تشهد
الأعمال الفنية التي تتناول السيرة الذاتية للشخصيات العامة العديد من
المشاكل التي تتنوع بين اعتراض الورثة أو الاعتراض علي أحداث بعينها أو أن
يطلب الورثة مبالغ باهظة مقابل موافقتهم.. و"الجمهورية" تناقش قضية الحق في
عرض سيرة الشخصيات العامة من خلال أعمال سينمائية أو تليفزيونية.
المؤلف
مجدي صابر أكد أن القانون يعطي الحق لأي مبدع أن يتناول السيرة الذاتية
للشخصيات العامة سواء في السياسة أو الاقتصاد أو الفن وقيد الورثة من
محاولات منع هذا التناول لأن الموضوع لايتعلق بميراث مادي ولكنه إرث معنوي
فالشخصية العامة ملك للجمهور وليس للوريث ومن هنا يصبح المبدع ملتزما وعليه
واجب أدبي للسيرة الذاتية للشخصية ولايحيد عن الحقائق التاريخية والاشياء
الموثقة وإذا كان لديه وجهة نظر يجب ألا تكون هذه الوجهة من خلال الأحداث
لضرورة وجود ضوابط وعدم التشويه. والأمر لايحتاج قوانين جديدة.
صرح
الليثي نقيب السينمائيين ورئيس جهاز السينما قال : من وجهة نظري الشخصيات
العامة الوطنية والدينية والفنية هي شخصيات ملك للجماهير وهناك بعض الورثة
تكون صلتهم ضعيفة بالشخصية أثناء حياتها ونجدهم أكثر تشددا في عدم تناول
حياتها في الدراما بعد الوفاة.
أضاف أن
الفنان أو المبدع عندما يقدم حياة فنان أو حياة زعيم أو رجل وطني لن يتعمد
الإساءة اليه ولكنه يقدم العمل ليبرهن أن حياته كانت مليئة بالانجازات وأنه
يستحق أن نقدم له عملا دراميا لتعريف الناس بهذه الانجازات ولا وجود اطلاقا
للسلبيات.
قال :
قدمت حياة المشاهير في ثلاثة أعمال هي أم كلثوم وناصر 56 والسندريللا
وفوجئت بأسرة سعاد حسني ترفع دعاوي قضائية ضدي ولكنهم خسروها لانها كانت
قضايا بلا منطق وحجج واهية.
استطرد
قائلا : كنت صديقا للفنانة الراحلة سعاد حسني وأعرف الكثير عن حياتها
الخاصة وعندما قدمنا مسلسلا عنها أظهرنا فقط الايجابيات ولم نشر إلي أي
سلبيات وفوجئت بالورثة يعترضون رغم أن علاقتهم بسعاد كانت هامشية.
قال :
أرجو من الورثة إذا كانوا يحبون الشخصية يجب أن يساعدوا ويتصلوا بالمخرج
ويعطيه المعلومات اللازمة لذلك قال : نتمني وضع ضوابط تضمن أن يقدم الورثة
للفنان كل ما يحتاجه للعمل الفني وفي المقابل يلتزم الفنان بالصدق وعدم
الاساءة للشخصية لكي يكون العمل الدرامي كنوع من الاحتفاء بالفنان.
أكدت
المخرجة انعام محمد علي أن الشخصيات العامة ملك للناس ويمكن تقديمها في
أعمال درامية بعيدا عن الورثة ولكن بشروط وهي ألا يكون فيها افتراء أو
تشويه للحياة الخاصة أو معلومات خاطئة غير موثقة ولكن إذا قدم العمل
الدرامي معلومات صحيحة وموثقة فلا مانع من تقديمها.
أضافت
عندما قدمت مسلسل أم كلثوم حاول الورثة رؤية السيناريو الخاص بالمسلسل
ولكنني رفضت وطلبوا رؤية شريط المسلسل بعد أن تم تصويره ولكنني رفضت أيضا
لأن الدراما في النهاية تفاصيل حياة يومية وأحيانا هناك بعض المؤلفين يضعون
بهارات وأحداثا غير حقيقية علي العمل لتعميق الدراما ولكن هذه الاضافات
لابد أن تكون مشروطه بعدم وجود تشويه أو افتراء أشارت إلي أن اعتراض الورثة
علي تناول حياة ذويهم في أعمال درامية مشكلة متكررة في المجتمعات الشرقية
وبصفة خاصة إذا كانت هذه التفاصيل تتعلق بحياة امرأة أما بالنسبة للرجل فلا
تأخذ الأمور نفس الأهمية.
قال
المنتج اسماعيل كتكت إن القانون ينظم خطوات انتاج هذه الأعمال وهو موجود في
المصنفات الفنية وسوف أنفذ هذا العمل لأنني في مصر البلد الديمقراطي وهو
الذي ابتدع الحرية في المنطقة كلها ويحكمها الدستور.
السيد
راضي رئيس اتحاد النقابات الفنية أكد أنه ليس من حق أي انسان أن يتناول
السيرة الذاتية للشخصيات العامة طالما أحد من عائلتها علي قيد الحياة فهي
في هذه الحالة ملك لعائلتها أما إذا لم يكن هناك علي قيد الحياة أحد من
اقاربها فهي في هذه الحالة تكون ملكا للجميع.
وهناك
آلاف الشخصيات أمام المبدعين لتناولها مثل فاطمة رشدي ويوسف وهبي وأنا ضد
أي شخص يتناول حياة أي مبدع إذا كانت عائلته موجودة فلابد أن يطلعوا علي
الأوراق ولهم الحرية أن يقبلوا أو يرفضوا.
أطالب بأن
يكون هناك قانون يحمي مثل هذه الشخصيات ويغلظ العقوبة ومن حق الورثة حماية
تراث ذويهم.
الجمهورية المصرية
09/02/2009 |