|
أهمية مسلسل عن المطربة الراحلة ليلى مراد ليس فقط لكونه وثيقة للأجيال
القادمة ورد اعتبار لمطربة عملاقة تعد إحدى علامات الكتالوج الغنائى فى
مصر، بل إنه يؤرخ لأحداث تعتبر نقاط تحول خطيرة فى الحياة السياسية
والفنية، مرحلة انتقلت فيها مصر من نظام سياسى ملكى إلى نظام جمهورى لم تكن
هى شاهدة عليه فقط بل كانت طرفاً فيه و قدمت فيه مشروعها الغنائى المستقل
والفريد بجوار عمالقة الغناء فى ذلك الوقت.
الأخطر أنه يقدم لأول مرة فى الدراما المصرية خريطة الطائفة اليهودية فى
مصر والتى كانت «ليلى مراد» أحد عناصرها قبل قرارها بدخول الإسلام وهى
المشاهد الأهم والأبرز. «روزاليوسف» تنفرد بنشر أخطر مشاهد مسلسل «قلبى
دليلى» الذى نتوقع أن تثور ضجة وقت إذاعته، الذى تبدأ أحداثه بقيام ثورة 19
وتنتهى باعتزالها الغناء فى أوائل التسعينيات.. يقدم المسلسل المأخوذ عن
كتاب لصالح مرسى ووضع له السيناريو والحوار مجدى صابر، كما علمنا 10 شخصيات
يهودية حقيقية ضمن حوالى 250 شخصية فنية وسياسية، أبرزهم يوسف باشا قطاوى
(عبد الرحمن أبو زهرة) مؤسس الطائفة اليهودية وخليفته «شيكوريل» إلى جانب
راقية إبراهيم (أمل رزق) وتوجو مزراحى وداود حسنى (صبرى عبد المنعم). إشهار
إسلام ليلى مراد يعتبر من أخطر وأهم مشاهد المسلسل، هذا الإعلان حسبما جاء
فى السيناريو دون ضغوط من أحد، رغم أنها كانت فى هذه الفترة زوجة للفنان
الراحل أنور وجدى. المشهد رقم 12 فى الحلقة 20 الذى حصلنا عليه يلخص ما سبق
وهو كالتالى: حجرة النوم بشقة أنور وجدى.
- ليلى راقدة على الفراش يعلو صوت الأذان من الخارج.
- تفتح ليلى عينيها - تنتبه لصوت الأذان من الخارج وتعتدل فى رقدتها وتنصت
للأذان وقد بدا عليها الخشوع.
- ينتهى الأذان فتترقرق دموع ليلى - تلتفت لأنور النائم وتهزه برفق ودموعها
تغرقها.
ليلى مراد: يا أنور - أصحى يا أنور أنور وجدى: فيه إيه يا ليلى؟
ليلى مراد: أنا عاوزه أسلم يا أنور. فى الحلقة الثامنة مشهد رقم 16 يفتح
ملف علاقة «ليلى مراد» بطائفة اليهود فى مصر والذى يكشف اهتمام المسلسل
بتتبع نشاط الطائفة على المستوى السياسى، وبشكل خاص شخصية يوسف قطاوى
مؤسسها والذى من الواضح أنه محرك أساسى فى الأحداث، حيث يهتم المسلسل بفترة
نشاطه السياسى، ورغم ذلك تكشف الأحداث العمليات التخريبية التى قام بها
اليهود وبداية دعوتهم لإنشاء وطن مستقل فى فلسطين ويلمح المسلسل بوضوح أن
مصر أول دولة تنبهت لخطورة الفكر الصهيونى وكشف العصابات الصهيونية. ليلى
مراد على خلفية هذه الأحداث يكشف المسلسل رفضها للفكر الصهيونى وفشل
محاولات تجنيدها لحساب اليهود..وكان أبرز المحاولات هى التى قام بها «شيمون
بيريز» فى بداية ظهوره فى المشهد السياسى عندما عرض عليها أن تكون سفيرة
فوق العادة لإسرائيل أما تفاصيل المشهد الأهم فتوجد فى الحلقة الثامنة الذى
ننفرد بنشره ويتضمن حوارا مطولا بين ليلى مراد وليفى أحد القيادات
الصهيونية المتعصبة وهو كما جاء فى السيناريو كالتالى:
نهاية عام 1937 (صالة شقة بمصر الجديدة) - ليفى وهو أحد أفراد الطائفة
اليهودية وهو من المتعصبين اليهود جالس وأمامه ليلى. (ليلى): المصريين
عمرهم ما كانوا عنصريين ضدنا يا ليفى - ولا عمرهم كانوا بيكرهونا وطول
عمرهم بيعاملونا باعتبارنا مصريين وإخوانهم.
(ليفى): أنتى بتقول إيه يا ليلى؟ المصريين دلوقتى بيكرهونا. (ليلى): همه من
حقهم يكرهوا اللى بيدعموا الحركة الصهيونية فى فلسطين ويمدوهم بالسلاح
والمال عشان يقتلوا الأبرياء هناك ويستولوا على أرضهم.
(ليفى): لو كنت دخلتى مدارسنا اللى عملناها فى معابدنا ما كنتيش قلتى كده
ولا فكرتى زى المصريين. (ليلى): أنا فعلا باتكلم وأفكر زى المصريين. عارف
ليه يا ليفى - لأنى مصرية- أتولدت فى مصر وعشت فيها وحبيتها زى أى مصرى ما
بيحب بلده.
(ليفى): مصر مش بلدك يا ليلى - بلدنا كلنا هناك فى أرض الميعاد - زى الرب
ما وعدنا. - فى غضب (ليلى): الرب ماقالش أننا نقتل الأبرياء ولانسرق أرض مش
أرضنا ووصاياه اللى نزلها على موسى قالت لاتقتل، لا تسرق، واللى يخالفها
يبقى ما يعرفش ربنا وبيخالف وصاياه.
- قطع -
روز اليوسف المصرية في
09/05/2009 |
