ساهم
مهرجان دبي السينمائي في بناء قاعدة معلوماتية متخصصة ودقيقة عن صناعة
السينما في العالم العربي، من خلال إصدار «تحت الضوء» الذي طرحه في دورته
الخامسة، راصداً مستجدات سوق السينما العالمية في 2008.
هذا
الكتيب يصدر بشكل دوري في مهرجان كان منذ عام 1998، متلمسا نبض أسواق
السينما عارضا لها بصورة مختصرة سهلة القراءة، تعتمد بشكل موثق ودقيق
معلومات حول الأسواق والتمويل والتوزيع والتطورات المتعلقة بكل ما يخص قطاع
السينما.
واليوم
يتوسع نطاق قراء هذا الكتيب مع إصدار نسخته الأولى بالعربية والإنجليزية،
في تعاون بين مهرجان كان، ومهرجان دبي السينمائي، متضمنا ملحقا عن العالم
العربي وفق بحث قامت به شركة «نيلسن»، ليؤسس بذلك معايير جديدة فيما يتعلق
بالمحتوي المعلوماتي عن السينما العربية، يلحقه مهرجان كان بالكتيب الصادر
عنه في دورته المقبلة 2009.
وإذا
تفحصنا السوق العربية من خلال محتوى ما نشر في الكتيب، نجد أنها تعتمد على
إنتاج هوليوودي أميركي، أو إنتاج مصري، باستثناء مصر التي تشهد سيطرة
إنتاجها المحلي، وذلك بسبب قيود فرضتها الحكومة على عدد النسخ المسموح
تداولها للأفلام الأجنبية، ما شجع على إنعاش شباك تذاكر الأفلام المصرية.
باستثناء
ذلك، نادرا ما نجد الإنتاج المحلي في الدول العربية يأتي في مقدمة شباك
التذاكر، وإن لاحظنا في لبنان والمغرب بروز بعض العناوين في قائمة أكثر
الأفلام المحلية مشاهدة من قبل الجمهور.
ومن
المعلومات السريعة والموثقة التي يؤكدها الكتيب، الأرقام التي حصل عليها
لشباك تذاكر الأفلام المصرية حتى 12 نوفمبر 2008، وكانت كما يلي: تصدر
القائمة فيلم «آسف على الإزعاج» محققا 22 مليون جنية، يليه «حين ميسرة»
بنفس الإيرادات، ثم «حسن ومرقص» الذي تجاوز 20 مليون جنيه، توالى بعد ذلك
«كابتن هيما» بـ 16 مليون جنيه، «إتش دبور» بـ 14 مليون جنيه، و«كباريه»
بنفس الرقم تقريبا، ويأتي في المراكز الأربعة الأخيرة بالترتيب التنازلي»
الريس عمر حرب» محققا 13 مليون جنيه، و«مسجون ترانزيت» بـ 11 مليون جنيه،
و«طباخ الرئيس» بـ 8 ملايين جنيه، وأخيرا «نمس بوند» بـ 7 ملايين جنيه.
وجاءت حصة
السوق المصري من الأفلام في 2008 بنسبة 15% للأفلام الأجنبية مقابل 85%
للأفلام العربية، وتتراوح تكلفة إنتاج الفيلم في مصر بين 14 و15 مليون
جنيه، ومتوسط تكاليف إنتاج الأفلام ذات الميزانية المنخفضة لا تزيد على 8
ملايين جنيه.
وعلى صعيد
عدد الصالات، تأتي الإمارات ضمن أكثر الدول العربية استحواذا على عدد
الصالات برقم (163) صالة سينما، متغلبة على دول عربية كثيرة منتجة للأفلام،
رغم الفرق الشاسع في عدد السكان، وعدد الأفلام المنتجة محليا.
2,1 هو
إيراد الفيلم اللبناني «غنوجة بيا» في شباك تذاكر لبنان بالمليون دولار،
وهو الفيلم الذي احتل المركز الأول في موسم 2007، وجاء فيلم «سكر بنات»
اللبناني أيضا ليحتل المركز الثاني بنصف الرقم تقريبا.
ووصل عدد
جمهور السينما في فلسطين خلال العشرة شهور الأولى من 2008 إلى 000,60،
وكانت أفضل 10 أفلام في شباك الإيرادات مصرية، وتصدرها فيلم «آسف على
الإزعاج» الذي باع 7 آلاف تذكرة، في الوقت الذي وصل فيه عدد سكان فلسطين
إلى 5,3 ملايين نسمة.
وفي أزمة
لا تشبه مثيلاتها في العالم العربي يعاني الفيلم السوري الجديد، ويقف خجلا
على تخوم «الحساسية المكلفة» في البحث والتجريب، بينما يسهم بعض
السينمائيين السوريين الجدد الذين يمكن أن يعقد عليهم الرهان، بشكل أو بآخر
في تعميق أزمة هذا الفيلم لحساب «وهم» الدراما التليفزيونية، وذلك
بالانحياز الكامل لها، بعد أن بدت فائقة القوة، وصنعت نفوذا قويا للقطاع
الخاص الذي يفضل الدورة السريعة للمال المستتر، ولا يعترف ببطء عودته عبر
عمل ثقافي تمثله السينما بامتياز.
هذا
الكتيب يضم بين صفحاته، مادة غنية للبحث والمقارنة والاستكشاف، من المؤكد
ستتطور مع السنوات، راسمة خارطة الإنتاج العربي السينمائي التي كانت حتى
وقت قريب عائمة ومشوشة، وفي أحيان كثيرة مغيبة.
البيان الإماراتية في
25
يناير 2009 |