|
فى بداية الحديث هنا استعير مقولة أستاذنا الكبير أحمد الجمال والتى وجهها
قبل أسابيع قليلة الى الناقد سمير فريد فى قضية المايسترو الإسرائيلى الذى
جاء ليقود أوركسترا الأوبرا المصرية ودعاه فيها قائلاً «نقطنا بسكاتك» لكنى
أوجهها هذه المرة الى الفنان عادل إمام والمناسبة ليست بعيدة لأنها مناسبة
حديث عادل إمام المتكرر فى الأسابيع الأخيرة ورأيه ضد حركة حماس وإدانته
لها فى حرب غزة الأخيرة وكذلك ما يقوله عن موقفه من حزب الله والشيخ حسن
نصرالله وعادل إمام أصبح كثير الكلام فى السنوات الأخيرة وكثير الكلام كثير
الأخطاء.
وأكرر فأطلب من النجم الكبير أن «ينقطنا بسكاته» لمصلحته أولا حتى لا يفقد
المزيد من التعاطف معه وهو الذى بنى امبراطوريته من حب البسطاء له حتى انه
يحلو له ان يقول بأنه فنان الشعب وزعيم الغلابة والبسطاء وربما كان لك
صحيحاً فى الماضى عندما كان عادل إمام يركز كل جهده وتفكيره فى العمل فقط
وكان بعيداً عن وسائل الاعلام فكان قليل الكلام وبالتالى كانت أخطاؤه قليلة
لكن فى العقد الأخير كان على عادل إمام ان يعيد ترتيب أوراقه بعدما اهتزت
نجوميته واهتز عرشه أمام نجوم الكوميديا الشباب وكان عليه ان يلعب بالبيضة
والحجر كى يستعيد مكانته ونجح بالفعل لكنه كثيرا ما لعب على وتر السياسة
وحشر أنفه فى قضايا حساسة خسر فيها السياسيون أنفسهم عندما أخطأت بوصلتهم
وخالفت ما يتوافق مع مشاعر الشارع العربى خاصة فيما يخص القضة الفلسطينية
وتحديدا مقاومة الاحتلال الصهيونى وتثبت كل التجارب أن الشارع المصرى
تحديدا والعربى بصفة عامة يتعاطف مع المقاومة مهما كان مصدرها ومهما كانت
وجهتها.
وفى الجزء الأول لحديث النجم الكبير عادل إمام مع الإعلامى عمرو الليثى فى
برنامج «واحد من الناس» على قناة دريم كرر عادل إمام رأيه المعارض لحركة
حماس واتهامه لها بأنها السبب وراء ما حدث لشعب غزة فى الحرب الأخيرة
والمثير ان عادل إمام مثله مثل غيره من هذه الفئة التى تطلق الآراء التى
اعتبرها «غبية» فى هذا السياق يدين الضحية ويقول للجانى إنك على حق دون وعى
ولا يقول لنا ما هو البديل أمام الحصار والاحتلال والجرائم الصهيونية التى
لا تتوقف وأسأل الزعيم عادل إمام ما رأيك يا أستاذ فى كفاح الشعب المصرى
على مدى قرون منذ الاحتلال الفرنسى نهاية القرن 81 والاحتلال الانجليزى
بداية القرن 91 والذى أصبح واقعاً فى نهاية القرن ثم ما هو رأيك فى كفاح
الشعب المصرى منذ بداية القرن العشرين ضد الانجليز ثم ضد العدوان الثلاثى
فى العام 6591 وما رأيك فى كفاح الشعب المصرى فى حرب الاستنزاف بعد العام
7691 وحتى حرب أكتوبر فى العام 3791.
وما رأيك فى رموز الكفاح الوطنى بدءا من محمد كريم وعمر مكرم وأحمد عرابى
ومصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول حتى جمال عبدالناصر هل كان المصريون فى
كفاحهم ارهابيين كما يحلو للصهاينة أن يسموا به المقاومة فى جنوب لبنان وفى
فسلطين الآن؟!
هنا أسأل الزعيم عادل إمام الذى يدعى الثقافة والذكاء والزعامة وكنا نتصور
أنه ذكى بالفعل لكنه بآرائه ضد رموز المقاومة فى لبنان وفلسطين متمثلة فى
حزب الله بزعامة الشيخ حسن نصر الله وحركة حماس يثبت أنه فقد ذكاءه كما فقد
مصداقيته وربما دفعه الى ذلك رغبته فى ان يلعب على أكثر من اتجاه أو كما
يقال يلعب على كل الحبال فهو يتصور ان تعاطف الشارع معه مضمون ثم يؤكد على
ولائه للنظام بآرائه التى يطلقها وتتفق مع سياسات ربما يضطر إليها النظام
نفسه هو مجبر عليها أما فنان مثل عادل إمام فهو غير مضطر الى ذلك أو مجبر
عليه كذلك أتعجب كثيرا وأعود لأسأله ما هو البديل أمام المقاومة فى لبنان
والمقاومة فى فلسطين وأنت نفسك تقول فى سياق حديثك مع عمرو الليثى إن
اسرائيل دولة تعرف ماذا تريد وتخطط جيدا لما تفعل ما هو البديل يا زعيم هل
نسلم وهل نساهم نحن معهم فى القضاء على المقاومة ونحاربها معهم ؟!!
غريب أمرك أيها الفنان وغريب أمر كل أمثالك إنك أشبه بمن يستسلم لمغتصب كى
يمارس معه الفعل الفاضح دون مقاومة عملاً بمنطق أنه لا مفر أمام القوى
الغاصب لكنك هنا تنسى يا زعيم أن الشعوب لا تهزم وأن الشعوب تنتصر دائما
ومهما طال الزمن وان الجيوش والإمبراطوريات الى زوال ولتبقى المقاومة
وليبقى الشرفاء والرجال الذين يذكرهم التاريخ ويصفهم فى لوحة شرفه على مر
العصور لكن الخونة والمتخاذلين وأصحاب الآراء المريضة دائما مصيرهم الزوال
والخسران فهم دائما يبنون زعاماتهم على الوهم والخواء والجهل!
العربي المصرية في
26/05/2009 |
