مدرسة سينمائية متفردة
أثارت الجدل واختلف حولها النقاد
تكريم
يوسف شاهين الشاعر والمفكر والأستاذ
دبي ـ اسامة عسل
لا يختلف اثنان من محبي ومتابعي السينما على عبقرية يوسف شاهين
الإخراجية، وتفرده بنمط خاص في الأسلوب الإخراجي، فمعظم النقاد يتفقون على
أن أفلاماً مثل «باب الحديد» و«الأرض» و«المصير» هي من أهم ما أنتجت
السينما العربية عموماً والمصرية خصوصاً، وقد اختلف النقاد حول خصوصية
سينما شاهين بين معجب ومتذمر.
هو لا يغضب من الاختلاف، لأنه يعشقه ويراه حقاً بشرياً لكل
الناس، تماماً مثلما لا نستطيع ان نتجاهل موهبته أو رؤيته كفنان. أو مشواره
في عالم الإخراج السينمائي على مدى أكثر من 60 عاماً، مهرجان دبي السينمائي
في دورته الرابعة يكرمه من خلال برنامج التكريم السنوي، الذي يشيد فيه
بإنجازات شخصيات سينمائية فذة من العالم العربي وآسيا والعالم الغربي.
«البيان»
من خلال صفحاتها تلقي الضوء على أسطورة السينما المبدع يوسف شاهين الملقب
بشاعر ومفكر واستاذ السينما العربية الحديثة.
سينما
«السيرة الذاتية»
تنوعت أفلام يوسف شاهين في مواضيعها فمن أفلام الصراع الطبقي
مثل فيلم «صراع في الوادي» و«الأرض» و«عودة الابن الضال» إلى أفلام الصراع
الوطني والإجتماعي مثل «جميلة» «وداعاً بونابرت» إلى سينما التحليل النفسي
المرتبط ببعد إجتماعي مثل «باب الحديد» «الاختيار» «فجر يوم جديد» والتي
شكلت تجربة شاهين الفنية والثرية فناً وإبداعاً لينافس بالتالي أشهر
المخرجين وليتصدر وبجدارة لائحة الإبداع الإخراجي.
وبعد هذه الرحلة الناجحة يتحول شاهين إلى منحيً سينمائي جديد
هو.. سينما الذات.. أو سينما السيرة:
«إسكندريه ليه»
يقول شاهين إن فكرة فيلم «إسكندريه ليه» قد راودته حين كان
يمرّ بأزمة صحية معتقداً أنه بات قريباً من الموت لذلك أراد أن يكرس فنه
كلياً للطابع الذاتي.. وبقدر كون ـ اسكندرية ليه ـ فيلم سيرة ذاتية عن
شاهين نفسه إلا أن الفيلم تحدث عن المدينة والكائنات البشرية التي عاشت في
تلك الفترة وخاض في السياسة والحرب والموت والسلام، إستطاع شاهين في هذا
الفيلم أن يوفّق بشكل رائع بين جميع هذه المواضيع.. مزاجاً بين البصري
والحدثي بإسلوب لم يسبق لمخرج عربي أن استخدمه.
أحداث الفيلم تدور في مدينة الإسكندرية في أربعينات القرن
الماضي وتتحدث عن مراهق (يحيى) يوسف شاهين فتيً يحلم بالسفر إلى أميركا
لدراسة السينما.. لكنه كان يتابع كل ما يجري في مدينته وتأثير الحرب
العالمية عليها وإحتلال الإنكليز لها والتمهيد لإقامة دولة إسرائيل وهجرة
اليهود.. كل هذه التفاعلات والتداخلات تبقى تتفاعل في داخله حتى وصوله إلى
نيويورك في لقطة لتمثال الحرية وهو يضحك بهستريا من الفتى المغترب من شواطئ
نيويورك.
يوسف شاهين عاش كل هذه الأحداث ووضعها في بوتقة التحليل
السينمائي بكامل شخصياتها: الإنتقائي «عزة العلايلي» الباشا «فريد شوقي»
اليهودي «يحيى شاهين» كل هذه الشخصيات هي شخصيات عابرة لو قورنت بيحيى
«محسن محيي الدين» وسارة «نجلاء فتحي» وبقية الشخصيات.
حدوتة
مصرية
حين عرض هذا الفيلم في صالات السينما إعتقد الكثيرون أن شاهين
إنتهى سينمائياً وهو في هذا الفيلم إنما يختم سيرته ويعلن عن وصيته. لكنه
في الحقيقة كان يعد العدة للمضي قدماً في إستكمال سيرته الذاتية ليخرج
رائعته السينمائية التالية، حدوتة مصرية إنتاج عام1982.. يستعيد من خلالها
نفسه منذ الطفولة من خلال يوسف الصبي الصغير.
الفيلم من بطولة نور الشريف ويسرا ومحمود المليجي وماجدة
الخطيب وسهير البابلي وليلى حمادة وغيرهم.. حدوتة مصرية تزاوج غريب بين
أجواء غرائبية وواقعية شديدة النبرة، حدوتة شاهين مع ثلاث نساء أمه وأخته
وزوجته.. يمزج فيها صبي صغير هو يوسف الذي يخرج من أعماقه ليسأله عن أفعاله
في إستعادة رؤى مساره السينمائي والحياتي.
يحاول شاهين أن يعقد مصالحة عميقة مع الذات من خلال محاكمتها
ومحاكمة الشخصيات التي رافقت رحلة يحيى الرجل ويحيى الطفل (تلك الرحلة هي
رحلة ذكريات شاهين في صحبة فرويد وماركس ويوسف شاهين السينمائي اللامع الذي
تتعمق نزعته الإنسانية مع السنين« محكمة تعقد جلساتها داخل قفص صدري، محكمة
يحاول من خلالها يحيى «الرجل» أن يهرب من يحيى الطفل ويهرب من تذكره.
الفيلم مأخوذ من فكرة وضعها الكاتب يوسف إدريس في قصة عنوانها
«القاتل» مستوحاة من تجربة مر بها إدريس ووضعها في تصرف شاهين الذاتي الذي
يتصور حالة من الصراع في قلب رجل يحاول دفن ماضيه.
اسكندريه
كمان وكمان
بعد ذلك يأتي فيلمه الجريء جداً، هذه الجرأة متأتية من تعرية
ذاته عاطفياً وجنسياً، وهو ثالث أفلام السيرة الذاتية لشاهين هو فيلم
اسكندرية كمان وكمان إنتاج عام 1990. فيلم نشاهد فيه شاهين وقد أصبح
سينمائياً معروفاً، يلعب شاهين بنفسه دور البطولة فيه ليتحدث من خلاله عن
سيرته الذاتية وعن مهنة السينما وعن الحب حيث يتطرق لعلاقة المخرج بممثلة
شابة إكتشفها وأغرم بها، ولا يفوت شاهين في فيلمه هذا الحديث بصراحة
وواقعية عن أسباب تراجع السينما المصرية من خلال تطرقه إلى إضراب يخوضه
فنانو السينما المصرية أواخر الثمانينات، ورغم خصوصية الفيلم كونه فيلم
سيرة ذاتية الا أنه حقق نجاحاً كبيراً من خلاله يوسف شاهين، جمهوراً جديداً
متعاطفاً ومقدراً للمنجز السينمائي الكبير الذي حققه من خلال سيرة فنية
رافقت الحدث السياسي والإجتماعي وجسدته بصورة سينمائية رائعة.
أهم
الجوائز والأوسمة والنياشين
ـ لقب أحسن ممثل فى مهرجان برلين لدوره «قناوى» عام 1958.
ـ دعى إلى مهرجان كان لفيلم «ابن النيل» عام 1951.
ـ رشح فيلمه الناصر صلاح الدين لجائزة الأوسكار.
ـ كرس له مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي في دورته عام 1996
برنامجا كاملا ضم كل أفلامه القصيرة والطويلة.
ـ منحه مهرجان كان 1997 جائزة اليوبيل الذهبي عن مجمل إنجازاته
تقديرا لمسيرته الفنية.
ـ شارك فيلم إسكندرية نيويورك فى مهرجان كان عام 2004.
ـ حصل فيلم 11 سبتمبر على جائزة اليونسكو فى مهرجان فينسيا عام
2003.
ـ حصل فيلم11 سبتمبر على لقب أحسن فيلم فى أوروبا.
ـ شارك فيلم المصير فى مهرجان كان عام 1997.
ـ حصل فيلم المصير على جائزة السعفة الذهبية عام 1985.
ـ حصل فيلم إسكندرية ليه على جائزة الدب الذهبى عام 1979.
ـ حصل فيلم إسكندرية ليه على جائزة الدب الفضى عام 1979 من
برلين.
ـ شارك فيلم «الأرض» في مهرجان كان عام 1970.
ـ شارك فيلم «باب الحديد» في مهرجان برلين للفيلم عام 1958.
ـ شارك فيلم «صراع في الوادي» في مهرجان كان عام 1954.
ـ حصل فيلم11 سبتمبر على(جائزة سيزار) فرنسا عام 2002.
ـ وسام القائد من الدرجة الأولى للفنون والآداب من فرنسا.
ـ وسام الفنون والآداب (فارس) من تونس.
ـ وسام جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان برلين.
ـ 129 جائزة عالمية فى الإخراج والتمثيل.
ـ في 18 مايو فاز في مهرجان كان بجائزة اليوبيل الذهبى
للمهرجان عن مجمل إنجازاته خلال رحلته السينمائية ابتداء من ابن النيل الذى
عرض.
ـ فى عام 1952 وحتى احدث أفلامه المصير وتعتبر هذه الجائزة
تقديراً لفيلم «المصير» ذاته.
ـ في عام 2000 كرمه مهرجان اسطنبول السينمائى الدولى التاسع
عشر بمنحه جائزة خاصة ( مدى الحياة ) وذلك عن مشواره السينمائى خلال نصف
قرن.
ـ كرمته كلية فيكتوريا بتسليمه درع الكلية فى الاحتفال الذى
أقيم فى مئوية الكلية عام 2002.
بطاقة
تعريف
يوسف جبريل شاهين من مواليد (25 يناير 1926) هو مخرج سينمائي
مصري، من أصل لبناني. بدأ الدراسة في مدرسة سان مارك، ثم انتقل إلى الكلية
الإنجليزية حتى حصل على الشهادة المدرسية الثانوية. بعد سنة في جامعة
الإسكندرية، انتقل إلى الولايات المتحدة وأمضى سنتين في دار اسادينا
المسرحي يدرس صناعة الأفلام والفنون الدرامية.
بعد رجوع شاهين إلى مصر، ساعده المصور السينمائي أل؟يز
أورفانيللي بالدخول في العمل بصناعة الأفلام. كان أول فيلم له هو بابا أمين
(1950). وبعد عام واحد شارك فيلمه ابن النيل (1951) في مهرجان أفلام كان.
في 1970 حصل على الجائزة الذهبية من مهرجان قرطا.
حصل على جائزة الدب الفضي في برلين عن فيلمه إسكندرية... ليه؟
(1978)، وهو الفيلم الأول من أربعة تروي عن حياته الشخصية، الأفلام الثلاثة
الأخرى هي حدوتة مصرية (1982)، إسكندرية كمان وكمان (1990) وـ إسكندرية ـ
نيويورك (2004).
في 1992 عرض عليه اك لاسال أن يعرض مسرحية من إختياره ل ـ
كوميدي فرانسيز. إختار شاهين أن يعرض مسرحية كاليجولا ل- ألبير كامو والتي
نجحت نجاحًا ساحقًا. في العام نفسه بدأ بكتابة المهاجر (1994)، قصة مستوحاة
من الشخصية الدينية يوسف ابن يعقوب.
تمنى شاهين دائمًا صنع هذا العمل وقد تحققت أمنيته في 1994. في
1997، وبعد 46 عامًا و5 دعوات سابقة، حصل على جائزة اليوبيل الذهبي من
مهرجان كان في عيده الخمسين عن فيلمه المصير (1997).
فيلموغرافيا شاهين
-
بابا
أمين (1950)
-
ابن
النيل (1951)
-
المهرج الكبير (1952)
-
سيدة
القطار (1952)
-
نساء
بلا رجال (1953)
-
صراع
في الوادي (1954)
-
شيطان
الصحراء (1954)
-
صراع
في الميناء (1956)
-
ودعت
حبك (1956)
-
انت
حبيبي (1957)
-
باب
الحديد (1958)
-
جميلة
(1958)
-
حب
إلى الأبد (1959)
-
بين
ايديك (1960)
-
نداء
العشاق (1960)
-
رجل
في حياتي (1961)
-
الناصر صلاح الدين (1963)
-
بياع
الخواتم (1965)
-
فجر
يوم جديد (1965)
-
رمال
من ذهب (1966)
-
عيد
الميرون (1967) ـ فيلم قصير
-
الأرض
(1970)
-
الاختيار (1971)
-
سلوى
(1972) ـ فيلم قصير
-
الناس
والنيل (1972)
-
انطلاق (1973) - فيلم قصير
-
العصفور (1974)
-
عودة
الابن الضال (1976)
-
أسكندرية... ليه؟ (1979)
-
حدوتة
مصرية (1982)
-
وداعًا بوناارت (1985)
-
اليوم
السادس (1986)
-
اسكندرية كمان وكمان (1990)
-
القاهرة منورة بأهلها (1990) ـ فيلم قصير
-
المهاجر (1994)
-
المصير (1997)
-
كلها
خطوة (1998) ـ فيلم قصير
-
الآخر
(1999)
-
سكوت
ح نصور (2001)
-
11
سبتمبر (2002)
-
إسكندرية ـ نيويورك (2004)
-
هي
فوضى(2007)
البيان الإماراتية في 12
ديسمبر 2007
####
نظرة ما
ألوان السما السابعة
بقلم
:أسامة عسل
أخذنا المخرج سعد هنداوي في فيلمه الروائي «ألوان السما
السابعة» إلى عالم السينما بكل إغراءاتها الجمالية، فيلم يتركنا نستريح الـ
«100» دقيقة مدة الفيلم، حيث تألق مع أبطاله محلقا في فضاءات النفس
الإنسانية، راسما مشاهده بعناية العاشق للأمكنة وملامح الوجوه.
«لقد سما
الجسد الترابي من العشق حتى الأفلاك، وحتى الجبل بدأ في الرقص وخف» نص صوفي
لشيخ الصوفية جلال الدين الرومي، كانت مدخلاً، مزج بين وجه حنان «ليلى
علوي» و«تيترات» الفيلم التي بدت وكأنها لوحات، هيأت المشاهد ليخرج من
همومه وأعبائه اليومية، ودفعته داخل الدوائر المرسومة ليعيش حالة خاصة،
أراد «هنداوي» أن تكون باب الولوج لعالمه.
منذ بداية الفيلم ولأكثر من نصف ساعة، تعمد هنداوي إخفاء حقيقة
شخصياته، وأعطانا الفرص لنكتشفها ونتلمس الإيقاعات الصوفية المقصودة، والتي
تركزت على فكرة السمو والانطلاق من الجسد للطيران والتحليق، والاستفادة من
جماليات رقصة التنورة الشهيرة، وحركاتها ودورانها، واختلاط ألوانها، ومع
الأداء الراقص الذي قدمه «بكر ـ فاروق الفيشاوي» بدأت الأقنعة تسقط تدريجيا
لنعيش مفردات الحكاية.
«راقص
تنورة صوفي» يرتبط بعلاقة مع فتاة ليل لها ماضٍ تحاول الهروب منه،
والاغتسال من خطايا رذائلها التي تراودها أحيانا، والراقص نفسه غارق باللذة
مع سيدات الطبقة الراقية والأجنبيات، وجهان متشابهان وإن اختلفت النتائج،
هي تبحث عن مكان للهجرة لا يعرفها فيه أحد، وهو يفقد الشعور بالواقع رغم أن
قدميه عليها، ولا يجد متعته إلا في الرقص ـ أعني ـ التحليق بتنورته إلى
السماء السابعة.
هذه المحاور عبأها بصريا هذا الفيلم، وأجادتها كاميرا رمسيس
مرزوق، فنسج المخرج صوره المتلاحقة المنسجمة حيث الصورة تقول الحدث، توضحه،
وترسمه، ببعديه الجمالي والفكري، وكانت مشاهد السماء المختلفة الألوان، ما
بين المبهجة والفاتحة، والقاتمة والكئيبة تعبيراً عن مواقف لأبطال الفيلم
وأزماتهم، وفرصة للمشاهد لالتقاط الأنفاس..
رصد الفيلم، تلك المساحات الغامضة في الإنسان، حيث يتفاعل
ويتجاور الخير والشر، الأبيض والأسود، كما رصد بهدوء مقصود الرغبة الشديدة
في الاغتسال من الذنوب، وكان مشهد صلاة العيد ودموع «حنان» وجموع البشر، من
أجمل اللقطات الناعمة والمؤثرة والعميقة شكلاً ومضموناً.
حمل الفيلم شخصيات محورية أخرى، «سعد» ابن راقص التنورة، والتي
أجادها «شريف رمزي» الراغب في أن يعيش في عباءة والده، الرافض لسلوكيات أمه
المطلقة «سوسن بدر»، وجارته «منى هلال» التي قدمت دور الفتاة الشعبية
اللعوب التي تعشق إقامة علاقات عابرة مع الرجال مقابل الحصول على هدايا
منهم، وهي امتداد لشخصية «حنان».
«حسن
مصطفى» العجوز الذي أخذت الحياة منه أكثر مما أعطته، وهو النهاية الطبيعية
لبطل الفيلم إن استمر بدون زواج. موسيقى تامر كروان أبرز مميزات الفيلم
باعتبار أن الكثير من المشاهد تضم رقصات سواء للتنورة أو لليلى علوي التي
قدمت مشهداً جميلا أكدت فيه قدرتها على الاستعراض وتمكنها من أداء الرقصة
الصوفية على نغمات تركية، وساهمت بحركاتها الرائعة في الإحساس بحالة السمو
والطيران التي تريدها.
«ألوان
السما السابعة» فتح أمامنا أبواب الأسئلة على مصراعيه، فقال لنا الكثير
لكنه أيضاً أربكنا وهو يعيد صياغة نوعية جديدة من الأفلام بكل حداثتها،
نظرا لأن وجودها في السينما المصرية أصبح نادراً.
كلام ساكت
الإنسان هو الذي يصنع أحلامه، وليست الأحلام هي التي تصنعه، والحلم هو
الوسادة التي تخفف عنا صعوبة الحياة وقوة الصدمات بأرض الواقع.
osama614@yahoo.com
البيان الإماراتية في 12
ديسمبر 2007
####
3 ملايين دولار حصيلة تبرعات «سينما ضد الإيدز»
في دبي
دبي ـ «البيان»: استضاف منتجع «باب الشمس» في صحراء دبي الليلة
قبل الماضية الحفل الافتتاحي في دبي لمبادرة «سينما ضد الإيدز»، التي
تستهدف تعزيز الوعي حول مرض الإيدز والفيروس المسبب لمرض المناعة المكتسب.
وقد جمع الحفل الذي أقيم دعماً لمؤسسة أمفار، وقدمه مهرجان دبي
السينمائي الدولي 3 ملايين دولار، وحضره كل من عبد المجيد الفهيم رئيس مجلس
إدارة لؤلؤة دبي، وعبدالحميد جمعة رئيس مهرجان دبي السينمائي والرئيس
التنفيذي لمؤسسة أمفار كيفن فروست، إلى جانب العديد من الشخصيات والضيوف.
وشارك في الحفل ضيوف عديدون من نجوم السينما والمجتمع، أبرزهم:
شارون ستون، وميشيل يوو، وكينيث كول، وهايدن كريستنسن، وراشيل بلسون،
وغلوريا استيفان، ودانا فوتش، وديتا فون تيسي، وبوجا باترا، وكبير بدي،
وأكبر خان، وسارا الشحي.
لقطات من
المزاد
قدم أحد المشاركين في المزاد مبلغ 600 ألف دولار نظير لوحة
فنية معاصرة لأستاذ الفن الأميركي المعاصر روبرت روتشنبيرغ. بيعت سيارة
شارون ستون من طراز لينكولن كونتيننتال 1961، والتي أعيدت صيانتها وهي
بحالة الوكالة بمبلغ 400 ألف دولار.
زايد الجمهور على جلسة تصوير خاصة مع شارون ستون تعقبها دعوة
على العشاء معها في مطعم سباغو بيفرلي هيلز، باستضافة طباخ المشاهير
ولفغانغ باك بمبلغ 110 آلاف دولار.
بيعت ساعة راقية من ديور بمبلغ 200 ألف دولار، وقامت شارون
ستون بالتوقيع إلى جانب عبارة «حفل أمفار، دبي 10 ديسمبر 2007» على خلفية
الساعة المصنوعة من الستانلس والياقوت الأسود ومرصعة بـ 910 حبات من
الألماس المشع. تضمن المزاد معطفاً مرصعاً بحبات الكريستال من تصميم
أوتافيو فابري بيع بمبلغ 10 آلاف دولار.
تم عرض كمبيوتر شخصي مخصص للألعاب ومرصع بالذهب «فودو أومن
جولد ادشن»، وهو يعد الكمبيوتر الوحيد من نوعه في العالم المرصع بالذهب،
والذي يأتي مع حقيبة فاخرة صنعت خصيصاً له بمبلغ 45 ألف دولار.
وتضمن المزاد الخيري أيضاً عطلة مقدمة من جميرا وطيران
الإمارات لشخصين تتضمن إقامة لمدة خمس ليال في أحد فنادق جميرا في نيويورك،
أو لندن، أو دبي أو شانغهاي الذي سيتم افتتاحه قريباً، فضلاً عن تذكرة سفر
ذهاب وإياب في درجة رجال الأعمال بمبلغ 30 ألف دولار
البيان الإماراتية في 12
ديسمبر 2007
####
ترشيحات
الأفلام
ـ «لولا»
المخرج المغربي نبيل عيوش الذي أمتعنا بفيلم «على زاوا» يعود
في مغامرة إخراجية جديدة، وهذه المرة من الولايات المتحدة لتقدم لنا
كوميديا عاطفية يمتزج فيها عبق الشرق ونكهة الغرب، من خلال فيلم «لولا»
بطولة لورا رامزي، أشمي أكابي، أسعد بواب، كارمن لبس، مدته (110 دقائق).
ـ «بلد
البنات»
الفيلم الأول للمخرج عمرو بيومي وهو الأول كسيناريو للناقدة
السينمائية عُلا الشافعي التي تقول إن كل واحدة من بنات الفيلم تمثل جزءاً
قليلاً من شخصيتها، بطولة ريم حجاب، فرح يوسف، فريدا، سمية، مدته (107)
دقائق.
يحكي الفيلم قصة أربع بنات من أربع محافظات مختلفة يلتقين في
المدينة الجامعية في القاهرة، ويتشاركن الحلم والطموح بتحقيق ذواتهن في
المدينة، تستأجر البنات الأربع بعد تخرجهن شقة مفروشة.
في قلب العاصمة، ويتنفسن الحرية للمرة الأولى بعيداً عن سلطة الأهل
والجامعة لكن خطواتهن تتعثر بين التقاليد وأضواء وصعوبات الحياة، وبين الحب
والرغبة والواقع والأحلام غير المحققة.
البيان الإماراتية في 12
ديسمبر 2007
####
نبيل عيوش:
«لولا» يوازن بين ثقافتي الشرق والغرب
دبي ـ كارول ياغي
نفى المخرج المغربي نبيل عيوش أن يكون فيلمه «لولا» يعكس عقدة
العربي تجاه أميركا. وقال إن فيلمه خلافاً لأفلام هوليوود يقيم توازنا
اجتماعيا وثقافياً بين الشرق والغرب عبر شخصيتي الراقصة المصرية أسمهان
ولولا الأميركية.
وكان عيوش يتحدث في مؤتمر صحافي عقد حول فيلم «لولا» الذي
افتتح أمس «الليالي العربية» في المهرجان. شارك فيه أبطال الفيلم الممثلة
اللبنانية كارمن لبس والممثلة الأميركية لورا رامسي والممثل التونسي هشام
رستم والممثل المغربي أسعد بواب إلى جانب مسعود أمر الله مدير المهرجان
الفني.
وأوضح عيوش انه أراد من خلال الفيلم «أن اظهر اختلافنا كشرقيين
عن الغربيين فلكل منا ثقافته وخلفيته من دون أن يؤدي ذلك إلى صراع. أنا لا
أؤمن بنظرية صراع الحضارات لان الحوار والفهم هما البديل».
وعن سبب اختياره ممثلة لبنانية لتؤدي دور راقصة مصرية قال انه
عندما يبحث عن ممثلة لتؤدي دورا في فيلمه يختار الأفضل بغض النظر عن
الجنسية. وأضاف انه صورأسمهان في مخيلته منذ زمن بعيد، وما أن التقى بكارمن
لبس في مصر تأكد أنها هي المناسبة لأداء الدور.
وقال «اعتقد أن كارمن ممثلة جيدة تستحق أكثر من ذلك وينتظرها
مستقبل واعد. ورأى عيوش أن مهرجان دبي السينمائي يشكل منبراً حيوياً
للمخرجين لعرض أعمالهم لجمهور متعدد الجنسيات ويسلط الضوء على السينما
العربية».
وقالت لورا رامسي انها لم تكن تتوقع أن تحصل على دور «لولا»
لأنها لم تكن تجيد الرقص أبدا. أخذها المخرج إلى الدار البيضاء في المغرب
ومصر حيث تلقت دروسا مكثفة في الرقص بمعدل ست ساعات يوميا ستة أيام في
الأسبوع طوال 4 أشهر. وقالت: «الفيلم فيه شيء من دمي الذي سال عدة مرات من
قدمي أثناء التدريب، ومن عرقي ودموعي التي كانت تنهمر ألما وفرحا ومن قلبي
أيضا».
ووصفت تجربتها في فيلم «لولا» بأنها الأفضل في حياتها. وأشارت
إلى أن الفيلم أتاح لها الفرصة للتدرب والتعرف إلى ثقافة أخرى لتتقمص
دورها، الأمر الذي لا يحصل في أفلام هوليوود.
أما كارمن لبس فاعتبرت أن الفيلم أعطاها مساحة اكبر من كل
الأفلام السابقة التي شاركت فيها، تمكنت خلاله من إظهار الظلم الذي يلحق
بالمرأة بمجرد انقيادها وراء أحاسيسها. ووصفت التعاون مع المخرج عيوش
بالصعب لاهتمامه الكثيف بأدق التفاصيل.
وردا على سؤال حول ما إذا كان حضورها في السينما العربية
سيقودها إلى هوليود، قالت لبس «إنها لم تخطط لشيء. أتمنى أن أتمكن من إيصال
صورتنا العربية إلى هوليوود». ولفتت إلى أن تجربتها مع المخرج زياد دويري
في فيلم «بيروت الغربية» هي التي فتحت لها آفاق السينما العربية.
وتحدث هشام رستم عن مشاركته في الفيلم الذي وصفه بالتجربة
الهامة في السينما العربية الحديثة فيه حكاية حب قوية ومزيج من الأحاسيس
الإنسانية. أما اسعد بواب الذي لا يتقن اللغتين العربية والانجليزية فاعتبر
ان الفيلم اجبره على تعلم الانجليزية وفتح له آفاقا جديدة.
البيان الإماراتية في 12
ديسمبر 2007
####
مقر إقليمي لــ «سبيستون» وأكاديمية لصناعة الكرتون
في مدينة دبي للاستوديوهات
دبي ـ عنان
كتانة
تبدأ مجموعة سبيستون الإعلامية، إحدى أبرز العلامات التجارية
الإعلامية الموجهة للأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتأسيس مقرها
الإقليمي الرئيسي في مدينة دبي للاستوديوهات، الذي يهدف إلى إيجاد مركز
متخصص يضم أكاديمية سبيستون للرسوم المتحركة.
ومجموعة من الاستوديوهات والمكاتب رفيعة المستوى، وذلك بعد
استثمارها في قطعة أرض بالمدينة مساحتها 58 ألف قدم مربع، وتقدر التكلفة
الإجمالية للمشروع وفق الرؤية الجديدة للمجموعة بـ 10 ملايين درهم.
وكانت «سبيستون» انطلقت في العام 2000 من البحرين، وانتقلت بعد
عام إلى مدينة دبي للإعلام، وجميع القائمين عليها من العرب، حيث أكد فايز
الصباغ الرئيس والمدير التنفيذي للمجموعة،
خلال مؤتمر صحافي عقد أمس على هامش فعاليات مهرجان دبي
السينمائي الدولي، أن القناة هي الأولى عربياً التي استطاعت خلال 7 سنوات
أن تخاطب أطفال وشباب من غير العرب في عدد كبير من دول العالم.
وأوضح جمال الشريف مدير مدينة دبي للاستوديوهات أن انضمام «سبيستون»
إلى المدينة يساهم في إضافة بعد جديد إلى باقة شركات الإنتاج التي تعمل ضمن
المجمع، فالبرامج التي تقدمها «سبيستون» تجمع بين التعليم والترفيه،
وستشكل إضافة نوعية لتشكيلة البرامج المتنوعة التي يحظى بها
الأطفال بالمنطقة، مشيراً إلى أن هذه المجموعة تمثل علامة تجارية متعددة
الجنسيات، بعد أن نجحت في توسيع حضورها في إندونيسيا وكوريا والهند.
وكشف الصباغ عن أنه وفي العام 2009 ستخاطب «سبيستون» العالم بـ
12 لغة، منها التركية والإندونيسية والكورية والماليزية واليابانية
والهندية، لافتاَ إلى وجود تعاون مع شركة كندية لتعليم الكرتون. وتمكن
الأكاديمية الجديدة لسبيستون في دبي الشباب العربي من دراسة صناعة أفلام
الكرتون ضمن أول أكاديمية تمنح الملتحقين بها شهادات من كندا.
وقال الصباغ إن الأكاديمية ستقدم للملتحقين بها تعليماً
متميزاً في نقل الخبرات والمعارف الجديدة إلى الطلبة من خلا ل تقنيات
الرسوم المتحركة ثنائية وثلاثية الأبعاد، وبعد انتهائهم من الدراسة ستتاح
لهم الفرصة لمتابعة مسيرتهم المهنية ضمن مجموعة سبيستون الإعلامية.
وأضاف أن المجمع الجديد سيعكس أحلام وتطلعات ملايين الأطفال،
وسيتيح للصغار فرصة نادرة للتجول في المبنى والإطلاع للمرة الأولى على
عملية إعداد برامج الرسوم المتحركة، موضحاً أن المقر الجديد في دبي سيمكن
المجموعة من دخول عالم الترفيه
والتعليم والانطلاق بأكاديمية للأعمال الكرتونية، بما فيها
إنتاج الأفلام ضمن استوديوهات متخصصة كبيرة وجديدة، إذ ستتضاعف إمكانية
العمل والتوجه نحو العالم من بوابة أوسع من خلال المقر الجديد في مدينة دبي
للاستوديوهات.
البيان الإماراتية في 12
ديسمبر 2007
####
يوميات
إنها السينما يا عزيزي
بقلم :محمد
حسن أحمد
الطوابير الطويلة التي تنتظر في كل عرض الدخول الى صالات
السينما ومشاهدة الأفلام، حضور يجعلك في تمام الثقة بأن الجهود التي بذلت
من أجل برمجة الأفلام كما في كل سنة متقنة وبمستوى يرفع من القيمة الفنية
للمهرجان ، لذا نتبادل مع الأصدقاء حول أهمية الأفلام للجدول اليومي الذي
يبدأ في منتصف النهار وينتهي نهاية الليل، لنحدد وجهتنا ونحصل على تذاكر
الدخول.
ظل الليل ممتنا في داخلي وأنا في الطابق الثامن عشر أطالع في
وجه السماء المبلل بالنجوم، بعد العودة من تناول وجبة العشاء في أحد مطاعم
دبي حتى ساعات متأخرة من الليل، حين تفرغ الشوارع إلا من أضواء بعض
السيارات والعمّال، بينما لا يمكن أن تنام المدينة هنا.
أجمل الأشياء التي يمكن أن تبدأ بها هي الوجوه نفسها ليلاً،
لكن أكثر وضوحاً حيث الكل يدفع رأسه لبداية اليوم، والتنقل عبر المراكز
المخصصة للإعلاميين والسينمائيين والضيوف، لتجد حفاوة المتطوعين
والمتطوعات،
بينما العباءة التي أحب منذ الطفولة حين كانت تعلقها أمي منتصف
البيت، لتلاحق طفولتنا في الحارة يومياً، وجدت في هذا اللون روح المكان بعد
أن أصبحت الفتاة الإماراتية متقنة ومبدعة في إدارة الفعاليات، بل أصبحنا
أكثر قدرة وقدوة وتفعيلا سواء من الجانب الإداري أو الفني، منها يبقى
النجاح مرهونا بالعطاء.
كانت الساعة الثانية ظهراً. تناولت وجبة الغداء في أحد المطاعم
المركونة قرب سينما سيني ستار بشكل سريع بعد ان توزعنا على قاعات العرض كلا
حسب اختياره ، طابور طويل لدخول العرض اخترت إحدى الزوايا البعيدة لأكون
أقرب إلى نفسي،
وأنا أمام الشاشة الكبيرة كحالة انتشاء ، فيلم « أربعة شهور
وثلاثة أسابيع ويومان» للمخرج الروماني كرستيان مونجيو الذي تناول حقبة
مهمة في بلدة صغيرة في رومانيا عن قصة صديقتين تقرر أحداهن التخلص من
حملها،
وفي مشاهد ذات قسوة جسدية مفعمة بالصورة الصامتة، وجد المخرج
لنفسه فسحة من الاقتراب لحالة اللمس في الصورة المركزة، وظلت الحوارات
المدفونة في مشهد واحد لدقائق طويلة عميقة إلى حد الشبع.
بقي الفيلم لمدة 113 دقيقة يقدم لنا واقعا قاسيا لحياة
صديقتين، بعد الفيلم خرجت للانتقال إلى بهو الفندق صاحبت من خلاله الانترنت
لبعض الأعمال السريعة. كان الوقت المناسب حينها ان تغرق الشمس في الماء،
حين أكملت مع المخرج سعيد سالمين تحضيراتنا المستمرة لعملنا السينمائي
الجديد، حتى الساعة التاسعة مساءً حيث انتقلنا إلى «مول الإمارات»
لدخول عرض ستة أفلام قصيرة داخل المسابقة الرسمية، لننتقل
بعدها من عمل إلى آخر بمواصفات فنية مختلفة، واستمتاع متدرج، ولعل ما يمكن
الإبصار به هي لقطات الولد الصغير في فيلم «إيقاع في دار حفظ القرآن» ،
والشاب الذي يبحث عن شخصية فتاة من خلال ما ترميه في القمامة،
ولعل فيلم الصديق المخرج وليد الشحي رغم مشاهدتي للفيلم مرات عديدة إلا أنه
فيلم شاعري وبصري بدرجة عالية من الخصوصية مع شاعرية الكاتب الذي أشاركه
قطعة الليل معاً في رأس الخيمة المؤلف أحمد سالمين الذي انتقل إلى الممثلة
الصغيرة وهي تركض بالماء كحالة ولادة لا تتوقف.
جميع الأسئلة لا تنتهي حين نتناول الأفلام، كل الوجوه يمكن أن
تعبر مراراً، لكن قليلا ما ننتبه إلى بعضها، وجميع من لا يحضر مشاهدة أفلام
مهرجان دبي ـ وهي أفلام دولية مهمة جداًـ خاسر كبير للمتعة والثقافة.
البيان الإماراتية في 12
ديسمبر 2007
|