نفاجأ بأن فيلم يوم توقفت الأرض ليس من نوعية أفلام الكائنات الفضائية التي اعتدنا عليها, فهو من النوعية التي أبدت تعاطفا تجاه الكائنات الفضائية, مثل' لقاءات قريبة من النوع الثالث' و'ستارمان' و'الكرة'. والفيلم يسخر من غطرسة الساسة الأمريكيين, ومحاولتهم فرض الوصاية علي الآخرين, واستعراض القوة العسكرية, لكنهم هذه المرة يقعون في عدو يتفوق عليهم في كل شيء ولا توجد مقارنة بين قدرة كل منهما! وكما لو كان صانعو الفيلم لديهم رغبة التشفي في الولايات المتحدة الأمريكية, مؤمنين بمفهوم من لا يرحم لا يرحم! فيتخيلوا أنه بعدما طغت في البلاد يجيئ إليها عدو من الفضاء الخارجي ليحطمها تماما ولن تستطيع المقاومة عقابا لها علي جرائمها. فلم يعد هناك من يعادلها قوة علي الأرض لذا فنحن بحاجة لمساعدة خارجية لإفاقتها! تدور الأحداث حول بعثة قادمة من الفضاء الخارجي مكونة من مجموعة سفن علي هيئة كرات غامضة تتخذ أماكن متناثرة في أرجاء الأرض, وترسو الكرة الرئيسية في العاصمة واشنطن, ويهبط منها كائن فضائي في صورة إنسان ويحميه إنسان آلي بالغ الضخامة, وعندما يتم محاصرة سفينة الفضاء وإطلاق النار عليه وإصابته, يتصدي الإنسان الآلي بشكل مبهر للآلات العسكرية الأمريكية لأن عليه حماية المندوب الفضائي! وهي صورة تدعم كل من تأذي من الهيمنة الأمريكية بشكل مباشر أو غير مباشر. ويشعرنا الفيلم بأنه يحمل في أعماقه إسقاطات علي واقعنا المرير.. يأتي هذا الكائن الفضائي ليعلن عن صدور حكم من بني جلدته علي سكان كوكب الأرض ووجوب تنفيذه! فهؤلاء الكائنات الفضائية علي يقين من أن الإنسان أفسد الأرض, ولإنقاذ هذا الكوكب عليهم بالتخلص من البشرية التي مازالت متمسكة بأسلوب حياتها المدمر وترفض التغيير! وتتطور الأحداث بحيث يدرك الكائن الفضائي كلاتو الذي يقوم بدوره النجم الأمريكي كيانو ريفز أنه لا يمكنه تعميم فكرته علي البشر جميعا, فهم قادرون علي التغيير لكن عند حدوث الكارثة! حسب نظرية أحد العلماء الذي يجري معه حديثا عميقا, كذلك اقترابه من عالمة وتقوم بدورها جينيفر كونللي, تحاول إنقاذه. فيفهم أن العالم ليس كله علي شاكلة ممثلة الحكومة الأمريكية التي تقوم بدورها كاثي بيتس, ولكن الناس مختلفين ومنهم نماذج جديرة بالاحترام وتستحق نعمة الحياة. ويسعي الفيلم لترويج لفكرة التعايش السلمي بين البشر والتعالي علي الخلافات قبل فوات الآوان! يوم توقفت الأرض هو إعادة إنتاج لفيلم تم تقديمه في عام1951 الذي كتب السيناريو الخاص به إدموند إتش. نورث الفائز بثلاث جوائز أوسكار كأحسن قصة وسيناريو وحوار عن فيلم' باتون', الذي تدور أحداثه إبان الحرب العالمية الثانية, وأضاف ديفيد سكاربا لمساته للسيناريو الجديد. ومن إخراج سكوت ديريكسون. تكلف الفيلم80 مليون دولار,و حصد حتي الآن في أسبوعه الخامس من عرضه في الولايات المتحدة الأمريكية ما يزيد علي77 مليون دولار! ولولا قيام كيانو ريفز بأدائه المتمكن بدور البطولة, لكن من الصعب تقبل هذا الكائن الفضائي, فهو علي قدر كبير من الصرامة, وهو يشبه أداءه في ثلاثية' ماتريكس' وهي أيضا من نوعية الخيال العلمي.
الأهرام العربي في 24
يناير 2009 |