نجوم الأوسكار يبوحون بسر القبض على الجائزة الحلم
رشا عبد الحميد
«إنها بحق أهم لحظة فى حياتهم.. تلك التى يتوجون
فيها بجائزة الأوسكار.. حينئذ يشعر النجوم بأنهم فى قلب التاريخ.. ذلك
التاريخ الذى يصنعونه عبر أعمال كبيرة القيمة وعظيمة الرؤية ومبهرة الأداء.
نجوم أوسكار الـ83 يكشفون هنا سر الفوز ولحظة القبض على أهم أحلام العمر».
كولين فيرث الملك المتوج بأفضل جوائز العام: كان هدفى أن يتعذب
المشاهد معى.. وقد نجحت بعد فوزه بجائزة الكرة الذهبية وجائزة البافتا عن
دوره فى فيلم «خطاب الملك» تطلع الممثل البريطانى كولين فيرث لجائزة
الأوسكار ونالها عن جدارة واستحقاق ليكون بذلك قد استولى على أفضل الجوائز
السينمائية لهذا العام وسحب البساط من تحت أقدام أكبر نجوم هوليوود لينافس
على القمة ويؤكد أنه يتمتع بإمكانيات وخبرات النجومية الحقيقية وأصبحت خططه
القادمة محط أنظار الجميع..
قال كولين فيرث «كل ما أستطيع قوله الآن إن الفوز بالجوائز يعتبر
بداية جيدة وإيجابية وكم تمنيت أن تتحقق، فـ«خطاب الملك» فيلم جيد ويستحق
بالفعل هذا التقدير، فهو يدور حول الملك جورج السادس العاهل البريطانى
وجهوده فى زمن الحرب ومحاولاته للتغلب على التلعثم الشديد الذى كان يعانى
منه حتى قبل توليه العرش، فقد كان يحارب ليخرج كل كلمة فى خطاباته بعد أن
أصبح الملك ويجب أن يكلم شعبه ويتواصل معه، كان استعدادى للدور قبل بداية
التصوير بثلاثة أسابيع على الرغم من أننا لم نكن نخطط سوى لأسبوعين فقط
ولكن قررنا البدء مبكرا لإجراء العديد من البروفات وضمان أننا ممسكون بخيوط
العمل ككل».
وكشف كولين عن سر أدائه الجيد للدور قائلا: «كنت أعانى من مشكلة فى
أحد أوتارى الصوتية وأنا فى العشرينيات واضطررت إلى معالجة ذلك جراحيا
ولكنى قضيت فترة لا أستطيع التحدث فيها بشكل جيد للناس بالطريقة التى
يتوقعونها وهو ما أفادنى كثيرا فى تجسيد الدور، لأننى اختبرت عدم القدرة
على توصيل ما أريده لمن حولى والتعبير عن نفسى وعدم سماع الناس لما أقوله
باهتمام، وتحدثنا أيضا مع أشخاص مقربين للعائلة الملكية وأشخاص فى مراكز
مهمة لمعرفة الكثير من المعلومات وبعد أن استمعنا وقرأنا استطعنا استخدام
خيالنا ليخرج العمل بهذا الشكل الجيد فى النهاية».
وأكد كولين أنه لم يتحدث إلى العائلة الملكية إلا أنه بالتأكيد التقى
بهم فى بعض المناسبات التى يجد فيها الشخص نفسه يصافح عضوا منها بعيدا عن
العمل.
ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يلعب فيها كولين دور رجل يتلعثم بل
هى الثالثة وعن اختلاف هذا الدور عن سابقيه يؤكد كولين قائلا: «كل دور
قدمته يختلف عن الآخر بشكل كبير فهذا الرجل مختلف فى شخصيته والتعامل معه،
فكان على المشاهدين أن يختبروا الألم وعدم الارتياح الذى تشعر به هذه
الشخصية وإن كل حلمه أن تصل رسالته لشعبه بشكل لائق وهو ما يميز العمل عن
غيره».
وأشار كولين إلى أن العمل مع المخرج توم هوبر وهيلينا بونهام وباقى
فريق العمل كان أكثر من رائع وهو سر نجاح الفيلم بهذا الشكل لوجود التفاهم
وسرعة الاندماج بينهم.
وعن الجديد صرح كولين قائلا «أصور الآن فيلم متجول، خياط، جندى،
جاسوس» وهو عن رواية رائعة للكاتب جون لو كارى قدمت من قبل كمسلسل
تليفزيونى فى فترة السبعينيات، وألعب فيها دور الجاسوس وهو من إخراج توماس
ألفريدسون وكتب السيناريو بيتر ستراجهان وأتمنى أن يحظى على إعجاب
الجمهور».
ناتالى بورتمان: «البجعة السوداء» كان تحديًا كبيرًا بالنسبة لى
«تعلمت الكثير من الأعمال التى اشتركت بها فقد كانت التجربة مثيرة» ــ هكذا
قالت النجمة ناتالى بورتمان بعد تسلمها جائزة أوسكار أحسن ممثلة عن دورها
فى فيلم «البجعة السوداء» الذى وضعها فى الصفوف الأولى بين نجمات هوليوود
بعد مسيرة فنية بدأتها منذ الطفولة قدمت خلالها العديد من الأعمال المتميزة
التى كشفت عن مواهبها الحقيقية وأدائها الرائع. ثم أضافت «ولكنى أخشى أن
يمل منى الجمهور لوجودى فى عدة أعمال وأشعر بالسعادة الآن لأن الأمر فى
النهاية خرج فى أفضل صوره وحاز على إعجاب الجمهور».
وعلى الرغم من أنها ستبلغ الثلاثين عاما فى يونيو القادم وتنتظر طفلها
الأول إلا أنها تؤكد أن هذا الحدث جعل منها إنسانة جديدة تفكر بشكل مختلف
لتكمل مشوارها الفنى بعد قدوم طفلها. وصرحت ناتالى عن دورها فى «البجعة
السوداء» قائلة: «لم أكن أتخيل أن أحقق هذا النجاح وان هذه الباليرينا (نينا)
التى جسدتها ستعلق مع الجمهور ويحبها ويرتبط بأحلامها وطموحها فى أن تصبح
راقصة شهيرة، فمنذ أن كنت طفلة رغبت فى أن تسعد أدوارى كل شخص وكنت أبحث عن
مباركة الجميع، والآن سأحاول أن اسعد نفسى أيضا وأن اعبر عما بداخلى و«نينا
مثلى وقريبة منى فقد حاولت أن تسعد كل من حولها.. والدتها ومعلمها والمخرج،
إلا أنها فى النهاية تكتشف أنها يجب أن تبحث عن سعادتها أيضا فى ما تفعله».
وعن رقصتها الرائعة كراقصة باليه محترفة فى العمل كشفت ناتالى عن سر
أدائها قائلة «كنت أرقص منذ أن كان عمرى خمس سنوات إلى أن بلغت الثالثة
عشرة لذا كنت أعرف بعض الحركات إلى جانب معرفتى بالموسيقى الكلاسيكية وهو
كل ما تسلحت به قبل بدء العمل والباقى جاء بالتدريب ولمدة عام قبل بدء
التصوير وكنت أرقص وأمارس رياضة السباحة لمسافة ميل تقريبا كل يوم وغيرها
من التدريبات واتبع رجيما معينا وهو ما كان تحديا كبيرا بالنسبة لى».
وأضافت ناتالى قائلة «أصبح هذا العمل هو أهم أدوار حياتى، فقد كنت
أحلم والحلم تحقق الآن وساعدنى على ذلك خطيبى بنجامين الذى اعشقه وأتمنى أن
نعيش سويا فى سعادة واستقرار مع طفلنا». وبالفعل أشعر الآن أن حياتى اختلفت
بعد أن وجدت ما أفعله لإسعاد غيرى.
فوز «فى عالم أفضل» بأفضل فيلم أجنبى يفتح آفاقًا جديدة للدنمارك
عمت فرحة كبيرة عمت الدنمارك عقب الإعلان عن فوز فيلم «فى عالم أفضل»
بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبى لهذا العام.
ويدور الفيلم حول قصة أسرة تنقسم بين بلدة صغيرة فى الدنمارك ومعسكر
للاجئين فى السودان وهو يعد ثالث فيلم من الدنمارك التى يبلغ تعداد سكانها
5.5 مليون نسمة يحصل على جائزة أوسكار.
وقد وجه وزير الثقافة الدنماركى بير ستيى مولر الشكر لمخرجة الفيلم
سوزانى بير قائلا: «إن الجائزة تظهر إنه على الرغم من الحجم الصغير
للدنمارك استطاعت «أن تقدم إسهامات فنية حققت نتائج كبيرة».
وقال هينريك بو نيلسين مدير معهد الأفلام الدنماركية إن جائزة
الاوسكار من المرجح أن تجعل السوق الأمريكية أكثر اهتماما بالأفلام
والأعمال الفنية الدنماركية الأخرى.
وأضاف لوكالة الأنباء الدنماركية «إن توقيت الحصول على الجائزة رائع
فهناك العديد من الأفلام الدنماركية التى يمكن عرضها.
وقال بيتر شيليبرن الباحث فى مجال الأفلام بجامعة كوبنهاجن إن الجائزة
«سوف تعزز صناعة السينما الدنماركية».
وأضاف لشبكة «دى آر» «الجائزة سوف توجد اهتماما جديدا بالدنمارك».
الأوسكار ولكن برأس فرعونى
ظهر غلاف مجلة «ذا نيويوركر» الأخير وهو يحمل صورة تمثال جائزة
الأوسكار ولكن بوجه فرعونى وهو ما لفت الأنظار إليها، فقد حاولت الجمع بين
أهم حدثين فى وقت واحد الأول هو جوائز الأوسكار التى أعلنت يوم الأحد
والثانى ما يدور فى مصر من أحداث سياسية واجتماعية مهمة بعد ثورة 25 يناير،
ربما احتفاء كبير بما احدثته الثورة التى هزت أرجاء العالم التى أسفرت عن
تنحى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك.
وتعرض المجلة على موقعها الإلكترونى ضمن موضوعاتها صورا لميدان
التحرير وقت إعلان خبر التنحى وموضوعات تتناول الأزمة الحالية ففى الصفحة
الاقتصادية موضوع بعنوان «ضريبة المستبد» يتحدث عن المتظاهرين وقائمة
مطالبهم وقمع التطلعات الديمقراطية من قبل الأنظمة الاستبدادية، كما تتحدث
عن نمو الدخل واقتصاديات المنطقة وإنتاجية الأعمال المنخفضة والنمو
الاقتصادى وخلق فرص عمل والتى يجب أن تكون أسرع من ذلك لمواكبة التوسع
وللقضاء على البطالة.
ولكن فى النهاية وعلى الرغم من أن فكرة الغلاف ظهرت غريبة إلا أنها
حققت غرضها من لفت أنظار القراء.
توم هوبر أفضل مخرج ينصح الجميع.. «اسمع كلام والدتك»
فاز المخرج البريطانى توم هوبر الفائز بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه
«خطاب الملك» كان من أقوى المرشحين للجائزة حيث إن الفيلم أشاد به كل من
شاهده من جمهور ونقاد وهو يتناول قصة حياة الملك جورج السادس الذى يجد
صعوبة فى الكلام حيث انه كان يعانى من التلعثم ولكن تجبره الظروف بعد تنازل
أخيه عن العرش أن يصبح هو الملك فى ظل حربه مع ألمانيا وعدم وجود مفر من
إلقاء الخطابات على الجمهور.
بدأ توم حديثه قائلا «لم أكن سأقبل الجلوس على كرسى المخرج فى هذا
العمل إلى ان قالت والدتى لى «توم لقد وجدت عملك القادم»، وبعد هذا فكرت
مرة أخرى وقبلت الفيلم، لذا أنصح الجميع واقول لكل شخص «استمع إلى والدتك..
لأنه لولا هذه النصيحة ما كنت سأحمل هذه الجائزة الآن أحظى بهذا التكريم
الذى أسعدنى كثيرا».
وعن سبب اهتمام والدته بهذا العمل قال «شاهدت والدتى مسرحية بنفس
الاسم هى ومجموعة من أصدقائها فى لندن ولم يكن أحد يعرفها وأعجبت بها كثيرا
حتى إنها علقت معها حتى الآن».
كما أكد توم أن سعادته لها جانب آخر غير فوزه بالجائزة وكشف عن ذلك
قائلا «سعادتى بدأت منذ تم ترشيحى إلى جانب هؤلاء المخرجين المبدعين «دارين
ارونفسكى» و«دافيد فينشر» وأقول لهم قدمتم أعمالا رائعة هذا العام وكان
شرفا لى أن يذكر اسمى بجانبكم.
وعن قصة الفيلم وكيفية إخراجها بهذا الشكل الرائع صرح توم قائلا «كان
يجب أن يحب المشاهد الشخصية ولا يشعر بالشفقة عليها حتى لا نخرج الملك من
الإطار الذى يجب أن يكون فيه وهو ما وضعنا فى موقف صعب، فمشكلة عدم قدرته
على التعبير عن نفسه كانت تسبب له أزمة حقيقية ولكنه كان يحتفظ بعلوه
ومكانته حتى مع معالجه برغم الألم والإحراج الذى كان يشعر به لتبقى فى
النهاية صورة الملك كما هى أمام الجميع، وأعتقد أننا نجحنا فى ذلك».
وعن المشاكل التى واجهته أثناء التصوير قال «كانت النهاية فى البداية
هوليوودية فالخطاب الأخير كان يظهر أن الملك قد شفى ولكن عندما تستمع
للخطاب الحقيقى للملك تجد أنه تحسن وأصبح مسيطرا على الوضع ولكنه لم يشف
وهو ما يعرفه كل من يعانى من تلك المشكلة فهم يتعلمون التعايش معها وهو ما
قدمته فى النهاية بالفعل».
ولم تكن جائزة أفضل إخراج هى الوحيدة التى حصل عليها الفيلم ولكنه حصل
أيضا على ثلاث جوائز أخرى وهى أفضل فيلم، أفضل نص سينمائى، أفضل ممثل وعن
شعور توم بعد هذا النجاح أوضح قائلا: «أشعر انه انتصار كبير، فقد بذل كل
منا ما يستطيع لإنجاح هذا العمل مستغلين فى ذلك كل الإمكانيات التى توافرت
حتى تجاربنا الشخصية وما سمعناه وما ذكره التاريخ حتى نستحق فى النهاية هذا
الفوز العظيم».
وفى النهاية قال توم «أحب أن اهدى هذا الفوز لجدى لأنه توفى فى الحرب
العالمية الثانية بعد سقوط طائرته بعد عودته من مهمة حربية وبالطبع إلى
والدتى وفريق العمل كله».
|