ضيوف مهرجان
دبي السينمائي:
برنامج رائع لا يمكن تفويت أي جزء منه
استقطب مهرجان دبي السينمائي مئات الصحافيين والنقاد والمخرجين العاملين في
مجال السينما في الدولة والعالم، الذين وجدوا فيه ملاذا للتعرف على صناعة
السينما في مختلف دول العالم من خلال برنامجه الغني بالأفلام. ويتنقل هؤلاء
الضيوف بين قاعات المؤتمرات الصحافية والندوات وبين صالات العرض من دون أن
يفوتوا فرصة التسوق والاستمتاع بالشمس والبحر.
«البيان» التقت عدداً منهم وسألتهم عن انطباعاتهم عن المهرجان.
يزور المخرج السينمائي الجنوب إفريقي ايان غابريال دبي للمرة الأولى وذلك
لمناسبة عرض فيلمه «غفران» ضمن البرنامج عن فئة «تكريماً لإفريقيا». يقول
غابريال: «إن الانطباع الأول عن المهرجان هي حيويته وجذبه للجمهور من مختلف
الجنسيات والأعمار وهذا ما لا نجده في عدد من مهرجانات السينما التي تجري
حول العالم»، وتوقع أن يلاقي فيلمه إعجاب الجمهور خصوصا انها المرة الأولى
التي يعرض فيها في الشرق الأوسط.
وعن الأفلام التي يرغب في رؤيتها، يشير ايان إلى الفيلم الصيني «الطاووس»
الذي سمع عنه الكثير، وفيلم الافتتاح «الجنة الآن» معتبراً أن هناك الكثير
من نقاط التشابه بين هذا الفيلم الذي يتناول قضية الصراع العربي الإسرائيلي
الطويل وفيلمه الذي يتناول تداعيات نظام الفصل العنصري الذي حكم جنوب
إفريقيا.
انتقل المخرج اللبناني الشاب وليد حسنية من التمثيل والإخراج السينمائي إلى
العمل في التلفزيون والحجة صعوبة الحصول على تمويل للصناعة السينمائية، وله
فيلم يتيم أخرجه عام 2002 اسمه «ألف ليرة». يتابع حسنية برنامج المهرجان عن
كثب ضمن عمله لإحدى المحطات التلفزيونية في الدولة، ويرى أن أهم ما في
مهرجان دبي تكريم المخرج السوري مصطفى العقاد وممثلين مصريين مثل عادل أمام
والهام شاهين وغيرهم. ويتوقع حسنية أن تشهد صناعة السينما في العالم العربي
تطوراً في السنوات القليلة المقبلة.
من الصحافيين الأجانب الذين حضروا إلى دبي للمرة الأولى خصيصاً من اجل
المشاركة في حضور المهرجان من الولايات المتحدة حضرت الناقدة السينمائية
سفيت لانا فيتكوالتي للمرة الأولى إلى دبي برفقة صديق دعي إلى المهرجان،
تقول: «شاهدت هنا أفلاما لم تكن متوفرة في الولايات المتحدة، وقد وفر
المهرجان فرصة لمتابعة أفلام عربية نادرا ما نرى مثلها في المهرجانات
السينمائية الدولية الأخرى، لقد رأيت فيلم «17 أكتوبر» و فيلم «زوزو»
للمخرج اللبناني جوزيف فارس، وأرغب برؤية فيلم «دنيا» وبعض الأفلام التي
حضرت من آسيا».
يرفض آشوك موتواني وهو أميركي من أصل هندي يعمل صحافيا لموقع أخباري على
شبكة الانترنت تقييم المهرجان قبل مرور 5 سنوات عليه، ويصفه بالجيد. ولكنه
يلاحظ أن «هناك بعض الهفوات البسيطة» يذكر منها «التغيير في البرنامج الذي
يعتبر امراً جدياً وخطيراً في المهرجانات العالمية». وينصح آشوك المنظمين
بمزيد من التدريب للطاقم العامل في إدارة المهرجان من المواطنين خصوصا،
وتكثيف احتكاكهم بأناس يقومون بالأعمال نفسها في مهرجانات الدولية لزيادة
خبرتهم».
لم تتردد الناقدة السينمائية الايطالية ايرين بيفانا التي تعمل منذ سنوات
في مهرجان كان السينمائي لحظة واحدة في تلبية دعوة إدارة مهرجان دبي
السينمائي لها، وتصف برنامج المهرجان «بالمهم جدا خصوصا الشق المتعلق
بالأفلام الشرقية، من عربية وآسيوية، من الصين والهند وغيرها».
وتشير إلى أن الكثير من الأفلام التي تعرض في المهرجان سبق وان عرضت في
أوروبا، لذلك لا تعتبرها جديدة بالنسبة إليها، ولاسيما تلك التي نالت جوائز
عديدة مثل فيلم «يوم آخر» للمخرجين اللبنانيين جوانا توما وخليل جريج الذي
نال جائزة في مهرجان لوكارنو في سويسرا. ونصحت أيرين منظمي المهرجان «
التخفيف من المظاهر البراقة في كل شيء»، وتعطي مثلاً الورق الذي طبع عليه
البرنامج».
(ك.ي)
####
يسرا: تكريم "الزعيم"
يكفينا جميعاً
أكدت الفنانة يسرا سعادتها بتكريم الفنان عادل إمام الذي اعتبرته في حوار
سريع مع “الخليج” تكريماً لكل النجوم العرب والمصريين خاصة أنه كرم بين
فنانين عالميين، وقالت إنها حضرت إلى دبي خصيصاً لحضور حفل التكريم،
وسألناها:
·
ما رأيك في المهرجان؟
المهرجان رائع بالفعل ويتميز بالتنظيم وبتقديم مجموعة متميزة من الأفلام
وبتكريمه لنجوم حقيقيين سواء عرب أم عالميين.
·
ما رأيك بنجاح دبي في تقديم
المحلي؟
اعتقد أن هذا أمر إيجابي وليس سلبياً، كما يظن البعض، لأنه من المميز أن
تنجح دبي في إعداد هذا المهرجان الضخم رغم غياب الس ينما عنها، والذي
اعتقد أنه غياب مؤقت لأن دبي تتطور بسرعة، وفي كل المجالات ولن تكون
السينما بعيدة عن هذا التطور، والدليل هو هذا المهرجان الذي أعتبره فخراً
لنا كعرب، لأنه جمعنا من مختلف الدول في اطار ثقافي أكثر من رائع.
·
ما مشاريعك المستقبلية؟
أصور الآن فيلم “ما تيجي نرقص” مع المخرجة إيناس الدغيدي، وفيلم “اللعبة
الأمريكاني” مع هند صبري ومصطفى شعبان والمخرج مدحت السباعي، هذا إضافة إلى
أني انتهيت من تصوير ثلاثة أفلام م نها “كلام في الحب”.
####
إلهام شاهين: أعمال
الشباب نواة لسينما إماراتية
أكدت الفنانة إلهام شاهين أنها تزور دبي باستمرار ولكنها في كل مرة تشعر
بالدهشة من التطور السريع الذي تعيشه المدينة باستمرار، لأنها تجد في كل
مرة أشياء جديدة ومميزة.
وحول تكريم المهرجان للفنان عادل إمام، قالت إلهام شاهين ل “الخليج”: “سعدت
كثيراً بهذا التكريم لأني اعتبره تكريماً لكل الفنانين العرب وهو شرف كبير
لنا ونعتز به، وأقدر لإدارة المهرجان اهتمامها بالنجوم العرب وتقديرها
لأهمية الدور الذي يلعبونه.
·
ما رأيك بعدم وجود سينما محلية
إلى الآن في الإمارات، رغم نجاح دبي للمرة الثانية من خلال هذا المهرجان؟
الكثيرون هنا متحمسون للسينما، وهناك تجارب صغيرة سمعت عنها اعتقد أنها
بمثابة نواة لتجارب أكبر لا بد أن ترى النور ما دام الحماسة موجودة والرغبة
كذلك مع توفر الامكانات المادية. لذا أتوقع الكثير في المستقبل للسينما
الإماراتية والخليجية عموماً.
·
ما هي مشاريعك الفنية الجديدة؟
أعيش فترة هدنة واستراحة بعد أن قدمت مسلسل “على نار هادئة” خلال رمضان
الماضي، ولم أخطط بعد لأي أعمال مستقبلية.
·
هل ابتعدت عن السينما وتخططين
للاستمرار في مجال الأعمال التلفزيونية فحسب؟
لماذا أفعل ذلك، الفنان قادر على الابداع والعطاء في مختلف المجالات، سواء
في السينما أو التلفزيون وأبحث عن الدور الجيد فقط بغض النظر عن المكان.
####
إيناس الدغيدي: لا أحب
المشكلات لكنها تطاردني
على هامش حفل التكريم قالت المخرجة إيناس الدغيدي انها وصلت إلى دبي قبل
يومين ولم تتمكن من مشاهدة أعمال في المهرجان تجعلها تحكم على مستواه،
وأكدت إعجابها بدبي باعتبارها مدينة للحداثة والتطور.
·
لماذا تثار حول أعمالك دائماً
ضجة كبيرة؟
لا علاقة لي، الناس تتسرع بأحكامها عليّ وعلى أعمالي، أنا هادئة ولا أحب
إثارة المشكلات، ولكن ربما أفكاري التي أعرضها في هذا الوقت بالذات والتي
لا تتفق مع السائد والمألوف - هي السبب، ولكني لا أبالي بالمشكلات لأني
أريد تغيير الأفكار السلبية في المجتمع العربي، وتصحيح نظرة العالم الغربي
لنا، ولست ضد وجود آراء مختلفة ومتناقضة في المجتمع لكن المشكلة وجود صراع
بين هذه الأفكار وعدم احترام الناس لبعضها.
·
هل تتوقعين هجمة أخرى على فيلمك
الجديد “ما تيجي نرقص”؟
رغم أني اخترت هذه المرة فكرة بسيطة كمحاولة للابتعاد عن المشكلات، إلا ان
اسم الفيلم بحد ذاته سبب المشكلات، إذ حكم الناس عليه مسبقاً قبل أن ننتهي
من تصويره، وأثاروا المشكلات حول الاسم.
·
هل ترين أن المهرجان يمكن أن
يؤسس لسينما إماراتية؟
اعتقد أن السينما مهمة جداً وهي منبر ثقافي وحضاري مؤثر، فرغم انتشار
الفضائيات، لا زالت للأعمال السينمائية أهميتها، ولكني في الوقت ذاته ومن
خلال قراءتي لوضع الدولة العالي ولتزايد اهتمامها بهذا المجال ولوجود
إمكانات مادية قادرة على تجاوز عقبة التمويل للفيلم السينمائي، أتوقع أننا
سنشاهد في المستقبل القريب، سينما إماراتية وخليجية أيضاً، والخليج كان
يشارك دائماً في الأعمال السينمائية وإن كانت مشاركته بطريقة خفية كالتوزيع
مثلاً.
####
بطولة "رقصة الحب" أول
أدوارها السينمائية
إديتي راو حيدري:
النجومية يصنعها الحظ أيضاً
تعتبر الممثلة الهندية الشابة إديتي راو حيدري نفسها محظوظة جداً لأن
المخرجة شارادا رامانثان اختارتها للعب دور البطولة في الفيلم الهندي
التاميلي “سرينجارا” أو “رقصة الحب” والأكثر ادهاشاً بالنسبة لها هو وقوع
الاختيار عليها رغم وجود العشرات من الممثلات الشهيرات، وهي التي لم تمثل
من قبل أي دور، بل درست علم الاجتماع وتعلمت الرقص، ليبتسم لها الحظ في
مدينة مدراس فور أن شاهدتها المخرجة الباحثة عمن تلعب دور البطولة في
فيلمها “التاميلي”.
زيارتها لدبي هي الأولى، ومشاركتها في المهرجانات السينمائية هي الأولى
أيضاً “رقصة الحب” لم يعرض قبلاً، الأمر الذي أعطى مهرجان دبي السينمائي
أهمية خاصة لها، فهو الانطلاقة، والمحطة الأولى لفيلمها الذي سيعرض قريباً
في الهند ونيويورك، وعلى هامش المؤتمر دار معها هذا الحوار:
·
لماذا أسندت رامانثان إليك دور
البطولة؟ وماذا عن أعمالك السابقة؟
ليست لي أية أعمال سابقة، أعشق السينما لكني لم أمثل من قبل، وهنا الغرابة،
إذ درست علم الاجتماع وتعلمت الرقص منذ الصغر، وكان مقدراً لحياتي أن تمضي
في اتجاه آخر تماماً، لولا حظي السعيد، لم ألتق بمخرجة الفيلم أو قدمني أحد
إليها، بل شاهدتني مصادفة في مدينة مدراس في رحلة بحثها الطويلة عن البطلة
المناسبة للفيلم. وفور لقائنا عرضت علي من دون مقدمات أن ألعب دور البطولة
في الفيلم، أدهشتني وأربكتني المفاجأة، فلم يعرض علي أبداً التمثيل، فما
بالك بدور البطولة في فيلم وتحت إدارة مخرجة خبيرة وقديرة؟ لم تتركني أتردد
لحظة واحدة، وهكذا وجدت نفسي داخل هذا العالم المدهش.
·
ما الصعوبات التي واجهت دخولك
إلى السينما وتحديداً هذا الفيلم؟
الوقوف أمام الكاميرا كان أمراً سهلاً قياساً بالصعوبات الأخرى، خاصة أن
هذا الفيلم باللغة التاميلية، فكان لا بد لي من تعلمها بسرعة قياسية عبر
دراسة مكثفة لعدة أشهر، والمخرجة لم تتساهل مطلقاً في هذه النقطة، ولم نبدأ
التصوير إلا بعد تأكدها من إتقاني لهذه اللغة، ومن هنا استطيع القول أن هذا
الفيلم تاميلي وليس هندياً.
·
أعلم أن الفيلم حديث الانتاج،
ولكن ألم يعرض قبل هذه المناسبة؟
هذا أول عرض جماهيري للفيلم، ولم يره المشاهد الهندي أو التاميلي حتى
اليوم، وهذا يجعل المهرجان مهماً جداً بالنسبة لي لأنه أعطى الفيلم انطلاقة
كبرى، ولمست ردود الأفعال الايجابية بعد عرضه الأول وننتظر المزيد عندما
سنعرضه في مهرجان آخر في الهند وقريباً سيعرض في نيويورك.
·
كيف وجدت مهرجان دبي السينمائي
الدولي وما الذي استوقفك فيه؟
أمضيت هنا أياماً جميلة، وأدهشني المهرجان بفخامته وتنظيمه وأناقة
الاستقبال فيه، فكان فرصة رائعة لالتقي بنجوم السينما الكبار وصناعها، وهذا
أمر في غاية الأهمية، فالحوار وتبادل الخبرات يغني العمل السينمائي. واعترف
أنه لولا وجود هذا المهرجان لما أتيح لي الاطلاع على تجارب سينمائية مهمة
أو مشاهدة أفلام رائعة.
·
هل شاهدت أفلاماً كثيرة في
المهرجان؟ وأيها علق في ذاكرتك؟
كانت فرصة عظيمة لمشاهدة عدة أفلام فاستوقفني طويلاً الفيلم الرائع “ماء”
الذي اعتبره تحفة سينمائية، وربما كان أفضل ما شاهدت في السنوات الأخيرة،
فهو مدهش بحرفية عالية وسيناريو أقل ما يقال عنه أنه رائع، ولن أنسى أبداً
الأداء المدهش لأبطاله خاصة الطفلة التي لعبت دور الأرملة “شويا”، كما
أعجبني الفيلم الأمريكي “تسع حيوات” الحائز على الجائزة الكبرى لمهرجان
لوكارنو السينمائي الدولي في هذا العام، واستمتعت جداً بالفيلم الباكستاني
(الليلة الطويلة) للمخرج حسن زيدي.
·
ألم تشاهدي أعمالاً عربية؟
لا أعرف الكثير عن السينما العربية، ولم يسبق أن التقيت بممثلين أو
سينمائيين عرب، لكنني شاهدت بضعة أفلام عربية في نيودلهي، وهذا ليس كافياً
للحكم على هذه التجارب السينمائية، ولكن سيكون لي رأي في المستقبل لأنني
أتمنى المشاركة ثانية في مهرجان دبي السينمائي، والاطلاع على تجارب في
السينما العربية.
مسيرة مهمة
·
وكيف ترين دور وامكانية دبي في
مستقبل صناعة السينما على ضوء مشاركتك؟
اعتقد ان هذا المكان مهيأ لذلك، فإضافة إلى جماله، يمتلك ميزة مهمة، هي حب
الناس للسينما، والدعم الكبير الذي يلقاه هذا النشاط، والمهرجان دليل
بالتأكيد على ذلك، ولا ننسى دور الامكانات المادية في تطوير السينما، وهي
متوفرة هنا، ويبدو أن السنوات القليلة المقبلة ستشهد ولادة صناعة سينمائية
حقيقية في الإمارات.
·
كيف تنظرين إلى السينما الهندية
اليوم، ومكانها على خريطة السينما العالمية؟
السينما الهندية حافظت على وجودها ومكانتها، ففي كل عام ينتج (900 فيلم)،
وهذا مهم جداً، ويعني أنها صناعة مزدهرة، والحديث هنا ليس فقط عن عدد
الأفلام بل عن تنوع السينما الهندية، وغنى موضوعاتها وقدرة كل لون سواء كان
كوميدياً أم اجتماعياً على المحافظة على جمهوره، وهذا نجاح كبير، ما كان له
أن يتحقق لولا وجود استراتيجية سينمائية صحيحة، وتوفر مخرجين مبدعين قادرين
على التطور الدائم ومعرفة ذائقة المشاهد، لكل ذلك اعتقد ان السينما الهندية
ستواصل تطورها ولا قلق مطلقاً عليها.
####
مناقشات "اكتشافات"
أوضحت صعوبات الداخل والخارج
التمويل.. حرب يخوضها
المبدع الشاب على جبهتين
غياب التمويل العربي للأفلام السينمائية كان القاسم المشترك في حديث
المشاركين في المؤتمر الصحافي الذي عقد امس على هامش المهرجان
وسلط الضوء على اعمال
برنامج “اكتشافات المهرجان” الذي احتضنه المهرجان في دورته الثانية على أمل
اعطاء
الشباب فرصة تقديم أول إبداعاتهم السينمائية.
وأكد زياد الخزاعي - مسؤول اعداد برامج - عمق سعادته وامتنانه لإدارة
مهرجان دبي السينمائي الدولي التي أتاحت الفرصة لعدد من المخرجين لتقديم
اعمالهم السينمائية الاولى، وهي اعمال لاقت صعوبات كبيرة لترى النور، خاصة
صعوبات التمويل.
وأضاف الخزاعي: حرصت على التوازن اثناء اختياري للأفلام. وأردت ان أتيح
الفرصة لأكبر عدد ممكن منهم لأنني كناقد وكاتب اقدر إبداعاتهم وطاقاتهم،
لذا كان من المقرر أن نختار خمسة افلام، ولكن إدارة المهرجان مشكورة أتاحت
لي الفرصة لأختار فيلما سادسا، فاخترنا “غير صالح” للمخرج العراقي عدي رشيد
وهو اول فيلم عراقي بعد احتلال العراق وسقوط النظام السابق. والفيلم صوره
عدي في ظروف غاية في الصعوبة، وكان من المفترض ان يكون موجودا بيننا، ولكن
ظروفا خاصة حالت دون ذلك.
وهنا ايضا فيلم “الطفل الراقد” للمخرجة ياسمين الساري، وفيلم “المرواغة”
للمخرج عبداللطيف الشيش، وفيلم “يوم جديد في صنعاء القديمة” وهو أول فيلم
سينمائي يمني وهو للمخرج بدر بن الحرسي، وفيلم “النظرة” للمخرج نور الدين
لخماري، وفيلم “تحت السقف” للمخرج نضال الدبس.
وأكد المخرج اليمني بدر بن الحرسي انه سعيد جدا لمشاركته من خلال هذا
المهرجان. وأضاف: قبل ثماني سنوات قدمت فيلمي التسجيلي الاول وها أنا اليوم
أقدم فيلمي الروائي الاول، وهو أول فيلم روائي ايضا في تاريخ اليمن.
وحين بدأت توقعت وجود صعوبات ولكن ليس إلى هذا الحد، وحرصت رغم الصعوبات
على الحصول على كامل الدعم المادي اللازم للفيلم من اليمن تحديدا، وان كان
لا بد من وجود تمويل مشترك، فأنا افضل ان يكون عربيا، لأن الغرب في حال
اشتركوا في تمويل اي عمل فلا بد أن يفرضوا شروطهم عليه.
وشاركه منتج الفيلم أحمد عبدلي الرأي وقال: استغرق العمل في الفيلم عامين
ونصف العام، وكان من ابرز الصعوبات التي واجهتنا الحصول على التمويل وبذلنا
جهدا كبيرا لإقناع المستثمرين بأن بإمكانهم الاستفادة من تمويل الفيلم من
دون أن نسمح لهم بالتدخل في مضمونه، والصعوبة التي واجهتنا مع الممولين
كانت بسبب عدم إدراكهم لأي شيء حول صناعة السينما.
وأكد نور الدين لخماري ان تمويل فيلمه “النظرة” مغربي نرويجي وليس فرنسياً
رغم انه يعالج موضوع مصور صحافي فرنسي، “وذلك لأن فرنسا إذا أرادت أن تمول
فيلماً فلا بد أن تتدخل في مضمونه وتغيره، وهذا الامر رفضته بالطبع لذا
بحثت عن التمويل بعيدا عن فرنسا”.
وخلال المؤتمر اكد نضال الدبس مخرج فيلم “تحت السقف”، انه انتظر لخمس سنوات
كاملة ريثما تمكن من إنتاج هذا الفيلم. وأضاف: من المعروف ان انتاج الافلام
في سوريا يتم عن طريق المؤسسة العامة للسينما، التي تنتج فيلما واحدا كل
عام، ونعتبر هذا حدثا احتفاليا، لأن المشكلة التي تواجهنا هي عدم وجود قطاع
خاص للسينما على عكس المسلسلات الدرامية التي تحقق اليوم نجاحات متميزة
لغياب عقبة التمويل من طريقها.
وأضاف: هذا الفيلم الواحد يكون رغم هذا متميزا ويعرض في مختلف المهرجانات
وينال الاعجاب ويحصد الجوائز، لأن لدينا طاقات ومواهب سينمائية كبيرة لكن
يقيدنا التمويل من جهة وبيروقراطية الرقابة من جهة اخرى.
وأشار المخرج المغربي جيلاني فرحاتي الى ان المغرب تشهد مسيرة لتعزيز
الديمقراطية والانفتاح قائلا: ننظر بحماسة وتفاؤل للمستقبل.
ولا بد ان يدرك الجميع أن المخرج هو سفير الثقافة والفن والإنسانية، وتمكنا
من الحصول على مبلغ ثلاثة ملايين يورو كدعم من الحكومة للسينما.
ونأمل ان يزداد هذا الرقم مستقبلا.
وأكد المخرج نضال الدبس انه شخصيا سيظل في حالة عراك مع الدولة للحصول على
تمويل ودعم لمشاريعه المقبلة، وقال: ندفع الضرائب، وهذه اموالنا وحقوقنا
ولا أستجدي بل أطالب بحقي، وفي الوقت ذاته لست ضد التمويل الاجنبي المشترك
ولكن شرط ألا يتدخل هذا الممول في عملي ويغير في مضمونه كما يشاء.
وأكد فينسينزو بوجنو مدير صندوق السينما الدولي في برلين ان هذا المهرجان
هو افضل مكان ليعرف من خلال المعنيين بالسينما بالصندوق الذي تأسس لتمويل
الافلام خاصة في دول الشرق الأوسط وشرق آسيا وافريقيا وأمريكا وغيرها،
وأضاف: نضع مبدعي الدول العربية على قائمة الاولويات ونركز على دعمهم
ومساعدتهم.
|