بدأ حياته الفنية كمخرج مساعد للعالمي يوسف شاهين حتي تتلمذ في مدرسته
ليصبح الآن من أهم المخرجين في مصر.. وما ان يقرر فقط البدء بعمل جديد حتي
تجد إعصاراً من الشائعات والنقد يصاحب خطوات العمل.. فيري خالد يوسف ان من
أهم مؤشرات نجاح العمل الفني هو الجدل المصاحب له.. وظهوره تحت بؤرة
الضوء.. حتي ولو كان من تحت مقصلة الرقابة..!!
وبمناسبة عرض فيلمه الجديد "دكان شحاتة" وحصوله علي جائزة أحسن مخرج من
المخرجان القومي كان لنا معه هذا الحوار.
·
ماهو شعورك بعد تكريمك من
المهرجان القومي للسينما المصرية عن "الريس عمر حرب"؟
- أشعر بالسعادة والفرح الشديد.. فهو مهرجان كبير وعريق. كما ان هذه هي
المدة الرابعة التي أكرم فيها من نفس المهرجان.. وكان ذلك عن أفلام
"العاصفة". و"جواز بقرار جمهوري". و"حين ميسرة".. وما يشعرني بالسعادة أكثر
أن فيلم "الريس عمر حرب" قد حصد جائزتين ايضا بخلاف جائزة الإخراج. وهي
جائزة أحسن مونتاج وجائزة أحسن تمثيل دور ثان!
القاهرة منورة
·
كيف بدأت العمل مع المخرج الراحل
يوسف شاهين؟
- بدأت الإخراج بعد تخرجي في كلية الهندسة عام 1989 وكنت أحد المشاركين
الفعَّالين في الحركة الطلابية بالجامعة. وعينت رئيساً لاتحاد طلاب جامعة
القاهرة.. وبعد تخرجي شاهدني المخرج العالمي يوسف شاهين وقال لي: أريدك ان
تعمل معي في السينما لأني عندما تكلمت معك لاحظت انك تتحدث بطريقة الحوار
المرئي.
وذهبت لخوض التجربة وبدأت بالفعل معه في مكتبه. واسند لي عام 1990 تمثيل
دور اساسي في فيلم "القاهرة منورة بأهلها". وفي عام 1992 شاركت في كتابة
سيناريو فيلم "المهاجر" وعملت كمساعد مخرج فيه. ومن عام 1993 حتي عام 1997
عملت كمخرج مساعد ليوسف شاهين وشاركت في كتابة السيناريو لعدة أفلام منها
"المصير" و"الآخر".
·
ما أبرز الاشياء التي تعلمتها من
يوسف شاهين؟
- هناك العديد من الاشياء التي تعلمتها منه كأستاذ ورئيس عمل. ولكن أهمها
ان اجتهد في عملي.. وكذلك علمني الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة قبل التفاصيل
الكبيرة حتي تستطيع ان تخرج عملا فنيا جيداً..!
·
معني ذلك أنك حاولت ان تخوض
تجربة التمثيل؟
- بالفعل. ولكن لم احب التمثيل ووجدتني ميالا أكثر إلي الإخراج.. فالاستاذ
كان يري فيّ "ممثل كويس".. ولكنني "شبط" في مهنته هو لانه كان مثلا أعلي لي
خاصة في عناده وإصراره..!
·
لماذا تثير أفلامك دائماً الجدل
حولها؟
- لأنها تكشف رؤية للواقع كما هو. وليس بالضرورة ان يكون ذلك الواقع سهلاً
أو يمكن قبوله. وانا رسالتي ان اكشف مايحدث في مجتمعنا من اشياء سلبية..
حتي يمكن معالجتها. وإيجاد الحلول لها. وعموماً حينما تجد ذلك الجدل وكل
هذا الكم من النقد.. حينها اعرف اني نجحت في جعل القضية المطروحة تحت بؤرة
الضوء.
·
ما سر اختيارك لهيفاء وهبي
لبطولة فيلمك الجديد "دكان شحاتة". خاصة انها لم تمثل من قبل؟
- ولم هيفاء تحديداً؟! هناك العديد من الممثلات عملن معي لأول مرة واصبحن
من نجمات الصف الأول.. كما اني أري في هيفاء موهبة التمثيل. فأنا أراهن
عليها كممثلة.. بل هي في رأيي ممثلة جيدة أكثر منها مغنية. المهم المخرج
الذي تتعامل معه. ويستطيع ان يخرج منها طاقاتها التمثيلية والاداء السليم..
وسوف ترونها في الفيلم هيفاء تانية خالص غير التي تعرفونها شكلا ومضمونا!!
·
هل تري ان الجيل الحالي به
مايكفيه من المواهب الفنية؟
- طبعاً.. مصر دولة معطاءة في جميع المجالات وليس في المجال الفني فقط.
ومنذ ظهور السينما في العالم ومصر من اوائل البلدان التي تبنت ظهورها.. ومن
حينها والفن المصري يتطور باستمرار وينتج المزيد من المواهب.. ومن الاعمال.
ليس موجوداً مثلها في المنطقة بأسرها!!
·
قبل ان يعرض "دكان شحاتة" ونحن
نسمع اتهامات لخالد يوسف الفيلم يسيء لسمعة مصر وان الرقابة حزفت منه مشاهد
كثيرة.. فما صحة هذا الكلام؟
- ماتردد حول حذف الرقابة لمشاهد من الفيلم غير صحيح. فتلك الشائعات ظهرت
حتي قبل ان يعرض الفيلم علي الرقابة اصلا. كما ان من روجوا أني أسيء لسمعة
مصر في الفيلم لم يشاهدوا الفيلم بالطبع وهذه اساءة متعمدة لي لا أفهم
سببها. كما اني اطلب منهم ان يشاهدوا الفيلم ويحكموا عليه.
مشهد النهاية
·
حدثنا عن "دكان شحاتة"!
- هو فيلم مختلف عن افلامي السابقة كلها.. وفيه جرس انذار لكل من يهمه أمر
هذا البلد.. وأهديه لكل المسئولين كما أهديه لكل المواطنين!!
·
ومشهد النهاية الذي أثار ضجة
كبيرة؟
- عادي جدا هو عبارة عن مظاهرات يستغلها البعض للتخريب. وهذا يحدث بالفعل..
وهو مانؤكد عليه كرسالة تحذير بأن الكبت يؤدي إلي الفوضي والتي قد تخرج
التطرف والبلطجية من جحورهم للمضي إلي المزيد من التخريب والخراب.. وهو خوف
علي الوطن لا العكس!!
·
ومشاكلك مع الرقابة؟
- الرقابة تظهر أنيابها علي السينما فقط لانها تحت رحمتها. أما الصحافة
والكتب فهي بعيد عنها. والحمدلله انها بعيدة. وعقبال السينما ايضا!!
لأنه من غير المقعول ان تذهب الرقابة بالعمل إلي جهات اخري وعديدة مثل
وزارات وهيئات سيادية لتأخذ رأيها في الفيلم ومع احترامي للجميع ليست هذه
وظيفتهم. وإلا نلغي الرقابة احسن.. ونذهب نحن مباشرة للداخلية أو لغيرها!!
الجمهورية المصرية في
21/05/2009 |