
تارانتينو يقتفي أثر ليوني في هذا الفيلم الذي قصد من خلاله تصوير الماضي
المرعب للولايات المتحدة الأميركية من خلال عمل سينمائي يتسم بالعمق، ولعل
هذا ما يفسر سر نجاحه في دخوله حلبة المنافسة على أفضل فيلم في أوسكار
2013، علماً بأن مؤلف الموسيقى التصويرية لهذا الفيلم هو الموسيقار
الإيطالي إنيو موريكوني.
الممثل جامي فوكس والذي أوكل له دور «ديجانغو» أبدى حرفية عالية في
تجسيده لهذا الدور، وقد ساعده على ذلك انحداره من مدينة تيريل في ولاية
تكساس، حيث يعاني الأميركيون من أصل إفريقي مصاعب كثيرة، وبالتالي ففوكس لم
يعش كرجل أسود حياة سهلة، وفي إحدى المقابلات الصحافية التي أجريت معه قال
إن هذا الفيلم علمه درساً كبيراً، لمس من خلاله الظروف البشعة التي عاشها
أسلافه. وقال: «ستدرك عند مشاهدتك هذا الفيلم ما الذي كان يتعين عليهم أن
يعانوه لكي يجعلوا لنا صوتاً رغم أن مجموعة من مخرجي الأفلام الحاليين
ليسوا من العبيد السود في أميركا، وقدموا لنا حياتهم في مجموعة سينمائية
جميلة كفيلم (غير المغفور له) للمخرج كلينت إيستوود، إلا أنه لا أحد منهم
توغل بعيداً في حياتهم كما فعل تارانتينو الذي يتناول فيلمه بشكل كامل قصة
العبد الأسود «ديجانغو» الذي يبحث عن حريته في عالم متوحش قاس .
النهار الكويتية في
27/01/2013
أسامة الشاذلي يكتب عن فيلم
( Flight ):
ما طار طير
وارتفع إلا كما طار وقع
عندما أكتب عن فيلم من إخراج روبرت زيمكس صاحب أسطورتي (
Cast Away ) و(
Forrest
Gump ) فعلي أن أتوقف كثيراً لأتحدث باحترام عن مخرج
متميز بدأ حياته مغامراً بسلسلة افلام الخيال العلمي (
Back to the Future ) قبل أن يتألق في مجموعة من الافلام التي تعتمد على خط درامي واحد
شديد الإنسانية مثل أعظم أفلامه "فورست جامب"، قبل أن ينتقل لصناعة افلام
الرسوم المتحركة مثل (
Beowulf ) وفيلم (
Christmas Carol
) .
حيث يعود زيمكس في فيلمه الجديد (
Flight ) لنفس الخط حيث يستعرض قصة حياة طيار تتعرض
طائرته إلى عطل بالغ وهي في الجو ولكنه ينجح فيما يشبه المعجزة في الهبوط
بها، منقذا حياة 96 راكباً من ركابها الـ102 وتعتبره الصحافة ووسائل
الإعلام بطلا قومياً.
لكن تتبدل أحوال الطيار تماما بعد أن يكتشف زملاؤه أنه كان يقود
الطائرة وهو تحت تأثير كمية كبيرة من الكحول والمخدرات، ويدخل في صراع عنيف
مع ادمانه الكحوليات ومحاولة الافلات من العقاب.
حيث يجيد زيمكس توثيق تلك التفاصيل الإنسانية بحس سينمائي مرهف يمس
المشاهد، لكن يعيب الفيلم بصفة عامة رسالة وعظية شديدة المباشرة حول
الإيمان ومضار الكذب وإدمان الكحول.
*****
على عكس أغلب أفلام السينما تأتي نقطة الذروة في فيلم(
Flight ) قبل نهايته بخمسة دقائق، دون أن يشعر المشاهد
بأي ملل وهو ما يحسب للفيلم، كما يحسب له ايضاً الأداء المتميز للغاية
لبطله دينزل واشنطن، الذي ترشح لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل عن هذا الفيلم
وهو يستحق الترشح تماماً هذه المرة، بينما بقيت بقية شخصيات الفيلم في
الخلفية تؤدي أدوارها المطلوبة تماما كفورست جامب وكاست أواي.
ليسأل المشاهد نفسه سؤالاً هاماً : ماذا لو قام توم هانكس بهذا الدور؟
وقد نجح كاتب السيناريو جون جاتينس والذي قدم من قبل فيلم (Real
Steel ) وفيلم (
Coach Carter
) في تمرير بعض المعلومات التقنية عن الطيران في سلاسة دون إزعاج المشاهد
بما يجهل.
كما اعتمد على بناء الشخصية الزمني المتقطع عند المشاهد عبر مجموعة من
الأحداث المروية المتفرقة عن الطفولة والشباب، لكن عاب السيناريو الاعتماد
على عنصر الصدفة مرتين، خلال لقائه بصديقته، ثم اكتشافه الغرفة المجاورة في
الفندق.
*******
فيلم (
Flight
) محير للغاية، فيلم عالي على المستوى الإنساني مزعج على المستوى القصصي،
جيد تمثيليا وإخراجياً، ليشكل حالة سينمائية متفردة في أن تنبهر أثناء
المشاهدة منزعجاً.
لدرجة أنني كنت أنتظر وجود اسم محمود أبو زيد في نهاية الفيلم مشاركاً
في كتابة السيناريو، مع آية قرآنية بصوت محمود ياسين الرخيم.
ملحوظة : عزيزي القاريء أعلم أن هذا المقال النقدي محير للغاية، لكنني
أنصحك بمشاهدة الفيلم، فالبعض يحب ما انتقدته في هذا المقال ولا يعتبره
عيباً بدليل نجاح افلام مثل "كباريه" و"الفرح".
البداية المصرية في
24/01/2013
أسامة الشاذلي يكتب عن فيلم اغتيال بن لادن:
عزيزتي
كاثرين بيجلو أنت مخرجة فاشلة
عندما تريد ان تصنع فيلما عن الإرهاب، فعليك أن تعطيني مساحة لأتعاطف
مع من بتعرضون له، اعطني حياة شخصية وأعماق للشخصيات، لا تضعني أما شخصيات
مسطحة لا أستطيع التعاطف معها إنسانياً، خاصة وأغلبهم يعمل في وكالة تقوم
بتعذيب البشر لمجرد الشك، هذا ما فعلته كاثرين بيجلو تماماً في فيلمها
Zero Dark Thirty.
بالإضافة إلى أن الأفلام التي تقوم قصتها على أحداث مخابراتية حقيقية
تعتمد حبكتها على عمل تلك الأجهزة، لامجرد وصول المعلومات في النهاية على
المكاتب للمختصين -ويبدو أنها انتبهت لهذا في الجزء الأخير من الفيلم -،
لكن يبدو أن المخرجة المغرمة بالقوة الأمريكية، والتي قدمتها من قبل في
صورة المحتل الطيب في فيلم "خزانة الألم" والتي حصلت به على جائزة الأوسكار
أمام منافسها الأفضل "أفاتار"، عادت لتخرج فيلما عن جهاز المخابرات
الأمريكي الذي يرغب في الثأر لـ3000 من ضحايا أحداث 11 سبتمبر، معتمدة على
بعض الأحداث الإرهابية التي تمت خلال 10 سنوات قبل إغتيال بن لادن، لم يمت
فيها 10% من من قتلتهم أمريكا من الأبرياء في حربيها على أفغانستان
والعراق، ففشلت مرة ثانية في اجتذاب تعاطف المشاهدين.
وعذرا للتعليق سياسياً على فيلم سينمائي، وهو تعليق وجدتني مضطراً له،
لأن المخرجة الهوليوودية أظهرت كراهية الشارع الإسلامي عامة والباكستاني
خاصة لكل ماهو أمريكي دون أن تقدم مبرراً لهذا حتى يتخيل المشاهد الأمريكي
ما تريد توجيهه فقط إليه.
*****
اعتمدت بيجلو كعادتها على ممثلين متوسطي المستوى، أعمالهم السابقى
ومستواهم الفني متواضع للغاية، واستخدمت نفس التكنيك الإخراجي لفيلم "خزانة
الألم"، لتشعر وكأنك تشاهد جزء ثانياً لنفس الفيلم، كما اعتمدت على فواصل
سوداء معنونة لتقسيم الفيلم إلى ما يشبه فصول الروايات، لتحوله تدريجا
لفيلم تسجيلي يوثق ويمجد عمل المخابرات.
لكن يبدو أن المخرجة لم تدرك أن صناعة فيلم تمتد مرحلته الزمنية إلى
10 سنوات يحتاج إلى بعض التغيير في زي وشكل الشخصيات الرئيسية على الاقل،
لنرى أبطالها بنفس الهيئة والزي ، ثم قدمت مشهداً مبتذلا للغاية لمسئول
مسلم في المخابرات المريكية يؤدي صلاته، فقط كان يحتاج إلى الراحل فريد
شوقي حتى يخبره قائلاً "لاااا عملتها قبلك"، بالغضافة إلى صوت الاذان الذي
لا ينقطع في باكستان وكأن الصلوات المفروضة على المسلمين هناك 48 صلاة
بمعدل صلاة كل نصف ساعة، أما عن الحديث باللغة العربية في كل باكستان فحدث
ولا حرج.
******
لقد نجحت كاثرين بيجلو في أصعب الإختيارات المتاحة لديها لصناعة فيلم
عن عملية اغتيال بن لادن،وهو أن تجبر المشاهد على عدم التعاطف مع قاتليه،
وعدم الاندماج في عملية التعقب الطويلة لكثرة ما تحتويه على مغالطات
ومعلومات غير منطقية، وتصدر الشك في مصداقيتها.
فيلم
Zero Dark Thirty
فيلم متوسط المستوى لم يصل حتى لأفلام الحركة الأمريكية الجيدة، ويطرح
سؤالاً هاماً حول ماهية فيلم بيجالو القادم، وأين سيكون هذه المرة، وهو ما
لا نعرفه، لكن المؤكد أنه سيتم ترشيحه للأوسكار.
البداية المصرية في
23/01/2013 |