قبل اسبوعين نشرت «الحياة» تعليقاً على خلاف قائم بين المخرج السينمائي
السوري
نبيل المالح ومؤسسة السينما في سورية وهو خلاف وصل الى القضاء.
وهنا رد من الناقد
محمد الأحمد المدير العام للمؤسسة ننشر النقاط الأساسية فيه.
أغرب ما في مقال «معارك من حول سينما غائبة» لكاتبه ابراهيم حاج عبدي
المنشور في
«الحياة»
(8 أيار/ مايو 2009) المساواة فيه بين رجل كافح طويلاً لإعادة مال منهوب
إلى خزينة الدولة، وآخر لم يترك وسيلة تمكنه من الحصول على هذا المال إلا
وانتهجها
من دون أن يرف له جفن كما يقولون. حقيقة لم يكن بودي في يوم من
الأيام الوصول في
خلافي مع أحد إلى درب مغلق إيماناً مني بأن القطيعة بين شخصين فعل غير
حضاري
بامتياز، وقناعة بأن انقطاع جسور الحوار فعل مخجل مسيء للمناخ الثقافي الذي
يجمعنا
تحت مظلته الواسعة.
لم أكن أفهم قبل تولي موقع المدير العام للمؤسسة العامة للسينما ومدير
مهرجان
دمشق السينمائي الدولي كيف تتعكر العلاقات ببساطة بين الأصدقاء
وتذبل في ثانية
واحدة الورود الجميلة التي قطفوها سوية من بساتين الورد الكثيرة، لم أكن
أعي كيف
تحتضر صداقة العمر المديدة على تخوم الامتحان الأول، وفوق هذا وذاك لم أكن
أدرك كم
هو الوسط الثقافي عنيف وكم هم قساة من ينتمون إليه بحق بعضهم البعض؟
لم أرغب في أن أطل مثل هذه الإطلالة وأنا أتحدث عن نبيل المالح الذي رفض أن
يعيد
للمؤسسة العامة للسينما المال الذي جناه من توزيع إنتاجات
المؤسسة العامة للسينما
في محطة فضائية. هو الذي ما أن صدر قرار قضائي يلزمه أن يفعل حتى بادر
بالتهجم
علينا واتهامنا بالفساد من دون أن يقدم دليلاً واحداً على ما يقول وهو الذي
تدينه
الأوراق القانونية التي بين أيدينا. كيف يطلب مني استيعاب شخص
يتصرف بأموال المؤسسة
بغير حق، يرفض إعادتها للخزينة ويبيح لنفسه خلافاً لكل أعراف الدنيا
الاحتفاظ بها؟
أقول للمرة الألف ليس بيني وبين نبيل المالح أي خلاف شخصي ولا أشعر تجاهه
شخصياً
إلا بكل ما هو خير وقد قمت بتكريمه في حفل اختتام مهرجان دمشق
السينمائي الدولي
العام (2007)، غير أن هذا لا يعني تفريطي بحقوق المؤسسة العامة للسينما
التي أقسمت
حين تولي إدارتها على بذل الغالي والرخيص لأجلها وضمان حقوقها ومستحقاتها
ما أمكنني
على فعل
ذلك.
إنني إذ أشكر المقال على التنويه بأننا في المؤسسة قد قمنا باحتضان مواهب
شابة
وهيأنا فرص عمل لهم فإنني آخذ عليه الظلم الفادح الذي ألقاه
على كاهلي حينما قال
أننا أسهمنا بإبعاد بعض الأسماء المهمة مثل محمد ملص وأسامة محمد وعمر
أميرالاي
وسواهم.
جاءني محمد ملص بسيناريو يتعرض فيه لزوجته السابقة ويظهرها في شكل تشهيري
ومهين
فاعترضت السيدة حين علمت بالأمر وهددت بمقاضاتنا. طلبت منه عدم
الإساءة إليها فثارت
ثائرته وبدأ بشتمنا منذ عام ( 2002) حتى يومنا هذا.
أنتجنا في المؤسسة العامة للسينما فيلم «صندوق الدنيا» لأسامة محمد ورصدنا
له كل
المقومات لإنجاحه (أيام تصوير كافية، مدير تصوير عالمي، كلفة إنتاجية
محترمة، نجوم
الصف الأول، طلبات فنية لا حصر لها). بعد أن غدا فيلماً
سينمائياً ولفّ به أسامة محمد مهرجانات الدنيا،
قاطع المؤسسة وامتطى رياح المعارضة وهو القائل ذات يوم بخط
يده: «في عملي» على صندوق الدنيا «كان الناقد السينمائي محمد الأحمد المدير
العام
للمؤسسة العامة للسينما صارماً في تطبيق القوانين المالية لصناعة الفيلم من
دون
محاباة ولا مراعاة للمعرفة والصداقة. أما في ما يتعلق بحريتي
الفكرية والفنية فلقد
كان منفتحاً وديموقراطياً وحامياً لهذه الحرية في شكل حضاري».
زارني عمر أميرالاي ذات يوم عارضاً علي فكرة الدخول في إنتاج فيلم تسجيلي
عن
الآثار السورية والمدن المنسية بعنوان: «سورية قصة المدنية»
وذهبنا بالمشروع إلى
الدكتور عبد الرزاق معاذ معاون وزير الثقافة لشؤون الآثار والمتاحف وقتها
فأشار إلى
بعض المغالطات في المادة العلمية. فصرف عمر أميرالاي النظر عن دخول المؤسسة
في
انتاج الفيلم وفوجئنا بعد انقضاء مدة بأنه أصبح فيلماً آخر
بعنوان «الطوفان في بلاد
البعث» ولم يعد للآثار السورية والمدن المنسية أي وجود. أما بلال الصابوني
الذي قمت
بتوظيف ابنه في المؤسسة فقد طالب بمحاكمتي في مجلس الشعب السوري لأنني
طالبته
الالتزام بالدوام الرسمي!
ليس بيني وبين أصدقاء الماضي الجميل، سوى حزني من ان تذبل بأصابعهم في
ثانية
واحدة ورود البساتين الجميلة ولا يعني هذا ان الخلاف شخصي،
وللمرة الألف لا أشعر
تجاهكم إلاّ بكل ما هو خير.
المدير العام لمؤسسة السينما في سورية
الحياة اللندنية في
22/05/2009
أندريه كونتشالوفسكي: لهذه الأسباب أكره
السينما الروسية
موسكو - تاتيانا شيشنيوفا
يستعد المخرج الروسي أندريه كونتشالوفسكي لعرض فيلمه الجديد «كسارة البندق»
نهاية العام الحالي، بعدما أعلن أخيراً، انتهاء أعمال التصوير. وقال
كونتشالوفسكي
إنه أراد للفيلم أن يخرج للعالم مباشرة باللغتين الروسية والإنكليزية و
«نحن نستعد
لعرض عالمي متميز لهذا العمل الذي نفذ بتقنيات جديدة وتقع
أحداثه في عشرينات القرن
العشرين في النمسا». وأثار المخرج المعروف بمواقفه الحادة جدلاً بعدما
انتقد بعنف
صناعة السينما في بلاده واتهمها بأنها «تحني رأسها أمام الغرب».
وفتح صاحب «العم فانيا» نقاشاً صاخباً حول أوضاع السينما في روسيا، عندما
أعلن
أنه «يكره السينما الروسية»، واعتبر أنها فقدت مضمونها الجمالي
بعدما «نهشتها الروح
الاستهلاكية».
وأوضح في محاضرة خاصة ألقاها أخيراً، بحضور طلاب من معاهد السينما ان «وضع
السينما البريطانية أفضل بكثير من صناعة السينما الروسية».
وقال: «حتى الهنود وضعهم
أفضل سينمائياً، فالسينما الهندية تتطور وتتميز باستقلالها، بينما السينما
الروسية
اليوم، تراجعت كثيراً حتى يمكن القول إنها طأطأت رأسها أمام السينما
الغربية».
وأشار الى إنه لا يستغرب توجه المشاهد الروسي لرؤية أفلام «هوليوود» بدلاً
من
مشاهدة السينما الروسية، فالأخيرة «مملة، وأنا أكره السينما الروسية: فيها
البشاعة
كلها، وخالية من أي مضمون». ولكن هجوم كونتشالوفسكي على
السينما الروسية لم يكن من
دون إستثناءات، إذ أشار إلى «ظهور مجدد سينمائي روسي، يشبه عمله إنتاج
هوليوود، وهو
المخرج سيرغي بوندراتشوك بفيلمه «الجزيرة المأهولة» الذي هو نسخة من
السينما
الأميركية. لكنه استنساخ قد لا يكون له النجاح ذاته». لأن
الفيلم صُورَ باللغة
الروسية، وهذا يعني بأن أحداً في الغرب لن يراه».
ويضيف: «هناك سبب آخر كي لا تحب السينما الروسية، ففي الإنتاج السينمائي
الروسي،
نسبة عالية من بقايا سينما».
يذكر ان كونتشالوفسكي حصل على الجائزة الأولى للمهرجان الدولي الثامن
للفيلم في
مراكش قبل شهور، تقديراً لأعماله في مجال السينما. وعرضت
في المهرجان مجموعة من
أفضل أفلامه تحت عنوان «روسيا بعيون أندريه كونتشالوفسكي»، بينها «عش
النبلاء»، و
«بيت
المجانين»، و «لمعان».
وكان كونتشالوفسكي انطلق في رحاب السينما كاتب سيناريو في مطلع الأمر ثم
مخرجاً،
وسرعان ما ترك انطباعات بالغة الأهمية. وفي مطلع ثمانينات
القرن العشرين هاجر الى
الولايات المتحدة وأخرج بضعة أفلام لكنه كما قال «أدرك أن التعامل مع
هوليوود يزداد
صعوبة»، ما دفعه للعودة إلى بلاده.
ويبقى فيلم «سيبيريا» أحد أبرز أعماله الملحمية الى اليوم بعدما حاز جائزة
مهرجان «كان» عام 1973.
الحياة اللندنية في
22/05/2009 |