تُوفي كاتب الدراما المصري البارز أسامة أنور عكاشة صباح الجمعة 28-5-2010
عن عمر يناهز 69 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، حسب ما أفادت وكالة أنباء
الشرق الأوسط المصرية الرسمية.
وكان عكاشة من أبرز الكُتاب الذين أعادوا الاعتبار الى مؤلف الدراما
المصرية بمسلسلاته التلفزيونية التي ارتبطت بممثلين بارزين منهم فاتن حمامة
في "ضمير أبلة حكمت"، ومحمود مرسي في "لما التعلب فات"، ومحمود المليجي في
"وقال البحر"، ويحيى الفخراني في أكثر من عمل.
ومن أبرز مسلسلاته "الراية البيضا" و"الشهد والدموع" و"زيزنيا" و"ليالي
الحلمية" التي تعد من أطول المسلسلات العربية وهي نحو 150 حلقة في خمسة
أجزاء.
وكان آخر أعمال الكاتب الراحل "المصراوية" التي أُنتج منها الجزآن الاول
والثاني في العامين الماضيين.
وللكاتب أفلام سينمائية لكنها لم تحقق شعبية مثل مسلسلاته منها "كتيبة
الإعدام" و"الهجامة" و"دماء على الأسفلت" وله روايات منها منخفض الهند
الموسمي".
ونال عكاشة أوسمة وجوائز أبرزها جائزة الدولة التقديرية.
ومن المقرر تشييع جنازة الكاتب الراحل عصر اليوم من مسجد مصطفى محمود
بالقاهرة، وعكاشة من مواليد محافظة الغربية عام 1941 وحصل على ليسانس
الآداب قسم دراسات علم النفس والاجتماع عام 1962.
سر نجاحنا
وأكد عدد من نجوم الدراما المصرية الذين قدموا أعمالا فنية للكاتب المبدع
أسامة أنور عكاشة إن أعماله كانت سببا في نجاحهم ونجوميتهم وانتشارهم
جماهيريا، و إن أعمال هذا الكاتب العظيم كانت نقطة تحول في حياتهم وعلامة
فارقة في تاريخ الدراما العربية .
فقال الفنان صلاح السعدني لـ " العربية . نت " "قدمت مع عكاشة أشهر واهم
أعمالي التليفزيونية مثل "ليالي الحلمية" في دور العمدة سليمان غانم ،
وكذلك مسلسل " ارابيسك " في دور حسن ارابيسك " ، وهذين العملين اعتبرهما من
الأعمال الخالدة في حياتي وحياة مؤلفهما أسامة أنور عكاشة الكاتب البارع
الذي لايضاهييه أي كاتب درامي آخر مع احترامنا وتقديرنا للجميع ، فهو الذي
انشأ واخترع ما يسمى بالأدب التليفزيوني من خلال أعماله التي أطلق عليها
الروايات المرئية ، وهو بأعماله سيبقى بيننا خالدا ، لأنه كاتب كبير من
الصعب أن تعوضه الأيام بسهولة.
المسلسلات متعددة الأجزاء
أما الفنان يحيى الفخراني فأكد إن عكاشة أهم كاتب عربي في مجال الدراما
التليفزيونية ، وكانت له تجارب أخرى في السينما والمسرح ، ولكن لم تكن على
مستوى أعماله التليفزيونية و، هو الذي ارسي قواعد المسلسلات المتعددة
الأجزاء نظرا لثقافته ، فقدم "ليالي الحلمية" و "الشهد والدموع"
و"المصراوية" وكان ينوي كتابة زيزينيا في أجزاء الذي لعبت بطولة الجزء
الأول من هذا المسلسل المهم في حياتي إلى جانب "ليالي الحلمية" العمل الذي
لم يتكرر إلى الآن نظرا لأهميته وشعبيته وجماهيريته على المستوى المحلي
والعربي ، كما كان لقاء السحاب الذي جمعني بالنجم الكبير محمود مرسي في
مسلسل " لما التعلب فات " من تأليف عكاشة أيضا ، فهو الذي أكد على نجوميتنا
وساعد في نجاحنا وانتشارنا ومعظم نجوم الحلمية خرجوا منها أبطال لمسلسلات
كبيرة فيما بعد .
وقال الفنان احمد بدير لـ " العربية . نت " : أسامة أنور عكاشة من أعظم
كتاب الدراما وخاصة في التلفزيون ، واعتبره رائد الواقعية ورائد الأعمال
الملحمية التي تؤرخ لتاريخ مصر ، وقد عملت معه مسلسل "زيزينيا" في دور
الشيخ عبد الفتاح وهو من أهم الأعمال في حياتي ، وأسامة أنور عكاشة أثرى
التليفزيون والدراما العربية بكتاباته الرائعة وكان يغوص في أعماق الشخصية
المصرية ويعبر عنها ببساطة وتلقائية شديدة، وكان صادقا في كتاباته ، وقد
خسرت مصر والوطن العربي كله كاتب كبير وفذ بحجمه وربنا يعوضنا عنه خيرا .
لكن الفنان خالد زكي الذي قدم للمؤلف الغائب مسلسلات كثيرة كان أهمها
"الطيور والصيف" مع ليلى علوي و"حب بلا ضفاف" مع آثار الحكيم و"الشهد
والدموع " مع عفاف شعيب ، مؤكدا إن المسلسل الأخير كان نقطة تحول في حياته
وسببا كبيرا في شهرته ونجوميته .
وقال زكي بالتأكيد أسامة صنع نجومية الكثيرين من الفنانين بأعماله المتميزة
جدا ، ورحيله خسارة فنية وإنسانية كبيرة جدا بالنسبة لنا ، وان كان قد رحل
فهو باق معنا بأعماله الخالدة إلى الأبد ، وفي النهاية نعزي أسرته الكريمة
ونطلب له الرحمة ولأسرته الصبر والسلوان .
ونوه النجم ممدوح عبد العليم إلى إن أعمال عكاشة كانت سببا في نجوميته منذ
أن شارك في" ليالي الحلمية" وفي عدد آخر من الأعمال كان من أهمها "المصراوية"
في الجزء الأول. وقال عبد العليم : هو كاتب لا يعوض وسوف تفتقده الدراما
العربية ، لأنه كاتب مثقف ومؤلف جدير بالتقدير والاحترام ، وأديب وروائي من
الطراز الأول فرحمة الله عليه وربنا يعوضنا عنه خيرا .
وشدد النجم هشام سليم إلى إن أسامة أنور عكاشة من الكتاب المرموقين على
مستوى العالم وليس على المستوى المحلي أو العربي فحسب ، لأنه مبدع حقيقي
ومؤلف بحجمه أبدع وكتب كل هذه الروائع فبالتأكيد كان يحترق ويبدع ويعتكف
شهورا في صومعته بالاسكتدرية ليضيء شاشة رمضان سنويا بأعمال خارج المنافسة
، وأنا أسعدني الحظ إنني عملت من خلال مسلسلاته كثيرا مثل " ومازال النيل
يجري " و " الحلمية " و " المصراوية " و " الرايا البيضا " وغيرها من
الأعمال الكبيرة والمهمة في حياتي .
أما أكثر واهم المخرجين الذين تعاملوا مع المؤلف الراحل فهو المبدع محمد
فاضل الذي تحدث لـ " العربية . نت " من العاصمة السورية دمشق حيث يصور هناك
مسلسله الجديد " السائرون نياما " ، و قال فاضل : كنت مرتبطا به اشد
الارتباط قدمنا عشرات الأعمال الناجحة والمتميزة والتي صنعت نجومية معظم
الفنانين والتي حققت لي وله مشوارا فنيا ناجحا ومتميزا ، فقدمت من تأليفه
مسلسلات كبيرة ومهمة في حياتي مثل "الرايا البيضا" و "قال البحر" و" أبو
العلا 90" و "ومازال النيل يجري " و"عصفور النار" و" النوة " و "أنا وأنت
وبابا في المشمش" وكانت هناك سهرة من أهم السهرات التليفزيونية ولعب
بطولتها محمود مرسي وليلى طاهر وهي " سكة رجوع " التي كانت من أهم الأعمال
والتجارب التلفزيونية الهامة ، ولكن لم يلتفت لها كثيرا ، كما إنني بصدد
إخراج أخر مسلسل من تأليفه والذي تعاقدنا عليه معا لحساب مدينة الإنتاج
الإعلامي وهو مسلسل " حارث الجنة " ، ولا اعلم إذا كان قد انتهى تماما من
كتابته أم مازال لم يكتمل بعد .
وأكد المخرج محمد فاضل بقوله : أسامة أنور عكاشة لاشك في انه كان نقطة تحول
الكبيرة في الدراما التليفزيونية المصرية مع تقديري واحترامي للكتاب
الآخرين، فهو المؤلف الأول الذي جعل من الدراما التليفزيونية دراما شعبية
وليس دراما الخاصة ، وان كان لم يتنازل أبدا في يوم من الأيام ويقدم أعمالا
يتقرب بها للجمهور العادي ، لان ميزته انه مؤلف لجميع الفئات من الشعب
العربي سواء كانوا مثقفين أو من الطبقات الشعبية، ولو قمنا بتحليل أعماله
نجده قد جمع بين العنصرين ، وكان نقطة تحول كبرى في الدراما المصرية ، كما
استطاع أن يعمل لنفسه ركنا أساسيا ومتفردا وقيمة فنية كبيرة لا يجاريه فيها
احد وذلك من خلال أعماله ومشواره مع الإبداع الدرامي الذي كان فيه متألقا
إلى ابعد مدى.
موقع
"العنكبوت" في
28/05/2010
بعد صراع مع
المرض..
وفاة الكاتب المصري أسامة أنور
عكاشة
فنانو مصر ينعون "اسطورة الدراما" أسامة انور عكاشة
محيط ـ نهلة صلاح الدين و دعاء حسن
القاهرة: أثرى الدراما العربية بالكثير من "العلامات المضيئة" ، ولقبه
البعض بـ"نجيب محفوظ الدراما" .. إنه الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة الذي
رحل عن عالمنا صباح الجمعة عن عمر يناهز 64 عاما وبعد أزمة صحية ألمت به
طيلة الشهرين الماضيين.
وخيم الحزن على الكثير من الفنانين الذين ارتبطوا برائد "السيناريو العربي"
بأعمال فنية وآخرين لم يحالفهم الحظ أن يجسدوا شخصيات كتب ملامحها بأنامله
الذهبية .
علامة مضيئة
" فقدنا كاتب كبير وصديق عزيز وانسان جميل ".. بتلك الكلمات عبرت الفنانة
الكبيرة سميرة أحمد عن بالغ حزنها لوفاة عكاشة الذي شاركته العديد من
الأعمال الدرامية مثل "إمرأة من زمن الحب" و"أميرة في عابدين" و"أحلام في
البوابة".
وقالت في اتصال هاتفي لشبكة الاعلام العربية "محيط" "أعمال اسامة مميزة جدا
وعلامة مضيئة في تاريخ الدراما المصرية ، وانا زعلانة جدا على فقدان اسامة
الصديق والكاتب وربنا يجعل مثواه الجنة".
أما الفنانة رجاء الجداوي ، فأكدت انها لاتعرف ماذا تقول في ذلك المصاب
الجلل، الا انها تمالكت نفسها وعبرت عن مدى حزنها لفقد من قدم احلى الاعمال
التلفزيونية .
وقالت "كل خوفي ما يطلعش أسامة انور عكاشة تاني ، لأن كل من يرحل يترك
مكانه فارغا ، ولا يستطيع احد ان يحل محله في الخط الدرامي الذي يسلكه" .
قيمة فنية
ووصفت الممثلة القديرة ليلى طاهر الفقيد بأنه قيمة فنية كبيرة وعقلية
متفتحة ومثقف يعبر عن الشعب والناس . واستبعدت ان يستطيع احد يحل مكانه
قائلة " كان شخص لا يهمه المال أو الوقت ، فربما يمضي عامين في كتابة عمل
واحد يعطيه حقه ويعبر عن ما يدور في المجتمع ".
خسارة كبيرة
واعتبر النجم خالد زكي ، الذي ارتبطت بدايته بالراحل في مسلسل "الشهد
والدموع، وفاة عكاشة خسارة كبيرة جدا على المستوى الفني والانساني.
وقال "ادعوا الله ان يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته
الصبر والسلوان ، وان كان قد رحل عنا فإنه معنا بأعماله الخالدة ".
صدق الكلمة
وبصوت ملئ بالحزن والشجن ، قال الفنان القدير رشوان توفيق "مصر فقدت عمود
أساسي من أعمدة التاريخ التلفزيوني ، فهو كاتب له فكر وله كلمة".
وأضاف "الناس الا في الثالث" كان آخر عمل مثلته من تأليف أسامة انور عكاشة
، والمعروف عنه صدق الكلمة ولا يخاف في الحق لومة لائم ".
الأب الشرعي
ومن جانبه ، قال الفنان أحمد بدير فوجئنا بنبأ وفاة اسامة انور عكاشة ،
الذي اعتبره "الأب الشرعي" للدراما التلفزيونية وبوفاته فقدنا "نجيب محفوظ
الدراما" ، واستبعد بدير ان يستطيع احد ان يحل مكان الكاتب الكبير خصوصا
انه رمز من الرموز الكبيرة .
الشخصية المصرية
أما الفنان صلاح السعدني فقال : "كل ما استطيع أن أقوله أننا فقدنا أحد أهم
المؤلفين وكتاب السيناريو فى العالم العربي كله ، فهو المؤلف الوحيد الذي
تغلغل في أعماق الشخصية المصرية وقدم نماذج مختلفة منها وأفتخر بانني كنت
احد الشخصيات التي رسمها وقدمتها وكانت من أشهر الشخصيات في الدراما
التليفزيونية ألا وهي شخصية" حسن أرابيسك" وفي النهاية لا استطيع سوي أن
اقول اللهم اغفر له واسكنه فسيح جناتك" .
رصيد فني
بينما قال الفنان القدير محمود ياسين: ندعوله بالمغفرة والرحمة فهو يعتبر
علامة من علامات عالمنا العربي كله فاعماله مميزة ومحفورة في أذهاننا جميعا
فيكفي أنه رصد مسيرة المصريين وقدم لنا تاريخنا عبر أعماله واشار إلي
التغيرات السياسية والاجتماعية التي طرات على المجتمع المصري بأسلوبه
السلسل المميز لذلك فقد فقدنا اليوم علماً من أعلامنا.
صدمة بالغة
ورفضت الفنانة صفية العمري الحديث في البداية من شدة الصدمة قائلة : وفاته
بالنسبة لي صدمة كبري وخاصة أنني اعتبره أبي الروحي فجمعتني به "عشرة عمر"
ولكنني منذ تلقيت الخبر وأنا لا استطيع الحديث لذلك اكتفي بقول "الله يرحمه
ويغفر له".
ومن المعروف أن أهم أدوار صفية العمري التي ارتبطت في أذهان الجمهور هي
شخصية نازك السلحدار في رائعة الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة "ليالي
الحلمية".
رائد الدراما
ووصفته الفنانة سميحة أيوب بـ "رائد الدراما التليفزيونية" الذي أمتعنا
باعماله التي كانت تبرز تاريخنا وتعكس واقعنا بكل ما يحمله من هموم وافراح
، فهو المؤلف الوحيد الذي استطاع أن يجعل الشخصية المصرية تبض خلال تقديمها
على الشاشة، فقدم شخصية الباشا والعمدة والهانم والشغالة وجميع النماذج
المصرية الاصيلية لذلك ستبقي أعماله خالدة .
تشييع الجنازة
وفارق الراحل أسامة أنور عكاشة الحياة صباح الجمعة بعد صراع مع المرض ،
وتشيع جنازته من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين ، وسط حضور فني وأدبي غفير
لتوديعه قبل أن يواري الثرى.
وكان الرئيس محمد حسنى مبارك قد أمر بعلاج عكاشة على نفقة الدولة بعد
الأزمة الصحية التى ألمت به، وذلك فور إبلاغه بالحالة الصحية للكاتب الكبير
التى تستوجب توفير كافة أوجه الرعاية الطبية اللازمة له.
وكان الكاتب الكبير قد أجري له عام 2007 جراحة لاستئصال الكلى اليمنى بمركز
الكلى الدولى بالمنصورة ودخل غرفة العناية المركزة مؤخراً بعد تعرضه لأزمة
صحية توفى على أثرها.
وعكاشة من مواليد 27 يوليو/تموز 1941 في مدينة طنطا محافظة الغربية وحصل
على ليسانس آداب قسم الدراسات النفسية والاجتماعية من جامعة عين شمس 1962.
عمل مدرسا بالتربية والتعليم عام 1963 ، قبل أن يصبح عضوا فنيا بالعلاقات
العامة بديوان محافظة كفر الشيخ حتى عام 1966، كما عمل اخصائيا اجتماعيا
بجامعة الأزهر في الفترة من (1966-1982).
ويعد عكاشة أحد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو في الدراما المصرية والعربية
وتعتبر أعماله التلفزيونية الأهم والأكثر متابعة في مصر والعالم العربي ،
له أكثر من عشرين مسلسلا للتلفزيون منها "الرايا البيضا ، لما التعلب فات ،
عصفور النار ، رحلة أبو العلا البشري ، وما زال النيل يجري ، ضمير أبلة
حكمت ، الشهد والدموع ، ليالي الحلمية ، أرابيسك ، زيزينيا ، امرأة من زمن
الحب ، أميرة في عابدين ، كناريا وشركاه ، عفاريت السيالة ، أحلام في
البوابة ، المصراوية ، وقال البحر "
وكتب أنور عكاشة خمسة سيناريوهات سينمائية ، فضلا عن عدد من المؤلفات منها
خارج الدنيا (مجموعة قصصة) 1967، أحلام في برج بابل (رواية) 1984، مقاطع من
أغنية قديمة (مجموعة قصصصية 1988، شارك في مؤتمر الابداع العربي الأول
بالمغرب 1988، حصل على شهادة تقدير عن مسلسل ليالي الحلمية في عيد
الاعلاميين السابع 1990.
شبكة
"محيط" في
28/05/2010 |