قضية
القنوات
الغنائية الفضائية تغض الطرف عن رمضان
دبي ـ جميلة إسماعيل
يتمثل
نشاط بعض الفضائيات الغنائية العربية في رمضان من خلال التنافس في عرض
الفيديو كليب ورسائل الإغواء، بعد أن استطاعت إجبار المتلقي أو المتابع على
قبول فكرة الكليب الإباحي، والرسائل المتبادلة بين المستمعين والمشاهدين
على الرغم من أن الأولى تجاوزت كثيراً حدود الحياء والذائقة الفنية،
والثانية تخطت الذوق العام إلى ما هو أعمق من الإفساد.. وذلك من دون أي
مراعاة لحرمة الشهر الفضيل ومشاعر المسلم الصائم.
وليس هذا
فحسب، بل إن الفضائيات الغنائية غيبت أجواء الشهر المبارك عن بثها، وواظبت
على نهجها ذاته بتقديم شتى الأغنيات رغما عن أنوف الصائمين، موضحة أن
بإمكانها تطبيق مبادئها وغرس أوتادها.
ربما يكمن
الحل بضرورة تدخل الجهات الرسمية العربية والإسلامية ليصبح بيدها سلطة على
أصحاب هذه القنوات، وإجبارهم على تنفيذ ميثاق الشرف الذي يحدد لهم ما يجب
وما لا يجب عرضه.. ربما يكون هذا الأمر صعباً جداً في زمن الإعلام الحر
الذي يتباهى به العالم، لكن لا بد من المحاولة.
و في هذا
الإطار يقول بلال البدور المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون في وزارة
الثقافة والشباب وتنمية المجتمع: «إن القنوات الغنائية وللأسف الشديد تعرض
ما يصطدم مع الضوابط الأخلاقية لمجتمعاتنا، سواء كان ذلك في رمضان أو غيره.
لذا فالأمر يتوجب هنا وضع المواثيق الأخلاقية والإعلامية التي تنظم عملها
وترتقي به، لتصب في خانة الترفيه الملتزم والهادف، وهو أحد أهداف الإعلام
الذي صيغ من أجلها.
وعليه فإن
المنع لا يبدو أسلوباً مناسباً للتعامل مع تلك القنوات، كما أن المشاهد لا
بد أن يكون واعياً ومسؤولاً بحيث يتخذ بنفسه القرار الخاص بمشاهدة تلك
القنوات أو العزوف عنها».
ويضيف
البدور قائلاً: «إن الجمهور العربي بأشد الحاجة في الشهر المبارك إلى برامج
تعينه على أداء الواجب الديني والتعليمي، ووجدت بعض القنوات الفضائية لتقوم
بهذه المهمة».
وحول هذه
القضية، يقول الدكتور إبراهيم الحوسني أستاذ الصحافة في كلية الاتصال
بجامعة الشارقة ـ سابقاً: «منع القنوات الغنائية في رمضان ليس حلا، ولكن
الأولى هو محاربتها أو حماية المجتمع من أخطارها ومفاسدها، بل إن الطريق
الأمثل معها هو تنقيتها من تلك الشوائب وتصحيح مسارها، حتى تؤدي الرسالة
الترفيهية المرجوة منها، بما يحفظ للمجتمع قيمه وأخلاقياته وعاداته
وتقاليده».
ويضيف
الدكتور الحوسني: «إن جزءاً كبيراً من الإعلام العربي الإسلامي، أعلن أنه
أتم استعداداته لاستقبال شهر رمضان الكريم عبر كل قنواته الفضائية التي
تنتشر في الفضاء مثل السرطان، أما استعداداته فهي عبارة عن أغنيات تسابقت
على حجزها القنوات حصرياً كنوع من التميز لجذب المشاهد لمتابعتها، بالإضافة
إلى برامج المسابقات والفن والترفيه التي تم انتقاؤها لتخفف حدة الجوع
والحرمان على الصائمين، وتروح عن نفوسهم بالنغم الجميل».
ويختم
بالقول: «لم تكتف تلك القنوات ببث سمومها الغنائية، بل تجاوزت إلى مستوى
تقديم برامج مسابقات منتقدة تطرح أسئلة ساذجة للحصول على أكبر عدد من
الاتصالات الهاتفية، التي تدر أرباحاً خيالية على أصحاب القنوات، بعد أن
أصبحت إيرادات الرسائل لا تكفي احتياجات تلك القنوات».
وتشير
نجيبة الرفاعي (إعلامية في إذاعة الشارقة) إلى أن فرض بعض الفضائيات
الغنائية أغانيها الهابطة على المشاهد في رمضان يعد نوعاً من استهلاك
الثقافة السريعة من اليد إلى الفم من دون تدقيق فيما يتم استهلاكه، إلى
جانب أنه في تلك الكليبات يتم استخدام الشخصيات بشكل سلبي وخاصة الأطفال.
وتتابع
الرفاعي قائلة: «مع ارتفاع درجة إيقاع حركة القنوات الفضائية استعداداً
لرمضان أخذت القنوات الفضائية تركز على إعداد برامج رمضان مستفيدة من كل
خبرات موظفيها من مذيعين ومعدين وغيرهم.
وبذلك
تضاعف الجهد لينعكس ذلك على البرامج التي تقدم في الفترة التي تسبق رمضان،
والتي عادة ما تصاب بحمى الإعادة أو البرامج الضعيفة وهذا ما يبدو واضحاً
في الفضائيات الآن.
حيث يلهث
الكل للمساهمة في شهر رمضان لتأتي الفترة التي تسبق رمضان مشوشة وضعيفة، مع
تركيز الجميع على إعداد برامج الشهر الفضيل، وهي في غالبها برامج خفيفة
ومنوعة ذات إطار هادف ونافع، وتحتاج إلى حسن الاختيار والإعداد».
ويقول
ياسر القرقاوي مدير الفنون الأدائية في هيئة دبي للثقافة والفنون: «إن
قنوات الأغنيات وخاصة الهابطة التي تعرض في نهار رمضان إسفافاً وابتذالاً
فنياً، وتتخذ من العري والخلاعة أسلوباً ومحوراً لها، تفسد بلا شك القيم
والأخلاق، وتؤثر سلباً في النشء وارتباطه بدينه، لذا لا بد من مقاطعتها،
فالمقاطعة هي السلاح الأمضى من أن يتم منعها أو حظرها أو حجبها حتى نتجنب
شرورها وآثامها التي تصيب المجتمع المسلم في مقتل وتدخل إليه عادات سلبية،
وتشوه علاقته بقيمه وأخلاقياته التي هي عماد حياتنا».
ويضيف
القرقاوي قائلاً: «لابد من ضرورة مراعاة الفضائيات لمشاعر الصائمين، بدلاً
من هدمها في ظل ما وصلت إليه هذه الكليبات من مستوى أخلاقي منحدر.
نهلة
الفهد رئيس دائرة المشاريع (راديو وتلفزيون) في المجموعة الإعلامية العربية
تقول: «رمضان أضحى لدى إعلامنا وفنانينا موسماً لا يضاهى للعمل والانتشار
والبروز، وساحة مفتوحة للإعلان والدعاية عن كل شيء.. بل صار بورصة فنية
تلهث فيها أنفاس المنتجين لحجز مواعيد وقنوات لأغنياتهم وإسفافهم حتى ولو
بالوساطة.. مع أن أعمالهم تلك مليئة بالتجاوزات الفنية والأخلاقية، شكلاً
ومضموناً، مما يجعلها لا تليق لا بشهر رمضان ولا بغيره».
وتضيف
الفهد قائلة: «يأتي دور التلفزيون في رمضان كوسيلة إعلامية معاصرة يمتلك
قوالبه الخاصة وأشكاله التي يتم فيها تشكيل الرموز وصياغتها صياغة جديدة
اعتماداً على عناصر تأثير رسالته ومدى تواؤم مضمون الرسالة مع الشكل
المصاغة به.. ومن هنا تأتي خطورة عدم استخدام هذه الوسيلة الإعلامية
والترفيهية بشكل لائق من خلال تقديم البرامج التي لا تتماشى مع سمو وعظمة
هذا الشهر الكريم.
ميثاق شرف
لا بد
فعلا من عقد ميثاق شرف للحد من تقديم الأعمال التي تخدش الحياء، وتؤذي
الذوق العام بالاعتماد على مشاهد العري وبثها في شهر رمضان المبارك.
الاسم:
محمد الظفري
المهنة:
طالب جامعي
إبداعاته:
كتابة الشعر النبطي
صيام
الفضائيات الغنائية
الفضائيات
الغنائية تتكاثر مثل الأمراض الخبيثة، فهل يكون (صيام) الفضائيات عن كليبات
العري فريضة واجبة في شهر رمضان من كل عام على أقل تقدير؟
تأثير
سلبي
تؤثر
الكليبات بشكل سلبي في رمضان، وتؤدي إلى الهبوط بالذوق العام سواء كان على
مستوى اللفظ أو اللحن أو المناظر ولو على مستوى السياق الاجتماعي الذي تدور
فيه الأغنية.
الاسم:
حميد العوضي
المهنة:
طالب جامعي
إبداعات
أخرى: إعلامي واعد ومنتج أفلام.
البيان الإماراتية في 5
سبتمبر 2008
زمن
المشاهد لا يسع خارطة المسلسلات
دبي ـ جمال آدم
لا يشتكي
الناس من ضيق الوقت، إلا وهم يشاهدون مسلسلات شهر رمضان.. وفعلاً يضيق
الوقت لمتابعة ما يقرب من مئتي مسلسل درامي يعمل فيها ألفان وخمسمئة فنان
وفني، وليس باليد حيلة إلا أن يقوم المرء بتحديد محطات يتابع فيها ما يتيسر
له، ولكن لا بد بين الحين والآخر من أن يعرج على بعض المحطات ويمر مروراً
ولو عابراً.
عبر رحلة
سريعة بين قنوات البث العربية، يفاجأ المرء بقناة أبوظبي، فعلى الرغم من
كثرة المسلسلات العربية، إلا أن قراراً غريباً اتخذ في هذه القناة بعرض
مسلسل تركي بعنوان «دموع الورد»، ويبث في الوقت الرئيسي لتقديم أهم الأعمال
العربية في المحطات الأخرى، في الواحدة ليلاً، ما يجعلنا نتساءل إن كانت «ام
بي سي» رمت الطعم، وهربت فكيف تلقفته أبوظبي، حينما قال الشيخ وليد
الإبراهيم مالك قناة «ام بي سي» انه «سيضطر لعرض مسلسلات تركية في شهر
رمضان ترشيدا للإنفاق». وإذا كانت سوريا هي أكبر مصدر للدراما في الشرق
الأوسط، فإن حالة تخمة تصيب قناتها الفضائية التي تبدأ ببث المسلسلات على
مدار الساعة ومن دون إعادة منذ ساعات الصباح الأولى، حيث لا مجال لالتقاط
الأنفاس نهائياً. وأمام هذه الصناعة الرائجة، يتابع فواصل لإعلانات تجارية
رديئة في إنتاجها وبسيطة في محتواها، ولا تزال المحارم والعلكة والشامبو هي
ركيزة الصناعات الثقيلة فيها..
وثمة
إعلانات غريبة تمر في الشريط الإخباري تدعو إلى ترشيد استخدام الماء
والكهرباء بنصائح تقليدية تدعو للسخرية، وكأنها تبث للعالم كله وليس
للسوريين فقط والسؤال أليس الأفضل أن تبث هذه النصائح على المحطة الأرضية
بدلاً من الفضائية. هناك الكثير من المحطات التي لا تستطيع تقديم أعمال
جديدة نظراً لغلاء ثمنها، فتلجأ إلى الأعمال القديمة قبل عامين وأكثر،
لتقدمها إلى بعض المشاهدين في موجة الغلاء التي لم تترك لها مجالاً لتقديم
مادة هامة للمشاهدين فلا حول ولا قوة لها.
ونستطيع
القول إن الحلقة الدرامية على محطة أم بي سي تقسم لساعة نصف ساعة دراما
والنص الآخر إعلانات، وعلى الرغم من الإعلانات الكثيرة التي تروج فيها هذه
المحطة لنفسها إلا أنها تفاجئنا بأنها أوقفت عرض «فنجان الدم» وغيرت موعد
بث «باب الحارة» وتراهن دائما على طاش ما طاش حتى لو كان بحلة أخرى كما حدث
هذا العام...! معظم الفضائيات اللبنانية لا تستطيع العيش بمعزل عن الحوارات
السياسية.. الإفطار سياسة والسحور سياسة وأثناء النوم سياسة ومن لا يصدق
يتابع قناة «ان بي ان» اللبنانية.
شخصيتان
متشابهتان في عملين
تشاهد
الممثلة الأردنية صبا مبارك في «دموع عليا» على «ام بي سي» ثم تراها في
«صراع على الرمال» على تلفزيون دبي. شخصيتان متشابهتان بل شخصية واحدة في
عملين يقدمان البيئة البدوية واللهجة البدوية.. غريب أليست هي تلك الممثلة
التي تهجمت على زميلة لها لأنها تصور عملين خلال العام الواحد.. فكيف الحال
و«عليا» استنساخ لشخصية «الهنوف» في» صراع على الرمال»..
وكلمة
استنساخ تجوز في هذا المكان لأنها أنهت دورها مبكراً في «صراع على الرمال»
ودخلت بعده في تصوير «عيون عليا» دون احترام لعملها الأول، ولأجل هذا يبدو
أن شخصية «الهنوف» تلبستها فلم تشأ أن تغادرها في العمل الثاني كان الله في
عونها.
الجنسية:
أردنية
البرج:
الحمل
العمل:
ممثلة
البيان الإماراتية في 5
سبتمبر 2008
دراما
أكثر من
متهم في قضية انحسار الكوميديا إبان رمضان
وكالة دار الإعلام
مع دخول
رمضان كل عام، يبدأ الإعلاميون والنقاد في تقييم نوعية الأعمال المقدمة
ومقارنتها بالأعوام السابقة، وحظيت قضية المسلسلات الكوميدية هذا الموسم
بنقاش وجدل واسعين بين الفنانين والنقاد والمؤلفين، نظرا لتراجعها عن
الخارطة الرمضانية.
وأرجع
البعض هذا الانحسار إلى أن كتابة المسلسل الكوميدي الواحد تعادل أكثر من
عشرة أفلام، علاوة على ضخامة تكاليفه، بينما رأى آخرون أن الكوميديا موجودة
داخل الأعمال الدرامية الرمضانية، ولكن ليس بصورة مباشرة، وعلل قلتها بظهور
مسلسلات «الست كوم» السريعة التي لا تتعدى مدة الحلقة منها العشر دقائق.
وحول هذا الموضوع، يقول الفنان أحمد بدير: «إن وجود المسلسل الكوميدي في
رمضان أمر ضروري، على اعتبار أن الكوميديا ليس هدفها إضحاك الناس فقط، بل
قد تحمل في كثير من الأحيان مواضيع مهمة تغوص في واقع المشاهدين، فضلاً عن
ذلك فإن إحدى ميزات المسلسل الكوميدي، عدم احتوائه على إسفاف أو استخفاف
بعقلية المشاهد، حيث يسعى القائمون عليه إلى أن يكون العمل الكوميدي
هادفاً، يصل إلى المشاهد ويتأثر به بسهولة.
واعتبر
بدير غياب المسلسل الكوميدي هذا العام ظاهرة خطيرة، وإن كانت قد بدأت بشكل
متدرج خلال الأعوام السابقة، وقال: «لست ضد انتشار الدراما الاجتماعية،
ولكن في الوقت نفسه على شركات الإنتاج أن توازن بين هذه النوعية من الأعمال
الاجتماعية التي تحمل قضايا متنوعة والأعمال الكوميدية، فمسلسل أو اثنان في
رمضان غير كافيين، خصوصا بعد التزايد الكبير في عدد القنوات، وأتمنى أن
يتغير الوضع هذا العام أو الأعوام المقبلة.
مط
وتطويل... وتربط الفنانة لقاء الخميسي بين تراجع الأعمال الكوميدية
والصعوبة التي يواجهها الممثل وكتَّاب السيناريو في تقديم هذه الأعمال
الطويلة. وتقول: «إن كل مشهد في الكوميديا لابد أن يكون جديدًا، وعندما تم
تقديم أعمال تعتمد على الكوميديا بشكل بسيط تم اتهام الممثلين وكتَّاب
السيناريو بالمط والتطويل في الأحداث، وهو ما دفعهم للاتجاه إلى الأعمال
الدرامية الاجتماعية». وأعربت الخميسي في سياق متصل،عن سعادتها بانتشار
مسلسلات «الست كوم» التي بدأت تظهر في الفترة الأخيرة، لأنها تفتح المجال
مرة أخرى للكوميديا في الدراما بعد أن انحصرت في الوقت الحالي في السينما
فقط، كما تفتح أيضا المجال أمام عدد كبير من الممثلين والممثلات من أمثالنا
الذين لم يأخذوا حظهم في التلفزيون، حيث نجح هذا النوع من الكوميديا بشكل
كبير، ولاقى قبولاً من الجمهور كبديل مؤقت عن غياب المسلسلات الكوميدية.
الرؤية
ذاتها، تتبناها الفنانة روجينا التي أكدت أن تقديم أعمال كوميدية في ثلاثين
حلقة أمر صعب جدًا، وقالت: «رغم أنني قدمت مسلسل «يوميات زوج معاصر» فإنني
أرى أن هناك صعوبة في الكتابة والتمثيل بالنسبة للأعمال الكوميدية».
كوميديا
اجتماعية
للفنانة
هالة فاخر رؤية مخالفة، حيث ترى أن هناك أعمالاً كوميدية تقدم على الساحة
الفنية بشكل غير مباشر، ويشارك فيها عدد كبير من الفنانين، وهى أعمال
كوميدية اجتماعية لكن معظمها لا يتم عرضه على القنوات المصرية، بل يتم
تسويقها للدول العربية، وتحقق النجاح المطلوب أثناء العرض.
وتعترف
هالة في الوقت ذاته بأن هناك عدداً قليلاً من المؤلفين الذين يجيدون كتابة
الأعمال الكوميدية الطويلة، بينما اتجه البعض الآخر إلى السينما والأعمال
الاجتماعية، كون الأعمال الكوميدية تحتاج إلى «إفيهات» ومواقف وأحداث
ودراما جديدة في كل حلقة، وهو شيء مرهق ذهنيًا للمؤلفين.
مشكلة
إنتاج
ولأن جهات
عديدة تلقي بمسؤولية تراجع الأعمال الكوميدية على الكُتَّاب، كان لا بد من
أن نستطلع رأي أصحاب اللبنة الأولى والعمود الفقري لأي عمل درامي سواء أكان
كوميديا أو اجتماعيا، وهم المؤلفون وكتَّاب السيناريو.
يقول
الكاتب والمؤلف لينين الرملي: «إن المسلسلات الكوميدية لا تقل أهمية عن
مسلسلات الدراما الاجتماعية، وليست ظاهرة أن يكون هناك مسلسلات كوميدية
كثيرة في رمضان، فهذا يعني أن الدراما في حالة انتعاش، لكن الكارثة أن نجد
مسلسلاً أو مسلسلين كوميديين في رمضان.
وأكد
الرملي أن المؤلفين موجودون، لكن الإنتاج يتعامل مع الدراما بمنطق تجاري،
وأصبح المنتج يبحث عن العمل الدرامي الذي يضمن مكسبه من الإعلانات، دون
المغامرة بمسلسل كوميدي. وقد يكون هذا المنطق ـ على حد تعبير الرملي ـ
مقبولا في القطاع الخاص، لكن الغريب أن القطاع العام بدأ يفكر بالطريقة
نفسها.
المكسب
والخسارة
على صعيد
آخر، يرجع الكاتب أسامة أنور عكاشة انحسار الدراما الكوميدية في «الست كوم»
إلى صعوبة كتابة الأعمال الكوميدية الطويلة، لأنها تحتاج إلى وقت في
الكتابة و«إفيهات» كثيرة في كل حلقة، وأن يكون لدى المؤلف العديد من
المواقف المختلفة.
وأشار
عكاشة إلى أن العمل الفني أصبح محكوماً بمنطق المكسب والخسارة، خاصة بعد
انتشار الفضائيات، مشيراً إلى أن الدول العربية تسعى إلى شراء المسلسلات
الاجتماعية التي يمثل فيها النجوم، وترفض شراء الأعمال الكوميدية، لعدم
إقبال الإعلانات عليها.
أما
السيناريست نادر صلاح الدين فيرجع أسباب تراجع إنتاج أعمال كوميدية إلى عدم
وجود نصوص في شركات الإنتاج، وقال: بدلاً من أن «يدلل» المؤلفون عليها،
المفروض على قطاعات الإنتاج التوقف عن إنتاج الأعمال الهابطة، وتكليف بعض
المؤلفين الكبار في الأعمال الكوميدية بتقديم أعمال جيدة.
وحول
تجربته مع الكتابة الكوميدية، قال صلاح الدين: «وجدتها من أصعب أنواع
الكتابة سواء في الدراما أم في السينما، وأتذكر قبل سنوات أنني حاولت كتابة
مسلسل كوميدي، وتعاقدت مع المنتج لكن لم أستكمل حلقات العمل، وتوقفت عند
الحلقة السابعة، لأنني وجدت أن كل حلقة في المسلسل تحتاج إلى «تيمة» مختلفة
من الكوميديا، حتى يكون هناك ضحك مع أن «التيمة» الواحدة في السينما تقدم
فيلماً».
سيناريوهات جيدة
من جهته،
يلقي إبراهيم العقباوي رئيس شركة صوت القاهرة، بالكرة في ملعب كُتَّاب
الكوميديا، مؤكدا أن عدم وجود سيناريوهات جيدة المستوى هو سبب توقف الإنتاج
التاريخي. وقال: «حتى المؤلفين الشباب اتجهوا إلى الأنواع الأخرى من
الدراما، لأن الأعمال الكوميديا تتطلب مجهوداً خاصاً في الكتابة، غير أن
العقباوي اعترف في الوقت ذاته أن غياب المعلن عن هذه النوعية من الكوميديا،
هي السبب الرئيسي وراء اتجاه معظم شركات الإنتاج نحو الأعمال الدرامية
الاجتماعية، والتي لا يخلو بعضها من كوميديا في سياق العمل ذاته.
دراما
مطلوبة
وتؤكد
الناقدة ماجدة موريس أن مشاهدي رمضان تعودوا على تعدد وتنوع جميع أشكال
الدراما المقدمة لهم ما بين اجتماعية وكوميدية، ما يعني أن المسلسلات
الكوميدية هي نوع من الدراما تبدو مثل أي نوع من الأنواع الأخرى، سواء ظهرت
بشكل مباشر أم غير مباشر، غير أن اختفاءها أو ظهورها لا يمثل ظاهرة في حد
ذاتها.
ولفتت
موريس إلى أن المسلسلات الكوميدية في الأعوام القليلة الماضية، بدأت في
الانقراض وحلت مكانها نوعيات مثل مسلسلات «الست كوم»، التي لاقت نجاحا
كبيرا وقابلية عالية عند المشاهدين، فاتجه إليها المنتجون بحثا عن الربح،
غير أنها تؤكد ضرورة وجود تنوع فيما يُقدم في رمضان حتى لا يشعر المشاهد
بالملل والسأم. فليس منطقياً أن يقتصر هذا العام على مسلسل كوميدي واحد هو
«حكايات البنات» لمدحت صالح ومها البدري، ولكن على ما يبدو يتجه الجميع إلى
الأسهل حتى لو كان على حساب العمل الفني نفسه.
الرؤية
ذاتها، أكدتها الناقدة ماجدة خير الله التي قالت:» إن المسلسلات الكوميدية
تساهم في التخفيف من أعباء وهموم المشاهدين، ولذلك ينبغي عدم إغفالها لأن
عدم تواجدها يعني أن هناك خللاً ما، لكن عند تقديم مثل هذا النوع من
الدراما يجب أن يراعي أن المشاهد الآن يختلف عن المشاهد منذ عشر سنوات
مثلاً، نظرًا للتغيرات والتطورات التي تحدث كل يوم في العالم عموما، لكن في
النهاية النجاح يحالف من يستطيع ملامسة مشاعر وأحاسيس المشاهدين، ويعبر عن
آلامهم وأحلامهم ولو بالصورة الكوميدية.
البيان الإماراتية في 5
سبتمبر 2008
|