بدأت في براغ فعاليات الدورة الحادية عشرة للمهرجان السينمائي الدولي
"عالم واحد " الذي يتخصص بالأفلام التي تتناول حقوق الإنسان في العالم .
وأعلن مدير المهرجان ايغور بلاجيفيتش أن الإقبال كان كبيرا من قبل مختلف
الجهات والأشخاص المنتجين للأفلام الوثائقية في العالم للمشاركة في دورة
هذا العام بدليل أن إدارة المهرجان وصلها 1500 فيلما للمشاركة تم انتقاء
123 منها من 40 دولة .
وتتضمن عروض المهرجان الذي يستمر لغاية التاسع عشر من هذا الشهر في براغ
أفلاما تهتم بشكل رئيسي بمسالة حقوق الإنسان في العالم وأوضاع البيئة
والأطفال والنساء ، غير أن بعض أفلام هذا العام تسلط الضوء أيضا على
قضايا جديدة لم تتطرق إليها في السابق مثل تحديات العولمة الحالية ولاسيما
التحديات المناخية والاقتصادية والمالية إضافة إلى تناول قضايا نقص الماء
والغذاء وإشراك الأطفال في الحروب ..
وعلى خلاف دورات المهرجان السابقة فان بعض أفلام هذا المهرجان سيتم إرسالها
للعرض في بروكسل وواشنطن أما الهدف من ذلك حسب مدير المهرجان فهو الانفتاح
على الأوساط السياسة المقررة في العاصمتين الأوربية والأمريكية وإشراكها في
النقاشات الجارية حول قضايا العولمة مع الجمهور الذي يتابع عروض هذه
الأفلام .
ويطمح منظمو المهرجان من خلال عملية الانتقاء الدقيقة لنوعية الأفلام
المشاركة توفير معلومات شاملة ومتوازنة ليس فقط عن حقوق الإنسان في العالم
وإنما أيضا عن القضايا البيئية والاقتصادية الآنية التي تمس كل شخص على
الكرة الأرضية إضافة إلى تنمية الوعي بهذه القضايا من خلال إشراك الجمهور
في نقاشات بعد انتهاء عروض الأفلام ليس فقط مع مخرجيها وإنما مع سياسيين
يدعون إلى صالات السينما لمناقشة موضوع الفيلم مع الجمهور .
ويؤكد القائمون على المهرجان أن مهرجانهم يختلف عن المهرجانات السينمائية
التقليدية في أن نجومه ليسوا من الفنانين المشهورين بقدر ما تعود النجومية
فيه إلى الناس الذين يتم رصد حياتهم في هذه الأفلام الوثائقية ولذلك يأخذ
هذا المهرجان بعدا واقعيا وجماهيريا متقدما .
وفي تأكيد على جدية التوجهات للقائمين على المهرجان فان أفلام هذا
المهرجان وكما في الدورات السابقة ستعرض في المدارس والمراكز التعليمية
المختلفة التي يتردد إليها الشباب وذلك بهدف حثه على المشاركة في الحياة
العامة ودفهم للخروج عن النطاق الضيق لاهتماماتهم المتمثلة عادة بالدراسة
والتسلية .
ويؤكد القائمون على المهرجان انه يتم استخدام نحو 2600 فيلم من أفلام
مهرجانات الأعوام الماضية في المدارس والمراكز الثقافية المختلفة لتوعية
الشباب بالقضايا العامة وان مهرجان هذا العام يركز على الجيل الشاب الذي
ولد بعد سقوط الشيوعية قبل عشرين عاما وهو الجيل الأول الذي ولد في مناخ من
الحرية والتعددية ولذلك تم هذا العام تخصيص سلسة من الأفلام تحت تصنيف "
20 سنة من الديمقراطية في السينما " يتم خلالها أيضا التطرق إلى كيفية
تجاوز الدول الشيوعية السابقة الإرث الثقيل الذي حملته من الحقبة الماضية
ومدى نجاح هذه الدول في إشادة مجتمعات ديمقراطية ، كما سيتم عرض أفلام
افريقية تقرب المشاهدين الأوربيين من مشاكل القارة السوداء التي رصدت
بعيون سينمائية لمخرجين أفريقيين وأجانب .
وستنتقل عروض المهرجان بعد التاسع عشر من هذا الشهر من براغ إلى 29 مدينة
ومنطقة تشيكية للعرض فيها حتى نهاية نيسان ابريل قبل نقل بعضها إلى
بروكسل و واشنطن .
يذكر أن عروض مهرجان العام الماضي شاهدها أكثر من 100 الف متفرج من بينهم
الرئيس التشيكي السابق والكاتب المشهور فاتسلاف هافل الذي تجري عروض هذا
العام أيضا تحت رعايته .
إيلاف في
14/03/2009 |