المخرج الأردني إياد الخزوز ينهي تصوير المسلسل الإماراتي
'للأسرار خيوط' ليتم عرضه في رمضان المقبل.
أنهى المخرج
الأردني إياد الخزوز تصوير المسلسل الخليجي الجديد الذي يحمل عنوان
"للأسرار خيوط"
في الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة، في اول عمل درامي عربي يتناول قضية
الجزر
الاماراتية المحتلة.
وبذلك يكون "للاسرار خيوط" أول عمل درامي خليجي سياسي بقالب اجتماعي تراثي،
يناقش القضايا السياسية الكبرى في الخليج العربي، عن نص الضنحاني
وقال الشاعر محمد سعيد الضنحاني، كاتب المسلسل "إن العمل يدور حول الوطن
والإنسان، الأرض وضرورة التمسك بها، وهو يتناول حياة إنسان
الخليج بشكل عام وصراعه
النبيل في مواجهة الغطرسة والظلم".
واوضح انه يدور في حقبة زمنية معينة وهي فترة الأربعينات والخمسينات من
القرن
الماضي، أي قبل ظهور النفط و"يعرض لحياة الناس في تلك الفترة
وما كانوا يعانون منه
بكل صدق وشفافية".
من جهته قال الخزوز "ان العمل الجديد يطرح العديد من القضايا الاجتماعية
والسياسية والفكرية في الخليج العربي، بشكل مختلف عما تم
تقديمه سابقاً في الدراما
الخليجية، كونه يعالج مسألة لم يسبق أن طرحت بهذا الشكل الواضح وهذه
النوعية في
الدراما الخليجية".
واضاف "تحمل المعالجة الفكرية الفلسفية والعمق في الطرح والنوعية في
الحوارات،
منطلقا من فكرة ضرورة تطوير الدراما العربية من خلال العمل على ثنائية
الحوار
والصورة بشكل متوازي، حيث كانت الدراما العربية في السابق لا
توازي في هذين
المحورين الأساسيين فتأتي الصورة غير مكملة بشكل أساسي للحوار، وهنا في هذا
العمل
كان العمل على الحوار متوازياً مع الصورة وهو نمط السينما العالمية في هذا
المجال".
وتابع مخرج المسلسل "هذا العمل الذي يشارك فيه ممثلون من جميع دول الخليج
العربي، سواء من الإمارات وقطر وعُمان والبحرين والسعودية
والكويت، يتبنون جميعهم
وجهة نظر واحدة تجاه الأطماع الإقليمية لدول الجوار في الخليج".
وقال ايضا ان العمل "تم تصويره بتقنيات سينمائية عالية، سواء على مستوى
العدسات
أو معدات التصوير، أو حتى على مستوى فريق الخبراء المرافق للعمل، حيث تمت
الاستعانة
بفريق عمل من سوريا والأردن".
واشار الخزوز الى أن مسلسل "للأسرار خيوط" يدور حول "الدالية" وهي عبارة عن
رمز
كبير لإحدى البلدات القديمة في الإمارات حيث نرى أهلها وأناسها يشتغلون في
الصيد
وبيع السمك والغوص وكل ما له علاقة بالبحر إلى جانب الزراعة
والعناية بالنخيل
والتمور.
واوضح أن "الدالية والأرض هنا هي رمزية تعني الأرض بمفهومها كوطن وليس
كجغرافيا
فقط، بكل مكنونات الوطن من بحر وماء وجزر وأناس وسماء وتراب.
فالناس في العمل
الدرامي هم أناس بسطاء ليس لهم هم سوى العيش بكرامة وعزة وتحقيق أحلامهم
البسيطة
تماماً كحياتهم التي تحفر في التاريخ صفحات صادقة"
.
وهو كما اردف الخزوز "الجديد الذي سيقدمه للدراما الخليجية، حيث أن تناول
الأرض
كقضية مركزية ومحور صراع، بما تحمله فكرة الأرض من مضامين مثل الوطن،
الإنسان،
الحرية، الكرامة، هي فكرة بحد ذاتها جديدة على الدراما
الخليجية فلم يسبق أن تم
تناول قضية الأرض كمحور عمل درامي خليجي من قبل".
واضاف "المسألة الثانية هي الجانب الفني الذي سيقدم فيه العمل، فأنا على
يقين
بأن المكان الذي تم تصوير العمل فيه وهو في الفجيرة التي تتمتع بطبيعة
خلابة وساحرة
ستفاجئ المشاهد العربي أينما كان".
وقال ايضا "العمل إلى جانب أهمية فكرته أعاد اكتشاف البيئة الخليجية
والطبيعة
الخليجية، فقد تم التصوير في أجواء ريفية وهذا لم يكن معهوداً
من قبل، حيث كانت
تقتصر الدراما الخليجية في السابق على التصوير إما في الصحراء أو في فلل
وقصور".
وتابع "تم بناء قرية كاملة في داخل مزارع النخيل في منطقة الفجيرة وقدمت
مرة
أخرى بشكل مختلف للمشاهد العربي الذي سيفاجئ بأن هذا التصوير
تم في دولة خليجية،
كاسراً بذلك الصورة النمطية عن واقع الخليج بأنه منطقة صحراوية أو مدن كبرى".
ومع هذا يوجد في هذه البلدة الرمز أبو مسرة هذا الطواش والتاجر الكبير الذي
يضع
يده على كل شيء فهو يشتري من أهلها كل ما يحصلون عليه من البحر
والأرض، هو ورجاله
الغلاظ القلوب ومن يعمل في كنفه من تجار يأتون من بلاد خارجية مثل قندور
وبابو.
ولا يشبع ابو مسرة من هذا فقط بل انه يستولي على مزارعهم وأراضيهم بإغرائهم
بالمال وإذا ما رفضوا يستخدم القوة ليحصل على ما يريد، ومن هذه
النقطة بالذات ينطلق
المسلسل، اذ يريد أبو مسرة امتلاك أرض أبي عبد الله لأنها تجاور أرضه
ومساحتها
كبيرة.
ولكن أبا عبد الله يرفض بيع الأرض والمزرعة التي يعيش هو وزوجته وأولاده
الأربعة
وابنته منها ، يرفض وبقوة ويتصدى لأبي مسرة ورجاله، يدفعه لذلك
ويشجعه جاره الطيب
المطوع منصور "أبو صالح" والذي يكون في الدالية المنافح عن الحق فيها
والمساعد
لأهلها المظلومين.
ومن هنا تظهر رمزية فكرة الأطماع الإقليمية في الخليج العربي من قبل بعض
دول
الجوار، وخاصة قضية الجزر الاماراتية المحتلة وكذلك الاراضي
العربية المحتلة في دول
اخرى.
والعديد من الإشكاليات والقضايا والخطوط المتشابكة في العمل، سيكون المشاهد
على
موعد معها في ثلاثين حلقة تلفزيونية ستعرض في رمضان القادم على
شاشة الفضائيات
العربية.
والعمل من إنتاج شركة "أرى الإمارات" للإعلام ويعرض في شهر رمضان القادم
على عدد
من الفضائيات العربية.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها إياد الخزوز قضايا إشكالية
في
أعماله الدرامية، فقد سبق له أن أخرج أول مسلسل خليجي يناقش
قضية "البدون" في
مسلسله الشهير "رحلة شقاء"، بالإضافة لعمله المثير للجدل "دعاة على أبواب
جهنم".
كما حصل الخزوز على جائزة الإبداع الذهبية عن الإخراج عن مسلسله "سلطانة"
عن فئة
المسلسل الاجتماعي في مهرجان القاهرةـ بالإضافة لتصنيفه العام الماضي ضمن
قائمة
أفضل عشر مخرجين عرب، بعد شوقي الماجري وحاتم علي، وذلك في
برنامج "العشر الأوائل"
السنوي على فضائية روتانا خليجية.
يشارك في العمل الجديد عدد من نجوم الدراما الإماراتية والخليجية من بينهم
غازي
حسين من قطر، وجاسم النبهان وعبدالله الباروني وناصر كرماني
وعبدالله بهمن وعلي
الكالوكي من الكويت، وأميرة محمد وشيماء سبت من البحرين، وبلال عبدالله
وعبدالله
ابو عابد وعبدالله صالح وعبد الرحمن الملا من الإمارات، وسميرة الوهيبي
وشمعة محمد
من سلطنة عُمان، إيمان القصيبي وسعد قريش من السعودية.
ميدل إيست أنلاين في
26/05/2009 |