افتتحت في
مركز الحسين الثقافي مساء أول من أمس فعاليات أسبوع الفيلم الروسي الذي
تنظمه السفارة الروسية بالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام ووزارة
الثقافة وأمانة عمان الكبرى وذلك بحضور السفير الروسي في عمان الكسندر
كالوجين وأمين عام وزارة الثقافة جريس سماوي وعدد من المواطنين .
استهلت
العروض بكلمة السفير الروسي التي عبر فيها عن أمله بان يكون هذا الأسبوع
مقدمة لنشاطات إبداعية روسية في عمان لافتا إلى عمق العلاقات التي تجمع بين
البلدين الصديقين في جميع المجالات.
بدوره
أثنى الشاعر جريس سماوي على هذا التعاون في إقامة أسبوع الفيلم الروسي
بعمان الذي يفتح أمام المتلقي الأردني ألوانا من الإبداع السينمائي مبينا
أن وزارة الثقافة سوف تعمل على إقامة المزيد من الفعاليات الثقافية
بالتعاون مع السفارة الروسية في المستقبل .
وناقش
فيلم الافتتاح المعنون باركوا المرأة للمخرج ستنسلاف غوركين الحائز على
العديد من الجوائز في مهرجانات عالمية قضية إنسانية تجري وقائعها في حقبة
الحرب العالمية الثانية بأسلوبية درامية وجمالية مبتكرة تنهل من حراك
المجتمع الروسي على أكثر من صعيد .
وتشتمل
عروض الأسبوع على نماذج متنوعة من أحدث نتاجات السينما الروسية التي عادت
إلى واجهة المشهد السينمائي العالمي عقب تلك التحولات التي أصابت الاتحاد
السوفياتي السابق منذ عقدين من الزمان .
تتضمن
فعاليات الأسبوع على عروض لخمسة أفلام هي : أربعة سائقين تاكسي وكلب
لفيدور بوبوف والإيطالي لأندريه رامونوف وعن الحب في أي مناخ للارا
سوريكوفا و الاجازة الاخيرة لبافل ستايف بالإضافة إلى فيلم الافتتاح .
دارت
أحداث فيلم أمس المسمى أربعة سائقين تاكسي وكلب حول موضوع عائلي مليء
بالمواقف الكوميدية عن كلب صغير هو محور أحداث هذا الفيلم عندما يجري نقله
إلى عيادة بيطرية بسبب ضعفه لكنه يصل بالصدفة إلى مركز تجمع لسيارات الأجرة
بحيث يقلب الكلب حياة العاملين فيه رأسا على عقب عندما يقوم أربعة من
السائقين بمهمة الاعتناء به لكنهم يجدون أنفسهم في مغامرة خطرة يتبن فيها
شجاعة وذكاء الكلب.
في حين
يتناول فيلم الليلة الإيطالي الحائز على جوائز عديدة من بينها جائزة أفضل
فيلم روائي طويل في مهرجان برلين الدولي عام 2005 قصة الفتى اليتيم الصغير
فانيا في السادسة من عمره تتبناه عائلة تقطن في ايطاليا ثم ينطلق بتساؤلاته
حول حياته السابقة من خلال البحث عن والدته وهناك في ايطاليا يكتشف عالما
آخر مليئا بأشكال الفساد والتعنت والجشع حيث يوفر تبني الأطفال من قبل
الأجانب مصدر دخل وفير للقائمين على دور اليتامى ومن يساندهم من وسطاء دون
أدنى اهتمام في مصائر أولئك الأطفال عقب انهاء صفقة التبني .
يركز
الفيلم موضوعه في الحديث عن الجيل الجديد من الأطفال الروس اليتامى أو
الذين يعيشون في دور الإيواء بعد أن تخلى أهاليهم عنهم وهو الفيلم الذي يعد
أول أعمال مخرجه الطويلة ورشح لجائزة الاوسكار لأفضل فيلم أجنبي .
تأتي قيمة
الفيلم كونه أنجز وفق متطلبات شروط واحدة من ابرز تيارات السينما العريقة
الواقعية الإيطالية الجديدة وفيه ينهل مخرجه من جماليات قامات السينما
الروسية المعهودة في حقبة زمنية مضت .
يأخذ
الطفل اسم الإيطالي نظرا لرغبة عائلة إيطالية في تبنيه من إحدى دور
الرعاية ليكتشف المتلقي حجم الفساد الذي تعصف فيه دور الأيتام في إبرام
صفقات بعيدا عن الأغراض الإنسانية التي وجدت من اجلها .
بيد أن
الطفل فانيا يبذل أقصى طاقته باحثا عن والدته رغم المطاردة التي يتعرض لها
من جهات فاسدة تستفيد من هذا النوع من التجارة ويبين حجم هذه الظاهرة داخل
التحولات التي يشهدها المجتمع الروسي المعاصر .
جميع تلك
الأفلام تتناول قصصا وموضوعات متفاوتة الاهتمامات والأساليب وهي تعاين بيئة
طبيعية وحالات من الشقاء الإنساني التي لا تعدم الأمل والنهوض في واقعها
كما وتجمع بين البراعة في الاستخدام الذكي لمفردات اللغة السينمائية من
الأداء التمثيلي والتصوير والموسيقى والألوان في عناقها مع حرارة المواضيع
المستمدة من تجارب ورؤى وخيال صانعيها رغم التباين الواضح في التقنيات
والأساليب الإخراجية لكنها غالبا ما تتقاطع في الكثير من جوانبها الإبداعية
وتلحق في اثر موروثها السينمائي الخصب.
الرأي الأردنية
09/02/2009 |