اكتسبت شهرة واسعة داخل أميركا وخارجها
01أفلام خالدة في ذاكرة الأوسكار
دبي ـ أســامة عســل
يعتبر الأوسكار أشهر الجوائز السينمائية لما اكتسبته من شهرة واسعة
داخل أميركا وخارجها، ولدت جوائز الأوسكار عام 1929 لكن الحفل الذي أقيم في
نهايات تلك السنة منح جوائزه عن أفلام عامي 1928 و1929، وفي السنوات الأولى
كانت الشروط مختلفة كثيرا عما هي عليه الآن والحفل كان أصغر وكذلك عدد
المقترعين من أعضاء أكاديمية العلوم والفنون السينمائية التي لا تزال تمنح
الجائزة، والتي تلعب التغطية التلفزيونية لحفلات توزيعها دوار كبيرا في
جعلها مثار اهتمام أكثر من ملياري مشاهد حول العالم، وربما ما يهم فعلا
أكثر من الأوسكار ذاته هو الفيلم الذي يفوز به والذي يصنع هالات الإعجاب
والشهرة لأبطاله ومخرجه وباقي طاقم عمله، ويصبح علامة فارقة في سجلات
التأريخ السينمائي لدى النقاد والخبراء والمهتمين، ومن بين الأفلام التي
حصدت الجائزة الشهيرة نتوقف عند عشرة أعمال يجب رصدها كونها تستحق ما
نالته.
أول عمل ينال الأوسكار كان فيلم (أجنحة ـ
Wings) عام 1927 ويدخل ضمن تصنيف الأفلام الحربية، أخرجه ويليام ولمان
ببراعته التنفيذية التي جعلته واحدا من أكثر المخرجين انتشارا في تلك
الآونة وحتى مطلع الخمسينات، وتقع أحداثه على الأرض وفي الأجواء خلال فترة
الحرب العالمية الأولى ومن خلال قصة تقليدية حول طيار ترك حبيبته إلى
الأجواء ووصلها خبر موته فتزوجت من غيره، لعب دور البطولة فيه كلارا بو
ورتشارد أرلين وغاري كوبر، ولا تزال مشاهد المعارك بالطائرات من أفضل ما
طُبع على الفيلم إلى اليوم وخصوصا أنها من دون أي نوع من المؤثرات.
أما فيلم (ذهب مع الريح ـ
Gone with the Wind)
الذي حصد أوسكار عام 1939، فيعد أحد أشهر الأفلام الكلاسيكية في التاريخ
وهناك عدة كتب عنه وعن مساره الطويل من الكتاب إلى الشاشة، وهو عمل ضخم بكل
مقاييس تلك الفترة وكان معروفا أن أعضاء الأكاديمية لن يستطيعوا تجاهله
لمصلحة فيلم آخر، لعب دور البطولة فيه كلارك غيبل وفيفيان لي واللذين يقعان
في الحب وسط الحرب الأهلية التي تدور حولهما في الجنوب الأمريكي، أخرجه
فكتور فليمنغ بعدما تناوب عليه ثلاثة مخرجين آخرين كل منهم صور شيئا، تم
ترشيح الفيلم لثلاث عشرة جائزة لكنه اكتفى بثمان من بينها أفضل فيلم وأفضل
مخرج وأفضل كتابة سينمائية وأفضل تصوير وأفضل ممثلة (فيفيان لي) وأفضل
توليف.
ويعتبر فيلم (ربيكا ـ
Rebecca)
الذي نال أوسكار عام 1940 العمل الوحيد الذي حصل على هذه الجائزة لألفرد
هيتشكوك علما بأن المخرج الرائع نفسه لم ينل الأوسكار في حياته، وقد حول
قصة حب ممزقة لنفس منتج (ذهب مع الريح) ديفيد سلزنيك عن رواية للكاتبة
البوليسية الشهيرة دافني د مورييه، ولعب البطولة فيه جوان فونتين (في دور
تمنته لوريتا يونغ) مع لورنس أوليفييه وجورج ساندرز و(المسيطرة على
الأجواء) جوديث أندرسون، وتدور القصة حول امرأة جميلة تزوجت من رجل بالغ
الثراء وانتقلت للعيش معه في قصره الكبير، وهناك تكتشف أن الرجل لا يزال
يعيش على ذكرى زوجته الأولى الراحلة ويريدها أن تتمثل بها.
أما فيلم (كل شيء عن حواء ـ
All About Eve)
الذي نال أوسكار 1950 فهو دراما من إخراج جوزف مانكوفيتش تم ترشيحها إلى
ثلاث عشرة جائزة ربح منها ستا، وتدور قصته حول عالم التمثيل المسرحي من
خلال ما يعترض حياة الممثلين (بيت ديفيز وآن باكستر) من مشاكل وإحباط، وقد
صنف هذا الفيلم كأحد الكلاسيكيات الأكثر أهمية في تاريخ هوليوود.
وفي عام 1959، حصد فيلم (بن هور ـ
Ben Hur) 21 قائمة ترشيح وفاز بإحدى عشرة جائزة أوسكار من بينها أفضل فيلم وأفضل
إخراج وأفضل توليف وأفضل مؤثرات، وقد أثار حفيظة العرب آنذاك رغم ما فيه من
ملامح محاولة إرساء تفاهم بين الشعوب لكن لم يتح لها الظهور جيدا نسبة
لمواقف مسبقة من حقيقة أن شارلتون هستون يلعب هنا دور اليهودي المجني عليه.
وفي عام 1962 حصل فيلم (لورانس العرب ـ
Lawrence of Arabia) على أوسكار السنة، وهو أحد أشهر أفلام التاريخ الذي صنع شهرة عمر
الشريف السينمائية وهو من إخراج ديفيد لين، وقد تناول قصة السياسي والرحالة
البريطاني لورنس بيتر أوتول في مضارب السياسة العربية، ويظهر الفيلم معاناة
لورنس في وضع متأزم بعد اعتداء الأتراك عليه، وبصرف النظر عن سياسة الفيلم
المدافعة عن بريطانيا فإنه يبقى عملا مهما من حيث سرده الحقبة التاريخية
التي تقع أحداثه فيها، وشفافيته الجمالية ما جعل النقاد يطلقون عليه (صاحب
أجمل صحراء صورت على الشاشة).
أما فيلم (العراب ـ
The Godfather)
فقد حصل على أوسكار عام 1970، وهو من إخراج فرنسيس فورد كوبولا، ويرصد
حكاية عائلة هي الأفضل والأعدل بين عائلات المافيا وصراعاتها مع الآخرين،
لعب البطولة فيه مارلون براندو الرائع مع آل باتشينو، روبرت دوفول، جيمس
كين والعديد من الوجوه التي لا تنسى في الأدوار المساندة. وفي عام 1975
حصدت الكوميديا السوداء (طار فوق عش المجانين ـ
One Flew Over Cuckoo)
أوسكار هذه السنة، وفي هذا الفيلم يحول المخرج مايكل مورمان مصحة للمجانين
إلى بؤرة لكشف نماذج من العلاقة بين السلطة والمواطن، ولعب جاك نيكولسون
(الذي نال أوسكار أفضل ممثل) دور المريض الذي لا يزال يستطيع التفكير ويجد
في الممارسات التي تقوم بها إدارة المستشفى (متمثلة بلويس فلتشر التي
استحوذت على أوسكار أفضل تمثيل نسائي مساند بدورها) تعسفا وإيذاء للمرضى،
وبمفهوم الفيلم الكبير يبقى حاضرا برسالته إلى اليوم كما كان بالأمس.
وتميز فيلم (فيلق ـ
Platoon)
الذي حصد أوسكار عام 1986، بأنه فيلم عن الحرب الفيتنامية بواقعية منقولة
إلى الشاشة كما صورتها تجربة أوليفر ستون حيث نقل المخرج عالما داكنا عن
الحرب عكس فيها وضعا جحيميا ماثلا، وليس هذا الفيلم الوحيد في ذلك المنظور،
بل سبق لكوبولا أن قدم (سفر الرؤيا الآن) الذي لا يزال أفضل فيلم عن تلك
الحرب وجحيمها إلى اليوم. ويعد فيلم (غير المسامح ـ
Unforgiving) الذي نال أوسكار عام 1992، تتويج لرحلة كلينت ايستوود كمممثل ومخرج
(وسترون)، حيث وجد ايستوود الدور المناسب كصاحب سوابق انتهى الأمر به إلى
مزرعة خنازير ماتت زوجته وورث ولدين منها لكنه يأمل في عملية أخيرة، ليصل
من خلاله إلى حلم أي ممثل ومخرج للصعود إلى خشبة الحصول على الأوسكار
الجائزة الأشهر في العالم.
تغيرات طرأت على التمثال الحلم
تمثال جائزة الأوسكار، يمثل فارسا يقف على بكرة فيلم ويمسك بيده سيفا،
وتعود فكرة شكله إلى (جيدريك جيبونز) وهو مخرج فني كان يعمل في شركة ميترو
غولدن ماير ونفذه النحات (جورج ستانلي) وفقا لتصميم جيبونز.
ولعدة سنوات كان التمثال يصنع من البرونز ويطلى بذهب عيار 24 قيراطا،
إلا أنه خلال الحرب العالمية الثانية أصبح يصنع من البلاستر بسبب نقص
المعادن، وفي وقتنا الحالي يصنع التمثال من البريتانيوم (خليط من القصدير
والنحاس) ثم يطلي بالذهب، وقد طرأ على تصميم جيبونز تعديل وحيد هو زيادة
ارتفاع القاعدة قليلا والتمثال طوله ( 34,3 سم) ويزن (3,8 كغ).
«الكوداك» المسرح الأكثر شهرة
يشهد مسرح «الكوداك» في لوس أنجلوس كل عام توزيع جوائز الأوسكار، التي
تعد أضخم احتفالات العالم، وكان مسرح «الكوداك» قد بني خصيصا منذ أواخر
التسعينات لكي يكون المقر الدائم للأوسكار ، حيث يتسع لثلاثة آلاف مشاهد
فقط، وهو ما يؤدى إلى حدوث أزمة كبيرة بسبب تخلف عدد كبير من الحضور،
والطريف أن هذا المسرح يقع مقابل فندق روزفلت الذي أقيم فيه أول حفل لتوزيع
جوائز الأوسكار عام .1929
زووم إن
طرائف حفل توزيع جوائز الأوسكار
شهد حفل توزيع جوائز الأوسكار العديد من المواقف الطريفة منها، صعود
رجل عارٍ على خشبة المسرح في 1973، ما أثار ارتباكا، لكن الممثل ديفيد نيفن
(مقدم الحفل) حافظ حينها على رباطة جأشه وسخر من مظهر الرجل بذكاء، وفي عام
1975 عندما نال مارلون براندو جائزة أفضل ممثل عن فيلم (العراب)، صعدت
امرأة قالت إن اسمها ساشين ليتل فيذر إلى المسرح، ورفضت أن تسلم الجائزة
باسم الممثل، احتجاجا على معاملة هوليوود لهنود أميركا.
وفي عام 1999، انسحب بيل مواري من حفل توزيع الجوائز بعد خسارته
الأوسكار، ولم يســــتطع دينزل ولو مجرد تصنع الابتسام لدى خسارته جــائزة
أفضل ممثل عن فيلم (الإعصار)، وفي أوسكار 2002، حصل راندي نيومان على جائزة
أوسكار أحسن أغنية، بعد أن كان قد رشح لها 16 مرة من قبل ولكن لم يفز بها
إلا عام 2002، وقـــــد أدت كلمات راندي إلى تفجر الضحكات في القاعة، عندما
قال: (أنا لا أريد شفقتكم فقد حصلت عليها أخيراً).
وفي أوســكار 2005، طلبت الفنانـــــة كيت بلانشــــيت التي فازت
حينها بجائزة أفضل ممثلة دور مساعد، وهي تتســــلم الجائزة على المنصة يد
ابنة مارتن سكورسيزي، لابنهــــا، حيث قالت بلانشيت: (إلى مارتن سكورسيزي،
شكري العميق لك، إني أتمنى أن يتزوج ابني ابنتك)، ولقد كانت (خِطبة)
جريئـــة لم يتمكن أمامها سكورسيزي إلا أن يرد بـ(الإيجاب) موافقـــــا
ومباركا هــــذه الزيجة، أمام ليس فقط شاهدين كما جرت العادة، إنما أمام
الملايين مــــن عشاق السينما الذين تابعوا الحفل الكبير، ومناسبتهم الأهم
التي ينتظرونها بشغف بداية كل سنة ميلادية جديدة.
الأسوأ
لعنة تطارد نجمات هوليوود
ما إن يطبعن قبلة على تمثال أوسكار حتى تبدأ علاقتهن العاطفية
بالانهيار، وقائمة النجمات اللاتي أصابتهن (لعنة الأوسكار) طويلة وتشمل
نجمات شهيرات مثل جوليا روبرتس، هيلين هنت، جوينث بالترو، هالي بيري، كيت
وينسليت وساندرا بولوك، وهؤلاء النجمات منذ أن حصلن على الأوسكار، بدأت
حياتهن الخاصة في التأزم مباشرة عقب الفوز بتلك الجائزة المرموقة في عالم
صناعة السينما.
ونشرت صحيفة (لوس أنجليس تايمز) إحصائيات تشير إلى أن ثماني من بين
الـ 12 نجمة اللاتي حصلن على الأوسكار تعرضن بعد حصولهن على الأوسكار
مباشرة لانهيار حياتهن العاطفية.
ومن أبرز الأمثلة هيلين هنت (1998) وجوينثبالترو (1999) وجوليا روبرتس
(2001) وهالي بيري (2002) وتشارليز ثيرون (2004) وهيلاري سوانك (2000 و
2005) وريز ويثرسبون (2006).
هالي بيري وصفت زوجها بأنه (تميمة الحظ في حياتها) خلال تسلمها
الأوسكار، ليقع الطلاق بعد نحو عام، والغريب أن (الانفصال يأتي مباشرة بعد
توجيه النجمات الفائزات الشكر لأزواجهن أو شركاء حياتهن)، وتأثرت ساندرا
بولوك كثيرا العام الماضي خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار وأثنت على زوجها
بعد حصولها على الجائزة حيث قالت له:(أحبك جدا وأريدك جدا)، لينتشر بعد
أيام قليلة نبأ وجود خلافات شديدة بين ساندرا بولوك وزوجها بعد كشف الصحف
أن بولوك كانت تتعرض للخيانة من قبل زوجها لأشهر طويلة مع عارضة رسوم وشم
تظهر غالبا في الصحف بجسدها المليء برسوم الوشم.
|