«البيان» شهدت المناسبة
حفل في «كان» لمهرجان دبي السينمائي
كان ـ مسعود أمر الله آل علي
تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران في دبي،
الرئيس الأعلى لطيران الإمارات الرئيس الفخري لمهرجان دبي السينمائي
الدولي، أُقيم أول من أمس في كان حفل استقبال على شرف المهرجان في فندق
«كارلتون بيتش»، للإعلان عن الدورة الثانية من مهرجان دبي السينمائي الذي
سيُقام في الفترة ما بين 11 إلى 17 ديسمبر 2005.
ترأس وفد الإمارات عبدالحميد جمعة الرئيس التنفيذي لمدينة دبي للإعلام،
ونيل ستيفنسون، مدير المهرجان بالإضافة إلى المجموعة المنظّمة للحفل، التي
أتت خصيصاً من دبي. وحضر الحفل جمعُ غفير من الوسط السينمائي العربي
والدولي، منهم الممثل الشهير مورغان فريمان، وأنان سينغ، وبيتر بارج،
وماجدة واصف، وفيليب جلادو، ومان موهان شتي، وغيرهم من صنّاع السينما.
بدا الحفل بسيطاً ومنظّماً، واستهل بعرض شريط فيديو قصير على شاشات تم
توزيعها في جميع أنحاء الصالة، حول أجمل لحظات الدورة الأولى، ومقابلات مع
الضيوف، ولقطات لمدينة دبي. ثم ألقى مدير المهرجان نيل ستيفنسون كلمة رحّب
فيها بالحضور، وأكّد أن أهداف المهرجان تتمثل في «جعل مهرجان دبي محطة
للسينما العربية.
ومد الجسور الثقافية بين الدول، وتقديم خدمة إثراء الثقافة لمجتمع دبي».
واختتم الحفل بسحب على تذكرتين لزيارة دبي على طيران الإمارات، قدمهما
عبدالحميد جمعة، ومورغان فريمان الذي علّق قائلاً «من لم يُسافر على طيران
الإمارات، كأنه لم يُسافر أبداً في حياته».
تنسيق دبي
يُذكر أن موعد المهرجان تقرّر بعد عدّة جلسات نقاش مع منظمي مهرجانات عربية
أخرى، هي: القاهرة،. مراكش، ودمشق، كانت آخرها في القاهرة، وقد مثّل مهرجان
دبي عبد الحميد جمعة، بينما مثّل شريف الشوباشي مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي. وتمخّضت النقاشات عن تثبيت موعد لإقامة المهرجانات الأربعة درءاً
للتصادم .
كما حدث في العام الفائت: من 11 إلى 19 نوفمبر 2005، مهرجان مراكش
السينمائي الدولي، من 20 إلى 27 نوفمبر 2005، مهرجان دمشق السينمائي
الدولي، من 29 نوفمبر إلى 9 ديسمبر، مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.وأكد
عبد الحميد جمعة أن مدينة دبي للإعلام تطمح لمزيد من التعاون والفاعلية بين
المهرجانات العربية.
حتى يصل صوت السينما العربية إلى صناعة الفيلم عالمياً، وقال: «نحن نشارك
في المساهمة في إنجاح مهرجانات السينما في الوطن العربي لأن أحد أهدافنا هو
زيادة التعاون والتكامل في المجالات الثقافية العربية».
من جانبه، قال نيل ستيفنسون، مدير مهرجان دبي أن تفاصيل وبرنامج المهرجان
المقبل ستعلن في الشهور المقبلة، لكن أوضح أن أحد أولوياته في العمل كان في
زيادة عدد البرامج العربية، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققته الأفلام
العربية في الدورة الماضية، وكذلك التركيز على النشاطات التعليمية أثناء
المهرجان المقبل، ومحاولة مساعدة صانعي الأفلام الإماراتيين.
الحلم والحقيقة
في لقاءٍ خاص مع «البيان» عقب الحفل، حدّد عبدالحميد جمعة، المدير التنفيذي
لمدينة دبي للإعلام ملامح الدورة المقبلة، وظروف المهرجان وطموحاته، وكذلك
خلفيات الدورة السابقة.
·
كيف تقيّمون تجربة مهرجان دبي في
دورته الماضية؟
ـ أي مهرجان هو عبارة عن رحلة طويلة وشائكة محفوفة بالصعوبات، ويحتاج إلى
سعة صدر، ونقد صحي للذات. في المهرجان الأوّل لم نكن نعرف كيف، وأين، وإلى
أين سنصل؟ كان مثل الحلم. وعندما فتحت مدينة دبي قلبها للمهرجان واحتضنته،
أصبح البيت الداخلي مؤثثاً ومؤسساً منذ الخطوة الأولى، وعندما دعمت حكومة
دبي مشكورة المهرجان، ورعته مؤسسات ضخمة.
وشارك فيه مبدعون ومبرمجون وشباب وجمهور ناضج ومتعطش للسينما الفنية.. أصبح
الحلم حقيقة.لا تخلو أية تجربة أولى من أخطاء أو ارتباكات الولادة الأولى،
كالطفل تماماً الذي يخطئ أولاً، ثم يتعلم من خطئه، ويكبر. وبدورنا نحاول
تدارك المشاكل، وتجاوزها، وتطوير المهرجان.
هناك ثلاثة محاور أساسية نعتبرها من صلب أهدافنا، أولاً: إعطاء مساحة كبيرة
للفيلم والمبدع العربي، سواء أكان داخل الوطن العربي أم خارجه، خاصة أولئك
الذين لا يجدون فرصة لعرض أفلامهم في مهرجانات دولية كبيرة، وأولئك الذين
يصنعون فيلماً مغايراً ومستقلاً، نحن ندعوهم إلى دبي برحابة صدر غير مغفلين
دور المهرجانات العربية الأخرى التي سبقتنا ولديها خبرة طويلة.
غير أن دورنا مختلف لأننا مدينة مختلفة، من حق المهرجانات العربية أن تحتفي
بمبدعي دولها لأنها تصنع سينما، ومن حقنا أن نحتفي بكل جنسيات العالم لأننا
لا نصنع سينما، لذلك نحن نحتفي بالفكر والفيلم العربي ونقدمه إلى المجتمع
الدولي، ونحتفي بالفكر والفيلم الغربي، ونقدمه إلى العالم العربي.
ثانياً: مد الجسور بين الشرق والغرب، ولا أعتقد أن هناك أفضل من مدينة لدبي
لتبني هذا التواصل لأن لدينا البنية الاقتصادية والمجتمعية والجغرافية التي
تؤهلنا للعب هذا الدور.
ثالثاً: إفساح المجال أمام الجمهور الإماراتي والخليجي والعربي لمشاهدة
أفلام لا يُمكن مشاهدتها في الصالات التجارية. ودورنا هنا خلق الجو المناسب
الذي نستطيع من خلاله طرح وجهة نظر الغرب تجاه الشرق والعكس، لنتقارب
ونتحاور ونفهم. لذا، نحن نعطي الفرصة للجمهور لمشاهدة مثل هذه الأفلام.
·
ماذا تستفيد دبي اقتصادياً من
المهرجان؟
ـ المهرجان ليس برجاً أو مبنيً لجني الأرباح الخيالية، بل هو جزء من فكرة
تحريك الاقتصاد العام للمدينة. الاقتصاد بمعنى أن يُقوّي المهرجان نفسه
ثقافياً ليستفيد مادياً على المدى البعيد، ودبي هي المكان الأمثل لتحقيق
مثل هذا التوازن ما بين الثقافة والاقتصاد؛ فعلى سبيل المثال، ساهم الرعاة
في دعم المهرجان لأن لديهم أسبابهم، منها ردّ الجميل لهذه المدينة التي
أعطت الكثير.
وأيضاً لتسويق وتمرير مشاريعهم الخاصة، وتحريك الثقافة البصرية في الوقت
نفسه. بلغ دخلنا من شباك التذاكر أكثر من 300 ألف درهم، على الرغم من رمزية
سعر التذكرة، وهو مؤشّر واضح على أن الاقتصاد بإمكانه أن يقوم على الثقافة
والعكس صحيح جداً. كان بإمكاننا أن نصنع مهرجاناً هوليوودياً بحتاً، وربما
نتلقى المزيد من الأضواء والنجومية، لكن كنا سنخسر صنّاع السينما الذين
ينظرون إلى المهرجان باحترام الآن.
·
ألا تعتقد أن مهرجان دبي يكرّس للصورة النمطية عن الخليجيين المبذّرين
والمسرفين، عندما يتم المبالغة في تقديم التسهيلات والخدمات الفندقية
الباذخة وتذاكر درجة أولى؟
ـ لماذا لا تكون هناك نظرة وصورة أخرى؟ دبي هي مركز خدمات، والعالم كذلك
وجزء من مهمة المهرجان هو إحداث التوازن ما بين الراحة الشخصية في الإقامة
والمعيشة، وبين مشاهدة الفيلم الجيد. لا يمكن السكن في فندق فخم وبالمقابل
مشاهدة فيلم رديء، والعكس. ثم لا يجب أن لا ننسى الكرم العربي، نحن شعب
مضياف، ونحب أن نكرّم ضيوفنا بحدود وعقلانية ودون بذخ.
·
تردّد بين الحضور العربي في الدورة الماضية عن تناقض المهرجان في تبني شعار
الجسور الثقافية عندما حصل فصل بين الحضور العربي والغربي؟
ـ ماذا تعني كلمة تواصل: (من، إلى) أي من الطريقين، هم أقاموا في فندق
واحد، وعليهم أن يتعرّفوا ويتحاوروا مع بعضهم، لكن أن يتجمع الغرب لوحدهم
والعرب كذلك في شكل مجموعات مغلقة؛ فهو يلغي مفهوم التواصل أصلاً، ربما كان
يغيب وجود نشرة يومية باللغتين العربية والإنجليزية تمدهم بمواعيد وأماكن
الحفلات والنشاطات المصاحبة، لكننا سنعمل على ذلك في الدورة المقبلة.
·
ما الغرض من إنشاء مدينة دبي
للإستوديوهات؟ وهل سيستفيد صنّاع الفيلم الإماراتي من خدماتها؟
ـ أنشئت لسببين: الأوّل لأن استراتيجية مدينة دبي تنصب على استقطاب الأعمال
التجارية بمختلف قطاعاتها إلى دبي، ومنها الإعلام والسينما. والثاني
استجابة لرغبة ملحة من قبل المنتجين للتصوير في دبي بحكم انفتاح المدينة،
ووجود البنى التحتية الأساسية، وتوفر التسهيلات وأماكن التصوير.
هناك 120 قناة تلفزيونية تبث من مدينة دبي للإعلام، ولاحظنا أن 20% فقط من
المواد البرامجية تُنتج خارج دبي؛ فكان السؤال: لماذا لا يتم إنشاء مكان
واحد يتم فيه الإنتاج والبث معاً؟ ونقلّل على المنتج التكلفة الخارجية
أيضاً. لذا، ارتأت حكومة دبي أن تستثمر في هذا القطاع.
بالنسبة لاستفادة الإماراتيين من المدينة؛ أعتقد أنه بعد البذرة الجميلة
التي زرعها المجمع الثقافي في أبوظبي، وتبني سعادة محمد أحمد السويدي،
الأمين العام للمجمع الثقافي تنظيم مسابقة أفلام من الإمارات لأربع سنوات
متتالية، وبوجود دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وأيام الشارقة المسرحية
التي تحظى بدعم متواصل ولا محدود من سمو الشيخ سلطان صقر القاسمي حاكم
الشارقة، بوجود هذين الصرحين الثقافيين العظيمين.
بدأت الحركة السينمائية في الإمارات تخطو إلى الأمام. هناك ما يربو على 300
فيلم إماراتي قصير، وهناك أكثر من 70 مخرجاً إماراتياً، وهؤلاء سوف
يستفيدون بلا شك من وجود مدينة دبي للإستوديوهات، سواء من المكان المجهّز،
أو الإمكانيات التقنية، أو الاستشارات من قبل محترفين، أو فرص الإنتاج
المشترك.
·
ماذا عن إنتاج الأفلام، أو صندوق لدعم الفيلم الإماراتي؟ أنتم تدركون جيداً
أن المستثمر أو التاجر يبحث عن مردود مادي، والدوائر أو القطاعات الحكومية
لا تدعم السينما، أين يذهب المبدع الإماراتي في هذه الوضعية؟
ـ المستثمر يفكّر بالكسب المادي وهذا حقه، وربما تكون فكرة إنتاج أفلام
سينمائية جديدة عليه، وأعتقد أن المبدع الإماراتي يجب أن يجد البيت أو
المؤسسة التي تحتضنه، وهو أمر يتطلّب القليل من الصبر لأن الأمور لا تأتي
اعتباطياً، وأطالب الشباب بالتريث والتحلي بالأمل، لأنني مؤمن تماماً بأن
الفرج آتٍ قريباً، ولدي شعور بأن الوقت قد حان لولادة فيلم إماراتي طويل.
·
لماذا لا تلتقطون القفاز بإنشاء
صندوق الدعم؟
ـ نحن نفكر حالياً بشيء من هذا القبيل، ويجب أن تكون خطواتنا مدروسة وعملية
لتحقيق أقصى فائدة ممكنة، وأؤمن أن الحكومة ستقدم الدعم المطلوب بسخاء،
ولكن مع قليلٍ من الصبر.
·
ما الجديد الذي ستقدمونه للشباب
الإماراتيين في الدورة المقبلة من مهرجان دبي؟
ـ كنّا نحضّر لمفاجأة، لكنك تحاصرني الآن في زاوية ضيقة، لذا سأعلنها لأوّل
مرّة، سوف نخصّص قسماً مستقلاً للأفلام الإماراتية تكون بمثابة نافذة يطل
منها الشباب الإماراتي المبدع على العالم.
مهرجان دبي.. كلاكيت ثاني مرّة
من جهته، يركز نيل ستيفنسون، مدير المهرجان على الجوانب التقنية والتفصيلية
لمهرجان دبي، ويتطرّق إلى أولويات المهرجان واستراتيجياته:
·
ماذا يخبئ مهرجان دبي في دورته
الثانية؟
ـ في البدء، أود أن أؤكّد أن مهرجان دبي حقّق نجاحاً باهراً في دورته
الأولى، سواء أكان بين المتخصصين أو النقاد والإعلاميين، أو بين الجمهور.
لا أعتقد أن ثورة أو تغيير جذري سيحدث في المهرجان، كنّا في السنة الأولى
قد أسّسنا بناءً متيناً، وحدّدنا أهدافنا بدقّة بعد دراسة وافية استغرقت
أكثر من سنة. ما سيحدث فعلياً هو تطوير للمهرجان، وخاصة على صعيد برمجة
الأفلام.
على سبيل المثال، حقّق البرنامج العربي (ليالٍ عربية وأفلام عربية قصيرة)
نجاحاً ملحوظاً في الأوساط السينمائية، واستُقبل بحرارة من قِبل النقاد؛
إذن ليس هناك داعٍ لتغيير برنامج ناجح، بينما لم يكن خيار فصل برنامج
«بوليوود تلتقي هوليوود» و«أفلام من شبه القارة» سليماً لأنهما يُغطيان
منطقة جغرافية واحدة هي الهند وباكستان وبنغلاديش، لذلك سنعالجه في الدورة
المقبلة.
الأمر الآخر الناجح هو ثيمة أو شعار المهرجان: «الجسور الثقافية»، وهي ثيمة
تُناسب تماماً طبيعة مدينة دبي الكوزموبوليتية، حيث تتعايش بأمان جنسيات
مختلفة في منطقة جغرافية واحدة، وهي خاصية تمتاز بها دبي دون مدن عالمية
كثيرة لديها مهرجانات سينما عديدة، ولا تمتلك جمهوراً متنوع الأعراق
والخلفيات الثقافية أو الاجتماعية وتعدّد الجنسيات المختلفة. لذا، سوف
نتمسك بهذه الرسالة النبيلة التي تبعثها دبي إلى العالم.
إذن، لن يكون الجديد كبيراً، ولكن هناك عناصر وبرامج سيتم إضافتها لن
نعلنها الآن إلا بعد الشروع الفعلي في البرمجة. يمكنني القول بأننا سوف
نوسع من رقعة المناطق الجغرافية التي لم نغطيها في الدورة الأولى، وسوف
نخلق مسميات لبرامج جديدة تعكس جنسيات وشرائح مجتمع دبي. وأود هنا أن أكشف
-لأوّل مرّة- عن برنامج أكاديمي وتعليمي قرّرت أن أضمه إلى الورشة
التطبيقية المصاحبة للمهرجان.
ففي العام الماضي نظّمنا حلقة نقاش أدارها ثلاثة مخرجين مع طلبة الإمارات
تناولوا فيها تجربتهم الخاصة مع السينما، كيف بدأوا وإلى أين وصلوا. في
الدورة المقبلة، سنعمل على مساعدة المخرجين الإماراتيين الشباب من خلال
ورشتين: ستكون الأولى مخصّصة للإنتاج.
وفيها سوف يتعرّف الشباب من الألف إلى الياء على كيفية إنتاج فيلم سينمائي،
ومن أين يحصل على الدعم المادي، ومتى؟ أما الثانية؛ فسنخصّصها للتسويق
والتوزيع، بحيث يستطيع المخرج الإماراتي إيصال فيلمه إلى أكبر قطاع ممكن من
الجمهور، وسندعو الجميع من طلاب وهوّاة ومحترفين إلى هذه الورشات.
·
لماذا لم يتم الإعلان عن برامج
المهرجان للآن؟
ـ كنّا في الدورة السابقة قد أعلنا عن برامجنا في شهر مارس، أي قبل سبعة
أشهر من المهرجان، والذي تعلّمناه من التجربة أنه ليس ضرورياً أن نعلن قبل
وقتٍ طويل حتى لا تضيع بهجة البرمجة مع مرور الزمن، وهذا ما تفعله
المهرجانات الأخرى.
·
لماذا لا يُفتح باب تقديم الأفلام إلى المهرجان من قبل المنتجين أو
المخرجين؟ لماذا يكون اختيار الأفلام محصوراً بالمبرمجين فقط؟
ـ أعتقد أن القرار كان سليماً جداً بالنسبة لمهرجان جديد، كنّا بحاجة إلى
مبرمجين مهمين ومطلّعين على التجارب السينمائية كي يختاروا الأفضل لدبي،
وكذلك من الصعوبة بمكان أن يُقنع مهرجاناً جديداً في بلدٍ عربي محاط بأوضاع
سياسية حرجة، ومغلوطة بالتأكيد، استقطاب أفلام دولية.
من جهة أخرى؛ نحن لم نُغلق باب التقدّم إلى المهرجان، كان مفتوحاً أيضاً ـ
وسيظل ـ والدليل أننا استلمنا المئات من الأشرطة التي تقدّم أصحابها
مباشرة. ربما نصل إلى قرار في السنوات المقبلة إلى فتح باب التقديم، كل
شيءٍ وارد.
·
أسفرت الاجتماعات المتتالية مع المهرجانات العربية عن التنسيق في مواعيد
إقامتها وفق ترتيب معيّن حتى لا تصطدم ببعضها، وهو أمر جيد وصحي. شكلياً
تبدو الأمور منسّقة، لكن ضمنياً ألا تجد أنها ستفرز صعوبات أخرى، مثل حركة
تنقّل الضيوف من بلد لآخر لمدّة شهر كامل، حركة تنقّل الأفلام نفسها،
والأهم أن لا يحظى مهرجان دبي بعروض أولى لأنه يأتي في آخر المطاف؟
ـ أولاً، أعتقد أن الإعلام العربي والدولي أنصفا مهرجان دبي بشكلٍ غير
متوقّع، وحسب وصف مجلة «فارايتي» الشهيرة قبل يومين بأنه مهرجان رائد في
الوطن العربي. لذا؛ نحن نعتقد ـ وبتواضع- أن سمعة دبي المدينة، والمهرجان
قد وجدا صدى ومصداقية في الأوساط السينمائية.
وهو أمر يعطينا كل الثقة في استقطاب العروض الأولى، والدليل ما حدث مع فيلم
الافتتاح «الرحلة الكبرى» في الدورة الماضية، فقد فضّل المنتج عرضه في دبي
عوضاً عن مراكش، إضافة إلى أننا سنجد دائماً الحلول والبدائل لجعل مهرجان
دبي محط أنظار المبدعين العرب. ثانياً، يعتبر مهرجان القاهرة ودمشق ومراكش
من المهرجانات العريقة والقديمة، وقد سبقونا في مواعيد إقامة مهرجاناتهم،
لذا لا يمكن فعل شيء حيال ذلك.
وكنّا قد درسنا موعد إقامة مهرجان دبي بدقّة، ووجدنا أن ديسمبر هو أفضل
الشهور، نظراً للطقس الجميل، والرعاة، وحركة الطيران، ونسبة إشغال الفنادق،
وأيضاً لأنه شهر يخلو من المهرجانات الدولية المنافسة.
·
صرّح عبدالحميد جمعة عن تخصيص
قسم مستقل للأفلام الإماراتية في الدورة المقبلة، هل لك أن تحدّثنا بشكلٍ
مفصّل؟
ـ كنّا في العام الماضي قد عرضنا خمسة أفلام إماراتية، أربعة منها في قسم
«أفلام عربية قصيرة»، وواحد في قسم «عملية الجسور الثقافية»، ونظراً للنجاح
المثير، ولإلقاء مزيد الأضواء وتقديم الفيلم الإماراتي ومبدعيه إلى العالم،
قرّرنا تصميم برنامج مستقلٍ بذاته للإماراتيين بعنوان «أفلام إماراتية
صاعدة». قد يبدأ هذا القسم صغيراً في البداية، لكنه سيكبر بالتأكيد مع مرور
السنوات.
|