فنون يقدمها: محمد صلاح الدين
"أدور" الهندي رئيس لجنة التحكيم الدولية: لن أتقيد بمدرستنا في
السينما.. وسأراعي كل العناصر
في الهند نقدم "800" فيلم.. نصفها فقط "ميلودراما"
ياسمين كفافي
من كيرالله أو "خير الله" كما اطلق عليها العرب في الهند لجمالها
وكثرة الخير فيها اتي المخرج الهندي ادورجو بالاكريشانان الذي يرأس لجنة
تحكيم المسابقة الرسمية هذا العام بمهرجان القاهرة في دورته الثالثة
والثلاثين ورغم اننا كمصريين علي دراية بالسينما الهندية.. إلا ان افلامه
علي حد قوله "تختلف" فهي ليست مجرد رقصة وأغنية وقصة حب ووداع بين شقيقين
ثم لقاء.. بل هي سينما معجونة بالهموم الإنسانية.. مشاعر البشر. أحلام
الشباب. مشاكل المرأة الهندية. والتي لا تختلف عن مشاكل المرأة في الشرق
وربما في العالم أجمع وكانت هناك ضرورة ان يكون لنا هذا الحوار معه حول
الفن في رأيه والمعيار الذي يضعه لاختيار الافلام الفائزة.
·
في البداية عرف الجمهور المصري
بأدور جوبالاركر يشنان؟
- أسمي أدور ولدت عام 1941 في كيراله الهندي لأسرة فنية خريج معهد
السينما الهندي عملت عدة سنوات كممثل ثم اتجهت لعمل شركة انتاج للافلام
المستقلة لرغبتي في إنتاج أفلام جيدة من إخراجي ويشرفني أنني نلت العديد من
الجوائز منها الجائزة الوطنية للفيلم عن فيلمي الأول "اختيارات" وجائزة
النقاد الدوليين 6 مرات متتالية عرضت لي افلام في مهرجانات مثل كان وبرلين
وتورنتو وغيرها وأعمالي "11" فيلماً اشهرها "نالو بننجال" ولي عدة كتب عن
فن السينما.
·
كمشاهدة مصرية لا يمكنني ان
اتخيل فيلماً هندياً بعيداً عن "الميلوراما" أي القصة التي تدور حول شخص
واحد ومأساة فهل تقيم الفيلم الفائز بناء علي قصته ام علي اخراجه ام علي
اداء ابطاله؟
- للأسف المشاهد المصري لم يري كل مدارس الفيلم الهندي. فنحن نقدم نحو
800 فيلم في العام منها حوالي 300 أو يزيد قليلا تعتمد علي الميلودراما
وذلك في مدينة بومباي أو "بوليوود" أما الباقي ومن ضمنها انا فمختلفون
تماماً وكمخرج ورئيس لجنة تحكيم ساعتمد علي اختيار الفيلم الذي يمزج كل
العناصر معاً بشكل جيد. ولن اتقيد بأي مدرسة.. فالعمل الجيد سيفرض نفسه
"فالعمل قيمة في حد ذاته"!
·
لماذا لا نستطيع كمصريين مشاهدة
الفيلم الهندي المختلف وفي رأيك كيف يمكننا ذلك؟
- في المدن الكبيرة في الهند توجد عدة دور عرض صغيرة لا تعرض سوي تلك
الافلام "المختلفة" ومن خلالها يمكن مشاهدة سينما اخري غير السائدة "افلام
هوليوود وبوليوود" فيمكن مشاهدة الفيلم الأوروبي والهندي المستقل والعربي
إلي جانب وجود نواد للسينما. وكلها لا تهدف للرحب كما تهدف إلي نشر الثقافة
وتقديم العمل الجيد للمشاهد وهو ما اتمني ان يوجد عندكم في مصر بجانب وجود
المركز الثقافي الهندي.
·
هل شاهدت افلامنا المصرية في
الهند. وهل تعرف نجومنا المصريين؟
- الحقيقة ان سفارة مصر في الهند ومنذ الستينيات تقدم اسابيع للفيلم
المصري. ومن خلالها يستطيع المتابع ان يصل للسينما المصرية ليعرفها. وقد
شاهدت عدة افلام لمخرجكم الفذ يوسف شاهين ولنجوم آخرين ولكني للاسف لا اذكر
اسماءهم!!
·
هل يمكن ان نري فيلماً مصرياً
هندياً في يوم من الأيام؟
- بالطبع فمصر قريبة جداً من الهند في عاداتها وترابطها الاسري واعتقد
ان الامر يحتاج إلي تفعيل اكثر لاتفاقية تبادل الثقافي والإعلامي المصرية
الهندية وذلك قبل تدخل المنتج العادي للاقدام علي هذا العمل خاصة مع وجود
عشرات اللغات في الهند وهو ماقد يمثل عقبة عند انتاج الفيلم ففي الهند يتم
انتاج نحو 500 فيلم بلغات ولهجات مختلفة من ضمنها الانجليزية!!
دبلجة الأفلام
·
ولكن في الماضي كانت تتم دبلجة
الافلام ذات الانتاج المشترك ليعرض في مصر بالعربية والهند بالانجليزية
مثلا هل هذا ممكن؟
- بالتأكيد وسيكون أمراً رائعاً واتمني ان تكون دعوة من خلال جريدتكم
المصرية لعمل هذا "الفيلم" عبر وزارتي الثقافة الهندية والمصرية.
·
بصراحة هل تعرف الممثلة الهندية
التي يكرمها المهرجان وهل هي مشهورة في الهند؟
- كانت مشهورة قبل سنوات.. ولكنها الآن ومنذ نحو خمس سنوات لم تقدم أي
عمل جديد!
·
ماهي "بوليوود" وهل تفتخر بها
كأحد صناع السينما؟
- رغم الشهرة المطلقة "لبوليوود" وهي منطقة الانتاج السينمائي في
مدينة بومباي في الهند إلا انني لا افتخر بها علي الاطلاق فهي ليست اكثر من
ماركة مسجلة وياليت اسمها يحمل أصالة الهن بل هو اسم يحمل دلالة التقليد
"لهوليوود" في أمريكا وإن كانت هذه المدينة قد تحولت إلي دجاجة تبيض ذهباً
لصناع السينما في الهند.. فتبيع كل عام افلامها التي تعمل الصيغة التجارية
التي سبق ووضحنا معالمها فهي لا تزيد علي رقصة وقصة حب إلا انها تدر مالا
يقل عن "نصف مليار دولار" كل عام من ارباح ايرادات التوزيع الخارجي!!
·
ماهي اخبار لجنة التحكيم وهل
توجد خلافات مع الاعضاء؟
- "يضحك" حتي الآن لاتوجد خلافات وإذا تواجدت سأحاول تقريب وجهات
النظر فنحن لم نشاهد كل الافلام بعد.. وغدا تعلمون كل شيء!
·
هل شاهدت الفيلم المصري "عصافير
النيل"؟
- حتي الآن "لا" لكنني قطعاً ساشاهده كأي عمل بعيداً عن فكرة وجودي في
مصر حالياً ورئيس للجنة التحكيم الحيادية!
·
قدمت كمخرج العديد من الافلام
ماهو اقربها إلي قلبك؟
- الفيلم الذي يعرض لي الآن علي هامش المهرجان خارج المسابقة وهو
بعنوان "أربع نساء" ويدور حول مشاكل المرأة في مدينتي "كير الله" ومشاكلهم
وهو تصغير لمشاكل كل امرأة في الدنيا واعتقد انه يمثل اتجاهي في الاخراج من
حيث القصة الإنسانية والبعيدة عن بهرجة افلام بوليوود وصراخ افلام هوليوود
التجارية.
####
16 ألف دولار و200 ألف جنيه وهرم ذهبي وفضي في ختام مهرجان السينما
غداً
يقوم الفنان فاروق حسني وزير الثقافة في السادسة والنصف من مساء غد
"الجمعة" بتوزيع جوائز مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في ختام دورته
الثالثة والثلاثين وذلك علي المسرح الكبير بدار الأوبرا. سيبدأ الحفل بكلمة
للفنان عزت أبوعوف رئيس المهرجان يودع فيه الضيوف الأجانب مع عرض لأهم
انجازات هذه الدورة وعدد الأفلام والاقبال علي مشاهدتها والحفلات والندوات
والتكريمات.. ثم يقوم رؤساء لجان التحكيم الثلاثة المخرج النيجيري فيكتور
أوكاي والنجم المصري يحيي الفخراني والمخرج الهندي أدور جوبالا كريشنان
بقراءة تقاريرهم..وأخيراً يقوم وزير الثقافة بتوزيع جوائز المهرجان التي
تبدأ بجوائز أفلام الديجيتال وقدرها 16 ألف دولار تمنح مناصفة بين المنتج
والمخرج وتقسم إلي اثنتين الأولي ذهبية وقدرها عشرة آلاف دولار والثانية
فضية وقدرها ستة الاف دولار..
بعدها توزع جوائز مسابقة الأفلام العربية والتي تشارك فيها مصر بفيلم
"هليوبوليس" وقدرها مائتا ألف جنيه تمنح أيضاً مناصفة بين المنتج والمخرج
بواقع مائة ألف لأفضل فيلم ومائة أخري لأفضل سيناريو . وأخيراً توزع
الجوائز الكبري للمسابقة الدولية للأفلام الروائية الطويلة والتي يشارك
فيها الفيلم المصري "عصافير النيل" وتمنح كالتالي:
* جائزة أفضل ابداع فني
*جائزة أفضل عمل أول أو ثان "نجيب محفوظ"
*جائزة أفضل سيناريو "سعدالدين وهبة"
*جائزة أفضل مخرج
*جائزة أفضل ممثل
* جائزة أفضل ممثلة
* جائزة الهرم الفضي "لجنة التحكيم الخاصة"
* والجائزة الكبري "الهرم الذهبي" لأفضل فيلم.
وهذه الجوائز لا تمنح مناصفة كما لاتمنح أكثر من جائزتين لنفس الفيلم.
####
.. وفي مسابقة الأفلام العربية:
الجزائر تنافس مصر.. حتي في السينما!
حسام حافظ
من المفارقات الطريفة التي حدثت في مهرجان القاهرة السينمائي هذا
العام المنافسة الشرسة بين فيلم مصري وآخر جزائري قبل المباراة الفاصلة بين
منتخبي مصر والجزائر. والعجيب ان الفيلمين علي مستوي فني رفيع وحظيا
باهتمام النقاد والجمهور أيضاً. الفيلم المصري بعنوان "هليوبوليس" للمخرج
الشاب أحمد عبدالله.والفيلم الجزائري اسمه "رحلة إلي الجزائر" للمخرج
المخضرم عبدالكريم بهلول.
كانت الناقدة المصرية ماجدة واصف المقيمة في باريس قد شاهدت الفيلم
الجزائري ورشحته للمشاركة في المسابقة العربية وهو تأليف واخراج عبدالكريم
بهلول الذي قدم أول أفلامه عام 1984 بعنوان "الشاي بالنعناع" وهو يعيش في
فرنسا وحاصل علي الماجستير في الأدب من جامعة باريس الثالثة ثم تخرج في
معهد "الايديك" للسينما الذي درس به مخرجنا الراحل حسين كمال وأخرج بهلول
مجموعة من الأفلام المتميزة مثل "أخوات هاملت" و"ليلة القدر" و"اغتيال
الشمس" وأخيراً "رحلة إلي الجزائر".
تقول الناقدة ماجدة واصف: ما جذبني للفيلم الجزائري ان مخرجه كتبه
وأخرجه وكأنه جزء من سيرته الذاتية في فترة طفولته سنوات الستينات في عهد
الرئيس الراحل أحمد بن بيللا. إلي جانب ان الفيلم يتحدث عن بطولة امرأة
استشهد زوجها وترك لها ستة أطفال. ورغم ذلك حاول أحد المسئولين بالمدينة
التي تعيش فيها ان يطردها من المنزل الذي تعيش فيه بعد جلاء الاحتلال
الفرنسي.
* لكن ما سبب عودة عبدالكريم بهلول إلي الستينات لكي يقدم فيلمه..
يقول المخرج الجزائري: نحن نعود إلي الماضي للتأكيد علي قيم انسانية
نحتاجها في وقتنا الحاضر. هذه المرأة أكدت علي مبدأ المواطنة وحقها في حياة
كريمة. وليس من المعقول ان يرحل الاستعمار الفرنسي ليخلفه استعمار آخر من
أولاد البلد الفاسدين. من هنا جاءت أهمية القصة وكان ابن هذه السيدة زميلي
في المدرسة ونحن صغار وحكايتها ظلت في ذاكرتي طوال أربعين عاماً حتي قدمت
فيلماً عن تلك الواقعة. وما زاد من قوة تأثير الفيلم الممثلة وحيدة قاسمي
في دور الأم عيشة.
أما الفيلم المصري "هليوبوليس" فهو العمل الأول لمخرجه أحمد عبدالله
السيد الذي تخرج في كلية التربية الموسيقية ولم يدرس في معهد السينما وعمل
طوال 10 سنوات في الاعلانات وتصميم مقدمات الأفلام والمونتاج. واتجه إلي
السينما المستقلة مع المنتج شريف مندور الذي قال: أهتم بشكل خاص بالتجارب
الشابة في السينما المصرية. ومن هنا جاء المشروع الخاص بانتاج أفلام مستقلة
تكون موازية للانتاج التجاري وبعد ان نجحت تجربة فيلم "عين شمس" مع المخرج
ابراهيم البطوط قررنا الاستمرار وقدمنا "هليوبوليس".
####
مقعد بين الشاشتين
زمن المهرجانات المتداخلة... إذاعة وتليفزيون.. سينما..
كورة.. أحمدك يارب
بقلم : ماجدة موريس
* مساء الغد تعلن جوائز مهرجان القاهرة السينمائي الدولي رقم 33 من
القاعة الكبري بدار الأوبرا المصرية في حفل فخيم لابد أنه سيقترب من حفل
الافتتاح المبهر الذي نقلته قناة المهرجان- نايل سينما- يوم الثلاثاء 10
نوفمبر.. ومن الصعب الحديث عن جوائز هذا المهرجان الكبير قبل إعلانها لكن
الأمل ان يحصل الفيلمان المصريان المشاركان في المسابقة الدولية وهما فيلم
مجدي أحمد علي "عصافير النيل" وفي المسابقة العربية فيلم أحمد عبدالله
"هليوبوليس" علي جوائز ضمت عدداً غير قليل من الأفلام المهمة في مسابقات
المهرجان الثلاثة. والثالثة غير الدولية والعربية هي مسابقة الأفلام
الديجيتال. ومن المؤسف ان عددا من عشاق السينما ونقادها لم يتابع المهرجان
كما يجب بسبب انشغاله في أعمال مهرجان الإعلام العربي رقم 15 الذي يقام في
نفس الوقت مع مهرجان القاهرة السينمائي وحيث افتتح بعده بيوم. وأنهي أعماله
بعد خمسة أيام تسبقها أيام التحكيم العشرة ولست أدافع عن حقوق قلة من
المحكمين لكن عن حقوق حدثين ثقافيين كبيرين ومهمين في أن يحصل كلاهما علي
الاهتمام الكامل لمدة أيام لا تزيد علي العشرة وقد تقل كثيرا علي مدي عام
كامل فهل التنسيق بينهما مستحيل في بلد واحد؟ وهل نلوم المهرجانات العربية
خارج مصر إذا تجاهلت أجندتنا الثقافية وسعت لمنافستها؟ الطريف هنا ان حدثا
ثالثا مهما نافس مهرجان الإعلام والسينما هو مباراة كرة القدم مع الجزائر
والتي جرت مساء السبت الماضي وسط أكبر حملة من الشحن المعنوي والإعلامي
وأثرت بالفعل علي ضيوف مهرجان الإعلام الذين شاهدوها علي شاشات كبيرة في
الموفنبيك وعلي جمهور السينما وسوف يمتد التأثير بالطبع حتي نهاية مهرجان
السينما وهو أمر لا يد لأحد فيه هذه المرة إلا أجندة الفيفا المعتمدة منذ
زمن.. وان كان تأثير الكرة علي كل شيء واضحا في مصر سواء في كم الساعات
التي خصصت لها علي كل الشاشات والاذاعات أو الاهتمام العام والشخصي بها وهو
اهتمام يوازي أقصي ما يمكن للمصريين الاهتمام به مثله مثل الاهتمام برغيف
العيش والفارق هنا بين جمهور الكرة وجمهور السينما هو الفارق بين أكل
الخبز.. وأكل الجاتوه.
مهرجان الإعلام.. ملاحظات علي الجوائز
* وفي حفل ختام مهرجان الإعلام مساء الأحد الماضي بمدينة الانتاج
الإعلامي حصل المبدعون المصريون علي أكبر عدد من الجوائز الاذاعية يليهم
الكويتيون ثم السوريون ولأن مصر تقدمت بأكبر عدد من الأعمال المشاركة في
المسابقة "58 عملاً من 196" تم التحكيم فيها في ثماني لجان وكم من أسماء
تعمل في صمت لتقديم برامجها أنصفتها هذه الجوائز التي تساوي في أهميتها
لأصحابها قيمة أكبر بكثير مما تساويه جوائز مسابقات التليفزيون لأصحابها
فالتليفزيون "مشتاق" في رأي الأغلبية عكس الاذاعة.. ومع هذا فإن جوائز
التليفزيون أيضا أنصفت الكثير من المجتهدين من أصحاب البرامج التي تمر
سريعا علي المشاهد بلا تعقيب ويسري هذا أيضا علي صناع الأفلام القصيرة
والتسجيلية التي لا تعرض أساساً إلا بالصدفة حتي في الجهاز الذي ينتجها عكس
المسلسلات التي يركز معها الكل. المنتجون والمسئولون عن الشاشات والجمهور
وكل مسلسل لمدة شهر كامل وبرغم التنظيم الجيد للحفل وأناقته إلا أن لنا
ملاحظات عليه:
1- مسألة توزيع الجوائز نفسها مرة واحدة والتي لاحظ الكثيرون مضارها
منذ الدورة الأولي للمهرجان لأنه لا أحد يحتمل ساعتين بنفس الوتيرة. وكان
من المفترض ان توزع جوائز المهرجان في ثلاث فقرات جائزة نجيب محفوظ ثم
الاذاعة وبعدها التليفزيون وان يوضع غناء نانسي عجرم "أو غيرها" ضمن
الفواصل حتي يحتفظ الحفل بمدعوويه بدلا من ان يتسربوا- كما رأينا- أو
يتململوا- كما حدث في الافتتاح- بسبب طول فترة التكريمات.
2- الأمر الثاني هو عملية تسليم الجوائز الكثيرة والمتنوعة. وكان من
الأفضل ان يتبادل عليها كبار الإعلاميين من مسئولي المهرجان الذين صعدوا في
البداية لتحيتهم ثم هبطوا بدون الاستفادة منهم في تسليم جوائز الاذاعة مع
أمين بسيوني وسناء منصور وجوائز التليفزيون مع إنعام محمد علي ووجدي الحكيم
أما الفنانة الكبيرة مديحة يسري فمن الذي اختارها أساسا وظن أنها تصمد طوال
هذا الوقت؟
3- بالنسبة لجائزة نجيب محفوظ كنت أتمني ان يعلن الدكتور فوزي فهمي
رئيس لجنتها ان جهات الانتاج هي التي رشحت أسماء كبار الكتاب لها وليسوا هم
من تقدم لترشيح نفسه.. فهذا يليق أكثر بالمهرجان وبهم.. فضلاً عن أنه من
غير المعقول ان نلوم بعضهم "لأنه لم يرسل كل حلقات عمله" في محفل تكريمي.
4- فيما يخص الجوائز.. فقد حصلت كل من مصر ثم سوريا علي أكبر عدد من
جوائز الأعمال الدرامية خاصة جوائز الابداع.. لكن كيف يحصل مسلسل "هدوء
نسبي" علي ذهبية المسلسل الاجتماعي بدون ان يحصل علي جائزة إبداع واحدة
لمخرجه أو مؤلفه أو نجومه؟ بينما يحصل مسلسل الجائزة الفضية "الهروب إلي
الغرب" علي جائزة إبداع لمؤلفه.. ان الذهبية هنا لها استحقاقات. أولها
اكتمال عناصر الابداع بها. خاصة في التأليف والاخراج وإلا ما استحقت المركز
الأول علي الأعمال الأخري.
5- برغم الجهد الكبير من كل المسئولين عن تنظيم أعمال المهرجان. منذ
بداية التحكيم وحتي نهايته. فهناك افتقاد للتنسيق مع ندواته المستقلة.
والتي لم يعلم بها أحد من المحكمين. ولا بموضوعاتها. وهي علي بعد أمتار
منهم! مع أن الكثيرين سألوا عنها وكان التواصل ضروريا بين جناحي المهرجان
وأخيراً فإن المطبوعات لا تليق بمهرجان كبير بل أكبر مهرجان عربي فقد كان
يستحق جريدة يومية أفضل "توزع علي الناس" ويستحق كتباً وأبحاثاً ودراسات
حول عالم الإعلام المتعاظم الآن والذي يحتل بالتدريج أكبر أوقاتنا.. فإذا
لم يكن هذا هو وقت الاهتمام بثقافة الإعلام.. فمتي يأتي هذا الوقت إذن؟
6- أخيراً.. فما هو لغز "لجنة الفرز" التي شكلها المهرجان قبل
بدايته.. وكيف تحول أعمالاً للأطفال جيدة إلي لجنة أخري فتضيع منها جوائز
مؤكدة؟
وكل مهرجان ونحن بخير.. وأولنا المبدعون.
magdamaurice1@yahoo.com
####
ليل ونهار
واحد من الفراعنة!!
بقلم: محمد صلاح الدين
"يا من تذهب ستعود.. يا من تنام سوف تنهض.. فالمجد لك.. للسماء
وشموخها.. للأرض وعرضها.. للبحار وعمقها"!!
بهذه الكلمات الخالدة من "كتاب الموتي" افتتح المبدع الراحل شادي
عبدالسلام فيلمه التحفة "المومياء" أو ليلة أن تحصي السنين.. وهو الذي تشرف
مهرجان القاهرة السينمائي بإهداء دورته الثالثة والثلاثين لاسمه.. بعد أن
أنفقت وزارة الثقافة علي ترميمه الكثير ليظل إحدي تحف السينما الخالدة. حتي
أنه اختير ضمن قائمة أحسن مائة فيلم علي مستوي العالم!!
الطريف والمثير معاً أنه بعد "40" عاماً من إنتاجه ينال الفيلم هذا
الإعجاب المذهل. بل وينال مخرجه البائس كل هذه الشهرة وهذا المجد.. وكأنه
واحد من الفراعنة العظام الذي أبي إلا أن يخلد اسمه ولو بفيلم واحد..
فالخلود هو عدم فناء النفس بعد الموت.. وقد ظهرت هذه العقيدة في ديانات
وفلسفات كثيرة. أبرزها طبعاً في عقائد الفراعنة.. ولكن يجيء معماري مبدع من
أحفاد الفراعنة بعد منتصف القرن العشرين يعشق السيما كما عشق تاريخنا
الغائب أو المهمل.. ويشيد حدوتة تمزج بين الماضي والحاضر في أنشودة رائعة
ورائقة كصفحة النيل.. وهذا كان أكثر ما ميز فيلم هذا الرجل.. هو الوضوح
الشديد للرؤية والإخلاص في انجلاء الهدف. مع بساطة التعبير وبلاغته في نفس
الوقت.. إنه لم يقفز بين الأزمنة أو بين الأحداث ليستعرض قدراته كمخرج
وإنما التزم بنظام سردي يخدم رؤيته للموضوع. وهذا النظام ما جعله يحدد كل
مشهد بل وكل لقطة وكل كادر تحديداً مرسوماً وموظفاً بصرياً لخدمة البناء..
فاستحق هو وعمله الخلود.. فنعم أجر العاملين..!
كان تصميمه للملابس في الفيلم تصميماً بديعاً وغير مسبوق.. من أول
أفراد قبيلة الحربات. حتي ملابس الأفندية وملابس الضباط والجنود.. وحتي
أيوب تاجر الآثار المسروقة. الذي أصبحت أشبهه بالأمريكان في أيامنا هذه..
إنه يفعل أي شيء من أجل مصلحته العليا.. يقدم واجب العزاء لتمرير شغله.
ولكنه لا يتردد في ضرب أو قتل صاحب العزاء رغم ما نابه إذا تعارضت مصالحه
معه!! أما المناظر فقد امتلك فيها حساً تشكيلياً عالياً في شكل المرئيات
حتي أنه خلق ما يسمي "بالبعد الرابع". وهو البعد الزمني الذي تستشعره من
أسلوب إضاءة كل مشهد.. فاستحق العمل أن يكون منجماً لا ينضب مع حصاد الأيام
والسنين!
الوجه الآخر لشادي غير فيلمه العظيم وأفلامه القصيرة المهمة "الفلاح
الفصيح" و"آفاق" و"جيوش الشمس" و"كرسي توت" و"الأهرامات" و"رمسيس الثاني"
والذي يدهشنا عدم وجودها علي الفضائيات الموكوسة بالمناكفات والتشوهات..
أقول إن الوجه الآخر له هو تلك التصميمات الدقيقة لملابس وديكورات عشرات
الافلام المصرية التاريخية مثل "الناصر صلاح الدين" و"رابعة العدوية" و"واإسلاماه"
و"ألمظ" و"أمير الدهاء" و"عنتر بن شداد".. بل وأعمال معاصرة مهمة مثل
"السمان والخريف" و"الرجل الثاني" و"بين القصرين" و"الخطايا".. وهو ما ضم
بعضه كتالوجا أصدره المهرجان بلوحات شيقة تصلح للاقتناء. رغم افتقاره
لدراسة نقدية أو تحليلية عن هذه الأعمال!!
المهم عاد فيلم "المومياء" إلي الواجهة وإلي الصدارة من جديد بعد
أربعين سنة. ليطل علي حال السينما المصرية المتردي. ويخرج لها لسانه. وكأنه
يقول: ها أنتم بملايينكم ونجومكم "الريش" لم تفلحوا في أن تصنعوا مجداً أو
خلوداً.. فتذكروا واعتبروا يا أولي الألباب.. ويا ليتنا نفعل ما فعله
شادي.. وننفض نحن التراب عن تحفته المخبوءة أو الدفينة "اخناتون"!!
كل ما أخشاه أن نكون قد أصبحنا مثل قبيلة "الحربات" في الفيلم.. ننتهك
موتانا.. ونعيش علي سيرتهم ومتعلقاتهم فقط.. ولا نضيف جديداً!!
Salaheldin-g@hotmail.com
|