حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم   

85th Academy Awards

هل لعب أعضاء أكاديمية الأوسكار دور الرقيب السياسي؟

جوائز «غولدن غلوبس».. معركة المخرجين تبدأ الليلة

لوس أنجليس: محمد رُضا

ليل الأحد الثالث عشر من هذا الشهر، بتوقيت الساحل الغربي لأميركا، هو ليل الـ«غولدن غلوبس». تلك الجائزة السنوية التي تحتفل هذا العام بمرور 70 سنة على إطلاقها، عندما قام لفيف من مراسلي الصحف في هوليوود بإقامة الحفلة الأولى. بحث الأعضاء حينها عن مكان لإقامة احتفالهم، وسعدوا بأن رحّبت إدارة استوديو «تونتييث سنتشري فوكس» باستضافتهم سنة 1944.

لكن حفلة هذا المساء تأتي مختلفة بعض الشيء، ليس لمناسبتها السعبينية المذكورة، بل بسبب ترشيحات الجائزة الأم بين كل جوائز المؤسسات والجمعيات الأميركية وغير الأميركية وهي الأوسكار. فالقارئ للترشيحات الرسمية يجد هذه السنة خروجا متكررا عن المألوف، أنجز حتى الآن لغطا كبيرا في الأوساط السينمائية كافة.

ذلك أن هذه الترشيحات شملت 9 أفلام، هي كل ما تم تداوله من أعمال في الأسابيع الأخيرة من العام الماضي وحتى الآن وهي «الثانية عشرة والنصف ليلا» (دارك زيرو ثيرتي) لكاثرين بيغيلو، و«أرغو» لبن أفلك، و«دجانغو طليقا» (دجانغو انتشايند) لكونتين تارنتينو، و«لينكولن» لستيفن سبيلبرغ، و«حياة باي» (لايف أوف باي) لآنغ لي، و«البؤساء» لتوم هوبر، كما «كتاب مسطر بالفضة» (سيلفر لايننغ بلايبوك) لديفيد أو راسل، كما «وحوش البراري الجنوبية» (بيستس أوف ذا وايلد) لبن زيتلن، و«حب» (آمور) للألماني ميشيل هنيكه.

إنها 9 أفلام تتنافس بضراوة منذ الآن على الفوز بأوسكار عام 2013، لكن ما هو مثير إلى حد الاستهجان لدى البعض هو أن الأعضاء المصوّتين لجوائز الأكاديمية تجاهلوا عددا من أبرز مخرجي الأفلام المرشّحة للأوسكار، وذلك في مسابقة أوسكار أفضل مخرج. وفي المقدّمة، طبعا، كاثرين بيغيلو نفسها ومخرج «أرغو» بن أفلك ومخرج «دجانغو طليقا» كونتين تارانتينو. بذلك اكتفت القائمة الخماسية بالمخرجين ميشيل هانيكه («حب») وبن زيتلن («وحوش البراري الجنوبية») وآنغ لي («حياة باي») وستيفن سبيلبرغ («لينكولن») وديفيد أو راسل («كتاب مسطر بالفضة»).

المفارقة الأولى في ذلك أن «الثانية عشرة والنصف ليلا»، ومن وجهة نظر نقدية بحتة، فاز بأعلى نقاط تقدير له بين كل الأفلام الواردة في ترشيحات مسابقة أفضل فيلم، إذ بلغت نسبة المعجبين به والمانحين له درجات تقييم من ثلاثة نجوم إلى خمسة (أي من جيّد إلى تحفة) 95 في المائة من نقاد الولايات المتحدة الرئيسيين. ومع أن «لينكولن» حظى بتقدير جيّد هو الآخر، إلا أنه لم يتجاوز الـ83 في المائة.

قبله في التقدير «أرغو» (86 في المائة) لبن أفلك الذي بدا عليه الامتعاض أكثر من سواه حينما حضر حفل توزيع جوائز «جمعية نقاد البث» Broadcast Film Critics Association ليلة ظهور ترشيحات الأوسكار يوم الخميس الماضي. أفلك وقف على المنصة ليستلم جائزة الجمعية المسماة بـ«اختيار النقاد»، وقال: «أشكر الأكاديمية» ثم توقف، قبل أن يبتسم ساخرا ويقول: «أمزح». لكن الرسالة وصلت، ونقاد البث التلفزيوني والإذاعي وقفوا يحيون المخرج الذي حقق أحد أفضل أفلام العام، وبالتأكيد، أفضل من فيلمه السابق «البلدة» الذي تم عنه ترشيح أفلك قبل 3 أعوام لأوسكار أفضل مخرج.

ليس بعيدا عنه وقفت المخرجة كاثرين بيغيلو التي رُشحت لجائزة أفضل مخرج وأفضل فيلم في جوائز هذه الجمعية، لكنها كانت أكثر تماسكا وما لبثت جسيكا شستين، بطلة «الثانية عشرة والنصف ليلا» التي فازت بجائزة أفضل ممثلة (مرشحة في سباق الأوسكار أيضا)، أن أسدت إلى مخرجتها بيغيلو التحية بصدق ملحوظ، فهي إذ شكرتها لم تستطع جمح الرغبة في البكاء تقديرا لها.

لكن هل يمكن أن تكون السياسة لعبت دورها في استبعاد مخرجي الفيلمين السياسيين الوحيدين في قائمة أفضل فيلم؟ «أرغو» و«الثانية عشرة والنصف ليلا» كليهما عن موظف في الـ«سي آي إيه». كلاهما حول مهمة فعلية موثقة في ملفات الجهاز القوي، وكلاهما ينجز نظرة واقعية على شغل الوكالة. «أرغو» وإن بدا ملوّحا بجهد الوكالة في عملية إنقاذ ستة أميركيين لجأوا إلى السفارة الكندية عندما اندلعت ما سمّي بـ«ثورة الخميني»، فإنه يظهر أن الوكالة لم تكن مؤمنة بما انبرى لتحقيقه فرد واحد منها، ولم تمد له يد العون إلا في مراحل أولى قبل أن تغير رأيها في المهمة بأسرها مع استعداد للمخاطرة بأرواح الأميركيين في طهران.

المؤكد أن الوكالة لا تسعى لتحبيذ فيلم أو مهاجمة فيلم بناء على ما يعرضه. قد لا توافق لكنها لا تتدخل. ما يمكن أن يكون لعب الدور لصالح إخراج أفلك وكاثرين بيغيلو من حسابات أوسكار المخرجين هم الأعضاء بأنفسهم، وعلينا أن نتذكر أنهم مؤلفون من ممثلين ومخرجين وسينمائيين آخرين في كل أركان الصناعة، لكنهم في النهاية لا يقيمون الأفلام ومخرجيها حسب معايير فنية صارمة، بل حسب ما قد يتفاعل في أجواء الحياة من سياسة وعواصف، وفيلم كاثرين بيغيلو نال منها ما يكفيه.

من ناحية فنية ملتزمة، فإن الجهد المبذول من قِبل أفلك وبيغيلو أفضل من ذاك الذي بذله ديفيد أو راسل في فيلمه الكوميدي ذي النبرة التلفزيونية «كتاب مسطر بالفضة»، وأفضل من ذاك الذي مارسه بن زيتلن في «وحوش البراري الجنوبية».

أكثر من ذلك، كيف نفهم وجود الفيلم النمساوي/ الفرنسي «حب» لميشيل هنيكه في مسابقتي أفضل فيلم وأفضل فيلم أجنبي ثم وجود المخرج في عداد سباق أفضل إخراج، إلا على أساس التمهيد لمنحه جائزة أفضل فيلم أجنبي، و«ربما» جائزة أفضل إخراج.

لكن ما سبق كله وما تردده هوليوود خلال الأيام الحالية مما يمعضها هو أخبار حسنة بالنسبة لستيفن سبيلبرغ وفيلمه «لينكولن». على عكس «أرغو» و«الثانية عشرة والنصف ليلا» هو فيلم مصنوع بالرذاذ التلميعي الذي يمارسه المخرج في أفلامه «الجادة». ربما أميركا تريد أن تستعيد ثقتها بنفسها وأن تشعر بأن تاريخها القديم منه والحديث ليس بسوء ما تصوره بعض الأفلام.. وهنا يأتي دور «لينكولن» ورسالته.

لكن مهلا.. السباق لا يزال في مطلعه وكثير من توجهات هوليوود في الفترة المقبلة ستؤسس بدءا من الليلة، مع الإعلان عن نتائج جوائز «غولدن غلوبس» حيث كل من أفلك وبيغيلو وتارانتينو وسبيلبرغ وآنغ لي مرشح لجائزة أفضل فيلم درامي. وفي الثاني من الشهر المقبل، ترتفع حرارة السباق الكبير بإعلان جوائز «جمعية مخرجي السينما الأميركية» تلك التي ستشهد منافسة الأسماء المذكورة ذاتها باستثناء أنه تم، في ترشيحات الجمعية الرسمية، استبدال تارانتينو بالمخرج البريطاني توم هوبر عن فيلم «البؤساء». حينها سنرى كيف يحكم المخرجين على المخرجين بأنفسهم. لكن الثابت هو أن نجاح الأوسكار يعود لكل الجوائز التي تسبقه فهي ترمي أمامه المزيد من الاحتمالات على مدار الأيام التالية.

الشرق الأوسط في

13/01/2013

فيلم يرصد الوصول إلى بن لادن وتصفيته

في «زيرو دارك ثيرتي» كاثرين بيغيلو تطلق النار على الجميع

لوس أنجيليس: محمد رُضا

هناك مشهد في فيلم كاثرين بيغيلو الجديد والمثير «الثانية عشرة والنصف ليلا» Zero Dark Thirty نرى فيه الرئيس باراك أوباما يؤكد في مقابلة تلفزيونية أن «أميركا لا تعمد إلى التعذيب». على الرغم من ذلك، وبل على الرغم من أن صانعي الفيلم تحدّثوا عن تعاون وثيق بينهم وبين البيت الأبيض خلال مرحلتي كتابة السيناريو وقبل التنفيذ، إلا أن المشهد لا يأتي للتكذيب فقط، بل لكي يثير التساؤل الساخر حول أساليب التحقيق مع المعتقلين المشتبه بتعاونهم مع بن لادن أو الانضمام إليه أو بعلاقتهم بالعملية الإرهابية التي وقعت في نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001.

هذا التعاون، الذي لم ينفه البيت الأبيض ولم تنفه المخرجة بيغيلو، كان ضروريا لوضع سيناريو مارك بووَل، الذي عمل مع المخرجة على فيلمها السابق «خزانة الألم»، موضع التنفيذ. إنه سيناريو «تحقيقاتي» يعتمد أسلوب جمع المعلومات بكثافة ثم صياغة مادة روائية لكن ليست بالضرورة درامية بغية تقديم حكاية تتعامل والجهد الكبير الذي بذلته وكالة الاستخبارات الأميركية طوال الفترة الممتدة من 2001 إلى 2011 للوصول إلى بن لادن وتصفيته.

لكن الغاية في فيلم هذه المخرجة التي تصطاد مواضيعها من بين مشاريع غير أنثوية على الإطلاق (أفلامها السابقة خيال علمية وبوليسية وتشويقية صارمة) ليس تقديم جهود الوكالة على نحو يشيد بها ويبرر أفعالها ويصبغ عليه أي صفة بطولية، بل العكس هو الذي يحدث في مفاد أخير يقول إن أميركا ربما لها الحق في التصدّي للإرهاب ولأسامة بن لادن (المعترف في واحد من تسجيلاته السابقة بمسؤوليته عن كارثة نيويورك) لكن وسائلها، بكل بساطة، لا تختلف عن أي وسيلة تعذيب قصوى وعنف وقمع يقطع دابر العلاقة بينه وبين القوانين المسطورة في الكتب والتشريعات حول كيفية التعامل مع المسجونين والتحقيق معهم هذا ما أثار أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي منتمين إلى ما يسمّى بـ«لجنة مخابرات مجلس الشيوخ» الذين شاهدوا الفيلم، قبل بدء عروضه التجارية في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، وأدانوه كما فتحوا تحقيقا حول مصادر معلومات الفيلم وإذا ما كان موظّفون في وكالة المخابرات الأميركية تعاونوا مع صانعي الفيلم وأمدّوهم بالمعلومات التي وجدها أعضاء اللجنة «كاذبة» و«مشينة».

يبدأ فيلم كاثرين بيغلو الأول منذ «خزانة الألم» (أوسكار 2009) بنحو دقيقة من العتمة الداكنة، ليس تيمنا بالعنوان الذي هو التعبير العسكري عن ساعة الحسم المختارة لإنهاء حياة زعيم «القاعدة»، بل لوضع المشاهد في جو خانق بدكانته وخطره. نحو دقيقة ونصف لا نرى فيها شيئا بل نسمع أنين جرحى رنين الهواتف النقالة لأفراد بين ركامات وأنقاض مركز التجارة العالمي في الحادي عشر من سبتمبر الماضي. هذه البداية تضع المشاهد أمام اختيار الانحياز مع أو ضد الفيلم لأن رسالته بعد ذلك تسير في وجهة مناهضة: إذا ما كانت كارثة نيويورك الكبرى تلك حافزا كافيا لشحن المشاهدين بخلفية الحدث الذي سيلي، وبتتويج مشاعرهم ضد مرتكبيها، فإن باقي الفيلم هو عن المنهج الذي اتبعته عميلة المخابرات مايا (جسيكا شستين) خصوصا و«السي آي أيه» عموما للوصول إلى من أعطى الضوء الآخر (باعترافه) للهجوم الإرهابي، وهو منهج سيسحب بعض ما اختزنته البداية من تبريرات.

من الشاشة المعتّمة إلى مواقع لا تقل دكانة: محققون (يمثّلهم دان كما يقوم بدوره جاسون كلارك) من وكالة المخابرات الأميركية يكيلون للمعتقلين مختلف أنواع التعذيب. مايا تتابع بعض هذه الوسائل ولا تتأثر بها. لا تتأثر لاحقا حين تشهد رئيس الولايات المتحدة وهو ينكر قيام أميركا بتعذيب المعتقلين. من بعد تلك اللقطة على جهاز التلفزيون حيث تبث مقابلة أوباما، لقطة على وجهها وهو خالٍ من التعبير، كما لو أنها تؤثر الحقائق ونفيها في وقت واحد.

ما تصبو مايا إليه هو مواصلة مهمتها في العمل على المعلومات التي يحصدها المحققون لوضع الخطة المحكمة للإيقاع بالرجل الذي تحوّل إلى أسطورة بين أتباعه على الأقل. مايا لن تحيد عن هذا الهدف بكل ما تحويه في دواخلها من فراغ عاطفي يجعلها بمنأى عن إبداء الرأي أو التعاطف مع أو ضد ما تقوم به. إنها موظفة تسعى لغاية تخدم وظيفتها ولن تتدخل في السياسة بل ستنفّذها. الفيلم يسمح لنفسه بتصوير عمليات إرهابية أخرى، لكنه، ومثل بطلته، لا وقت لديه يضيّعه في تصوير طروحات تتداول الموضوع. ما الصح وما الخطأ وهل كانت هناك معطيات أخرى وماذا عن واحدة - أو أكثر - من نظريات المؤامرة. هناك التزام من الكاتب والمخرجة والفيلم بأسره بنوع من سينما التحقيق الذي لا ينتمي لا إلى الدراما المعهودة ولا إلى السينما التسجيلية المعروفة ولا حتى إلى ذلك المزيج المسمّى بـ«الدوكيو دراما». على ذلك لا يغيب أن العملية التي قادتها قوّات «السيلز» الأميركية بناءا على ما جمعته الوكالة (وفي الفيلم مايا كونها تمثّل الوكالة) لم تكن ردّا على كارثة نيويورك، بل انتقاما لها أساسا.

«الثانية والنصف ليلا» سيسمح لنفسه بإدانة وضع المخابرات لطرف غير بريء. لدى المخرجة تقدير أكبر للعملية العسكرية التي قام بها جنود فريق «السيلز» التابع للبحرية الأميركية. في أربعين دقيقة أخيرة في الفيلم نتابع عملية الهجوم على مقر بن لادن بكل ما تستطيع المخرجة مواكبته من دقائق وتفاصيل وفي ترتيب ذهني وتصميم تنفيذي فريد لما تتطلبه معالجة تهدف أن تبقى سينمائية خالصة.

هنا يتبدّى انحياز الفيلم، من دون خطابة أو مباشرة، ضد الأسلوب المتّبع في الحصول على المعلومات التي ستساعد مايا الوصول إلى «سعاة البريد». أولئك الذين تؤمن مايا بوجودهم وأنهم، في عالم بن لادن الذي لا يعرف الساتالايت وأجهزة الهواتف النقالة، هم من يعرفون الطريق إليه. والفيلم هنا يُظهر تعاون رجل أردني ساهم في إحكام القبضة على الرجل المطلوب رقم واحد. لكن الأساسي في كل ذلك يبقى مايا، ليس كشخصية مستنيرة وواعية وبطولية بل كامرأة خالية من المشاعر باستثناء ما تكنّه حيال إيمانها بأن طريقتها هي التي ستحقق النتائج وليس طريقة أحد آخر.

مع نهاية الفيلم ما يبقى ماثلا كثير: أداء جسيكا شستين الصحيح، مشاهد التعذيب والأهم ذكاء اختيار المخرجة لكل أدواتها السينمائية فإذا بالكاميرا (تصوير فذ من كريغ فرايزر) تضعنا وسط المشهد الذي تريد أن تصدمنا به. وبما أن الكاميرا هنا لا تسعى لاتخاذ موقف ما، بل لتسجيل الحدث وحده، فإن هذه الصدمة لا تلغي التفاعل الذي يعيشه المشاهد. تبقى الصورة واضحة تماما.

لقد أغفل أعضاء أكاديمية العلوم والفنون السينمائية المخرجة كاثرين بيغيلو من ترشيح تستحقه كأفضل مخرجة في سباق الأوسكار الحالي على الرغم من أن الفيلم موجود في قائمة أفضل الأفلام. فهل يعقل أن يكون الأعضاء أحبّوا الفيلم ولم يقعوا في حب مخرجته؟ ممكن كذلك أن يخفق هذا الفيلم في مواجهة عمل يهدف إلى إثارة الحس الوطني والطمأنينة المزيفة اسمه «لينكولن» فيخرج بلا أوسكار في هذا المجال أيضا.

الشرق الأوسط في

12/01/2013

 

في آخر أفلامه... الدراما الموسيقية «البؤساء»

الإنجليزي توم هوبر يطلق غناء الغاضبين

الوسط - منصورة عبدالأمير 

كل شيء في فيلم الدراما الموسيقي «البؤساء» يشي بالتأمل. يدفعك دفعاً إلى التوقف. ثمة لحظات في الفيلم لا تملك إلا أن تجعلها تأخذك من صالة السينما، من شاشة العرض، لتجد نفسك مرغماً على أن تعقد المقارنات هنا وهناك، وربما على أن تقف لحظات حساب وتأمل عميقتين مع ذاتك ومع الأشياء من حولك.

إنه توم هوبر، هذا المخرج العبقري الذي لا تزيد حصيلة أفلامه على الستة أفلام، لكنه مع كل واحد منها يصر دائماً على أن يورط مشاهدي تلك الأفلام، حين يعلن فيها مواقفه من كل القضايا والجدليات باستحضار التاريخ القريب والبعيد، حين يجعل متفرجيه في مواجهة مع طرفي كل نزاع في كل القضايا، حين يغوص إلى أعمق أعماقه أبطاله وخصومهم، حين يجعل مشاهديه يقفون على الحياد من كل شخوص أفلامه، بل من كل أطراف القضايا الجدلية التي يناقشها في الفيلم، وفي الواقع المعاش.

توم هوبر، هذا الإنجليزي المشاكس العميق في مشاكسته ومداهنته يرفض إلا أن يورط مشاهديه في فيلمه الجديد «البؤساء»، الذي يعرض حالياً في دور السينما في البحرين.

هذا الفيلم الذي يحمل الخلطة المعتادة لأفلام توم، الخلطة التي تجبر المشاهد على الاقتراب من كل شخوص الفيلم، الأشرار قبل الأخيار، تجبرهم على عقد المقارنات والمقاربات. في هذه المرة يطرح توم وجهة نظره في ثورات الشعوب، وربما يستقرأ ثورات الربيع العربي. أليست تلك الثورات قضية جدلية معاصرة؟ إذن فهي تستحق أن يتوقف توم عندها، ويناقش إن كانت ثورات أم حركات طلابية، وإن كانت في الأصل ربيعاً أم خريفاً تعيشه الشعوب. أن يحاسب الجلادين ومثلهم الثوار، القتلة وقبلهم الضحايا.

ستجد كل ذلك وأكثر إن توقفت مع مشاهد الفيلم وعند كل حوراته وتعبيرات ممثليه.

في الواقع، هنالك الكثير من اللحظات التي تستحق التوقف عندها وتأملها طويلاً في فيلم الدراما الموسيقي هذا.لحظات قد يلمسها المتفرج عبر مشاهد الفيلم الغاية في التأثير، ولربما في حواراته التي جاء معظمها قوياً مقنعاً معبراً عن روح القصة وعن روح العصر الذي نعيش. لربما استحقت أغنيات الفيلم أيضاً التوقف عند كلماتها، وأدائها المتقن. كذلك كان الممثلون الذين أتقنوا أدوارهم بدرجة عالية وبدوا أكثر إقناعاً وقدرة على تجسيد شخصيات قصة الفيلم ممن سبقوهم، على الأقل في الاقتباس السينمائي الأخير للفيلم الذي قدم العام 1998 على يد المخرج الدانماركي، بيلي أوغيست. لربما كان الفيلم بأكمله وموضوعه الذي جاء معاصراً للربيع العربي وسواه هو ما يجعله مستحقاً لكثير من التأمل والتوقف والتمحيص والتدقيق.

وليس الأمر غريباً على مخرج متمكن مثل توم هوبر ليقدم فيلماً بهذا العمق. أفلامه في العادة تاريخية درامية، لكنه أيضاً يعبر من خلالها عن موقفه تجاه قضايا وشئون كثيرة؛ فهو كان قد أتحفنا في العام 2010 بفيلم The King’s Speech الذي قدم فيه قصة حقيقية حول الرجل الذي أنقذ العرش البريطاني.

في الفيلم قدم هوبر قصة الملك الذي أراد أن يعيد ثقة الشعب بالملكية. قضية جدلية أخرى تشغل الكثير من الشعوب. وقبل ذلك بستة أعوام وفي العام 2004 قدم هوبر فيلماً ناقش فيه قضية المصالحة في جنوب إفريقيا، وماذا يحدث حين يواجه الضحايا قاتليهم، كان ذلك Red Dust وذلك هو توم هوبر، وكان تلك قضية أخرى من القضايا الشائكة التي لا يمكن حلها عبر قوانين وأحكام جاهزة بل بكثير من التأمل العميق وبشيء لا يستهان به من الصراحة، على طريقة توم هوبر.

اليوم يقدّم هوبر موقفه، ربما، من ثورات الشعوب، عبر اقتباس آخر من واحدة من أشهر الكلاسيكيات الروائية (البؤساء) لفيكتور هوجو. هوبر بنّى نص فيلمه على اقتباس مسرحي موسيقي قدم على المسرح البريطاني العام 1980، ليقدم ثاني عمل سينمائي يبنى على هذه الرواية.

هذه المرة، يقول هوبر الكثير في فيلمه الذي يسرد أحداث الراوية التي دارت منتصف القرن التاسع عشر. ومنذ البداية يعلن موقفه بوضوح، ويخبرنا أنه جاء ليقدم رأيه في قضية ما، إذ يشير إلى أن أحداث قصته تدور العام 1815، مشيراً إلى أن ذلك جاء بعد الثورة الفرنسية بأعوام.

يباغت مشاهديه منذ البداية بموقفه الذي يبدو محبطاً لمتبني وجهة النظر الداعمة لثورات الشعوب، فها هي أحداثه قصته تدور بعد الثورة الفرنسية بأعوام ليست بكثيرة. الثورة التي بذلت الكثير من الدماء لتحقق العدالة الاجتماعية، لكن منجزات تلك الثورة على ما يبدو لم تدم طويلاً. ها هو جان فالجان (هيو جاكمان) يقضي عقوبته في السجن لمدة 19 عاماً، خمسة منه كما يشير جلاده جافيرت (راسل كرو) لسرقته خبزاً، فيما استحق ما تبقى من أعوام لمحاولته الهرب. وجان فالجان يوضح مراراً وتكراراً في مشاهد عديدة من الفيلم أن يده ما كانت لتمتد لولا جوع ابنة شقيقته.

هو الجوع إذن والفقر ومن ثم الظلم والاستبداد والحكم الجائز والتعامل اللإنساني، هو تماماً ما قامت الثورة في الفرنسية من أجله. تبدأ القصة في يوم إطلاق سراح جان فالجان، هذا الإطلاق المشروط الذي يجعله يحمل وصمة عار دائمة، ويحكم عليه بسجن آخر، لكن وراء جدران السجن ودون السلاسل التي قيدت عنقه أعواماً طويلة، وتلك التي حزت كتفه وعلَّمت على معصمه.

يجد جان فالجان نفسه مقيداً بإطلاق السراح المشروط وبالبطاقة الصفراء التي يحملها، والتي تشير لكونه سجيناً سابقاً. لا يحصل على عمل. إذن، يصادر الجلاد حقه في الحياة. ينام في الشارع جائعاً يمتلئ مرارة وألماً.

يلجأ يوماً لدير يلتقي فيه رجل دين يستضيفه. يطعم جوعه. يمنحه جسده وروحه. دفئ لطالما افتقده وسط سنوات القسوة والحرمان داخل أسوار السجن ومن ثم خارجه.

حين يفر جان فالجان ليلاً مستولياً على أوان فضية سرقها من الدير، وحين تقبض عليه الشرطة وتعيده للراهب، يتظاهر رجل الدين بأنه كان قد منح فضّياته لجان، بل يقدم له شمعدانين فضيين مدعياً أنهما كان ضمن الهدية فيما نسيهما جان.

موقف هو غاية في النبل والإنسانية، يحرك إنسانية جان التي سحقتها قسوة السجان وعذابات الجوع والفقر والظلم الذي لحق به. يقرر جان التحرر من كل ذلك، من الجلاد الذي يلاحقه ويصادر حقه في حياة كريمة بورقة صفراء. وهوبر يطرح الخلاص من كل ذلك على لسان جان حين يعلن الأخير أنه قرر أن يصبح رجلاً صالحاً وأن يقتل الكره الذي ملئ قلبه، أن يستعيد إنسانيته التي فقدها وسط كل القسوة والظلم. نلمس إنسانيته تلك في مشاهد عديدة، لعل أقواها ذلك المشهد الذي نراه يبحث فيه عن فانتين (آن هاثواي)، التي يطردها رئيس العمال في مصنعه، فلا تجد سوى أن تتحول لفتاة ليل. يصر على أن ينقذ حياة ابنتها كوزيت حين لا يتمكن من إنقاذ حياتها. من أجل ذلك يقدم جان الكثير من المواقف الإنسانية ويبذل من روحه الكثير من أجل ذلك، ومن أجل أن ينشر الحب وينقذ الإنسانية.

في المقابل، وحين يهرب جان من بطش جلاده، يقسم جافيرت، حارس السجن على أن يعيد الهارب إلى ما يراه عدالة، يصادر حقه في الحياة من جديد وفي الحب أيضاً.

حارس السجن هذا، الذي أدى دوره باقتدار الفنان الأسترالي راسل كرو، والذي يحمل كل القسوة في تقاسيم وجهه، هذا الذي لا يضع خطاً فاصلاً بين واجبه كإنسان ومهنته كحارس سجن، يعيش صراعاً قاسياً، نلمسه بوضوح حين يقتل صبياً صغيراً انضم للطلبة الثوار في أحد أحياء باريس الفقيرة. نلمس صراعه ذاك أيضاً حين يخلصه جان من أيدي الثوار الذين وجدوا ضرورة إعدامه حين اكتشفوا كونه جاسوس للجيش، وبدلاً من أن يقتله جان عفا عنه.

حين يصبح بإمكانه قتل جان فيضطر صاغراً ألا يفعل ذلك بعد أن عفا عنه جان في مشهد وموقف سابقين. يصل الصراع إلى ذروته حين يقدم جافيرت على الانتحار لأنه لم يتمكن من الإنتصار لإنسانيته ضد مهنته.

أجمل ما في الفيلم هو الأداء المتقن لممثليه، جميعهم، بدءاً من جاك هيومان، وراسل كرو، وصولا لآن هاثواي، التي تبدو في واحد من أجمل أدوارها هنا، وحتى ساشا بارون كوهيل (اشتهر بشخصيتي علي جي وبورات)، وسامانثا باركز في دور مميز لعاهرة تحمل الكثير من النبل والإنسانية والبراءة، لكن جاك هيومان تفوق على الجميع بأداء مقنع صادق، بل إنه تفوق على ممثل بحجم راسل كرو.

تميز الفيلم بأغانيه العميقة في كلماتها الرائعة في ألحانها وأدائها، والتي جاءت لتقدم إضافة كبيرة للفيلم؛ إذ عبرت عن وجهة نظر الجميع، الممثلون ومخرجهم، في كل شيء.

لعل أفضل تلك الأغنيات، الأغنية التي جاءت على لسان الطلبة الثوار حين واجهوا الجيش خلف متاريسهم الخشبية التي لم تصمد أمام مدافع الجيش، وهي أغنية «هل تسمع الناس يغنون أغنية الشعب الغاضب، إنها أغنية الناس الذين يرفضون أن يصبحوا عبيداً مرة أخرى» هذه الأغنية لخصت كل شيء في الفيلم، لخصت عذابات جان على يد جلاده، وعذابات فانتين التي حولها ظلم صاحب العمل، الذي فصلها دون مبرر، إلى فتاة ليل، باعت جسدها من أجل تأمين نفقات ابنتها، لخصت محنة الطلبة الثائرون الذين قتلهم الجيش بلا رحمة في الحي الباريسي الفقير بمدافع هاون، ثم لاحق من تبقى منهم إلى القهوة حيث يجتمعون ليجهز عليهم برصاصات لم ترحم شبابهم.

غناء الشعب الغاضب، إنسانية جان فالجان التي حولت طاقة الكراهية السلبية بداخله لطاقة حب، قسوة جافيرت التي قتلته في نهاية المطاف، وأحلام الشباب التي خنقتها مدافع الجيش، كل ذلك وأكثر ستجدونه في رائعة المخرج الإنجليزي الدرامية الموسيقية «البؤساء». فيلم يستحق المشاهدة.

الوسط البحرينية في

12/01/2013

 

ترشح فيلم "خمس كاميرات مكسورة" للأوسكار يثير جدلا

غزة-أسماء الغول

أثار ترشح الفيلم الفلسطيني "خمس كاميرات مكسورة" في جائزة الأوسكار لفئة أحسن فيلم وثائقي طويل، جدلاً واسعاً على القنوات والإذاعات الفلسطينية والإسرائيلية وعلى صفحات الفيس بوك، فإعلان ترشح الفيلم الذي شارك في عمله المخرج الفلسطيني عماد برناط ومساعد مخرج اسرائيلي جاي ديفيدي، وبإنتاج إسرائيلي، كان بمثابة الفرح والصدمة في الوقت ذاته، ولكن سرعان ما أفاقت منها حكومة اسرائيل وحسمت موقفها بإصدارها بيان يرحب بترشح الفيلم باعتباره منتج وطني رغم حجم الادانة التي يحملها الفيلم لسياستها.

وطالب فلسطينيون المخرج برناط سحب فيلمه من الترشح لأنه تم ترشيحه كفيلم اسرائيلي في حين دعت جهات اخرى مثل مساعد المخرج الاسرائيلي والمتضامن في الأساس مع قرية بلعين ديفيدي، إلى النظر لأهمية انتشار القضية التي يحملها الفيلم والتي تدين إسرائيل معتبرا انه يوم حزين ومفرح، وأنه في الوقت الذي يجب أن يستمتعوا بالترشيح وجدوا الكثير من التحديات أولها تسرع اسرائيل بتبني الفيلم باعتباره منتجا وطنياً، ومؤكدا أنه ضد أن يحمل الفيلم أي جنسية بل قضيته تتحدث عن ذاتها.

وكانت السفارة الاسرائيلية في واشنطن أعلنت في تعليق لها على تويتر بترشيح فيلمين اسرائيليين لها أحدهما "خمس كاميرات مكسورة" للأوسكار.

ويتحدث الفيلم عن معركة قرية بلعين في الضفة الغربية ضد جدار الفصل العنصري، ويرصد يوميات المخرج منذ عام 2005، وتحطم خمس كاميرات له في كل مرة كان يوثق اطلاق الجيش الإسرائيلي النار على أصدقائه وأفراد من عائلته.

واستمر الجدل بين مؤيدين لبقاء الفيلم كي تصل قضيته إلى أكبر قاعدة جماهيرية واسعة وبين الدعوة لسحب الفيلم من المهرجان بسبب ترشحه كفيلم إسرائيلي فيقول المخرج الفلسطيني محمد حرب : "أنا شاهدت الفيلم فى بريطانيا والفيلم رائع بحق الكلمة، ويجسد القضية الفلسطينية وخاصة اتجاه الجدار العنصري والمظاهرات المستمرة في بلعين، وقد أبكاني حين شاهدته"، في حين يرد عليه المنتج الفلسطيني عبد السلام أبو عسكر: "لقد رأيت الفيلم وهو من أفضل الأفلام التي رأيتها في حياتي من حيث القصة والإخراج، ولكن ما فائدة الإنجاز حين يترشح الفيلم كفيلم إسرائيلي؟، كان بمقدور عماد أن يرفض الترشيح ببساطة لأنه صاحب الفيلم الأساسي وليس شركة الإنتاج".

وقال المخرج برناط لوسائل الاعلام أن الشركة المنتجة هي اسرائيلية وهذا لا يعني بالضرورة أنها تعمل ضمن سياسة إسرائيلية، موضحاً أنها تعاملت مع الفيلم على اعتبار انه عمل سينمائى مع ان الفيلم كان يدين اسرائيل بشكل كامل، ولافتاً إلى أنه بحث مع مؤسسات فلسطينية كثيرة إنتاج الفيلم ولكنهم اعتذروا بحجة أن ذلك ليس ضمن سلم اولوياتهم.

وبعد الترشح للجائزة قال برناط في بيان رسمي له: "هذه واحدة من أسعد لحظات حياتي، قرية بلعين تحتفل بسبب الدعم الدولي لفيلمي وأنا طفل أتذكر مشاهدة حفل توزيع جوائز الأوسكار على شاشة التلفزيون، ولا أذكر رؤية الأفلام عن فلسطين، والاحتلال أو نضالنا، لقد تغير الزمن".

والجدير ذكره أن الفيلم تم عرضه في عدة دول أوروبية وفي الولايات المتحدة الأمريكية كما أنه حصل على أكثر من 25 جائزة في مهرجانات سينمائية دولية.

الجزيرة الوثائقية في

13/01/2013

 

الأوسكار بين سيرة لينكولن وفيلم عن مقتل بن لادن

أ. ف. ب. / لوس انجليس 

سيكون فيلم «لينكولن» التاريخي الملحمي لستيفن سبيلبرغ الأوفر حظاً في احتفال توزيع جوائز «غولدن غلوب» مساء اليوم في بيفرلي هيلز. إلا أن «زيرو دارك ثيرتي» و «لايف أوف باي» قد يسرقان الأضواء منه. و«لينكولن» المرشح في سبع فئات، يروي الأشهر الأخيرة من حياة الرئيس الأميركي أبراهام لينكولن ونضاله من أجل إلغاء العبودية. وعزّز الفيلم الخميس الماضي موقعه في موسم الجوائز الهوليوودية من خلال تصدره الترشيحات لجوائز الأوسكار مع تسميته في 12 فئة. واليوم يتنافس «لينكولن» على جائزة افضل فيلم درامي، مع «ثيرتي دارك زيرو» لكاثرين بيغلو، و «آرغو» لبن أفليك، و«دجانغو آنشايند» لكوينتن تارانتينو، و «لايف اوف باي» لآنغ لي.

وعلى صعيد الأفلام الكوميدية أو الأفلام الاستعراضية الغنائية، يعتبر فيلم «لي ميزيرابل» لتوم هوبر الأوفر حظاً أمام «ذي بيست اكزوتيك ميريغولد اوتيل» لجون مادن، و «مونرايز كينغدوم» لويس اندرسون، و«هابينيس ثيرابي» لديفيد راسل، و «سالمون فيشينيغ ان ذي يمن» للاس هالستروم.

واختارت جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود التي تنظم جوائز «غولدن غلوب» لتقديم الحفلة كل من تينا فيي وآيمي بولير، وهما ممثلتان تتمتعان بشعبية كبيرة في المسلسلات الكوميدية التلفزيونية في الولايات المتحدة. ومن بين الممثلين المرشحين للفوز يعتبر دانييل داي لويس الأوفر حظاً عن دوره في «لينكولن»، في مواجهة ريتشارد غير (أربيتراج) وجون هوكس (ذي سيشينز) وجواكين فينيكس (ذي ماستر) ودنزل واشنطن (فلايت). وعلى صعيد النساء، تنافس الفرنسية ماريون كوتييار عن دورها الرائع في «دو رويي اي دوس» لجاك أوديار. وسبق للممثلة أن فازت بجائزة أوسكار العام 2008 عن دورها في فيلم «لا في آن روز». وتواجه في هذه الفئة جيسيكا تشاستاين (زيرو دارك ثيرتي) وهيلين ميرين (هيتشكوك) وناومي واتس (ذي ايمباسبل) ورايتشل فايس (ذي ديب بلو سي).

أما على صعيد الأداء الكوميدي، فيتنافس كل من برادلي كوبر وهيو جاكمان وبيل موراي واميلي بلانت وجنيفر لورنس وميريل ستريب. وعن فئة أفضل فيلم أجنبي، يتنافس فيلمان فرنسيان «انتوشابل» و «دو رويي اي دوس». إلا أن مهمتهما لن تكون سهلة أمام فيلم «أمور» للنمسوي مايكل هانكه الذي يتمتع بتقدير كبير في هوليوود. ويصوّت نحو مئة من أعضاء الجمعية لاختيار الفائزين بجوائز «غولدن غلوب» التي تحتفل هذه السنة بدورتها السبعين وتجذب عادة الكثير من النجوم.

إيلاف في

13/01/2013

 

بن لادن مرشح للأوسكار‏:‏

مشاهد التعذيب في زيرو دارك ثيرتي تثير جدلا في أمريكا وتهدد الفيلم

مني شديد 

يواجه فيلم زيرو دارك ثيرتي للمخرجة كاثرين بيجلو حملة شرسة في الولايات المتحدة الامريكية خاصة في العاصمة واشنطن بسبب محتواه السياسي‏,‏ والتي ربما تؤثر علي موقف الفيلم في موسم الجوائز الذي تشهده هوليود حاليا وبدأت العلامات تظهر في ترشيحات الأوسكار التي اعلنت نتائجها نهاية الاسبوع الماضي وحصل فيها الفيلم علي‏5‏ ترشيحات فقط علي عكس ما توقعه له النقاد من نجاح وينتظر اعلان جوائز الجولدن جلوب غدا المرشح فيها لعدد من الجوائز منها أفضل فيلم وافضل اخراج وافضل تمثيل‏.‏

يرجع السبب في هذه الحملة الي هجوم ثلاثة من أعضاء الكونجرس مجلس الشيوخ الامريكي‏-‏ علي صناع الفيلم وهم السيناتور ديان فاينشتاين رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ والسيناتور جون ماكين وكارل ليفين‏,‏ واتهامهم للفيلم بأنه مضلل للرأي العام‏,‏ واصدروا عدة بيانات تشير الي أن الفيلم مزيف للحقائق لأنه يشير الي استخدام ضباط‏CIA‏ للتعذيب في الحصول علي المعلومات الاساسية التيش ادت للقبض علي زعيم طالبان أسامة بن لادن في مايو‏.2011‏

وطرحوا عدة تساؤلات عن المصادر التي اعتمد عليها صناع الفيلم في كتابة السيناريو‏,‏ وعلي الرغم من تفهمهم لكون الفيلم خياليا الا انه حمل عبارة تفيد بأنه يعتمد علي احداث حقيقية والتغطية الاعلامية للفيلم اشارت الي تعاون أعضاء من الاستخبارات المركزية الامريكية‏CIA‏ مع كاتب السيناريو مارك بوال‏,‏ ونفي اعضاء الكونجرس تماما ان تكون هناك عمليات تعذيب وقعت بالفعل وافترضوا ان تكون‏CIA‏ نفسها قامت بتضليل صناع الفيلم او تضليل اعضاء الكونجرس‏,‏ لان الملفات التي قاموا بمراجعتها عن العملية لا تتضمن ذلك‏!,‏ وطالبوا المتحدث الرسمي باسم‏CIA‏ مايك موريل بالكشف عن تفاصيل الحوارات التي دارت بينه وبين صناع الفيلم وحجم المعلومات التي امدهم بها‏.‏

وعلي الجانب الآخر أكد كاتب السيناريو مارك بول انه علي الرغم من كتابته لفيلم درامي الا انه تعامل معه وكأنه تحقيق صحفي وجمع الكثير من المعلومات قبل كتابته واعتمد في جانب كبير منه علي الحوار مع افراد‏CIA,‏ زيرو دارك ثيرتي تحول لحالة نادرة يتم فيها التحقيق مع صناع الفيلم من قبل مسئولين في واشنطن ويستخدمه البعض في امريكا لدعم اتجاهات سياسية‏.‏

ويذكر أن الفيلم تعرض لهجوم كبير ايضا قبل بداية عرضه تسبب في تأخر موعد نزوله للصالات الامريكية‏,‏ لحين انتهاء الانتخابات الرئاسية بين اوباما ومنافسه رومني حيث انتقد مؤيدو الاخير الفيلم واعتبروه دعاية سياسية لاوباما‏!.‏

الأهرام المسائي في

12/01/2013

 

في ترشيحات الأوسكار‏:‏

حب مايكل هانكيه يطمع في الأوسكار بعد السعفة الذهبية‏..‏

ولينكولن يحصل علي نصيب الأسد

مني شديد 

في‏24‏ فبراير المقبل يقام الحدث الأهم في هوليوود سنويا‏,‏ وحو حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ‏85‏ لعام‏2013,‏ بينما أعلنت أمس الخميس ترشيحات الجوائز التي تصدرها أحدث أفلام المخرج ستيفن سبيلبرج بفيلمه لينكولن المرشح لـ‏12‏ جائزة أوسكار‏,‏ منها أفضل فيلم لهذا العام‏,‏ وأفضل مخرج‏,‏ وأفضل سيناريو‏,‏ وأفضل تصوير سينمائي‏,‏ ورشح بطله دانييل دي لويس لأفضل ممثل‏,‏ وسالي فيلد رشحت لأفضل ممثلة مساعدة‏,‏ كما رشح تومي لي جونز لأفضل ممثل مساعد‏,‏ ويتناول الفيلم سيرة الرئيس الأمريكي الـ‏16‏ إبراهام لنكولن‏.‏

بينما تراجع فيلم المخرجة كاثرين بيجلو زيرو دارك ثيرتي في ترشيحات الأوسكار هذا العام وحصل علي‏5‏ ترشيحات فقط علي عكس المتوقع‏,‏ وهي أفضل فيلم وأفضل ممثلة لجيسيكا تشاستن‏,‏ وأفضل سيناريو لمارك بوال‏,‏ وأفضل مونتاج‏,‏ وأفضل صوت‏,‏ ويتناول عملية القبض عي أسامة بن لادن واغتياله علي يد‏CIA‏ في عام‏2011,‏ وربما تحقق بيجلو المفاجأة التي سبق وحققتها مع فيلم خزانة الآلام في عام‏2009‏ وانتزعت جائزة أفضل فيلم من المخرج جيمس كاميرون‏,‏ وفيلمه ذي الميزانية الضخمة افاتار‏.‏

وحصل فيلم سيلفر لاينينج بلاي بوك علي المركز الثالث بـ‏8‏ ترشيحات في الأوسكار‏,‏ منها أفضل فيلم‏,‏ وأفضل إخراج‏,‏ وأفضل سيناريو لديفيد أو روزيل‏,‏ وأفضل ممثلة لجينيفر لورانس‏,‏ وأفضل ممثل لبرادلي كوبر‏,‏ وأفضل ممثل مساعد روبرت دي نيرو‏,‏ وأفضل ممثلة مساعدة جاكي ويفر‏.‏

وتساوي فيلم البؤساء للمخرج توم هوبر مع ارجو لبن افليك في الترشيحات‏,‏ فحصل كل منهما علي‏7‏ ترشيحات من بينها أفضل فيلم‏,‏ ورشح هيو جاكمان لجائزة أفضل ممثل عن فيلم البؤساء‏,‏ كما رشحت آن هاثاوي لأفضل ممثلة مساعدة عن الفيلم نفسه‏,‏ ورشح الان اركين لأفضل ممثل مساعد عن فيلم ارجو‏.‏

ورشح فيلم المخرج كوينتن تارنتينو تحرير جانجو لخمس جوائز أوسكار‏,‏ وهي أفضل فيلم‏,‏ وأفضل ممثل مساعد لكريستوف والتز‏,‏ وأفضل تصوير‏,‏ وأفضل صوت‏.‏

ورشح أيضا لجائزة أفضل فيلم امور أو الحب للمخرج النمساوي مايكل هانكيه‏,‏ الذي حصل عنه علي السعفة الذهبية في الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي الدولي‏,‏ ورشح أيضا لجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية‏,‏ بالإضافة إلي جوائز أفضل إخراج‏,‏ وأفضل سيناريو‏,‏ وأفضل ممثلة لإيمانويل ريفا بطلة الفيلم التي تبلغ من العمر‏85‏ عاما‏.‏

وآخر الأفلام المرشحة لأوسكار أفضل فيلم هو بيستس أوف ذا سوثرن وايلد للمخرج بينا زيتلين المرشح أيضا لأفضل إخراج‏,‏ وأفضل سيناريو‏,‏ وأفضل ممثلة لكويفنزيني والس‏.‏

الأهرام المسائي في

11/01/2013

 

ترشيحات الأوسكار النهائية لدورته الـ85

كتبت شيماء عبد المنعم 

أعلنت أكاديمية العلوم والفنون عن ترشيحاتها النهائية لجوائز الأوسكار لدورته الـ85، وجاءت أغلب الترشيحات متوافقة مع التوقعات، وقال منظمو جوائز الأوسكار إن حفل توزيع الجوائز سيكون بلوس أنجلوس 24 فبراير المقبل.

وينافس على جائزة أفضل صورة فيلم "Amour" للمخرج مايكل هانكه، وفيلم " Argo" من إخراج وبطوبة النجم بين أفليك وحقق إيرادات وصلت إلى 108 ملايين دولار، والفيلم بطولة ريان كرانستون، وآلان أركين، وجون جودمان، وإنتاج النجم جورج كلونى، وفيلم "Django Unchained" بطولة ليوناردو دى كابريو وتدور أحداث الفيلم فى الغرب الأمريكى حول صائد جوائز يساعد رجلا يدعى دجانجو ليتخلص من زوجته المحتجزة فى إحدى المزارع، ومن تأليف وإخراج كوينتن تارانتينو، وفيلم "Les Misérables" بطولة راسل كرو وهيو جاكمان وآن هاثاواى وهيلانا بونهام كارتر وساشا بارون كوهين، وإخراج توم هوبر، ووصلت إيراداته إلى 66 مليون دولار، وفيلم "Life Of Pi" بطولة توبى ماجواير، وإخراج آنج لى، وفيلم "Lincoln" للمخرج الكبير ستيفن وبطولة دانيال داى لويس وسالى فيلد وديفيد ستراثيرن وجوزيف جوردون ليفيت، وفيلم "Zero Dark Thirty" الذى يروى قصة اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ومن إخراج كاثرين بيجلو، وفيلم "Beasts Of The Southern Wild " للمخرج بينه زيلتين، وفيلم " Silver Linings Playbook "من تأليف وإخراج ديفيد أوراسيل، وبطولة جنيفر لورانس وبرادلى كوبر وروبيرت دى نيرو وكريس توكر وجوليا ستايلس وجون أورتيز.

وينافس على جائزة أفضل مخرج آنج لى عن فيلم "Life Of Pi"، وستيفن سبيلبيرج عن فيلم "Lincoln"، ومايكل هانكه عن فيلم "Amour"، والمخرج ديفيد أوراسيل عن فيلم Silver Linings Playbook"، والمخرج بينه زيلتين عن فيلم "Beasts Of The Southern Wild ". 

أما جائزة أفضل ممثل فمرشح لها النجوم دينزل واشنطن عن فيلم "Flight"، وبرادلى كوبر عن فيلم " Silver Linings Playbook"، ودانيال داى لويس عن فيلم "Lincoln"، وهيو جاكمان عن فيلم "Les Misérables"، وخواكين فينيكس عن فيلم" The Master". 

وعن جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد ينافس عليها النجوم آلان أركين عن فيلم "Argo"، وكريستوف والتز عن فيلم "Django Unchained"، وروبرت دى نيرو عن فيلم" Silver Linings Playbook "، وفيليب سيمور هوفمان عن فيلم "The Master"، ووتومى لى جونز عن فيلم "Lincoln". 

ويتنافس على جائزة أفضل ممثلة النجمات ايمانويل ريفا عن فيلم " Amour"، وجنيفر لورانس عن فيلم "Silver Linings Playbook"، وجيسيكا تشاستين عن فيلم "Zero Dark Thirty"، والطفلة كوففينزهان ويلز عن فيلم "Beasts Of The Southern Wild"، وناعومى واتس عن فيلم "The Impossible".

وعن جائزة أفضل ممثلة مساعدة يتنافس عليها النجمات آن هاثاواى عن فيلم "Les Misérables"، وإيمى ادامز عن فيلم " The Master"، وهيلين هانت عن فيلم " The Sessions"، وسالى فيلد عن فيلم Lincoln، وجاكى ويفر عن فيلم " Silver Linings Playbook".

أما جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة يتنافس عليها الأفلام " Brave"، و" Frankenweenie"، وParanorman""، و" The Pirates! In An Adventure WIth Scientists"، و"Wreck-it-Ralph".

هيو جاكمان وبين أفليك وستيفن سبيلبرج يتنافسون على جوائز الـ"BAFTA"

كتبت شيماء عبد المنعم 

أعلنت الأكاديمية البريطانية للسينما والتليفزيون ترشيحاتها لنيل جائز «BAFTA» لعام 2012، وهى من أهم الجوائز البريطانية، وجاء فى أول القائمة جائزة أفضل فيلم والمرشح لها «Argo» إخراج وبطولة النجم بن أفليك، والفيلم مرشح للأوسكار والجولدن جلوب، وينافسه فيلم «Les Misérables» والمأخوذ عن رواية البؤساء، والذى جسدها فى شكل ملحمة موسيقية. الفيلم بطولة هيو جاكمان، وراسل كرو، وآن هاثاواى، ومرشح أيضا للأوسكار والجولدن جلوب، وفيلم «Life Of Pi» بطولة توبى ماجواير، وإخراج آنج لى، وهو مرشح للأوسكار، وفيلم «Lincoln» للمخرج العالمى ستيفن سبيلبرج، والفيلم مرشح أيضا للأوسكار، وفيلم «Zero Dark Thirty» الذى يروى قصة اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ورغم عدم تحقيق الفيلم إيرادات كبيرة فإنه مرشح للأوسكار أيضا. وعن جائزة أفضل مخرج يتنافس عليها النجم بن أفليك عن فيلم «Argo»، والمخرج مايكل هانكه عن فيلم «Amour»، والمخرج كوينتين تارانتينو عن فيلم «Django Unchained»، والمخرج آنج لى عن فيلم «Life Of Pi»، والمخرجة كاثرين بيجلو عن فيلم «Zero Dark Thirty».

أما جائزة أفضل ممثل فيتنافس عليها النجوم بن أفليك عن فيلم «Argo»، وبرادلى كوبر عن فيلم «Silver Linings Playbook»، ودانيال داى لويس عن فيلم «Lincoln»، وهيو جاكمان عن فيلم «Les Misérables»، والفرنسى خواكين فينيكس عن فيلم «The Master».

ويتنافس على جائزة أفضل ممثلة النجمات إيمانويل ريفا عن فيلم «Amour»، وهيلين ميرين عن فيلم «Hitchcock»، وجنيفر لورانس عن فيلم «Silver Linings Playbook»، وجيسيكا تشاستين عن فيلم «Zero Dark Thirty»، وماريون كوتيار عن فيلم» Rust and Bone».

وترشح لنيل جائزة أفضل ممثل مساعد النجوم آلان أركين عن فيلم «Argo»، وكريستوف والتز عن فيلم «Django Unchained»، ورغم عدم ترشح «Skyfall» لجائزة أفضل فيلم وأفضل ممثل، فإن خافيير بارديم استطاع المنافسة على جائزة أفضل ممثل مساعد وينافس أيضا فيليب سيمور هوفمان عن فيلم «The Master»، وتومى لى جونز عن فيلم «Lincoln».

ترشيح فيلم "خمس كاميرات مكسورة" الفلسطينى للفوز بالأوسكار 

رام الله (أ ش أ) : دخل الفيلم الفلسطينى "خمس كاميرات مكسورة" للمخرج والمصور عماد برناط ومساعده المخرج جاى ديفيدى، قائمة أفضل خمسة أفلام وثائقية مرشحة لجائزة الأوسكار

وقال المخرج عماد برناط إن الفيلم الذى يتحدث عن المقاومة الشعبية السلمية فى قرية بلعين غرب رام الله، يتناول قصة شخصية وتلخيصا مباشرا للمقاومة الشعبية السلمية فى بلعين التى يهددها زحف المستوطنات الإسرائيلية، وجدار الفصل العنصرى.

وأوضح أن الفيلم عبارة عن تصوير توثيقى لوقائع الحياة اليومية الخاصة فى قرية بلعين التى مرت بتغييرات كبيرة منذ عام 2005، حين بدأ جيش الاحتلال بالاستيلاء على مئات الدونمات لبناء جدار الفصل العنصرى وتوسيع المستوطنات خلف الجدار على حساب أراضى المواطنين، ومقاومة أهالى قرية بلعين الشعبية السلمية ضد هذه الإجراءات.

وعرض الفيلم فى عدة دول أوروبية وفى الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه حصل على أكثر من 25 جائزة دولية منها جائزة "اتفا" فى أمستردام، و"سندانس" فى أمريكا.

وخافير بارديم وآن هاثاواى أيمى ادامز وجودى دنش..

آل باتشينو ونجوم الأوسكار فى Stand Up Guys بدور العرض المصرية

كتب - محمود التركى 

يعرض حاليا فى دور العرض المصرية الفيلم الأجنبى الجديد Stand Up Guys «انهضوا يا رجال»، وهو من نوعية الأكشن والكوميدى، ويضم مجموعة من أبرز نجوم هوليوود الحاصلين على جوائز الأوسكار، وهم آل باتشينو الفائز بأوسكار أفضل ممثل عام 1993 عن فيلمه Scent of a Woman، وكريستوفر والكين الذى سبق أن فاز بجائزة أفضل ممثل مساعد عام 1978 عن فيلمه «The Deer Hunter»، ويشارك فى الفيلم أيضا آلان أركين الفائز بأوسكار أفضل ممثل مساعد عام 2006 عن فيلمه Little Miss Sunshine، كما أن الفيلم من إخراج فيشر ستيفن الحاصل على الأوسكار عن الفيلم الوثائقى The Cove فى عام 2009. تدور الأحداث حول فال أو «آل باتشينو»، الذى يتم إطلاق سراحه من السجن بعد 28 عاماً رفض خلالها أن يشى بواحد من أقرب أصدقائه فى عالم الجريمة، ويأتى صديقه دوك أو «كريستوفر والكين» لتوصيله ثم يلتقيان بصديقهما القديم هيرش، وعلاقتهم مازالت بنفس القوة، والثلاثة يعكسون حالة الحرية التى فُقدت واكتسبوها مرة أخرى.

ورغم تقدمهم فى العمر فإن قدرتهم على إثارة الفوضى لا تزال مستمرة، وبعد تعويض أنفسهم عن الجريمة والمخدرات والجنس الذى يفتقدونه منذ زمن، يتورطون فى مأزق خطير ضد زعيم عصابة شوارع، والوقت يجرى لإيجاد حل بديل للخروج من هذا المأزق، لتشرق الشمس على الأصدقاء الأسطوريين، ويصبح موقفهم أكثر يأساً ويضطرون لمواجهة ماضيهم مرة أخرى فى نهاية المطاف.

بينما تجسد جوليانا مارجوليس دور ممرضة تساعد أعز أصدقاء والدها النصاب المتقاعد، وتوليه عناية خاصة حتى يسترد صحته بسرعة، وذلك دون أن تدرى بأنها تساعد الرجل الذى تعاقد مع عصابة على قتل والدها.

فيلم Stand Up Guys حصل على ترشيح لجائزة الجولدن جلوب هذا العام لأفضل أغنية Not Running Anymore للمطرب جون بون جوفى، الذى رشح لجائزة الأوسكار من قبل وحصل على جائزة الجولدن جلوب عن أغنية Blazy of Glory فى فيلم Young Guns II. وسبق للفيلم أن عرض فى افتتاح الدورة الـ48 لمهرجان شيكاغو السينمائى الدولى، وتم تصوير مشاهد العمل فى لوس أنجلوس، وكاليفورنيا.

ويقوم بتوزيع الفيلم فى مصر شركة يونايتد موشن بيكتشرز كبرى شركات التوزيع السينمائى فى العالم العربى، والوكيل الرسمى لأفلام شركتى وارنر بروس وفوكس للقرن العشرين الأمريكيتين فى مصر.

اليوم السابع المصرية في

11/01/2013

 

«حياة باي» ... لا نجاة من الغرق

زياد عبدالله 

يجري الحديث عن فيلم «حياة باي» بوصفه أحد الأفلام المرشحة لأكثر من أوسكار خلال الأسابيع المقبلة. وفيلم آنغ لي الجديد هذا كان أحد العروض الساحرة في الدورة الأخيرة لمهرجان دبي السينمائي.

في الفيلم لن يكون النمر «رابضاً» هذه المرة، بل في قارب نجاة تتقاذفه الأمواج، بينما يسعى الفتى باي إلى ترويضه على رغم دوّار البحر. وباي هو ذاك الفتى الهندي الهندوسي والمسيحي والمسلم، الخارج من رواية يان مارتل الشهيرة ليجسد قصته سينمائياً آنغ لي في هذا الفيلم الممتع.

للتقنيات أن تكون حاسمة في جديد آنغ لي، ولها أيضاً أن تكون معبّره عن قبول تحدي تجسيد تلك الرواية التي باعت منذ صدورها، أكثر من 7 ملايين نسخة حول العالم، بخاصة أن مخرجين آخرين مثل ألفونسو كوران ونايت شياميلان وجان بيير جونيه تخلوا عن فكرة إخراجها بعد حماسة، وليضاف إلى ذلك كله أن الفيلم هو تجربة الصيني/الأميركي لي الأولى مع تقنية الأبعاد الثلاث، ويا لها من تجربة!

أدبياً ما زالت الحيوانات معبراً إنسانياً نحو المجازات، وليس لحكايات البشر إلا أن تستعين بها، كما لو أن الأمر على ارتباط بموروث إنساني غارق في القدم، على شاكلة «كليلة ودمنة» مروراً برواية جورج أورويل «مزرعة الحيوانات»، وصولاً إلى رواية يان مارتل «حياة باي» التي أعادت إلى هذا التقليد السردي الإنساني الأصيل بريقه من جديد، بما يقول لنا أن هذا الترميز ما زال يحتمل معالجة روائية جديدة. وقد تبقى هذه الرواية نفسها على الورق، مع أنها في انتقالها إلى الشاشة تتلامح أطياف من «موبي ديك» وحتى «روبنسون كروزو»، حيث النجاة والصراع مع الطبيعة بؤرة درامية تتكاثف فيها كل الأعماق الإنسانية ما دام صراعها صراع بقاء.

رهان الدهشة

بالانتقال إلى السينمائي، يجد آنغ لي المعادل البصري للرواية في اجتراح عوالم يقوم رهانها على إدهاش المشاهد وأخذه في رحلة مفتوحة على استثمار فريد في البنية التصويرية للرواية، لكن بما يتخطى ذلك، في نجاحه في ألا يفقد المشاهد لذة متابعة الفيلم وهو يمضي أكثر من نصفه وليس أمامه سوى باي والنمر في عرض المحيط. لا بل إن رهان الفيلم سيكون هنا تحديداً، فالكائنات البحرية ستخرج علينا في البعد الثالث، والسمك الطائر سيمسي كما لو أنه يرتطم بالمشاهد، بينما سيخرج حوت هائل الحجم من جوف البحر في تنويع على جماليات الأزرق. لكن وقبل ذلك سيكون غرق السفينة قطعة بصرية هائلة كما في فيلم «تيتانيك». لكن هنا وبينما يقوم باي بالسباحة بين غرف السفينة يخرج عليه حمار وحشي يسبح في الماء، ويشاهد نمراً مختبئاً في قارب النجاة، وهذا حين يزأر ويخرج على باي سيزلزل صوته وخروجه عتمة السينما.

يستدعي الفيلم حشد كل الحواس، وهو معد ليتغلغل فيها. فكما في الرواية سيكون الكاتب الباحث عن قصة، هو المستمع لما يرويه باي، ومن ثم علينا أن نشاهد تجسيد ذلك بصرياً. ويمكن تقسيم الفيلم إلى قسمين، الأول قبل غرق السفينة التي كانت تحمل باي وعائلته، والثاني رحلة باي في نجاته من الغرق. سيكون القسم الأول متروكاً لما يستعيده باي، حياته في مستعمرة فرنسية في الهند، اسمه الغريب (بيسين بتيل باي الذي أطلقه عليه عمه لحبه الشديد لمسبح باريسي يحمل هذا الاسم، والذي سيختزله إلى «باي»)، حديقة الحيوانات التي يملكها والده، وعلاقته مع الحيوانات، مروراً بحبه الأول وخلاصاته الروحية وهو يجرب الأديان ومن ثم يجدها جميعاً مجتمعة على جوهر واحد، ليصير هندوسياً ومسيحياً ومسلماً في آن، وصولاً إلى قرار والده الهجرة إلى كندا برفقة جميع حيوانات الحديقة.

وكل ذلك سيأتي في سرد رشيق، وتقطيع مونتاجي ينتقل بنا من مرحلة إلى أخرى بإيقاع متتابع وقفزات زمنية سريعة، ودائماً يعود إلى الكاتب وهو ينصت إلى باي الذي أصبح في أواسط العمر، وليغيب ذلك مع غرق السفينة التي تحمل باي وعائلته، وتقاسم باي (سوراج شارما) قارب نجاته مع حمار وحشي، وضبع، وقرد، ونمر بنغالي، ولهذه الحيوانات التي لا يبقى منها في النهاية سوى النمر، أن تحمل في الفيلم بعداً تشويقياً، بمعنى أن صراعها في ما بينها ومن ثم صراع باي مع الضبع ومن ثم النمر - من دون تحميله أية مجازات - يشكل متعة بصرية بحد ذاتها. وحين ننتقل إلى المستوى المجازي فإن الباب سيكون مفتوحاً على مصراعيه أمام غوص في أعماق الإنسان وصراعاته.

وليترك القــسم الأكبر في الفيلم لتقاسم باي القارب مع النمر الذي يحمل اسم تشارلي باركر، وتعايشه مع هذا الواقع الغرائبي، كأن يبني عوامة يربطها بالقارب، ومن ثم تقاسمه الماء والطعام مع باركر، ومساعيه لتوفير الماء من المطر، واتباع نصائح النجاة الموجودة في كتيب يكون في القارب، ومن ثم ترويضه النمر وتعلقه به، ووصولهما إلى جزيرة سحرية.

مؤثرات فاقعة

النمر في الفيلم لن يكون حقيقياً إلا بنسبة 14 في المئة أما ما تبقى فمتروك لتقنية الكومبيوتر، كما للمشرف على المؤثرات البصرية في الفيلم بيل ويستنهوفر أن يخبرنا، كما هو الحال مع مشهد الحوت وغيرها من مشاهد كثيرة، أن كل ذلك تم خلقه بعد بحوث مطولة على الحيوانات وحركتها ومطابقتها بمنتهى الدقة، كذلك الأمر بالنسبة إلى تصميم مواقع التصوير ســـواء حديقة الحيوانات التي جرى تصميمها وفق عدد من حدائق الحيوان في الهند، من قبل ديفيد غروبمان أو حتى الجزيرة التي جاءت على اتصال برحلات استكشافية لجزر تيوانية يعرفها جيداً آنغ لي.

تبقى نهاية الفيلم على اتصال باقتراح نهاية ثانية تجعل من تلك الحيوانات التي رافقت باي بديلاً عن أشخاص حقيقيين مثلما هو الحال مع الضبع الذي لن يكون إلا الطباخ المتعجرف (جيرار ديبارديو) الذي كان على متن السفينة، وليقول باي للكاتب «أي نهاية تختار؟»، بينما تستبدل النهاية في الرواية من دون أن تخيّرنا.

الحياة اللندنية في

11/01/2013

 

رامى المتولى يكتب :

عندما يتحول "البوساء" إلى رجال غاضبون  

"جان فالجان" المحكوم السابق الذى قضى فتره عقوبته ويستعد للخروج من السجن فى فتره من اسوء ما مرت به فرنسا إقتصاديا وإجتماعيا، انكسر نابليون وعادت الملكيه وساءت احوال الفرنسيين واشتدت قسوه النظام الحاكم وقتها، ووسط كل هذا يحاول فالجان أن يستعيد حياته لكن ماضيه يطارده ويستغل المحقق جافيير هذا الماضى لينفذ نسخته الخاصة من القانون، بالطبع الشخصيات والملخص لروايه "البوساء" للفرنسى فيكتور هوجو وهى التفاصيل التى يعرفها كل متذوقى الفنون فى العالم نظرا لترجمتها لكل اللغات الحيه تقريبا بالاضافه إلى توافر عمل او عملين فنيين مستوحى أحداثهم من الروايه التى مر على كتابتها 150 عاما فى كل الفروع سواء المسرح أو السينما أو التليفزيون.

نسخه البوساء 2012 التى اخرجها توم هوبر وقام ببطولتها هيو جاكمان وراسل كرو وآن هاثاواى والتى تعد افضل ما تم ترجمته فنيا من الروايه والتى لا يمكن أن ننسب فضل نجاحها لهوبر وحده فالفيلم نتاج تجويد عالمى للروايه التى تم تداولها على مدار ما يزيد على القرن ما بين المسرح والسينما والتليفزيون واشترك فى بناء ما وضع عليه هوبر لمسته النهائيه فى الفيلم الاف من الممثلين والفنيين والكتاب عامه، ونتاج جهد 32 عاما من فريق عمل مسرحية البوساء الغنائيه، والذى ياتى فى مقدمته الملحنان آلان بوبليل وكلود ميشيل شونبرج ثم الشاعر هربرت كريتزمير الذى كتب الكلمات الإنجليزية للمسرحيه والتى ظلت تُعرض بشكل متواصل على مدى أكثر من 25 عاما ما بين مسارح انجلترا ومسارح برودواى فى أمريكا، لذلك لا يمكن نسب كل الفضل لهوبر وفريق عمله على خروج الفيلم بهذا الشكل الرائع وفى نفس الوقت لا ينفى أنه كان الأفضل والأنسب لإخراج الفيلم فإهتمامه بالتفاصيل الدقيقه فى كل افلامه سبب فى كونه المرشح الأول والوحيد لإخراج الفيلم بالإضافه إلى وجهة النظر السياسية التى يضيفها دائما إلى كل اعماله.

نجاح هوبر نابع من رؤيته المختلفه فهو لم يصنع فقط فيلم موسيقى، بل ضمن أن يكون كل مشاهد لفيلمه شعر بالروح التى يحظى بها كل من يجلس على احد مقاعد المتفرجين بمسارح برودواى، لكن دون الاخلال بقواعد السينما، فاللغه البصريه موجوده بقوه، جافير على سبيل المثال مكانه المفضل فى التفكير والمناجاه على حافه عاليه وهو يسير عليها واثقا ناظرا للاعلى وتركيز هوبر على حركه قدم جافيير اثناء سيره للتاكيد على الحده والتحفز التى تحملها الشخصيه، أو أن يستخدم “Bride Eye View” فى مشهد إنتحار جافير بعد أن تم تصوير اغلب المشاهد التى تظهر من خلالها الشخصية من زاوية منخفضة تنظر للأعلى أو فى مستوى الوجه مظهرا بروفايل الوجه مع ملامح التذلل والخوف لباقى الشخصيات التى تتعامل مع جافير، تاكيدا لهاله الوقار والعظمة التى تحملها الشخصية وبعد أن كانت الشخصية فى المسرحية الغنائية تؤدى من طبقة القرار للتاكيد على نفس المعنى، وهو ما لم يتخلى عنه هوبر بل ساهم فى التركيز عليه بلغته البصرية الخاصة وطبق هذا على كل الشخصيات فى الفيلم، بالأضافه إلى أن تصميم الديكور والاهتمام بالخلفيات فى المشاهد والملابس حتى الاضاءه توحى انها مصممه للمسرح وليس لفيلم سينمائى فى نفس الوقت استغل المساحات الواسعة التى تمنحها له الكاميرا ولا تمنحها له خشبة المسرح فى ان يصيغ واقع فرنسا الفقير وقتها ويعبر عن الغليان السياسى بإستخدام عدد كبير من المجاميع تتحرك فى خلفيات المشاهد بعد ان كان من الصعب إستخدام كل هذا العدد على خشبة المسرح لدلال الحالة، لكن احساس المسرح لم يفارق اغلب المشاهد فالكاميرا تقوم بدور عين المشاهد عندما ترغب فى الاقتراب من الممثل لاقرب مسافه ممكنة لمتابعه اداءه، وهو الشئ الذى حظى به الجميع حتى الكومبارس والمجاميع ولم يكن قاصرا على ابطال الفيلم فقط، خاصة وأن المسرحية الغنائية بشكلها المكتوب صعب التطبيق على خشبة المسرح.

اختيار ابطال الفيلم وعلى راسهم هيو جاكمان لم يكن من فراغ، هيو الذى يفضل العمل على خشبة المسرح اكثر من السينما وان هاثاواى التى كانت والداتها تؤدى نفس الدور على خشبة المسرح و أماندا سيفريد التى تربت على ألحان المسرحية وأدتها على مسرح المدرسة منذ أن كان عمرها 7 سنوات، وسامنثا باركس التى كانت ضمن المجموعة الأخيره من الممثلين التى أدت المسرحية أثناء الأحتفال بمرور 25 سنه على بدء العرض، كرو لم يكن بعيدا عن الموسيقى والغناء أيضا حيث بدأ حياته مشواره الإحترافى مغنيا وقائد لفرقة موسيقية، والدور الأصعب للطفل دانيال هاتليستون الذى لعب دور جافروش والذى حملت شخصيته فى النصف الثانى من الفيلم مسئولية تحريك الأحداث، ساشا باروخ كوهين سطر لنفسه خطا طويلا فى تاريخه كممثل بأن وظف كل ما يمكنه من الخروج عن المألوف والذى يعد سمته الساسية لخدمه شخصية مبالغ فى رسم دناءتها وتصالحها مع السرقة والنصب كمنهج للحياه وسط ظروف قاسية مدعومة بسلوك زوجته المتوافق معه وهى الشخصية التى قامت بإدائها هيلينا بونهام باركر وهى بدورها ممثلة أعتادت أن تكون طبيعه ما تقبل أداءه من شخصيات غريبا ولافتا للنظر كمثال دورها فى الفيلم الغنائى “Sweeney Todd: The Demon Barber of Fleet Street” مع جونى ديب والمخرج تيم بيرتن والذين يمثلون معا ثلاثى فنى لا تبتعد أضلاعه عن التلاقى كثيرا.

إجمالا مهما تختلف الأراء على الفيلم، ومدى إبداع ابطالة ومخرجه من عدمه، يظل الفيلم هو أجمل ما يمكن الوصول إلية بعد كل هذه السنوات من تداول الرواية، وتظل الرؤية السياسية لهوبر والتى ترجمها سينمائيا فى الفيلم لتتخطى كل القوالب والمسميات السياسية، لتبقى فقط الثورة على الظلم والوقوف إلى جانب الإنسانية فى صراعها الأبدى مع الإقصائيين والأصوليين، وأصحاب الأفكار المستغلة لأى أنسان يحاول أن يحيا حياة كريمة، وهو ما تؤكد علية اللوحه النهائية فى الفيلم التى تبدأ أغنيتها بجملة "هل تسمع غناء الشعب؟، يغنى أغنية الرجال الغاضبون"

البداية المصرية في

11/01/2013

 

أسامة الشاذلي يكتب عن فيلم هتشكوك :

لعنة المخرج القدير تصيب الفيلم الذي يتناول حياته  

عفواً عزيزي المخرج ساشا جيرفاسي، عفوا سيدي السير أنطوني هوبكنز، عفوا سيدتي هيلين ميرين، عذرا كل صناع الفيلم الرائع "هتشكوك" لعدم ترشيح فيلمك لأي جوائز، إنها لعنة صاحب الفيلم المخرج الكبير ألفريد هتشكوك، الذي خاصمته الجوائز، فاشتكى لطبيبه النفسي بمرار بالغ من تجاهل تكريمه المستمر، والذي مازال باقياً بعد وفاته كلعنة مقترنة باسمه.

هتشكوك ذلك المخرج الذي اتفق النقاد والسينمائيون للمرة الأولى على أنه معلم التكنيك السينمائي الأول، والذي يفعل ذلك في كل لقطة و كل مشهد، ويتحكم بكل عناصر أي فيلم من افلامه، و يمتلك أسلوبه الخاص الذي نتعرف عليه منذ المشاهد الأولى.

المخرج الذي يحتل فيلمه "فيرتجو" المركز الأول في استطلاع لآراء النقاد والخبراء السينمائيين أجرته مجلة "صوت وصورة"، التى يصدرها معهد الفيلم البريطانى، فى استفتاء تجريه المجلة مرة كل عشر سنوات، بعد أن ظل "المواطن كين" يحتلها لسنوات طويلة.

لكن فيما يبدو لم تنس أمريكا للمخرج الإنجليزي تعلمه السينما في ألمانيا حيث تعلم الأساليب التعبيرية التي ظل مخلصا لها طيلة حياته، متجاهلة كل التطوير الذي قدمه في السينما مستغلة مضمون أفلامه البوليسية.

أوسكار تواصل انتقامها من مخرج عظيم بلا سبب واحد مقنع

*****

عفواً عزيزي القارئ على تلك المقدمة الخاصة بالمخرج نفسه، والبعيدة عن الفيلم الذي يتناول مرحلة قصيرة من حياته بعد انتهائه عام 1959 من عرض فيلمه "الشمال من الشمال الغربي"، وحتى عرض فيلمه "سايكو" عام 1960، وفيه يتناول العمل طريقة هتشكوك في التحضير لأفلامه ومواجهة المنتجين والرقابة واختيار وتوجيه طاقم عمله، بالإضافة إلى علاقته الخاصة جدا بزوجته "ألما".

ويلعب الممثل القدير أنطوني هوبكنز دور المخرج الكبير باقتدار، منفذاً مقولة هتشكوك حين قال عن الممثلين "لم أقل أبدا أن كل الممثلين أغنام، بل قلت أنه يجب معاملة كل الممثلين وكأنهم أغنام"، فتعامل هوبكنز مع أبطال الفيلم بنفس الطريقة والأداء، مظهرا بوضوح الثقة العالية لهتشكوك في نفسه، ولجوئه الدائم للمزاح للخروج من المواقف الصعبة، وسيطرته التامة على كل ماحوله دون النظر إلى اي شيء سوى ذاته، تألق هوبكنز وأبدع كعادته.

أما مخرج الفيلم ساشا جيرفاسي فاستعان بعبارة هتشكوك الشهيرة "الدراما هي الحياة بعد إزالة الأحداث المملة"، فقدم تجربة صناعة فيلم "سايكو" محافظاً على التفاصيل الأهم، حريصاً على تقديم شخصية المخرج في مزج جيد بين الإنسان والفنان.

وقدم فيلما يشبه بورتريه مرسوم بدقة لألفريد هتشكوك ذلك المخرج العظيم، يستمتع المشاهد فيه بالتفاصيل الدقيقة في حياة المخرج عاشق الشقراوات، الغيور، المغرور، الذي ضحى بكل ما يملك من أجل تنفيذ فيلم رفضه الجميع، بل واقدم على قتل بطلة الفيلم خلال ثلثه الأول في سابقة لما تعرفها السينما العالمية من قبل، حريصاً على دعواه لكل المخرجين : "حاول دائما جعل المشاهدين يعانون قدر ما تستطيع".

******

اعتذر للمرة الأخيرة على طغيان شخصية المخرج العبقري الفريد هتشكوك على المقال النقدي المكتوب عن الفيلم الذي تناول جزء من حياته، ولما لا فالمشاهد لن ينسى ابداً أمام الشاشة افلاما مثل النافذة الخلفية والطيور وسيء السمعة.....هيتشكوك خلق ليطغى، ولتذهب كل الجوائز إلى الجحيم

البداية المصرية في

12/01/2013

 

مخرج العمل يختبر 3 آلاف ممثل من أجل البحث عن شاب هندى..

Life of pi يجمع بين الإبهار البصرى والرؤية الفلسفية ويحقق 393 مليون دولار

كتب محمود التركى 

يعرض حاليا فى دور العرض السينمائية الفيلم الأجنبى الجديد «Life of Pi» للمخرج أنج لى والذى يحمل عدة معانٍ فلسفية وإيمانية شديدة العمق والتأثير، ولا تتضح ماهيتها إلا مع نهاية الأحداث، ونجح المخرج فى أن يجعل فيلمه صالحا لجميع الأعمار السنية ومختلف الأذواق، فهو عمل فنى ملىء بأحداث الإثارة والمتعة والخيال، وهو ما جعله فيلما تجاريا رابحا وحقق إيرادات بلغت حوالى 393 مليون دولار، كما أن الأسئلة الفلسفية التى يطرحها العمل جعلته مناسبا للمشاركة فى عدة مهرجانات سينمائية عالمية وعربية منها مهرجان نيويورك السينمائى ومهرجان دبى.

خيالية يحمل الجمهور إلى رحلة طويلة مليئة بالمناظر الطبيعية ومحفوفة بالمخاطر وبالأمل والقوة، حيث يشاهد شخصاً واحداً فقط فى معظم أحداث الفيلم لكنه لن يصاب بالملل فى أى لحظة، حيث تدور أحداث الفيلم حول شاب «بيسين» ينشأ فى مدينة بونديشيرى الهندية خلال السبعينيات، يعيش حياة مرفهة وغنية، ويمتلك والده حديقة حيوان، وبعد محاولات دائمة منه لإقامة صداقة مع النمر البنغالى الشرس الذى يحمل اسم ريتشارد باركر، يتعلم الصبى درساً قاسياً من والده حول علاقة الإنسان بالحيوان المفترس، حيث يردد له والده أن النمر لا يمكن أن يكون صديقه، ويصرخ به محذراً أن الحيوانات لا تفكر مثل الإنسان ومن ينسى ذلك يتسبب فى قتل نفسه.

يتغير عالم بيسين تماما فى الرحلة التى يقوم بها مع أسرته إلى كندا للانتقال إليها، ويتركون حديقة الحيوان ويحزمون أمتعتهم ويحملون معهم بعضا من حيوانات الحديقة، ويسافرون على سفينة شحن يابانية، ولكن فى وقت متأخر من الليل، وفى وسط البحر الهائج، يتحول فرح «بى» بالطبيعة من حوله إلى كابوس، حيث تغرق السفينة بكل ما تحمله، ولكن بأعجوبة يظل الشاب على قيد الحياة، ليجد فى وسط المحيط الهادئ قارب نجاة صغيرا من السفينة ويكتشف بداخله آخر شىء يريده، وهو النمر البنغالى ريتشارد باركر، والحمار الوحشى والقرد والضبع.

وبالطبع لا تستطيع الحيوانات أن تعيش معا فى قارب واحد فتتصارع ليبقى فى النهاية النمر البنغالى مع بيسين، وهناك ذاكرة محفورة فى عقل الصبى وهى أن هذا النمر هو العدو الأول للإنسان، ولكنهما يتعلمان التعايش معا حيث يصير هذا النمر هو الأمل الوحيد الذى يسعى من خلاله بى لإيجاد طريق العودة إلى بلدته، ويواجه الاثنان تحديات ومخاطر كبيرة من الطبيعة ومن المخلوقات البحرية الضخمة، ولكنهما لا يفقدان الأمل طالما يؤمن بيسين بالله، وأنه سوف ينقذه، خصوصا أن الشاب فى طفولته كانت تدور فى رأسه أسئلة كثيرة عن الإيمان بالله واعتنق 3 ديانات فى وقت واحد وهى الإسلام والمسيحية والهندوسية وظل يعتنقها فى مفارقة كوميدية.

الفيلم مستوحى من كتاب حققت مبيعاته أكثر من 7 ملايين نسخة، تدور أحداثه فى 3 قارات ومحيطين على مدار سنوات طويلة، وقد أضاف المخرج أنج لى المزيد من القوة عندما قرر تصوير الفيلم بتقنية ثلاثى الأبعاد.

والمثير للانتباه أن المخرج أنج لى وبعد بحث كبير فى جميع أنحاء الهند، تم خلالها عمل تجارب أداء لأكثر من 3 آلاف شاب، اختار الشاب الصغير سوراج شارما ليقوم بأداء دور البطولة، وهو الطالب الذى يعيش مع والديه فى دلهى، والغريب أن سوراج لم يتقدم من أجل الاختبار بل شقيقه هو الذى فعل، وتم إعطاؤه الجزء الخاص به ليقرأه، ولكن بعد ذلك، وخلال فترة 6 أشهر، قام سوراج بعمل 4 تجارب أداء، وليستطيع سوراج أن يطابق التحول الجسدى لشخصية بى فى الفيلم، قام بزيادة وزنه وإضافة العضلات له ثم قام بإنقاصه مرة أخرى.

رفيق بى فى رحلته الملحمية هو النمر البنغالى ريتشارد باركر، من صنع تقنية متقدمة جداً من الكمبيوتر جرافيك مثل التى تم استخدامها فى فيلم صعود، وقد استعان المخرج بمشرف المؤثرات الخاصة بيل ميستنهوفر والذى عمل فى سلسلة أفلام نارنيا، واستطاع أن يبتكر مخلوقاً واعياً يشعر معه المتفرج أنه بالفعل أمام نمر بنغالى لديه كل الحركات والأداء الجسدى، مع جعل المؤثرات السبب فى الحفاظ على إخفاء الفروق البسيطة وعدم تحويل النمر إلى وحش بل جعله حيوانًا متفهمًا.

اليوم السابع المصرية في

13/01/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)