الإبداع
الحقيقى هوالذى يحرك المشاعر ويدعو للتفكير ويصيب بالدهشة وبداية أى عمل
إبداعى هى الفكرة، وفى زمن عزت فيه الأفكار وتراجع فيه الإبداع، لابد أن
نفرح بأى عمل فنى يثير الدهشة ويجبرنا على الإعجاب ويحرك أهداب المشاعر
لترشف كئوس النشوة والمتعة.
تلك
المقدمة نستهل بها الحديث عن فيلم «خلطة فوزية» للمبدع المخرج مجدى أحمد
على والنجمة إلهام شاهين التى تستحق الإشادة والتقدير لحماسها الشديد
لإنتاج فيلم كهذا فى هذا المناخ السينمائى المتغير، وهى خطوة اختلطت فيها
المغامرة بحب السينما التى منحتها المال والشهرة.
إلهام
شاهين بلا شك واحدة من أهم المواهب الحقيقية فى السينما المصرية على مدى
تاريخها، وقد أصبحت بموهبتها وجهدها وشخصيتها وإرادتها نجمة بكل المقاييس
وهى تثبت كل هذا فى فيلم «خلطة فوزية»، و«فوزية» فى الفيلم تحمل ملامح
كثيرة من إلهام الحقيقية فى قدرتها على الاحتواء والعطاء وإرادتها الصلبة
وسعيها لكل ما هو جميل وحقيقى وواضح وصادق وصريح.
«فوزية»
امرأة تكره الكذب والخداع وتحب الرجال لكن فى الحلال، وتقع فى حب أى رجل
تشعر معه بلحظة أمان ويقدم لها أى دليل حب وعطاء حتى لو «شوية ورد»، وقد
تزوجت 5 مرات مات أحدهم وتحول 3 أزواج منهم إلى أصدقاء احتفظت بهم والخامس
الأخير يعيش معها حياتها مع أولادها من أزواجها السابقين الذين يأتون إليها
ليأكلوا من يدها أفضل الوجبات والأكلات التى تجيد طبخها على أروع ما يكون.
تركيبة
هذه المرأة المختلفة والغريبة هى منبت الإبداع فى فيلم «خلطة فوزية»، لأنها
تركيبة جديدة لم تقدمها السينما المصرية عبر تاريخها والمعالجة السينمائية
هنا تستحق الإعجاب، والجميل أن الفيلم يحافظ على الشعرة الرفيعة بين
الإبداع فى العمل الفنى وبين تقاليد وقيم المجتمع، فلم تعتد الفكرة على
الدين رغم أن منبتها هنا هى رغبة التحدى لدى المرأة المثقفة وتمثلها هنا
الكاتبة «هناء بركات» تجاه فكرة أنه طالما للرجل الحق فى أن يجمع بين 4
زوجات فقد أرادت المؤلفة أن تطرح سؤالاً معاكسًا مضمونه ماذا لو جمعت
المرأة بين 4 أزواج؟ لكن كان التصرف هنا بطريقة تناسب الشرع والدين، فبدلاً
من أن يكونوا جميعًا أزواجًا لها، فيمكن أن يكون ثلاثة أصدقاء وواحد فقط
على ذمتها، لكن كيف قدم مجدى أحمد على هذه الخلطة السينمائية الساحرة فى
شريطه؟.. وكيف اختار شخصيات العمل وكيف أدار فريق الممثلين؟.. هنا كان
إبداع مخرج واع ومحترف يتميز أسلوبه دائمًا بالدقة فى تقديم التفاصيل
المدهشة والحرص على أن يأخذ من الممثل إشعاعه وضرورة أن تكون روحه حاضرة فى
المشهد وليست مجرد جسده وصوته وحركته هنا كانت إدارته الرائعة لنجوم العمل
دون استثناء من إلهام شاهين نجمة العمل حتى أصغر دور على الشاشة وإلهام
شاهين فى الفيلم تألقت وقدمت واحدا من أهم أفلامها عبر تاريخها، وقد وصلت
فى هذا الفيلم إلى درجة عالية من النضج وهى تثبت أنها واحدة من أروع
المواهب الكبيرة فى السينما المصرية الآن، وهى فى «خلطة فوزية» قدمت بالفعل
فيلما يشرفها ويشرف السينما المصرية بكل تأكيد فى أى مهرجان شارك أو سوف
يشارك فيه.
ويقدم
فتحى عبدالوهاب واحدًا من أهم أدواره السينمائية فى مشواره، وهو يعرف ذلك
ويعترف به، وقد كان فى قمة وعيه بالشخصية وقدمها ببساطة شديدة دون تشنج أو
انفعال زائف وتؤكد فنانة مثل غادة عبدالرازق فى فيلم «خلطة فوزية» أنها
ممثلة يمكن أن تكون ثقيلة الوزن فى حالة أن تجيد اختياراتها وتنحاز فيها
إلى الفن الحقيقى والاجتهاد والرغبة فى ترك بصمة بدلاً من الجرى وراء أعمال
عشوائية تخسر فيها أكثر مما تستفيد.
وتستحق
الفنانة الاستعراضية الكبيرة نجوى فؤاد برقية تقدير واحترام على دورها
المؤثر، والمهم فى الفيلم والمليء بالشجن والشاعرية فهى تؤدى شخصية امرأة
كبيرة فى السن كانت راقصة معروفة وهى تعيش على ذكريات زمن كانت وربما كان
سر إجادة نجوى فؤاد لدورها أنها قريبة من الشخصية فى الحقيقة والواقع فكانت
تؤدى بطبيعية شديدة دون افتعال حتى إنها مثلت فى الفيلم، كما لم تمثل من
قبل ويحسب لـ «مجدى أحمد علي» هنا حسن الاختيار والتوظيف وينطبق القول على
كل شخصيات العمل، فالجميع يترك بصمة من عزت أبو عوف فى مشاهده الصامتة،
ولطفى لبيب ومجدى فكرى حتى الأدوار الصغيرة، فلا أحد خارج نطاق الإبداع
بقيادة قائد الكتيبة المحنك مجدى أحمد على الذى يستحق كل الثناء على فيلمه
الرائع الذى يشرف السينما المصرية فى زمن التراجع والضياع والتفاهة.
العربي المصرية
09/02/2009
إلهام شاهين سعيدة بإنتهاجها
الأول:
نجاحى
يكفينى ولو خسرت كل فلوسي
أشرف توفيق
«خلطة
فوزية» هو أول فيلم تقدم الفنانة إلهام شاهين على إنتاجه بعد أن تردد عدد
من المنتجين فى إنتاجه، راهنت إلهام على هذا الفيلم، وقررت المغامرة مهما
كانت العواقب، وبالفعل حقق لها هذا الفيلم ـ حتى الآن ـ النجاح الأدبى، إلى
جانب قدر معقول من النجاح المادى فقد خرجت بجائزة من مهرجان أبو ظبى، ورغم
أنها خرجت خالية الوفاض من مهرجانى القاهرة ودمشق فإن إلهام شاهين، أعربت
عن سعادتها بالاحتفاء النقدى الكبير بالفيلم، واجهنا إلهام شاهين بعدد من
الانتقادات التى وجهت للفيلم، وعدم معقولية بعض الأحداث فى السيناريو وردت
إلهام شاهين بصراحة ووضوح فى هذا الحوار:
·
هل يعقل أن سيدة شرقية كلما يعجبها رجلاً
تعرض عليه أن يتزوجها، كما كانت تفعل فوزية حينما تقول «تتجوزنى يا خويا»؟
- حينما تكون «الست» مقتنعة بأنها لا تمتلك المقومات التى تجذب
الرجال إليها، كأن تكون مثل فوزية فقيرة وغير متعلمة فإنها حينما تجد رجلاً
يعجبها تتصرف بتلقائية وتعرض عليه الزواج منها، لأنها تعتقد أنه لن يتقدم
بطلب يدها، وهى مقتنعة أنها لا تطلب شيئا ضد الشرع أو الدين أو القانون، بل
تطلب حلال ربنا.
·
ولكن الست الشرقية تتميز بالحياء والخجل؟
- نعم هذا حقيقى، ولكن فى حالة فوزية فهى لديها قناعة، خاصة أن
ما تطلبه ليس فيه ما يعيبها فهى تطلب أن ترتبط برجل فى الحلال، وهذا الرجل
إذا تركته فربما لن يتقدم هو بطلب يدها، وربما تكون فرصتها الأخيرة.
·
هل فوزية امرأة شهوانية تتزوج كثيرًا من أجل
المتعة الجسدية؟
- لا، بدليل أنها تزوجت أحد أزواجها، لأنه «صعب» عليها لأنه لا
يجد مكانًا للمبيت، والناس الغلبانة قوى مثل فوزية كل ما تتمناه أن تعيش فى
«ضل راجل» فهى تسعى للحصول على الأمان والدفء أولاً.
·
هل منطقى أن أزواج فوزية السابقين يتعاملون
مع بعض بشكل طبيعى ويتعايشون معها فى بيت واحد؟
- هذا وارد جدا، وأنا أعرف أناس مستواهم المادى مرتفع والزوج
السابق يذهب لرؤية أولاده من طليقته فى نادى الجزيرة بحضور زوجها الجديد،
ويتناولون طعام الغداء معا ويتناقشون فى أمور الحياة بشكل طبيعى وحينما
تراهم لا تتخيل أن هذا زوجها الحالى والآخر طليقها.
·
هل فوزية كانت مزواجة كأمها؟
- لا فأمها التى قدمت دورها الفنانة القديرة عايدة عبدالعزيز
ترملت لمدة 03 عامًا، فبعد إنجابها فوزية فترة قصيرة مات زوجها ورفضت أن
تتزوج غيره، وقالت لـ «فوزية» فى مشهد الحمام «ما أقدرش اتجوز واحد بعد
ابوكى ينام جمبى ويشم ريحتى ويسمع كركبة بطني»، والواقع أن فوزية لم تأخذ
عادة كثرة الزواج من والدتها بل هى فعلت هذا من تلقاء نفسها.
·
لماذا أقدمت على إنتاج «خطة فوزية»؟
- لأنه موضوع جديد ومختلف ولا يشبه أى عمل آخر عرض على من قبل،
به مواقف جديدة وجمل جديدة ربما لم تكن قد قدمت فى السينما المصرية من
قبل!
·
ما الذى أضافه المخرج مجدى أحمد على لـ «خلطة
فوزية»؟
- الروح الرائعة والإحساس القريب للناس، فهو استطاع أن يجعل
الناس البسطاء تتعاطف مع الفيلم، لأنه قريب من سكان المناطق التى دار
الفيلم فيها واستطاع نقل تفاصيل حياتهم بدقة وأمانة.
·
ماذا عن «كاستنج» الفيلم.. اختيار الممثلين
فى أدوارهم؟
- كل ممثل قام بدوره على أكمل وجه، ولا أتخيل أى دور دون
الممثل الذى قدمه وكل ممثل كان حابب شغله قوى.
·
لكن اختيار غادة عبدالرازق فى دور الفتاة
التى لا تجد رجلاً يقبل يتزوجها كان غير موفق «ميس كاستنج»؟
- بالعكس فالسبب أن غادة لم تجد من يتزوجها هو جمالها الشديد،
فهى لأنها جميلة مش لاقية راجل، وقد قلت لها هذه الجملة: «يا بت انتى
حلاوتك قاطعة ووشك مكشوف»، فالرجالة بيخافو من الستات اللائى يكن جميلات
وجريئات ويبتعدون عن الارتباط بهن.
·
بصراحة هل ندمت على تجربة الإنتاج؟
- لا أبدًا أنا مبسوطة بها، ومن الممكن أن أكرر التجربة.
·
هل فوزك بجائزة مائة ألف دولار فى مهرجان أبو
ظبى عوضك عن التكاليف الإنتاجية؟
- لا المهم هو النجاح الأدبى، لكن الجائزة لا تغطى ولو جزء من
تكاليف الفيلم وحتى لو خسرت فى هذا الفيلم، فيكفينى النجاح الأدبى، أنا لا
أنتظر أن يحقق الفيلم 03 أو 04 مليون جنيه، ولا أنتظر أن أكسب منه، يكفينى
النجاح النقدى فأجمل نقد كُتب عنى كان عن هذا الفيلم، وأشكر كل النقاد
الذين كتبوا عنى بشكل جيد، الأساتذة: سمير فريد وأحمد صالح وآمال عثمان
ومصطفى ياسين وآمال عبدالسلام، يكفينى مكالمة فنان بحجم عزت العلايلى فى
أحد البرامج الفضائية وقوله إن هذا الفيلم سيوضع فى لائحة شرف السينما
المصرية.
·
تردد أنك شعرتى بالغضب وغادرت حفل ختام
مهرجان القاهرة السينمائى مُسرعة، لأن الفيلم خرج بلا جوائز؟
- هذا غير حقيقى، فأنا ذهبت للحفل وأنا أعلم أننى لم أحصل على
جائزة، لأننا حينما نفوز بجائزة يتم إبلاغنا قبل الحفل، ولم يتم الاتصال بى،
ولذلك عرفت أن الفيلم خرج بلا جوائز، ورغم هذا ذهبت لحضور حفل الختام،
والفيلم سيعرض فى مهرجانات كثيرة ولا أنتظر أن يخرج من كل مهرجان بجائزة.
العربي المصرية
09/02/2009
إلهام
شاهين تُغضب الأقباط
محمد عبد الرحمن
رغم أن
الكنيسة الأرثوذكسية المصرية نفت على لسان الناطق باسم البابا شنودة الثالث
إصدار أي بيان أو القيام بتحرك مناهض لعرض «واحد صفر»، ما زالت مجموعة
محامين محسوبين على الكنيسة متمسّكة بإنذار الرقابة والجهات المعنية بمنع
عرض الفيلم في موعده المحدد أي 4 آذار (مارس) المقبل. أما السبب فهو ما
رأته الرقابة «إهانةً للكنيسة وقانون الزواج المسيحي» كما يقول نبيل غبريال.
وبرّر هذا المحامي عدم وصول الإنذارات إلى الجهة المنتجة للفيلم حتى الآن
بـ«مشكلات إدارية سيجري تخطيها». لذا يمكن القول إنّ كل ما نشر في الصحافة
المصرية أخيراً كان بمثابة «بالون اختبار» اعتاد المعارضون لبعض الأعمال
الفنية إطلاقه قبل التحرك الرسمي. وهو ما يذكّرنا بما يفعله المحامي نبيه
الوحش الذي يروّج غالباً لشكاوى قانونية في الإعلام لكنّه لا يتقدّم بها
أمام النيابة العامة.
ورغم أنّ
أسرة الفيلم احتجّت على غضب المحامين الذين رفضوا الشريط من دون مشاهدته،
صرّح غبريال بأنّ ما قاله الفنانون، وخصوصاً إلهام شاهين (الصورة) وأحمد
الفيشاوي عن محتوى الفيلم كفيل بإثارة الغضب، فالعمل، وهو الأول للمؤلفة
مريم نعوم، يتناول مشكلة سيدة قبطية حصلت على حكم بالطلاق من الكنيسة لكن
من دون السماح لها بالزواج مرة أخرى... فتضطر لدخول علاقة عاطفية مع رجل
دون زواج.
يذكر أن
الآلاف من قضايا الطلاق العالقة في الكنيسة المصرية سبّبت موجات انتقاد
بسبب الحياة الصعبة التي يعيشها الرجال والنساء على حدّ سواء بسبب عدم
السماح بالزواج مرة ثانية إلا نادراً، مثلما حصل مع الفنانة هالة صدقي.
ونفت شاهين أن يكون «واحد صفر» تجسيداً لقصة حياة صديقتها. وفيما أكّد منتج
الفيلم ممدوح الليثي حصوله على موافقة الكنيسة والرقابة قبل التصوير، نفت
مخرجة العمل كاملة أبو ذكري علمها بعرض الشريط على الكنيسة. واللافت أنّه
حتى الآن لا تزال القضية إعلامية فقط وغير معروف حتى الساعة إذا كان ضغط
المحامين الأقباط سيؤدي إلى منع الفيلم. وهو الأمر الذي فشلوا في تحقيقه مع
فيلم «بحب السيما» قبل خمس سنوات. علماً بأن مؤلفه هاني فوزي مسيحي مثله
مثل مريم نعوم وكلاهما يؤكد أنه يقدم حالات محددة في المجتمع لا تعبّر عن
واقع كل المسيحيين.
وكانت
الفنانة ليلي علوي، المرشحة الأولى لبطولة «واحد صفر»، لكنها اعتذرت لتفوز
بالدور إلهام شاهين ومعها أحمد الفيشاوي ونيللي كريم وخالد أبو النجا
وزينة. فيما دخلت كاملة أبو ذكري في معركة جانبية مع ممدوح الليثي لأنّه
حذف إهداءً لروح والدها الكاتب وجيه أبو ذكري من مقدمة الفيلم. غير أن تلك
المعركة سرعان ما اختفت بعد توحيد الصفوف أمام هجمة المحامين الأقباط.
الأخبار اللبنانية
09/02/2009 |