في سابقة هي الأولى من نوعها، وافقت إدارة مهرجان كان السينمائي على إدراج
الفيلم السعودي "الصمت" للمشاركة في دورة المهرجان التي تنطلق في 15 أبريل
المقبل ويعتبر "الصمت" الفيلم الوحيد الذي تم اختياره من السعودية بعد
اكتمال جميع الشروط والمواصفات، وهو من إنتاج شركة دار ألفا السعودية.
شرف المشاركة
وقال بندر العبد السلام مخرج الفيلم -في تصريحات للصحف السعودية-: "إن
مشاركة الفيلم تأتي دعما للشباب الذين عرفوا بالموهبة والحماس"، وأضاف:
"يكفينا فخرا أن نكون مع النخبة في مهرجان صفوة الأفلام في العالم"،
واستبعد بندر المنافسة بهذا الفيلم في المهرجان، مرجعا ذلك إلى الخبرة
الطويلة التي يتمتع بها المشاركون، وإلى حداثة الحركة السينمائية
بالسعودية، مكتفيا بالقول: "يكفينا شرف المشاركة"، وأكد بندر أن الأفلام
السعودية بدأت تدخل مرحلة العالمية، ولديها من الإمكانات والقدرات التي
تؤهلها لكي تتبوأ مرتبة متقدمة، لافتا النظر إلى ضرورة الاهتمام بالكيف
وليس الكم، وعدم الجري خلف الربح المادي بعيدا عن جودة العمل والذي اعتبره
أحد أهم أسباب عدم تقدم السينما في السعودية.
وعن رأيه، في كون الفيلم العمل السعودي الوحيد المشارك في "كان" أوضح
المخرج أن هذا الأمر يدعو للحزن لأنه يعني أننا نحتاج وقتا طويلا للحاق
بركب السينما العالمية.
أحداث الفيلم
وتدور أحداث الفيلم الذي يقع في 14 دقيقة عن عائلة صماء فقدت الأب والأم في
حادث مروري، حيث يحاول بطل الفيلم التعبير عن ذلك وإيصال تلك الحقيقة للابن
والبنت اللذين يعانيان من الصمم عبر العزف على الجيتار، وتتوالى أحداث
الفيلم في خط تصاعدي حول تقبل المجتمع لهم وكيف يواجهون الأحداث بطريقة
تعبير رمزية، والفيلم موجه إلى فئة الصم والذين ستتم ترجمة طريقة كلامهم
عبر الشاشة باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية.
إضافة إلى مشاركته في مهرجان كان السينمائي، يشارك فيلم "الصمت" في عدة
مهرجانات سينمائية خليجية وعربية، حيث سيشارك في مهرجان جدة للأفلام الصيف
المقبل، وكذلك في مهرجان الخليج السينمائي في دبي بالإضافة إلى مهرجان
الإسماعيلية للأفلام في مصر في سبتمبر القادم.
أفلام جريئة
وشهدت العاصمة السعودية الرياض مؤخرا، عرضا سينمائيا خاصا أقامته "مجموعة
تلاشي" للأفلام حيث شهد العرض تقديما لأفلامها السبعة المشاركة في مهرجان
دبي السينمائي الذي عقد الأسبوع الماضي، وحضر العرض عدد من المهتمين
بالسينما وكتاب ومثقفون وإعلاميون سعوديون، وتلا العرض جلسة نقاش شهدت
تجاذبا حادا في الآراء بين الضيوف بسبب جرأة بعض الأفلام واحتوائها على
مشاهد صادمة تتجاوز الخطوط الحمراء للمجتمع السعودي شكلا ومضمونا، لاسيما
فيلم "حسب التوقيت المحلي" الذي ناقش بطريقة كوميدية استفزازية قضية إغلاق
المرافق والمحال التجارية في المدن السعودية أثناء تأدية الصلاة، وفيلم "مابي"
الذي تناول صراع الحداثة مع الموروث الثقافي في المجتمع السعودي، بالإضافة
إلى الأفلام الخمسة الأخرى "ظل"، "ثلاثة رجال وامرأة "، "شروق /غروب"،
"مشروع"، "آخر يوم".
وتعد هذه الأفلام الإنتاج الأول لمجموعه تلاشي التي تأسست في مايو العام
الماضي في مدينة الرياض, بهدف إنتاج أفلام سعودية قصيرة ذات طابع مختلف,
سواء من حيث الفكرة أو الأسلوب.
صحفي سعودي مهتم بالشأن الثقافي
إسلام أنلاين في
19/04/2009 |