ضمن نشاطه
الاسبوعي وبالتعاون مع نادي الكويت للسينما عرض «ملتقى الثلاثاء» الفيلم
الموسيقي الاوبرالي الشهير «كارمن» للمخرج الإيطالي فرانشيسكو روزي، في مقر
الملتقى في فندق سويس بلازا وقد حضر العرض أعضاء الملتقى ونخبة من المهتمين
بالفن السابع. وقدم الفيلم وعقب عليه الزميل الناقد عماد النويري.
الفيلم من
إنتاج عام 1984 ومن إخراج فرانشيسكو روزي ويقدم معالجة بصرية متميزة لاحداث
أوبرا «كارمن» قصة الحب المأساوية التي عرضت في مسرح أوبرا «كوميك» في
باريس في عام 1875.
عن كارمن
الشخصية أوضح النويري أنها من الشخصيات الدرامية المأساوية في تاريخ الأدب
والفن أصبح لها حياة متواصلة في العديد من الأعمال الفنية في مختلف بلدان
العالم ولها شهرتها مثل هاملت وعطيل وماكبث والملك لير. وعن كارمن الرواية
والحكاية فهي إحدى شخصيات الكاتب الفرنسي بروسبير ميرميه كتبها عام 1835
مستلهما أحداثها من قصيدة شهيرة للشاعر بوشكين اسمها «الغجر». وعن كارمن
الأوبرا أوضح النويري أنها عرضت لأول مرة في باريس عام 1875 ورغم أنها لم
تحقق النجاح المنتظر فانها انطلقت بعد ذلك لتطوف العواصم العالمية ولتحتل
شهرة كبيرة كواحدة من أهم عشر ابورات في تاريخ الأوبرا العالمية. وعن «كارمن»
الفيلم قال الناقد النويري انه من أهم الأفلام السينمائية التي تفهمت النص
الادبي والنص الاوبرالي ونجح المخرج من خلال تفهمه لروح هذا النص في تقديم
معالجة بصرية استحقت العديد من الجوائز كان على رأسها جائزة السيزار
الفرنسية في مجال الصوت إضافة إلى العديد من الترشيحات لجهات ومؤسسات
سينمائية مختلفة.
في تعقيبه
على الفيلم أوضح النويري ان المخرج كانت أمامه العديد من الإشكاليات استطاع
التغلب عليها بنجاح. الإشكالية الأولى هي خضوعه الكامل كمخرج لرؤية المؤلف
الموسيقي وعدم قدرته الحذف والإضافة إلى النص الاصلي. والإشكالية الثانية
هي تعامله مع أبطال اوبراليين لايستطيعون الحركة كثيرا حتى يستطيعوا الغناء
بقوة. والاشكالية الثالثة هي اختلاف إيقاع الموسيقى والأوبرا عن إيقاع
العمل السينمائي بشكل عام. وواضح النويري ان مخرج «كارمن» فرانشيسكو روزي
استطاع بنجاح التغلب على كل هذه الإشكاليات من خلال تطويع اللغة السينمائية
بكل مفرداتها لتحقيق عمل سينمائي مبهر تشكل نجاحه من عناصر كثيرة على رأسها
وجود مغني الأوبرا الشهير بلاسيدو دومينجو والسوبرانو جوليا مينيس مع
القدرة على تحريك المجموعات واستخدام عنصري اللون والإضاءة في إنتاج تراكيب
وتشكيلات بصرية كانت موازية لقوة النص الاوبرالي.
بعد
انتهاء التعقيب فتح الباب للعديد من المداخلات للحضور وكان منها مداخلة
للزميل فارس البصري عن التشابه في التعامل مع النص الموسيقي بين فيلمي
«الحائط» لآلان باركر والمعالجة الموسيقية لـ«كارمن» فرانشيسكو روزي. كما
اشار الى دلالة استخدام الثور في بداية الفيلم ونهايته حيث ان قتل الثور
تزامن مع مقتل كارمن. والمداخلة الثانية للزميل القاص محمد سامي البوهي عن
دلالات استخدام طبقة «الباص» الاوبرالية واهميتها في الفيلم.
القبس الكويتية
30/01/2009 |