شهِدت
السينما التركية المستقلة قفزة نوعية خلال العقدين
الأخيرين على أيدي بعض المخرجين المتميزين أمثال نوري بيلجي جيلان وسميح
كابلان
أوغلو ويسيم أستا أوغلو. وقد حققت أفلام هؤلاء المخرجين الثلاثة نجاحاً غير
مسبوق
في المهرجانات العالمية. كما تركت تأثيرها الواضح على الجيل اللاحق الذي
يتمثل
بكاظم أوز وأوزجان ألبر ومحمد جان ميرت أوغلو وآخرين لا يتّسع المجال
لذكرهم
جميعاً. سنسلط الضوء في هذا المقال على فيلم 'صندوق باندورا'. كما سنعرج
على الرؤية
الفنية للمخرجة يسيم أستا أوغلو. بلغَ رصيد يسيم أستا أوغلو تسعة أفلام،
أربعة منها
قصيرة، إضافة الى فيلم وثائقي. أما الأفلام الأربعة المتبقية فهي روائية
طويلة وهي
على التوالي 'المسار' 1994، 'رحلة الى الشمس' 999، 'بانتظار الضوء' 2004، و
'صندوق
باندورا' 2008 الذي عُرِض، إضافة الى 'رحلة الى الشمس' المُشار إليه سلفاً،
في
اللقطة المكبرة للسينما التركية الشابة التي ضمت نحو عشرين فيلماً روائياً
مع بضعة
أفلام وثائقية قصيرة. ثمة أكثر من سبب يدعو للاحتفاء بيسيم أستا أوغلو فلقد
سبق لها
أن حصلت على دعم مادي من صندوق هيوبيرت بالس لفيلمها 'رحلة الى الشمس' الذي
نال
العديد من الجوائز في المهرجانات العالمية. كما حصل فيلمها الأخير 'صندوق
باندورا'
على دعم من الصندوق ذاته إضافة الى الجوائز المهمة التي
حصدها هذا الفيلم في الدورة
السادسة والخمسين لمهرجان سان سباستيان السينمائي الدولي. كما تم اشراكها
في عضوية
لجنة التحكيم لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة المتنافسة على جوائز النمر
الذهبي
' VPRO '
لعام
2009. وفي كلا الفليمين كانت الصالة ممتلئة بالكامل. يا ترى، ما سر
تعلق
الجمهور بأفلام المخرجة التركية يسيم أستا أوغلو؟ هل هي الثيمات الحساسة
التي
تتناولها
في أفلامها التي توصف عادة بأنها جريئة، وخطرة تتجاوز فيها الخطوط الحمر
المرسومة سلفاً من قبل مؤسسة الرقابة التركية؟ أم أنها طرق المعالجة التي
تتناول
فيها موضوعات إنسانية كبيرة تمس الضمير العالمي في كل مكان؟ المتابعون
لتجربة يسيم
أوغلو السينمائية يعرفون جيداً أن موضوعاتها السابقة تتمحور حول التمييز
العنصري
القائم على أساس العرق واللون، فالأكراد من ذوي البشرة السمراء او الداكنة
يُعتبرون
مهمشين وطارئين وربما 'مُهاجرين' الى جنوب شرقي تركيا، ويتعرضون غالباً
للقمع
والاضطهاد ومصادرة الحريات الشخصية والعامة. فشخصية محمد في فيلم 'رحلة الى
الشمس'
هي خير دليل لما نذهب إليه، إذ يتعرض للضرب المبرح بسبب
الاشتباه في كونه كردياً،
وهو ليس كذلك، ثم نتبيّن أنه تركي ويسكن في مدينة 'تاير' التي تقع جنوب
مدينة أزمير
وقد جاء الى إستانبول من أجل تأمين هاجس العيش لا غير. أما فيلم 'بانتظار
الغيوم'
فهو يتناول قصة امرأة يونانية تعيش في اقليم البحر الأسود، لكنها تخبئ
هويتها كسرٍ
دفين كي
تتفادى التمييز العنصري والعرقي الذي قد يطالها إذا ما عرف اليمينيون
المتطرفون الأتراك بأنها يونانية. أما أول أعمالها الروائية فهو 'المسار'
وفي
ترجمات أخرى 'الطريق' أو 'الأثر' يتناول هذا الفيلم قصة بوليس سري يبحث عن
المجرم
الذي قتل الضحية 'جزمي'. أما فيلمها الرابع والموسوم بـ 'صندوق باندورا '
فله قصة
مختلفة لا تخلو من المرح والدعابة والكوميديا السوداء. وقد نالت الممثلة
الفرنسية
القديرة تسيلا جيلتون جائزة 'الصدَفة الذهبية' لأفضل ممثلة عن دورها
الرئيسي في هذا
الفيلم.
صندوق
الشرور
قبل الخوض
في تفاصيل القصة السينمائية وطريقة
المعالجة الفنية التي اتبعتها المخرجة يسيم أستا أوغلو خصوصاً وأنها مسهمة
أيضاً في
كتابة السيناريو بالاشتراك مع القاصة والروائية التركية سيما كايكوسوز لا
بد لنا من
التوقف عند مغزى العنوان ودلالته الرمزية. قد يتساءل متلقي هذا الفيلم عن
السر
الكامن وراء انتقاء عنوان قديم مثل 'صندوق باندورا' الذي يعود الى الحضارة
الاغريقية التي كانت تعج بالأساطير في ذلك الوقت؟ ولكي لا نطيل على القارئ
الكريم
سنمر على هذه الأسطورة التي تمتد الى القرن السابع قبل الميلاد. تقول
الاسطورة
الاغريقية
(بعد أن سرق بروميثيوس سر النار أمرَ زيوس هيبايَستوس أن يخلق المرأة
باندورا
كنوع من العقوبة للبشرية جمعاء. وقد أخذت باندورا العديد من الهدايا
المغرية التي قدمتها كل من أفرودايت، هيرميس، هيرا، تشارتيز وهوراي. وخشية
من
الانتقام حذّر بروميثيوس أخاه أبيميتوس ألا يقبل الهدايا من زيوس، لكن
أبيميتوس لم
يستمع له، وتزوج من باندورا. وحينها أعطيت باندورا صندوقاً كبيراً مزوداً
بتعليمات
من زيوس يمنعها من فتح الصندوق، غير أن فضولها دفعها لفتح الصندوق. وحينما
فتحته
تسربت منه كل الشرور والعلل والأمراض والبلايا والمصائب والمتاعب التي لم
تعرفها
البشرية من قبل. ثم أغلقت الصندوق، لكنها عادت وفتحته من جديد لتسمح بخروج
الأمل من
الصندوق أيضاً. لم تقم باندورا بهذه الفعلة بدافع الحقد، بل كانت مدفوعة
بهاجس
الفضول لا غير!) يا ترى، هل يمكن لمتلقي هذا الفيلم أن يشاهد الشرور وهي
تتطاير من
الصندوق الذي ستفتحه الأم الطاعنة في السن؟ وإذا كانت هذه الأم قد أطلقت
الشرور
كلها من إسارها فهل أطلقت الأمل أيضاً لكي ننشد الى هذه الحياة؟ وقبل
الإجابة على
هذه الأسئلة المبكرة لا بد من التوقف عند المحاور الأساسية التي اشتغل
عليها السياق
السردي للقصة السينمائية.
أخلاقية
الطبقة الوسطى
تتمحور
قصة هذا
الفيلم على الأم نوسرت التي جسدتها الممثلة الفرنسية المبدعة
'تسيلا
جيلتون'
والتي بلغت عامها الحادي والتسعين الآن. تختفي هذه الأم الطاعنة في السن في
المنطقة
المحاذية
لقريتها الجبلية المطلة على البحر الأسود فتُستنفَر العائلة برمتها حيث
تتصل الأخت الكبرى نسرين 'ديريا ألابور' بشقيقتها غوزين 'أوفيول آفكيران'
وشقيقها
محمد 'عثمان سونانت' ويتفقون على الذهاب الى القرية النائية للبحث عن الأم
المفقودة
والتي قد ترمز في حقيقة الأمر الى الأم الكبرى أو الوطن، هذه الأم التي
أصابها خلل
ما سنتعرف عليه بعد مدة قصيرة من الزمن. يجتمع الثلاثة في السيارة فنعرف أن
نسرين
متزوجة من فاروق 'طيفون بادمسوي' ولديهما ولد متمرد اسمه مراد. أما غوزين
الصحافية
العزباء فلديها علاقة عاطفية بائسة وميؤوس منها. وبين أوان وآخر يتصل بها
صديقها
فتعرب عن تذمرها واستيائها من اتصالاته العبثية طالما أن علاقتهما لا تفضي
الى شيء.
أما الشقيق الثالث فهو عاطل عن العمل، ومدمن على تناول المخدرات، ولا يرتجى
منه
نفع.
وطوال الطريق من استانبول الى القرية الجبلية النائية كان الثلاثة يتشاجرون
ربما بسبب إحباطاتهم المتراكمة، وعزلتهم في هذه الحياة المدينية الطاحنة.
فثمة غربة
واستلاب ووحدة قاتلة يعيشها الجميع من دون استثناء بدءاً بالجدة، مروراً
بالأولاد،
وانتهاءً بالأحفاد. حينما يصل الأبناء الثلاثة الى القرية تبدأ حملة البحث
عن الأم
الضائعة والتي يشترك فيها جل أبناء القرية في إشارة الى التضامن والتكاتف
الذي
تشهده الحياة القروية بينما تفتقر إليه الحياة المدينية. وبعد مدة غير
طويلة تعود
الأم محمولة على نقالة لتجد سيارة الاسعاف بانتظارها. وفي إستانبول، هذه
المدينة
الكوزموبوليتانية المترامية الأطراف، تبدأ الفحوصات الطبية الدقيقة للأم
الطاعنة في
السن فتتكشف الحقائق المروعة لعل أبرزها أنها مصابة بمرض الزهايمر، ومن
أولى
تداعيات هذا المرض الخطير فقدان الذاكرة، وعدم القدرة على التركيز، وعدم
معرفة
الأماكن والاشخاص القريبين منهم جداً كالأبناء والاحفاد، كما أن المصابين
لا
يستطيعون الاهتمام بأنفسهم غالباً. هنا يصاب الجميع بصدمة قوية فتأخذ البنت
الكبرى
نسرين على عاتقها رعاية الأم والاهتمام بها غير أنها بعد مدة قصيرة تتخلى
عن هذا
الالتزام لأنها تركت البيت غير مرة وضاعت في أروقة المدينة الكبيرة. وهكذا
أخذت
الأم تتنقل بين أفراد الأسرة الذين يعلنون عن تذمرهم من وجودها الذي لا
يحتمل. غير
أن الحفيد
الذي وصفناه بالمتمرد والضائع هو الوحيد الذي يستطيع أن يؤسس معها علاقة
إنسانية قائمة على التفاهم المشترك والاستجابة المتبادلة. وبعد أن يقوما
بعدد من
الجولات الصباحية في أروقة إستانبول وفي الحدائق والمتنزهات المطلة على
بحيرة مرمرة
تقترح عليه أن 'يخطفها' ويعيدها الى قريتها النائية البعيدة عن صخب المدينة
وضوضائها وعماراتها الاسمنتية الشاهقة المقيتة، فثمة هوّة كبيرة بين عالم
القرية
البريئة وعالم المدينة المشوهة والعقيمة من وجهة نظرها. فإستانبول ليست
مدينة
كوزموبوليتانية فحسب، وإنما هي مدينة ألقت بنفسها في أحضان العالم
الرأسمالي الذي
لا يعرف
قيمة المشاعر والأحاسيس الداخلية. فهذه السيدة التي تقف على حافة الشيخوخة
تلتمس من حفيدها أن يخلّصها من هذا 'السجن' المديني الذي تكاد تتلاشى فيه
العلاقات
الاجتماعية الحميمة. ويكفي أن نشير هنا الى أن الحفيد نفسه قد هرب من بيته
الذي يضم
هذه الأسرة الصغيرة التي يفترض أن تكون سعيدة، لكنها ليست كذلك، فحياتهم
مرتبكة
وقلقلة ولا تستقر على حال. كما أن حياة غوزين وشقيقها محمد خاوية ومنطفئة
ولا معنى
لها تماماً. إن اقتلاع الأم نوسرت من بيئتها القروية والإتيان بها قسراً
الى
إستانبول أمر لا ينطوي على حكمة ما، بل ان منطق الاشياء يقضي بإعادتها الى
محيطها
القروي الذي ألفته واعتادت عليه سنواتٍ طوالاً. يبدو أن الأم الكبيرة لديها
إحساس
غريزي طاغٍ بأن حياتها ستنتهي قريباً جداً لذلك فهي تصر على الموت في
محيطها
الاجتماعي المتكافل. ففي القرى يندر أن يضع الأبناء آباءهم الكبار في دار
للعجزة،
بينما تجد هذه الظاهرة مألوفة وطبيعية في المدينة بسبب الضغوط المتعارف
عليها من
قبل الجميع. لقد وضعت المخرجة يسيم أستا أوغلو جميع أفراد هذه الاسرة التي
تنتمي
الى الطبقة المتوسطة أمام مساءلة الذات ولم تجد بُداً من الاصطفاف الى جانب
مراد
كونه الشاب الوحيد الذي يعرف معنى الحرية والحكمة الكامنة في الاختيار
الشخصي.
فخيار هذه السيدة على الرغم من مرضها هو أن تعيش بما تبقى لها من سنوات
قليلة في
محيطها
القروي وبيئتها البريئة التي لم تتلوث بأوبئة المدينة وأمراضها. فصندوق
باندورا قد انفتح في مدينة إستانبول وخرج منه المرض والموت والتعاسة والحزن
والشر
ومن حسن الحظ أن الأمل قد خرج أيضاً ولم يظل حبيساً في صندوق الشرور.
الرؤية
الإخراجية
تميل
المخرجة يسيم أستا أوغلو الى التنوع في تناول الثيمات
والمقتربات الفنية. فكما اشرنا سلفاً كانت تتعاطى مع موضوعات حساسة قد لا
تنجو من
الرقابة دائماً، ولكنها تؤمن إيماناً قاطعاً بأنها تشكل جزءاً حيوياً من
الحراك
الاجتماعي والسياسي والثقافي للجمهورية التركية. وان مهمة الفنان من وجهة
نظرها هي
كشف الحقائق للناس أو ملامستها في الأقل من دون خشية أو خوف. وقد صرحت غير
مرة سواء
خلال المهرجانات التي تحتفي بعرض أفلامها الجريئة أو لوسائل الإعلام
المكتوبة
تحديداً بأنها 'تحب أي عمل أو فن أو إبداع يكشف الحقيقة ويقدمها للناس على
طبق من
ذهب'. لم تتردد يسيم أستا أوغلو في مواجهة الموضوعات الحرجة التي يبتعد
عنها العديد
من المخرجين بحجة التقية أو تفادي الاحتكاك بأجهزة السلطة المتطرفة لأنهم
قد يلقون
ما لا تُحمد عقباه، ولذلك تناولت موضوعات الهوية والتمييز العنصري والعرقي
وما الى
ذلك. وفي فيلمها الجديد 'صندوق باندورا' ثمة موضوعات أخرى لا تقل أهمية عن
سابقاتها
من قبيل 'مَنْ نحن؟' و 'ما هي مشكلاتنا؟' و 'ما هو مصيرنا كطبقة متوسطة
تعيش في ظل
النظام الرأسمالي الذي لا يعير شأناً للقيم والمُثل الروحية؟' ماذا عن
العزلة
والتوحد والغربة الروحية والاستلاب والقلق المتواصل في ظل حياة مدينية
طاحنة مرشحة
لأن تشيخ وقد تصاب هي الأخرى بالزهايمر وما ينجم عن هذا المرض الخطير من
تداعيات
أشرنا إليها سلفاً في متن هذا المقال. من التقنيات الذكية التي تستعملها
يسيم استا
أوغلو وهي جزء أساسي من رؤيتها الإخراجية أنها تعيد شخصياتها الى مسقط
رأسها والى
نبعها الأول. فالأم نوسرت قد عادت بمعية الشاب مراد الى قريتها مع سبق
الترصد
والإصرار. كما أن الشاب الكردي برزان أعاده صديقه محمد الى قريته زوردج على
الرغم
من أن مياه أحد السدود الحديثة قد أغرق بيوتها لكن التابوت الذي يحمل جثة
برزان قد
عام على سطح البحيرة كشاهد عين على الجريمة الحية التي ارتكبت بحق هذه
القرية التي
لم ترتكب ذنباً سوى أنها تتحدث بلسان كردي لا تريد الانظمة الشوفينية أن
تستمع إليه
وهو يبث شكواه في الأقل. من التقنيات الثابتة لدى يسيم أنها لا تقدم حلولاً
او
مقترحات من خلال الأفلام التي تخرجها، وإنما ترسم صورة لشخص يتغير ويتحول
من إنسان
لآخر. فشخصية مراد، هذا الشاب النزق المتمرد تعلم أن يكون مسؤولاً قي نهاية
المطاف
وقرر أن يعيد الجدة الى مضاربها الأولى. ويمكن الاشارة أيضاً الى شخصية
محمد الذي
كان لا مبالياً في 'رحلة الى الشمس' ولكنه نضج كثيراً وأصبح مهتماً
بالمشكلات التي
تدور من حوله، وبدأ يعرف منْ هو صديقه ومن هو عدوه؟ وقبل أن نختم هذا
المقال لا بد
من الإشارة الى أهمية الدور المركب الذي لعبته الفنانة الفرنسية تسيلا
جيلتون ففيه
من الدربة والعفوية والاتقان ما يعجز عنه كثيرون من كلا الجنسين. والقارئ
الذي يعرف
تاريخ تسيلا الفني قد لا يجد غرابة في أدائها لهذا الدور الذي استطاع أن
يشد
المتلقين على مدار الساعتين تقريباً. فهي الفنانة المولودة في باريس عام
1918 وقد
لعبت دور البطولة في عدد كبير من الأفلام والمسلسلات التلفازية ومن بينها
العمة
دانيالا، الخطايا السبع القاتلة، الزملاء، في الليل كل القطط تبدو رمادية،
نعناع
وليمون، العذراء المجنونة، القصر، الصديق موبسان، منطقة حرة، أمرّ من
الموت،
وشهرزاد ' ورب سائل يسأل عن النفس الفكاهي الساخر الذي تتوفر عليه تسيلا
فقد جعلت
الجمهور يضحك مرات متعددة من أعماق القلب لعفويتها وضربها على الوتر الحساس
غير مرة
والأهم من ذلك فهي متخصصة في تدريس فن الكوميديا فلا غرابة أن تبدع فيه.
وفي الختام
لا بد من الإشارة الى براعة المصور جاك بيسي ودقة المونتير فراك نقاش، من
دون أن
ننسى الأداء المعبِّر للشخصيات الخمس الرئيسية التي كانت تتألق على مدار
الفيلم.
القدس العربي
03/02/2009 |