بعد عامين
من تقديم قصة بوليسية من خلال مسلسل «الدالى»، الذى جعل الجمهور، بل
القنوات الفضائية تتساءل طوال أيام العرض عن المجرم الحقيقى وراء أزمات بطل
المسلسل، قرر نور الشريف أن ينقل الحيرة هذا العام إلى الصحفيين عندما
ترددت بعد رمضان مباشرة أخبار متتالية حول مسلسلات عديدة ينوى القيام
ببطولتها رغم أن العادة هى تقديم مسلسل واحد سنويا للعرض فى رمضان، ورغم أن
الطبيعى هو ارتباطه بتصوير «الجزء الثالث من الدالى»، لكن نور الشريف بعد
فترة صمت طويلة قطع الشك باليقين عندما كسر كل التقاليد فى السوق الدرامية
المصرية، ليصبح أول فنان يصور مسلسلين فى عام واحد هما «الرحايا» و«متخافوش»،
ليس هذا فحسب، بل تأكد استبعاد «الدالى» من أجندة نور الشريف للعام الحالى
ليترك الجمهور دون أن يعرف من خطف «الدالى الصغير»! حول المسلسلات الثلاثة
ونشاطه السينمائى ورؤيته لحال الفن المصرى فى المرحلة الحالية وما يحدث فى
غزة كان هذا الحوار مع الفنان الكبير خلال الاحتفال ببدء تصوير «الرحايا».
·
بداية قبل أن نسأل عن المسلسلات الجديدة،
بالتأكيد هناك الكثيرون الذين يريدون معرفة مصير الجزء الثالث من «الدالى»؟
- المسلسل
تأجل تصويره لسببب بسيط هو عدم الانتهاء من كتابة كل الحلقات، فالقاعدة
التى لا أتنازل عنها فى السنوات الأخيرة هى ضرورة كتابة المسلسل كاملا قبل
تصوير الحلقة الأولى، وحتى الآن لم ينته المؤلف «وليد يوسف» سوى من كتابة
عشر حلقات فقط، ولاتزال خاضعة للتعديل، وهو بالتأكيد من حقه الحصول على
الوقت اللازم، لكن من حقى كممثل صاحب خبرة ألا أربط نفسى بالمسلسل لأن
التعاقد مع المنتج «محمد فوزى» كان ينص على تصوير المسلسل وعرضه قبل رمضان
2009، وهو أمر لم يعد ممكنا فقررت الالتفات للمشروعات المؤجلة، وكانت
البداية مع «متخافوش» الذى أجهز له منذ عامين ونصف العام تقريبا، مع المؤلف
أحمد عبدالرحمن منذ بداية التسعينيات، واشتريت منه سابقا سيناريو فيلم لم
أجد الفرصة لإخراجه، ومتابع لمعظم أعماله، وبالفعل انتهى من كتابة «الرحايا»
فى وقت قياسى وبمستوى جيد جدا، فقررت العمل مع المسلسلين فى الوقت نفسه.
·
لكن هذا يعنى تواجدك بمسلسلين دفعة واحدة فى
رمضان المقبل وهو أمر غير معتاد من النجوم؟
- الآن
تعرض لى مسلسلات قديمة فى نفس التوقيت فهل هذا يعنى أن الجمهور يشاهد
مسلسلا ويترك آخر، دائما نتعلق بموعد العرض الأول ولا أعرف السبب، الأهم هو
العمل نفسه، وأنا لا أقول لنفسى أريد أن أنجز مسلسلين هذا العام وثلاثة
العام المقبل، كل ما فى الأمر أن العملين كانا جاهزين للتصوير هذا والتنسيق
بينهما قائم فكل شركة إنتاج وفرت لى ما أريد، فى الوقت نفسه الشخصيتان
مختلفتان، ولا ننسى أن المنتجين بدأوا يجهزون مبكرا للموسم الرمضانى عكس ما
كان يحدث سابقا، بالتالى سأصور «متخافوش» مع المخرج يوسف شرف الدين أولا
ولمدة شهرين يكون فيها المخرج حسنى صالح قد أنهى تصوير مشاهد «الرحايا»
التى لا أظهر فيها، ثم أبدأ تصوير مشاهدى فى شهر أبريل وخلال يونيو يكون
كلا العملين جاهزا للعرض، وهنا أريد التأكيد على أننى لا أشترط عرض كلا
المسلسلين فى رمضان، بالعكس لو عرض أحدهما قبل رمضان لن أمانع، بل أطالب
القنوات الفضائية بمحاولة اكتشاف موسم جديد حتى لا تتكدس كل الأعمال فى شهر
واحد.
·
وكيف جاء التباين بين الشخصيتين فى «متخافوش»
ثم «الرحايا»؟
- فى
العمل الأول أجسد شخصية «رئيس قناة فضائية» يقدم برنامجا سياسيا هو «متخافوش»
والعمل يسير على أكثر من مستوى منها كشف ما يجرى فى كواليس تلك القنوات من
جهة، ثم كشف الكثير من المتغيرات التى لم تتناولها الدراما حول المجتمع
المصرى، لكن المستوى الأعمق وغير المباشر هو ما يتعلق بكشف المخططات
الصهيونية والتفرقة بين الصهيونية والديانة اليهودية، ولإزالة الالتباس
مقدما أقول إن هذا العمل غير مرتبط بما يجرى فى «غزة» حاليا لأن الإعداد له
بدأ منذ فترة طويلة، أما «الرحايا» فيدور فى البيئة الصعيدية وتحديدا
محافظة سوهاج التى ستظهر بصورة مختلفة تماما على الشاشة، وأنا أتوقع أن
الناس ستعرف أن هذا المسلسل مختلف عن أى مسلسل صعيدى قاموا بمشاهدته من
قبل، فلقد أحببت شخصية «محمد أبودياب»، فهو نموذج من أهل الصعيد موجود فى
أرض الواقع فهو رب أسرة غنية جدا يحب أن يتعامل بقوة مع الحياة ولا يحب من
يتهاون معها. كما أن المسلسل قيمة إنسانية مرتفعة، فهو يروى قصة رب أسرة
صعيدية وعلاقته بأبنائه ومطلقاته الأربع، وبمن حوله فى العمل، واستطرد أن
الذى جذبه فى العمل هو أنه لا يناقش مسألة الثأر أو قضايا الصعيد العادية
التى رأيناها فى المسلسلات القديمة، لكنه يقوم بتعرية الشخصيات الإنسانية
فيمزج الواقع بالأسطورة.
·
لكنك تتعامل من خلالها مع مؤلف ومخرج يظهران
للمرة الأولى عكس «متخافوش»؟
- وهى
أيضا ليست المرة الأولى بالتأكيد التى أعمل فيها مع مخرج جديد، بالعكس أفضل
كما أقدم للناس وجوها جديدة على الشاشة أن أشارك بتقديم مخرجين ومؤلفين
للصناعة ككل، وعبدالرحيم كمال سيناريست مميز ونجح له مؤخرا فيلم «على جنب
يا أسطى»، وأنا أعرفه منذ اهتمامى بمسرح «الهناجر»، أما حسنى صالح فهو مدير
تصوير ومنتج فنى معروف فى الوسط ورؤيته كمخرج شجعتنى على الموافقة سريعا
على المسلسل.
·
قدمت للسينما العام الماضى فيلمين حققا
تواجدا ملحوظا هما «ليلة البيبى دول» و«مسجون ترانزيت»، فهل سيستمر التواجد
بنفس القوة هذا العام؟
- للأسف
قد لا تتاح لى الفرصة على الأقل فى النصف الأول من العام الحالى، حيث إن
فيلم «نقطة نور» الذى كنت أنوى تقديمه تأجل لأسباب إنتاجية وأصبح من الصعب
التركيز فيه حاليا بسبب المسلسلين، والفيلم عن رواية للأديب «بهاء طاهر»
وسيناريو وحوار «بلال فضل» وإخراج «هالة جلال»، ويدور حول علاقة خاصة جدا
بين جد وحفيده.
·
ذكرت منذ قليل أن مسلسل «متخافوش» له بعد
سياسى متعلق بكشف الخطط الصهيونية، لكنك أكدت عدم ارتباطه بما يجرى فى غزة،
ماذا عن رأيك الشخصى فيما يحدث خصوصا أن معظم الفنانين الكبار اكتفوا
بالصمت على عكس العادة؟
- وأنا
أيضا أفضل الصمت، فقد أصبحنا فى حالة من الحيرة تجاه ما يقال ويحدث حولنا،
لا أريد الإساءة لأحد عن سوء فهم، هناك من يقول إن تلك الجهة أخطأت، وهناك
من يرد بأن التعاون معها واجب، وبين هؤلاء وهؤلاء أجد أنه من الأفضل الصمت
وعدم التعليق حتى تظهر الحقيقة.
·
وهل ما يجرى فى غزة قد يعيد مشروع فيلم
«الشيخ أحمد ياسين» إلى النور سريعا؟
- العكس
أيضا وارد، فقد يصبح المشروع مستحيلا بعدما أصبح الشيخ «أحمد ياسين»
وأتباعه إرهابيين.
صباح الخير المصرية
31/01/2009 |