«يسترداي» قصة بسيطة عن مرض يعصف بالحاضر ويهدد المستقبل
كارول ياغي
اسمها «يسترداي» أو «أمس» بحسب الترجمة العربية، تزوجت من رجل تحبه، يتركها
في قريته «كوازولو نتال» للعمل تحت الأرض في اتحاد مناجم جوهانسبيرغ حتى
يتمكن من إعالتها وابنتها «بيوتي». تشعر «يسترداي» بأنها ليست على ما يرام،
تحثها معلمة مدرسة القرية على الذهاب إلى الطبيب، وهناك تخبرها الطبيبة
بأنها تحمل فيروس «السيدا».
تقصد «يسترداي» زوجها الغائب منذ أشهر في عمله في المدينة وتخبره بما جرى،
ينقض عليها بالضرب ويطردها ملفقا لها التهم والأقاويل. تعود الزوجة خائبة
إلى القرية تخفي سرها في داخلها إلى أن يعود الزوج مرهقا بالمرض، ويعترف
متأسفا بما تسبب لها من آلام، عبث مع نساء أخريات في المدينة إلى أن أصابه
المرض اللعين ونقله إليها. تعتني به يسترداي إلى أن يفارق الحياة وسط نبذ
أهالي القرية لها. تبذل جهدا للبقاء على قيد الحياة لتشهد ذهاب ابنتها
الوحيدة إلى المدرسة.
يطرح فيلم «يسترداي» قضية انتشار «الايدز» في إفريقيا من وجهة نظر أنثوية.
يعتبر أن المرأة الإفريقية ضحية عادات وتقاليد، تتجلى في الفيلم بـ «يسترداي»
الأمية التي تزوجت وهي لا تزال طفلة، انتقلت لتعيش مع زوجها بعيدا عن
أسرتها في قرية لم تجد فيها صديقة سوى معلمة المدرسة الوافدة أيضا. وتمثل «يسترداي»
أيضا المرأة التي تعمل في البيت وخارجه، تزرع وتحصد، وتربي الماشية والطيور
تقطع الحطب للتدفئة وتنتظر عودة زوج يرتكب في المدينة فعل الخيانة.
ويختصر مشهد انقضاض الزوج على زوجته بالضرب أمام عيني المشرف على العمال في
المنجم الذي ينظر إلى ما يجري باعتباره أمراً طبيعياً، العنف الذي يمارس
على المرأة وردة فعل السلطات عليه باعتباره أمراً طبيعياً لا عيب فيه.
ويظهر الفيلم بشكل جلي الجهل الذي يسود بين الناس حول فيروس «السيدا»، حين
يقدم إحدى نساء القرية وهي تعبر عن خوفها من أن تنتقل إليها العدوى في
الهواء وأخرى تخشى على أولادها الذين يلعبون بقرب بيت يسترداي.
أما ظلم المجتمع فيتجلى في نبذ الناس للأسرة المنكوبة وفي قصة ترويها بطلة
الفيلم عن قريبة ماتت رجما بالحجارة عندما انتشر خبر إصابتها بالفيروس في
القرية.
يعكس اسم «يسترداي» عادات قبيلة الزولو الإفريقية الذين يطلقون على أبنائهم
أسماء أيام الأسبوع والأشهر والصفات الحسنة. وقد اختار هذا الاسم والدها
بحجة أن ما هو في الأمس أفضل من اليوم. تضع يسترداي كل أحلامها في ابنتها
التي تمثل المستقبل بكل جماله وآماله، مع رغبة بمنحها كل ما حرمت منه هي.
يسترداي فيلم من جنوب إفريقيا بلغة الزولو مترجم إلى العربية ويعرض ضمن
برنامج «تكريما لإفريقيا» في مهرجان دبي السينمائي الدولي، الذي يضم ستة
أفلام، هي: «غفرا» و«يسترداي» من جنوب إفريقيا، البطل» من انغولا، و«مولادي»
من السنغال، و«ليلة الحقيقة» و«اغاساغا» من بوركينا فاسو.
أنتج «يسترداي» عام 2004، أخرجه وكتب السيناريو داريل جايمس روت، المعروف
بأنه من أغزر مخرجي جنوب إفريقيا إنتاجا. ولد روت في جوهانسبيرغ عام 1962،
ونال شهرة واسعة بعد فيلمه الأول «سلام الباكين» المناهض لسياسة الفصل
العنصري. وكرت سبحة أفلامه ومن بينها «عشر الثانية» وركن الإيمان» و«العصا»
و«ابنك يا بلدي الحبيب».
تلعب الممثلة السوداء ليليتي خومالو دور «يسترداي» ويشاركها في البطولة كل
من ليلي مفيلاس وهارييت ليهابي وكنيث كامبولييه وكاميلا ووكر. وقد تم ترشيح
فيلم «يسترداي» لنيل جائزة أوسكار كأفضل فيلم اجنبي عام 2004. يتميز الفيلم
رغم قصته البسيطة، بالمناظر الطبيعية الخضراء والمساحات الفسيحة. وتتقن
ليليتي خومالو دورها وتؤديه بتعابير وجهها وملامحها البسيطة دورا مؤثرا
يعكس قضية كل امرأة وإنسان مصاب بفيروس السيدا الذي يفتك بإفريقيا الجنوبية
والقارة السوداء عموماً.
####
توقع لمهرجان دبي إطلاق سينما عربية واعدة
مورغان فريمان: الشخصية التي يلعبها الممثل تخترقه بدورها أيضاً
حوار: حسين قطايا
من ضيوف مهرجان دبي السينمائي الدولي للعام الثاني على التوالي الممثل
العالمي البارز مورغان فريمان الذي كرمه المهرجان بعد ظهر أمس من ضمن ثلاثة
أسماء كبار كرمهم المهرجان في دورته الثانية إضافة إلى فريمان كل من النجم
العربي عادل إمام والمخرج الهندي ياس تشوبرا.
بدأ فريمان حياته المهنية منذ منتصف القرن المنصرم ممثلاً على خشبة مسرح
«برود واي» في مدينة نيويورك الأميركية، وبرز في الأعمال «الشكسبيرية» وقدم
أعمالاً عدة للكاتب الإسباني الشهير لوركا، ثم انتقل بعدها إلى لعب أدوار
في مسلسلات درامية تلفزيونية، لتفتح الشاشة الفضية أمامه ذراعيها، ويدخل هو
إليها من أوسع الأبواب. رشح لجوائز «الأوسكار» أكثر من مرة ونال إحداها هذا
العام كأفضل ممثل ثانٍ عن دوره في فيلم «طفلة المليون دولار» من إخراج
كلينت إيستوود.
وحاز على الكثير من الجوائز أبرزها جائزة أفضل ممثل من مهرجان برلين
السينمائي الدولي في العام 1989 عن دوره في فيلم «سائق الآنسة ديزي» من
إخراج المخضرم بروس بيريسفورد، تدور أحداثه حول قصة غرام تقع بين رجل أسود
يعمل كسائق وسيدة عمله في السعبين من العمر وتكبره بعشرين عاماً.
ولا يمكن أن ينسى دور فريمان في فيلم «ستريت سمارت» في دور «قواد» شارع
ينجذب إلى عالمه صحافي يقف إلى جانبه بقوة بعد اتهامه بارتكاب جريمة قتل.
في العام 1980 مدحته الناقدة السينمائية الأميركية المعروفة بولين كايل عن
دوره في فيلم «بروبيكر» أمام النجم روبرت ريدفورد وإخراج ستيوارت روزنبيرغ.
عن قصة مثيرة حول مفتش يصطدم بإدارة سجن تعامل مساجينها بسوء فاضح. وفي
الطبع لا يمكن التغاضي عن إبداعه في فيلم «غلوري» من اخراج ادوارد زويك
ودان ليمر وإلى جانبه الممثلان ماثيو برود ريك ودينزل واشنطن، حول كتيبة
عسكرية من الجنود السود بقيادة ضابط أبيض يخوضون معركة قاسية يقتل فيها
معظمهم خلال الحرب الأهلية الأميركية. قدم فريمان خلال تجربته الكبيرة في
عالم التمثيل أكثر من سبعين فيلماً، معظمها من مستوى جيد وما فوق، ووقف
بمواجهة كبار النجوم في عالم السينما وأثبت جدارة وأكد حضوره الواسع
المستمر. حول تجربته الفنية واستضافته وتكريمه في مهرجان دبي السينمائي
الدولي خص مورغان فريمان «البيان» بهذا الحوار:
·
كيف ترى مستقبل مهرجان دبي
السينمائي الدولي؟
ـ هناك الكثير من المهرجانات التي تملأ مدن العالم اليوم. ولكنها لن تنجح
جميعها بالطبع. والمهرجان هنا في دبي عرف أن يخدم الشعارات التي رفعها، حول
إقامة جسور التواصل الثقافي مابين الشعوب كافة.
وهذا أمر مهم، تستطيع مدينة دبي القيام به وهي تفعل ذلك، لأنها مؤهلة
وواعدة.
·
هل تتوقع إنطلاقة إنتاجات
سينمائية من هنا؟
ـ هذا ما علمت به من إدارة المهرجان، فمن المتوقع ان يصدر عن مهرجان دبي
السينمائي المنظم جيداً، تحرك ما في إطار دفع السينما العربية لاختراق
الأسواق العالمية. ويجب ألا تبقى السينما المنتجة في الشرق موجهة فقط إلى
جمهور المنطقة. وعليها أن تمزج ليراها الجمهور العالمي كما هي معظم
السينمات التي تتوجه إلى شريحة واسعة من المشاهدين يمكنها الوصول إليهم.
·
كنت في مهرجان القاهرة السينمائي
والآن هنا في مهرجان دبي، هل شاهدت الكثير من الأفلام العربية؟ وما رأيك
بها؟
ـ تابعت بعضها فقط، لم يتسن لي الوقت الكافي، وتقييمي هو أن صناع السينما
العرب لديهم لغة سينمائية حقيقية وحساسية مميزة، وأعجبت بفيلم الإفتتاح في
مهرجان دبي «الجنة الآن» الذي يمتلك كل الأدوات في شريط موجه للجمهور
العالمي الواسع مع أن قصته محلية بالكامل. إذ أن هذا ما نستطيع تسميته
بالسينما المعدة جيداً.
·
السينما صناعة ثقيلة كما تعرف، ومجتمعاتنا العربية مازالت استهلاكية، فكيف
نستطيع أن ندخل مجالاً يتطلب بنى اقتصادية صناعية؟
ـ لا شك أن السينما صناعة كبيرة، ولكنها ليست حكراً على الدول ذات
الاقتصادات الصناعية. وللعرب مكانة كبيرة في الاقتصاد العالمي فهم يمتلكون
المواد الخام، وإذا ما ارادوا يستطيعون إيجاد ميزانيات من أجل سينما
حقيقية. ودعني أقول لك أن الكثير من الأفلام العالمية المهمة صنعت
بميزانيات متوسطة.
المهم أن يقدم الدعم للسينما العربية، وبعدها لا أعتقد أن المشكلة ستبقى
مكانها.
·
أي من الأنواع السينمائية ينتمي
إليها مورغان فريمان؟
ـ السينما التي تعني كل إنسان أينما وجد، والتي تعبر عن مسائل عميقة وعما
كان يفكر به جدي ويقلق أبنائي اليوم.
·
عملت في كم هائل من الأفلام،
ومثلت أدواراً متناقضة لشخصيات شريرة أو خيرة، فهل تأثرت حياتك الشخصية
بهذا؟
ـ علاقة الممثل بنفسه وبحياته وبما يؤدي من أدوار تدخل إلى منطقة مليئة
بالتناقضات الفعلية لأن الممثل الجيد لا يمكن إلا وأن يتأثر بالشخصية التي
يؤديها وهناك بعض الأدوار التي تكون قوية وحاملة معها قدرة على اختراق روح
الممثل، كما الممثل يخترق مجالات الشخصية، هي أيضاً تخترقه بحسب قدرتها.
·
هل ستحضر الدورة الثالثة من
مهرجان دبي السينمائي الدولي في العام المقبل؟
ـ بالطبع إذا كنت لا أزال حياً.
####
«اكتشافات دبي» في مهرجان السينما
مخرجون عرب يتحدثون عن صعوبات الإنتاج والتمويل
نائل العالم
ياسمين كساري وعبد اللطيف كشيش وعدي رشيد وبدر بن هرسي ونور الدين لخماري
ونضال الدبس، ستة مخرجين من ضمن اكتشافات مهرجان دبي السينمائي لهذا العام،
اجتهدوا كثيرا لتحقيق أفلامهم الروائية الأولى بعد محاولات سينمائية عدة مع
الأفلام القصيرة والوثائقية.
أفلام هؤلاء المخرجين العرب المشاركة في المهرجان كانت على موعد أمس مع
لقاء صحافي تحول إلى حلقة نقاش حول صعوبات الإنتاج والتمويل في العالم
العربي، وقد اكتسب اللقاء أهميته بوجود نخبة من السينمائيين العرب على
رأسهم المخرجون المغربي جيلالي فرحاتي، والمصري خيري بشارة والفلسطيني رشيد
مشهراوي، فيما حضر من المخرجين المشاركين السوري نضال الدبس مخرج فيلم تحت
السقف، واليمني بدر بن هرسي مخرج فيلم يوم جديد في صنعاء القديمة، كما حضر
منتج الفيلم أحمد عبدلي. ومن المغرب نور الدين لخماري مخرج فيلم «النظرة».
زياد الخزاعي مسؤول الإعداد لبرنامج اكتشافات دبي، قام بالتعريف بداية
بالمخرجين المتواجدين وعبر عن إيمانه بتجاربهم وإبداعاتهم وطاقاتهم، وأكد
ان مهرجان دبي يحاول دعم هؤلاء المخرجين وإعطائهم فرصة لتقديم إبداعاتهم
أمام جمهوره.
ونقل الخزاعي الحديث الى المشاركين في الندوة وقد حدد إطاره في الصعوبات
التي واجهتهم أثناء التحضير لأفلامهم ورحلة كفاحهم حتى رأت تلك الأفلام
النور.
وأبدى بدر بن هرسي سعادته بالمشاركة مؤكدا انه قام بتنفيذ ثمانية افلام
تسجيلية قبل فيلمه الروائي الأول، وكشف عن وجود صعوبات كبيرة أعاقت ظهور
الفيلم أبرزها عدم وجود صناعة سينمائية في اليمن وتعثر اقناع الممولين في
تجيير أموالهم باتجاه السينما.
ودعم أحمد عبدلي هذا الرأي بالقول: «ان رحلة البحث عن ممول دامت سنة ونصف
وقد حاولنا التعامل بطريقة تجارية من خلال إقناع المستثمرين بالفائدة التي
سيجنونها من وراء الفيلم، وفي المحصلة جمعت كل الأموال من اليمن.
وعن فيلمه النظرة قال نور الدين لخماري: «ان العمل إنتاج مغربي نرويجي
مشترك وان صعوبة هذا الانتاج تكمن في كيفية إقناع الأوروبيين بقضايانا
وأفكارنا وأهمية إيصال ثقافتنا العربية اليهم».
وأكد لخماري ان «هذا هو أصعب ما في الإنتاج المشترك موضحا انه عرض الفيلم
على منتجين فرنسيين فرفضوا إنتاجه لأنه يتعرض لفترة الاحتلال الفرنسي
للمغرب».
بدوره شرح المخرج نضال الدبس معاناته الفردية ومعاناة السينما بشكل عام في
سوريا كون الإنتاج محصوراً بجهة حكومية هي المؤسسة العامة للسينما «وهي
تنتج فيلما في السنة او فيلمين كحد أقصى»، واكد المخرج السوري «ان على
الدولة ان تدعم السينما بشكل اكبر وهذا واجبها وحق السينمائيين وشيء تقره
كل دساتير العالم».
وفي مداخلة للمخرج المغربي جيلالي فرحاتي ثمن الخطوات التي شرعت الحكومة
المغربية باتخاذها في سبيل دعم السينما معتبراً المخرج سفيرا لبلاده في
الخارج، وقال فرحاتي: «ان الحكومة خصصت ما يقارب ثلاثة ملايين يورو لدعم
إنتاج الأفلام كما أعطت الكتاب والمخرجين حرية كبيرة في اختيار الأفكار
والموضوعات»، ولم يقلل المخرج المغربي من أهمية الإنتاج المشترك بين العرب
وأوروبا، لكنه شدد على ضرورة «تواجد إنتاج مشترك عربي ـ عربي»، وقال: «اذا
قمنا بذلك سنستغني عن الممول الأجنبي بدرجة كبيرة».
####
مسعود أمر الله: مهرجان دبي تخلص من سلبيات الجوائز
نائل العالم
يتولى السينمائي الإماراتي مسعود أمر الله آل علي مسؤولية الإعداد والإشراف
على برنامجي أفلام «الليالي العربية» و«إماراتيون واعدون» اللذين يقاما ضمن
فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الثانية. وتمثل «الليالي
العربية» احتفالية خاصة بالسينما العربية الفنية غير التجارية وتجارب
مختلفة من عدد من البلدان العربية، فيما تتيح تظاهرة «إماراتيون واعدون»
الفرصة أمام المواهب الإماراتية الشابة لتقديم إنتاجها السينمائي وتشجيعها
على بذل المزيد.
«البيان» التقت أمرالله للحديث عن هاتين الفعاليتين وكان هذا الحوار:
·
كيف تم ابتكار فكرتي «الليالي
العربية» و«إماراتيون واعدون» وإدراجهما ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي؟
ـ «الليالي العربية» ليست فكرة جديدة على المهرجان حيث تم تقديمها في
الدورة الأولى، والهدف هو الاحتفال بالسينما العربية وتكريمها كون المهرجان
يقام على أرض عربية. أما فيما يتعلق بقسم «إماراتيون واعدون» فمرد إنشائه
يرجع إلى أن الأفلام العربية القصيرة التي تم عرضها في العام الماضي لاقت
نجاحا واستحسانا من قبل الجمهور، فرأينا أن نخصص جزءا من فعاليات المهرجان
للتعريف بالفيلم الإماراتي القصير من جهة، ولدعم وتشجيع صناعة السينما في
الدولة من جهة ثانية.
·
هل المشاركون في أفلام
«إماراتيون واعدون» هم من الهواة أم المحترفين؟
ـ هناك فيلم واحد فقط لمخرج هاو أما بقية الأفلام فهي لمخرجين معروفين على
الساحة السينمائية المحلية.
·
كيف تم انتقاء الأفلام في تظاهرة
«إماراتيون واعدون»؟
ـ أوكلت مسؤولية الانتقاء لي شخصيا كوني أشرف على مسابقة أفلام من الإمارات
التي تقام سنويا، وقد تقدم إلى المسابقة الأخيرة حوالي 142 فيلما ومن هذه
الأفلام تم اختيار أفلام «إماراتيون واعدون»، ومن بين الأفلام هناك فيلم
«يوم عادي» الذي ترشح مباشرة للمشاركة في المهرجان بسبب فوزه بجائزة أفضل
موهبة إماراتية.
·
وماذا عن الأفلام الطويلة
الإماراتية ألم تجدوا فيلما واحدا على الأقل يمثل الدولة في المهرجان؟
ـ هناك فيلم واحد فقط تم إنتاجه خلال العام الحالي هو فيلم «حلم»، ولكن تم
استبعاده بسبب عرضه تجاريا في دور العرض الإماراتية منذ فترة قصيرة، وسوى
«حلم» هناك فيلمين آخرين ما زالا في طور المونتاج ولم يلحقا بمهرجان دبي.
·
بالعودة إلى تظاهرة «الليالي العربية».. لاحظنا اختيار نوعية جريئة
وإشكالية من الأفلام كفيلم الافتتاح «الجنة أولا» والفيلم المصري «دنيا»،
هل كان ذلك مقصودا؟
ـ انتقاء الأفلام في هذا القسم جاءت تبعا لنوعية الفيلم وجودته، وهي ما
حرضتني على الإتيان بهذه الأفلام بالتحديد، فجميعها أفلام فنية غير تجارية
وهي نوعية أفلام لا يشاهدها الجمهور الإماراتي بكثرة حيث تعتمد دور العرض
على أفلام هوليوود وبوليوود ومصر التجارية، لذلك فمن المهم أن تجد هذه
الأفلام مكانا لها في تظاهرة عالمية كمهرجان دبي السينمائي.
·
كون مهرجان دبي بلا مسابقة أو
جوائز هل يعطي ذلك للمبرمج راحة أكبر في انتقاء الأفلام؟
ـ مهرجان دبي مهرجان مريح تخلص من سلبيات المسابقات وما أكثرها.. فهناك جدل
دائم حول الجوائز وأحقية فوز فيلم دون آخر ومن ثم حساسية اختيار لجنة
التحكيم وخلفياتها وتحيزها وظلمها... نحن بعيدون عن كل هذه المهاترات
وهدفنا أن نقدم للجمهور المتعطش سينما ترضي كل الأذواق، والمهرجان فرصة
كذلك لإظهار التجارب العربية وتقديمها للناس وقد تظلم في حال دخلت منافسة
مع الفيلم الغربي على الجوائز بسبب الفارق الكبير في الإمكانيات.
ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة
لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم
المخرج فيلماً متقناً في
حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي،
ولكن هذا لا
يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.
####
تكريم إمام وفريمان وتشوبرا والعقاد
دبي ـ «البيان»: ثلاثة من المبدعين في عالم الفن السابع اختارتهم إدارة
مهرجان دبي السينمائي الدولي الثاني ليكونوا تحت دائرة الضوء لهذا العام،
ولتقدم لهم التكريم الذي يستحقونه عن سنوات الجهد والتعب والكفاح التي
قضوها في سبيل استمرارية الفن السابع.
عادل إمام ومورغان فريمان وياش تشوبرا تجمعوا صباح أمس في إحدى قاعات مدينة
جميرا ليتسلموا الدروع التذكارية من مدير المهرجان نيل ستيفنسون، وقد أحاطت
بهم جموع المهنئين والفنانين الذين شاركوهم مسيرة الابداع. وقد بدأت
الاحتفالية بكلمة مدير المهرجان التي تمحورت حول أهداف هذا التجمع
السينمائي في بناء جسور الثقافة العالمية وملتقى التفاهم بين الشرق والغرب
والتواصل بين العالم الإسلامي وغير الإسلامي.
وقدم الناقد رؤوف توفيق للفنان عادل إمام الذي تحدث بعد تسلمه الدرع
التكريمي عن رحلة كفاح في سبيل التمثيل تذكر خلالها والده الذي لم يكن
مقتنعا بفكرة كون ابنه ممثلا، وقال: «أين أنت يا والدي اليوم لتراني أكرم
مع هؤلاء العظماء من أمثال فريمان وتشوبرا».
وفي كلمات التقديم للمخرج الهندي ياش تشوبرا قالت هانا فيشر: «هو من
المبدعين الأوائل في بلاده ساهم في رفع قيمة الفن السينمائي فيها». فيما
عاد تشوبرا في كلمته إلى البدايات وتذكر اباه الذي علمه فن السينما.
بدوره أكد مورغان فريمان في كلمة مختصرة اعتزازه بالمشاركة في مهرجان دبي
للمرة الثانية وسعادته بهذا التكريم، مؤكدا ان المهرجان يطرح شعارا مهماً
وهو فرصة جيدة لالتقاء الثقافات المختلفة.
كما حظي الاحتفال أيضا بتكريم إضافي للمخرج السوري مصطفى العقاد الذي خصص
له المهرجان احتفالية خاصة. وكان نجل المخرج مالك العقاد حاضرا ليتسلم
الدرع التكريمي، وقال: «انه لفخر كبير لي ان اتلقى هذا التكريم لروح والدي
واعتقد لو ان مصطفى العقاد كان حيا بيننا لكان فخورا جدا بهذا اللفتة
الطيبة».
وعلى هامش حفل التكريم التقت «البيان» بالفنانة الهام شاهين وسألتها عن
أهمية تكريم عادل إمام فقالت: ان لعادل إمام فضلاً عليها سينمائيا حيث
قدمها لأول بطولة في فيلم «الهلفوت» وهو الفيلم الذي حقق شعبية جارفة
ونجاحا هائلا.
وأضافت: «انا سعيدة جدا بهذا التكريم لان عادل أمام فوق انه فنان متميز،
فهو إنسان يحب الناس ويحب زملاءه إضافة إلى انه أضحك الجمهور العربي على
مدى سنوات طويلة«. أما المخرجة إيناس الدغيدي التي وصلت أول من أمس إلى
دبي، فقالت ان تكريم أي فنان مصري هو تكريم للسينما المصرية وبالتحديد عادل
إمام الذي استمر على مدى 40 سنة، وهو فنان ذكي ويحمل قيمة فنية عالية.
وعن تعاون محتمل بينها وبين عادل إمام قالت الدغيدي: «ان التعاون ممكن
وربما يحصل في وقت من الأوقات». وأضافت مازحة:« مش عارفة اذا كان يقبل
يشتغل مع الستات».
####
يوميات
شكل الأشياء
محمد حسن أحمد
كل شيء بقي مرتباً في المهرجان إلى اليوم، سوى لحيتي التي بدأت تحتل فهرست
وجهي، وعلاقتي الحميمة مع السجادة الحمراء التي تزين مدخل مقر المهرجان في
«مدينة جميرا»، وتتبع هوى السيارات الفخمة والكعب العالي.
جميع الأشياء الآن بدأت تأخذ شكلاً لها من وجوه وأجساد وأحاديث وكاميرات
المصورين والتلفزيون، وفي مصادفات يومية تلتقي مع أسماء ومهتمين لتتداول
معهم الحديث حول السينما، وكأنك تقرع باب الإنصات، وتأخذ بيده في ممرات
المهرجان وباحة السينما.
وفي الغرفة «529»، تمتد بنا السنتيمترات، تتوزع على شكل ارتجال لقطاتنا في
كل زاوية وأظن جيداً بأن خدمة الغرف تحتاج إلى الكثير من الوقت يومياً، حين
نغادر الغرفة في منتصف النهار، ونتوزع في ردهات المقر.
أحدهم في صورة مرتبكة أمام الكاميرا، ومصور أجنبي جذبه اللون الأسود، فذهب
يلتقط الكثير من الصور لفتاة وهي بعباءتها.
جلست في الركن الآخر أتناول هدوئي لبعض الوقت، بمصاحبة الصحف اليومية، لم
تعد أخبار كرة القدم ولا الاقتصادية أو السياسية من اهتماماتي هنا، لا شيء
سوى الحالة البصرية في الأفلام، تسلل إلى داخلنا شعور سريع بأن اليوم لن
يكون ذا قيمة فنية في المشاهدة حيث تختلط الساعات ببعضها ففي الساعة
الرابعة تم الإعلان عن مؤتمر صحافي للأفلام الإماراتية، منها توقف الجدول
إلى ما بعد المؤتمر المقرر.
كالعادة، لن تكون هناك سوى تلك الأسئلة المكررة حول السينما الإماراتية
وظروفها، جلست على الكرسي الأخير أدير صمتي بينما الميكروفون الداخلي يتنقل
بين الحضور، جوانب مدفوعة بالهموم والرغبات حول صناعة الفيلم الإماراتي،
وبوجود خمسة أفلام تمثل اسم الإمارات في المهرجان، وهي أعمال قصيرة بحكم
وجود صناعة متقدمة نوعاً ما في الأفلام القصيرة الإماراتية، تشعر أحياناً
بأن بعض الصحافيين غير مدركين للحركة، لأنهم في سلطة سمعية يتناولون
الموجود بشكله الذاتي من خلال بعض العلاقات ومنها تخرج بنا بعض الصحف في
اليوم التالي بالكثير من الأخبار والحوارات بطرح مكرر خالٍ من القيمة
الفنية والإعلامية قائم على الظنون بالمبدع الإماراتي.
تبقيك بعض الوجوه على حد البقاء حياً بقلب تشعر فيه، وما يمكن أن تشعر معه
بالارتياح هو الوجود الإماراتي مبدعاً ومنظماً وإعلامياً، في المكان ذاته
قررنا تدوير الجدول من جديد، وتم طرح أسماء الأفلام لهذا اليوم من فيلم
«شقيقات» إلى فيلم «الطفل الراقد».
بلعت يقيني حين غادرت المكان في المساء إلى الفندق بجسد هالك مضى عليه وقت
لم يتناول النوم بلذة، حاولت مقاومة التعب، فتحت الشباك على ملامح البحر
والأضواء، بينما الهواء يدخل وشاية جسدي المركون في السرير، لأستمتع بالنوم
للمرة الأولى منذ أربعة أيام. في الثالثة فجراً نزلت إلى باحة الفندق الذي
يضج بالنجوم والسينمائيين.
بعد أن قررنا الجلوس بعض الوقت هناك قبل وصول الصحف فجراً، شجرة عيد
الميلاد الضخمة تحولت إلى خلفية للتصوير الفوتوغرافي، سندويشات الجبن أصبحت
وجبة رئيسية كل يوم لمعدتي، عدنا إلى الغرفة لينضم معنا خالد المحمود،
تناولنا المساءات المفتوحة والحديث عن الأفلام والأيام المقبلة، بينما
انسحبت إلى زاويتي في الفندق أدفع لفظ حروفي لكم، صوت أنثى تغني بهدوء من
إحدى الشرفات، وتختفي مع صوتها.
.. نلتقي غداً.
( كاتب وسينمائي إماراتي )
|