حكايات وحواديت الأفلام
الفائزة بمهرجان القاهرة
"حنصلة"
الأسباني ناطق بالبربرية.. "عباد الشمس" مرشح للأوسكار
نادر أحمد
سيطرت
السينما الأوروبية علي جوائز المسابقة الدولية للأفلام الروائية الطويلة
بمهرجان القاهرة السينمائي حيث نالت ست دول جوائز المسابقة وهي دول أسبانيا
وفرنسا واليونان وبلجيكا وسويسرا والدانمارك.. بينما نالت السينما الآسيوية
شهادة تقدير عن طريق الفيلم الصيني "العثور علي شنجري لا".
أما
السينما العربية والافريقية المتمثلة في مصر فخرجت خاوية اليدين عن طريق
فيلم "يوم ما اتقابلنا" للمخرج اسماعيل مراد.
الافلام
الفائزة بجوائز المهرجان لها حكايات وطرائف وحقائق منها أن الفيلم الأسباني
"العودة إلي حنصلة" الفائز بجائزة الهرم الذهبي كأحسن فيلم في المهرجان
ناطق بثلاث لغات احداها اللغة البربرية المنتشرة في شمال افريقيا إلي جانب
اللغتين الاسبانية والعربية.. وقد اعتمدت مخرجة الفيلم الاسبانية شومي
بوتيريز علي واقعة حقيقية حدثت علي الشاطيء الاسباني منذ عدة سنوات حينما
وجدت جثث أحد عشر شابا مغربيا فقامت بإخراج هذا الفيلم مشاركة في كتابة
السيناريو مع السيناريست كارلوس روبيرو وألقت الضوء علي مأساة الهجرة
والموت علي الشواطيء غرقا.. وهو ما يحدث من الشباب المصري في محاولته
للهجرة غير الشرعية إلي ايطاليا ويلقون حتفهم في عرض البحر.. واعتمد الفيلم
علي الممثلة المغربية فرح حامد التي لعبت دور الشقيقة ومحاولتها انتشال جثة
شقيقها والعودة بها إلي مدينتها المغربية وحنصلة.
يأتي الفيلم الاسباني الثاني المشارك في المسابقة
بعنوان "زهور عباد الشمس العمياء" للمخرج المخضرم خوسيه لويس والذي نال
شهادة تقدير من لجنة التحكيم.. والمأخوذ عن رواية شهيرة بنفس العنوان نشرت
عام 2004 للكاتب البرتومنيديت.. والطريف أنه مات بعد شهور قليلة من نشرها
ولم يلمس نجاح روايته التي فازت بجائزة الدولة في أسبانيا إلي جانب جائزة
النقد الأدبي للرواية والفيلم مرشح لجائزة الأوسكار الأمريكية في قسم أفضل
فيلم ناطق بلغة غير الانجليزية وتدور أحداثه حول مأساة الحرب الأهلية في
أسبانيا.
ينفرد
الفيلم البلجيكي "الضائع" بأنه الوحيد الحائز علي جائزتين احداهما الهرم
الفضي المهداة من لجنة التحكيم والأخري جائزة أفضل سيناريو مناصفة مع
الفيلم الفرنسي "بصمة ملاك".
يتناول
"الضائع" بهدوء قضية اللاجئين في بلجيكا والمسلمين خاصة. وقد شاركت في
بطولة الفيلم المطربة والممثلة المغربية سناء موزياث والتي لعبت دور
اللاجئة الباكستانية الجميلة ببراعة وقوة وتمكنت من التعبير عن كرامة
الفتاة الشرقية المجروحة عندما ترفض الزواج من صديقها من أجل الحصول علي
الاقامة لأنها ترغب الزواج من أجل الزواج.
تفوز فرنسا بجائزتين أيضا ولكن عن فيلمين احدهما
جائزة أحسن ممثلة لفيلم "سيرافين" والآخر أفضل سيناريو لفيلم "بصمة ملاك"
مناصفة مع الفيلم البلجيكي "الضائع" وهو ثاني أفلام المخرج صافي نيبو..
والفيلم مليء بالحساسية الكبيرة في تناوله لقضية المرأة التي تبحث عن
ابنتها فالقضية إنسانية مليئة بالمشاعر المتناقضة.
من غرائب
الجوائز أن جائزة أحسن ممثل وأفضل ممثلة ذهبت لأدوار تجسد حياة فنانين
تشكيليين.. فالممثل اليوناني خوان بوتو الفائز بجائزة التمثيل عن دوره في
فيلم "الجريكو" أو "باليوناني" جسد السيرة الذاتية للفنان اليوناني "ديمتريس
نيوتوكو بولاس والذي كان أحد الفنانين الموهوبين كنحات ورسام في أيام عصر
النهضة والذي اشتهر مناهضته ضد السلطة والكنيسة.
يذكر أن
مخرج الفيلم يانيس سمارا من جزيرة كريت وهي الجزيرة التي ولد فيها الفنان
اليوناني ديمتريس بولاس.
أما
الممثلة أولاند مورو والتي فازت بجائزة أحسن ممثلة عن الفيلم الفرنسي "سيرافين"
فهي ممثلة بلجيكية قدمت شخصية الفنانة الفرنسية سيرافين لويس والتي كانت
تعمل كخادمة وراعية غنم وتم اكتشاف موهبتها بالصدفة. وتعايشت الشخصية في
أدائها وخطواتها ونظراتها وطريقتها في الحديث أي جميع مراحل الشخصية هي
وصلت مرحلة الهلوسة التي انتهت بجنونها.
في مسابقة
الافلام العربية تقاسم الفيلم المصري "بصرة" جائزة أفضل سيناريو مع الفيلم
الفلسطيني "عيد ميلاد ليلي" ويعتبر "بصرة" أول الافلام الروائية الطويلة
لمخرجه أحمد رشوان والذي قام بتأليفه.. وهو نتاج السينما المستقلة في مصر
الذي يعتمد صانعوها علي تكنولوجيا الديجيتال لرخص تكاليفها.. والفيلم عمره
الزمني خمس سنوات منذ كان فكرة.. وهو يعد شكلا جديدا للسينما المصرية
وولادة مخرج جريء يعرف أدواته.
الطريف أن
الفيلم كان اسمه "100% حتي" ثم تحول إلي بصرة لأن هذا الاسم له أكثر من
دلالة منها البصرة المدينة العراقية الشهيرة. كما أن كلمة "بصرة" معروفة في
لعبة الورق الكوتشينة المصرية.. وقد نال الفيلم أيضا جائزة التصوير بمهرجان
فالينسيا بإسبانيا للمصور المصري فيكتور كريدي.
أما فيلم
"عيد ميلاد ليلي" فقد انتقد مخرجه رشيد مشهراوي المؤسسات الفلسطينية
الحكومية بشكل علني.. وهي محاولة لايضاح تجسيد تأثير الاحتلال علي مدي
سنوات طويلة.. وقد نال عدة جوائز منها جائزة أحسن ممثل لبطلة محمد بكري في
مهرجان قرطاج والذي حصد أيضا جائزة التانيت الفضي في نفس المهرجان إلي جانب
جائزة أفضل ابداع فني بمهرجان الشرق الأوسط بأبو ظبي كما عرض في عدة
مهرجانات منها مهرجان تورنتو بكندا ومهرجان طوكيو باليابان ومهرجان سان
سباستيات بأسبانيا.
|