حدث
فيرث - راش ثنائي تمثيلي رائع والشريط تُحفة سينمائية أوصلت
رسالة إنسانية راقية
خطاب الملك يتصدّر الأفلام المُتنافسة على جوائز الأوسكار
83 بـ 12 ترشيحاً الترجيحات تؤكد أنّه سيفوز بأكبر عدد من الأوسكارات في 27
شباط 2011
محمد حجازي
يستأهلها <خطاب الملك>! (The
King`s Speech)
حاز 12 ترشيحاً يعني تجاوز ما كان الغولدن غلوب تجاهله في جوائزه،
فالصحافيون الاجانب في لوس انجلوس فضّلوا عليه شريط (الشبكة الاجتماعية) لـ
ديفيد فيتشر، وأعطوا كولن فيرث جائزة أفضل ممثل عن دوره في الشريط الجميل
على بساطة ورقي وعمق.
الـ 12 ترشيحاً تكاد تُغطّي كامل معالم الفيلم أمام وخلف الكاميرا، ورغم
التنافس الدقيق مع أفلام غاية في الجمال والإتقان إلا أنّ حظوظ <خطاب
الملك> قد تكون مُطلقة كي يفوز في 27 شباط/ فبراير بأكثر الجوائز:
- أفضل فيلم·· يواجه 9 أفلام معظمها قوي·
- أفضل مخرج (توم هوبر)·
- أفضل ممثل دور أول (كولن فيرث)·
- أفضل ممثل دور ثان (جيوفري - راش)·
- أفضل ممثلة دور ثان (هيلينا بونهام كارتر)·
- أفضل سيناريو أصلي (ديفيد سايدلر)·
- أفضل إدارة فنية (إيف ستيوارت، وجودي فار)·
- أفضل تصوير (كوني)·
- أفضل ملابس (جيني بافان)·
- أفضل مونتاج (طارق أنور)
- أفضل موسيقى أصلية (ألكسندر ديسبلات)·
- أفضل مخرج صوتي (بول هامبلن، مارتن جنسن، وجون ميدغلاي)·
لقد أُتيحت لنا فرصة مشاهدة الشريط، ووقعنا في حبه سريعاً، فلكثرة ما فيه
من بساطة آسرة يشعر المتابع بأنّه إزاء أحداث واقعية تأخذ المشاهد إلى قلب
الأحداث التي يعيشها الفيلم، مع المخرج الشاب توم هوبر ومعه 11 مساعداً·
نحن في النصف الأول من القرن الماضي، نتعرّف إلى دوق يورك (كولن فيرث) الذي
يُعاني من التأتأة بشكل مزعج لذا فهو يذهب مع زوجته (هيلين بونهام كارتر)
إلى قصر ليونيل لوغ (جيوفري راش) الرجل الذي عرف خبرة طويلة إبان الحرب مع
الجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية أو في النطق ويقوم بمعالجتهم لكن من
دون اختصاص أكاديمي، وليونيل اعتبرها مجرد مساعدة لا تحتاج ألى شهادات
تخصص· يباشر الدوق علاجه، ولا يبدو عليه أنّه قادر على تحمّل أوزار
التمارين التي تحتاج إلى الصراخ، والقفز والرقص ومن ثم التقلّب بطناً على
ظهره خلال حركات متعاقبة·
أكثر من مرّة لم يعجبه هذا النمط من التمارين، فكان يُغادر غاضباً وصامتاً
من دون أنْ يقول ليونيل أي كلمة، لكنه كان يعود، خصوصاً بعد تجربة صوتية
مُسجّلة نفّذها ليونيل له، عندما وضع له في أذنيه سماعات مع أصوات عالية
جداً وطلب منه القراءة وكأنما هو لا يسمع شيئاً على الإطلاق وحين انتهيا
قدّم له نسخة مُسجّلة مما كان يخطبه، وإذا بالدوق المنزعج من أسلوب التعليم
والعلاج يعود إلى ليونيل للمتابعة·
وفي موازاة ذلك تمر البلاد (بريطانيا) بالكثير من القطوعات السياسية، حيث
يتوفّى والد الدوق وهو الملك جورج الخامس (مايكل غامبون) وتولّى الحكم
مكانه إبنه الأكبر الملك إدوارد الثامن (غي بيرس) الذي لطالما أبدى عدم
اكتراثه بالعرش والمسؤوليات وبدا صاحب مزاج مختلف في الحياة فأمضى فترة
قصيرة في القصر الملكي قبل أن يجد المخرج من خلال رفض الكنيسة زواجه من
امرأة مُطلّقة فوجدها فرصة للتحدي وأعلن إمّا زواجه وإمّا انسحابه من
العرش، فكان أنْ تُرِكَ ينسحب، لتقع المسؤولية مباشرة على الشقيق الأصغر
دوق يورك الذي بكى وهو يسمع كلاماً عن تنصيبه ملكاً، وقال لزوجته الملكة
إليزابيت (هيلينا) بأنّه لا يستطيع تحمّل هذه المسؤولية أبداً، ومع ذلك رضخ
لاقتراح مهم قضى بتسميته الملك جورج السادس (فيرث) وتنصيبه مكان شقيقه·
وبعد تتويجه ملكاً لم يتردّد بالذهاب كالعادة مع زوجته الملكة إلى منزل
ليونيل لمتابعة العلاج والفوز بصوت طبيعي ومن دون تأتأة وهو ما حصل فعلاً،
ولأن ليونيل كان صبوراً جداً، ولم يقل كلمة واحدة مُزعجة تعبّر عن عدم رضاه
على تصرّفات الملك إزاءه بالذهاب والعودة، كافأه الملك بمنصب في القصر
الملكي الذي انتقل إليه جورج السادس مع زوجته وابنتيه·
راش في دور ليونيل، رائع جداً، ولن نفاجأ إذا ما فاز مع فيرث بأوسكاري أفضل
ممثلين أول وثان·
<خطاب الملك> لا شك في أنّه سيُحقِّق أكبر عدد من الفوز بالترشيحات فبعد
مشاهدة العديد من الأفلام المتنافسة، سيكون الفوز كاسحاً على ما نجزم
ونؤكد·
عرض
على شاشاتنا من ضمن سلسلة الأفلام المُرشَّحة للأوسكار
The Fighter يطل حاملاً 6 ترشيحات للأوسكار ويلاكم للفوز
بأكثرها
محمد حجازي
تذكرنا سريعاً باقة من الأفلام التي اعتمدت على الملاكمة للتقرّب من
الجمهور سواء ما كان صوّره روبرت دي نيرو مع سكورسيزي (الثور الهائج) إو <إديث
ومارسيل> الشريط الذي روى قصة حب إديث بياف لملاكم وانتهت بفاجعة مصرعه في
حادث تحطم طائرة، ثم ما قدّمه ويل سميث عن محمد علي كلاي وسيرته من دون
نسيان سيلفستر ستالون حيث قدّم أجزاء ثلاثة من <روكي> كان لها الصدى الرائع
في الأوساط الجماهيرية·
الجديد
The Fighter للمخرج ديفيد أو· راسل عن سيناريو جيد أنجزه
ثلاثة كتّاب: سكوت سيلفر، بول تاماسي، وإيريك جونسون، عن قصة وضع خطوطها
تاماسي وجونسون مع كيث دورنغتون، وجاءت معظم الحوارات بسيطة منطقية تدرك
أنّ القصة الواقعية تحتاج إلى حوارات خفيفة مع تركيز على الأحداث البارزة·
المقاتل هنا هو مارك والبرغ تحت اسم ميكي وارد· وجه بريء طفولي، يُدرّبه
شقيقه الأكبر ديكي على فنون اللعب، ويُجسّد الدور بمهارة كريستيان بايل (امبراطورية
الشمس لـ سبيلبرغ) الذي فاز بالغولدن غلوب كأفضل ممثل عن الدور وها هو
يترشح للأوسكار عن الدور نفسه، وهو غني، مباشر ويصل إلى العمق الإنساني
بسرعة·
على مدى 115 دقيقة لا يهدأ الفيلم· تطور إثر تطور، وخيط رفيع جداً من
التأثر الذي يؤسس لمزيج من الدهشة والحماس والاعجاب بالمشاركين في الفيلم
حيث الكاستنغ (شايلا جافيه) عرفت كيف تُقدّم أفضل ممثل للدور المطلوب·
نحن إزاء عائلة فقيرة، متواضعة، غير مثقفة، فجأة برز أحد أفرادها كملاكم
وكان الجيد فيه أنّه يدر مالاً على والدته وأخواته السبع اللواتي يتحرّكن
مع والدتهن في وقت واحد كيفما ذهبت، فهن معها في السوق، في زياراتها وحتى
حين تذهب للاطمئنان على تدريبات ميكي على يد ديكي·
الفرد الثاني من العائلة مشكلة كبيرة، إنه مشاكس، متطرف، سرعان ما يُبدي
ردة فعل، يحب الحياة والناس، لكنه يفضّل قيادة كل شيء على مزاجه هو دونما
مراعاة لأحد ولأي سبب، لذا ورغم وفائه لشقيقه إلا أنّ عبثيته قاتلة أوصلته
إلى السجن، بعدما ضرب شرطيين وسارع ميكي لمعرفة ما الذي يحصل فضُرِبَ على
رأسه واعتُقل، ثم اقتيد مخفوراً ليُحاكم ديكي فقط ويُطلق الثاني لأنه غير
معني بكل الذي حصل، وما فعله فقط محاولة معرفة سبب الإشكال·
يودع ديكي في السجن ويجدها ميكي فرصة لمحاولة التعاون مع متعّد ومدرب آخر
وإذا به يربح ويشعر بأن هناك تغيّراً، ولا يترك الأمر بعيداً عن شقيقه في
السجن، خصوصاً أنّ الحسناء شارلين فليمنغ (آمي آدامس) دخلت على الخط صديقة
لـ ميكي مُقدّرة قوته على الحلبة لكنها لم ترض عن تركه نفسه مطية لشقيقه
العاثر العابث الذي لا يدري ماذا يفعل·
يخرج ديكي من السجن، ولا يُصدِّق أنّ أمر ميكي سيظل أمامه على صورة غير
التي رسمها له، فحصلت مُشادّة ثم ذهب ميكي مع ديكي وكانت تدريبات لها أول
وليس لها آخر، فحصلت مباراة تحضيرية غير موفّقة ثم تواصلت الصورة حتى
استقرت عند نقطة العمل الميداني المتواصل لتعويض ما فات من خلال التحضير
لخوض المنافسة على بطولة العالم·
يحين الموعد ويدخل ميكي الحلبة ويخضع لأكبر عملية لكم في حياته حتى كاد
يُقتل على الحلبة، وانتهى الأمر بأنْ استيقظ ميكي في اللحظة المناسبة وهو
مضرّج بدمه واندفع صوب خصمه وظل يضربه حتى أسقطه أرضاً بالضربة القاضية
فكانت فرحة لا توصف لكل ذويه ولـ شارلين والمساعدين فلم يكن أحد يصدّق أنْ
تنقلب الأمور هكذا في اللحظة الحاسمة·
القصة واقعية جداً، وميكي تزوج من شارلين وأنجب العام المنصرم 2010 طفلهما
الاول وهما يعيشان في سعادة وهناء هناك·
الشريط جميل ومؤثر جداً، ويجب عدم تجاهل ما استطاعه والبرغ في دوره لكن
المناخ الذي رسمه بايل جعل الجميع ينظر إلى الناحية الأخرى، حيث بايل يقدّم
دوره بكل طاقة وحيوية واندفاع وذكاء لذا كان هو من قطفها وإذا بالفيلم مرشح
للعديد من الأوسكارات وهو على شاشاتنا:
- أفضل فيلم·
- أفضل أخراج لـ ديفيد أو· راسل·
- أفضل ممثل دور ثانٍ (كريستيان بايل)·
- أفضل ممثلة دور ثانٍ (آمي آدامس)·
- أفضل سيناريو أصلي (بول تاماسي، إيريك جونسون)·
- أفضل مونتاج (باميلا مارتن)·
|